قصة سجاح
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ،،
بعد الكلمة القوية (ولم أجد تعبيرا أفضل) للشيخ أبي عمر البغدادي أمير
المؤمنين في دولة العراق الإسلامية ،، أحببت أن أعلق على الكلمة لكن وجدت
السباقين للخير قد أتوا على أكثر مما كنت سآتي به .
ثم تذكرت مقطعا لم يحظ بالعناية ويقدم للإخوة الذين لم يطلعوا عليه ..
فبعد موت أشرف الخلق وسيد المتقين وإمام المرسلين الذي جعله الرحمن رحمة
للعالمين ، تولى الأمر صديقه وصاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه ..
وكان من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم أن أخبر بمدعين للنبوة وبيّن صفات
بعضهم .. وقد ظهر بعضهم في حياته والآخرون بعد موته صلى الله عليه وسلم .
وارتدت قبائل العرب ولم تَنقدْ لأبي بكر الصدّيق ، وهو من هو، ولم يكن ذلك
بسبب ضعف الإدارة أو سوء التخطيط . وإنما غلبت أهواء البعض على أنفسهم
واستخفوا أقوامهم فأطاعوهم .. فخرج البعض من الإسلام حمية لقومه وعودة لما
كان عليه آباؤه وخرج الآخرون طلبا للدنيا أو هربا بتأويلات باطلة مما فرضه
الله كالزكاة
لكن أبا بكر الصديق - رضي الله عنه وأرضاه وانتقم ممن آذاه وعاداه - لم تأخذه
في الله لومة لائم ولا حاول اختراع وسيلة من ذهنه لمجابهة حركة الردة
وتسييسها أو عمل حكومة مؤقتة تجمع المسلم والمرتد .. لأنه يعلم ببساطة أن
الكون كله لله ولا يحصل فيه إلا ما أراده الله .. والبشر غير مكلفين بتحقيق
النتائج وإنما باتخاذ الأسباب واتباع الشرع
فاتبع أبو بكر الصديق الشرع الحكيم وأعلن الحرب على المرتدين وأرسل البعوث
يرأسها الأسود التي تشربت العقيدة ، حتى عاد الناس لدين الله أفواجا وثبت
الإسلام بعدما كاد يذهب ، وقد خرج منه كثير من أشراف الناس والمطاعين في
أقوامهم بل وحتى الصحابة !
ولن تكون ردة الصحوات اليوم مقابلة لردة الأمس لأنها أحقر من ذلك بكثير ..
فهم قطاع طرق ولائهم للدولار وسط حاضنة جهادية لن تأخذها في الله لومة لائم
وهي تعلن الحرب عليها وعلى أسيادها الأمريكان ومن والاهما .. وهم آخر أوراق
الإحتلال وبعدها بإذن الله تبدأ مرحلة أخرى من تثبيت دولة الإسلام في العراق
والخروج النهائي للصليبيين من بلاد الرافدين .
نعود لقصة سجاح !
فكنت أسمع كلمات الشيخ أبي عمر البغدادي -نصره الله- عندما ذكر قصة سجاح ،
تلك المرأة التي قرأت قصتها ضمن قصص كثيرة لمدعي النبوة . والقصص تجعلك تضحك
لسفاهة الرجال وهم يعطون قيادهم لأتفه الخلق بل ويؤمرون عليهم النساء
وهذا الفصل مقتطف من كتاب "صيد الخاطر" للإمام ابن الجوزي رحمه الله ، وأترك
لكم قراءة القصص التاريخية والاطلاع على عظيم جرم من يسلم نفسه للكذابين وسوء
عاقبة من يتبع الضالين المضلين ، فمن أنار الله بصره كشف ألاعيبهم أو حمته
عقيدته ومن وكله الله لنفسه تخبط خبط عشواء حتى يردي نفسه أو يشاء الله
فيهديه ،
وأعتذر على بعض المقاطع النابية ، فالإمام الجوزي ذكرها لنعتبر من سيرة القوم
ونعلم حالهم ، وليس بعد الكفر ذنب، ونتيقن بشرف الموحدين المجاهدين وصدقهم :
فيمن إدعوا النبوة و من إدعوا الكرامات
الحق لا يشتبه بباطل ، إنما يموه الباطل عند من لا فهم له .
هذا في حق من يدعي النبوات ، و في حق من يدعي الكرامات .
أما النبوات فإنه إدعاها خلق كثير ظهرت قبائحهم ، و بانت فضائحم و منها ما
أوجبته خسة الهمة و التهتك في الشهوات ((وكذلك الصحوات حين طالبوا الأمريكان
بمليارات الدولارات علنا مقابل قتال المجاهدين))، و التهافت في الأقوال و
الأفعال ، حتى افتضحوا .
