هذا الموضوع هدية لكل فتاة تعتز بدينها وتفتخر بحجابها... وهو رصاصة في قلوب دعاة تحرير المرأة على شاكلة المرأة الغربية من العلمانيين والتغريبيين.
سيدة صينية "ليوى كه دينغ" تقول: "سعادة المرأة العربية وراء برقعها" وهذا مقالها المنشور في مجلة الصين اليوم في عدد ديسمبر 2007. "ما هو انطباعك عن الدول العربية؟" سؤال سمعته مراراً، وفي كل مرة أقول: "لا أعرف". لأنّ الدول العربية، في رأيي، مثلها مثل نسائها المرتديات البرقع والبالطو، جمالها مخبوء يثير خيالاً لا حدود له. إلا أنّ فرصة سفر إلى اليمن وضعت حداً لهذا الخيال، حيث كشفت الحسناء العربية برقعها، وأظهرت جمالها أمامي.
أول يوم لي بالعاصمة اليمنية صنعاء كان صباحاً مشمساً من شهر ديسمبر. وقفت بالشرفة المطلة على المدينة التي كانت لا تزال مستغرقة في نوم عميق، فرأيت الطرقات وقد خلت إلا من بعض المارة الذين يرتدون المعاوز ويحملون الخناجر. خيّل إلىّ أنّى عدت إلى عالم الأحلام الأسطورية في "ألف ليلة وليلة". لكنّ الأحلام تبخّرت سريعاً. بعد الظهر، أردت التجول في الشارع، ولكن على باب الفندق استوقفني عامل الفندق وقال: "من الأفضل ألا تخرجي وحدك يا آنسة بدون ارتداء البالطو". "ما هو البالطو؟" لم أسمع لنصحه وخرجت، فرأيت كل سيدة في الشارع تلبس البالطو والبرقع. وكل رجل يمر بي يلتفت إلىّ ويتابعني بنظراته الخاصة. وقعت في حيرة. ولم أجد بداً من أن أشترى بالطو في أسرع وقت ممكن.
مرق الوقت سريعاً، وحوالي الساعة الثالثة بعد الظهر دخلت مطعماً لتناول غدائي. قال لي النادل: "من فضلك، اصعدي إلى الدور الثاني". سألت: "لماذا؟" هل هذه المائدة محجوزة؟ ولكن على أي حال صعدت الطابق الثاني ممتعضة، لأرى غرفة خاصة للنساء. وقد عرفت أنه في بعض الدول الإسلامية لا تجلس المرأة مع الغرباء من الرجال على مائدة طعام واحدة. وهذا الفصل لا يوجد في المطعم فقط، بل في مقاهي الإنترنت وفي المتاجر والمكتبات وغيرها من المناسبات العامة. في البداية، شعرت أنّى مقيدة بأغلال أنظمة كثيرة، وظننت أنّ المرأة العربية مسكينة، ليست لها مكانة في المجتمع أو في الأسرة. إلا أنّ ما حدث في الأيام التالية غير وجهة نظري. درست اللغة العربية في الجامعة باعتباري طالبة مبعوثة، وانتقلت إلى مسكن الطالبات، وبدأت حياة جديدة. من خلال التعامل مع زميلاتي اليمنيات، أتيحت لي الفرصة لأعرف حياة نساء اليمن. في المسكن، لم نكن نتحدث عن الدراسة فقط، بل عن مستحضرات التجميل والمكياج وعن الملابس والزواج. وفى الخارج، رغم أنّ المرأة ترتدي البالطو، ترى تطريز الورود على كمه، والزينات الملونة على البرقع وطلاء الأظافر. مثل كل دولة، المتجر هو أحبّ مكان للنساء.
كنت أتسوق مع صديقاتي في شارع جمال، ولاحظت أن أكبر متجر هو محل الملابس الداخلية للنساء. تعرض في واجهات المحل أنواع من الملابس. هناك الأصفر والأزرق والأسود والبنفسجى.... الخ، والموديلات منها أنواع غير موجودة حتى في الصين. قالت إحدى صديقاتي: "في البيت، نلبس أجمل الثياب أمام الزوج، تكون الفتاة منا أجمل من طاووس الربيع". وتذكرت مثلاً صينياً يقول: "المرأة تتجمل لمن يحبّها". موقف الرجل العربي من المرأة جدير بالإشارة، فقد كنت أظن أنّ الرجل العربي يستخف بالمرأة، يرى أنّها جاهلة وغير مثقّفة. لكنّ على العكس، الرجل يحترم المرأة كثيراً، وهو في ذلك أفضل من الرجل الصيني. في أحد الأيام، بعد أن فرغت من التسوق، شعرت بالتعب الشديد. انتظرت الباص، الذي جاء مزدحماً. ما أدهشني هو أنّ الرجال في السيارة تركوا مقاعدهم للنساء. كان موقفهم مهذباً، وتذكرت بأنّ بعض الرجال في بلدي يحتفظون بالمقاعد لأنفسهم ولا يشعرون بالخجل! هل المرأة العربية سعيدة؟ الإجابة لا يحددها بالطو أو برقع.
