المرأة المسلمة
تيار جديد .. مهام جديدة
حين نشر قاسم امين كتابه تحرير المرأة في مطلع هذا القرن ، ثم حين وقف مدافعا عنه معبراً بشكل أكثر صراحة عن رؤيته العلمانية لموقف المرأة الاجتماعي في كتابه الثاني "المرأة الجديدة" ، لم يكن في الحقيقة يتحدث من فراغ ولم يكن أيضاً مبتدعاً جداً كما صورت موقفه ، فقد كان قاسم أمين آخر درجة في سلم الانحدار في ذلك الوقت .. ذلك الذي بدأه الطهطاوي منبهراً بالغرب وحضارته ، وتلاه محمد عبده متراجعاً أمام ما سمي بالهجمة العلمية الغربية محاولا التوفيق بين الإسلام وقيم الغرب الحديثة ، ثم تلاه جيل بأكمله من المهزومين أمام الهجمة الغربية على الوطن الإسلامي ، ومن تلامذة التبشير والاستشراق ومن أبناء الاقليات غير الإسلامية الذين كانوا يحاولون بجهد كبير الخروج من دائرة سيطرة الإسلام.. جيل عريض متعدد الأسماء طويل يمتد إلى عصرنا هذا وكان من أبرز رجاله لطفي السيد ، فرح أنطون ، بطرس البستاني وآخرون كثيرون.
وهكذا لم تكد الخلافة تهزم ، ويختفي النظام السياسي للإسلام حتى كانت الجماهير قد سقطت منها قطاعات واسعة تحت ضغط الهجمة العلمانية الغربية ومؤسساتها في الوطن الإسلامي وتلامذتها الأوفياء .. وكان بروز ما سمي بقضية المرأة إحدى أهم دلالات هذا السقوط . قد استغلت الهجمة الغربية ظروف التأخر المدني والثقافي في الوطن الإسلامي ، لتصنع من تصوراتها الخاصة عناصر تلك القضية.. فقد أصبح خروج المرأة إلى مقاعد الدرس مسألة هامة جداً ، بينما الإسلام لم يعترض يوما على ذلك ، وكان المقصود حقيقة هو خروج المرأة إلى مقاعد الدرس في المؤسسات التعليمية التي بنيت على قواعد الفكر الغربي العلماني. وأصبح نزع الخمار عن الوجه والعينين قضية كبيرة ، بينما الإسلام بمعظم فقهائه يقبلون ذلك ، وكان المقصود نزع الخمار أولاً ثم الحجاب ثم تعرية المرأة تماما… وأصبحت مسألة المساواة بالرجل من أكبر المسائل ، بينما لا يوجد أي مستند حضاري أو بيولوجي أو تاريخي حتى من الغرب نفسه لهذه القضية ، وكان المقصود أصلاً أن تخرج المرأة فيما بعد إلى مجالات العمل المختلفة حيث تصبح عاملة في بار أو خادمة في طائرة أو ما يسمى بسكرتيرة لغطاء أشياء أخرى أو.. أو..
هكذا كانت قضية المرأة ومازالت ، وهكذا صيغت عناصرها ، لقد كانت في الحقيقة أهم جوانب الهجمة الغربية على المجتمع الإسلامي.. لتفقد المرأة أنوثتها ثم إنسانيتها ثم كرامتها ودينها ، وينتهي الأمر بتدمير البيت المسلم والنشء المسلم والمجتمع الإسلامي بأكمله.
وأمام عنف الهجمة وإرهابها تقف المرأة المسلمة اليوم .. تقف لتبدأ تاريخاً جديداً بمرحلة جديدة تماماً ، فقد تقدمت مجتمعاتنا مدنياً إلى درجة لابأس بها ونشأت ظروف جديدة حول المرأة ، وأصبح واضحاً في مجتمعاتنا ما كان مقصودا من قضية المرأة وبروزها بعنف كجزء من الهجمة الغربية. لقد خرجت المرأة إلى المدارس ونزعت الخمار ، وأتيح لها من فرص العمل الكثير ، فلماذا يصحب ذلك العري وانهيار القيم وضياع الحس الإسلامي والأصالة المجتمعية التي دامت أربعة عشر قرناً؟!
تقف المرأة المسلمة كواقع حي واع في وجه الهجمة الغربية وظواهرها الاجتماعية .. لا موقف المتراجع المهزوم المدافع، وإنما موقف المستوعب للتاريخ ، الواعي لقضية الإسلام المتقدم لإزاحة تلال الخراب.. لقد انتهت تلك القضية الزائفة التي روجوا لها أكثر من نصف قرن أو هي على وشك الانتهاء ، انتهت (قضية المرأة) بكل أجزائها، فالواقع الإسلامي سيفرض قيماً جديدة ومسائل جديدة مختلفة وأهدافاً جديدة.
