الحديث عن دور شبكات العملاء في الأراضي الفلسطينية، حديث ذو شجون، لا سيما وان تلك الشبكات تجد أرضا خصبة للنماء والتكاثر في ظل الأوضاع الأمنية والاقتصادية المتردية التي تحياها كافة محافظات الوطن، وهو ما يسوّل للعديد من ضعاف النفوس الالتحاق بتلك الشبكات، متذرعين بالعديد من الذرائع الواهية، فكيف تتعامل فصائل المقاومة مع هذا الملف الخطير الذي يهددها بشكل أساسي؟ وما هو دورها في إنقاذ من تورط في شباك العمالة من هذا المستنقع الخطير؟ للإجابة على هذه الأسئلة وغيرها كان هذا اللقاء مع ابو بلال مسؤول ملف ملاحقة العملاء في جهاز الأمن التابع لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.
العملاء والفوضى...
ففي رده على سؤال حول الغاية التي من أجلها عمدت دولة الاحتلال الى تشكيل خلايا العملاء في صفوف الفلسطينيين، قال ابو بلال: "إن الاحتلال الصهيوني المغتصب لأرضنا ومقدساتنا سعى منذ اللحظة الأولى التي وطأت فيها أقدامه ارض فلسطين، إلى زرع الجواسيس في صفوف أبناء شعبنا الفلسطيني وامتنا العربية والإسلامية على حدٍ سواء، ليس لجمع المعلومات حول نشاط الفدائيين وكشف أسرارهم فقط، بل لإشاعة الفوضى والإشاعات المغرضة من اجل زعزعة الوضع وخلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة.
وأوضح أن الاحتلال صاحب التاريخ الأسود المليء بالمذابح والإرهاب لم يتخلص بعد من عقدة الخوف التي تسيطر عليه، وانه يعيش هاجس من الخوف المستمر من أي تطور في أداء أي دولة عربية أو إسلامية أو حتى لدى المقاومة الفلسطينية على أي صعيد كان.
ونوه أبو بلال إلى أن الاحتلال استطاع أن يخترق بنية الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية كافة، كما واستطاع أن يخترق الأنظمة العربية والتنظيمات العاملة على الساحة الفلسطينية، لكن هذا الاختراق ليس بالحجم الذي يحاول الاحتلال وأجهزة مخابراته أن يصوراه للشارع الفلسطيني والعربي و الإسلامي، مشيراً إلى أن مجاهدي المقاومة الفلسطينية استطاعوا كشف وتدمير العديد من شبكات وخلايا التجسس وتفكيكها على مدى سنوات النضال الطويلة من حياة الشعب الفلسطيني، مستشهدا بالعديد من الشواهد.
ولم يستبعد أبو بلال أن تكون شخصيات فلسطينية مرموقة، وذات صفات اعتبارية قد وقعت في مستنقع الجاسوسية، دون أن يحددها بالاسم.
وحول الدوافع وراء ارتماء البعض في وحل العمالة، ذكر أبو بلال أن لكل عميل خائن ظروف اجتماعية ونفسية مختلفة، قادته إلى مستنقع الخيانة، ولكل جاسوس نقطة ضعف أسقطته في وحل الخيانة وجعلته لا يدخر وسعاً في اطلاع العدو على أسرار بلده وقادة العمل الجهادي المقاوم، وتنفيذ أوامرهم دون التفكير في عواقبها الوخيمة. مضيفاً أن فكرة تجنيد الجواسيس من خلال الإغراء بالمال أو التهديد بالفضيحة باتت فكرة قديمة وعقيمة، والجديد استغلال ثقافة ومعتقدات البعض، الذين يتفقون في أهدافهم وآرائهم أو نظراتهم إلى الحياة مع الاحتلال فهم يعتقدون أن تحقيق الانتصار على العدو شيء من ضروب المستحيل فهم من يطلق عليهم " جواسيس الفكر الإيديولوجي ومدّعوا التحضر والثقافة".
العميل والتقدم التكنولوجي...
