إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الفرار من سجن الرويس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفرار من سجن الرويس

    الفرار من سجن الرويس
    الشيخ "أبو الليث القاسمي"( ) بعد فراره من سجن "الرويس" في حوار مع "مجلة الفجر"( )
    * * *
    عند الساعة الثامنة من صباح الرابع والعشرين من شهر رمضان الماضي تلقى النظام السعودي ضربة قاسية وصفعة قوية هزت وبشدة اسطورته الامنية، اذ تمكن ثلاثة من ابناء الجماعة الإسلامية المقاتلة من الفرار من سجن الطاغوت بمدينة جدة والمعروف باسم "سجن الرويس" بعدما كان يُضرب به المثل في اجراءاته وتدابيره الامنية.
    ورغم كل ما اتبعته السلطات الامنية السعودية من جهود امنية مكثفة للقبض على هؤلاء الأخوة بعد فرارهم إلا انهم تمكنوا بفضل الله من مغادرة الاراضي السعودية، والوصول إلى بر الأمان.
    وبعد وصولهم إلى مكان آمن التقى مندوب "الفجر" بهؤلاء الأخوة، وهم؛ الشيخ "أبو الليث القاسمي"، والأخ "بشير عبد الكريم"، والأخ "أبو محمد الزاوي".
    وكان هذا اللقاء الذي اجرته "الفجر" مع الشيخ "أبي الليث القاسمي"، وتحدث فيه عن ظروف السجن وما يلاقيه الموحدون على ايدي زبانية آل سعود وكيفية هروبهم.
    وفيما يلي نص الحديث...

