14:14 قراءة في تحول أنصار السنة14:14
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ،،
صدر بيان عن جماعة أنصار السنة (07-12-2007) ، وكان مفاجئا لي فقد اعتقدت للوهلة الأولى أنه بيعة لدولة العراق الإسلامية ،، وهي أمر لا أتوقعه في القريب العاجل وقبل تسوية بعض الأوضاع "الشاذة" في المشهد العراقي .
لكن البيان كان يهدف إلى ربط الماضي بالحاضر وتحركا تكتيكيا إعلاميا بالدرجة الأولى ، حيث أعلنت "جماعة أنصار السنة" عودتها لاستخدام الإسم القديم "أنصار الإسلام"
وبعد أقل من نصف يوم صدر أحد أروع الإصدارات بفكرة مبتكرة في تطبيقها وعرضها ، وهو الإصدار المرئي التوثيقي "الأنصار .. تاريخ وثبات"
فما هي الرسالة التي أرادت جماعة أنصار الإسلام إيصالها ؟
وهل خَيّبت رجاء أنصار المجاهدين في هذه الأمة بالتوحد مع دولة العراق الإسلامية ؟!
ولماذا غيرت الجماعة اسمها وعادت إلى الإسم القديم ؟
سأحاول اختصار الموضوع ، لكن يلزمه بعض التركيز ..
بدايةً نعرِض للنقاط التي جاءت في البيان :
- بدأ البيان بآيات وأحاديث المفاصلة عن الكافرين والتمايز في الصفوف والبراءة من كل السبل إلا سبيل الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-
- البيان موجه لعموم المسلمين ، لكنه مقسم على أربع فقرات : 1 - المجاهدين ذوي المنهج السليم 2 - أنصار المجاهدين وأصحاب النفوذ من أهالي العراق 3 - المقاتلين في الفصائل التي لم تلتزم المنهج الشرعي السليم 4 - عموم المسلمين .
الفقرة الأولى :
- فضح الموقف الأمريكي الرامي لتسييس المقاومة والتحكم فيها ، عبر : 1 - السيطرة على مراكز القرار في الفصائل 2 - إلغاء استقلاليتها
- موقف أنصار السنة الواضح في عدم شرعية مسايرة الأهداف الأمريكية ، وأن كل خروج عن القتال من أجل التمكين والحاكمية هو محرم شرعا ومرفوض تماما ، مهما كانت الذرائع ، لأن الوسائل لها حكم الغايات
- الدور الخبيث لدول المنطقة في العراق : 1 - ضمان أمن إسرائيل 2 - تصفية الحسابات بينها 3 - حصر الجهاد في العراق 4 - استغلال جماعات في العراق لتنفيذ أجنداتها 5 - الحيلولة دون تمدد إيران نحو الدول العربية واستغلال العراق
- الاعتراف بقلة الرجال الجاهزين للمواجهة والقائمين بأمر الله ، وسط مستنقع من المتسلطين على المراكز القيادية في الجماعات دون أهلية ، وإفراغ الكثير للقتال من محتواه الشرعي وحرفه عن آلياته ومقاصده ، بالقتال لإقامة دولة الإسلام ونصرتها وصد حركات الردة ، وظهور الأئمة المُضِلين
- الوصية : 1 - بالثبات في الملمات القادمة ، 2 - والتناصح بين المسلمين 3 - وتقديم الأحق بالولاية والإمارة بين الجند، 4 - وطلب العلم ، 5 - ورجاء الآخرة بهذا الجهاد
الثانية :
- جماعة أنصار السنة هي امتداد لجماعة مقاتلة (أنصار الإسلام) ذات تاريخ في الصراع مع المرتدين والحكومات الكافرة
- أنصار الإسلام جماعة مقاتلة ذات منهج واضح صريح في القتال للتمكين لدولة الإسلام متبعة الوسائل التي شرعها الله لعباده ، وقد حظيت منذ بدء مسيرتها بشهادة العلماء العاملين وتأييد مسيرتها ومنهجها، وذلك أثناء سيطرتها على مناطق واسعة في شمال شرق العراق