وفي سياق الرد على ما إذا كان التقدم التكنولوجي في رصد تحركات المجاهدين ومتابعتهم قلل من أهمية اعتماد المخابرات الصهيونية على العنصر البشري، قال أبو بلال: إن العنصر البشري لا يمكن إهماله أو الاستغناء عنه، وسيظل الموساد يعتمد على العملاء مهما قيل عن تطور الأجهزة والوسائل التكتيكية في كشف الأسرار والخفايا، حيث يقوم العنصر العميل برصد الهدف والتبليغ عن تحركاته بواسطة أجهزة المحمول أو إرسال تقارير الرصد بواسطة البريد الالكتروني أو بتسليم ضابط المخابرات المعلومات من خلال لقاءاتهم على المعابر والحواجز أو من خلال نقاط ميتة يتم تفريغها بواسطة عملاء آخرين، حيث يقوم العملاء برصد الأماكن والأهداف ووضع الإشارات عليها لكي يتم تحديدها واستهدافها.
مؤكداً أن أجهزة استخبارات العدو بدأت تشعر بعد الانسحاب من قطاع غزة بالنقص في عدد العملاء وصعوبة في تجنيد عملاء جدد. وهو ما أكدته آخر التقارير التي نشرتها أجهزة مخابرات العدو والتي تطلب فيها زيادة المخصصات التي تعنى بهذا الشأن, ولذلك اعتمد العدو الصهيوني على عنصر تكنولوجيا الاستخبارات مثل طائرات الاستطلاع, مراقبة الأجهزة الخلوية, التنصت على الأجهزة السلكية واللاسلكية، من خلال الاعتماد على الأقمار الصناعية ومشروع التصنت الإقليمي "الأذن الكبيرة ".
أساليب التجنيد...
وأضاف أبو بلال إلى أن العدو الصهيوني لجأ في الآونة الأخيرة إلى أساليب جديدة في عملية تجنيد العملاء حيث يقوم خلال عمليات الاجتياح المتكررة للمناطق بالاعتقال العشوائي للمواطنين، ويتم أخذهم إلى مراكز تحقيق لمساومتهم وعرض عليهم التجنيد للعمل في جهاز الشاباك مقابل الإغراءات تارة والتهديد تارة أخرى، كما تهدف هذه العمليات علاوة على تجنيد العملاء إلى جمع المعلومات عن سكان المناطق والناشطين ومن يتردد عليها واستلام معلومات من عملاء قدامى وإلقاء القبض على رجال المقاومة.
وتابع أبوبلال القول بأن الموساد الصهيوني غالبا ما يلجأ إلى إتباع حيل غريبة تستغرق وقتاً أطول من اللازم لإخضاع العميل وفق نظرية " تليين الهدف المتدرج". مؤكداً انه ليس من الضروري أن يكون الجاسوس ملماً بالنواحي العسكرية، أو يملك خبرة فنية في تخصص ما، أو ذو علم.
موضحاً أن الارتماء في وحل العمالة الحديثة لا يشترط وجود أي من هذه الصفات لدى العميل كل ما في الأمر أن يكون منزوع الانتماء فقيد الضمير، يسعى بين أهله ومواطنيه كالحية الرقطاء تتربص بالفريسة. معتبرا أن الاحتلال وخلايا العملاء العاملة على الأرض هما وجهان لعملة واحدة هدفها القضاء على المقاومة والنيل منها.
السرايا وملاحقة العملاء...
وحول طبيعة عمل جهاز الامن التابع لسرايا القدس في حماية المجاهدين وكشف شبكات العملاء، أوضح أبو بلال :" أن جهاز الأمن عمل منذ تشكيله على نشر الوعي الأمني لدى المجاهدين، والعمل على كشف شبكات العملاء وتفكيكها، وفضح مخططات العدو في تجنيد العملاء واستهداف المجاهدين واستخلاص العبر والدروس الأمنية، واستخدام أساليب الإخفاء والتمويه والنقاط الميتة في تحركات واتصالات المجاهدين واعتماد حرب الأشباح تحت أعين العملاء وطائرات التجسس والاستطلاع".
قائلاً:" إننا في هذا الوقت العصيب بحاجة ماسة وضرورية إلى الاهتمام بهذا الملف الخطير مضيفاً :" أن ملاحقة الجواسيس ومحاسبتهم يجب أن يكون عنوان ملاصق لكلمة مقاومة".