    - كيف تمكنتم من الهروب برغم الاجراءات الامنية المشددة في سجن الرويس؟
    الحمد لله كما أمر، والصلاة والسلام على خير البشر.
    ابتداء في عقيدة المسلم ان الله عز وجل يأمره بان لايعجز عن فعل المأمور، والله امرنا بأن لانعطي الدنية في الدين وان لا نمكن الكافرين من رقاب المسلمين، قال تعالى {ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا}، فمن منطلق هذا الامر الرباني اجتهد الأخوة في سجن "الرويس" بمدينة جدة في محاولة البحث عن طريقة للهروب والخروج من ربقة الطاغوت، فكانت لنا عدة محاولات للهروب منذ الايام الاولى، حيث فشلت محاولتان، ثم كانت المحاولة الثالثة وهي التي قام بها الأخ "بشير" منفرداً وتمكن حتى من الخروج من السجن بينما في المحاولتين الاولى والثانية لم نستطع ان نخرج من السجن، حيث قمنا برسم الخرائط ولكن نظراً لاصابته بكسر في رجله لم يستطع مواصلة الهروب وانكشف امره.
    - كيف تم هذا الهروب؟
    كان الأخ "بشير" في زنزانة انفرادية، وفي هذه الزنزانة ممر في بدايته باب، فاستغل "بشير" فرصة دخول عربة الاكل حيث تفتح لها الابواب، فعندما فتح له باب الزنزانة وكان باب ممر الزنازين مفتوحاً ايضاً فاستطاع الأخ "بشير" ان يفلت من العسكري وعريف السجن، ووجد نفسه في بهو السجن فركض مسافة [300] متر إلى ان وصل إلى طرف السجن بالقرب من غرف التحقيق، واستطاع ان يعتلي السور بدون مساعدة علما بان ارتفاعه يصل إلى ثلاثة امتار، إلى أن وجد نفسه على حافة السور فقفز بعدها إلى الخارج، والسور من الخارج ارتفاعه ما بين [6] إلى [7] امتار، فعندما قفز سقط على رجله فانكسرت وكان حراس السجن يلاحقونه فامسكوا به بعد ان ابتعد عن السجن مسافة [300 – 400] متر.
    - وبالنسبة لعملية هروبكم الأخيرة؟
    كنا كثيراً ما نبحث عن وسائل للهروب، حتى تحصلنا على عدة اشياء تسهل لنا طرقاً عديدة للهروب وحقيقة يظهر للناظر من بعد ان هناك تحصينات ولكنها هشة.
    - ما هي هذه الاشياء التي تحصلتم عليها؟
    بعض الاشياء مثل مفاتيح قيود الايدي والارجل، تحصلنا عليها بطرق خاصة، وكانت هناك افكار كثيرة للهروب لكن غالباً مايكون هروباً فردياً، ونحن كنا مقررين ان يكون الهروب بأكبر عدد ممكن من الافراد فأهملنا هذه الخطة وجعلناها احتياطية اذا فشلت الخطة الأخرى.
    اما عن كيفية الهروب؛ فالمكان الذي كنا محتجزين فيه، كان عبارة عن عنبر فيه ثماني غرف يفتح بعضها على بعض، في احدى زوايا العنبر توجد ست حمامات، ونوافذ هذه الحمامات تطل على ممر يفتح على ساحة التشميس المغطاة بسياج من الحديد فعندما تحصلنا على مناشير حديدية كانت الفكرة ان نخرج من احدى شفاطات الهواء التي تكون في الحمامات، بحيث يكون الأخ في الممر الذي لا يفتح الا في اوقات التشميس حيث يخرج المساجين، بحيث يخرج الأخ من الشفاطة وينزل في الممر وبعد ذلك يكون بينه وبين ساحة التشميس باب واحد، وهذا الباب كان مقفلاً بقفل فتمكنا - ولله الحمد - من مخادعة الحرس وافسدنا هذا القفل فصار هذا الباب مشرعاً، وبعد ايام اعطينا