إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أم سليم الأنصارية ومواقفها ؟؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أم سليم الأنصارية ومواقفها ؟؟

    أم سليم الأنصارية ومواقفها ؟؟
    اسمها ونسبها :
    أم سليم اشتهرت بكنيتها واختلف في اسمها فقيل سهلة، وقيل، رميلة ،وقيل مليكة
    ،كما أنها وصفت بأوصاف كثيرة : منها الغميصاء أو الرميصاء .
    وهي :[أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب الأنصارية ]اشتهرت
    بكنيتها.
    نبذة يسيرة عن قبيلة أم سليم رضي الله عنها :
    وهي كما تقدم من الأنصار التي آوت رسول الله صلى الله عليه وسلم والمهاجرين
    من المؤمنين، وتكونت اللبنة الأولى للدعوة الإسلامية في ربوع بلدهم (المدينة)
    وقد تنزلت في شأنهم آيات من كتاب الله، فهم والمهاجرون هم السابقون الأولون.
    وهم الذين عناهم الله بقوله جل ثناؤه [وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ
    وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا
    يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى
    أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ
    فَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ] {الحشر:9} وكانوا هم الغالبية العظمى في
    غزوة بدر وأحد ، وبيعة الرضوان وغير ذلك من المشاهد المتميزة في الإسلام.
    فمناقب الأنصار رضي الله عنهم وثناؤهم في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله
    عليه وسلم كثيرة جداً يصعب على المرء حصرها، وإيواؤهم رسول الله صلى الله
    عليه وسلم والمهاجرين في دارهم منقبة لم يشاركهم فيها أحد، ودورهم في الدعوة
    وتضحيتهم بالمال والنفس في سبيلها غير خاف على أحد، فرحم الله الأنصار وأبناء
    الأنصار وأبناء أبناء ا لأنصار.
    الموقف الأول: أم سليم الأنصارية والزواج :
    عاشت في بداية حياتها كغيرها من الفتيات في الجاهلية قبل مجيء الإسلام فتزوجت
    مالك بن النضر، فلما جاء الله بالإسلام، وظهرت شمسه في الأفق واستجابت وفود
    من الأنصار أسلمت مع السابقين إلى الإسلام وعرضت الإسلام على زوجها مالك بن
    النضر، فغضب عليها، وكان قد عشش الشيطان في رأسه، فلم يقبل هدى الله، ولم
    يستطع أن يقاوم الدعوة لأن المدينة صارت دار إسلام فخرج إلى الشام فهلك هناك
    والذي يظهر لي أن زوجها لم يخرج إلى الشام تاركا وراءه زوجته وابنه الوحيد
    إلا بعد أن يئس أن يثني أم سليم عن الإسلام فصار هذا أول موقف يسجل لأم سليم
    رضى الله عنها وأرضاها لأننا نعلم حجم تأثير الزوج في زوجته وأولاده، فاختيار
    أم سليم الأنصارية الإسلام على زوجها في ذلك الوقت المبكر ينبئ عن عزيمة
    أكيدة، وإيمان راسخ في وقت كان الاعتماد في تدبير البيت والمعاش وغير ذلك من
    أمور الحياة على الرجل، ولم تكن المرأة قبيل مجيء الإسلام تساوي شيئا، فكونها
    أخذت هذا القرار من الانفصال بسبب الإسلام عن زوجها الذي في نظرها يعتبر كل
    شيء في ذلك الوقت فيه دلالة على ما تمتاز به هذه المرأة المسلمة من الثبات
    على المبدأ مهما كلفها من متاعب.
