إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ليتوقف السقوط المجاني للشهداء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ليتوقف السقوط المجاني للشهداء

    ليتوقف السقوط المجاني للشهداء الأبطال في التكتيك الثوري وأصول القيادة

    11:1
    بقلم: زياد أبو شاويش
    عندما وقف والد أحد الشهداء الذين سقطوا على تخوم المغازي فوق مثواه الأخير بمخيم النصيرات قال بصوت مرتفع سمعه الكثيرون ممن شاركوا في تشييع الجثمان الطاهر : \"لماذا يسقط أبناؤنا مجاناً ؟ \" . كان الرجل يعبر بتساؤله المشروع عن وجهة نظر الأغلبية الساحقة من أبناء شعبنا .

    إن العين لتدمع، وان القلب ليبكي حزناً، وان النفس لتجزع ويجتاحنا الغضب والرغبة في الانتقام عندما نرى مصارع الأحبة ، هؤلاء الشجعان الميامين ، نخبة شبابنا والأكثر قدرة على العطاء والتضحية . وبقدر غضبنا ورغبتنا في الانتقام بقدر ما نستمطر اللعنات على من تصور له أحلامه المريضة بأن كثرة الشهداء تدل على صحة المنهج والتكتيك . إنها تدل حقاً على عظم التضحية والبطولة والفداء لكنها في ذات الوقت تنم عن حماقة المخططين والقادة لهؤلاء الذين يجب أن لا يسقطوا بالمجان كما نرى في كثير من مواجهات قطاع غزة الصامد الصابر والمبتلي بقيادات الصدفة . لقد فكرت طويلاً في هذا الموضوع قبل أن أتقدم لطرحه بين أيدي شعبنا وجماهيرنا ، لأنني أعلم أن هناك مزاودين جاهزين للدفاع عن الخطأ ، ولا يفرقون بين النقاش في الأساليب والتكتيكات وبين الحديث والنقاش في القضايا المبدأية ، يتساوى في ذلك القيادات السياسية لبعض الفصائل مع قياداتها العسكرية . لقد حزمت أمري متوكلاً على الله وعلى قناعة راسخة بدقة ومبدأية ما سأتناول في هذا المقام ، وهو مقام الشهداء الكرام ممن تقدموا ليعطوا لوطنهم أرواحهم . سألتني إحدى صحف الفصائل التي تطلق الصواريخ على المستعمرات الصهيونية ، وتستجلب رداً قاسياً ودامياً من العدو: هل استخدامها بهذه الطريقة وفي هذا التوقيت من عمر نضالنا الوطني صحيح ومثمر ؟ وهل ترى صحة استخدام الصواريخ من حيث المبدأ ، في ظل تفوق عسكري نوعي لعدونا ؟ وكانت إجابتي واضحة ، بل شديدة الوضوح ، لكن الصحيفة نشرت كل الإجابات على الأسئلة باستثناء هذا السؤال لأنه لا يتفق مع رؤية قيادة هذا الفصيل .