المناشير للاخ "بشير" وصار يخرج من الشفاطة ثم يعيدها كما هي، فيكون في الممر ثم يخرج من الباب فيكون في ساحة التشميس، بعد ذلك يوجد باب يدخلك على ممر يلف على الغرف، فباشر الأخ "بشير" في قص الباب، ثم دخل هذا الممر فصار خلف الغرف، وصعد على احد مكيفات الغرف واصبح على السطح ولم يفصله عن الخارج سوى السياج الحديدي، فقص مربعاً بقياس خروج شخص واحد، وتمت هذه العملية خلال ثلاثة إلى اربعة اسابيع بسبب الظروف والحراسة التي كانت تعيق احياناً سير العمل، فكنا نتخير الفرص ونخادع الحرس وحدثت لنا عمليات كثيرة من قبل العسكر كدنا ان نكشف فيها لكن الله كان يصرفهم.
    فأصبحنا ننتظر ونترقب يوم الهروب، وحددنا يوم الاربعاء 24 رمضان الماضي، واخترنا هذا الموعد بالذات لان العشر الاواخر من شهر رمضان تعتبر اجازة رسمية لكل القطاعات العاملة في السعودية، ويوم الاربعاء عادة يكون دوام العمل إلى الظهر فقط، والخميس والجمعة عطلة نهاية الاسبوع، فاخترنا هذا الوقت لهدوء الوضع فيه تماماً وكذلك مع فترة الصباح حيث يكون الناس نياماً.
    فالحمد لله كانت الامور مرتبة ترتيباً جيداً، حيث كان الأخ "أبو محمد الزاوي" في المقدمة فخرج من فتحة الشفاطة ثم لحقته انا ثم لحقنا الأخ "بشير"، حتى وصلنا إلى حافة السور الخارجي وقفزنا من ارتفاع ستة إلى سبعة امتار على الارض.
    - اين ذهبتم بعد ذلك؟
    الحمد لله... نظراً لبقائنا مدة طويلة في أرض الجزيرة لدينا نوع من المعرفة بطرق البلاد، فأخذنا طريقاً بعيداً عن الحركة الدائبة إلى ان وصلنا "مكة"، ومع ذلك يقدّر الله عز وجل ان نلتقي في الطريق باحد حراس السجن وكان يعرفنا، فرأينا الدهشة في وجهه لاستغرابه وجودنا في ذلك المكان وكان هذا في الطريق بين "جدة" و "مكة"، ووصلنا "مكة" ولله الحمد وبعد ذلك سهل الله علينا امر المأوى.
    وكنا في "مكة" و "جدة" نسمع ونرى زبانية الطاغوت يبحثون عنا حتى ان مدير السجن رآه احد الأخ وة في الحرم المكي وهو يبحث عنا وقد بدا وجهه شاحباً.
    - يعني ذلك انكم دخلتم الحرم المكي؟
    نعم الحمد لله... وصلينا فيه.
    - متى وكيف استطعتم الخروج من أرض الجزيرة؟ برغم كل الاجراءات الامنية التي اتخذت بعد هروبكم حيث وُزعت صوركم على المنافد الحدودية والبوابات ووصل الامر إلى توزيعها على شرطة الحرمين؟!
    واكثر من هذا انهم صاروا يوزعونها حتى على المدنيين،بل تمت اعتقالات في اوساط من افرج عنهم ممن كانوا معنا في سجن "الرويس" قبل هروبنا، اعتقاداً منهم اننا قد نذهب إلى هؤلاء الأخوة.
    وبقينا في أرض الجزيرة بعد هروبنا من السجن ما يقارب الشهر، والحمد لله كنا نصول ونجول في أرض الجزيرة، ومرة اكتشف الأخ "أبو محمد الزاوي" ولكنه فر منهم مرة اخرى، حيث شك احد افراد الشرطة في امره وعرف صورته، لكن الحمد لله تمكن "أبو محمد" من الفرار منه وكان ذلك في مكة، وبعد ذلك سهل الله عز وجل علينا طريقاً للخروج من أرض الجزيرة وخرجنا.
    - كل من يسمع هذه القصة يستغرب كيف خرجتم من أرض الجزيرة، هل يمكن ان تشرح للقاري ذلك؟
