الحمد لله حمداً يستكمل به قربة الصالحين ويرتبط به بحبل الله المتين ويتقرب به الى رب الأولين، الحمد لله حمداً من شع نوره بطاعة الرحمن ودخل برحمته الى الجنان والتقى بها الأحبة والخلان ولم يحمل في قلبه غلا على ضيوف الأفغان من العرب والتركمان..
والصلاة والسلام على سيد الدعاة وقدوة الأباة ومرسي سفينة الحق على شاطىء الفرات فمن شاء ركب إلى مركبنا أو بقي يرقب سفينتنا
ياصاحب الهم أن الهم منقطع.........ابشر بذاك فإن الكافي الله
سعى رجل بالليث بن سعد إلى والي مصر،فبعث إليه فدعاه، فلما دخل عليه قال له: يا أبا الحارث إن هذا أبلغني عنك كذا وكذا،فقال له الليث : سله أصلح الله الأمير عما أبلغك، أهوشئ ائتمناه عليه فخاننا فيه، فما ينبغي لك أن تقبل من خائن، أو شئ كذب علينا فيه، فما ينبغي لك أن تقبل من كاذب! فقال الولي: صدقت يا أبا الحارث....
أهل الجهاد هم أهل الشجاعة والثبات، رجَّاعون إلى الحق ولو كل النفوس الى الدنيا تولت،شوقهم إلى العز كشوق ضامئ الى الماء في شدة الحر واصفرار لهيبها.
فهم الذين يواجهون حِراب العدو بصدورهم، وغمزات الطاعنين بأعراضهم ، يرخصونها لله وليس لأحدٍ سواه، أسود فاقوا الأسود بزئيرهم، كالجبال السم الراسيات، اللقيمات تسد جوعهم، والقطرات تبرد أكبادهم، يصرخون في نشوة المشتاق إلى لقاء الأحبة...
يابلاد الله صبرا... يابلاد الله صبرا
لاينظرون إلى متاع يزول وزمن يطول، فيه اللئيم وسد أمر المسلمين، والفاسق يظهر وده للموحدين، آلمهم القعود وهزهم الجمود، يرددون عند المدلهمات..
خليلي لا والله مــــــامن ملمة........ تدوم على حي وإن هي جلت
فإن نزلت يوما فلا تخضعن لها ......ولاتكثر الشكوى إذا النعل زلت
فكم من كريم قد بُلي بنوائب.............فصَابرها حتى مضت واضمحلت
وكم من غمرة هاجت بأمواج غمرة.......تلقيتها بالصبر حتى تجلت
وكانت على الأيام نفسي عزيزة.........فلما رأت صبري على الذل ذلت
فقلت لها يانفس موتي كريمة.........فقد كانت الدنيا لنا ثم ولت
أحدهم يبكي عند أدنى بكاء، ويشهق إذا اقترب اللقاء ، سيادته على نفسه محزومة ، ولاهم له إلا الأمة المكلومة ، يتمثل له قول الحبيب صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي خرجه البخاري يقول: عن أبي سلمة وسعيد بن المسيَّب: أنَّ أبا هريرة قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (والذي نفسي بيده، لولا أنَّ رجالاً يكرهون أن يتخلَّفوا بعدي، ولا أجد ما أحملهم، ما تخلَّفت، لوددت أني أقتَل في سبيل الله، ثمَّ أحيا ثمَّ أقتَل، ثمَّ أحيا ثمَّ أقتَل، ثمَّ أحيا ثمَّ أقتَل).
هنا يشهق شوقا الى لقاء ربه ، وطمعاً في جنة خالقه...ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله...
المجاهد لين الجانب، بشوش مصاحب مع أولياء الله ، هزبر شجاع على أعداء الله..سليم مع المسالم،مقارع لكل ظالم. الفحش ليست صفاته،والحلم والورع من سماته..ترك الدار والعيال لينال إحدى الحسنيين، فإن مات مات شهيدا وإن عاش عاش حميدا،سماءهم سماءنا لاكن أرضهم هزت أرضنا ..إليكم هذا العز الذي أضعناه..
