أمّ الـشّهيد جـثتْ أمام iiضريحه
وَتَـلَتْ مـن القرآن بعض الآياتِ
سـالت دموع الحزن من iiأحداقها
فـاضت لـدى ذكر ابنها iiالعبراتِ
نـاجته والأشـواق تـلهب iiقلبها
قـالت: حـبيبي مهجتي iiوحياتي
ولـدي.. لـقد فارقتني iiوتركتني
أحـيـا مـع الآلام iiوالـحسراتِ
رفـعت يـداها لـلسماء بحرقة iiٍ
دعـت الإلـه مـفرّج iiالـكرباتِ
قـالت إلـهي هِـبْ لعيني iiبرهة
فـيها أرى ولـدي قـبيل iiوفاتي
بـين الـحزينة ترتجي بتضرع iiٍ
وتـأمّـل ٍ وتـوسّـل ٍ iiوصـلاة
فـإذا بـها تـسمعْ نداء ً فجأة iiً
وكـأنّـه آت ٍ مـن iiالـسمواتِ
رقـصتْ جـوارحها له شوقاً وقد
سـالت دموع الفرْح في iiالوجناتِ
كـان الـنداء من الشّهيد iiحبيبها
فـي سـمْعها ألقى هذه iiالكلماتِ
قـال الـسلام عـليك يا أمّي iiأيا
أم الـشّـهيد وأروع iiالأمّــاتِ
لا تـحزني فالحزن يجرحني iiولا
تـتألمي.. أو تـطلقي iiالـزفراتِ
جسدي وإن عن ناظريك قد اختفى
وبـحضن أرضي تستريح iiرفاتي
فـأنا بـروحي لـم أزل حيٌ iiهنا
عـند الـعظيم مـكرّم ٌ iiبـحياتي
قـد نلت في درب الجهاد iiشهادتي
لـي كان في ذاك الطريق iiنجاتي
ما حُزْت دون رضاك يا أمّي iiعلى
ذي الـمكرمات وفـزت iiبالجنّاتِ
إن الـشّهيد يـرى ويسمع iiأهله
ويـزورهـمْ ويـقبّل iiالـوجناتِ
لا يـشعرون هـمُ به، هي iiروحه
تـأتي تـراهمْ تـنثر iiالـبركاتِ
شـهدائنا لا لـم يـموتوا iiإنّـما
لـلـظالمين الـموت iiوالـويلاتِ
روحـي أيـا أمّاه أنت iiومهجتي
لا أسـتطيع الـبعد لـو iiلحظاتِ
قــرّي أيـا أمّـاه عـيناً ربّـنا
قــد أكـرم الأمّـات iiبـالجنّاتِ
بـجنان خـلد ٍ أم ّ قد فزْنا معا iiً
هـل بـعد هذا الفوز فوز iiونجاة
لا تـحزني أمّـاه يـا أمّ iiالـتّقى
بـالنّصر والفوز انعمي iiوالبركاتِ
رفـعتْ بـعز وافـتخارٍ iiرأسـها
أمّ الـشّهيد وكـفْكفت الـدّمعاتِ
نهضت وقد غمرت السّعادة iiقلبها
حـضنت الضّريح، قبّلت iiالجَنَبَاتِ
تعليق