- بعد الدخول الأمريكي وانتهاء حرب الجبهات غيرت الجماعة من أسلوبها في القتال ونزلت إلى المدن وتركت الجبال التي تسلط عليها الأمريكان والمرتدون ، وبدأت العمل تحت المسمى الجديد "أنصار السنة"
- كان لأنصار السنة الريادة في إعداد الشعب العراقي للجهاد وتنظيم صفوفهم إلى جانب إخوانها من أهل العقيدة الصحيحة ، وقد كان لجهودهم أبلغ الأثر في الهزائم التي تلقاها المحتل الصليبي في بداية استقراره في العراق مما أحبط مخططاته ودمر جيشه واقتصاده
- كان لأنصار السنة دور أساسي في بث المفاهيم الشرعية وتنقية راية الجهاد من الشوائب ليكون القتال شرعيا ، بمفاهيم : الإمامة والتشريع والتمكين والحاكمية
الثالثة :
- فقدت معظم فصائل المقاومة شرعيتها لدخولها في المجالس السياسية وتنكبها عن المقاصد والوسائل الشرعية لتحقيق التمكين
- إبراز راية أنصار السنة كراية صحيحة ذات مرجعية جهادية راشدة معتبرة بشهادة أهل العلم ، لإعادة الثقة للمجاهدين وإحباط مخطط العدو لاضعاف الفصائل وإسقاط الشرعية عنها
- ضرورة حفظ المجاهدين عن الدخول في صراعات تصب في خدمة المحتل
- المجالس والصحوات والجبهات ، هي مشاريع للمحتل وأذنابه من دول الجوار ، ولا تصب في خدمة الصالح العراقي المسلم
- جمع شتات المخلصين بعد انحراف معظم رايات الجهاد في العراق وضمان استمرار الجهاد القتالي
- الحفاظ على المنهج والمقاصد الشرعية وضمان استمراريتها
- قطع ادعاءات المتاجرين بالجهاد
- دعوة المقاتلين لنصرة هذه الراية الصافية الشرعية الصحيحة الثابتة وذات التاريخ الشاهد على ثباتها ومنهجها (أنصار الإسلام)
الرابعة :
- تكرار وتوضيح إلى عامة المسلمين أن "المصالحة الوطنية والمشاركة السياسية" هي مؤامرة أمريكية
- مقتطف : " دائـرة (المُصالحة الوطنية والمُشاركة السياسية) في أحكام الشريعة الإسلامية دائرة رِدةٍ مُغلظة لخضوعهم أفراداً أو جماعات لشريعة الطاغوت وإضفاء الشرعية عليها بمشاركتهم لها وخيانتهم لأمر الجهاد وتحريفهم أحكام الفريضة القائمة وتغريرُ المُجاهدين بالإعراض عن واجبهم "
- العزم على مواصلة المسير حتى تحقيق المصالح الشرعية من الجهاد
وهذه أهم النقاط التي جاءت في الإصدار المرئي التوثيقي والتي لم تَرِد في البيان :
(الشريط يستحق وبشدة الاطلاع عليه والكتابة حوله ، وسآخذ فقط نقاط قليلة ولن أعلق عليها لأن الأمر قد يطول)
- مرت أنصار الإسلام بالمحطات التالية : 1 - مرحلة سرية للإعداد (قبل الإعلان) 2 - جند الإسلام (أيلول 2001) 3 - أنصار الإسلام (2002) 4 - أنصار السنة (جيش أنصار السنة ثم جماعة أنصار السنة) (2003) 5 - أنصار الإسلام (2007/12)
- تغيير الإسم تَمّ لظروف مختلفة أهمها الجانب الأمني والتمويه بعد الضغط الكبير على الجماعة ، أما التغيير الأخير فهو ربط للحاضر بالماضي وإعلان ثبات .
- أنصار الإسلام من السباقين لتدريس المناهج الشرعية السليمة التي تكفر بالطاغوت وتدعو إلى الجهاد الذي هو القتال في سبيل الله
- أنصار الإسلام جماعة جهادية مستقلة غايتها تحكيم الشريعة وإعلاء راية الدين والدفاع عن المستضعفين
- فضح رؤوس الردة البرزاني ربيب اليهود والطلباني العميل وهما قادة المرتدين العلمانيين .