فمنهم الأسود العنسي ، إدعى النبوة و لقب نفسه ذا الحمارة ، لأنه كان يقول :
يأتيني ذو الحمار . و كان أول أمره كاهناً يشعوذ فيظهر الأعاجيب . فخرج في
أواخر حياة النبي صلى الله عليه و سلم فكاتبه مذحج و نجران و أخرجوا عمرو بن
حزم و خالد بن سعيد صاحبي رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و صفا له اليمن ،
و قاتل شهر بن باذان فقتله و تزوج إبنته فأعانت على قتله فهلك في حياة رسول
الله صلى الله عليه و سلم ، و بان للعقلاء أنه كان يشعبذ .
و منهم مسيلمة ، إدعى النبوة و تسمى رحمن اليمامة ، لأنه كان يقول : الذي
يأتيني رحمان .
فآمن برسول الله صلى الله عليه و سلم و ادعى أنه قد أشرك معه ، فالعجب أنه
يؤمن برسول و يقول إنه كذاب . ثم جاء بقرآن يضحك الناس ، مثل قوله : يا ضفدع
بنت ضفدعين ، نقي ما تنقين ، أعلاك في الماء و أسفلك في الطين ، و من العجائب
شاة سوداء تحلب لبنا أبيض . فانهتك ستره في الفصاحة .
ثم مسح بيده على رأس صبي فذهب شعره . و بصق في بئر فيبست .
و تزوج سجاح التي إدعت النبوة فقالوا : لا بد لها من مهر ، فقال : مهرها أني
قد أسقطت عنكم صلاة الفجر و العتمة . ((لاحظوا أنه يعطيهم ما لا يملك ، وكذلك
الصحوات المرتدة تقاتل دولة العراق الإسلامية وتخدم الأمريكان ويخسرون
أرواحهم ويعدون الناس بمستقبل أفضل بدون القاعدة ، وحتى الأمريكان يعدونهم
بحكم الأرض التي لم يستطيعوا السيطرة عليها بعد أكثر من أربع سنين))
و كانت سجاح هذه قد إدعت النبوة بعد موت رسول الله صلى الله عليه و سلم ،
فإستجاب لها جماعة فقالت : أعدوا الركاب ، و إستعدوا للنهاب ، ثم أعبروا على
الرباب ، فليس دونهم حجاب ، فقاتلوهم .
ثم قصدت اليمامة فهابها مسيلمة فراسلها و أهدى لها فحضرت عنده فقالت : إقرأ
علي ما يأتيك به جبريل .
فقال : إنكن معشر النساء خلقتن أفواجاً ، و جعلتن لنا أزواجأً ، نولجه فيكن
إيلاجاً . فقالت : صدقت أنت نبي .
فقال لها : قومي إلى المخدع ، فقد هيىء لك المضجع ، فإن شئت مستلقاة ، و إن
شئت على أربع ، و إن شئت بثلثيه ، و إن شئت به أجمع ، فقالت : بل به أجمع ،
فهو للشمل أجمع .
فافتضحت عند العقلاء من أصحابها ((وكذلك في أول الأمر افتضحت الصحوات عند
العقلاء لكنهم لم يزالوا في مزيد من السقوط حتى افتضحوا عند كل الناس ولله
الحمد))، فقال منهم عطارد بن حاجب ((خطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم
واستعمله على صدقات بني تميم ، ارتد ثم عاد للإسلام)) :
أضحت نبيتنا أنثى يطاف بها *** و أصبحت أنبياء الناس ذكراناً
فلعنة الله رب الناس كلهم *** على سجاح و من بالإفك أغواناً
أعني مسيلمة الكذاب لا سقيت *** أصداؤه من رعيت حيثما كانا
ثم أنها رجعت عن غيها و أسلمت ، و ما زالت تبين فضائح مسيلمة حتى قتل .
و منهم طليحة بن خويلد ، خرج بعد دعوى مسيلمة النبوة و تبعه عوام و نزل
سميراً ، فتسمى بذي النون ، يقول : إن الذي تأتيه يقال له ذو النون .
و كان من كلامه : إن الله لا يصنع بتعفير وجوهكم و لا قبح أدباركم شيئاً
فأذكروا الله أعفة قياماً . ((يكرر مقولة رؤوس الكفر الذين أبوا السجود لئلا
تعلو أستهاهُهم رؤوسَهم ، ومثل هذه الحرب النفسية تقام على المجاهدين بدعوى
أنهم شباب ضائع أو خارجون عن ولي الأمر الموالي لأمريكا وهلم جرا))
و من قرآنه : و الحمام و اليمام ، و الصراد الصوام ، ليبلغن ملكنا العراق و
الشام .
تبعه عيينة بن حصين ، فقاتله خالد بن الوليد .
فجاء عيينة إلى طليحة فقال : و يحك أجاءك الملك ؟ قال : لا ، فارجع فقاتل ،
فقاتل .
ثم عاد ، فقال : أجاءك ؟ فقال : فقال : لا ، فعاد فقاتل .
ثم عاد ، فقال : أجاءك ؟ قال : نعم .
قال : ما قال لك ؟ قال : قال إن لك جيشاً لا تنساه .