لم تعد قضية الزي هي الإشكال ، فنحن نعود لأصالتنا التاريخية وإلى حجابنا الإسلامي بدون أن يعطل ذلك فينا أي شيء.. بل إنه يضيف إلينا الكرامة الإنسانية والأنوثة الحقيقية، وستنتهي بدون شك تلك الأساطير المقامة حول أوثان دور الأزياء الحديثة لتبقى العبودية لله وحده.. ومن ثم تعد قضية التعليم هي الإشكال فنحن نذهب إلى المدارس والجامعات بوعي عميق لكل ما هو غير إسلامي من أساليب ومناهج تعليمية ، ونحن في معاهدنا لا نقف موقف المتلقي العاجز وإنما موقف الناقد البصير، وانتهت تلك الإشكالية المضحكة عن مساواة المرأة للرجل فلكل مجاله وتخصصه وإمكانياته ، و الإسلام وحده هو الذي يقدم الفرصة المناسبة المتكافئة لكل منهما..، ونحن اليوم نختار مجال العمل المقبول إسلامياً الذي يشبع رغباتنا الإسلامية في إثبات الذات والذي يخدم مستقبل حركتنا الإسلامية.
إن الذين يحاولون تصور المرأة المسلمة كظاهرة مؤقتة في مجتمعاتنا ، هم إما أغبياء ـ إن أحسنا النية ـ أو أنهم مغرضون ـ إن وضعنا الأمور في نصابها ـ لقد امتد الإسلام حضارياً أربعة عشر قرناً وكانت هناك دوماً محاولات تقطع المد الإسلامي وتعطله ، واليوم حين يصورون بروز المرأة الإسلامية ـ كقاعدة اجتماعية جديدة ـ تصوير الظاهرة المؤقتة فهم يحاولون أن يجعلوا القيم غير الإسلامية الاجتماعية هي الأصل ، بينما الحقيقة هي أن الإسلام يتجاوز الآن وبخطى قوية محاولة قطع مده الذي بدأ منذ حوالي قرن مضى، والمرأة المسلمة هي التيار الإسلامي الاجتماعي المتواصل وهي جزء من أصالة الإسلام واستمراره.
وهكذا ينبغي أن نفهم قضيتنا وأصولها التاريخية.. وهكذا ينبغي أن نفهم دورنا وتوجهنا.
المرأة المسلمة تغير الخريطة الاجتماعية:
1ـ ضد التقسيم الطبقي:
في ظل المفاهيم الغربية والقيم الغربية التي غزت مجتمعنا ، كان التقسيم الطبقي واحداً من أسوأ هذه المفاهيم وأعمقها خطراً ، فقد أصبحت هناك المرأة البرجوازية و المرأة الأرستقراطية و المرأة الكادحة الفقيرة، وأصبح لكل طبقة مميزاتها وقيمها وأخلاقياتها وسلوكها. والمرأة المسلمة اليوم ينبغي لها أن تعي أنها تنتمي للإسلام وقيمه ومفاهيمه فقط ، فهي المرأة منفصلة عن قيم الطبقة وعن أهداف الطبقة وعن سلوك الطبقة، فقيمها هي قيم الإسلام وأخلاقها هي أخلاق الإسلام وأهدافها هي أهداف الحركة الإسلامية ، إن الانتماء الحقيقي للإسلام يبدأ أولاً بالانفصال عن القيود التي تقام حولنا ضمن الطبقة التي ننتمي إليها.
2ـ ضد التقسيم الفكري:
التقدمية والرجعية مصطلحان برزا بشدة خلال الفترة الماضية ، ويتهم كل من يتمسك بتراثه وقيم مجتمعه الأصيلة بأنه رجعي متخلف ، بينما يسمى المهزوم أمام الهجمة الغربية المتمسك بقيمها وسلوكها بالتقدمي ، وهذه المحاولة الإرهابية من أصحاب الاتجاهات العلمانية غير الإسلامية مازالت مستمرة ، و المرأة المسلمة ضد هذا الإرهاب وضد هذا المفهوم . إن التقدمية الحقيقية هي الوقوف على الأسس الصلبة لقيمنا وحسنا التاريخي في نفس الوقت الذي نتفاعل فيه مع عصرنا تفاعلاً نقدياً واعياً، والرجعية الحقيقية هي الهزيمة وهي التراجع أمام الهجمة غير الإسلامية وهي نفسها التي جرت علينا كل هذا التخلف الحضاري.
3ـ ضد التقسيم الإقليمي:
في العالم الثالث خاصة ترسبت أحد أكثر المفاهيم البورجوازية تخلفاً وعدم إنسانية وهو تقسيم الناس ـ بما فيهم المرأة ـ إلى مدنين (أهل مدن) وريفيين (أهل الأرياف).. وبينما تروج الأجهزة والمؤسسات العلمانية والغربية الفكر لانفلات أهل المدن واستهتارهم بالقيم الإسلامية والروابط الإنسانية الوثيقة بين البشر ، فإنها تسخر وتعيب على أهل الريف تمسكهم بهذه القيم والروابط. والمرأة المسلمة ضد هذا الزيف لأنها هي أطروحة الأصالة. ففي الوقت الذي تعود فيه المرأة المسلمة في المدينة إلى قيم دينها وإلى مشاعر الأخوة الإسلامية ، فإنها ـ خاصة في العالم الثالث ـ تشعر بعبء المرأة المسلمة في الريف وتحاول أن تتقدم لمواقعها لحل بقية مشكلات التخلف المدني لديها ولتجعلها أكثر وعياً وقرباً من المفاهيم الإسلامية الحقيقية.
