صعوبات الحياة
سألني أحد الأصدقاء عن صعوبات الحياة وكيف نواجهها وكيف نحلها ونتخلص منها، فأجبته بكل بساطة بأن الله عز وجل قال وعز من قائل: {لقد خلقنا الإنسان في كبد} وفي الحديث الشريف: "لا تسبوا الدهر فإن الدهر هو الله" وقال الإمام الشافعي:
نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا
وقال حكيم: سوف أصبر حتى يعجز الصبر عن صبري، وسأصبر حتى يعرف الصبر أنني صابر على صبر أمر من الصبر، وقال آخر:
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج
كل هذه الأقوال والحكم تنبؤنا بأن الحياة ليست وردية أو مفروشة بالورود وإنما فيها معاناة وصعوبات ومشكلات وسلبيات، ولماذا ننكرها ولا نعترف بها ولماذا نخافها ونجزع منها، ولماذا نغضب، ونحبط، ونقلق، ونكتئب، ولماذا لا نقبل الحياة كما هي ولماذا لا نتطبع ونتكيف معها ونستغل إيجابياتها وننبذ سلبياتها.
أما ما يتعلق بسؤال الصديق عن صعوبات الحياة وحلها والخلاص منها فإنني أرى أن الصعوبات ليست محصورة في إطار واحد وإلا سهل حلها ولكنها تختلف باختلاف الأفراد والجماعة والمجتمع، وتتكون من عدة عناصر من أهمها ما يلي:
صعوبات فردية، صعوبات جماعية، صعوبات اجتماعية.
الصعوبات الجماعية
وهي التي تختص بصعوبات ومعوقات ومشاكل الجماعة، مثل الصعوبات التي تعتري الأسرة الأحادية، الأسرة المركبة، الأسرة الممتدة، وعائلات الأقارب والأنساب، والقبيلة، وما تتعرض له من صعوبات في العلاقات الثنائية والجماعية، والاجتماعية والإنسانية فيما بين هذه الجماعة وتلك.
الصعوبات الاجتماعية
وهي التي تتعلق بالمجتمع ككل مثل صعوبات ومشاكل النظام الاجتماعي، القانون، العمل، التعليم، الدين، الطائفية، السياسة، التفرقة العنصرية، الجمعيات والهيئات، التحزب، التطرف.
الصعوبات الفردية (وهي موضوعنا في هذه المقالة)
هي كل ما يتعرض له الفرد من صعوبات ومعوقات في تحقيق رغباته وأهدافه وأحلامه، طموحاته، نجاحه، إخفاقه، مشاكل زوجية، أسرية، علاقات اجتماعية وأسرية وما يصادفها من ضغوط اجتماعية وسلبيات أخرى أثناء حياته داخل المجتمع الذي يعيش فيه.
المرحلة الأولى: وهي مرحلة (الرضاعة الحاضنة) منذ الولادة وحتى السنة الثالثة من العمر يعبر فيها الرضيع عن أحاسيسه ومشاعره وآلامه ورغباته بالبكاء والحركات اللاإرادية فقط.
المرحلة الثانية: وهي مرحلة (الطفولة الأولى) من سن 3 سنوات إلى سن 5 سنوات في هذه المرحلة يتعلم الطفل الخطأ والصواب ولكنه يجد صعوبة في فهم ذلك فنجده دائماً على خلاف مع والديه وأفراد أسرته وأقاربه في تحقيق رغباته وأهدافه فيلجأ للتعبير عن أحاسيسه ومشاعره إما بالبكاء أحياناً أو الكذب والعنف أحياناً أخرى.
المرحلة الثالثة: وهي مرحلة (الطفولة الثانيةـ المتأخرة) من سن 6 سنوات حتى سن 12 سنة وهذه المرحلة هي المرحلة الدراسية وفيها يكون الطفل في حالة كر وفر مع زملائه في المدرسة وأيضاً مع والديه وأفراد أسرته وأقربائه والجيران ويواجه صعوبات في علاقاته مع الآخرين وذلك بسبب أنانيته وإلحاحه في تحقيق رغباته وكل ما يريد.
