لا جهاد بلا إرهاب
بسم الله الرحمن الرحيم
بين الجهاد والارهاب تلازم وتكامل إذ هما عنصران لا يقوم احدهما من دون الاخر في تحقيق الهدف منه وهو التصدي للمعتدي وانزال الهزيمة به بكل وسيلة مشروعة متاحة بما في ذلك استخدام السلاح، وليس لاكراهه على قبول الإسلام، بدليل قوله تعالى: (لا إكراه في الدين)، وقوله تعالى: (أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين)، وقوله تعالى، (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين) [1]، وقوله تعالى: (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين).
أما الإرهاب فيعني قذف الرعب في نفوس المعتدين لكي تسهل السيطرة عليهم وانزال الهزيمة بهم.
والارهاب بهذا المعنى حق مشروع بكل المقاييس العقلية والشرائع السماوية والمواثيق الدولية.
فإذا كان الجهاد بهذا المعنى حقاً مشروعاً وامراً الهياً على المسلمين، فان الارهاب الذي يمارسه المُعتدى عليه دفاعاً عن العرض أو الوطن أو المال أو الدين أو الكرامة يكون حقاً مشروعاً ايضاً بالضرورة والبداهة لان ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، أما إذا صدر من المعتدي على المعتدى عليه فهو عدوان مرفوض تبعاً لذلك.
إن هذا المفهوم الإسلامي الانساني للارهاب يتعرض الان اكثر من اي وقت مضى لحملة تشويه مركزة يقوم بها الحلف الصليبي الصهيوني، بعد ان عجز عن انتزاع عقيدة الجهاد من نفوس المسلمين، فأراد تفريغها من مضمونها لكي تتحول إلى نظرية بلا ممارسة وشعار من دون مضمون، إذ أن هذا الحلف العدواني توصل من خلال استقرائه لتاريخ المسلمين أن العقيدة الإسلامية مهما بلغت من الوضوح والصفاء ومهما تمكنت من نفوس المؤمنين بها تبقى غير قادرة على الصمود أمام مؤامرات الاعداء، إذا لم تستند على جهاد يحميها وارهاب يقذف الرعب في نفوس المعتدين.
وهذا الحلف الان بصدد مشروع عدواني يهدف تغيير الخارطة السياسية والهوية الحضارية والعقدية للعالم الإسلامي وذلك بتفتيته وتجزئته إلى كيانات طائفية وعنصرية أكثر عدداً واضعف من الكيانات القائمة فيه الان لكي تسهل السيطرة عليها سيطرة مباشرة لتحويلها إلى اسواق لبضائعه ولنهب ثرواته.
وفي مقدمتها النفط الذي استودعه الله في أراضيها، حيث يبلغ أكثر من 85% من الاحتياطي العالمي من نفط العالم، علماً بان أمريكا مهددة بنضوب نفطها الذي يقدره الخبراء ببضعة عقود، فضلاً عن ذلك أنها تسعى جاهدة لحرمان الدول الصناعية الكبرى منه بقصد تدمير صناعتها، وهي الان تخوض ضدها حرباً تجارية خفية قد تتحول إلى حرب اشد سخونة واكثر تهديداً للبشرية من الحرب الباردة التي كانت قائمة بين المعسكر الرأسمالي والمعسكر الاشتراكي قبل تفكك الاتحاد السوفياتي.
إن أمريكا لم تخفٍ أهدافها هذه، فقد صرح بذلك وزير خارجيتها المستقيل كولن باول بقوله: "ان احتلال العراق والسيطرة على نفطه سيمكننا من تغيير الخارطة السياسية في العالم الإسلامي"، كما صرحت كوندليزا رايز عندما كانت مسؤولة الامن القومي وصاحبة النفوذ الواسع على الرئيس بوش: "ان امريكا خلال العشر سنوات المقبلة ستفرض الديمقراطية على الطريقة الأمريكية على العالم الاسلامي"، وقبل باول وكوندليزا رايز كتب الرئيس كارتر في مذكراته: "ان من يملك نفط الشرق الأوسط يمسك مفتاح السيطرة على العالم".