    زواجها في الإسلام :
    أما زواجها في الإسلام فذاك هو العجب بعينه ولم يتكرر في التاريخ مثله فعن
    أنس رضي الله عنه قال: " خطب أبو طلحة أم سليم قبل أن يسلم فقالت: أما إني
    فيك لراغبة، وما مثلك يرد، ولكنك رجل كافر، وأنا امرأة مسلمة، فإن تسلم فذاك
    مهري، لا أسأل غيره، فأسلم وتزوجها أبو طلحة .
    وفي رواية عند الحاكم أن أبا طلحة خطب أم سليم يعني قبل أن يسلم فقالت: يا
    أبا طلحة الست تعلم أن إلهك الذي تعبد نبت من الأرض نجرها حبشي بني فلان، إن
    أنت أسلمت لا أريد من الصداق غيره، قال: حتى أنظر في أمري فذهب فجاء فقال:
    أشهد أن لا إله إلا الله، و أن محمدا رسول الله، فقالت: يا أنس زوج أبا طلحة.
    فانظر كيف أن أم سليم أرخصت نفسها في سبيل دينها ومبدئها وكيف أنها استعملت
    الحكمة للوصول إلى هدفها، فهي من جهة بينت له ضلال ما هو عليه من عبادة
    الأشجار والأوثان وذلك ما تستقبحه الطبائع السليمة ومن جهة ثانية مدحته بما
    فيه من الخصال الطيبة وأثنت عليه بقولها (مثلك لا يرد) أي أن فيك من صفات
    الرجولة والحسب والجاه ما يدعو للزواج منك لولا هذه الخصلة من الكفر، ثم لم
    تقف عند هذا الحد بل رغبته في الزواج منها بأن أسقطت مهرها مقابل إسلامه،
    فكانت بذلك أول امرأة جعلت مهرها إسلام زوجها فصارت سببا في دخول أبي طلحة في
    الإسلام فحازت بذلك على الفضيلة التي وعد بها رسول الله- صلى الله عليه وسلم
    بقوله: " فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم
    ".
    الموقف الثاني: أم سليم الأنصارية مع ابنها أنس بن مالك في تربيته
    حينما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كانت الأنصار ومن كان فيها من
    المهاجرين مشغولين باستقبال النبي صلى الله عليه وسلم فرحين مستبشرين بمقدمه
    صلى الله عليه وسلم فجاء الجميع وهاجس كل واحد منهم أن يتشرف برؤيته صلى الله
    عليه وسلم وتنافس الجميع في أن ينزل النبي صلى الله عليه وسلم عنده ليتشرف
    بجواره، فصار ذلك نصيب أبي أيوب الأنصاري، فأقبلت الأفواج على بيته لزيارته
    صلى الله عليه وسلم ، فخرجت أم سليم الأنصارية من بين هذه الجموع، ومعها
    ابنها أنس رضي الله عنهما فقالت: يا رسول الله هذا أنس يخدمك قال أنس رضي
    الله عنه: خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أف ولا لم صنعت
    ولا ألا صنعت. وكان أنس حينئذ ابن عشر سنين فخدم النبي صلى الله عليه وسلم
    منذ قدم المدينة حتى مات، فاشتهر أنس بخادم رسول الله صلى الله عليه وسلم
    وقد يتبادر إلى ذهن بعض الناس أن أم سليم رضي الله عنها إنما فعلت ذلك تخلصا
    من أنس لأنه رضي الله عنه كان من غير زوجها أبي طلحة الحالي، والزوج غالبا ما
    يضيق ذرعا بأولاد زوجته من غيره، وحاشا أن يكون ذلك من أم سليم بل إن ابنها
    كان في نظرها كل شيء لدليل أن أنسا رضي الله عنه كان يبيت ويأكل من بيت أمه،
    وكان مع النبي- صلى الله عليه وسلم في الأوقات التي يحتاج فيها إلى الخدمة.
    وكانت أم سليم رضي الله عنها بفطنتها وذكائها ترمي من وراء ذلك تحقيق مقاصد
    شرعية عظيمة منها أن:
