هنا تسكب العبرات
هنا السماوات تبدو قرب طالبها *** هنا الرحاب فضاء حين يُلتمس .
هنا الطهارة تحيا في أماكنها *** لا الطيب يبلى ولا الأصداء تندرس.
هنا تسكب العبرات
هنا مهبط الوحى ومحضن النور ومهبط الرسالة
هنا مهوى القلوب.. ومفزع الأفئدة..هنا أطهر بقعة تحن إليها النفوس المؤمنة
هنا طهر القلوب.. وغسل الأفئدة من الذنوب
هنا قرب الأحبة من بيت علام الغيوب
هنا تربى محمد صلى الله عليه وسلم ..هنا دعا وجاهد فى سبيله
هنا كان الصحابة رضوان الله عليهم .. خير جيل تربى على يد خلي
هنا تسكب العبرات
هنا ماضينا وسؤددنا..هنا مجدنا وتاريخنا وعزتنا
هنا الكعبة المشرفة
زادها الله بهاء وجمالا ..وتشريفا ومهابة .. وأمنا وإجلالا
سوادها من سواد المقل .. بناها من هو خير الملل
هى أرض السلام ..و قبلة الأنام
هنا تسمع الدعوات ..وتلهج الألسن والمهج بالتلبيات
بأجمل نشيد .. وأعظم تمجيد
لك يارب العبيد
لبيك اللهم لبيك ..لبيك لا شريك لك لبيك ..إن الحمد والنعمة لك والملك.. لاشريك لك
فهل ترى يردهم خائبين.. بعد أن تجردوا من زينة الدنيا.. ذليلين خاشعين
هجرت الخلق طراً في هواك *** و أيتمت العيال لكي أراكا.
فلو قطعتني في الحـــب إرباً *** لما حن الفؤاد إلى سواكا.
هنا تسكب العبرات
في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : أفضل الأعمال إيمان بالله و رسوله ، ثم جهاد في سبيل الله ، ثم حج مبرور
قيل للحسن: الحج المبرور جزاؤه الجنة ؟
قال : آية ذلك : أن يرجع زاهداً في الدنيا راغباً في الآخرة .
و قيل له : جزاء الحج المغفرة ؟
قال : آية ذلك : أن يدع سيء ما كان عليه من العمل .
استلام الحجر الأسود
هو أن لا يعود إلى معصية .
قال ابن عباس رضي الله عنهما : أن الحجر الأسود يمين الله في الأرض فمن استلمه و صافحه فكأنما صافح الله و قبل يمينه
فمن نكث فإنما ينكث على نفسه و من أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيما.
من تكرر منه نقض العهد أيوثق بمعاهدته؟!
علامة القبول
أن تصل بعد الطاعة إلى رضا المعبود ،
و علامة الصدود أن تبعد- بالمعصية- عن المقصود .
وللحسنة أولاد .. وللسيئة أولاد
ما أحسن الحسنة بعد الحسنة و أقبح السيئة بعد الحسنة .
ذنب بعد التوبة أقبح من سبعين قبلها .
النكسة أصعب من المرض الأول .
ما أوحش ذل المعصية بعد عز الطاعة
كان الإمام أحمد يدعو و يقول :
اللهم أعزني بطاعتك ، و لا تذلني بمعصيتك .
ألا إنما التقوى هي العز والكرم *** و حبـــــــــك للدنيا هو الذل و السقم.
و ليس على عبد تقي نقيصــــــة *** إذا حقق التقوى و إن حاك أو حجم.
أعظم يوم
و قد روي : أن الله تعالى يقول لهم يوم عرفة :
أفيضوا مغفوراً لكم و لمن شفعتم فيه.
و روى الإمام أحمد بإسناده
عن أبي موسى الأشعري قال :
إن الحاج ليشفع في أربعمائة بيت من قومه
و يبارك في أربعين من أمهات البعير الذي يحمله ، و يخرج من خطاياه كيوم ولدته أمه ،
فإذا رجع من الحج المبرور رجع وذنبه مغفور و دعاؤه مستجاب .
زمان تقضى و عيش مضى *** بنفــسى و الله تلك العــــهود.