فصاح عيينة : الرجل ـ و الله ـ كذاب .
فانصرف الناس منهزمين ، و هرب طليحة إلى الشام ، ثم أسلم وصح إسلامه و قتل
بنهاوند .
و ذكر الواقدي : أن رجلاً من بني يربوع يقال له جندب بن كلثوم ، كان يلقب
كرداناً ، إدعى النبوة على رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و كان يزعم أن
دليله على نبوته أنه يسرج مسامير الحديد و الطين . و هذا لأنه كان يطلي ذلك
بدهن البيلسان فتعمل فيه النار .
و قد تنبأ رجل يقال له كهمش الكلابي ، كان يزعم أن الله تعالى أوحى إليه : "
يا أيها الجائع ، إشرب لبناً تشبع ، و لا تضرب الذي لا ينفع ، فإنه ليس بمقنع
" .
و زعم أن دليله على نبوته أنه يطرح بين السباع الضارية فلا تأكله ، وحيلته في
ذلك أنه يأخذ دهن الغار و حجر البرسان و قنفدا محرقاً و زيد البحر و صدفاً
محرقاً مسحوقاً و شيئاً من الصبر الحبط فيطلي به جسمه ، فإذا قربت منه السباع
فشمت تلك الأرياح و زفورتها نفرت .
و تنبأ بالطائف رجل يقال له أبو جعوانة العامري ، و زعم أن دليله أنه يطرح
النار في القطن فلا يحترق . و هذا لأنه يدهنه بدهن معروف .
و منهم هذيل بن يعفور من بني سعد بن زهير ، حكى عنه الأصمعي أنه عارض سورة
الإخلاص فقال : قل هو الله أحد إله كالأسد ، جالس على الرصد ، لا يفوته أحد .
و منهم هذيل بن واسع كان يزعم أنه من ولد النابغة الذبياني ، عارض سورة
الكوثر ، فقال له رجل ما قلت ؟ فقال : إنا أعطيناك الجوهر ، فصل لربك و جاهر
، فما يردنك إلا كل فاجر .
فظهر عليه السنوري فقتله و صلبه على العمود ، فعبر عليه الرجل فقال : إنا
أعطيناك العمود ، فصل لربك من قعود ، بلا ركوع و لا سجود فما أراك تعود .
و ممن ظهر فإدعى أنه يوحى إليه ، المختار بن أبي عبيد ، و كان متخبطاً في
دعواه ، و قتل خلقاً كثيراً ، و كان يزعم أنه ينصر الحسين رضوان الله عليه ،
ثم قتل . ((وكذا شيعة العراق وإيران أوغلوا في دماء أهل السنة في العراق
بدعاوى شتى حتى قامت لهم القاعدة وإخوانها ومن بعدهم مجلس الشورى وخصصوا فيلق
عمر لسحق رؤوس الشيعة ، وسكب المجاهدون دمائهم حتى ردوا زحف الشيعة الروافض
وحفظوا لأهل السنة دينهم ومناطقهم))
و منهم حنظلة بن يزيد الكوفي ، كان يزعم أن دليل أنه يدخل البيضة في القنينة
و يخرجها منها صحيحة ، ذلك أنه كان ينقع البيضة في الخل الحامض فيلين قشرها
ثم يصب ماء في قنينة ، ثم يدس البيضة فيها ، فإذا لقيت الماء صلبت .
و قد تنبأ أقوام قبل نبينا صلى الله عليه و سلم ، كزرادشت و ماني و افتضحوا .
و ما من المدعين إلا من خذل . ((وكذلك الدين الجديد للصحوات والمرتدين فقد
خذلهم الله وجعلهم عبرة لمن يعتبر ، حتى أن إمام الكفر أبو ريشة توعد
المجاهدين أنه عائد إليهم من الأردن فاستقبلوه بسيارة مفخخة، ولم يكن
الأمريكان ليردوا عنهم جنود الله المؤيدين. وبان أن لو كان يملك من الأمر
شيئا لحمى نفسه وهو ربيب الأمريكان وقائد المرتدين الكفار))
و قد جاءت القرامطة بحيل عجيبة ، و قد ذكرت جمهور هؤلاء و حيلهم في كتابي
التاريخ المسمى بالمنتظم ، و ما فيهم من يتم له أمر إلا و يفتضح .
و دليل صحة نبوة نبينا صلى الله عليه و سلم أجلى من الشمس .
فإنه ظهر فقيراً و الخلق أعداؤه فوعد بالملك فملك . و أخبر بما سيكون فكان ،
و صين من زمن النبوة عن الشره و خساسة الهمة و الكذب و الكبر .
و أيد بالثقة و الأمانة و النزاهة و العفة ، و ظهرت معجزاته للبعيد و القريب
.
و أنزل عليه الكتاب العزيز الذي حارت فيه عقول الفصحاء ، و لم يقدروا على
الإتيان بآية تشبهه فضلاً عن سورة .