4ـ المرأة المسلمة .. اهتماماتها جديدة:
لم تعد حرية المرأة تعني الانفلات من الإسلام وقيمه ، وإنما أصبحت هي التحرر من قيم الجاهلية ومفاهيم الغرب ، والاقتراب أكثر من أهداف الحركة الإسلامية المعاصرة وممارساتها. ولم تعد المساواة بالرجل تعني خوض مجالات لا قدرة للمرأة عليها أو مجالات لإهانة كرامتها البشرية وأنوثتها، وإنما أصبحت تعني الوقوف بجانب الرجل المسلم لبناء أسرة إسلامية جديدة ومجتمع إسلامي جديد. ولم تعد قضية الذهاب إلى المعاهد العلمية فرصة لاكتساب المفاهيم غير الإسلامية وتوجيهات الغرب ، ومن ثم استعراض الأزياء والمظاهر والاحتكاك بالرجل وإنما أصبحت قضية التعليم فرصة لبناء الذات الإسلامية ، وأداة للوقوف من العصر وقفة نقدية ووسيلة لدعم الحركة الإسلامية وإنجاز أهدافها.
5ـ المرأة المسلمة .. حل لمشكلات التخلف:
من أسوأ ما ابتليت به مجتمعات دول العالم الثالث في مرحلة تخلفها المدني وابتعادها عن الإسلام ، هو إهدارها لمكانة المرأة وحقها. والإسلام هو الحل الجذري لكل هذه المشكلات فالمرأة المسلمة تستطيع بسهولة في ظل الفهم الإسلامي ـ أن تبدي رأيها فيمن يتقدم لمشاركتها حياتها وتستطيع بسهولة ـ في ظل الفهم الإسلامي أن تأخذ حقوقها الشرعية الإسلامية المتقدمة كاملة.. سواء في بيت والديها أو في بيت زوجها ، بل إنها أيضاً تساهم بذلك في تغيير الرجل وتصويب مفاهيمه الإسلامية إن كان بها انحراف.
نهاية فترة الإعجاب وبدء مرحلة المسؤولية:
حين بدأت عملية التحول الإسلامي الواسع داخل مجتمعات الوطن الإسلامي خلال السنوات العشر الأخيرة ، وحين أصبح تيار المرأة المسلمة أكثر بروزاً ووضوحاً وثباتاً في المجتمع ، بدأت مباشرة عملية إعلامية لا بأس بها يقوم بها الرجال من أصحاب الاتجاهات الإسلامية ، وكان أبرز سمات هذه العملية هو التشجيع الوافر للمرأة المسلمة والإعجاب الشديد والمديح المتواصل ، واستمرت هذه العملية حتى هذه اللحظة ، وأن يبدأ الأمر بتلك الطريقة فذلك موضوع لا بأس به ، ولكن أن يستمر كذلك فهذا هو الخطأ، بل إن هذا اصبح بشكل أو بآخر وكأنه تعبير عن تلك النظرة القديمة إلى المرأة والإحساس بأنها كائن عاجز غير فعال.
والمطلوب اليوم أن تتغير تلك الوسائل وتلك النظرة وذلك الإحساس سواء من الرجل المسلم أم من المرأة المسلمة. ينبغي أن تنتهي فكريا فترة الإعجاب والمديح، وأن تبدأ مرحلة المسؤوليات ، فالمرأة المسلمة أهم تيارات الحركة الإسلامية المعاصرة وأمامها أهم المسؤوليات:
أولاً: أن وعياً عميقاً بالإسلام وبقضاياه المعاصرة من خلال وعي حركة مده التاريخية ومكوناته الشاملة في كل الجوانب ، والالتزام به كأمر من الله سبحانه وتعالى أولاً، وكصورة التزمت بها نساء عظيمات في تاريخنا الإسلامي هو أهم مسؤولياتنا الذاتية. إن بناء أنفسنا إسلامياً كنماذج حية تتحرك هو هدف ينبغي أن نطمح إلية للوصول إلى رضاء الله سبحانه وتعالي ولنصبح قدوة تحتذى أمام الآخرين ، في الوقت الذي تحتاج فيه الحركة الإسلامية إلى مد واسع ـ خاصة في جانب المرأة ـ لتحسم الأمر نهائياً لصالحها في معركة التحول الإسلامي للمجتمعات.
