قصيدة للأسير "محمد أبو جلالة" (أبو المثنى) من سجن نفحة الصحراوي والذي مضى على اعتقاله أكثر من 17 عاماً والذي يصور فيها ميلاد جديد ساعة نيل الحرية وهي بعنوان :
صاعداً كنت:
على درج الأمل والحلم
يجتاحني فرحُ جنوني
صاعداً : إلي الحرية ..
إلي ميلادي الجديد.
وداعاً : سنوات القهر التي
التهمت أجمل أيام العمر
صارخاً كنتُ :
في وجه أحزاني القديمة...
خسئت لم تنالي منى
إلا ما التهمت من زهرة الشباب
متحدياً : مازال في العمر بقية
والورود تحت الجدل .. ما زالت نقية
وداعاً : يا وحدتي .. قد ماتت
أيام الأسر والهوان .
أشعلينى .. يا حرية .. أشعلينى..
كي تزداد الشمس ضياءً , فأنا
لم أعد أسير مذلتى
ها قد نلت حريتي
قد تحطمت قيود زنزانتي
لم يعد قلبي ينزف أيام العمر , على
مذبح السنين .. خلف جدران
القيد اللعين ...
ساجداً .. لله المنان
شاكراً .. لصاحب الإحسان
وحيداً لم أعد
فحولي جموع المهنئين ..
راكعاً .. ساجداً .. حامداً
هذا حالي . كآلاف المدفونين
العائدين , من خلف الشمس
والنجم منذ عقود من السنين
عيوني .. تتنزه في مقلتيها
أسراب صغيرة من الدمع اللؤلؤي
جبهتي .. ترتاح عليها نسمات
بحر غزة الغراء
وجهي .. قطعة من بدر
المساء , يوزع الضياء
على كل آتٍ من الأهل
و الأصدقاء
صدري .. بساتين فيحاء
ألافٌ قَبلوا شرايين
القلب والسويداء
عيون .. تقطر الفرح دمعاً وحناء
أفواهٌ .. توزع الزغاريد
أكاليل غار في وجه الهواء
نورٌ .. احتل ردهات القلب
بقليل عناء
جرحٌ .. جديد للفرح
يدملُ ..
جرح الألم الراعف .. والشقاء .
حتى .. زهور السماء هبَوا
على جرحى القديم فالتئم.
في مساحة جرح الفرح
الجديد
تاهت البيوت عناقاً
في الميلاد الجديد
مع الضياء ..
مع الفضاء .
وهناك .. على جانب المخيم ،
وقفت أمي .. أميرة الأحلام
دامعة العنين ..
قد عَفرتها حناء المهنئين
يا حبيتي :
ميدي .. وأذني باللقاء ..
فقد حان أوان اللقاء
ضارعاً .. باكياً كنت .
اغفري لي مولاتي
صاعداً .. صاعداً لعناقك
صاعد .. تُلهبني نيران الأشواق
اغفري لي .. أميرتي
وأشعليني .. فرحاً أشعليني ,
حتى أملأ الكون ضياءً
صاعداً كنت :
وكان الفرح مركبي
يوم مسحت من عينيك دمعة النار
يوم ضمتني راحتاك بالحنان
عن اسمي .. لا تسألوا
عن رباطي .. لا تزايدوا
يوم تعرفوا صغيرتي
تعرفوا من أكون
أجيبي مولاتي
فلن يهدأ القوم حتى
يعرفوا من تكوني
أي أماه,
أي قرة العين ..
افتحي عينيك فقد
ولى زمن الأسر
والانكسار
افتحي عينيك .. وابكي فرحاً
واحضنيني بين الرمش .. والرمش
ودعيني أشرب دمع فرحك
دعيني ...
فطالما شربت دمع عذاباتي
ترعرعتْ وردود الحب على
جذع دمعي .. من وراء دمع فرحك
ويبست وردود البُعد الصفراء
يوم الميلاد الجديد كُنا
وكأنا منذ الميلاد التقينا
وكأنا ما اغتربنا
وكأنا ما احترقنا
وكأنا ما افترقنا
شبك اللقاء يديه بيدينا
تحدثت عيوننا طويلا
عن عظيم الشوق
عن الورد المحروق
عن طول الطريق
بين رمشي وعينيك لن يجد الفراقُ
َبعْدَ اليوم متسعاً ليمدد هامته
بين نبضي وقلبك , لن يجد الحزنُ
ُمتسعاً ليمرر راحلته.
وبكينا ...
عند اللقاء ..
ومازلنا
مثل توأمين متصلين
فصلهما مبضعٌ جراحٍ لعين
لكن ..
ها قد عُدنا ..
نلتحم معاً من جديد
ارفعي عينيك .. أماه
أحزانُ الفراق ..
الآم الأشواق
قد فرقتها فرحة الحرية واللقاء .
افتحي عينيك
ودعيني ارتوي .. فما زال بي ظمأ
منذ سبعة عشر عاماً ,
وأنا أرسمُ عينيك
على جدران قلبي
وإذا حال الظلام بين
قلبي وعينيك
يتراءى وجهك الطاهر
في حُلمي ..
كنت أراك وانشدُ
أنشودة الابن العاشق
لطهارة عينيك
كُنتُ : أراك وأنشدُ
أنشودة الابن العاشق
لطهارة عينيك
كُنتُ : أراك.. وتذوي
عبراتي مثل الثاكل اليتيم
ها .. قد التقينا
نحن .. يا أميرتي من
روحٍ وقلبين ..
كل قلب يتبناه شبح ..
فتعالى .. لنُحيل الشبحين
قلباً ... توحده روح
وسأآتيك عند الصباح
بوردة حمراء..