و قد قال قائلهم و افتضح ، ثم أخبر أنه لا يعارض فيه كما قال . و ذلك قوله
تعالى : فاتوا بسورة ثم قال : فإن لم تفعلوا و لن تفعلوا و كذلك قوله :
فتمنوا الموت و لن يتمنوه فما تمناه أحد .
إذا لو قال قائل : قد تمنيته لبطلت دعواه .
و كان يقول ليلة غزاة بدر : [ غداً مصرع فلان ههنا فلا يتعداه ] .
و قال : [ إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده ، و إذا هلك قيصر فلا قيصر بعده ، فما
ملك بعدهما من كان له كبير قدر . و لا من إستتب له حال ] .
و من أعظم دليل على صدقه أنه لم يرد الدنيا ، فكان يبيت جائعاً ، و يؤثر إذا
وجد ، و يلبس الصوف ، و يقوم الليل .
و إنما تطلب النواميس لاجتلاب الشهوات ، فلما لم يردها دل على أنه يدل على
الآخرة التي هي حق .
ثم لم يزل دينه حتى عم الدنيا ، و إن كان الكفر في زوايا الأرض ، إلا أنه
مخذول . ((وبإذن الله هذا الدين منصور ، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا
أدخله هذا الدين ، بعز عزيز أو بذل ذليل ، عزا يعز الله به الإسلام وأهله
وذلا يذل به الكفر وأهله ، فنقوم بما افترض علينا ونحن على يقين أن النصر
قادم سواء عاصرناه أم عاصره من بعدنا))
و صار في تابعيه من أمته الفقهاء الذين لو سمع كلامهم الأنبياء القدماء
تحيروا في حسن إستخراجهم ، و الزهاد الذين لو رآهم الرهبان تحيروا في صدق
زهدهم ، و الفطناء الذين لا نظير لم في القدماء .
أو ليس قوم موسى يعبدون بقرة ، و يتوقفون في ذبح بقرة ، و يعبرون البحر ، ثم
يقولون : إجعل لنا إلها ؟
و قوم عيسى يدخرون من المائدة و قد نهوا .
و المعتدون في السبت يعصون الله لأجل الحيتان .
و أمتنا بحمد الله تعالى سليمة من هذه الأشياء ، و إنما في بعضها ميل إلى
الشهوات المنهي عنها ، و ذلك من الفروع لا من الأصول .
فإذا ذكروا بكوا و ندموا على تفريطهم .
فنحمد الله على هذا الدين ، و على أننا من أمة هذا الرسول صلى الله عليه و
سلم .
و قد كان جماعة من المتصنعين بالزهد مالوا إلى طلب الدنيا و الرياسة ،
فإستغواهم الهوى فخرقوا بإظهار ما يشبه الكرامات ، كالحلاج ، و ابن الشاش ، و
غيرهما ممن ذكرت حال تلبيسه في كتاب تلبيس إبليس .
و إنما فعلوا ذلك لاختلاف أغراضهم ، و لم يزل الله ينشىء في هذا الدين من
الفقهاء من يظهر ما أخفاه القاصرون .
كما ينشىء من علماء الحديث من يهتك ما أشاعه الواضعون ، حفظاً لهذا الدين و
دفعاً للشبهات عنه .
فلا يزال الفقيه و المحدث يظهران عوار كل ملبس بوضع حديث أو بإظهار دعوى تزهد
و تنميس (تلبّس) فلا يؤثر ما إدعياه إلا عند جاهل بعيد من العلم و العمل .
ليحق الحق و يبطل الباطل و لو كره المجرمون .
]]
انتهى . وما بين الأقواس تعليقات منّي
ونحن ما علمنا عن المجاهدين إلا خيرا وبأنهم أتباع سنة نبيهم المصطفى عليه
الصلاة والسلام ، وهم يقومون بفريضة الجهاد ورد الصائل ، يقتدون بالضحوك
القتال نبي الرحمة ونبي الملحمة
وإياكم ونشر الشبهات والترويج لها ، فليس أخطر على دينك من أن تتسبب في ردة
الناس وقتال أهل التوحيد ، ومن لم يجد خيرا يقوله فالصمت أسلم . وإن سمعت من
يطعن في المجاهدين فاسأله بينة صحيحة سليمة ، ولا تقبل في المجاهدين أقوالا
تفتقر إلى الدليل ولو كانت من عند أكبر الناس علما أو قدرا ، وإلا فهل تقبل
أن يطعن أحدهم فيك بالشبهة ، فلا ترضى للمجاهدين ما لا ترضاه لنفسك .. لعله
أن يصيبك من أجرهم إذا كانت نيتك صالحة في نصرتهم وحال بينك وبينهم حكامنا
العملاء . " وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ
لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ
مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ "
واعلموا أن بضاعة المتنبئين والطامعين في الحكم في كل عصر هي الكذب .. لكن
الكذاب لا يلبث أن يفضح نفسه .. حتى أن العرب كانت تقول في أمثالها "أكذب من
سجاح"
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ،،
بعد الكلمة القوية (ولم أجد تعبيرا أفضل) للشيخ أبي عمر البغدادي أمير
المؤمنين في دولة العراق الإسلامية ،، أحببت أن أعلق على الكلمة لكن وجدت
السباقين للخير قد أتوا على أكثر مما كنت سآتي به .