كما أن حسم المعركة النفسية التي تتم في داخل بعضنا وهم يرون إغراءات الجاهلية حولهم وبريقها الزائف وقيمتها الجمالية المصطنعة ، حسم هذه المعركة نهائيا على أسس الوعي بالإسلام والالتزام به هو ثاني أهم مسؤولياتنا الذاتية. إن تصوراتنا من الله .. وتصوراتهم من البشر ، وقيمنا من الخالق .. وقيمهم من المخلوقات ، ومكانتنا يحددها الإنسان بانحرافاته وضعفه .. وحسم المعركة النفسية يتم بوعي المفاهيم الفكرية التالية وتفهمها:
1ـ نحن أطروحة الأصالة لهذه الأمة وتاريخها الممتد ، بينما هم يمثلون محاولة قطع هذا التاريخ ، ويمثلون أيضاً الانحياز إلى مفاهيم وقيم وأخلاقيات أعداء هذه الأمة التاريخيين.
2ـ نحن أطروحة الانتصار ، الانتصار على النفس وشهواتها وانحرافاتها أولاً والانتصار على الهجمة الغربية وأدواتها ثانياً ، بينما هم يمثلون الهزيمة الكاملة.. الهزيمة على مستوى النفس وانحرافاتها والهزيمة على مستوى التحديث الغربي ونتائج هجماته على مجتمعنا.
3ـ نحن أطروحة الفعالية التي تهدف إلى فهم واستيعاب أزمتنا التاريخية وأسباب تخلفنا وانحدارنا وتبعيتنا وذلك تمهيداً لعملية الانقلاب الشامل ، والتجاوز لكل ذلك من أجل مجتمع إسلامي متقدم خلاق ومبدع وذي دور أساسي في مجال الإنسان ، بينما هم يمثلون السكون وإشارات الهزائم وعلاماتها منذ أكثر من قرن وحتى الآن.
4ـ نحن أطروحة الإيجابية .. إيجابية التمسك بالقيم والمفاهيم الخالدة من إسلامنا في نفس الوقت الذي نحاول فيه فهم العصر واستيعابه ونقده والاستفادة منه ، بينما هم يمثلون السلبية الكاملة حين أصبحوا فقط أوعية لاحتواء فكر الغير ومفاهيمهم.
وينبغي تماماً أن نعي أننا نحن الذين نتقدم وهم المنتهون ، نحن الذين نهاجم وهم الذين يتراجعون ، إن غير الإسلاميين هم المطالبون بتبرير موقفهم ومحاولة تغييره والانضمام لنا.. لا العكس.
ثانيا: المسؤوليات الموضوعية:
على المرأة المسلمة اليوم أن تعي قضية التحدي ، وتاريخها ، عليها أن تعي أن الغرب وقف أمامنا في وقت كنا فيه أكثر تخلفاً على النطاق المدني منه ، وفي وقت كنا فيه ابتعدنا إلى حد ما عن اصالة إسلامنا، وأمام انبهار بعضنا بتقدمه المدني استطاع أن يقدم لنا أخلاقه وسلوكه وقيمه وركز تركيزاً شديداً على المرأة المسلمة لإدراكه بأن تدمير إسلام المرأة هو تدمير لإسلام المستقبل، إن فهم قضية التحدي هو أول الخطوات لتجاوز الهجمة.
l على المرأة المسلمة حيث تقف أن تكون ضد السياسات التربوية والتعليمية غير الإسلامية وأن تكشف زيف المناهج التربوية والتعليمية الغربية التي استقرت داخل مجتمعاتنا وهذا أهم مجالات التغيير. إن المرأة المسلمة كأم والمرأة المسلمة كمدرسة بالذات ، أمامها تحد كبير لرفع الإسلام في وجه العلمانية بكل اتجاهاتها القومية والوطنية والاشتراكية ، لأن ذلك هو أهم الوسائل لبناء نشء إسلامي.
l المرأة المسلمة عليها أن تقف مع الخيارات الإسلامية في مجال العمل ، فلا تختار إلا ما يقبله الإسلام وما يجعلها بعيدة عن الشبهات فذلك هو الوسيلة أمامنا لهز المؤسسات غير الإسلامية القائمة ، وعليها في نفس الوقت إلا تهمل بيتها فهو مهمتها الأصيلة نحو تغيير ملامح المجتمع ، فمن منزل إسلامي إلى منطقة إسلامية إلى مجتمع مسلم.
l والمرأة المسلمة مطالبة اليوم بأن تتقدم بقوة إلى مجالات العمل الاجتماعي الإسلامي ، ففي حين نحاول التقدم لإزاحة الركام الطويل من القيم والمفاهيم والمؤسسات والاتجاهات غير الإسلامية علينا ألا نترك لهم مساحات العمل الاجتماعي فارغة. إن مجالات محو الأمية الكتابية والثقافية ومجالات القوافل الريفية ومجالات مكافحة الفقر في الأحياء والمدن والقرى كلها ضرورية لاقتراب المرأة المسلمة من الجماهير وآلامها ، تمهيداً لترشيدها ووضعها في الصف الإسلامي.
المرأة المسلمة أهم تيارات الحركة الإسلامية المعاصرة ، ونحو مزيد من الوعي لمشكلاتها ودورها ، عليها أن تبقى في تفاؤل مستمر مع إطارات الحركة الإسلامية المتقدمة إلى الأمام.