    بعد تردد...
    الحمد لله اولاً واخراً، اما عن كيفية الخروج التفصيلية فتوجد فيها جوانب كثيرة يصعب الحديث عنها لأجل الملابسات الامنية التي تحدث في هذا الموضوع - كما لا يخفاكم - لكن كان الخروج عن طريق "..." حيث قطعنا المسافة من "مكة" إلى "..." في "..." عن طريق البوابات بسواتر واقنعة اذهبت شخصياتنا وصورنا الحقيقية والحمد لله تمكنا من الوصول إلى "..." وبعد ذلك تمكنا من الخروج من هذه "..." إلى "..." عبر المنافذ.
    - لنعد إلى الوراء قليلاً... ما هي ظروف وملابسات اعتقالكم من قبل السلطات السعودية؟ ومتى كان ذلك؟
    بعد حادثة تفجير الرياض في نوفمبر 1995م بما يقارب اسبوعا وصلت الحكومة السعودية إلى قناعات وإلزامات من الاستخبارات الامريكية ان المنفذين اسلاميون، فقامت السلطات السعودية بحملة اعتقالات واسعة في صفوف الاسلاميين بصفة عامة.
    ثم هناك مسألة اخرى؛ وهي ان الحكومة السعودية كانت تبحث عن ذريعة بعد اعتقال الشيخين "سفر الحوالي" و "سلمان العودة" واخوانهما لكشف حقيقة واصناف الاسلاميين وتمييزهم ومعرفة هل هناك من الاسلاميين من يفكر في العمل ضد الحكومة السعودية؟ فكانت هذه فرصتها، حيث بدأت الاعتقالات العشوائية، ويقدر الله عز وجل اثناء ذلك ان يحدث لنا حادث مروري في الطريق تعرض على اثره احد الأخوة للاعتقال، وعند القبض عليه كانت هناك في احد البيوت اشياء متعلقة بالجماعة وفيها اغراض لو كشفت فانها تدين الأخ المعتقل، فحاولتُ الذهاب إلى هذا البيت لتنظيفه من أجل انقاذ الأخ، فقدر الله ان اصطدم بالأمن والشرطة في داخل البيت فتم اعتقالي فيه.
    - ثم حملوك مباشرة إلى الرويس؟
    نعم مباشرة... حملوني مغمى عليّ.
    - ثم ماذا حدث؟
    الله المستعان.
    ابتداء باشروا بالتعذيب مباشرة بدون أسئلة ومقدمات، وعندما عرفوا هويتي الاسلامية ارادوا ان يسقطوا الوازع الديني الذي قد اظنه فيهم، فصار اللواء الذي كان يباشر تعذيبي واسمه "أمين زقزوق" وهو مصري الاصل ويعتبر المدير العام للسجن، فبدأ
    الكلام معي بسب الدين، فعرفتُ ان المسألة استفزازية فأظهرتُ عدم الاكتراث، ثم اتبع ذلك بسب الجلالة فأظهرتُ عدم المبالاة، ثم واصل ذلك بأن سب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعندما وجد مني اللامبالاة قال لي بالحرف الواحد: (لو كان ابن باز والعثيمين - وسمى عدة مشايخ - لو كانوا هنا لفعلت فيهم)، وذكر ذلك بدون كناية باللفظة السوقية قاصداً الفاحشة، وبعد ذلك بدأ التعذيب معنا.
    - هل تعرضت في التحقيق للسؤال عن انفجار الرياض؟
    في الحقيقة انهم ما كانوا يريدون منا سوى ان نعترف بمسؤوليتنا عن هذا الانفجار، واستمر التعذيب بالنسبة لي قرابة شهر ونصف إلى ان تم القبض على الأخوة السعوديين الاربعة وألبسوهم قضية تفجير الرياض.
    - قبل مرحلة إلقاء القبض على الأخوة السعوديين الاربعة كيف تم التعامل معكم بالنسبة لانفجار الرياض؟