للكاتب .... العيد بن عامر
سيدة صينية "ليوى كه دينغ" تقول: "سعادة المرأة العربية وراء برقعها" وهذا مقالها المنشور في مجلة الصين اليوم في عدد ديسمبر 2007. "ما هو انطباعك عن الدول العربية؟" سؤال سمعته مراراً، وفي كل مرة أقول: "لا أعرف". لأنّ الدول العربية، في رأيي، مثلها مثل نسائها المرتديات البرقع والبالطو، جمالها مخبوء يثير خيالاً لا حدود له. إلا أنّ فرصة سفر إلى اليمن وضعت حداً لهذا الخيال، حيث كشفت الحسناء العربية برقعها، وأظهرت جمالها أمامي.
أول يوم لي بالعاصمة اليمنية صنعاء كان صباحاً مشمساً من شهر ديسمبر. وقفت بالشرفة المطلة على المدينة التي كانت لا تزال مستغرقة في نوم عميق، فرأيت الطرقات وقد خلت إلا من بعض المارة الذين يرتدون المعاوز ويحملون الخناجر. خيّل إلىّ أنّى عدت إلى عالم الأحلام الأسطورية في "ألف ليلة وليلة". لكنّ الأحلام تبخّرت سريعاً. بعد الظهر، أردت التجول في الشارع، ولكن على باب الفندق استوقفني عامل الفندق وقال: "من الأفضل ألا تخرجي وحدك يا آنسة بدون ارتداء البالطو". "ما هو البالطو؟" لم أسمع لنصحه وخرجت، فرأيت كل سيدة في الشارع تلبس البالطو والبرقع. وكل رجل يمر بي يلتفت إلىّ ويتابعني بنظراته الخاصة. وقعت في حيرة. ولم أجد بداً من أن أشترى بالطو في أسرع وقت ممكن.
مرق الوقت سريعاً، وحوالي الساعة الثالثة بعد الظهر دخلت مطعماً لتناول غدائي. قال لي النادل: "من فضلك، اصعدي إلى الدور الثاني". سألت: "لماذا؟" هل هذه المائدة محجوزة؟ ولكن على أي حال صعدت الطابق الثاني ممتعضة، لأرى غرفة خاصة للنساء. وقد عرفت أنه في بعض الدول الإسلامية لا تجلس المرأة مع الغرباء من الرجال على مائدة طعام واحدة. وهذا الفصل لا يوجد في المطعم فقط، بل في مقاهي الإنترنت وفي المتاجر والمكتبات وغيرها من المناسبات العامة. في البداية، شعرت أنّى مقيدة بأغلال أنظمة كثيرة، وظننت أنّ المرأة العربية مسكينة، ليست لها مكانة في المجتمع أو في الأسرة. إلا أنّ ما حدث في الأيام التالية غير وجهة نظري. درست اللغة العربية في الجامعة باعتباري طالبة مبعوثة، وانتقلت إلى مسكن الطالبات، وبدأت حياة جديدة. من خلال التعامل مع زميلاتي اليمنيات، أتيحت لي الفرصة لأعرف حياة نساء اليمن. في المسكن، لم نكن نتحدث عن الدراسة فقط، بل عن مستحضرات التجميل والمكياج وعن الملابس والزواج. وفى الخارج، رغم أنّ المرأة ترتدي البالطو، ترى تطريز الورود على كمه، والزينات الملونة على البرقع وطلاء الأظافر. مثل كل دولة، المتجر هو أحبّ مكان للنساء.
كنت أتسوق مع صديقاتي في شارع جمال، ولاحظت أن أكبر متجر هو محل الملابس الداخلية للنساء. تعرض في واجهات المحل أنواع من الملابس. هناك الأصفر والأزرق والأسود والبنفسجى.... الخ، والموديلات منها أنواع غير موجودة حتى في الصين. قالت إحدى صديقاتي: "في البيت، نلبس أجمل الثياب أمام الزوج، تكون الفتاة منا أجمل من طاووس الربيع". وتذكرت مثلاً صينياً يقول: "المرأة تتجمل لمن يحبّها". موقف الرجل العربي من المرأة جدير بالإشارة، فقد كنت أظن أنّ الرجل العربي يستخف بالمرأة، يرى أنّها جاهلة وغير مثقّفة. لكنّ على العكس، الرجل يحترم المرأة كثيراً، وهو في ذلك أفضل من الرجل الصيني. في أحد الأيام، بعد أن فرغت من التسوق، شعرت بالتعب الشديد. انتظرت الباص، الذي جاء مزدحماً. ما أدهشني هو أنّ الرجال في السيارة تركوا مقاعدهم للنساء. كان موقفهم مهذباً، وتذكرت بأنّ بعض الرجال في بلدي يحتفظون بالمقاعد لأنفسهم ولا يشعرون بالخجل! هل المرأة العربية سعيدة؟ الإجابة لا يحددها بالطو أو برقع.
للكاتب .... العيد بن عامر
تعليق