تقرير بمشاركة سيئة رد باقتباس
تيار جديد .. مهام جديدة
حين نشر قاسم امين كتابه تحرير المرأة في مطلع هذا القرن ، ثم حين وقف مدافعا عنه معبراً بشكل أكثر صراحة عن رؤيته العلمانية لموقف المرأة الاجتماعي في كتابه الثاني "المرأة الجديدة" ، لم يكن في الحقيقة يتحدث من فراغ ولم يكن أيضاً مبتدعاً جداً كما صورت موقفه ، فقد كان قاسم أمين آخر درجة في سلم الانحدار في ذلك الوقت .. ذلك الذي بدأه الطهطاوي منبهراً بالغرب وحضارته ، وتلاه محمد عبده متراجعاً أمام ما سمي بالهجمة العلمية الغربية محاولا التوفيق بين الإسلام وقيم الغرب الحديثة ، ثم تلاه جيل بأكمله من المهزومين أمام الهجمة الغربية على الوطن الإسلامي ، ومن تلامذة التبشير والاستشراق ومن أبناء الاقليات غير الإسلامية الذين كانوا يحاولون بجهد كبير الخروج من دائرة سيطرة الإسلام.. جيل عريض متعدد الأسماء طويل يمتد إلى عصرنا هذا وكان من أبرز رجاله لطفي السيد ، فرح أنطون ، بطرس البستاني وآخرون كثيرون.
وهكذا لم تكد الخلافة تهزم ، ويختفي النظام السياسي للإسلام حتى كانت الجماهير قد سقطت منها قطاعات واسعة تحت ضغط الهجمة العلمانية الغربية ومؤسساتها في الوطن الإسلامي وتلامذتها الأوفياء .. وكان بروز ما سمي بقضية المرأة إحدى أهم دلالات هذا السقوط . قد استغلت الهجمة الغربية ظروف التأخر المدني والثقافي في الوطن الإسلامي ، لتصنع من تصوراتها الخاصة عناصر تلك القضية.. فقد أصبح خروج المرأة إلى مقاعد الدرس مسألة هامة جداً ، بينما الإسلام لم يعترض يوما على ذلك ، وكان المقصود حقيقة هو خروج المرأة إلى مقاعد الدرس في المؤسسات التعليمية التي بنيت على قواعد الفكر الغربي العلماني. وأصبح نزع الخمار عن الوجه والعينين قضية كبيرة ، بينما الإسلام بمعظم فقهائه يقبلون ذلك ، وكان المقصود نزع الخمار أولاً ثم الحجاب ثم تعرية المرأة تماما… وأصبحت مسألة المساواة بالرجل من أكبر المسائل ، بينما لا يوجد أي مستند حضاري أو بيولوجي أو تاريخي حتى من الغرب نفسه لهذه القضية ، وكان المقصود أصلاً أن تخرج المرأة فيما بعد إلى مجالات العمل المختلفة حيث تصبح عاملة في بار أو خادمة في طائرة أو ما يسمى بسكرتيرة لغطاء أشياء أخرى أو.. أو..
هكذا كانت قضية المرأة ومازالت ، وهكذا صيغت عناصرها ، لقد كانت في الحقيقة أهم جوانب الهجمة الغربية على المجتمع الإسلامي.. لتفقد المرأة أنوثتها ثم إنسانيتها ثم كرامتها ودينها ، وينتهي الأمر بتدمير البيت المسلم والنشء المسلم والمجتمع الإسلامي بأكمله.
وأمام عنف الهجمة وإرهابها تقف المرأة المسلمة اليوم .. تقف لتبدأ تاريخاً جديداً بمرحلة جديدة تماماً ، فقد تقدمت مجتمعاتنا مدنياً إلى درجة لابأس بها ونشأت ظروف جديدة حول المرأة ، وأصبح واضحاً في مجتمعاتنا ما كان مقصودا من قضية المرأة وبروزها بعنف كجزء من الهجمة الغربية. لقد خرجت المرأة إلى المدارس ونزعت الخمار ، وأتيح لها من فرص العمل الكثير ، فلماذا يصحب ذلك العري وانهيار القيم وضياع الحس الإسلامي والأصالة المجتمعية التي دامت أربعة عشر قرناً؟!
تقف المرأة المسلمة كواقع حي واع في وجه الهجمة الغربية وظواهرها الاجتماعية .. لا موقف المتراجع المهزوم المدافع، وإنما موقف المستوعب للتاريخ ، الواعي لقضية الإسلام المتقدم لإزاحة تلال الخراب.. لقد انتهت تلك القضية الزائفة التي روجوا لها أكثر من نصف قرن أو هي على وشك الانتهاء ، انتهت (قضية المرأة) بكل أجزائها، فالواقع الإسلامي سيفرض قيماً جديدة ومسائل جديدة مختلفة وأهدافاً جديدة.