    1- خدمة النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل القربات التي يتقرب بها إلى الله
    سبحانه وتعالى فأحبت أن يسعد بهذه الخدمة ابنها و فلذة كبدها، ومن ثم لتنال
    هي وابنها أجرا عظيما عند الله سبحانه وتعالى.
    2- أن يتربى ابنها أنسن في بيت النبوة ليتخلق بأخلاق النبي صلى الله عليه
    وسلم ويهتدي بهديه صلى الله عليه وسلم ، وتلك غاية من أشرف الغايات لا يتفطن
    إليها إلا أولوا الألباب.
    3- أن يحوز أنس رضي الله عنه بسبب قربه من النبي صلى الله عليه وسلم أكبر قدر
    من سنته صلى الله عليه وسلم متمثلة في أقواله وأفعاله، فكان لها ما أرادت
    فصار أنس رضي الله عنه من الصحابة القلائل المكثرين لرواية الحديث.
    ثم أرادت أم سليم أن تقدم لابنها أفضل جائزة تقدمها والدة لولدها، وذلك حين
    جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت أم سليم فلما انتهى من حاجته وهم
    بالرجوع قالت له أم سليم رضي الله عنها: " يا رسول الله إن لي خويصة" (تصغير
    خاصة) قال: " ما هي؟! قالت: خادمك رضي الله عنه (قال أنس) فما ترك خير آخرة
    ولا دنيا إلا دعا لي (اللهم ارزقه مالا وولدا وبارك له (يقول أنس!) فإني لمن
    أكثر الأنصار مالا، وحدثتني ابنتي أمينة أنه دفن لي لصلبي مقدم الحجاج البصرة
    بضع وعشرون ومائة .
    وفي رواية الجعد عند مسلم قال أنس:" فدعا لي بثلاث دعوات قد رأيت منها اثنين
    في الدنيا، وأنا أرجو الثالثة في الآخرة .
    فهذا القدر من أولاده هو الذي مات في حياته قبل ذلك التاريخ، وأما الذين
    كانوا على قيد الحياة في ذلك الوقت فهم كما قال أنس: " وإن ولدي وولد ولدي
    ليتعادون على نحو مائة، . أرأيتم كيف أن أم سليم رضي الله عنها اعتنت بابنها
    اليتيم وأحاطته بكل عناية، وحرصت عليه كل الحرص على أن يحصل على خير الدنيا
    والآخرة؟ فما أعظمها من أم وأحسنها من مربية رضي الله عنها وأرضاها.
    فإذا كان هذا بر أم سليم رضي الله عنها بابنها فما تظنون أن يكون بر أنس رضي
    الله عنه بأمه، وذلك هو ما يفوق الخيال فكان رضي الله عنه همزة وصل بينها
    وبين النبي صلى الله عليه وسلم ، ينقل إليها أقواله وأفعاله حتى كأنها تشاهد
    رسول الله صلى الله عليه وسلم كل حين، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقرب أم
    سليم بسبب ذلك، فكانت معدودة من أهله تمشي مع نسائه إلى درجة أنه كان يدخل
    بيتها في غيابها وينام على فراشها كما سيأتي.
    وكان لأم سليم رضي الله عنها أبناء آخرون من زوجها أبي طلحة، إنما اخترنا
    أنسا رضي الله عنه لشهرته بخدمته النبي صلى الله عليه وسلم ولتميزه عن
    أبنائها الآخرين لأنه من غير زوجها أبي طلحة؟ والأبناء إن كانوا من غير الزوج
    الحالي عادة ما يلقون إهمالا، فإذا كان هذا حالها مع ابنها الذي هو من غير
    زوجها الحالي فعنايتها بأبنائها من زوجها الحالي من باب أولى.
    دليل ذلك ما رواه مسلم بسنده عن أنس رضي الله عه قال: كان لأم سليم- وهي أم
    أنس- يتيمة فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم اليتيمة فقال:" أنت هيه