    كانت توجد لجنة من المحققين يرأسها المدير العام اللواء "امين زقزوق" ويشرف عليها المدعو "الخصيفان" يومياً والذي يعتبر نائباً لوزير الداخلية السعودي "نايف بن عبد العزيز"، وكان طاقم التحقيق مكوناً من تسعة محققين مصريين وعشرة محققين سعوديين ولكن المحققين السعوديين ليس لهم دور كبير، لانهم بسطاء ولا يتقنون مهنة التحقيق.
    وعندما وجدوا عندنا اغراضاً تدل على انتمائنا إلى "الجماعة الاسلامية المقاتلة" ربطوا بين المنهجية والعمل، فقالوا؛ انه لا يفعلها إلا انتم، وخاصة ان بعض المعتقلين السعوديين قالوا اثناء التحقيق عند سؤالهم عن توقعاتهم عمن يفعل هذا العمل، قالوا: نتوقع ان يفعله الاجانب الموجودون في أرض الجزيرة اتباع الحركات الاسلامية الجهادية، فبهذا كان الاتهام الاول موجهاً لنا في قضية تفجير الرياض.
    - هل اجبروكم على الاعتراف بهذا الاتهام باعترافات خطية مثلاً؟
    طبعاً... بل وأكثر من ذلك اعترافات مصورة مع استخدام الابر والاقراص المهلوسة، فاعترفنا تحت ضغط هذه الامور.
    - بعد هذه الاعترافات المصورة، هل تم تهديدكم بالتحويل إلى القضاء أو اتهامكم علناً؟
    عندما قاموا بتصويرنا كان ذلك على اساس اننا نحن منفذو التفجير خاصة شخصي انا، حيث اعطوني خطة - حسبما اذكر - بأن البسوني التهمة بعد هذه الابر والاقراص، حتى انني اذكر انهم كانوا يضعون لي تحت شاشة الكاميرا ورقة مكتوب عليها بالخط العريض الكلام الذي يريدون مني ان اقوله أو اعترف به، وكانت خطة متكاملة بالخريطة وكيف قمت بتنفيذ التفجير اذكر ان هذا كله حدث لي.
    - هل تتشابه هذه الاعترافات مع الرواية التي قدمها الأخوة الاربعة؟
    بالضبط انا لا أذكر ما كنتُ اقوله 100% لكن عندما رأيت في التلفاز ما قاله الأخوة الاربعة تقريباً كان نفس الكلام.
    - هل التقيتم بالأخوة الاربعة اثناء وجودكم في السجن؟
    كنا معاً، كنا نحن نعذب في غرفة، وهم يعذبون في غرفة اخرى، فيبدو ان الأخوة الاربعة اعترفوا ان لهم نوايا حقيقية على انهم كانوا يفكرون في عمل مسلح، وبعد ذلك ألبسوهم تهمة تفجير الرياض، وانا التقيت بواحد منهم وهو الأخ "مصلح الشمراني" لكن الظروف لم تسمح لنا بالحديث، فأشار اليّ بإصبع السبابة أن اثبت "لا إله إلا الله"، ثم اعدتُ اليه الاشارة ذاتها، ولكننا كنا نسمع اخبارهم حيث كانوا بجانبنا في الزنازين ونسمع نداءاتهم وقراءتهم للقرآن.
    - كيف كانت اوضاعهم المعنوية قبل تنفيذ حكم الاعدام فيهم؟
    حقيقةً... بطولتهم التي ظهرت في السجن تحتاج إلى ان تسطر بأروع من هذا الكلام الذي سأقوله، لكنها كانت فعلاً من أكبر أسباب الثبات للاخوة الأخرين الذين كانوا يعذبون، اخبار ومواقف هؤلاء الأخوة الاربعة، فكانوا يعذبون عذاباً لا يوصف ولا يصدق ولا يتصور مهما وصف،كانوا يتعرضون لعذاب شديد جداً حتى انه في يوم التصوير اضطر الزبانية لاستخدام المكياج على وجوه الأخوة ليخفوا آثار التعذيب.
    واذكر من المواقف البطولية ان الأخ "مصلح الشمراني‎" عندما هدده مدير السجن بالقتل قال له باللفظ الدارج بعد ان اشار إلى رقبته: (ما يطير الرقبة غير اللي خلقها، اما انت زفت ما تسوى شيء).
    يتبع.....................