ألا قـل لزوار دار الحبــــيب *** هنيئاً لكم في الجنان الخلود.
أفيضوا علينا من الماء فيضاً *** فنحــن عطـاش وأنتم ورود.
لقاء الأحباب لقاح الألباب ، و أخبار تلك الديار أحلى عند المحبين من الأسمار
أرواح القبول تفوح من المقبولين ، و أنوار الوصول تلوح على الواصلين
هل تدعو إلى بيتك إلا من تحب؟!
قدوم الحاج يذكر بالقدوم على الله تعالى .
قدم مسافر فيما مضى على أهله فسروا به ،
و هناك امرأة من الصالحات فبكت و قالت : أذكرني هذا بقدومه القدوم على الله عز و جل ، فمن مسرور و مثبور .
قال بعض الملوك لأبي حازم : كيف القدوم على الله تعالى ؟
فقال أبو حازم : أما قدوم الطائع على الله تعالى فكقدوم الغائب على أهله المشتاقين إليه ،
و أما قدوم العاصي فكقدوم العبد الآبق على سيده الغضبان .
لعلك غضبان و قلبي غافل ***سلام على الدارين إن كنت راضياً.
في بعض الآثار الإسرائيلية يقول الله عز و جل : ألا طال شوق الأبرار إلي و أنا إلى لقائهم أشد شوقاً .
كم بين الذين لا يحزنهم الفزع الأكبر و تتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون، و بين الذين يدعون إلى نار جهنم دعا .!!
قال علي رضي الله عنه :
تتلقاهم الملائكة على أبواب الجنة : سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين،
و تلقى كل غلمان صاحبهم يطيفون به فعل الولدان بالحميم جاء من الغيبة: أبشر فقد أعد الله لك من الكرامة كذا و كذا
و ينطلق غلام من غلمانه إلى أزواجه من الحور العين
فيقول : هذا فلان باسمه في الدنيا
فيقلن : أنت رأيته ؟
فيقول : نعم ، فيستخفهن الفرح حتى يخرجن إلى أسكفة الباب .
قال أبو سليمان الداراني
تبعث الحوراء من الحور الوصيف من وصائفها فتقول :
ويحك انظر ما فعل بولي الله ؟
فتستبطئه فتبعث وصيفاً آخر ، فيأتي الأول فيقول : تركته عند الميزان ، و يأتي الثاني فيقول : تركته عند الصراط ، و يأتي الثالث فيقول
: قد دخل باب الجنة فيستخفها الفرح فتقف على باب الجنة فإذا أتاها اعتنقه فيدخل خياشيمه من ريحها ما لا يخرج أبدا
شيشاني في الستين يحج على متن دراجة هوائية !!
اذهب إلى الحج يا محمود.. كيف يا أماه؟ فأجابتني "لديك دراجة والله معك"
كانت هذه الرؤيا المبرر الرئيسي الذي جعل المواطن الشيشاني "دزانار محمود علي" -63 عامًا- يقرر الذهاب بدراجته لأداء فريضة الحج هذا العام، قاطعًا 12 ألف كم، عبر خلالها 13 دولة حتى وصل إلى مكة.
نصب خيمته أمام سفارة المملكة العربية السعودية للحصول على تأشيرة دخول للأراضي المقدسة.: "تعجب موظفو القنصلية وظنوا أني مختل؛ لأنني خططت للذهاب إلى المملكة العربية السعودية بالدراجة"،
(اصدق الله يصدقك)
وبعد 18 يومًا من الإصرار منحوني التأشيرة وواصلت رحلتي إلى الجنوب إلى أن وصلت إلى إيران".
وقال: "لم يكن بحوزتي تأشيرة لدخول العراق؛ لذا تعرض لي الجنود الأمريكيون بالضرب ودمروا دراجتي وألقوها على الأرض بقوة ووصفوني بـ(خنزير روسي)
"قلت لهم إنني لست روسيًّا، بل مسلمًا فأخذوا مني جواز سفري وصوَّروا علامة الصليب على غلافه".