المرحلة الرابعة: وهي مرحلة (المراهقة) من سن 12 سنة حتى سن 21 سنة وهذه المرحلة العمرية (أصعب مرحلة يمر بها الإنسان) لأنه يحدث له فيها تغيير فسيولوجي فيتغير التفكير والسلوك وغالباً ما يكون الفرد في هذه المرحلة بالذات في حالة غير مستقرة، دائماً يرى أنه على حق وغيره على باطل ويعتقد أنه بلغ الرجولة فنجده يطالب بالتحرر والاستقلالية من رقابة الوالدين فيلجأ إلى أسلوب العنف والفعل وردة الفعل أحياناً أخرى، وقد يصاب بضلالات فكرية توجد عنده اضطراباً في الشخصية.
المرحلة الخامسة: وهي من سن 21 سنة إلى 30 سنة وهذه المرحلة تسمى مرحلة (الرشد أو النضج) يكون الشاب فيها قد أكمل دراسته الجامعية ثم يبدأ بالتفكير في المستقبل والعمل والحياة الزوجية والاستقرار الاجتماعي والنفسي والتوازن الاجتماعي، والتطبع والتكيف مع الحياة إلا أنه أحياناً لا يستطيع تحمل أعباء الحياة فيصطدم بمشكلات وصعوبات عديدة في مجالات الحياة.
المرحلة السادسة: وهي من سن 31 إلى سن 40 سنة وهذه المرحلة تسمى (الشباب والرجولة) يكون الفرد في هذه المرحلة قد بلغ أشده وبدأ يفكر بعقلانية وواقعية ويستفيد من تجاربه السابقة ويستمر في صراعه مع الحياة ويواجه الصعوبات في سبيل إدراك ما يمكن إدراكه من النجاح وتحقيق الأهداف من أجل تربية الأبناء وتأمين مستقبلهم ومحاولة تجنب السلبيات والمعيقات وما يواجهه من مشكلات وضغوط اجتماعية ونفسية وعلاقات عامة.
المرحلة السابعة: وهي من سن 40 إلى سن 60 سنة وهذه المرحلة تسمى (مرحلة الكهولة) يكون الإنسان فيها قد أشرف على سن التقاعد فيبدأ في مراجعة نفسه وعمّا حققه وما أخفق فيه فيحاول التعويض وإنجاز ما يمكن إنجازه، ولكن هذه المرحلة لا تساعده كثيراً في الحيوية والنشاط والصحة لا في العمل العام ولا الخاص إضافة إلى ذلك تدني علاقاته الاجتماعية وتقلص عدد الأصدقاء وأيضاً تدني روحه المعنوية والنفسية.
المرحلة الثامنة: وهي من سن 60 إلى سن 70 سنة وتسمى هذه المرحلة (مرحلة الشيخوخة المبكرة) وفيها يكون الفرد شبه انعزالي ويميل إلى المكوث في المنزل ولا يخرج إلا نادراً أو في المناسبات الضرورية فقط.
ويفقد بعض الأصدقاء وذلك إما بسبب وفاتهم أو انعزالهم مثله ويعتمد جزئياً على الغير في شؤونه العامة والخاصة ويجد صعوبة في العلاقات الاجتماعية وتبدأ عنده أمراض الشيخوخة.
المرحلة التاسعة: وهي من سن 70 إلى سن 80 سنة هذه المرحلة تسمى (مرحلة الشيخوخة) في هذه السن المرحلة ما قبل الأخيرة يكون الشيخ قد لزم المنزل تماماً وبدأت لديه أعراض وأمراض الشيخوخة، كالعجز، الوهن، الخمول، الخرف، وقد يصاب بمرض (الزهايمر) أي مرض فقدان الذاكرة والنسيان أو مرض (باركنسون) أي مرض الرعاش وأمراض أخرى تصيب العمود الفقري والرقبة والركب والمفاصيل ناهيك عن ضعف النظر والسمع وانخفاض الصوت وأمراض صحية أخرى مثل الضغط والسكري وغيرها فتتدهور صحته فيجد صعوبة في حياته الاجتماعية والصحية والنفسية فيعتمد على الغير في شؤون حياته العامة والخاصة اعتماداً كلياً.
المرحلة العاشرة: وهي من سن 80 إلى 90 سنة فما فوق هذه المرحلة تسمى (أرذل العمر) أعتقد أن هذه المرحلة غنية عن التعريف لأن كل القراء الأعزاء يعرفون مآلها (وهي العودة إلى حيث بدأ) فالإنسان في هذه المرحلة بحاجة إلى الرعاية والعناية الخاصة.
وفي الختام لماذا نغضب، ونحبط، ونقلق، ونكتئب، ولماذا نسب الدهر؟!
