إلهام أحمد
يميل البعض منا في فترة من فترات حياته إلى العزلة مما يعني توقف رغبته في مخالطة الآخرين أو ممارسة أي أنشطة جديدة ، وغالبا ما تقودنا العاطفة لهذا عندما تزداد الضغوط النفسية أو يصاب أحدنا بطارئ محزن أو أزمة مادية أو غيرها .
تبدأ تلك الحالة بشكل بسيط وتزول بعد فترة حسب إيمان الشخص وإرادته، وأحيانا أخرى تتفاقم فتصبح معقدة إن لم نجد لها حلا منطقيا.. هذه الحالة نسميها الاكتئاب فما الاكتئاب ؟
لنبدأ أولا بأعراض الاكتئاب وهي تختلف بين جسدية ونفسية ولكنها في النهاية تمنع المكتئبين من ممارسة حياتهم الطبيعية وتجعل كثيرا من الأمور في نظرهم أقل قيمة فهم :
يشعرون بهبوط الروح المعنوية في معظم الوقت.
يشعرون بعدم الرضا عن أنفسهم وقد يفتقدون الثقة بالنفس.
يكونون منشغلين بأفكار سلبية ولا يتمكنون من اختيار قرارات سليمة.
يشعرون بالعجز والخواء واليأس من المستقبل.
يلومون أنفسهم ويشعرون بالذنب تجاه الأمور بدون ضرورة.
يجدون من الصعب عليهم أن يركزوا أو يتخذوا قرارات.
يكونون سريعي الانفعال بشكل غير اعتيادي أو يفقدون الصبر.
يستيقظون مبكرا أو يعانون صعوبات في النوم.
يأكلون أكثر من المعتاد فتزداد أوزانهم أو لا يأكلون جيدا فتنقص أوزانهم.
لا يتمتعون بالأنشطة المبهجة عادة.
يعانون نقصا في الرغبة الجنسية.
يستهلكون التبغ أكثر من المعتاد.
يفكرون.. أو يرتكبون أفعال إيذاء النفس أو الانتحار.
يعانون الضعف في النشاط والطاقة ويفقدون القدرة على التذكر والتركيز.
يبتعدون عن الآخرين بدلا من أن يطلبوا منهم المساعدة أو الدعم.
وحسب رأي خبراء الصحة النفسية فإن الشخص الذي تنطبق عليه أربعة أو أكثر من أعراض الاكتئاب ولمدة تزيد على أسبوعين، فإنه يعتبر مصابا بمرض الاكتئاب الشديد. ومهما اختلفت أسباب الاكتئاب فهي لا ترتبط في الغالب بسن معينة كما أنها ليست بالضرورة أن تصيب أصحاب الشخصيات الضعيفة فقط بل يمكن أن يصاب بها الأشخاص الأقوياء أيضا. وغالبا ما يربطها الأطباء بحالة تصادم مع الواقع إذ إن الكثير منا يتعامل مع تناقض الواقع وآماله وطموحاته بتيار العاطفة فيصيبه الهم والقلق اللذان يؤديان إلى الاكتئاب ما لم يتم تداركهما . يقول الشيخ الفاضل يوسف القرضاوي في ذلك : (ليس كل من أصابه حزن يعتبر مريضاً، لأن الحزن ظاهرة طبيعية، الإنسان من شأنه أن يفرح وأن يحزن وهذه سُنَّة الحياة ولكن الذي يحزن بغير سبب أو الذي يطول حزنه ولا يجد مجالاً لأن يغير من واقعه ، هذا هو الذي نعتبره مكتئباً).
ذلك القول يعتبر مؤشرا هاما على دور الاكتئاب في حياتنا ، لذا علينا أن نحذر من طول فترة الحزن لأي سبب لأنها بالاستسلام قد تجر أحدنا إلى تهويل بعض الأمور أو وضع افتراضات خاطئة لحل تلك المشكلة وقد تصل عند بعض ضعاف النفوس إلى الانتحار. أما عن طرق العلاج فهناك العلاج الدوائي لكن من سلبياته أنه قد يصل بالبعض إلى حالة الادمان إذا تم استخدامه لفترة طويلة وقد تفقده الشعور بمن حوله ، كما أن هناك العلاج النفسي الذي يمكن أن يكون للأسرة والأصدقاء دور كبير فيه .