  • #2
    تكملة................
    والاخ "رياض الهاجري" ايضاً كانت بطولته يضرب بها المثل، حيث كان يتناقلها العساكر ويقولون ان هؤلاء يعرضون على القتل ويكون حالهم بهذه الصورة، فهؤلاء في قلوبهم شيء أكبر من الخوف من القتل.
    - ذكرت لنا انكم تعرضتم لتعذيب شديد حتى قبل مباشرة التحقيق، ما هي أنواع التعذيب التي تستخدم في سجن الرويس؟
    انا قرأت كثيراً عن أنواع التعذيب في السجون منذ محاكم التفتيش في الاندلس إلى غيرها، فما قرأته وجدته ورأيته أو سمعت من فعل فيه ذلك، لا يوجد ضابط أو مانع قانوني أو عرفي أو دستوري يمنعهم من استخدام أي نوع يرون انه يوصلهم إلى اعتراف السجين بما يريدون، فأنواع التعذيب عندهم كثيرة ومخترعة الكهرباء أنواع، والقيود التي تعلق في السطح والصلب والمنع من النوم ومنع السجين من الجلوس لمدة تصل إلى اسبوعين يظل خلالها واقفاً، مع الحقن بالابر المهلوسة والمخذرة، فمع هذه الحالة اظن الانسان يصل إلى حالة جنونية فعلاً، انا شخصياً كنت اظن انني فقدت عقلي.
    اما اخبث أنواع التعذيب؛ فهي انتهاك الاعراض حيث يطلبون من السجناء ان يفعلوا في بعضهم الفاحشة بالقوة، لكن الحمد لله قل ان تجد من يسقط في هذه الاكراه.
    اما أنواع الكهرباء المستخدمة، فهي ثلاثة: الاول عبارة؛ عن تابوت يدخل فيه الشخص ممدداً ثم يغلق عليه بواسطة سلاسل تلف على سائر جسده، بعد ذلك تفتح الكهرباء، والنوع الثاني؛ السوط الكهربائي الذي ما ان يلامسك حتى تشعر ان دماغك يغلي، والنوع الثالث؛ السلك الكهربائي، وهذا غالباً ما يصنع في طرفه مماسك تمسك بها الخصيتان أو الاذنان أو الصدر ثم تشغل الكهرباء.
    واثناء التحقيق غالباً ما يكون السجين عارياً مجرداً من كل ملابسه، وغيرها من أنواع التعذيب الكثيرة.
    وبهذه المناسبة احب ان اقول للمدعو "غازي القصيبي" السفير السعودي في بريطانيا الذي خرج علينا من اذاعة بريطانية يقول في لقاء معه: (انه لا يوجد تعذيب ولا ضرب ولا اكراه في المملكة).
    فأحب ان اقول له: اننا كنا نعاني ابشع أنواع التعذيب في تلك الفترة، وكان المحققون يتداولون كلامه المنقول في مجلة "المجلة" باستهزاء وسخرية، ويتذاكرون كيف انه
    كان هو نفسه "القصيبي" يوماً من الايام عندما غضب عليه اسياده في ذلك السجن، وتحت وطأة السياط حتى فر إلى البحرين ثم توسطت له حكومة البحرين وأعادته إلى ساحة البلاط الملكي.
    - سبق ان ذكر احد المفرج عنهم من سجن "الرويس" لـ "الفجر" أن احد المحققين الشيعة كان يتبول على الأخوة المساجين اثناء التحقيق؟
    هذا الامر من الامور العادية الذي تراه يومياً في التحقيق، بل وصل الامر - اكرمكم الله - إلى المني نفسه.
    - وبالنسبة لزوجات المعتقلين كيف كانت ظروفهن؟
    كان معنا احد الأخوة في قضيتنا جاءوا له بزوجته عندما انكر ما اتهم به، وقالوا له: ان لم تعترف فسنفعل بها امامكم، فما كان من الأخ إلا ان وقع على ما كتبوا، والتهديد بهذا الامر حدث لكثير من السجناء اضف إلى ذلك ان كثيراً من الأخوة وخاصة غير السعوديين تكون زوجاتهم معهم في السجن فيستخدمونهن كوسيلة ضغط على الأخوة، وهذا امر مشهور عندهم، واما مباشرة هذا الامر أي انتهاك اعراض الأخوات فقد سمعت من بعض العساكر يقولون انه وقع، لكن لم ار ذلك ولم اسمعه من ثقة.
    - هل كنتم قبل هروبكم على علم بزيارة وزير الداخلية السعودي "نايف بن عبد العزيز" إلى ليبيا حيث قيل انه كان يساوم على الشباب الليبي في "الرويس"؟ وهل هي السبب المباشر في اتخاذكم قرار الهروب أو التعجيل به؟
    فترة زيارته إلى ليبيا صادفت فعلاً هروبنا، لكن لا حظنا ان الاعلام السعودي صار لا يتكلم عن "نايف" مع انه كان يومياً على التلفاز تكرر نفس الاسطوانة: استقبل... والتقى... وبعث... وذهب... وهكذا فغيابه أثار استغرابنا.
    - اذاً كانت الزيارة سرية؟
    نعم... كانت كذلك في بدايتها لكن بعد انتهائها اعلنوا عنها.
    - ماذا ترتب على هروبكم من السجن؟ هل تم اتخاذ اجراءات امنية اكثر تشدداً؟
    العارف باحوال النظام السعودي يعرف انه نظام متردٍ جداً جداً وانه لا يتحمل ان يظهر بصورة الضعيف، ان فرار سجناء اجانب بطريقة اظنهم إلى الان لم يكتشفوها، شيء يهز كيانهم كله.