أ/ حمد بن عبد الله القبلان
استشاري صحة نفسية
سألني أحد الأصدقاء عن صعوبات الحياة وكيف نواجهها وكيف نحلها ونتخلص منها، فأجبته بكل بساطة بأن الله عز وجل قال وعز من قائل: {لقد خلقنا الإنسان في كبد} وفي الحديث الشريف: "لا تسبوا الدهر فإن الدهر هو الله" وقال الإمام الشافعي:
نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا
وقال حكيم: سوف أصبر حتى يعجز الصبر عن صبري، وسأصبر حتى يعرف الصبر أنني صابر على صبر أمر من الصبر، وقال آخر:
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج
كل هذه الأقوال والحكم تنبؤنا بأن الحياة ليست وردية أو مفروشة بالورود وإنما فيها معاناة وصعوبات ومشكلات وسلبيات، ولماذا ننكرها ولا نعترف بها ولماذا نخافها ونجزع منها، ولماذا نغضب، ونحبط، ونقلق، ونكتئب، ولماذا لا نقبل الحياة كما هي ولماذا لا نتطبع ونتكيف معها ونستغل إيجابياتها وننبذ سلبياتها.
أما ما يتعلق بسؤال الصديق عن صعوبات الحياة وحلها والخلاص منها فإنني أرى أن الصعوبات ليست محصورة في إطار واحد وإلا سهل حلها ولكنها تختلف باختلاف الأفراد والجماعة والمجتمع، وتتكون من عدة عناصر من أهمها ما يلي:
صعوبات فردية، صعوبات جماعية، صعوبات اجتماعية.
الصعوبات الجماعية
وهي التي تختص بصعوبات ومعوقات ومشاكل الجماعة، مثل الصعوبات التي تعتري الأسرة الأحادية، الأسرة المركبة، الأسرة الممتدة، وعائلات الأقارب والأنساب، والقبيلة، وما تتعرض له من صعوبات في العلاقات الثنائية والجماعية، والاجتماعية والإنسانية فيما بين هذه الجماعة وتلك.
الصعوبات الاجتماعية
وهي التي تتعلق بالمجتمع ككل مثل صعوبات ومشاكل النظام الاجتماعي، القانون، العمل، التعليم، الدين، الطائفية، السياسة، التفرقة العنصرية، الجمعيات والهيئات، التحزب، التطرف.
الصعوبات الفردية (وهي موضوعنا في هذه المقالة)
هي كل ما يتعرض له الفرد من صعوبات ومعوقات في تحقيق رغباته وأهدافه وأحلامه، طموحاته، نجاحه، إخفاقه، مشاكل زوجية، أسرية، علاقات اجتماعية وأسرية وما يصادفها من ضغوط اجتماعية وسلبيات أخرى أثناء حياته داخل المجتمع الذي يعيش فيه.
المرحلة الأولى: وهي مرحلة (الرضاعة الحاضنة) منذ الولادة وحتى السنة الثالثة من العمر يعبر فيها الرضيع عن أحاسيسه ومشاعره وآلامه ورغباته بالبكاء والحركات اللاإرادية فقط.
المرحلة الثانية: وهي مرحلة (الطفولة الأولى) من سن 3 سنوات إلى سن 5 سنوات في هذه المرحلة يتعلم الطفل الخطأ والصواب ولكنه يجد صعوبة في فهم ذلك فنجده دائماً على خلاف مع والديه وأفراد أسرته وأقاربه في تحقيق رغباته وأهدافه فيلجأ للتعبير عن أحاسيسه ومشاعره إما بالبكاء أحياناً أو الكذب والعنف أحياناً أخرى.
المرحلة الثالثة: وهي مرحلة (الطفولة الثانيةـ المتأخرة) من سن 6 سنوات حتى سن 12 سنة وهذه المرحلة هي المرحلة الدراسية وفيها يكون الطفل في حالة كر وفر مع زملائه في المدرسة وأيضاً مع والديه وأفراد أسرته وأقربائه والجيران ويواجه صعوبات في علاقاته مع الآخرين وذلك بسبب أنانيته وإلحاحه في تحقيق رغباته وكل ما يريد.