وشدد ابو بلال على أن من واجب فصائل المقاومة الفلسطينية مجتمعة ملاحقة شبكات العملاء وكشفهم وإنزال العقوبة اللازمة بحقهم، لما لهم من بالغ الضرر على المقاومة والمصالح الفلسطينية العليا
العملاء والفوضى...
ففي رده على سؤال حول الغاية التي من أجلها عمدت دولة الاحتلال الى تشكيل خلايا العملاء في صفوف الفلسطينيين، قال ابو بلال: "إن الاحتلال الصهيوني المغتصب لأرضنا ومقدساتنا سعى منذ اللحظة الأولى التي وطأت فيها أقدامه ارض فلسطين، إلى زرع الجواسيس في صفوف أبناء شعبنا الفلسطيني وامتنا العربية والإسلامية على حدٍ سواء، ليس لجمع المعلومات حول نشاط الفدائيين وكشف أسرارهم فقط، بل لإشاعة الفوضى والإشاعات المغرضة من اجل زعزعة الوضع وخلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة.
وأوضح أن الاحتلال صاحب التاريخ الأسود المليء بالمذابح والإرهاب لم يتخلص بعد من عقدة الخوف التي تسيطر عليه، وانه يعيش هاجس من الخوف المستمر من أي تطور في أداء أي دولة عربية أو إسلامية أو حتى لدى المقاومة الفلسطينية على أي صعيد كان.
ونوه أبو بلال إلى أن الاحتلال استطاع أن يخترق بنية الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية كافة، كما واستطاع أن يخترق الأنظمة العربية والتنظيمات العاملة على الساحة الفلسطينية، لكن هذا الاختراق ليس بالحجم الذي يحاول الاحتلال وأجهزة مخابراته أن يصوراه للشارع الفلسطيني والعربي و الإسلامي، مشيراً إلى أن مجاهدي المقاومة الفلسطينية استطاعوا كشف وتدمير العديد من شبكات وخلايا التجسس وتفكيكها على مدى سنوات النضال الطويلة من حياة الشعب الفلسطيني، مستشهدا بالعديد من الشواهد.
ولم يستبعد أبو بلال أن تكون شخصيات فلسطينية مرموقة، وذات صفات اعتبارية قد وقعت في مستنقع الجاسوسية، دون أن يحددها بالاسم.
وحول الدوافع وراء ارتماء البعض في وحل العمالة، ذكر أبو بلال أن لكل عميل خائن ظروف اجتماعية ونفسية مختلفة، قادته إلى مستنقع الخيانة، ولكل جاسوس نقطة ضعف أسقطته في وحل الخيانة وجعلته لا يدخر وسعاً في اطلاع العدو على أسرار بلده وقادة العمل الجهادي المقاوم، وتنفيذ أوامرهم دون التفكير في عواقبها الوخيمة. مضيفاً أن فكرة تجنيد الجواسيس من خلال الإغراء بالمال أو التهديد بالفضيحة باتت فكرة قديمة وعقيمة، والجديد استغلال ثقافة ومعتقدات البعض، الذين يتفقون في أهدافهم وآرائهم أو نظراتهم إلى الحياة مع الاحتلال فهم يعتقدون أن تحقيق الانتصار على العدو شيء من ضروب المستحيل فهم من يطلق عليهم " جواسيس الفكر الإيديولوجي ومدّعوا التحضر والثقافة".
العميل والتقدم التكنولوجي...
وفي سياق الرد على ما إذا كان التقدم التكنولوجي في رصد تحركات المجاهدين ومتابعتهم قلل من أهمية اعتماد المخابرات الصهيونية على العنصر البشري، قال أبو بلال: إن العنصر البشري لا يمكن إهماله أو الاستغناء عنه، وسيظل الموساد يعتمد على العملاء مهما قيل عن تطور الأجهزة والوسائل التكتيكية في كشف الأسرار والخفايا، حيث يقوم العنصر العميل برصد الهدف والتبليغ عن تحركاته بواسطة أجهزة المحمول أو إرسال تقارير الرصد بواسطة البريد الالكتروني أو بتسليم ضابط المخابرات المعلومات من خلال لقاءاتهم على المعابر والحواجز أو من خلال نقاط ميتة يتم تفريغها بواسطة عملاء آخرين، حيث يقوم العملاء برصد الأماكن والأهداف ووضع الإشارات عليها لكي يتم تحديدها واستهدافها.