    ولأن الموضوع الذي نناقش يرتبط بهذا الشكل أو ذاك بهذه القضية مثار الخلاف والنقاش، أعيد عليكم وباختصار ما قلته في الرد على السؤال وملحقه . لقد قلت بصراحة أن استخدام الصواريخ هو أمر مفهوم من حيث المبدأ... واستخدام كل ما يديم الاشتباك مع العدو من وسائل القتال أمر مهم وضروري ، شريطة أن يكون مناسباً من الناحية التكتيكية وسمات حرب الشعب ، ويتجنب نقاط قوة العدو ، حتى لا تكون خسائرنا أعلى من الأهداف المحققة ، أي أن لا نقدم خدمة مجانية للعدو بإلحاق الخسائر الكبيرة بنا سواء في الأرواح أو الممتلكات دون ثمن ، وهذا ألف باء أي حرب تحرير وطنية تكون عادة مع عدو شديد التفوق وبشكل نوعي ، وهذا هو الحال مع خصم همجي ومراوغ ومدجج بالسلاح ومدعوم عسكرياً وسياسياً من سيدة الكون وقطبها الأوحد والأقوى . وفي قصة الصواريخ أجبت أيضاً بلا تردد أن استخدامها منذ انطلاق انتفاضة الأقصى كان خطئاً فادحاً الحق بنا خسائر هائلة دون أن يعطي نتيجة تبرر هذه الخسائر، أو حتى تقترب من ذلك . وأردفت حتى لا يتم تصوير حديثنا كما لو كنا نؤيد حديث الرئيس محمود عباس حول المسألة ، وهو التشخيص الذي لا نتفق معه فيه ، أردفنا بأن هذه الصواريخ يجب أن يتم تطويرها أولاً ونقل تقنيتها للضفة الغربية ثانياً ، والتأكد من حجم المخزون الاحتياطي منها ثالثاً قبل أن نستخدمها ضد العدو ، وهذا يختلف عن العمليات الاستشهادية التي نحبذها اليوم وغداً ، وكنا نحبذها بالأمس ، وحيث هي الأسلوب الأمثل لتجاوز التفوق النوعي لعدونا ، كما أن نتائجها تفوق حجم التضحية وربما بمرات عديدة لكن نتائجها تطال القادة من حيث رد الفعل الصهيوني لكنه لا يساوي خسائر العدو . إذن وضعنا موضوع الصواريخ في إطاره الصحيح ، بل وزدنا على ذلك أنه يمكن استخدامها في إطار التكتيك السياسي وإرسال إشارات من نوع ما للعدو وللعالم ، وبخلاف ذلك ليتوقف إطلاقها فوراً والبدء بتطويرها ونقلها للضفة ، ولنا في تجربة حزب الله أكبر الأدلة وأقوى البراهين . ونعود الآن لموضوع سقوط الشهداء والخسارة الفادحة بفقدهم دونما ثمن نراه في الحد المنطقي من خسائر العدو . لقد وضعت معظم الفصائل مفاهيم ونظريات لموضوعة المواجهة الحتمية على الصعيد العسكري مع العدو ، وراعت كلها تفوقه النوعي وشددت على تلافي ذلك ببعض الطرق والأساليب التي تصب كلها في شروط وسمات ومراحل ما يعرف بحرب الشعب طويلة الأمد . من بين تلك الأساليب والتكتيكات تجنب الانكشاف أمام أسلحته المتطورة كالطائرات والدبابات والقطعات البحرية ، وغير هذا مما نعرفه بما في ذلك أساليبه المخابراتية ، وحددنا طرق الوقاية منها . وللتذكير فقط فان قطاع غزة كمنطقة جغرافية بما هي عليه اليوم يعتبر ساقط عسكرياً ، حيث يمكن حصاره بسهولة وتجويع أهله حتى النهاية ، ولولا الكثافة السكانية وحالة الفقر والجوع في القطاع لما شكل وجوده أي تهديد للعدو ولا انسحب منه . هذا من حيث التشخيص العام ، وفي المواجهة الميدانية بعد ذلك وما يرافقها من أساليب الخداع الإعلامي والتوريط المتعمد للعدو، فان ما يجري اليوم في القطاع هو شيء مريح للعدو إلى ابعد الحدود لأننا بجهلنا وصلف بعضنا نعطي لهذا العدو الفرصة كاملة ليمارس تفوقه النوعي علينا ، فيسقط الأبطال بهذا الحجم وبهذه الطريقة المجانية ، ذلك أن وضع هؤلاء الشباب أمام خيارات الشجاعة والإقدام والبطولة لا يعطيهم أي فرصة سوى للذهاب بعيداً في هذا السبيل حتى لو كان ذلك تحت سماء مكشوفة لطائرات العدو وأرض سهلية مبسوطة أمام جنازير دباباته وفي مرمى مدفعيته الدقيقة التصويب .