المرحلة الرابعة: وهي مرحلة (المراهقة) من سن 12 سنة حتى سن 21 سنة وهذه المرحلة العمرية (أصعب مرحلة يمر بها الإنسان) لأنه يحدث له فيها تغيير فسيولوجي فيتغير التفكير والسلوك وغالباً ما يكون الفرد في هذه المرحلة بالذات في حالة غير مستقرة، دائماً يرى أنه على حق وغيره على باطل ويعتقد أنه بلغ الرجولة فنجده يطالب بالتحرر والاستقلالية من رقابة الوالدين فيلجأ إلى أسلوب العنف والفعل وردة الفعل أحياناً أخرى، وقد يصاب بضلالات فكرية توجد عنده اضطراباً في الشخصية.
المرحلة الخامسة: وهي من سن 21 سنة إلى 30 سنة وهذه المرحلة تسمى مرحلة (الرشد أو النضج) يكون الشاب فيها قد أكمل دراسته الجامعية ثم يبدأ بالتفكير في المستقبل والعمل والحياة الزوجية والاستقرار الاجتماعي والنفسي والتوازن الاجتماعي، والتطبع والتكيف مع الحياة إلا أنه أحياناً لا يستطيع تحمل أعباء الحياة فيصطدم بمشكلات وصعوبات عديدة في مجالات الحياة.
المرحلة السادسة: وهي من سن 31 إلى سن 40 سنة وهذه المرحلة تسمى (الشباب والرجولة) يكون الفرد في هذه المرحلة قد بلغ أشده وبدأ يفكر بعقلانية وواقعية ويستفيد من تجاربه السابقة ويستمر في صراعه مع الحياة ويواجه الصعوبات في سبيل إدراك ما يمكن إدراكه من النجاح وتحقيق الأهداف من أجل تربية الأبناء وتأمين مستقبلهم ومحاولة تجنب السلبيات والمعيقات وما يواجهه من مشكلات وضغوط اجتماعية ونفسية وعلاقات عامة.
المرحلة السابعة: وهي من سن 40 إلى سن 60 سنة وهذه المرحلة تسمى (مرحلة الكهولة) يكون الإنسان فيها قد أشرف على سن التقاعد فيبدأ في مراجعة نفسه وعمّا حققه وما أخفق فيه فيحاول التعويض وإنجاز ما يمكن إنجازه، ولكن هذه المرحلة لا تساعده كثيراً في الحيوية والنشاط والصحة لا في العمل العام ولا الخاص إضافة إلى ذلك تدني علاقاته الاجتماعية وتقلص عدد الأصدقاء وأيضاً تدني روحه المعنوية والنفسية.
المرحلة الثامنة: وهي من سن 60 إلى سن 70 سنة وتسمى هذه المرحلة (مرحلة الشيخوخة المبكرة) وفيها يكون الفرد شبه انعزالي ويميل إلى المكوث في المنزل ولا يخرج إلا نادراً أو في المناسبات الضرورية فقط.
ويفقد بعض الأصدقاء وذلك إما بسبب وفاتهم أو انعزالهم مثله ويعتمد جزئياً على الغير في شؤونه العامة والخاصة ويجد صعوبة في العلاقات الاجتماعية وتبدأ عنده أمراض الشيخوخة.
المرحلة التاسعة: وهي من سن 70 إلى سن 80 سنة هذه المرحلة تسمى (مرحلة الشيخوخة) في هذه السن المرحلة ما قبل الأخيرة يكون الشيخ قد لزم المنزل تماماً وبدأت لديه أعراض وأمراض الشيخوخة، كالعجز، الوهن، الخمول، الخرف، وقد يصاب بمرض (الزهايمر) أي مرض فقدان الذاكرة والنسيان أو مرض (باركنسون) أي مرض الرعاش وأمراض أخرى تصيب العمود الفقري والرقبة والركب والمفاصيل ناهيك عن ضعف النظر والسمع وانخفاض الصوت وأمراض صحية أخرى مثل الضغط والسكري وغيرها فتتدهور صحته فيجد صعوبة في حياته الاجتماعية والصحية والنفسية فيعتمد على الغير في شؤون حياته العامة والخاصة اعتماداً كلياً.
المرحلة العاشرة: وهي من سن 80 إلى 90 سنة فما فوق هذه المرحلة تسمى (أرذل العمر) أعتقد أن هذه المرحلة غنية عن التعريف لأن كل القراء الأعزاء يعرفون مآلها (وهي العودة إلى حيث بدأ) فالإنسان في هذه المرحلة بحاجة إلى الرعاية والعناية الخاصة.
وفي الختام لماذا نغضب، ونحبط، ونقلق، ونكتئب، ولماذا نسب الدهر؟!
أ/ حمد بن عبد الله القبلان
استشاري صحة نفسية
تعليق