لم تعد قضية الزي هي الإشكال ، فنحن نعود لأصالتنا التاريخية وإلى حجابنا الإسلامي بدون أن يعطل ذلك فينا أي شيء.. بل إنه يضيف إلينا الكرامة الإنسانية والأنوثة الحقيقية، وستنتهي بدون شك تلك الأساطير المقامة حول أوثان دور الأزياء الحديثة لتبقى العبودية لله وحده.. ومن ثم تعد قضية التعليم هي الإشكال فنحن نذهب إلى المدارس والجامعات بوعي عميق لكل ما هو غير إسلامي من أساليب ومناهج تعليمية ، ونحن في معاهدنا لا نقف موقف المتلقي العاجز وإنما موقف الناقد البصير، وانتهت تلك الإشكالية المضحكة عن مساواة المرأة للرجل فلكل مجاله وتخصصه وإمكانياته ، و الإسلام وحده هو الذي يقدم الفرصة المناسبة المتكافئة لكل منهما..، ونحن اليوم نختار مجال العمل المقبول إسلامياً الذي يشبع رغباتنا الإسلامية في إثبات الذات والذي يخدم مستقبل حركتنا الإسلامية.
إن الذين يحاولون تصور المرأة المسلمة كظاهرة مؤقتة في مجتمعاتنا ، هم إما أغبياء ـ إن أحسنا النية ـ أو أنهم مغرضون ـ إن وضعنا الأمور في نصابها ـ لقد امتد الإسلام حضارياً أربعة عشر قرناً وكانت هناك دوماً محاولات تقطع المد الإسلامي وتعطله ، واليوم حين يصورون بروز المرأة الإسلامية ـ كقاعدة اجتماعية جديدة ـ تصوير الظاهرة المؤقتة فهم يحاولون أن يجعلوا القيم غير الإسلامية الاجتماعية هي الأصل ، بينما الحقيقة هي أن الإسلام يتجاوز الآن وبخطى قوية محاولة قطع مده الذي بدأ منذ حوالي قرن مضى، والمرأة المسلمة هي التيار الإسلامي الاجتماعي المتواصل وهي جزء من أصالة الإسلام واستمراره.
وهكذا ينبغي أن نفهم قضيتنا وأصولها التاريخية.. وهكذا ينبغي أن نفهم دورنا وتوجهنا.
المرأة المسلمة تغير الخريطة الاجتماعية:
1ـ ضد التقسيم الطبقي:
في ظل المفاهيم الغربية والقيم الغربية التي غزت مجتمعنا ، كان التقسيم الطبقي واحداً من أسوأ هذه المفاهيم وأعمقها خطراً ، فقد أصبحت هناك المرأة البرجوازية و المرأة الأرستقراطية و المرأة الكادحة الفقيرة، وأصبح لكل طبقة مميزاتها وقيمها وأخلاقياتها وسلوكها. والمرأة المسلمة اليوم ينبغي لها أن تعي أنها تنتمي للإسلام وقيمه ومفاهيمه فقط ، فهي المرأة منفصلة عن قيم الطبقة وعن أهداف الطبقة وعن سلوك الطبقة، فقيمها هي قيم الإسلام وأخلاقها هي أخلاق الإسلام وأهدافها هي أهداف الحركة الإسلامية ، إن الانتماء الحقيقي للإسلام يبدأ أولاً بالانفصال عن القيود التي تقام حولنا ضمن الطبقة التي ننتمي إليها.
2ـ ضد التقسيم الفكري:
التقدمية والرجعية مصطلحان برزا بشدة خلال الفترة الماضية ، ويتهم كل من يتمسك بتراثه وقيم مجتمعه الأصيلة بأنه رجعي متخلف ، بينما يسمى المهزوم أمام الهجمة الغربية المتمسك بقيمها وسلوكها بالتقدمي ، وهذه المحاولة الإرهابية من أصحاب الاتجاهات العلمانية غير الإسلامية مازالت مستمرة ، و المرأة المسلمة ضد هذا الإرهاب وضد هذا المفهوم . إن التقدمية الحقيقية هي الوقوف على الأسس الصلبة لقيمنا وحسنا التاريخي في نفس الوقت الذي نتفاعل فيه مع عصرنا تفاعلاً نقدياً واعياً، والرجعية الحقيقية هي الهزيمة وهي التراجع أمام الهجمة غير الإسلامية وهي نفسها التي جرت علينا كل هذا التخلف الحضاري.
3ـ ضد التقسيم الإقليمي:
في العالم الثالث خاصة ترسبت أحد أكثر المفاهيم البورجوازية تخلفاً وعدم إنسانية وهو تقسيم الناس ـ بما فيهم المرأة ـ إلى مدنين (أهل مدن) وريفيين (أهل الأرياف).. وبينما تروج الأجهزة والمؤسسات العلمانية والغربية الفكر لانفلات أهل المدن واستهتارهم بالقيم الإسلامية والروابط الإنسانية الوثيقة بين البشر ، فإنها تسخر وتعيب على أهل الريف تمسكهم بهذه القيم والروابط. والمرأة المسلمة ضد هذا الزيف لأنها هي أطروحة الأصالة. ففي الوقت الذي تعود فيه المرأة المسلمة في المدينة إلى قيم دينها وإلى مشاعر الأخوة الإسلامية ، فإنها ـ خاصة في العالم الثالث ـ تشعر بعبء المرأة المسلمة في الريف وتحاول أن تتقدم لمواقعها لحل بقية مشكلات التخلف المدني لديها ولتجعلها أكثر وعياً وقرباً من المفاهيم الإسلامية الحقيقية.