    وبالمناسبة هم لم يكتشفوا هروبنا الا بعد ان اخبرهم السجناء عن اختفاء ثلاثة اشخاص حتى لا يُتهم السجناء، فقيدوا كل السجناء ثم وضعوا العسكري الحارس في وقت هروبنا في السجن، وكذلك العريف المناوب، وطردوا من الخدمة العسكرية المسؤول عن السجناء وهو برتبة رائد ويدعى صالح المطيري "أبو ياسر".
    - تضفى على سجن "الرويس" هالة كبيرة، خاصة وأن وزير الداخلية السعودي كان يقول أنه آمن على من في الرويس اكثر من الذين في سجن الحاير بالرياض... ماهي كيفية ترتيب هذا السجن من الداخل؟
    يقع السجن في حي سكني في وسط مدينة جدة، وتوجد فيه خمسة عنابر متنوعة، منها ماهو مخصص للنساء واخرى مغلقة، وتوجد فيه زنازين وهي ثلاثة اقسام: زنازين ضيقة جداً وهي للحالات السيئة في بداية التعذيب البدني والنفسي، وتوجد زنازين كبيرة نوعاً ما، عندهم تقريباً اربعون زنزانة وخمسة عنابر وادارة التحقيق في جهة اخرى.
    - كم كان عدد السجناء في سجن الرويس؟
    يختلف من فترة إلى اخرى، ففي الازمات يمتلئ ويصل تقريباً إلى [300] سجين.
    - ما هي تداعيات انفجار "الخُبَر" عليكم في السجن؟
    عندما حدث انفجار "الخُبَر" اعادونا للتحقيق من جديد واعيد التعذيب من جديد، نظراً لوجود اشخاص طلبوا منا التعرف عليهم، وماذا نعرف عن الشيعة.
    - اذاً كان هناك توجه لديهم منذ البداية لاتهام الشيعة؟
    حقيقةً... عندهم خوف من الشيعة ظاهر جداً، حتى ان المحققين عندما يسألونك عن الشيعة يضربونك كثيراً لو اخبرت انهم مثلاً - في ظنك - قد يفعلونها، لكن عندما
    تظهر انك لا تعرف عن الشيعة شيئاً فيكون حالك اهون، لكن نظراً إلى ان الفعل الحقيقي اسند إلى اطراف شيعية، فاضطروا إلى السؤال عنهم.
    - هل كان معكم سجناء شيعة في السجن؟
    ابداً... بل الشيعة مكرمون حتى وان كانوا في قضايا غير قضايا التفجير، لذلك لم يكن معنا أي شيعي في السجن.
    - عندما لم تتم ادانتكم بانفجار الرياض ما هي القضايا التي بقيتم مدانين فيها؟ وهل صدرت في حقكم احكام قضائية؟
    بعد قضية الرياض وإلباسها للاخوة الأربعة، فتحت لنا قضايانا الخاصة وهي قضية الانتماء لتنظيم "الجماعة الاسلامية المقاتلة" متواجدة في أراضي الحجاز، والجماعة لها نشاطات دعوية خاصة في صفوف المعتمرين والحجاج الليبيين، ففتحت لنا هذه القضايا وتم ادانتنا بها، ثم اخذونا إلى المحاكم وجالسنا القضاة وادانونا كذلك في قضايانا، ولكن لم يصدر في حقنا أي حكم، فقالوا لنا: سوف تسمعون احكامكم من ادارة السجن، والحمد لله خرجنا ولم نسمع احكامهم الجائرة.
    واذكر هنا ما حدث لي شخصياً مع القاضي المزعوم زوراً وبهتاناً انه يحكم بالشرع حيث قلت له بعد ان اخبرني: هل عندك اعتراض على ما كتب في مذكرة التحقيق؟ وهل اكرهت على قول شيء لم تفعله؟ فقلت له: اريد ان اسألك سؤالاً؛ لو انني اجبتك اننا اكرهنا على كتابة كل حرف فيها فهل تستطيع ان تفعل لنا شيئاً في الحكم؟ فقال: لا... ولكن ما عليك الا ان تتكلم، فقلت له: هل احكامكم هذه شرعية مستندها الكتاب والسنة فنناقشكم فيها حتى نطمئن اننا حُكمنا على وفق الشريعة؟ فقام دعيُّ آخر وقال: بعد ان فعلت كل هذه الافعال تسأل عن حكم الشرع في امثالك، انت تستحق القطع عضواً عضواً.
    - كيف كانت اوضاع السجناء المعنوية برغم هذا الجو النفسي الرهيب الذي كانوا يعيشونه؟
    الحالة النفسية التي تصاحب الانسان في حال سجنه بكل تأكيد هي غير حالته اثناء حريته، فالنفس البشرية يحدث فيها الضيق والقلق، لكن المشاهد لاوضاع السجناء يجد ان هذه كلها دوافع تقود الانسان إلى السؤال: لماذا يفعل بنا هؤلاء كل هذا.
    لان الصورة الحقيقية للانظمة تظهر في هذه الاماكن... حقيقتهم الكفرية وعدم اعتبار انسانية مواطنهم وأما عن علاقات السجناء بعضهم ببعض فكانت شبه اخوية وممتازة جداً ويحدث الترابط بينهم، ويعرف كل اخ انه في هذه الظروف بأمس الحاجة إلى العلاقات الأخوية بينه وبين اخوانه في السجن، وقد قال الله تعالى: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك يرحمهم الله إن الله عزيز حكيم... الآية}.
    - واخيراً؛ نشكر الشيخ "أبا الليث القاسمي" على اتاحة هذه الفرصة الطيبة للقائه، والوقت الذي منحنا اياه، ونقول له ولا إخوانه: حمداً لله على سلامتكم ونجاتكم من القوم الظالمين، وجزاكم الله خيراً.

