أبوابها مُشـرّعة للحيـاة... ربما تكون الوحيدة التي لم تغلقها يـد الحصار الغارس أنيابه بقسـوة في جسـد غــزة... أبطالها قـادرون على انتـزاع ضحكات الأطفال من وسط جراحٍ وأحزان كبلّتهم... أشجارها خضـراء تسـر الناظرين وعصافيـرها تشدو بصوتٍ عـذب.
إنها حديقـة حيـوان وطيور الوسطي التي تفتح أبوابها لأهالي القطاع المحاصر طـوال أيام عيد الأضحـى المُبارك لترسم البسمة على شفاه الأطفال، وتنتشلهم ولو لساعات، من أجواء تشييع غزة 12 شهيدا سقطوا في غارتين إسرائيليتين.
في حديقة الحيوان حيث الأسد واللبؤة والقرود والغزلان والخيل والجمل.. تلك الكائنات الناجية من مؤامرات السياسة وغيوم الانقسام.. ستتعالى ضحكات الأطفال، فالحيوانات ستقدم عروضًا شيقة ترسم البسمات على الوجوه دون أن تُحدثهم عن 'فتح' و'حماس' ووجع السياسة وآهات الوضع الداخلي.
أبو خالد عاشور يستعد لاصطحاب أطفاله وزوجته إلى حديقة الحيوان، مُمنيا أطفاله بساعات سعيدة بعيدا عن صرخات الواقع.
'الوضع الاقتصادي الذي نحياه بات صعبا لدرجة لا تُحتمل... والحصار يلفنا من جميع الجهات.. نريد لأطفالنا أن يتنفسوا.. أن يشعروا أنهم أحياء...'، هكذا يعبر أبو خالد لـ'إسلام أون لاين. نت'.
ومنذ ستة أشهر تُعاني غزة من كارثة اقتصادية وإنسانية وصحية بسبب الحصار الإسرائيلي، وإغلاق كافة منافذ القطاع، حيث يرفض الاحتلال فتح المعابر التجارية والسماح للبضائع بالمرور متذرعًا بسيطرة حماس على غزة منذ منتصف يونيو الماضي.
ومع غياب مظاهر وتفاصيل الاحتفال بالعيد لدرجة اختفاء الحلوى من الأسواق، وجد أهالي القطاع في حديقة الحيوان ملاذا لأطفالهم من الأوضاع الصعبة.
فبصوت علت فيه نبرات الأمل تقول سها الزهارنة: 'نحتاج إلى تغيير هذا الجو المشحون بالتوتر والاختناق... لا نكاد نشعر أن ثمة عيدًا بيننا؛ فلا شيء في الأسواق، لا ملابس جديدة، والمحال فقدت بريقها بغياب الحلوى بأنواعها... حديقة تبعث في أنفسنا السرور ستكون الحل والعلاج لأوجاعنا'.
أين تذهب؟!
وقبل العيد امتلأت الصحف بإعلانات تتحدث عن حديقة حيوان وطيور الوسطي، فتحت عنوان 'أين ستذهب وأطفالك في العيد'، أعلنت الحديقة عن فتح أبوابها للجميع، مُشيرة إلى الحيوانات التي ستكون في استقبال الزائرين من ثعالب وسناجب ونمس وأسد ولبؤة وألعاب جديدة ودُمى، بجانب مفاجآت عديدة.
'صغارنا في أمس الحاجة للعب والمرح والفرح ...علينا أن نُحاصر الحصار لنعيش'، بهذه الكلمات بدأ عماد قاسم مدير جمعية شذا للثقافة والفنون التي تدير الحديقة حديثه لـ'إسلام أون لاين.نت'.
وأردف يقول: 'هناك حيوانات جديدة وجميلة في انتظار الوافدين إلى الحديقة.. والأطفال سيستمتعون بالألعاب المتنوعة... وبالمناظر الطبيعية الخلاّبة.. هناك مكتبة للصغار وأخرى للكبار.. سنقدم عروضًا مسرحية وإنشادًا.. قمنا بتزيين الحديقة بالبالونات والشرائط المُلونة'.
بعيدا عن الأصفر والأخضر
مثل هذه الأجواء يشدد قاسم على أنها كفيلة ببث روح التفاؤل في نفوس الأطفال، وانتشالهم من عالم الكبت والحصار والتضييق إلى عالمٍ جميل نقي. ويلفت إلى أن دخول الحديقة بأسعار رمزية جدا، بجانب ركوب الأطفال المراجيح مجانا.
الطفلة سارة (7 أعوام) صفقت بيديها فرحا وهي تقول: 'سأذهب لأشاهد النمس.. والقط السيامي والسلحفاة البرمائية.. وسأركب القطار..'.
ويعلق والدها بابتسامة: 'وأخيرا سيتوقف أطفالنا ولو لأيام عن الحديث عن اللون الأصفر والأخضر'. في إشارةٍ منه إلى لون راية فتح الصفراء وراية حماس الخضراء حيث سبب اقتتال الحركتين أزمة ألوان بين أطفال غزة.
وإلى جانب حديقة الحيوان تفتح ملاهي غزة أبوابها، وبأسعارٍ رمزية، وتقدم تلك الملاهي مسرح العرائس وألعاب السيرك، تستقبل المنتزهات الأطفال بالدمى والبهلوان وعروض الكرتون.
