600 ساعة بث تلفزيونية تناولت العدوان على لبنان
اختصاصية نفسية: مشاهد الحروب تسبب 40% من حالات الاكتئاب في السعودية
حذرت أخصائية نفسية من تأثير تغطية القنوات الفضائية للحروب على الأطفال تحت الـ18 سنة الذين يشكلون في السعودية أكثر من 40% من إجمالي عدد السكان الذي تجاوز 22 مليوناً طبقاً لآخر الإحصاءات الصادرة من مصلحة الإحصاءات العامة السعودية.
وبثت الفضائيات العربية خلال مشاهد العنف ومناظر القتلى والدمار أثناء تغطيتها للحرب على لبنان ما تجاوز 600 ساعة بث حسب مصدر في إحدى الفضائيات العربية.
وتقول الاختصاصية النفسية في مستشفى قوى الأمن بالرياض مروة الصقعبي لـ"الوطن" إن ذلك يساهم في رفع نسبة العدوانية لدى الأطفال عصبيي المزاج من ذوي الطبيعة العدوانية مما يؤدي لتفاقم هذه الحالة حين يصبح الطفل شاباً إن لم يتم علاجه في المراحل الأولى من الحالة.
وأضافت أن هذه المشاهد تزيد حالة الأطفال عصبيي المزاج من ذوي الطبيعة العدوانية سوءاً، وترتفع نسبة العدوانية لديهم، لأن الطفل العدواني بطبيعته لا يهاب المخاطر، وغير واعي الضمير أو مدرك للأخطار المحيطة به، مما يؤدي إلى حالة غياب الشفقة عنده مصحوبة بحالة من التلذذ عند الإقدام على تعذيب حيوان أو أحد أقرانه في السن أو بمشاهدته لمناظر التعذيب والعنف أو الدمار أثناء مشاهدته التغطيات التلفزيونية للحروب.
وتؤكد الاختصاصية النفسية في مستشفى قوى الأمن بالرياض أن هناك أثراً نفسياً سلبياً على جميع المشاهدين لهذه المشاهد التي تبثها الفضائيات للدمار ومناظر الجثث أثناء تغطيتها للحروب. موضحة اختلاف حجم التأثر من شخص لآخر، "فمن الطبيعي وجود الرحمة والرأفة عند عموم البشر بالتفاعل مع رؤية أطفال يموتون والتأثر بتلك المشاهد " - حسب مروة الصقعبي "كما أن هناك أناساً يتأثرون تأثيراً مؤقتاً لحظة المشاهدة، وبمجرد أن يأتي اليوم الثاني يزول هذا التأثر مضيفة أن هناك أيضاً أناساً يبقى تأثرهم ويتفاقم مع مرور الوقت لدرجة أنها تتوقف كل مجريات حياته اليومية بشكل كامل وهذا غير طبيعي أن تتوقف حياة الشخص اليومية بسبب مشهد تلفزيوني عابر.
وتضيف الصقعبي: يسترسل الطفل في التفكير والتخيل ويقارن هذه المشاهد بما سيحدث لأبنائه وأسرته انطلاقاً من هذا المشهد لفترة طويلة ليسيطر عليه ويتعامل مع أموره اليومية المستقبلية بموجب انطباعاته عن هذا المشهد، كاشفة الأعراض التي تدل على تأثر الطفل بالمشاهد التي يراها أنها تأتي على شكل حالة فوبيا (خوف مبالغ فيه) من الدم، أو الناس الأغراب الذين قد يقومون بزيارة عائلة هذا الطفل في منزلهم مثلاً، أو الخروج من المنزل، أو إصابته بنوبات هلع نتيجة للأصوات العالية مثلاً، أو التبول الليلي اللاإرادي، أو الانعزال عن عائلته وأقرانه في السن، وقلة النشاط العام، وعدم التفاعل مع المجتمع كاللعب مع أصدقائه، وقلة الشهوة للطعام، وتؤدي هذه الحالات إلى الاكتئاب إن لم يتم علاجها في مراحلها الأولى.
وتوضح مروة الصقعبي أن المشاهدين من الأطفال في الغالب يصابون بالقلق المؤدي إلى الاكتئاب، لأنه نتيجة لمشاهدته لهذه الأحداث العنيفة والدامية ينصب تفكيره كله على الأمور السلبية المبالغ فيها، واصفة هذا النوع في علم النفس بالقلق العام، معربة عن احتياج هذه الحالة للعلاج ومؤكدة أنه في الغالب يكون علاجاً دوائياً مرجعة ذلك لتقدم مرحلة المرض وصولاً إلى حالة الاكتئاب.
وتنصح مروة الصقعبي الآباء والأمهات بمنع أبنائهم خصوصاً منهم دون الـ12 سنة من النظر لمثل هذه المشاهد قائلة "لا نستطيع منع الفضائيات من بث هذه المشاهد، ولكن ننصح الآباء والأمهات بمنع أبنائهم من مشاهدة هذه المناظر لأنهم لا يستوعبون ما يرون بل تنطبع آثار هذه المشاهد من قتلى وآثار دمار ومنازل مهدمة في أذهانهم وتؤثر عليهم". مركزة على منهم أقل من الـ12 سنة لأن الذي بلغ هذا السن يكون قد تجاوز مرحلة عدم إدراك ما يحيط به إذ إنه بدأ فهمه للأمور
جريدة الوطن
اختصاصية نفسية: مشاهد الحروب تسبب 40% من حالات الاكتئاب في السعودية
حذرت أخصائية نفسية من تأثير تغطية القنوات الفضائية للحروب على الأطفال تحت الـ18 سنة الذين يشكلون في السعودية أكثر من 40% من إجمالي عدد السكان الذي تجاوز 22 مليوناً طبقاً لآخر الإحصاءات الصادرة من مصلحة الإحصاءات العامة السعودية.