    (بإسكان الياء والهاء هاء السكت) " لقد كبرت لا كبر سنك فرجعت اليتيمة إلى أم
    سليم تبكي، فقالت أم سليم: ما لك يا بنية؟ قالت الجارية: دعا علي نبي الله أن
    لا يكبر سني، فالآن لا يكبر سني أبدا أو قالت: قرني فخرجت أم سليم مستعجلة
    تلوث خمارها حتى لقيت رسول الله-صلى الله عليه وسلم فقال لها: "مالك يا أم
    سليم؟ " فقالت: يا نبي الله دعوت على يتيمتي قال: "وما ذاك يا أم سليم" قالت:
    زعمت انك دعوت أنه لا يكبر سنها ولا يكبر قرنها قال: فضحك رسول الله صلى الله
    عليه وسلم ثم قال: " يا أم سليم أما تعلمين أن شرطي على ربي أني اشترطت على
    ربي فقلت: إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر، وأغضب كما يغضب البشر، فأيما
    أحد دعوت عيه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن يجعلها طهورا وزكاة وقربة يقربه
    بها منه يوم القيامة" .
    انظر كيف أن أم سليم رضي الله عنها اهتمت بأمر هذه البنت اليتيمة فما أن سمعت
    قوله صلى الله عليه وسلم فيها حتى كادت أن تفقد وعيها من هول ما أصابها جراء
    هذه الكلمة شفقة منها على هذه البنت اليتيمة، فتحركت في حينها باحثة عن النبي
    صلى الله عليه وسلم لاستكشاف الموقف مع أن هذه اليتيمة كانت في حجر أم سليم،
    و-لم تكن من أولادها لأنها لم تتزوج بعد زوجها الأول إلا أبا طلحة وقد توفي
    بعد النبي صلى الله عليه وسلم وبالتالي لا يتصور أن يكون لها يتيمة، وإنما
    كانت تربيها ابتغاء مرضات الله.
    الموقف الثالث: أم سليم الأنصارية والتسليم بقضاء الله وقدره
    وهذا الموقف هو من أعجب المواقف التي سجلت لأم سليم رضي الله عنها أظهرت فيه
    قوة وثباتا على تحمل المكاره والاستسلام لقضاء الله وقدره مع الرضا، وهو موقف
    يتطلب من المرأة المسلمة أن تتدبره لتدرك كيف أن الإسلام يعلو بالمرأة
    المسلمة - من الحضيض الذي كانت فيه أيام جاهليتها من شق الجيوب، وضرب الخدود،
    والدعاء بالويل والثبور إذا حلت بها مصيبة من فقد عزيز من ابن أو قريب- إلى
    أعلى مقامات الصبر والثبات والاحتساب في تحمل المصائب مهما عظمت.
    وقد مر بنا أن أم سليم رضي الله عنها تزوجت بعد زوجها الأول أبا طلحة
    الأنصاري رضي الله عنه فولدت له ابنا، وهذا الابن هو أبو عمير الذي كان النبي
    صلى الله عليه وسلم يمازحه ويقول له، يا أبا عمير ما فعل النغير .
    وعند ابن حبان " فحملت (منه) فولدت غلاماً صبيحاً، فكان أبو طلحة يحبه حباً
    شديداً، فعاش حتى تحرك فمرض، فحزن أبو طلحة عليه حزناً شديداً حتى تضعضع (أي
    خضع وذل) وأبو طلحة يغدو ويروح على رسول الله صلى الله عليه وسلم فراح روحة
    فمات الصبي.
    وإليك القصة كما عند البخاري قال أنس رضي الله عنه: "اشتكى ابن لأبي طلحة
    فمات، وأبو طلحة خارج، فلما رأت امرأته أنه مات هيأت شيئا ونحته في جانب
    البيت، فلما جاء أبو طلحة قال: كيف الغلام؟ قالت: هدأت نفسه، وأرجو أن يكون
    قد استراح، وظن أبو طلحة أنها صادقة قال: فبات فلما أصبح اغتسل، فلما أراد أن
    يخرج أعلمته أنه قد مات، فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم أخبر النبي صلى