- عرض تاريخ الجماعة المنير ، فقد بدأت الحركة على أسس شرعية سليمة واستخدمت استراتيجية عسكرية متقدمة ، تعتمد على التربية الصحيحة والإعداد الجيد (للعدة والجنود) قبل بدء المعركة ، بحيث أن ما شاهدته يذكرني بالحركة الناجحة للمجاهدين في الشيشان تحت قيادة خطاب رحمه الله
- ثم انتقلت الجماعة إلى الحرب على العلمانيين المتسلطين على حكم البلاد ومن ساندهم من العملاء ، وقد دعّمت العلمانيين كل من إيران وصدام وتركيا وأمريكا
- الجماعة ذات توجه إسلامي "غير قطري" ، بحيث ان كثيرا من جنودها وقادتها هم من غير العراقيين، وشهد لها أكابر علماء الجهاد والعلماء العاملين على مستوى الأمة كالشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي بأنها جماعة شرعية رايتها ظاهرة صحيحة سليمة المعتقد والمنهج ومفارقة لدار الكفر
- أبو الحسن الشافعي مؤسس جماعة جند الإسلام ثم أنصار الإسلام ثم أنصار السنة ، وتم تعيين "كريكار" أميرا على أنصار الإسلام (2002) ثم لم يلبث حتى تم فصله عن القيادة بعد تجاوزاته الغير شرعية والتي تخالف منهج وثوابت الجماعة ، وتم إعادة اختيار أبي الحسن الشافعي -حفظه الله-.
- استخدام الجماعة للسلاح غير التقليدي وهو سلاح العمليات الاستشهادية ضد الصليبيين والمرتدين ، وكانت السباقة إلى ذلك في العراق وبشكل جد فعال . كما استهدفت شرايين الأمريكان والمرتدين كأنابيب النفط وخطوط النقل البرية
- استمرار وتطور العمل ضد الأمريكان والمرتدين والعلمانيين المحاربين والروافض الحاقدين ، باستخدام أساليب عسكرية متنوعة ومؤثرة .
- استعراض أهم فصول الحرب الجارية وأقوى العمليات الجهادية .
- قرب الهزيمة الأمريكية والتي لا يؤخر خروجها إلا المجالس السياسية والحركات المرتدة التي تحول بين المجاهدين والأمريكان ومن والاهم من الجيش والشرطة والحكومة العميلة
- تمايز الصفوف وثبات الأنصار وهم يربطون حاضر الأمة بماضيها ويستمرون في قتالهم لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى .
وعلى العموم فإن الفكرة التي تخرج بها عن أنصار الإسلام ، هي أنهم "طلاب آخرة" ، ويعملون في الدنيا حسب منهج شرعي سليم
وكرد على التساؤلات حول المواقف الجديدة لأنصار السنة أو أنصار الإسلام ، هذه بعض النقاط المبدئية :
- أنصار الإسلام لم تبدل ولم تغير من منهجها الشرعي ، ولا يوجد لديها "موقف جديد" . بل من أقوى الأدلة على استمرارية الجماعة وثباتها على خط الجهاد الشرعي الأصيل هو عودتها لاستخدام ذات المسمى الذي قاتلت تحته الحكومات المرتدة ، قبل أن يعرف كثير من الناس ما معنى "قتال في سبيل الله" ، وقاتلت الأمريكان تحت راية واضحة وهدف محدد وهو إقامة الإمارة الإسلامية والتمكين لهذا الدين . وها هي اليوم تعيد تذكيرنا من هي "أنصار الإسلام" وتعلنها قوية أنها على العهد وأنها استمرار لمسيرة سابقة وإن تغيرت التكتيكات .
- أنصار السنة حرب على الصليبيين ومن والاهم ، ولم تغير الدين ليلائم الواقع وإنما تتعامل مع الواقع بنظرة شرعية ، وبأسلوب على مستوى عال من الوعي وتحمل المسؤولية والتعامل السليم مع المستجدات . فبعد جهودها الحثيثة في احتواء الوضع والنصح للمسلمين وإصلاح ذات بينهم ، انتقلت تدريجيا للمفاصلة كلما انتقل المنتكسون إلى "العمالة".
- أنصار السنة تسعى لنفس الهدف مع دولة العراق الإسلامية ولا يضر اختلاف الاجتهادات ما دامت داخلة في إطار شرعي سليم وله وجه معتبر ..
- أنصار السنة تعتبر ذات مصداقية عالية جدا ، حتى أن الفصائل التي انحرفت لا تستطيع مجرد الطعن فيها . إضافة إلى وضوح الراية والتاريخ الناصع والواضح والذي لا توجد فيه "كواليس" أو تعامل مع أجهزة الردة أو الأنظمة العربية الكافرة . فهي من أصفى الرايات وأشدها وضوحا في تحديد الأهداف والوسائل .