    ابو الليث الليبي
    منبر التوحيد والجهاد
    * * *
    http://www.almaqdese.net
    http://www.tawhed.ws
    http://www.alsunnah.info
    http://www.abu-qatada.com

    تعليق


    • #3
      رحم الله الشيخ ابو الليث القسامى الليبى واسكنه الفردوس الاعلى
      بارك الله فيك اخوى
      ::.إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ.::


      تعليق


      • #4
        رحم الله الشيخ ابو الليث القسامى الليبى واسكنه الفردوس الاعلى
        بارك الله فيك اخوى وثبت أخواننا المجاهدين على كلمه التوحيد



        هذا الكلام يوجه لكل من قال عن نفسه مسلما واعتلى سده المجالس الشركيه
        ليتعرفوا على أنظمه الكفر والطاغوت الذين ذهبوا اليهم ليقبلوهم ويتوددوا اليهم ...
        الذي يريد أن ينصر دين الله ويحكم شرعه فيه لا يدخل مجالس الشرك الكفريه ...
        ولا يعيش نعيمها وغيره من المسلمين يذوقون أصناف وألوان من العذاب في سجون
        حكام الطاغوت الحديث حسبي الله ونعم الوكيل ..
        قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( الاسلام أتى غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء ))
        اشتاقت الأرض لضم الأجساد ، وزادت غربة المؤمنين في البلاد ، وظهر الفساد وكأن مسيلمة وعهد الردة قد عاد

        ولكن يبقى للحق صولة والباطل سيباد ، لا كما نريد ولكن كما الله عز وجل أراد.

        تعليق


        • #5
          رحم الله الشيخ ابو الليث القسامى الليبى واسكنه الفردوس الاعلى
          بارك الله فيك اخوى

          تعليق


          • #6
            رحم الله الشيخ ابو الليث القسامى الليبى واسكنه الفردوس الاعلى

            تعليق


            • #7

              رحم الله الشيخ ابو الليث القسامى الليبى واسكنه الفردوس الاعلى
              بارك الله فيك اخوى
              [gdwl] [/gdwl][gdwl][/gdwl][gdwl]
              ياقدس ان طالت بنا غربة فسيفنا ياقدس لن يغمدا
              [/gdwl]

              تعليق

              يعمل...
              X