وقفات مع ذكريات حسنة أو سيئة
1قراءة القرآن الكريم على الميت : هذه ذكرى لحادثة وقعت يوم ... بعد صلاة العشاء مباشرة , وهي ذكرى طريفة بعض الشيء .
ذهبت لأعزي رجلا أعرفه في موت أبيه الذي توفي يوم ...صباحا.وكعادتي في مناسبات الأفراح أوالأحزان إما أن أجدا جوا مناسبا ( فرح أو حزن) , ونظيفا نتذاكر من خلاله أمور ديننا بما يوافق المناسبة , وإما أن أنصرف راشدا.
دخلت البيت فوجدت الجو غير مناسب للموعظة والتذكير , حيث أن أغلبية الحاضرين كانوا مستغرقين إلى أعناقهم مع أحاديث الدنيا والسياسة ومع اللغط والضحك ومع شرب الدخان والأكل والشرب و...فناديتُ بنَ الميت الذي أعرفه جيدا وجلست معه حوالي ربع ساعة أعظه وأذكره بالبعض من الأحكام الإسلامية التي لها صلة بالموت والعزاء وزيارة المقبرة وإكرام الناس الضيوف وبواجبات الحي اتجاه من مات وبصلاة الجنازة وبالميرات و...وأكدتُ من ضمن ما أكدت عليه على أن حكاية الأربعين بدعةٌ محرمة وأكدتُ كذلك على أن قراءة القرآن على الميت بعد موته مباشرة وجماعيا لا تجوز سواء بأجر أو بدون أجر و...وكان الشخص الذي يسمع ( بن الميت)خاشعا و...وكان يحترمني كثيرا ويقدرني كثيرا , إلا أنه ضعيف ,بحيث يمكن لأهله أن يغلبوه ويفرضوا عليه الحرام بكل سهولة.
قلت له:"أفضل ماتقدمه لأبيك رحمه الله : الدعاء والصدقة " , وقلت له كذلك
" أهل الميت يكذبون ألف مرة عندما يقرأون القرآن على الميت بعد موته ثم يزعمون أنهم بهذا يخدمون الميت في قبره ويثبتون محبتهم له . إنهم يكذبون ثم يكذبون" . قال لي " صحيح يا شيخ أصبتَ. ما أجهل الكثير من الناس وما أشد بعدهم عن الدين !".
بعد قليل استأذنتُ في الانصراف.
وعندما خرج معي هذا الأخ أمام الدار ليودعني وجدنا رجلا آخر يقول لابن الميت" ها هم الجماعة الذين طلبتهم لقراءة القرآن على الميت قد حضروا . أين آخذهم ؟ ." نظرتُ إلى بن الميت فوجدتُ وجهه قد احمر من إحراجه أمامي . ومع ذلك أنا تركتُ المجاملة جانبا وقلتُ للشخص الآخر "حرام عليكم يا هذا ما تفعلون. والله ما هكذا نحب الميت وما هكذا نخدم الميت , ولا هكذا نحسن إلى الميت". فرد علي الشخصان معا وهما خجلان" كلامك صحيح يا شيخ.كل ما تقول على الرأس والعين ولكن."!!!
2-أحسن يوم في حياتي : هو اليوم الذي انتهيت فيه من حفظ القرآن الكريم مع بداية 1983 م (في سجن البرواقية) , وذلك خلال مدة 3 أشهر ونصف. بدأت بحفظ ثمن واحد في اليوم ثم تتقوى الذاكرة , حتى بعد شهرين ونصف الشهر وصلتُ إلى نهاية سورة الكهف (أي أنني حفظت 30 حزبا خلال شهرين ونصف) .
بعدها حفظت ال 30 حزبا الأخيرة بمعدل حزب واحد في اليوم. وكنت بطبيعة الحال متفرغا كل التفرغ للحفظ وللحفظ فقط. أبدأ الحفظ قبل الصبح بساعة وأنتهي بعد العشاء بساعة تقريبا.
وكنت أتمنى أن لا يخرجني المسؤولون الظالمون من السجن وأن لا يطلقوا سراحي إلا بعد إكمال حفظ القرآن الكريم. وتم لي ذلك بحمد الله . وفي اليوم الذي انتهيت فيه من الحفظ احتفل الإخوة في السجن بختمي للقرآن
(ومعي الأخ محمد السعيد رحمه الله الذي ختم معي القرآن في نفس اليوم ).