ونقطة القوة هي المنهج الشرعي الواضح في التعامل مع عملاء أمريكا وحركات الردة ، ورفضها المطلق -والنابع من أسس عقدية- لكل مهادنة وتنازل للكافرين على حساب الدين ، وممانعتها لكل الاتفاقات الاستسلامية المبرمة مع المحتل مهما كانت أغطيتها الشرعية المنحرفة
- وبالتالي فهي مأوى لكل المخلصين من المقاتلين الباحثين عن راية صافية لمواصلة القتال في سبيل الله وليس في سبيل المكاسب السياسية
- الإشارة إلى عناوين الحركات المنحرفة ، والتي -حسب ما فهمته- هي : 1 - المجلس السياسي للمقاومة العراقية 2 - جبهة الجهاد والتغيير وجبهة الجهاد والإصلاح 3 - مجالس الصحوات
- هذا الموقف -إن شاء الله- سيكون مقدمة لجمع الجهود المخلصة المتبعثرة على الساحة ، والتي لم تنضم لدولة العراق الإسلامية لاجتهادات خاصة بها ، ولاستقطاب المجاهدين المخلصين الغير راضين عن انحراف جماعاتهم وتعاملها مع الأمريكان
- سيحتاج الواقع العراقي مزيدا من الجهود ، بعدما حصل من تمايز الصفوف ، وذلك من أجل تثبيت الإمارة الإسلامية في العراق . وسيحتاج الأمر مزيدا من التضحيات ونفير المجاهدين المخلصين ، ومزيدا من الجهود الدعوية لاستقطاب الناس إلى منهج الجهاد ، وتحييدهم على الأقل وضمان عدم انخداعهم بالمتاجرين بالقضية العراقية . وقد تتعرض العراق لهزات أخرى قبيل أو أثناء خروج الأمريكان ، فعلى المجاهدين المخلصين الثبات وتوحيد الصف والتعاون فيما اتفقوا فيه ما دامت أهدافهم واحدة . أما النصر فلن يأتي قبل هذه : " أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ " (البقرة : 214)
- هذه الخطوة ، ضمن خطوات أخرى للمجاهدين عامة ، تأتي لقطع الطريق على "تسييس الجهاد" واحتواءه .
- أنصار السنة يشهد لهم عند الناس أعمالهم الجهادية القوية ، فبعد احتواء معظم الفصائل من طرف الأمريكان وتوجيهها نحو قتال دولة العراق الإسلامية (أو القاعدة كما يسمونها) وحماية القوافل والمعسكرات الأمريكية (بدل مهاجمتها) مقابل السيطرة المحدودة على بعض المناطق والتعاون مع الحكومة العراقية التي نصبها الأمريكان . بعد احتوائها لم يجد الناس من يدافع عنهم بعد الله في ديالى وصلاح الدين وبغداد وغيرها سوى أسود الأنصار ودولة العراق الإسلامية ، فيما جنحت معظم الفصائل إلى قمع المجاهدين وتكوين الصحوات المرتدة ، وزايدت على خسائر المجاهدين وهي تحاول تحقيق المكاسب من جهادها السابق وتسعى إلى "التسييس" تحت ذرائع شتى ، فانتكس الجهاد بسببهم وفقد المجاهدون الكثير من المناطق والقادة . ثم ها هي الكفة تعود الآن وبحمد الله إلى المجاهدين المخلصين بعد أن افتضح حال المنتكسين
- والأمر -إن شاء الله- فيه خير كثير ، فلا يمنعنا من نصرة المجاهدين من أنصار الإسلام عدم بيعتهم لدولة العراق الإسلامية ، فهذا لا يسقط بحال حقهم علينا كجماعة مجاهدة ذات منهاج واضح وراية صحيحة .. وقد وصلنا إلى حال أصبح فيها مجرد التوافق في المنهج وطلب التمكين للدين والحاكمية ، أصبحت هذه الأمور مطلبا غاليا ومكسبا كبيرا ، فلا يدفعنا التسرع إلى خسارة هذه المكسب بدل تنميته في اتجاه وحدة الصف بعد وحدة المنهج .