    الله عليه وسلم بما كان منهما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لعل
    الله أن يبارك لكما في ليلتكما " قال سفيان: قال رجل من الأنصار فرأيت لهما
    تسعة أولاد كلهم قرأوا القران .
    قال ابن حجر: وفي رواية سعيد بن منصور ومسدد وابن سعد والبيهقي في الدلائل من
    طريق سعيد بن مسروق عن عباية بن رفاعة قال: كانت أم أنس تحت أبي طلحة، فذكر
    القصة شبيهة بسياق ثابت عن أنس رضي الله عنه وقال في آخره: فولدت غلاما، قال
    عباية: فلقد رأيت لذلك الغلام سبع بنين كلهم ختم القرآن .
    وفي رواية لمسلم من حديث أنس رضي الله عنه " مات ابن لأبي طلحة من أم سليم
    فقالت لأهلها: لا تحدثوا أبا طلحة بابنه حتى أكون أنا أحدثه قال: فجاء فقربت
    إليه عشاء، فأكل وشرب فقال: ثم تصنعت له أحسن ما كانت تصنع مثل ذلك فوقع بها،
    فلما رأت أنه قد شبع وأصاب منها، قالت: يا أبا طلحة أرأيت لو أن قوما أعاروا
    أهل بيت عارية فطلبوا عاريتهم الهم أن يمنعوهم؟
    قال: لا، قالت: فاحتسب ابنك فغضب وقال: تركتني حتى تلطخت ثم أخبرتني .
    هل قرأتم أو سمعتم في التاريخ امرأة توفى ابنها، وهو ما يزال في بيتها قبل
    دفنه فلا يظهر منها أي جزع أو حزن فضلا عن البكاء والعويل ثم تقوم بخدمة
    زوجها وتهيئ نفسها له حتى يقضي وطره منها كأن لم يحدث شيء؟ وفوق ذلك كله
    حاولت أن تخفف عن زوجها من هول صدمة الخبر قبل سماعه بقولها: " يا أبا طلحة
    لو أن قوما أعاروا أهل بيت عارية فطلبوا عاريتهم ألهم أن يمنعوهم، قال: لا،
    قالت: فاحتسب ابنك فغضب وقال: تركتني حتى تلطخت ثم أخبرتني.
    فجمعت في هذه الألفاظ القليلة بين حسن الاستهلال لما ترمي إليه من وجوب
    التسليم لقضاء الله وقدره، وبين العزاء له بأسلوب رقيق مقنع ومع ذلك لم يعجب
    هذا الصنيع زوجها فاشتكاها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بموت
    ابنه وما فعلته زوجته البارحة فما أن سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قولته
    حتى قال: "أعرستم الليلة؟ قال: نعم، قال: اللهم بارك لهما في ليلتهما . فكان
    ثمرة ذلك الصبر الفريد- من نوعه أن صار سببا لدعاء النبي صلى الله عليه وسلم
    لهما بالبركة فيما حصل منهما في تلك الليلة، فاستجاب الله لهما تلك الدعوة
    فحملت من ذلك اللقاء فجاءت بابن، وكان لهذا الابن سبع بنين كلهم قرأوا القرآن
    أي حفظوه كما تقدم، إضافة إلى ما وعد الله الصابرين يوم القيامة من أن يوفيهم
    أجرهم بغير حساب.
    ** مواقف الصحابية :أم سليم رضي الله عنها كثيرةً جداً ، وبذلها وتضحيتها في
    سبيل الله يعجز القلم في تسطيره في هذه العجالة السريعة .. فا عذرونا ؟
    منقول : مجلة الوعد الحق

  • #2
    بارك الله فيك

    تعليق


    • #3
      جزاك الله كل خير اخى
      وجعل ما قدمت فى ميزان حسناتك

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيك اخي الكريم
        كل التحية لأبطال سرايا القدس
        .::الوحده الصاروخية::.
        13:13

        تعليق


        • #5



          تعليق

          يعمل...
          X