وكان ومازال هذا اليوم هو أفضل وأحسن وأطيب يوم في حياتي . لا أنساه أبدا ولا أنساه ماحييت , وإن نسيتُ أياما أخرى كثيرة . والفرحة التي أحسستُ بها في ذلك اليوم , لا ولن يعرف قدرها إلا من عاشها , فلله الحمد والمنة.
3- أحسن ليلة في حياتي : هي الليلة التي تزوجت فيها عشية يوم
12/ 7 / 84 م .
كنت منذ الصغر أحلم باليوم الذي أتزوج فيه لأحقق نصف ديني , وأسأل الله أن يعينني على النصف الآخر.
وكنت منذ الصغر أحلم باليوم الذي أتزوج فيه لأبدأ زواجي من أول يوم بالحلال .
وكنت كذلك أحلم منذ الصغر باليوم الذي أتزوج فيه , لأخدم زوجتي وأحسن إليها - مع بقاء رأس الحبل بيدي ومع بقاء القوامة لي ومع الابتعاد عن ابتغائي لمرضاة زوجتي - أكثر مما تخدمني وأكثر مما تحسن إلي.
ا- وتم لي هذا الأمر والحمد لله عشية يوم الخميس 12 جويلية 1984 م وليلة الجمعة 13 جويلية 1984 م , حين تزوجت من خلال عرس مبني على الحلال من أول خطوة فيه إلى آخرخطوة . تم حفل الزفاف كما أحببتُ أنا لا كما يحب أهلي ولا كما تحب النساء من أهلي.استشرت الجميعَ , ولكن الكلمة الأخيرة كانت لي في كل شيء والحمد لله.
تم الزواج بعيدا عن كل محرمات وبدع الأعراس. وتم الزواج بعيدا عن الإسراف والتبذير. وتم الزواج بعيدا عن الإختلاط المحرم بين النساء والرجال. وتم الزواج بعيدا عن الغناء الذي لا يجوز و...ومع ذلك فرح الناسُ أيما فرح بما يتفق مع مناسبة العرس.فرحوا وسهروا ليتفرجوا على حفل استمر من ال 10 ليلا وحتى الواحدة صباحا , عُرضت فيه مسرحية هادفة عن الأعراس , وسكاتشان مضحكان وهادفان , ودرس ديني له صلة بالزواج والأعراس والأفراح في الإسلام , و5 أو 6 أناشيد دينية عن الزواج والأعراس وعن الحياة الإسلامية بشكل عام , واستعراض "كاراتيه " رائع جدا , و... قُدم الكل منطرف فرق من الشباب المسلم المتدين من أهل بلدة زوجتي (ميلة) ومن أهل بلدتي أنا (سكيكدة) .
فرح الناس في تلك الليلة من خلال حفل حضره أغلبُ أهل القرية التي أسكن فيها-من دُعي للعشاء ومن لم يُدع -. وما زال الناسُ إلى اليوم يقولون عندما يسمعون أحدا يتحدث عن حفلات الأعراس الإسلامية " من كان محتفلا بزواجه فليحتفل كما فعل عبد الحميد رميته عام 84 م وإلا بلاش", والحمد لله رب العالمين.
ب - وتم لي ما تمنيت من خلال هذا الزواج , حيث أنني منذ تزوجت وأنا أحرص على أن أنافس زوجتي في الإحسان إليها وفي خدمتها مع بقائي قواما عليها بدون أي تناقض بين هذا وذاك.
بالمعاملة الطيبة وبالإحسان وبالكرم و...يملك الزوج قلب المرأة ويجعلها تحبه .
وبالجد والحزم والشجاعة والجرأة والثبات على المبدأ وعدم المجاملة على حساب الحق والعدل والشرع يملك الزوج عقل الزوجة ويجعلها تحترمه وتقدره وتهابه.
وهذه هي العلاقة المثلى بين الرجل والمرأة في الإسلام كما أفهمها أنا .
هي زوجتي في الدنيا وأسأل الله أن نكون في الآخرة زوجين في الجنة بإذن الله.
هذه هي قصة زواجي باختصار . وليلة زواجي كانت هي أحسن ليلة في حياتي مع ليلة أخرى يمكن أن أذكرها لا حقا بإذن الله.
أحسنُ يوم في حياتي هو اليوم الذي حفظتُ فيه القرآن , وأحسن ليلة في حياتي هي الليلة التي تزوجتُ فيها .
وبعض الجهلة يقولون" لماذا الجمع بين القرآن والزواج؟!" , وكأن القرآن طيب والزواج خبيث أو كأن القرآن دين والزواج دنيا !!!.والحقيقة أن القرآن وحفظه دين , والزواج دين كذلك , وهما مكملان لبعضهما البعض بإذن الله تعالى.