ذكر ابن ابي الدنيا في كتابه ـ محاسبة النفس ـ عن عبد الله بن قيس أبو أمية الغفاري قال: كنا في غزاة لنا فحضر عدو، فصيح في الناس فهم يثوبون إلى مصافهم ،وفي يوم شديد الريح إذا رجل أمامي،رأس فرسي عند عجزفرسه، وهو يخاطب نفسه فيقول:أي نفسي ألم أشهد مشهد كذاوكذا؟ فقلت لي : أهلك وعيالك، وأطعتك فرجعت، ألم أشهد مشهد كذا وكذا؟ فقلت لي : أهلك وعيالك ، فأطعتك ورجعت ،والله لأعرضنك اليوم على الله عز وجل،أخذك أو تركك. فقلت لأرمقنه اليوم . فرمقته، فحمل الناس على عدوهم فكان في أوائلهم ، ثم حمل العدو وانكشف الناس فكان في حماتهم قال: فوالله مازال ذلك دأبه حتى رأيته صريعاً فعددت به وبدابته ستين أوأكثر من ستين طعنة...اهـ
صبراً يامجاهد صبر مُبَرِّح........فإذا عجزت عن الخطوب فمن لها؟
إن الذي عقد الذي انعقدت له....... عُقَدُ المـكــــــاره فيك يملك حلـــــها
صبرا فإن الصبر يعقب راحة..... ولعلها أن تنجلي ولعلهــــــــــا
وكأن الشيخ المجاهد يرد علي ويقول:
صبرتني ووعظتني وأنا لها وستنجلي بل لاأقول لعلهــــا
ويَحُلٌّها من كان صاحب عقدها كرما به وهوالذي يملك حلهــــا
الم أقل لكم بأن المجاهد عنصر فريد، وبطل عنيد ذورأي سديد، يعيش لغيره ويكابد لإعلاء كلمة ربه، إن تركوه لن يتركهم،حتى يأتوا إليه مذعنين،يتحلى بأوثق عرى الإسلام ,أخلاقه رزينه وأدابه متينه ولسان حاله ماقاله ابن المقفع حين قال: مانحن إلى مانتقوّى به على حواسنا من المطعم والمشرب، بأحوج منا إلى الأدب الذي هو لقاح عقولنا، فإن الحبة المدفونة في الثرى لاتقدر ان تطلع زهرتهاونضارتها إلابالماء الذي يعود إليها من مستودعها..اهـ فمستودع المجاهدين كتاب الله وسنة نبيهم..لايضرهم المرجفون ولا يثنيهم الأفاكون..علاماتهم الفداء، وديدنهم حي على النداء ويتضرعون بالدعاء: اللهم خذ من دمائنا اليوم حتى ترضى..
قال ثابت البناني: إن صلة بن أُشيم كان في مغزى له ومعه ابن له، فقال:أي بُني تقدم فقاتل حتى أحتسبُك،فحمل فقاتل حتى قَتَلَ، ثم تقدم فقتل،فاجمعت النساء عند امرأته ـ مُعاذة العدوية ـ فقالت:
مرحبا إن كنتن جئتن لتهنئنني،فمرحبابكن، وإن كنتن جئتن بغير ذلك فارجعن.
واه لكم يامجاهدون ،ورثتم نساءكم تلكم الصفات وياليت يقتبس منكم أشباه الرجال هذه الأيات.الذين همهم الطعن وتتبع العورات والفرار من النوازل ومواطن الكرامات، لاكن المجاهد صنديد لا ينظر الى هذا الرعاع ويمضي قائلاً:
أحب مكارم الأخلاق جُهدي وأكره أن أعيب وأن أُعاب
وأصفح عن سباب الناس حلما وشر الناس من يهوى السباب
وأعجب أنا أخوكم من أناس أفرغوا عقولهم من محتواها وسلكوطريق وعرةٌ مداها،خرجوا في زمان نكسة فيه الأفكار، وطمست فيه الأبصار، يدعون أنهم للعلم يحملون، وللمصائب يحللون، وصنف من البشر عجيبة أطوارها، لا يحسنون إلا التصفيق عافانا الله من هذا الداء ورزقهم الدواء..لا أعرف جازما هل الرعب والخوف يسري في عروقهم ام هي الأخرى التي أخشاها..