ثم تذكرت مقطعا لم يحظ بالعناية ويقدم للإخوة الذين لم يطلعوا عليه ..
فبعد موت أشرف الخلق وسيد المتقين وإمام المرسلين الذي جعله الرحمن رحمة
للعالمين ، تولى الأمر صديقه وصاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه ..
وكان من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم أن أخبر بمدعين للنبوة وبيّن صفات
بعضهم .. وقد ظهر بعضهم في حياته والآخرون بعد موته صلى الله عليه وسلم .
وارتدت قبائل العرب ولم تَنقدْ لأبي بكر الصدّيق ، وهو من هو، ولم يكن ذلك
بسبب ضعف الإدارة أو سوء التخطيط . وإنما غلبت أهواء البعض على أنفسهم
واستخفوا أقوامهم فأطاعوهم .. فخرج البعض من الإسلام حمية لقومه وعودة لما
كان عليه آباؤه وخرج الآخرون طلبا للدنيا أو هربا بتأويلات باطلة مما فرضه
الله كالزكاة
لكن أبا بكر الصديق - رضي الله عنه وأرضاه وانتقم ممن آذاه وعاداه - لم تأخذه
في الله لومة لائم ولا حاول اختراع وسيلة من ذهنه لمجابهة حركة الردة
وتسييسها أو عمل حكومة مؤقتة تجمع المسلم والمرتد .. لأنه يعلم ببساطة أن
الكون كله لله ولا يحصل فيه إلا ما أراده الله .. والبشر غير مكلفين بتحقيق
النتائج وإنما باتخاذ الأسباب واتباع الشرع
فاتبع أبو بكر الصديق الشرع الحكيم وأعلن الحرب على المرتدين وأرسل البعوث
يرأسها الأسود التي تشربت العقيدة ، حتى عاد الناس لدين الله أفواجا وثبت
الإسلام بعدما كاد يذهب ، وقد خرج منه كثير من أشراف الناس والمطاعين في
أقوامهم بل وحتى الصحابة !
ولن تكون ردة الصحوات اليوم مقابلة لردة الأمس لأنها أحقر من ذلك بكثير ..
فهم قطاع طرق ولائهم للدولار وسط حاضنة جهادية لن تأخذها في الله لومة لائم
وهي تعلن الحرب عليها وعلى أسيادها الأمريكان ومن والاهما .. وهم آخر أوراق
الإحتلال وبعدها بإذن الله تبدأ مرحلة أخرى من تثبيت دولة الإسلام في العراق
والخروج النهائي للصليبيين من بلاد الرافدين .
نعود لقصة سجاح !
فكنت أسمع كلمات الشيخ أبي عمر البغدادي -نصره الله- عندما ذكر قصة سجاح ،
تلك المرأة التي قرأت قصتها ضمن قصص كثيرة لمدعي النبوة . والقصص تجعلك تضحك
لسفاهة الرجال وهم يعطون قيادهم لأتفه الخلق بل ويؤمرون عليهم النساء
وهذا الفصل مقتطف من كتاب "صيد الخاطر" للإمام ابن الجوزي رحمه الله ، وأترك
لكم قراءة القصص التاريخية والاطلاع على عظيم جرم من يسلم نفسه للكذابين وسوء
عاقبة من يتبع الضالين المضلين ، فمن أنار الله بصره كشف ألاعيبهم أو حمته
عقيدته ومن وكله الله لنفسه تخبط خبط عشواء حتى يردي نفسه أو يشاء الله
فيهديه ،
وأعتذر على بعض المقاطع النابية ، فالإمام الجوزي ذكرها لنعتبر من سيرة القوم
ونعلم حالهم ، وليس بعد الكفر ذنب، ونتيقن بشرف الموحدين المجاهدين وصدقهم :
فيمن إدعوا النبوة و من إدعوا الكرامات
الحق لا يشتبه بباطل ، إنما يموه الباطل عند من لا فهم له .
هذا في حق من يدعي النبوات ، و في حق من يدعي الكرامات .
أما النبوات فإنه إدعاها خلق كثير ظهرت قبائحهم ، و بانت فضائحم و منها ما
أوجبته خسة الهمة و التهتك في الشهوات ((وكذلك الصحوات حين طالبوا الأمريكان
بمليارات الدولارات علنا مقابل قتال المجاهدين))، و التهافت في الأقوال و
الأفعال ، حتى افتضحوا .