إن أحسنت فمن الله وإن أسأت فمن نفسي والشيطان وأنا متراجع عنه
أخوكم/ درع لمن وحد
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ،،
صدر بيان عن جماعة أنصار السنة (07-12-2007) ، وكان مفاجئا لي فقد اعتقدت للوهلة الأولى أنه بيعة لدولة العراق الإسلامية ،، وهي أمر لا أتوقعه في القريب العاجل وقبل تسوية بعض الأوضاع "الشاذة" في المشهد العراقي .
لكن البيان كان يهدف إلى ربط الماضي بالحاضر وتحركا تكتيكيا إعلاميا بالدرجة الأولى ، حيث أعلنت "جماعة أنصار السنة" عودتها لاستخدام الإسم القديم "أنصار الإسلام"
وبعد أقل من نصف يوم صدر أحد أروع الإصدارات بفكرة مبتكرة في تطبيقها وعرضها ، وهو الإصدار المرئي التوثيقي "الأنصار .. تاريخ وثبات"
فما هي الرسالة التي أرادت جماعة أنصار الإسلام إيصالها ؟
وهل خَيّبت رجاء أنصار المجاهدين في هذه الأمة بالتوحد مع دولة العراق الإسلامية ؟!
ولماذا غيرت الجماعة اسمها وعادت إلى الإسم القديم ؟
سأحاول اختصار الموضوع ، لكن يلزمه بعض التركيز ..
بدايةً نعرِض للنقاط التي جاءت في البيان :
- بدأ البيان بآيات وأحاديث المفاصلة عن الكافرين والتمايز في الصفوف والبراءة من كل السبل إلا سبيل الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-
- البيان موجه لعموم المسلمين ، لكنه مقسم على أربع فقرات : 1 - المجاهدين ذوي المنهج السليم 2 - أنصار المجاهدين وأصحاب النفوذ من أهالي العراق 3 - المقاتلين في الفصائل التي لم تلتزم المنهج الشرعي السليم 4 - عموم المسلمين .
الفقرة الأولى :
- فضح الموقف الأمريكي الرامي لتسييس المقاومة والتحكم فيها ، عبر : 1 - السيطرة على مراكز القرار في الفصائل 2 - إلغاء استقلاليتها
- موقف أنصار السنة الواضح في عدم شرعية مسايرة الأهداف الأمريكية ، وأن كل خروج عن القتال من أجل التمكين والحاكمية هو محرم شرعا ومرفوض تماما ، مهما كانت الذرائع ، لأن الوسائل لها حكم الغايات
- الدور الخبيث لدول المنطقة في العراق : 1 - ضمان أمن إسرائيل 2 - تصفية الحسابات بينها 3 - حصر الجهاد في العراق 4 - استغلال جماعات في العراق لتنفيذ أجنداتها 5 - الحيلولة دون تمدد إيران نحو الدول العربية واستغلال العراق
- الاعتراف بقلة الرجال الجاهزين للمواجهة والقائمين بأمر الله ، وسط مستنقع من المتسلطين على المراكز القيادية في الجماعات دون أهلية ، وإفراغ الكثير للقتال من محتواه الشرعي وحرفه عن آلياته ومقاصده ، بالقتال لإقامة دولة الإسلام ونصرتها وصد حركات الردة ، وظهور الأئمة المُضِلين
- الوصية : 1 - بالثبات في الملمات القادمة ، 2 - والتناصح بين المسلمين 3 - وتقديم الأحق بالولاية والإمارة بين الجند، 4 - وطلب العلم ، 5 - ورجاء الآخرة بهذا الجهاد
الثانية :
- جماعة أنصار السنة هي امتداد لجماعة مقاتلة (أنصار الإسلام) ذات تاريخ في الصراع مع المرتدين والحكومات الكافرة
- أنصار الإسلام جماعة مقاتلة ذات منهج واضح صريح في القتال للتمكين لدولة الإسلام متبعة الوسائل التي شرعها الله لعباده ، وقد حظيت منذ بدء مسيرتها بشهادة العلماء العاملين وتأييد مسيرتها ومنهجها، وذلك أثناء سيطرتها على مناطق واسعة في شمال شرق العراق