يتبع :
1قراءة القرآن الكريم على الميت : هذه ذكرى لحادثة وقعت يوم ... بعد صلاة العشاء مباشرة , وهي ذكرى طريفة بعض الشيء .
ذهبت لأعزي رجلا أعرفه في موت أبيه الذي توفي يوم ...صباحا.وكعادتي في مناسبات الأفراح أوالأحزان إما أن أجدا جوا مناسبا ( فرح أو حزن) , ونظيفا نتذاكر من خلاله أمور ديننا بما يوافق المناسبة , وإما أن أنصرف راشدا.
دخلت البيت فوجدت الجو غير مناسب للموعظة والتذكير , حيث أن أغلبية الحاضرين كانوا مستغرقين إلى أعناقهم مع أحاديث الدنيا والسياسة ومع اللغط والضحك ومع شرب الدخان والأكل والشرب و...فناديتُ بنَ الميت الذي أعرفه جيدا وجلست معه حوالي ربع ساعة أعظه وأذكره بالبعض من الأحكام الإسلامية التي لها صلة بالموت والعزاء وزيارة المقبرة وإكرام الناس الضيوف وبواجبات الحي اتجاه من مات وبصلاة الجنازة وبالميرات و...وأكدتُ من ضمن ما أكدت عليه على أن حكاية الأربعين بدعةٌ محرمة وأكدتُ كذلك على أن قراءة القرآن على الميت بعد موته مباشرة وجماعيا لا تجوز سواء بأجر أو بدون أجر و...وكان الشخص الذي يسمع ( بن الميت)خاشعا و...وكان يحترمني كثيرا ويقدرني كثيرا , إلا أنه ضعيف ,بحيث يمكن لأهله أن يغلبوه ويفرضوا عليه الحرام بكل سهولة.
قلت له:"أفضل ماتقدمه لأبيك رحمه الله : الدعاء والصدقة " , وقلت له كذلك
" أهل الميت يكذبون ألف مرة عندما يقرأون القرآن على الميت بعد موته ثم يزعمون أنهم بهذا يخدمون الميت في قبره ويثبتون محبتهم له . إنهم يكذبون ثم يكذبون" . قال لي " صحيح يا شيخ أصبتَ. ما أجهل الكثير من الناس وما أشد بعدهم عن الدين !".
بعد قليل استأذنتُ في الانصراف.
وعندما خرج معي هذا الأخ أمام الدار ليودعني وجدنا رجلا آخر يقول لابن الميت" ها هم الجماعة الذين طلبتهم لقراءة القرآن على الميت قد حضروا . أين آخذهم ؟ ." نظرتُ إلى بن الميت فوجدتُ وجهه قد احمر من إحراجه أمامي . ومع ذلك أنا تركتُ المجاملة جانبا وقلتُ للشخص الآخر "حرام عليكم يا هذا ما تفعلون. والله ما هكذا نحب الميت وما هكذا نخدم الميت , ولا هكذا نحسن إلى الميت". فرد علي الشخصان معا وهما خجلان" كلامك صحيح يا شيخ.كل ما تقول على الرأس والعين ولكن."!!!
2-أحسن يوم في حياتي : هو اليوم الذي انتهيت فيه من حفظ القرآن الكريم مع بداية 1983 م (في سجن البرواقية) , وذلك خلال مدة 3 أشهر ونصف. بدأت بحفظ ثمن واحد في اليوم ثم تتقوى الذاكرة , حتى بعد شهرين ونصف الشهر وصلتُ إلى نهاية سورة الكهف (أي أنني حفظت 30 حزبا خلال شهرين ونصف) .
بعدها حفظت ال 30 حزبا الأخيرة بمعدل حزب واحد في اليوم. وكنت بطبيعة الحال متفرغا كل التفرغ للحفظ وللحفظ فقط. أبدأ الحفظ قبل الصبح بساعة وأنتهي بعد العشاء بساعة تقريبا.
وكنت أتمنى أن لا يخرجني المسؤولون الظالمون من السجن وأن لا يطلقوا سراحي إلا بعد إكمال حفظ القرآن الكريم. وتم لي ذلك بحمد الله . وفي اليوم الذي انتهيت فيه من الحفظ احتفل الإخوة في السجن بختمي للقرآن
(ومعي الأخ محمد السعيد رحمه الله الذي ختم معي القرآن في نفس اليوم ).
وكان ومازال هذا اليوم هو أفضل وأحسن وأطيب يوم في حياتي . لا أنساه أبدا ولا أنساه ماحييت , وإن نسيتُ أياما أخرى كثيرة . والفرحة التي أحسستُ بها في ذلك اليوم , لا ولن يعرف قدرها إلا من عاشها , فلله الحمد والمنة.