    إن استخدام الحد الأقصى من الشجاعة والنبل في مواجهة الحد الأقصى من التفوق لعدو لا يعرف النبل ولا الإنسانية ، عدو حاقد ويمعن في قتلنا ويوغل منذ وطأت أقدام أول مهاجريه لوطننا في دم أبنائنا ، قلنا أن استخدام ذلك هو حماقة كبرى ليس لها علاقة بالشجاعة ولا بالتضحية . ولو تفلسف احدهم علينا حول التضحية من اجل قضيتنا وأننا يجب أن نقدم الثمن لتحرير بلدنا والثمن هو دم الشهداء وأرواحهم ، فإننا نقول له : أن هذا كلام حق يراد به باطل ، لان التضحية في غير مكانها وبالمجان ليس لها علاقة بتحرير الأوطان . ولنا في تجربة المقاومة العراقية أيضاً دليل ساطع على ما نقول ، حيث تتجنب المقاومة العراقية أي مواجهة مع قوات الاحتلال ، حتى بالهرب من مكان تواجدها إلى مناطق أخرى ، وكل المواجهات المباشرة إما اضطرارية أو بمجموعات صغيرة تباغت العدو وتتحكم في سير المعركة ونهايتها تحديداً ، فأين نحن من ذلك ؟. وارتباطاً بالتكتيك السياسي والوضع الفلسطيني المنقسم الآن ، والذي يمثل أعلى حالات ضعفنا في كل تاريخنا الثوري المعاصر يصبح من المفيد التوقف عن المواجهة العسكرية المباشرة مع العدو وتوفير قوتنا ورجالنا إلى مرحلة لاحقة نكون فيها بوضع أفضل على كل الأصعدة بما فيها العسكري . إن ذلك لا يعني إيقاف المقاومة أو وقف القتال ضد العدو ، بل يتعلق فقط بما رأيناه خلال الأيام القليلة الماضية واستبدال ذلك بالعبوات الأرضية الناسفة والألغام ، وبعض الكمائن المحصنة والمموهة جيداً ، كما لا يعني ذلك ترك المخيمات لاستباحة العدو، بل نقاتله في كل زقاق وحارة إن دخل هذه المخيمات أو المدن ، ذلك أن شروط القتال في الأماكن المسكونة أسهل من الأرض المفتوحة ، وهذا معروف للجميع، لكن كما قلنا تضع قياداتنا الحمقى شبابنا أمام أقصى تعبئة نفسية ودينية في شأن يجب أن لا يخضع إلا للتفكير المتزن والهادىء والمنطقي ، لان هؤلاء هم خيرة أبنائنا وذخيرته لأيامه العجاف القادمة ، ولتعويض شعبنا عن قيادات لم تحسن سوى وضعنا جميعاً في المأزق الذي نعيش .


    يجب أن يعلم هؤلاء أن كل شهيد يسقط بدون ضرورة قصوى لسقوطه يجعل ممن تسبب في ذلك مجرماً في نظر الشعب الفلسطيني ، وقد طوينا صفحة الضحك على الذقون بالحديث عن عدد الشهداء والمتاجرة بدمهم ، وحان الوقت لإعمال العقل والحكمة في موضوع حساس وغاية في الخطورة والأهمية . إنها معركة طويلة جداً وقاسية جداً ولو بقينا نتصرف على هذا النحو فان مستقبلاً مظلماً ينتظر قضيتنا وضياعاً محتماً سيلحق بحقوقنا الوطنية ، وهزيمة داخلية في الدرجة الأولى ستنتج عن هذا الأسلوب . إن التمسك بالحقوق والثوابت هو كالقبض على الجمر يحتاج للصبر والحكمة ، وتوفير الجهد والإمكانيات لاستخدامها في الوقت المناسب .