فمنهم الأسود العنسي ، إدعى النبوة و لقب نفسه ذا الحمارة ، لأنه كان يقول :
يأتيني ذو الحمار . و كان أول أمره كاهناً يشعوذ فيظهر الأعاجيب . فخرج في
أواخر حياة النبي صلى الله عليه و سلم فكاتبه مذحج و نجران و أخرجوا عمرو بن
حزم و خالد بن سعيد صاحبي رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و صفا له اليمن ،
و قاتل شهر بن باذان فقتله و تزوج إبنته فأعانت على قتله فهلك في حياة رسول
الله صلى الله عليه و سلم ، و بان للعقلاء أنه كان يشعبذ .
و منهم مسيلمة ، إدعى النبوة و تسمى رحمن اليمامة ، لأنه كان يقول : الذي
يأتيني رحمان .
فآمن برسول الله صلى الله عليه و سلم و ادعى أنه قد أشرك معه ، فالعجب أنه
يؤمن برسول و يقول إنه كذاب . ثم جاء بقرآن يضحك الناس ، مثل قوله : يا ضفدع
بنت ضفدعين ، نقي ما تنقين ، أعلاك في الماء و أسفلك في الطين ، و من العجائب
شاة سوداء تحلب لبنا أبيض . فانهتك ستره في الفصاحة .
ثم مسح بيده على رأس صبي فذهب شعره . و بصق في بئر فيبست .
و تزوج سجاح التي إدعت النبوة فقالوا : لا بد لها من مهر ، فقال : مهرها أني
قد أسقطت عنكم صلاة الفجر و العتمة . ((لاحظوا أنه يعطيهم ما لا يملك ، وكذلك
الصحوات المرتدة تقاتل دولة العراق الإسلامية وتخدم الأمريكان ويخسرون
أرواحهم ويعدون الناس بمستقبل أفضل بدون القاعدة ، وحتى الأمريكان يعدونهم
بحكم الأرض التي لم يستطيعوا السيطرة عليها بعد أكثر من أربع سنين))
و كانت سجاح هذه قد إدعت النبوة بعد موت رسول الله صلى الله عليه و سلم ،
فإستجاب لها جماعة فقالت : أعدوا الركاب ، و إستعدوا للنهاب ، ثم أعبروا على
الرباب ، فليس دونهم حجاب ، فقاتلوهم .
ثم قصدت اليمامة فهابها مسيلمة فراسلها و أهدى لها فحضرت عنده فقالت : إقرأ
علي ما يأتيك به جبريل .
فقال : إنكن معشر النساء خلقتن أفواجاً ، و جعلتن لنا أزواجأً ، نولجه فيكن
إيلاجاً . فقالت : صدقت أنت نبي .
فقال لها : قومي إلى المخدع ، فقد هيىء لك المضجع ، فإن شئت مستلقاة ، و إن
شئت على أربع ، و إن شئت بثلثيه ، و إن شئت به أجمع ، فقالت : بل به أجمع ،
فهو للشمل أجمع .
فافتضحت عند العقلاء من أصحابها ((وكذلك في أول الأمر افتضحت الصحوات عند
العقلاء لكنهم لم يزالوا في مزيد من السقوط حتى افتضحوا عند كل الناس ولله
الحمد))، فقال منهم عطارد بن حاجب ((خطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم
واستعمله على صدقات بني تميم ، ارتد ثم عاد للإسلام)) :
أضحت نبيتنا أنثى يطاف بها *** و أصبحت أنبياء الناس ذكراناً
فلعنة الله رب الناس كلهم *** على سجاح و من بالإفك أغواناً
أعني مسيلمة الكذاب لا سقيت *** أصداؤه من رعيت حيثما كانا
ثم أنها رجعت عن غيها و أسلمت ، و ما زالت تبين فضائح مسيلمة حتى قتل .
و منهم طليحة بن خويلد ، خرج بعد دعوى مسيلمة النبوة و تبعه عوام و نزل
سميراً ، فتسمى بذي النون ، يقول : إن الذي تأتيه يقال له ذو النون .
و كان من كلامه : إن الله لا يصنع بتعفير وجوهكم و لا قبح أدباركم شيئاً
فأذكروا الله أعفة قياماً . ((يكرر مقولة رؤوس الكفر الذين أبوا السجود لئلا
تعلو أستهاهُهم رؤوسَهم ، ومثل هذه الحرب النفسية تقام على المجاهدين بدعوى
أنهم شباب ضائع أو خارجون عن ولي الأمر الموالي لأمريكا وهلم جرا))
و من قرآنه : و الحمام و اليمام ، و الصراد الصوام ، ليبلغن ملكنا العراق و
الشام .
تبعه عيينة بن حصين ، فقاتله خالد بن الوليد .
فجاء عيينة إلى طليحة فقال : و يحك أجاءك الملك ؟ قال : لا ، فارجع فقاتل ،
فقاتل .
ثم عاد ، فقال : أجاءك ؟ فقال : فقال : لا ، فعاد فقاتل .
ثم عاد ، فقال : أجاءك ؟ قال : نعم .
قال : ما قال لك ؟ قال : قال إن لك جيشاً لا تنساه .