فلا غرابة إذاً من تركيز التحالف الصهيوني الصليبي حملته على الارهاب بمفهومه الإسلامي الإنساني وتشويه طبيعته، في الوقت الذي يشجع الحكومات المستبدة العميلة على ممارسة الارهاب العدواني غير المشروع ضد شعوبها، لان الارهاب الذي يمارسه المجاهدون في العراق الان قد أوجع امريكا وأوجد لها مشاكل اقتصادية واجتماعية وسياسية في داخلها، وعرّض مصالحها وامتيازاتها وسمعتها للاهتزاز، وشجع ضحاياها المستضعفين الذين أنهكهم المرض والجوع على التململ والتحرك تحدياً لها اقتداء بالمجاهدين في العراق.
ولا غرابة ايضاً في ان ينبري عملاؤها في العراق وفي غير العراق لترديد مفترياتها بشأن الارهاب الإسلامي، ترديد الببغاوات وتقليدها تقليد القردة.
وهؤلاء الساقطون لم يَخلُ من أمثالهم أمة من الامم ولا شعب من الشعوب على امتداد التاريخ.. إلا ان الغرابة في ان ينبري المتأسلمون ادعياء الدين وأعداء الفضيلة من أصحاب العمائم الكبيرة واللحى الطويلة على ترديد اتهامات المحتلين وشبهاتهم والوقوف مع عملاءهم في خندق الخيانة والعمالة بفتاوي سلطانية ما انزل الله بها من سلطان، يصفون المجاهدين بالقتلة الخارجين على الدين وينعتون الاستشهاديين بالانتحاريين المتمردين، الذين ليس لهم من الاسلام حظ ولا نصيب.. إذ ان خطورة هؤلاء تكمن في انتسابهم إلى الاسلام وفضائله.. والتحدث باسمه وتسترهم بمصطلحات العقلانية والوسطية.
ويطلبون وجوب الانتظار حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود لكي تستبين الحقيقة المحجوبة عن بصائرهم وابصارهم وعندها يصدر الحكم الشرعي، أما قبل ذلك فيكون التحرك في الدائرة الرمادية امر جائز، شرعاً مع ان الرسول صلى الله عليه وسلم قد حذر من ذلك بقوله: (الحلال بين والحرام بين وبينهما امور مشتبهات فمن وقع في الشبهات وقع في الحرام، ومن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه)، ثم دعوتهم إلى التفرغ إلى الزهد والعزلة في الكهوف والمغارات المظلمة والدهاليز المتعفنة لتطهير النفوس بالجهاد الأكبر بعيداً عن مشاكل الامة ومطالبها المشروعة، إلى أمثال ذلك من الدعاوي والمعاذير التي يريدون بها ان يجعلوا الدين مخدراً للشعوب وافيوناً للجماهير وخدمة الطغاة والمحتلين، بدلاً من ان يكون حركة تحرير للإنسان.
ان هذا النفر الذي أصبح خارج حركة التاريخ بعد ان تكشفت حقيقته ومواقفه الجبانة نسي أو تناسى ان الجهاد الأكبر اذا اجتاح الأعداء أي بلد إسلامي يجب ان يُمارس تحت صليل السيوف ومدافع الهاون تصب حممها على رؤوس المحتلين وعملائهم. وإن على المسلمين جميعاً وفي مقدمتهم العلماء ان يرفعوا راية الجهاد نساء ورجالاً ينهضُ به البر والفاجر، لأنه أفضل من الصوم والصلاة والحج والاعتكاف في المسجد الحرام ومسجد الرسول والمسجد الأقصى، وانه يأتي في الأفضلية بعد الايمان بالله لقوله تعالى: (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين).