- بعد الدخول الأمريكي وانتهاء حرب الجبهات غيرت الجماعة من أسلوبها في القتال ونزلت إلى المدن وتركت الجبال التي تسلط عليها الأمريكان والمرتدون ، وبدأت العمل تحت المسمى الجديد "أنصار السنة"
- كان لأنصار السنة الريادة في إعداد الشعب العراقي للجهاد وتنظيم صفوفهم إلى جانب إخوانها من أهل العقيدة الصحيحة ، وقد كان لجهودهم أبلغ الأثر في الهزائم التي تلقاها المحتل الصليبي في بداية استقراره في العراق مما أحبط مخططاته ودمر جيشه واقتصاده
- كان لأنصار السنة دور أساسي في بث المفاهيم الشرعية وتنقية راية الجهاد من الشوائب ليكون القتال شرعيا ، بمفاهيم : الإمامة والتشريع والتمكين والحاكمية
الثالثة :
- فقدت معظم فصائل المقاومة شرعيتها لدخولها في المجالس السياسية وتنكبها عن المقاصد والوسائل الشرعية لتحقيق التمكين
- إبراز راية أنصار السنة كراية صحيحة ذات مرجعية جهادية راشدة معتبرة بشهادة أهل العلم ، لإعادة الثقة للمجاهدين وإحباط مخطط العدو لاضعاف الفصائل وإسقاط الشرعية عنها
- ضرورة حفظ المجاهدين عن الدخول في صراعات تصب في خدمة المحتل
- المجالس والصحوات والجبهات ، هي مشاريع للمحتل وأذنابه من دول الجوار ، ولا تصب في خدمة الصالح العراقي المسلم
- جمع شتات المخلصين بعد انحراف معظم رايات الجهاد في العراق وضمان استمرار الجهاد القتالي
- الحفاظ على المنهج والمقاصد الشرعية وضمان استمراريتها
- قطع ادعاءات المتاجرين بالجهاد
- دعوة المقاتلين لنصرة هذه الراية الصافية الشرعية الصحيحة الثابتة وذات التاريخ الشاهد على ثباتها ومنهجها (أنصار الإسلام)
الرابعة :
- تكرار وتوضيح إلى عامة المسلمين أن "المصالحة الوطنية والمشاركة السياسية" هي مؤامرة أمريكية
- مقتطف : " دائـرة (المُصالحة الوطنية والمُشاركة السياسية) في أحكام الشريعة الإسلامية دائرة رِدةٍ مُغلظة لخضوعهم أفراداً أو جماعات لشريعة الطاغوت وإضفاء الشرعية عليها بمشاركتهم لها وخيانتهم لأمر الجهاد وتحريفهم أحكام الفريضة القائمة وتغريرُ المُجاهدين بالإعراض عن واجبهم "
- العزم على مواصلة المسير حتى تحقيق المصالح الشرعية من الجهاد
وهذه أهم النقاط التي جاءت في الإصدار المرئي التوثيقي والتي لم تَرِد في البيان :
(الشريط يستحق وبشدة الاطلاع عليه والكتابة حوله ، وسآخذ فقط نقاط قليلة ولن أعلق عليها لأن الأمر قد يطول)
- مرت أنصار الإسلام بالمحطات التالية : 1 - مرحلة سرية للإعداد (قبل الإعلان) 2 - جند الإسلام (أيلول 2001) 3 - أنصار الإسلام (2002) 4 - أنصار السنة (جيش أنصار السنة ثم جماعة أنصار السنة) (2003) 5 - أنصار الإسلام (2007/12)
- تغيير الإسم تَمّ لظروف مختلفة أهمها الجانب الأمني والتمويه بعد الضغط الكبير على الجماعة ، أما التغيير الأخير فهو ربط للحاضر بالماضي وإعلان ثبات .
- أنصار الإسلام من السباقين لتدريس المناهج الشرعية السليمة التي تكفر بالطاغوت وتدعو إلى الجهاد الذي هو القتال في سبيل الله
- أنصار الإسلام جماعة جهادية مستقلة غايتها تحكيم الشريعة وإعلاء راية الدين والدفاع عن المستضعفين
- فضح رؤوس الردة البرزاني ربيب اليهود والطلباني العميل وهما قادة المرتدين العلمانيين .