قال عمر رضي الله عنه: أن الشجاعة والجبن غرائز في الرجال،تجد الرجل يقاتل عمن لا يبالي ألا يؤوب إلى أهله،وتجد الرجل يفر عن أبيه وأمه، وتجد الرجل يقاتل ابتغاء وجه الله فذلك الشهيد.
والصلاة والسلام على سيد الدعاة وقدوة الأباة ومرسي سفينة الحق على شاطىء الفرات فمن شاء ركب إلى مركبنا أو بقي يرقب سفينتنا
ياصاحب الهم أن الهم منقطع.........ابشر بذاك فإن الكافي الله
سعى رجل بالليث بن سعد إلى والي مصر،فبعث إليه فدعاه، فلما دخل عليه قال له: يا أبا الحارث إن هذا أبلغني عنك كذا وكذا،فقال له الليث : سله أصلح الله الأمير عما أبلغك، أهوشئ ائتمناه عليه فخاننا فيه، فما ينبغي لك أن تقبل من خائن، أو شئ كذب علينا فيه، فما ينبغي لك أن تقبل من كاذب! فقال الولي: صدقت يا أبا الحارث....
أهل الجهاد هم أهل الشجاعة والثبات، رجَّاعون إلى الحق ولو كل النفوس الى الدنيا تولت،شوقهم إلى العز كشوق ضامئ الى الماء في شدة الحر واصفرار لهيبها.
فهم الذين يواجهون حِراب العدو بصدورهم، وغمزات الطاعنين بأعراضهم ، يرخصونها لله وليس لأحدٍ سواه، أسود فاقوا الأسود بزئيرهم، كالجبال السم الراسيات، اللقيمات تسد جوعهم، والقطرات تبرد أكبادهم، يصرخون في نشوة المشتاق إلى لقاء الأحبة...
يابلاد الله صبرا... يابلاد الله صبرا
لاينظرون إلى متاع يزول وزمن يطول، فيه اللئيم وسد أمر المسلمين، والفاسق يظهر وده للموحدين، آلمهم القعود وهزهم الجمود، يرددون عند المدلهمات..
خليلي لا والله مــــــامن ملمة........ تدوم على حي وإن هي جلت
فإن نزلت يوما فلا تخضعن لها ......ولاتكثر الشكوى إذا النعل زلت
فكم من كريم قد بُلي بنوائب.............فصَابرها حتى مضت واضمحلت
وكم من غمرة هاجت بأمواج غمرة.......تلقيتها بالصبر حتى تجلت
وكانت على الأيام نفسي عزيزة.........فلما رأت صبري على الذل ذلت
فقلت لها يانفس موتي كريمة.........فقد كانت الدنيا لنا ثم ولت
أحدهم يبكي عند أدنى بكاء، ويشهق إذا اقترب اللقاء ، سيادته على نفسه محزومة ، ولاهم له إلا الأمة المكلومة ، يتمثل له قول الحبيب صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي خرجه البخاري يقول: عن أبي سلمة وسعيد بن المسيَّب: أنَّ أبا هريرة قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (والذي نفسي بيده، لولا أنَّ رجالاً يكرهون أن يتخلَّفوا بعدي، ولا أجد ما أحملهم، ما تخلَّفت، لوددت أني أقتَل في سبيل الله، ثمَّ أحيا ثمَّ أقتَل، ثمَّ أحيا ثمَّ أقتَل، ثمَّ أحيا ثمَّ أقتَل).
هنا يشهق شوقا الى لقاء ربه ، وطمعاً في جنة خالقه...ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله...
المجاهد لين الجانب، بشوش مصاحب مع أولياء الله ، هزبر شجاع على أعداء الله..سليم مع المسالم،مقارع لكل ظالم. الفحش ليست صفاته،والحلم والورع من سماته..ترك الدار والعيال لينال إحدى الحسنيين، فإن مات مات شهيدا وإن عاش عاش حميدا،سماءهم سماءنا لاكن أرضهم هزت أرضنا ..إليكم هذا العز الذي أضعناه..