وربما تكون بسمة العيد في حديقة الحيوان استراحة قصيرة لأطفال غزة قبل عودة أهالي غزة جميعهم إلى معركة الحصار الطاحنة، وكلهم أمل أن يأتي العيد القادم وقد فتحت أمامهم أبواب أغلقها الاحتلال والانقسام
إنها حديقـة حيـوان وطيور الوسطي التي تفتح أبوابها لأهالي القطاع المحاصر طـوال أيام عيد الأضحـى المُبارك لترسم البسمة على شفاه الأطفال، وتنتشلهم ولو لساعات، من أجواء تشييع غزة 12 شهيدا سقطوا في غارتين إسرائيليتين.
في حديقة الحيوان حيث الأسد واللبؤة والقرود والغزلان والخيل والجمل.. تلك الكائنات الناجية من مؤامرات السياسة وغيوم الانقسام.. ستتعالى ضحكات الأطفال، فالحيوانات ستقدم عروضًا شيقة ترسم البسمات على الوجوه دون أن تُحدثهم عن 'فتح' و'حماس' ووجع السياسة وآهات الوضع الداخلي.
أبو خالد عاشور يستعد لاصطحاب أطفاله وزوجته إلى حديقة الحيوان، مُمنيا أطفاله بساعات سعيدة بعيدا عن صرخات الواقع.
'الوضع الاقتصادي الذي نحياه بات صعبا لدرجة لا تُحتمل... والحصار يلفنا من جميع الجهات.. نريد لأطفالنا أن يتنفسوا.. أن يشعروا أنهم أحياء...'، هكذا يعبر أبو خالد لـ'إسلام أون لاين. نت'.
ومنذ ستة أشهر تُعاني غزة من كارثة اقتصادية وإنسانية وصحية بسبب الحصار الإسرائيلي، وإغلاق كافة منافذ القطاع، حيث يرفض الاحتلال فتح المعابر التجارية والسماح للبضائع بالمرور متذرعًا بسيطرة حماس على غزة منذ منتصف يونيو الماضي.
ومع غياب مظاهر وتفاصيل الاحتفال بالعيد لدرجة اختفاء الحلوى من الأسواق، وجد أهالي القطاع في حديقة الحيوان ملاذا لأطفالهم من الأوضاع الصعبة.
فبصوت علت فيه نبرات الأمل تقول سها الزهارنة: 'نحتاج إلى تغيير هذا الجو المشحون بالتوتر والاختناق... لا نكاد نشعر أن ثمة عيدًا بيننا؛ فلا شيء في الأسواق، لا ملابس جديدة، والمحال فقدت بريقها بغياب الحلوى بأنواعها... حديقة تبعث في أنفسنا السرور ستكون الحل والعلاج لأوجاعنا'.
أين تذهب؟!
وقبل العيد امتلأت الصحف بإعلانات تتحدث عن حديقة حيوان وطيور الوسطي، فتحت عنوان 'أين ستذهب وأطفالك في العيد'، أعلنت الحديقة عن فتح أبوابها للجميع، مُشيرة إلى الحيوانات التي ستكون في استقبال الزائرين من ثعالب وسناجب ونمس وأسد ولبؤة وألعاب جديدة ودُمى، بجانب مفاجآت عديدة.
'صغارنا في أمس الحاجة للعب والمرح والفرح ...علينا أن نُحاصر الحصار لنعيش'، بهذه الكلمات بدأ عماد قاسم مدير جمعية شذا للثقافة والفنون التي تدير الحديقة حديثه لـ'إسلام أون لاين.نت'.
وأردف يقول: 'هناك حيوانات جديدة وجميلة في انتظار الوافدين إلى الحديقة.. والأطفال سيستمتعون بالألعاب المتنوعة... وبالمناظر الطبيعية الخلاّبة.. هناك مكتبة للصغار وأخرى للكبار.. سنقدم عروضًا مسرحية وإنشادًا.. قمنا بتزيين الحديقة بالبالونات والشرائط المُلونة'.
بعيدا عن الأصفر والأخضر
مثل هذه الأجواء يشدد قاسم على أنها كفيلة ببث روح التفاؤل في نفوس الأطفال، وانتشالهم من عالم الكبت والحصار والتضييق إلى عالمٍ جميل نقي. ويلفت إلى أن دخول الحديقة بأسعار رمزية جدا، بجانب ركوب الأطفال المراجيح مجانا.
الطفلة سارة (7 أعوام) صفقت بيديها فرحا وهي تقول: 'سأذهب لأشاهد النمس.. والقط السيامي والسلحفاة البرمائية.. وسأركب القطار..'.
ويعلق والدها بابتسامة: 'وأخيرا سيتوقف أطفالنا ولو لأيام عن الحديث عن اللون الأصفر والأخضر'. في إشارةٍ منه إلى لون راية فتح الصفراء وراية حماس الخضراء حيث سبب اقتتال الحركتين أزمة ألوان بين أطفال غزة.
وإلى جانب حديقة الحيوان تفتح ملاهي غزة أبوابها، وبأسعارٍ رمزية، وتقدم تلك الملاهي مسرح العرائس وألعاب السيرك، تستقبل المنتزهات الأطفال بالدمى والبهلوان وعروض الكرتون.
وربما تكون بسمة العيد في حديقة الحيوان استراحة قصيرة لأطفال غزة قبل عودة أهالي غزة جميعهم إلى معركة الحصار الطاحنة، وكلهم أمل أن يأتي العيد القادم وقد فتحت أمامهم أبواب أغلقها الاحتلال والانقسام
تعليق