وعند المساء .. بوردة
بيضاء
وبديوان قريض .. وغزل
وفراشات لتنام بين رمشك ورمشي
حلم وردي
صاعداً كنت:
على درج الأمل والحلم
يجتاحني فرحُ جنوني
صاعداً : إلي الحرية ..
إلي ميلادي الجديد.
وداعاً : سنوات القهر التي
التهمت أجمل أيام العمر
صارخاً كنتُ :
في وجه أحزاني القديمة...
خسئت لم تنالي منى
إلا ما التهمت من زهرة الشباب
متحدياً : مازال في العمر بقية
والورود تحت الجدل .. ما زالت نقية
وداعاً : يا وحدتي .. قد ماتت
أيام الأسر والهوان .
أشعلينى .. يا حرية .. أشعلينى..
كي تزداد الشمس ضياءً , فأنا
لم أعد أسير مذلتى
ها قد نلت حريتي
قد تحطمت قيود زنزانتي
لم يعد قلبي ينزف أيام العمر , على
مذبح السنين .. خلف جدران
القيد اللعين ...
ساجداً .. لله المنان
شاكراً .. لصاحب الإحسان
وحيداً لم أعد
فحولي جموع المهنئين ..
راكعاً .. ساجداً .. حامداً
هذا حالي . كآلاف المدفونين
العائدين , من خلف الشمس
والنجم منذ عقود من السنين
عيوني .. تتنزه في مقلتيها
أسراب صغيرة من الدمع اللؤلؤي
جبهتي .. ترتاح عليها نسمات
بحر غزة الغراء
وجهي .. قطعة من بدر
المساء , يوزع الضياء
على كل آتٍ من الأهل
و الأصدقاء
صدري .. بساتين فيحاء
ألافٌ قَبلوا شرايين
القلب والسويداء
عيون .. تقطر الفرح دمعاً وحناء
أفواهٌ .. توزع الزغاريد
أكاليل غار في وجه الهواء
نورٌ .. احتل ردهات القلب
بقليل عناء
جرحٌ .. جديد للفرح
يدملُ ..
جرح الألم الراعف .. والشقاء .
حتى .. زهور السماء هبَوا
على جرحى القديم فالتئم.
في مساحة جرح الفرح
الجديد
تاهت البيوت عناقاً
في الميلاد الجديد
مع الضياء ..
مع الفضاء .
وهناك .. على جانب المخيم ،
وقفت أمي .. أميرة الأحلام
دامعة العنين ..
قد عَفرتها حناء المهنئين
يا حبيتي :
ميدي .. وأذني باللقاء ..
فقد حان أوان اللقاء
ضارعاً .. باكياً كنت .
اغفري لي مولاتي
صاعداً .. صاعداً لعناقك
صاعد .. تُلهبني نيران الأشواق
اغفري لي .. أميرتي
وأشعليني .. فرحاً أشعليني ,
حتى أملأ الكون ضياءً
صاعداً كنت :
وكان الفرح مركبي
يوم مسحت من عينيك دمعة النار
يوم ضمتني راحتاك بالحنان
عن اسمي .. لا تسألوا
عن رباطي .. لا تزايدوا
يوم تعرفوا صغيرتي
تعرفوا من أكون
أجيبي مولاتي
فلن يهدأ القوم حتى
يعرفوا من تكوني
أي أماه,
أي قرة العين ..
افتحي عينيك فقد
ولى زمن الأسر
والانكسار
افتحي عينيك .. وابكي فرحاً
واحضنيني بين الرمش .. والرمش
ودعيني أشرب دمع فرحك
دعيني ...
فطالما شربت دمع عذاباتي
ترعرعتْ وردود الحب على
جذع دمعي .. من وراء دمع فرحك
ويبست وردود البُعد الصفراء
يوم الميلاد الجديد كُنا
وكأنا منذ الميلاد التقينا
وكأنا ما اغتربنا
وكأنا ما احترقنا
وكأنا ما افترقنا
شبك اللقاء يديه بيدينا
تحدثت عيوننا طويلا
عن عظيم الشوق
عن الورد المحروق
عن طول الطريق
بين رمشي وعينيك لن يجد الفراقُ
َبعْدَ اليوم متسعاً ليمدد هامته
بين نبضي وقلبك , لن يجد الحزنُ
ُمتسعاً ليمرر راحلته.
وبكينا ...
عند اللقاء ..
ومازلنا
مثل توأمين متصلين
فصلهما مبضعٌ جراحٍ لعين
لكن ..
ها قد عُدنا ..
نلتحم معاً من جديد
ارفعي عينيك .. أماه
أحزانُ الفراق ..
الآم الأشواق
قد فرقتها فرحة الحرية واللقاء .
افتحي عينيك
ودعيني ارتوي .. فما زال بي ظمأ
منذ سبعة عشر عاماً ,
وأنا أرسمُ عينيك
على جدران قلبي
وإذا حال الظلام بين
قلبي وعينيك
يتراءى وجهك الطاهر
في حُلمي ..
كنت أراك وانشدُ
أنشودة الابن العاشق
لطهارة عينيك
كُنتُ : أراك وأنشدُ
أنشودة الابن العاشق
لطهارة عينيك
كُنتُ : أراك.. وتذوي
عبراتي مثل الثاكل اليتيم
ها .. قد التقينا
نحن .. يا أميرتي من
روحٍ وقلبين ..
كل قلب يتبناه شبح ..
فتعالى .. لنُحيل الشبحين
قلباً ... توحده روح
وسأآتيك عند الصباح
بوردة حمراء..
وعند المساء .. بوردة
بيضاء
وبديوان قريض .. وغزل
وفراشات لتنام بين رمشك ورمشي
محمد أبو جلالة" (أبو المثنى)
تعليق