وهذا الجهاد اذا تعين أي اذا اصبح فرض عين لا يشترط لقيامه وجود الإمام الشرعي ولا اجازته ولا فتوى مُفت، إذ ان المدين يجب عليه ان يلتحق بالمجاهدين حتى من دون اجازة الدائن - غريمة - وللولد ان يلتحق بالمجاهدين مجاهداً حتى ولو لم يوافق والداه على ذلك، والمرأة تشارك في الجهاد من دون إذن زوجها أو وليها، وإن من يتخلف عن ذلك يكون قد ارتكب اثماً عظيماً.
وان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخر صلاة الظهر والعصر والمغرب حتى فات وقتها لانه قد فَضّل عليها حفر الخندق يوم الأحزاب دفاعاً عن المدينة.
واذا منع ولي الأمر المجاهدين من الجهاد يكون قد ارتكب ظلماً عظيماً ، فاذا اصر على موقفه يصار إلى عزله واختيار القوي الأمين ليكون أميراً على المجاهدين، إذ (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)، أما اذ ثبت لديها تواطئه مع العدو فقد وجب قتله حداً أو تعزيراً.
وان على المسلمين ان ينفروا لنصرة إخوانهم في اي بلد وقع في نير الإحتلال سواء في البلد المحتل أو في غيره لمواجهة العدو حتى في عقر داره، لان المسلمين امة واحدة كما قال الله تعالى: (إِن هذه أمتكم امة واحدة وانا ربكم فاعبدون)، ويجب ان يكونوا متكافلين متضامنين في السراء والضراء، وحين البأس؛ كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى.
وان عليهم ان يلاحقوا العدو على اي ارض له وجود فيها فيقذفوا الرعب في نفسه، ويدمروا مصانعه وطرق مواصلاته وتمويناته، وملاحقة اعوانه من أهل البلد أو من غيرهم التزاماً بقوله تعالى: (ذلك بانهم لا يصبهم ظماً ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطأون موطئاً يَغيضُ الكفار ولا ينالون من عدو نيلاً إلا كُتب لهم به عمل صالح، ولايُنفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون وادياً الا كتب لهم ليجزيهم الله احسن ما كانوا يعملون).
[بقلم الشيخ؛ محمد الألوسي]
بسم الله الرحمن الرحيم
بين الجهاد والارهاب تلازم وتكامل إذ هما عنصران لا يقوم احدهما من دون الاخر في تحقيق الهدف منه وهو التصدي للمعتدي وانزال الهزيمة به بكل وسيلة مشروعة متاحة بما في ذلك استخدام السلاح، وليس لاكراهه على قبول الإسلام، بدليل قوله تعالى: (لا إكراه في الدين)، وقوله تعالى: (أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين)، وقوله تعالى، (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين) [1]، وقوله تعالى: (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين).
أما الإرهاب فيعني قذف الرعب في نفوس المعتدين لكي تسهل السيطرة عليهم وانزال الهزيمة بهم.
والارهاب بهذا المعنى حق مشروع بكل المقاييس العقلية والشرائع السماوية والمواثيق الدولية.
فإذا كان الجهاد بهذا المعنى حقاً مشروعاً وامراً الهياً على المسلمين، فان الارهاب الذي يمارسه المُعتدى عليه دفاعاً عن العرض أو الوطن أو المال أو الدين أو الكرامة يكون حقاً مشروعاً ايضاً بالضرورة والبداهة لان ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، أما إذا صدر من المعتدي على المعتدى عليه فهو عدوان مرفوض تبعاً لذلك.
إن هذا المفهوم الإسلامي الانساني للارهاب يتعرض الان اكثر من اي وقت مضى لحملة تشويه مركزة يقوم بها الحلف الصليبي الصهيوني، بعد ان عجز عن انتزاع عقيدة الجهاد من نفوس المسلمين، فأراد تفريغها من مضمونها لكي تتحول إلى نظرية بلا ممارسة وشعار من دون مضمون، إذ أن هذا الحلف العدواني توصل من خلال استقرائه لتاريخ المسلمين أن العقيدة الإسلامية مهما بلغت من الوضوح والصفاء ومهما تمكنت من نفوس المؤمنين بها تبقى غير قادرة على الصمود أمام مؤامرات الاعداء، إذا لم تستند على جهاد يحميها وارهاب يقذف الرعب في نفوس المعتدين.