- عرض تاريخ الجماعة المنير ، فقد بدأت الحركة على أسس شرعية سليمة واستخدمت استراتيجية عسكرية متقدمة ، تعتمد على التربية الصحيحة والإعداد الجيد (للعدة والجنود) قبل بدء المعركة ، بحيث أن ما شاهدته يذكرني بالحركة الناجحة للمجاهدين في الشيشان تحت قيادة خطاب رحمه الله
- ثم انتقلت الجماعة إلى الحرب على العلمانيين المتسلطين على حكم البلاد ومن ساندهم من العملاء ، وقد دعّمت العلمانيين كل من إيران وصدام وتركيا وأمريكا
- الجماعة ذات توجه إسلامي "غير قطري" ، بحيث ان كثيرا من جنودها وقادتها هم من غير العراقيين، وشهد لها أكابر علماء الجهاد والعلماء العاملين على مستوى الأمة كالشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي بأنها جماعة شرعية رايتها ظاهرة صحيحة سليمة المعتقد والمنهج ومفارقة لدار الكفر
- أبو الحسن الشافعي مؤسس جماعة جند الإسلام ثم أنصار الإسلام ثم أنصار السنة ، وتم تعيين "كريكار" أميرا على أنصار الإسلام (2002) ثم لم يلبث حتى تم فصله عن القيادة بعد تجاوزاته الغير شرعية والتي تخالف منهج وثوابت الجماعة ، وتم إعادة اختيار أبي الحسن الشافعي -حفظه الله-.
- استخدام الجماعة للسلاح غير التقليدي وهو سلاح العمليات الاستشهادية ضد الصليبيين والمرتدين ، وكانت السباقة إلى ذلك في العراق وبشكل جد فعال . كما استهدفت شرايين الأمريكان والمرتدين كأنابيب النفط وخطوط النقل البرية
- استمرار وتطور العمل ضد الأمريكان والمرتدين والعلمانيين المحاربين والروافض الحاقدين ، باستخدام أساليب عسكرية متنوعة ومؤثرة .
- استعراض أهم فصول الحرب الجارية وأقوى العمليات الجهادية .
- قرب الهزيمة الأمريكية والتي لا يؤخر خروجها إلا المجالس السياسية والحركات المرتدة التي تحول بين المجاهدين والأمريكان ومن والاهم من الجيش والشرطة والحكومة العميلة
- تمايز الصفوف وثبات الأنصار وهم يربطون حاضر الأمة بماضيها ويستمرون في قتالهم لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى .
وعلى العموم فإن الفكرة التي تخرج بها عن أنصار الإسلام ، هي أنهم "طلاب آخرة" ، ويعملون في الدنيا حسب منهج شرعي سليم
وكرد على التساؤلات حول المواقف الجديدة لأنصار السنة أو أنصار الإسلام ، هذه بعض النقاط المبدئية :
- أنصار الإسلام لم تبدل ولم تغير من منهجها الشرعي ، ولا يوجد لديها "موقف جديد" . بل من أقوى الأدلة على استمرارية الجماعة وثباتها على خط الجهاد الشرعي الأصيل هو عودتها لاستخدام ذات المسمى الذي قاتلت تحته الحكومات المرتدة ، قبل أن يعرف كثير من الناس ما معنى "قتال في سبيل الله" ، وقاتلت الأمريكان تحت راية واضحة وهدف محدد وهو إقامة الإمارة الإسلامية والتمكين لهذا الدين . وها هي اليوم تعيد تذكيرنا من هي "أنصار الإسلام" وتعلنها قوية أنها على العهد وأنها استمرار لمسيرة سابقة وإن تغيرت التكتيكات .
- أنصار السنة حرب على الصليبيين ومن والاهم ، ولم تغير الدين ليلائم الواقع وإنما تتعامل مع الواقع بنظرة شرعية ، وبأسلوب على مستوى عال من الوعي وتحمل المسؤولية والتعامل السليم مع المستجدات . فبعد جهودها الحثيثة في احتواء الوضع والنصح للمسلمين وإصلاح ذات بينهم ، انتقلت تدريجيا للمفاصلة كلما انتقل المنتكسون إلى "العمالة".
- أنصار السنة تسعى لنفس الهدف مع دولة العراق الإسلامية ولا يضر اختلاف الاجتهادات ما دامت داخلة في إطار شرعي سليم وله وجه معتبر ..
- أنصار السنة تعتبر ذات مصداقية عالية جدا ، حتى أن الفصائل التي انحرفت لا تستطيع مجرد الطعن فيها . إضافة إلى وضوح الراية والتاريخ الناصع والواضح والذي لا توجد فيه "كواليس" أو تعامل مع أجهزة الردة أو الأنظمة العربية الكافرة . فهي من أصفى الرايات وأشدها وضوحا في تحديد الأهداف والوسائل .