4ـ المرأة المسلمة .. اهتماماتها جديدة:
لم تعد حرية المرأة تعني الانفلات من الإسلام وقيمه ، وإنما أصبحت هي التحرر من قيم الجاهلية ومفاهيم الغرب ، والاقتراب أكثر من أهداف الحركة الإسلامية المعاصرة وممارساتها. ولم تعد المساواة بالرجل تعني خوض مجالات لا قدرة للمرأة عليها أو مجالات لإهانة كرامتها البشرية وأنوثتها، وإنما أصبحت تعني الوقوف بجانب الرجل المسلم لبناء أسرة إسلامية جديدة ومجتمع إسلامي جديد. ولم تعد قضية الذهاب إلى المعاهد العلمية فرصة لاكتساب المفاهيم غير الإسلامية وتوجيهات الغرب ، ومن ثم استعراض الأزياء والمظاهر والاحتكاك بالرجل وإنما أصبحت قضية التعليم فرصة لبناء الذات الإسلامية ، وأداة للوقوف من العصر وقفة نقدية ووسيلة لدعم الحركة الإسلامية وإنجاز أهدافها.
5ـ المرأة المسلمة .. حل لمشكلات التخلف:
من أسوأ ما ابتليت به مجتمعات دول العالم الثالث في مرحلة تخلفها المدني وابتعادها عن الإسلام ، هو إهدارها لمكانة المرأة وحقها. والإسلام هو الحل الجذري لكل هذه المشكلات فالمرأة المسلمة تستطيع بسهولة في ظل الفهم الإسلامي ـ أن تبدي رأيها فيمن يتقدم لمشاركتها حياتها وتستطيع بسهولة ـ في ظل الفهم الإسلامي أن تأخذ حقوقها الشرعية الإسلامية المتقدمة كاملة.. سواء في بيت والديها أو في بيت زوجها ، بل إنها أيضاً تساهم بذلك في تغيير الرجل وتصويب مفاهيمه الإسلامية إن كان بها انحراف.
نهاية فترة الإعجاب وبدء مرحلة المسؤولية:
حين بدأت عملية التحول الإسلامي الواسع داخل مجتمعات الوطن الإسلامي خلال السنوات العشر الأخيرة ، وحين أصبح تيار المرأة المسلمة أكثر بروزاً ووضوحاً وثباتاً في المجتمع ، بدأت مباشرة عملية إعلامية لا بأس بها يقوم بها الرجال من أصحاب الاتجاهات الإسلامية ، وكان أبرز سمات هذه العملية هو التشجيع الوافر للمرأة المسلمة والإعجاب الشديد والمديح المتواصل ، واستمرت هذه العملية حتى هذه اللحظة ، وأن يبدأ الأمر بتلك الطريقة فذلك موضوع لا بأس به ، ولكن أن يستمر كذلك فهذا هو الخطأ، بل إن هذا اصبح بشكل أو بآخر وكأنه تعبير عن تلك النظرة القديمة إلى المرأة والإحساس بأنها كائن عاجز غير فعال.
والمطلوب اليوم أن تتغير تلك الوسائل وتلك النظرة وذلك الإحساس سواء من الرجل المسلم أم من المرأة المسلمة. ينبغي أن تنتهي فكريا فترة الإعجاب والمديح، وأن تبدأ مرحلة المسؤوليات ، فالمرأة المسلمة أهم تيارات الحركة الإسلامية المعاصرة وأمامها أهم المسؤوليات:
أولاً: أن وعياً عميقاً بالإسلام وبقضاياه المعاصرة من خلال وعي حركة مده التاريخية ومكوناته الشاملة في كل الجوانب ، والالتزام به كأمر من الله سبحانه وتعالى أولاً، وكصورة التزمت بها نساء عظيمات في تاريخنا الإسلامي هو أهم مسؤولياتنا الذاتية. إن بناء أنفسنا إسلامياً كنماذج حية تتحرك هو هدف ينبغي أن نطمح إلية للوصول إلى رضاء الله سبحانه وتعالي ولنصبح قدوة تحتذى أمام الآخرين ، في الوقت الذي تحتاج فيه الحركة الإسلامية إلى مد واسع ـ خاصة في جانب المرأة ـ لتحسم الأمر نهائياً لصالحها في معركة التحول الإسلامي للمجتمعات.