ذكر ابن ابي الدنيا في كتابه ـ محاسبة النفس ـ عن عبد الله بن قيس أبو أمية الغفاري قال: كنا في غزاة لنا فحضر عدو، فصيح في الناس فهم يثوبون إلى مصافهم ،وفي يوم شديد الريح إذا رجل أمامي،رأس فرسي عند عجزفرسه، وهو يخاطب نفسه فيقول:أي نفسي ألم أشهد مشهد كذاوكذا؟ فقلت لي : أهلك وعيالك، وأطعتك فرجعت، ألم أشهد مشهد كذا وكذا؟ فقلت لي : أهلك وعيالك ، فأطعتك ورجعت ،والله لأعرضنك اليوم على الله عز وجل،أخذك أو تركك. فقلت لأرمقنه اليوم . فرمقته، فحمل الناس على عدوهم فكان في أوائلهم ، ثم حمل العدو وانكشف الناس فكان في حماتهم قال: فوالله مازال ذلك دأبه حتى رأيته صريعاً فعددت به وبدابته ستين أوأكثر من ستين طعنة...اهـ
صبراً يامجاهد صبر مُبَرِّح........فإذا عجزت عن الخطوب فمن لها؟
إن الذي عقد الذي انعقدت له....... عُقَدُ المـكــــــاره فيك يملك حلـــــها
صبرا فإن الصبر يعقب راحة..... ولعلها أن تنجلي ولعلهــــــــــا
وكأن الشيخ المجاهد يرد علي ويقول:
صبرتني ووعظتني وأنا لها وستنجلي بل لاأقول لعلهــــا
ويَحُلٌّها من كان صاحب عقدها كرما به وهوالذي يملك حلهــــا
الم أقل لكم بأن المجاهد عنصر فريد، وبطل عنيد ذورأي سديد، يعيش لغيره ويكابد لإعلاء كلمة ربه، إن تركوه لن يتركهم،حتى يأتوا إليه مذعنين،يتحلى بأوثق عرى الإسلام ,أخلاقه رزينه وأدابه متينه ولسان حاله ماقاله ابن المقفع حين قال: مانحن إلى مانتقوّى به على حواسنا من المطعم والمشرب، بأحوج منا إلى الأدب الذي هو لقاح عقولنا، فإن الحبة المدفونة في الثرى لاتقدر ان تطلع زهرتهاونضارتها إلابالماء الذي يعود إليها من مستودعها..اهـ فمستودع المجاهدين كتاب الله وسنة نبيهم..لايضرهم المرجفون ولا يثنيهم الأفاكون..علاماتهم الفداء، وديدنهم حي على النداء ويتضرعون بالدعاء: اللهم خذ من دمائنا اليوم حتى ترضى..
قال ثابت البناني: إن صلة بن أُشيم كان في مغزى له ومعه ابن له، فقال:أي بُني تقدم فقاتل حتى أحتسبُك،فحمل فقاتل حتى قَتَلَ، ثم تقدم فقتل،فاجمعت النساء عند امرأته ـ مُعاذة العدوية ـ فقالت:
مرحبا إن كنتن جئتن لتهنئنني،فمرحبابكن، وإن كنتن جئتن بغير ذلك فارجعن.
واه لكم يامجاهدون ،ورثتم نساءكم تلكم الصفات وياليت يقتبس منكم أشباه الرجال هذه الأيات.الذين همهم الطعن وتتبع العورات والفرار من النوازل ومواطن الكرامات، لاكن المجاهد صنديد لا ينظر الى هذا الرعاع ويمضي قائلاً:
أحب مكارم الأخلاق جُهدي وأكره أن أعيب وأن أُعاب
وأصفح عن سباب الناس حلما وشر الناس من يهوى السباب
وأعجب أنا أخوكم من أناس أفرغوا عقولهم من محتواها وسلكوطريق وعرةٌ مداها،خرجوا في زمان نكسة فيه الأفكار، وطمست فيه الأبصار، يدعون أنهم للعلم يحملون، وللمصائب يحللون، وصنف من البشر عجيبة أطوارها، لا يحسنون إلا التصفيق عافانا الله من هذا الداء ورزقهم الدواء..لا أعرف جازما هل الرعب والخوف يسري في عروقهم ام هي الأخرى التي أخشاها..
قال عمر رضي الله عنه: أن الشجاعة والجبن غرائز في الرجال،تجد الرجل يقاتل عمن لا يبالي ألا يؤوب إلى أهله،وتجد الرجل يفر عن أبيه وأمه، وتجد الرجل يقاتل ابتغاء وجه الله فذلك الشهيد.
تعليق