وبثت الفضائيات العربية خلال مشاهد العنف ومناظر القتلى والدمار أثناء تغطيتها للحرب على لبنان ما تجاوز 600 ساعة بث حسب مصدر في إحدى الفضائيات العربية.
وتقول الاختصاصية النفسية في مستشفى قوى الأمن بالرياض مروة الصقعبي لـ"الوطن" إن ذلك يساهم في رفع نسبة العدوانية لدى الأطفال عصبيي المزاج من ذوي الطبيعة العدوانية مما يؤدي لتفاقم هذه الحالة حين يصبح الطفل شاباً إن لم يتم علاجه في المراحل الأولى من الحالة.
وأضافت أن هذه المشاهد تزيد حالة الأطفال عصبيي المزاج من ذوي الطبيعة العدوانية سوءاً، وترتفع نسبة العدوانية لديهم، لأن الطفل العدواني بطبيعته لا يهاب المخاطر، وغير واعي الضمير أو مدرك للأخطار المحيطة به، مما يؤدي إلى حالة غياب الشفقة عنده مصحوبة بحالة من التلذذ عند الإقدام على تعذيب حيوان أو أحد أقرانه في السن أو بمشاهدته لمناظر التعذيب والعنف أو الدمار أثناء مشاهدته التغطيات التلفزيونية للحروب.
وتؤكد الاختصاصية النفسية في مستشفى قوى الأمن بالرياض أن هناك أثراً نفسياً سلبياً على جميع المشاهدين لهذه المشاهد التي تبثها الفضائيات للدمار ومناظر الجثث أثناء تغطيتها للحروب. موضحة اختلاف حجم التأثر من شخص لآخر، "فمن الطبيعي وجود الرحمة والرأفة عند عموم البشر بالتفاعل مع رؤية أطفال يموتون والتأثر بتلك المشاهد " - حسب مروة الصقعبي "كما أن هناك أناساً يتأثرون تأثيراً مؤقتاً لحظة المشاهدة، وبمجرد أن يأتي اليوم الثاني يزول هذا التأثر مضيفة أن هناك أيضاً أناساً يبقى تأثرهم ويتفاقم مع مرور الوقت لدرجة أنها تتوقف كل مجريات حياته اليومية بشكل كامل وهذا غير طبيعي أن تتوقف حياة الشخص اليومية بسبب مشهد تلفزيوني عابر.
وتضيف الصقعبي: يسترسل الطفل في التفكير والتخيل ويقارن هذه المشاهد بما سيحدث لأبنائه وأسرته انطلاقاً من هذا المشهد لفترة طويلة ليسيطر عليه ويتعامل مع أموره اليومية المستقبلية بموجب انطباعاته عن هذا المشهد، كاشفة الأعراض التي تدل على تأثر الطفل بالمشاهد التي يراها أنها تأتي على شكل حالة فوبيا (خوف مبالغ فيه) من الدم، أو الناس الأغراب الذين قد يقومون بزيارة عائلة هذا الطفل في منزلهم مثلاً، أو الخروج من المنزل، أو إصابته بنوبات هلع نتيجة للأصوات العالية مثلاً، أو التبول الليلي اللاإرادي، أو الانعزال عن عائلته وأقرانه في السن، وقلة النشاط العام، وعدم التفاعل مع المجتمع كاللعب مع أصدقائه، وقلة الشهوة للطعام، وتؤدي هذه الحالات إلى الاكتئاب إن لم يتم علاجها في مراحلها الأولى.
وتوضح مروة الصقعبي أن المشاهدين من الأطفال في الغالب يصابون بالقلق المؤدي إلى الاكتئاب، لأنه نتيجة لمشاهدته لهذه الأحداث العنيفة والدامية ينصب تفكيره كله على الأمور السلبية المبالغ فيها، واصفة هذا النوع في علم النفس بالقلق العام، معربة عن احتياج هذه الحالة للعلاج ومؤكدة أنه في الغالب يكون علاجاً دوائياً مرجعة ذلك لتقدم مرحلة المرض وصولاً إلى حالة الاكتئاب.
وتنصح مروة الصقعبي الآباء والأمهات بمنع أبنائهم خصوصاً منهم دون الـ12 سنة من النظر لمثل هذه المشاهد قائلة "لا نستطيع منع الفضائيات من بث هذه المشاهد، ولكن ننصح الآباء والأمهات بمنع أبنائهم من مشاهدة هذه المناظر لأنهم لا يستوعبون ما يرون بل تنطبع آثار هذه المشاهد من قتلى وآثار دمار ومنازل مهدمة في أذهانهم وتؤثر عليهم". مركزة على منهم أقل من الـ12 سنة لأن الذي بلغ هذا السن يكون قد تجاوز مرحلة عدم إدراك ما يحيط به إذ إنه بدأ فهمه للأمور
جريدة الوطن
تعليق