مؤكداً أن أجهزة استخبارات العدو بدأت تشعر بعد الانسحاب من قطاع غزة بالنقص في عدد العملاء وصعوبة في تجنيد عملاء جدد. وهو ما أكدته آخر التقارير التي نشرتها أجهزة مخابرات العدو والتي تطلب فيها زيادة المخصصات التي تعنى بهذا الشأن, ولذلك اعتمد العدو الصهيوني على عنصر تكنولوجيا الاستخبارات مثل طائرات الاستطلاع, مراقبة الأجهزة الخلوية, التنصت على الأجهزة السلكية واللاسلكية، من خلال الاعتماد على الأقمار الصناعية ومشروع التصنت الإقليمي "الأذن الكبيرة ".
أساليب التجنيد...
وأضاف أبو بلال إلى أن العدو الصهيوني لجأ في الآونة الأخيرة إلى أساليب جديدة في عملية تجنيد العملاء حيث يقوم خلال عمليات الاجتياح المتكررة للمناطق بالاعتقال العشوائي للمواطنين، ويتم أخذهم إلى مراكز تحقيق لمساومتهم وعرض عليهم التجنيد للعمل في جهاز الشاباك مقابل الإغراءات تارة والتهديد تارة أخرى، كما تهدف هذه العمليات علاوة على تجنيد العملاء إلى جمع المعلومات عن سكان المناطق والناشطين ومن يتردد عليها واستلام معلومات من عملاء قدامى وإلقاء القبض على رجال المقاومة.
وتابع أبوبلال القول بأن الموساد الصهيوني غالبا ما يلجأ إلى إتباع حيل غريبة تستغرق وقتاً أطول من اللازم لإخضاع العميل وفق نظرية " تليين الهدف المتدرج". مؤكداً انه ليس من الضروري أن يكون الجاسوس ملماً بالنواحي العسكرية، أو يملك خبرة فنية في تخصص ما، أو ذو علم.
موضحاً أن الارتماء في وحل العمالة الحديثة لا يشترط وجود أي من هذه الصفات لدى العميل كل ما في الأمر أن يكون منزوع الانتماء فقيد الضمير، يسعى بين أهله ومواطنيه كالحية الرقطاء تتربص بالفريسة. معتبرا أن الاحتلال وخلايا العملاء العاملة على الأرض هما وجهان لعملة واحدة هدفها القضاء على المقاومة والنيل منها.
السرايا وملاحقة العملاء...
وحول طبيعة عمل جهاز الامن التابع لسرايا القدس في حماية المجاهدين وكشف شبكات العملاء، أوضح أبو بلال :" أن جهاز الأمن عمل منذ تشكيله على نشر الوعي الأمني لدى المجاهدين، والعمل على كشف شبكات العملاء وتفكيكها، وفضح مخططات العدو في تجنيد العملاء واستهداف المجاهدين واستخلاص العبر والدروس الأمنية، واستخدام أساليب الإخفاء والتمويه والنقاط الميتة في تحركات واتصالات المجاهدين واعتماد حرب الأشباح تحت أعين العملاء وطائرات التجسس والاستطلاع".
قائلاً:" إننا في هذا الوقت العصيب بحاجة ماسة وضرورية إلى الاهتمام بهذا الملف الخطير مضيفاً :" أن ملاحقة الجواسيس ومحاسبتهم يجب أن يكون عنوان ملاصق لكلمة مقاومة".
وشدد ابو بلال على أن من واجب فصائل المقاومة الفلسطينية مجتمعة ملاحقة شبكات العملاء وكشفهم وإنزال العقوبة اللازمة بحقهم، لما لهم من بالغ الضرر على المقاومة والمصالح الفلسطينية العليا
تعليق