3- أحسن ليلة في حياتي : هي الليلة التي تزوجت فيها عشية يوم
12/ 7 / 84 م .
كنت منذ الصغر أحلم باليوم الذي أتزوج فيه لأحقق نصف ديني , وأسأل الله أن يعينني على النصف الآخر.
وكنت منذ الصغر أحلم باليوم الذي أتزوج فيه لأبدأ زواجي من أول يوم بالحلال .
وكنت كذلك أحلم منذ الصغر باليوم الذي أتزوج فيه , لأخدم زوجتي وأحسن إليها - مع بقاء رأس الحبل بيدي ومع بقاء القوامة لي ومع الابتعاد عن ابتغائي لمرضاة زوجتي - أكثر مما تخدمني وأكثر مما تحسن إلي.
ا- وتم لي هذا الأمر والحمد لله عشية يوم الخميس 12 جويلية 1984 م وليلة الجمعة 13 جويلية 1984 م , حين تزوجت من خلال عرس مبني على الحلال من أول خطوة فيه إلى آخرخطوة . تم حفل الزفاف كما أحببتُ أنا لا كما يحب أهلي ولا كما تحب النساء من أهلي.استشرت الجميعَ , ولكن الكلمة الأخيرة كانت لي في كل شيء والحمد لله.
تم الزواج بعيدا عن كل محرمات وبدع الأعراس. وتم الزواج بعيدا عن الإسراف والتبذير. وتم الزواج بعيدا عن الإختلاط المحرم بين النساء والرجال. وتم الزواج بعيدا عن الغناء الذي لا يجوز و...ومع ذلك فرح الناسُ أيما فرح بما يتفق مع مناسبة العرس.فرحوا وسهروا ليتفرجوا على حفل استمر من ال 10 ليلا وحتى الواحدة صباحا , عُرضت فيه مسرحية هادفة عن الأعراس , وسكاتشان مضحكان وهادفان , ودرس ديني له صلة بالزواج والأعراس والأفراح في الإسلام , و5 أو 6 أناشيد دينية عن الزواج والأعراس وعن الحياة الإسلامية بشكل عام , واستعراض "كاراتيه " رائع جدا , و... قُدم الكل منطرف فرق من الشباب المسلم المتدين من أهل بلدة زوجتي (ميلة) ومن أهل بلدتي أنا (سكيكدة) .
فرح الناس في تلك الليلة من خلال حفل حضره أغلبُ أهل القرية التي أسكن فيها-من دُعي للعشاء ومن لم يُدع -. وما زال الناسُ إلى اليوم يقولون عندما يسمعون أحدا يتحدث عن حفلات الأعراس الإسلامية " من كان محتفلا بزواجه فليحتفل كما فعل عبد الحميد رميته عام 84 م وإلا بلاش", والحمد لله رب العالمين.
ب - وتم لي ما تمنيت من خلال هذا الزواج , حيث أنني منذ تزوجت وأنا أحرص على أن أنافس زوجتي في الإحسان إليها وفي خدمتها مع بقائي قواما عليها بدون أي تناقض بين هذا وذاك.
بالمعاملة الطيبة وبالإحسان وبالكرم و...يملك الزوج قلب المرأة ويجعلها تحبه .
وبالجد والحزم والشجاعة والجرأة والثبات على المبدأ وعدم المجاملة على حساب الحق والعدل والشرع يملك الزوج عقل الزوجة ويجعلها تحترمه وتقدره وتهابه.
وهذه هي العلاقة المثلى بين الرجل والمرأة في الإسلام كما أفهمها أنا .
هي زوجتي في الدنيا وأسأل الله أن نكون في الآخرة زوجين في الجنة بإذن الله.
هذه هي قصة زواجي باختصار . وليلة زواجي كانت هي أحسن ليلة في حياتي مع ليلة أخرى يمكن أن أذكرها لا حقا بإذن الله.
أحسنُ يوم في حياتي هو اليوم الذي حفظتُ فيه القرآن , وأحسن ليلة في حياتي هي الليلة التي تزوجتُ فيها .
وبعض الجهلة يقولون" لماذا الجمع بين القرآن والزواج؟!" , وكأن القرآن طيب والزواج خبيث أو كأن القرآن دين والزواج دنيا !!!.والحقيقة أن القرآن وحفظه دين , والزواج دين كذلك , وهما مكملان لبعضهما البعض بإذن الله تعالى.
يتبع :
تعليق