كما أن حسم المعركة النفسية التي تتم في داخل بعضنا وهم يرون إغراءات الجاهلية حولهم وبريقها الزائف وقيمتها الجمالية المصطنعة ، حسم هذه المعركة نهائيا على أسس الوعي بالإسلام والالتزام به هو ثاني أهم مسؤولياتنا الذاتية. إن تصوراتنا من الله .. وتصوراتهم من البشر ، وقيمنا من الخالق .. وقيمهم من المخلوقات ، ومكانتنا يحددها الإنسان بانحرافاته وضعفه .. وحسم المعركة النفسية يتم بوعي المفاهيم الفكرية التالية وتفهمها:
1ـ نحن أطروحة الأصالة لهذه الأمة وتاريخها الممتد ، بينما هم يمثلون محاولة قطع هذا التاريخ ، ويمثلون أيضاً الانحياز إلى مفاهيم وقيم وأخلاقيات أعداء هذه الأمة التاريخيين.
2ـ نحن أطروحة الانتصار ، الانتصار على النفس وشهواتها وانحرافاتها أولاً والانتصار على الهجمة الغربية وأدواتها ثانياً ، بينما هم يمثلون الهزيمة الكاملة.. الهزيمة على مستوى النفس وانحرافاتها والهزيمة على مستوى التحديث الغربي ونتائج هجماته على مجتمعنا.
3ـ نحن أطروحة الفعالية التي تهدف إلى فهم واستيعاب أزمتنا التاريخية وأسباب تخلفنا وانحدارنا وتبعيتنا وذلك تمهيداً لعملية الانقلاب الشامل ، والتجاوز لكل ذلك من أجل مجتمع إسلامي متقدم خلاق ومبدع وذي دور أساسي في مجال الإنسان ، بينما هم يمثلون السكون وإشارات الهزائم وعلاماتها منذ أكثر من قرن وحتى الآن.
4ـ نحن أطروحة الإيجابية .. إيجابية التمسك بالقيم والمفاهيم الخالدة من إسلامنا في نفس الوقت الذي نحاول فيه فهم العصر واستيعابه ونقده والاستفادة منه ، بينما هم يمثلون السلبية الكاملة حين أصبحوا فقط أوعية لاحتواء فكر الغير ومفاهيمهم.
وينبغي تماماً أن نعي أننا نحن الذين نتقدم وهم المنتهون ، نحن الذين نهاجم وهم الذين يتراجعون ، إن غير الإسلاميين هم المطالبون بتبرير موقفهم ومحاولة تغييره والانضمام لنا.. لا العكس.
ثانيا: المسؤوليات الموضوعية:
على المرأة المسلمة اليوم أن تعي قضية التحدي ، وتاريخها ، عليها أن تعي أن الغرب وقف أمامنا في وقت كنا فيه أكثر تخلفاً على النطاق المدني منه ، وفي وقت كنا فيه ابتعدنا إلى حد ما عن اصالة إسلامنا، وأمام انبهار بعضنا بتقدمه المدني استطاع أن يقدم لنا أخلاقه وسلوكه وقيمه وركز تركيزاً شديداً على المرأة المسلمة لإدراكه بأن تدمير إسلام المرأة هو تدمير لإسلام المستقبل، إن فهم قضية التحدي هو أول الخطوات لتجاوز الهجمة.
l على المرأة المسلمة حيث تقف أن تكون ضد السياسات التربوية والتعليمية غير الإسلامية وأن تكشف زيف المناهج التربوية والتعليمية الغربية التي استقرت داخل مجتمعاتنا وهذا أهم مجالات التغيير. إن المرأة المسلمة كأم والمرأة المسلمة كمدرسة بالذات ، أمامها تحد كبير لرفع الإسلام في وجه العلمانية بكل اتجاهاتها القومية والوطنية والاشتراكية ، لأن ذلك هو أهم الوسائل لبناء نشء إسلامي.
l المرأة المسلمة عليها أن تقف مع الخيارات الإسلامية في مجال العمل ، فلا تختار إلا ما يقبله الإسلام وما يجعلها بعيدة عن الشبهات فذلك هو الوسيلة أمامنا لهز المؤسسات غير الإسلامية القائمة ، وعليها في نفس الوقت إلا تهمل بيتها فهو مهمتها الأصيلة نحو تغيير ملامح المجتمع ، فمن منزل إسلامي إلى منطقة إسلامية إلى مجتمع مسلم.
l والمرأة المسلمة مطالبة اليوم بأن تتقدم بقوة إلى مجالات العمل الاجتماعي الإسلامي ، ففي حين نحاول التقدم لإزاحة الركام الطويل من القيم والمفاهيم والمؤسسات والاتجاهات غير الإسلامية علينا ألا نترك لهم مساحات العمل الاجتماعي فارغة. إن مجالات محو الأمية الكتابية والثقافية ومجالات القوافل الريفية ومجالات مكافحة الفقر في الأحياء والمدن والقرى كلها ضرورية لاقتراب المرأة المسلمة من الجماهير وآلامها ، تمهيداً لترشيدها ووضعها في الصف الإسلامي.
المرأة المسلمة أهم تيارات الحركة الإسلامية المعاصرة ، ونحو مزيد من الوعي لمشكلاتها ودورها ، عليها أن تبقى في تفاؤل مستمر مع إطارات الحركة الإسلامية المتقدمة إلى الأمام.
تقرير بمشاركة سيئة رد باقتباس
تعليق