فصاح عيينة : الرجل ـ و الله ـ كذاب .
فانصرف الناس منهزمين ، و هرب طليحة إلى الشام ، ثم أسلم وصح إسلامه و قتل
بنهاوند .
و ذكر الواقدي : أن رجلاً من بني يربوع يقال له جندب بن كلثوم ، كان يلقب
كرداناً ، إدعى النبوة على رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و كان يزعم أن
دليله على نبوته أنه يسرج مسامير الحديد و الطين . و هذا لأنه كان يطلي ذلك
بدهن البيلسان فتعمل فيه النار .
و قد تنبأ رجل يقال له كهمش الكلابي ، كان يزعم أن الله تعالى أوحى إليه : "
يا أيها الجائع ، إشرب لبناً تشبع ، و لا تضرب الذي لا ينفع ، فإنه ليس بمقنع
" .
و زعم أن دليله على نبوته أنه يطرح بين السباع الضارية فلا تأكله ، وحيلته في
ذلك أنه يأخذ دهن الغار و حجر البرسان و قنفدا محرقاً و زيد البحر و صدفاً
محرقاً مسحوقاً و شيئاً من الصبر الحبط فيطلي به جسمه ، فإذا قربت منه السباع
فشمت تلك الأرياح و زفورتها نفرت .
و تنبأ بالطائف رجل يقال له أبو جعوانة العامري ، و زعم أن دليله أنه يطرح
النار في القطن فلا يحترق . و هذا لأنه يدهنه بدهن معروف .
و منهم هذيل بن يعفور من بني سعد بن زهير ، حكى عنه الأصمعي أنه عارض سورة
الإخلاص فقال : قل هو الله أحد إله كالأسد ، جالس على الرصد ، لا يفوته أحد .
و منهم هذيل بن واسع كان يزعم أنه من ولد النابغة الذبياني ، عارض سورة
الكوثر ، فقال له رجل ما قلت ؟ فقال : إنا أعطيناك الجوهر ، فصل لربك و جاهر
، فما يردنك إلا كل فاجر .
فظهر عليه السنوري فقتله و صلبه على العمود ، فعبر عليه الرجل فقال : إنا
أعطيناك العمود ، فصل لربك من قعود ، بلا ركوع و لا سجود فما أراك تعود .
و ممن ظهر فإدعى أنه يوحى إليه ، المختار بن أبي عبيد ، و كان متخبطاً في
دعواه ، و قتل خلقاً كثيراً ، و كان يزعم أنه ينصر الحسين رضوان الله عليه ،
ثم قتل . ((وكذا شيعة العراق وإيران أوغلوا في دماء أهل السنة في العراق
بدعاوى شتى حتى قامت لهم القاعدة وإخوانها ومن بعدهم مجلس الشورى وخصصوا فيلق
عمر لسحق رؤوس الشيعة ، وسكب المجاهدون دمائهم حتى ردوا زحف الشيعة الروافض
وحفظوا لأهل السنة دينهم ومناطقهم))
و منهم حنظلة بن يزيد الكوفي ، كان يزعم أن دليل أنه يدخل البيضة في القنينة
و يخرجها منها صحيحة ، ذلك أنه كان ينقع البيضة في الخل الحامض فيلين قشرها
ثم يصب ماء في قنينة ، ثم يدس البيضة فيها ، فإذا لقيت الماء صلبت .
و قد تنبأ أقوام قبل نبينا صلى الله عليه و سلم ، كزرادشت و ماني و افتضحوا .
و ما من المدعين إلا من خذل . ((وكذلك الدين الجديد للصحوات والمرتدين فقد
خذلهم الله وجعلهم عبرة لمن يعتبر ، حتى أن إمام الكفر أبو ريشة توعد
المجاهدين أنه عائد إليهم من الأردن فاستقبلوه بسيارة مفخخة، ولم يكن
الأمريكان ليردوا عنهم جنود الله المؤيدين. وبان أن لو كان يملك من الأمر
شيئا لحمى نفسه وهو ربيب الأمريكان وقائد المرتدين الكفار))
و قد جاءت القرامطة بحيل عجيبة ، و قد ذكرت جمهور هؤلاء و حيلهم في كتابي
التاريخ المسمى بالمنتظم ، و ما فيهم من يتم له أمر إلا و يفتضح .
و دليل صحة نبوة نبينا صلى الله عليه و سلم أجلى من الشمس .
فإنه ظهر فقيراً و الخلق أعداؤه فوعد بالملك فملك . و أخبر بما سيكون فكان ،
و صين من زمن النبوة عن الشره و خساسة الهمة و الكذب و الكبر .
و أيد بالثقة و الأمانة و النزاهة و العفة ، و ظهرت معجزاته للبعيد و القريب
.
و أنزل عليه الكتاب العزيز الذي حارت فيه عقول الفصحاء ، و لم يقدروا على
الإتيان بآية تشبهه فضلاً عن سورة .