وهذا الحلف الان بصدد مشروع عدواني يهدف تغيير الخارطة السياسية والهوية الحضارية والعقدية للعالم الإسلامي وذلك بتفتيته وتجزئته إلى كيانات طائفية وعنصرية أكثر عدداً واضعف من الكيانات القائمة فيه الان لكي تسهل السيطرة عليها سيطرة مباشرة لتحويلها إلى اسواق لبضائعه ولنهب ثرواته.
وفي مقدمتها النفط الذي استودعه الله في أراضيها، حيث يبلغ أكثر من 85% من الاحتياطي العالمي من نفط العالم، علماً بان أمريكا مهددة بنضوب نفطها الذي يقدره الخبراء ببضعة عقود، فضلاً عن ذلك أنها تسعى جاهدة لحرمان الدول الصناعية الكبرى منه بقصد تدمير صناعتها، وهي الان تخوض ضدها حرباً تجارية خفية قد تتحول إلى حرب اشد سخونة واكثر تهديداً للبشرية من الحرب الباردة التي كانت قائمة بين المعسكر الرأسمالي والمعسكر الاشتراكي قبل تفكك الاتحاد السوفياتي.
إن أمريكا لم تخفٍ أهدافها هذه، فقد صرح بذلك وزير خارجيتها المستقيل كولن باول بقوله: "ان احتلال العراق والسيطرة على نفطه سيمكننا من تغيير الخارطة السياسية في العالم الإسلامي"، كما صرحت كوندليزا رايز عندما كانت مسؤولة الامن القومي وصاحبة النفوذ الواسع على الرئيس بوش: "ان امريكا خلال العشر سنوات المقبلة ستفرض الديمقراطية على الطريقة الأمريكية على العالم الاسلامي"، وقبل باول وكوندليزا رايز كتب الرئيس كارتر في مذكراته: "ان من يملك نفط الشرق الأوسط يمسك مفتاح السيطرة على العالم".
فلا غرابة إذاً من تركيز التحالف الصهيوني الصليبي حملته على الارهاب بمفهومه الإسلامي الإنساني وتشويه طبيعته، في الوقت الذي يشجع الحكومات المستبدة العميلة على ممارسة الارهاب العدواني غير المشروع ضد شعوبها، لان الارهاب الذي يمارسه المجاهدون في العراق الان قد أوجع امريكا وأوجد لها مشاكل اقتصادية واجتماعية وسياسية في داخلها، وعرّض مصالحها وامتيازاتها وسمعتها للاهتزاز، وشجع ضحاياها المستضعفين الذين أنهكهم المرض والجوع على التململ والتحرك تحدياً لها اقتداء بالمجاهدين في العراق.
ولا غرابة ايضاً في ان ينبري عملاؤها في العراق وفي غير العراق لترديد مفترياتها بشأن الارهاب الإسلامي، ترديد الببغاوات وتقليدها تقليد القردة.
وهؤلاء الساقطون لم يَخلُ من أمثالهم أمة من الامم ولا شعب من الشعوب على امتداد التاريخ.. إلا ان الغرابة في ان ينبري المتأسلمون ادعياء الدين وأعداء الفضيلة من أصحاب العمائم الكبيرة واللحى الطويلة على ترديد اتهامات المحتلين وشبهاتهم والوقوف مع عملاءهم في خندق الخيانة والعمالة بفتاوي سلطانية ما انزل الله بها من سلطان، يصفون المجاهدين بالقتلة الخارجين على الدين وينعتون الاستشهاديين بالانتحاريين المتمردين، الذين ليس لهم من الاسلام حظ ولا نصيب.. إذ ان خطورة هؤلاء تكمن في انتسابهم إلى الاسلام وفضائله.. والتحدث باسمه وتسترهم بمصطلحات العقلانية والوسطية.