    نلاحظ تكتيك العدو في هذا المجال وكيف يوحي للعالم أن هناك مواجهة متكافئة تجري في قطاع غزة ، وأن إسرائيل إنما تدافع عن وجودها المهدد من قطاع تملك إسرائيل أن تجوعه ، وأن تقصف كل شبر فيه ، فهل بعد هذا الخداع خداعاً أو تضليلاً . كما أنها تحاول استدراج حماس للعبتها المفضلة وإغراءها بالتفاهم معها موحية لها بأنها تعترف بها ومستعدة للتفاوض معها إن قبلت بشروطها ، وهي كما تصورها شروط عادلة ومقبولة من العالم كله بما فيه عالمنا العربي ، فان قبلت حماس سقطت سياسياً ، وان رفضت أعطت للعدو الذريعة للقول أن هناك من يسعى لتدميرها وان هؤلاء إرهابيون ولا يريدون السلام ، ثم تبقي على قيادات حماس في القطاع ليمارسوا دورهم في المراوحة السياسية وهم محاصرون ، وفي لجم الفصائل الأخرى حتى لا تفلت الأمور من يدها ... إلى آخر ما بات معروفاً للقاصي والداني حول المأزق الراهن ومآلا ته ، والذي تعاني منه حماس ومعها كل أهلنا في قطاع غزة البطل . إذن نتوجه للإخوة المعنيين بالحفاظ على المواجهة مع العدو في إطارها الصحيح وبالتكتيك الثوري الذي يحفظ قوتنا ويقلل قدر المستطاع خسائرنا ، ويفاقم أزمة العدو وليس أزمتنا عبر توجيه الضربات له في مناطق ضعفه أو ما نسميه المناطق اللينة من جسده ، وهذه نعرفها وجربناها ، وعملية استشهادية في تل أبيب أو أي مدينة من مدنه خير من إطلاق ألف صاروخ على مستعمراته ، كما تلك العمليات النوعية الفذة التي نفذها أبطالنا ضد معسكراته وضد تجمعاته داخل الخط الأخضر وخارجه ، وخير لنا أن نقوم بعملية واحدة ناجحة وقليلة الخسائر كل شهر من عشرين عملية على طريقة ما جرى في البريج والمغازي وخانيونس ، وغيرها من المواجهات التي وان افتخرنا بشجاعة مقاتلينا فيها إلا أنها أدمت قلوبنا وأوجعتنا . إن استمزاج رأي الشعب في هذا الأمر هو أكثر من ضروري ، فالذي يقدم أبناءه وهم الأعز من أجل وطنه هو هذا الشعب ومن هنا لابد أن يتفهم من قصدناهم في هذا المقال كلمة ذلك الأب فوق قبر ولده وهو يقول : لماذا يذهب الشهداء هكذا بلا ثمن ؟ .

    تحية لهذا الأب الشجاع ولكل الآباء والأمهات الذين يقدمون أعز ما يملكون لوطنهم ولشعبهم ، تحية للأسرى الذين ينتظرون يوم الخلاص ..... المجد للشهداء والنصر للثورة.

  • #2
    بارك الله في على هذا الموضوع الطيب

    [frame="7 80"]اللهم اجعل شهادتى تحت جنازير دبابات بنى صهيون اللهم امين[/frame]

    تعليق


    • #3
      [frame="2 80"]بارك الله فيك أخي على هذا الموضوع[/frame]

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيك اخي
        نحسبهم شهداء ولا نزكي على الله احدا

        تعليق


        • #5
          باااارك الله فيك اخى الكريم
          موووضع قيم

          تعليق


          • #6
            أصبحت دماء الشهداء لدي البعض علامة تجارية

            تعليق


            • #7
              بارك الله فيك
              آٌلُلهُمً آرُزًقٌنُىُ شُهُآُدًة تٌتًقًطٌعُ فُيًهٌآُ آُلُجُزُآًء وٌتُتًخآُلُطـُ فُيُهٌآٌ آٌلُدمُآءُ وٌتتٌنُآًثُرُ فٌيُهُآُ آلاُشًلاُءُ وُتٌكُوًنٌ لُىً حُجًة يُوٌمٌ آُلُقُآءُ

              تعليق


              • #8
                بارك الله فيك أخي على هذا الموضوع
                راياتنا سود ..... ولا نهاب اليهود ...... في سبيل الله نجود ..... بإرداة وصمود ...... جيشنا الجبار نقود ...... نسعى لإزالة إسرائيل من الوجود .... . نحن جند السرايا الأسود .......

                تعليق

                يعمل...
                X