ونقطة القوة هي المنهج الشرعي الواضح في التعامل مع عملاء أمريكا وحركات الردة ، ورفضها المطلق -والنابع من أسس عقدية- لكل مهادنة وتنازل للكافرين على حساب الدين ، وممانعتها لكل الاتفاقات الاستسلامية المبرمة مع المحتل مهما كانت أغطيتها الشرعية المنحرفة
- وبالتالي فهي مأوى لكل المخلصين من المقاتلين الباحثين عن راية صافية لمواصلة القتال في سبيل الله وليس في سبيل المكاسب السياسية
- الإشارة إلى عناوين الحركات المنحرفة ، والتي -حسب ما فهمته- هي : 1 - المجلس السياسي للمقاومة العراقية 2 - جبهة الجهاد والتغيير وجبهة الجهاد والإصلاح 3 - مجالس الصحوات
- هذا الموقف -إن شاء الله- سيكون مقدمة لجمع الجهود المخلصة المتبعثرة على الساحة ، والتي لم تنضم لدولة العراق الإسلامية لاجتهادات خاصة بها ، ولاستقطاب المجاهدين المخلصين الغير راضين عن انحراف جماعاتهم وتعاملها مع الأمريكان
- سيحتاج الواقع العراقي مزيدا من الجهود ، بعدما حصل من تمايز الصفوف ، وذلك من أجل تثبيت الإمارة الإسلامية في العراق . وسيحتاج الأمر مزيدا من التضحيات ونفير المجاهدين المخلصين ، ومزيدا من الجهود الدعوية لاستقطاب الناس إلى منهج الجهاد ، وتحييدهم على الأقل وضمان عدم انخداعهم بالمتاجرين بالقضية العراقية . وقد تتعرض العراق لهزات أخرى قبيل أو أثناء خروج الأمريكان ، فعلى المجاهدين المخلصين الثبات وتوحيد الصف والتعاون فيما اتفقوا فيه ما دامت أهدافهم واحدة . أما النصر فلن يأتي قبل هذه : " أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ " (البقرة : 214)
- هذه الخطوة ، ضمن خطوات أخرى للمجاهدين عامة ، تأتي لقطع الطريق على "تسييس الجهاد" واحتواءه .
- أنصار السنة يشهد لهم عند الناس أعمالهم الجهادية القوية ، فبعد احتواء معظم الفصائل من طرف الأمريكان وتوجيهها نحو قتال دولة العراق الإسلامية (أو القاعدة كما يسمونها) وحماية القوافل والمعسكرات الأمريكية (بدل مهاجمتها) مقابل السيطرة المحدودة على بعض المناطق والتعاون مع الحكومة العراقية التي نصبها الأمريكان . بعد احتوائها لم يجد الناس من يدافع عنهم بعد الله في ديالى وصلاح الدين وبغداد وغيرها سوى أسود الأنصار ودولة العراق الإسلامية ، فيما جنحت معظم الفصائل إلى قمع المجاهدين وتكوين الصحوات المرتدة ، وزايدت على خسائر المجاهدين وهي تحاول تحقيق المكاسب من جهادها السابق وتسعى إلى "التسييس" تحت ذرائع شتى ، فانتكس الجهاد بسببهم وفقد المجاهدون الكثير من المناطق والقادة . ثم ها هي الكفة تعود الآن وبحمد الله إلى المجاهدين المخلصين بعد أن افتضح حال المنتكسين
- والأمر -إن شاء الله- فيه خير كثير ، فلا يمنعنا من نصرة المجاهدين من أنصار الإسلام عدم بيعتهم لدولة العراق الإسلامية ، فهذا لا يسقط بحال حقهم علينا كجماعة مجاهدة ذات منهاج واضح وراية صحيحة .. وقد وصلنا إلى حال أصبح فيها مجرد التوافق في المنهج وطلب التمكين للدين والحاكمية ، أصبحت هذه الأمور مطلبا غاليا ومكسبا كبيرا ، فلا يدفعنا التسرع إلى خسارة هذه المكسب بدل تنميته في اتجاه وحدة الصف بعد وحدة المنهج .
إن أحسنت فمن الله وإن أسأت فمن نفسي والشيطان وأنا متراجع عنه
أخوكم/ درع لمن وحد
تعليق