ويطلبون وجوب الانتظار حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود لكي تستبين الحقيقة المحجوبة عن بصائرهم وابصارهم وعندها يصدر الحكم الشرعي، أما قبل ذلك فيكون التحرك في الدائرة الرمادية امر جائز، شرعاً مع ان الرسول صلى الله عليه وسلم قد حذر من ذلك بقوله: (الحلال بين والحرام بين وبينهما امور مشتبهات فمن وقع في الشبهات وقع في الحرام، ومن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه)، ثم دعوتهم إلى التفرغ إلى الزهد والعزلة في الكهوف والمغارات المظلمة والدهاليز المتعفنة لتطهير النفوس بالجهاد الأكبر بعيداً عن مشاكل الامة ومطالبها المشروعة، إلى أمثال ذلك من الدعاوي والمعاذير التي يريدون بها ان يجعلوا الدين مخدراً للشعوب وافيوناً للجماهير وخدمة الطغاة والمحتلين، بدلاً من ان يكون حركة تحرير للإنسان.
ان هذا النفر الذي أصبح خارج حركة التاريخ بعد ان تكشفت حقيقته ومواقفه الجبانة نسي أو تناسى ان الجهاد الأكبر اذا اجتاح الأعداء أي بلد إسلامي يجب ان يُمارس تحت صليل السيوف ومدافع الهاون تصب حممها على رؤوس المحتلين وعملائهم. وإن على المسلمين جميعاً وفي مقدمتهم العلماء ان يرفعوا راية الجهاد نساء ورجالاً ينهضُ به البر والفاجر، لأنه أفضل من الصوم والصلاة والحج والاعتكاف في المسجد الحرام ومسجد الرسول والمسجد الأقصى، وانه يأتي في الأفضلية بعد الايمان بالله لقوله تعالى: (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين).
وهذا الجهاد اذا تعين أي اذا اصبح فرض عين لا يشترط لقيامه وجود الإمام الشرعي ولا اجازته ولا فتوى مُفت، إذ ان المدين يجب عليه ان يلتحق بالمجاهدين حتى من دون اجازة الدائن - غريمة - وللولد ان يلتحق بالمجاهدين مجاهداً حتى ولو لم يوافق والداه على ذلك، والمرأة تشارك في الجهاد من دون إذن زوجها أو وليها، وإن من يتخلف عن ذلك يكون قد ارتكب اثماً عظيماً.
وان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخر صلاة الظهر والعصر والمغرب حتى فات وقتها لانه قد فَضّل عليها حفر الخندق يوم الأحزاب دفاعاً عن المدينة.
واذا منع ولي الأمر المجاهدين من الجهاد يكون قد ارتكب ظلماً عظيماً ، فاذا اصر على موقفه يصار إلى عزله واختيار القوي الأمين ليكون أميراً على المجاهدين، إذ (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)، أما اذ ثبت لديها تواطئه مع العدو فقد وجب قتله حداً أو تعزيراً.
وان على المسلمين ان ينفروا لنصرة إخوانهم في اي بلد وقع في نير الإحتلال سواء في البلد المحتل أو في غيره لمواجهة العدو حتى في عقر داره، لان المسلمين امة واحدة كما قال الله تعالى: (إِن هذه أمتكم امة واحدة وانا ربكم فاعبدون)، ويجب ان يكونوا متكافلين متضامنين في السراء والضراء، وحين البأس؛ كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى.
وان عليهم ان يلاحقوا العدو على اي ارض له وجود فيها فيقذفوا الرعب في نفسه، ويدمروا مصانعه وطرق مواصلاته وتمويناته، وملاحقة اعوانه من أهل البلد أو من غيرهم التزاماً بقوله تعالى: (ذلك بانهم لا يصبهم ظماً ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطأون موطئاً يَغيضُ الكفار ولا ينالون من عدو نيلاً إلا كُتب لهم به عمل صالح، ولايُنفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون وادياً الا كتب لهم ليجزيهم الله احسن ما كانوا يعملون).
[بقلم الشيخ؛ محمد الألوسي]
تعليق