واستخدام الكلمات الايجابية يعتبر عاملا مهما في التأثير على الشخص المكتئب إن أحسن استخدامها ومن هذه الكلمات الايجابية : كلمات الحب: أنا أحبك/ كلنا نحبك. كلمات الاهتمام: أنا/ نحن نهتم بك. أنت لست بمفردك. لن أتركك. لا تقلق ، ستمر الأزمة وكلنا معك. أنا بجانبك دائماً. أنت لست مخطئاً، وتحسن التصرف. أنت مهم بالنسبة لي. اتخذني صديقا لك. أنا أتفق معك حتى وإن لم استطع الشعور والإحساس بما يدور في داخلك. وهناك كلمات سلبية من شأنها أن تزيد حالة الاكتئاب نقولها ونوايانا حسنة، خذ على سبيل المثال: ما مشكلتك؟! والمفروض أن يسأل ما المشكلة؟. إنه يوم جميل (كلمات غير مفيدة على الإطلاق). يوجد أشخاص أسوأ منك بكثير ؟!! توقف عن التفكير في الأمر أو الشعور بالأسى. الحياة لا تعطى للمرء كل ما يريده. كنت أعتقد أنك أقوى من ذلك!! لم لا تكف عن الشكوى الدائمة ، لماذا تنظر إلى تفاصيل الأمور بتحامل. لم تستسلم للأحزان، فأنت محتاج إلى دفعة من داخلك. إذا كنت تريد أن تصبح قوياً فتغلب على ما يضايقك، فلديك العديد من الأشياء التي تدعوك إلى التفاؤل. كلها كلمات نمارس قولها ظنا منا أننا نساعد تلك الفئة بينما دون أن نقصد نحن نزيدهم عزلة لأننا لا نظهر فيها اهتمامنا بل فقط قدرتنا على الوعظ. والشخص المكتئب عادة ما يحتاج إلى من يحتضن ألمه وحزنه ويشعر به كمرحلة أولى في العلاج. وحتى لا تصل بنا عواطفنا إلى تلك الهوة المظلمة علينا أن نعيش بتوازن دون أن تجمح بنا تطلعاتنا، علينا أن نمارس التنفس بين الوقت والآخر لهثا خلف أطماعنا. علينا أن نمارس الرياضة عضليا ، وروحيا حتى لا يتسلل إلينا شك في رحمة الله وقدرته ـ عز وجل ـ على إخراجنا من هذا الحزن.
نقلا عن جريدة اليوم الثلاثاء 15-01-1427هـ الموافق 14-02-2006م العدد 11932
يميل البعض منا في فترة من فترات حياته إلى العزلة مما يعني توقف رغبته في مخالطة الآخرين أو ممارسة أي أنشطة جديدة ، وغالبا ما تقودنا العاطفة لهذا عندما تزداد الضغوط النفسية أو يصاب أحدنا بطارئ محزن أو أزمة مادية أو غيرها .
تبدأ تلك الحالة بشكل بسيط وتزول بعد فترة حسب إيمان الشخص وإرادته، وأحيانا أخرى تتفاقم فتصبح معقدة إن لم نجد لها حلا منطقيا.. هذه الحالة نسميها الاكتئاب فما الاكتئاب ؟
لنبدأ أولا بأعراض الاكتئاب وهي تختلف بين جسدية ونفسية ولكنها في النهاية تمنع المكتئبين من ممارسة حياتهم الطبيعية وتجعل كثيرا من الأمور في نظرهم أقل قيمة فهم :
يشعرون بهبوط الروح المعنوية في معظم الوقت.
يشعرون بعدم الرضا عن أنفسهم وقد يفتقدون الثقة بالنفس.
يكونون منشغلين بأفكار سلبية ولا يتمكنون من اختيار قرارات سليمة.
يشعرون بالعجز والخواء واليأس من المستقبل.
يلومون أنفسهم ويشعرون بالذنب تجاه الأمور بدون ضرورة.
يجدون من الصعب عليهم أن يركزوا أو يتخذوا قرارات.
يكونون سريعي الانفعال بشكل غير اعتيادي أو يفقدون الصبر.
يستيقظون مبكرا أو يعانون صعوبات في النوم.
يأكلون أكثر من المعتاد فتزداد أوزانهم أو لا يأكلون جيدا فتنقص أوزانهم.
لا يتمتعون بالأنشطة المبهجة عادة.
يعانون نقصا في الرغبة الجنسية.
يستهلكون التبغ أكثر من المعتاد.
يفكرون.. أو يرتكبون أفعال إيذاء النفس أو الانتحار.
يعانون الضعف في النشاط والطاقة ويفقدون القدرة على التذكر والتركيز.
يبتعدون عن الآخرين بدلا من أن يطلبوا منهم المساعدة أو الدعم.