و قد قال قائلهم و افتضح ، ثم أخبر أنه لا يعارض فيه كما قال . و ذلك قوله
تعالى : فاتوا بسورة ثم قال : فإن لم تفعلوا و لن تفعلوا و كذلك قوله :
فتمنوا الموت و لن يتمنوه فما تمناه أحد .
إذا لو قال قائل : قد تمنيته لبطلت دعواه .
و كان يقول ليلة غزاة بدر : [ غداً مصرع فلان ههنا فلا يتعداه ] .
و قال : [ إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده ، و إذا هلك قيصر فلا قيصر بعده ، فما
ملك بعدهما من كان له كبير قدر . و لا من إستتب له حال ] .
و من أعظم دليل على صدقه أنه لم يرد الدنيا ، فكان يبيت جائعاً ، و يؤثر إذا
وجد ، و يلبس الصوف ، و يقوم الليل .
و إنما تطلب النواميس لاجتلاب الشهوات ، فلما لم يردها دل على أنه يدل على
الآخرة التي هي حق .
ثم لم يزل دينه حتى عم الدنيا ، و إن كان الكفر في زوايا الأرض ، إلا أنه
مخذول . ((وبإذن الله هذا الدين منصور ، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا
أدخله هذا الدين ، بعز عزيز أو بذل ذليل ، عزا يعز الله به الإسلام وأهله
وذلا يذل به الكفر وأهله ، فنقوم بما افترض علينا ونحن على يقين أن النصر
قادم سواء عاصرناه أم عاصره من بعدنا))
و صار في تابعيه من أمته الفقهاء الذين لو سمع كلامهم الأنبياء القدماء
تحيروا في حسن إستخراجهم ، و الزهاد الذين لو رآهم الرهبان تحيروا في صدق
زهدهم ، و الفطناء الذين لا نظير لم في القدماء .
أو ليس قوم موسى يعبدون بقرة ، و يتوقفون في ذبح بقرة ، و يعبرون البحر ، ثم
يقولون : إجعل لنا إلها ؟
و قوم عيسى يدخرون من المائدة و قد نهوا .
و المعتدون في السبت يعصون الله لأجل الحيتان .
و أمتنا بحمد الله تعالى سليمة من هذه الأشياء ، و إنما في بعضها ميل إلى
الشهوات المنهي عنها ، و ذلك من الفروع لا من الأصول .
فإذا ذكروا بكوا و ندموا على تفريطهم .
فنحمد الله على هذا الدين ، و على أننا من أمة هذا الرسول صلى الله عليه و
سلم .
و قد كان جماعة من المتصنعين بالزهد مالوا إلى طلب الدنيا و الرياسة ،
فإستغواهم الهوى فخرقوا بإظهار ما يشبه الكرامات ، كالحلاج ، و ابن الشاش ، و
غيرهما ممن ذكرت حال تلبيسه في كتاب تلبيس إبليس .
و إنما فعلوا ذلك لاختلاف أغراضهم ، و لم يزل الله ينشىء في هذا الدين من
الفقهاء من يظهر ما أخفاه القاصرون .
كما ينشىء من علماء الحديث من يهتك ما أشاعه الواضعون ، حفظاً لهذا الدين و
دفعاً للشبهات عنه .
فلا يزال الفقيه و المحدث يظهران عوار كل ملبس بوضع حديث أو بإظهار دعوى تزهد
و تنميس (تلبّس) فلا يؤثر ما إدعياه إلا عند جاهل بعيد من العلم و العمل .
ليحق الحق و يبطل الباطل و لو كره المجرمون .
]]
انتهى . وما بين الأقواس تعليقات منّي
ونحن ما علمنا عن المجاهدين إلا خيرا وبأنهم أتباع سنة نبيهم المصطفى عليه
الصلاة والسلام ، وهم يقومون بفريضة الجهاد ورد الصائل ، يقتدون بالضحوك
القتال نبي الرحمة ونبي الملحمة
وإياكم ونشر الشبهات والترويج لها ، فليس أخطر على دينك من أن تتسبب في ردة
الناس وقتال أهل التوحيد ، ومن لم يجد خيرا يقوله فالصمت أسلم . وإن سمعت من
يطعن في المجاهدين فاسأله بينة صحيحة سليمة ، ولا تقبل في المجاهدين أقوالا
تفتقر إلى الدليل ولو كانت من عند أكبر الناس علما أو قدرا ، وإلا فهل تقبل
أن يطعن أحدهم فيك بالشبهة ، فلا ترضى للمجاهدين ما لا ترضاه لنفسك .. لعله
أن يصيبك من أجرهم إذا كانت نيتك صالحة في نصرتهم وحال بينك وبينهم حكامنا
العملاء . " وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ
لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ
مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ "
واعلموا أن بضاعة المتنبئين والطامعين في الحكم في كل عصر هي الكذب .. لكن
الكذاب لا يلبث أن يفضح نفسه .. حتى أن العرب كانت تقول في أمثالها "أكذب من
سجاح"
تعليق