وحسب رأي خبراء الصحة النفسية فإن الشخص الذي تنطبق عليه أربعة أو أكثر من أعراض الاكتئاب ولمدة تزيد على أسبوعين، فإنه يعتبر مصابا بمرض الاكتئاب الشديد. ومهما اختلفت أسباب الاكتئاب فهي لا ترتبط في الغالب بسن معينة كما أنها ليست بالضرورة أن تصيب أصحاب الشخصيات الضعيفة فقط بل يمكن أن يصاب بها الأشخاص الأقوياء أيضا. وغالبا ما يربطها الأطباء بحالة تصادم مع الواقع إذ إن الكثير منا يتعامل مع تناقض الواقع وآماله وطموحاته بتيار العاطفة فيصيبه الهم والقلق اللذان يؤديان إلى الاكتئاب ما لم يتم تداركهما . يقول الشيخ الفاضل يوسف القرضاوي في ذلك : (ليس كل من أصابه حزن يعتبر مريضاً، لأن الحزن ظاهرة طبيعية، الإنسان من شأنه أن يفرح وأن يحزن وهذه سُنَّة الحياة ولكن الذي يحزن بغير سبب أو الذي يطول حزنه ولا يجد مجالاً لأن يغير من واقعه ، هذا هو الذي نعتبره مكتئباً).
ذلك القول يعتبر مؤشرا هاما على دور الاكتئاب في حياتنا ، لذا علينا أن نحذر من طول فترة الحزن لأي سبب لأنها بالاستسلام قد تجر أحدنا إلى تهويل بعض الأمور أو وضع افتراضات خاطئة لحل تلك المشكلة وقد تصل عند بعض ضعاف النفوس إلى الانتحار. أما عن طرق العلاج فهناك العلاج الدوائي لكن من سلبياته أنه قد يصل بالبعض إلى حالة الادمان إذا تم استخدامه لفترة طويلة وقد تفقده الشعور بمن حوله ، كما أن هناك العلاج النفسي الذي يمكن أن يكون للأسرة والأصدقاء دور كبير فيه .
واستخدام الكلمات الايجابية يعتبر عاملا مهما في التأثير على الشخص المكتئب إن أحسن استخدامها ومن هذه الكلمات الايجابية : كلمات الحب: أنا أحبك/ كلنا نحبك. كلمات الاهتمام: أنا/ نحن نهتم بك. أنت لست بمفردك. لن أتركك. لا تقلق ، ستمر الأزمة وكلنا معك. أنا بجانبك دائماً. أنت لست مخطئاً، وتحسن التصرف. أنت مهم بالنسبة لي. اتخذني صديقا لك. أنا أتفق معك حتى وإن لم استطع الشعور والإحساس بما يدور في داخلك. وهناك كلمات سلبية من شأنها أن تزيد حالة الاكتئاب نقولها ونوايانا حسنة، خذ على سبيل المثال: ما مشكلتك؟! والمفروض أن يسأل ما المشكلة؟. إنه يوم جميل (كلمات غير مفيدة على الإطلاق). يوجد أشخاص أسوأ منك بكثير ؟!! توقف عن التفكير في الأمر أو الشعور بالأسى. الحياة لا تعطى للمرء كل ما يريده. كنت أعتقد أنك أقوى من ذلك!! لم لا تكف عن الشكوى الدائمة ، لماذا تنظر إلى تفاصيل الأمور بتحامل. لم تستسلم للأحزان، فأنت محتاج إلى دفعة من داخلك. إذا كنت تريد أن تصبح قوياً فتغلب على ما يضايقك، فلديك العديد من الأشياء التي تدعوك إلى التفاؤل. كلها كلمات نمارس قولها ظنا منا أننا نساعد تلك الفئة بينما دون أن نقصد نحن نزيدهم عزلة لأننا لا نظهر فيها اهتمامنا بل فقط قدرتنا على الوعظ. والشخص المكتئب عادة ما يحتاج إلى من يحتضن ألمه وحزنه ويشعر به كمرحلة أولى في العلاج. وحتى لا تصل بنا عواطفنا إلى تلك الهوة المظلمة علينا أن نعيش بتوازن دون أن تجمح بنا تطلعاتنا، علينا أن نمارس التنفس بين الوقت والآخر لهثا خلف أطماعنا. علينا أن نمارس الرياضة عضليا ، وروحيا حتى لا يتسلل إلينا شك في رحمة الله وقدرته ـ عز وجل ـ على إخراجنا من هذا الحزن.
نقلا عن جريدة اليوم الثلاثاء 15-01-1427هـ الموافق 14-02-2006م العدد 11932
تعليق