وتم إجباره على العودة إلى إيران ليواصل رحلته إلى جورجيا عبر أرمينيا وبعدها غادر إلى تركيا
بيد أن تعرضه لهجوم من ذئبين في أحد الجبال التركية كان أكبر المصاعب التي تغلب عليها بإرادته القوية وبصبره وبدعواه إلى الله أن يحقق أمنيته بتأدية فريضة الحج وفقا لقوله.
وكان إذا غلبه النعاس، كما يضيف، افترش الأرض متوجها إلى القبلة حتى إذا ما جاءته المنية "مات على نيته".
بقي لمدة ثلاثة أيام دون طعام مكتفيا بالماء رغم قيام كل الأشخاص الذين قابلهم في رحلته بمساعدته،
"ولكن رحمة الله واسعة حيث منّ عليه بحبة جوز سقطت من فم طائر" وجدها "ألذ وجبة في حياته وأكثرها إشباعا على الإطلاق في حين رفض أي مساعدة مالية من أحد طلبا لمرضاة الله عز وجل" بحسب قوله.
ثم وصل إلى سوريا والأردن. وأخيرًا وصل إلى المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج في رحلة قطع خلالها المسن الشيشاني 12ألفكم بدلاً 5 آلاف كم، وهي المسافة بين مكة المكرمة ومدينة جروزني
وبمجرد أن نزل الأراضي المقدسة نسي عناء السفر
وانشغل بروحانيات الأراضي المقدسة،
وقال لوكالة الأنباء الفرنسية:
"سألت الله المغفرة لأمي ولعائلتي والحرية لبلدي الشيشان".
مؤكدًا لهم أن الرحلة جاءت استجابة لرغبة أمه التي جاءته في المنام.
إذا هَبَّتْ رياحُـك فاغتنمها **** فعقبى كـلِّ خافقـة سكـون.
ولا تَغْفُل عن الإحسان فيها **** فما تدري السكون متى يكون؟
يحج ماشيا من غرب إفريقيا الى الكعبة سيرا !!!
الشيخ الحاج عثمان دابو - رحمة الله – من جمهورية جامبيا في أقصى الغرب الإفريقي ، تجاوز الثمانين من عمره ،
يحدثنا عن رحلته الطويلة قبل خمسين عاماً إلى البيت العتيق ، ماشياً على قدميه مع أربعة من صحبه من بانجول إلى مكة قاطعين قارة إفريقيا من غربها إلى شرقها ، لم يركبوا فيها إلا فترات يسيرة متقطعة على بعض الدواب ، إلى أن وصلوا إلى البحر الأحمر ثم ركبوا السفينة إلى ميناء جدة.
رحلة مليئـة بالعجائب و المواقف الغريبة التي لو دوّنت لكانت من أكثر كتب الرحلات إثارة و عبرة، استمرت الرحلة أكثر من سنتين، ينزلون أحياناً في بعض المدن للتكسب و الراحة و التزود لنفقات الرحلة، ثم يواصلون المسير.
أصابهم في طريقهم من المشقة و الضيق و الكرب ما الله به عليم؛
فكم من ليلة باتوا فيها على الجوع حتى كادوا يهلكون؟! وكم من ليلة طاردتهم السباع، وفارقهم لذيذ النوم؟!
وكم من ليلة أحاط بهم الخوف من كل مكان؛
فقطاع الطرق يعرضون للمسافرين في كل واد؟!
تسأله: أليس حج البيت الحرام فرض على المستطيع،
و أنتم في ذلك الوقت غير مستطيعين؟!
قال: نعم ولكننا تذكرنا ذات يوم قصة إبراهيم الخليل – عليه الصلاة والسلام – عندما ذهب بأهله إلى واد غير ذي زرع عند بيت الله المحرم،
فقال أحدنا : نحن الآن شباب أقوياء أصحاء فما عذرنا عند الله – تعالى – إن نحن قصّرنا في المسير إلى بيته المحرم، خاصة أننا نظن أن الأيام لن تزيدنا إلا ضعفاً، فلماذا التأخير؟!
خرج الخمسة من دورهم، وليس معهم إلا قوت يكفيهم لأسبوع واحد فقط،
رب ليل بكيت منه فلمـــــــــــا *** صرت في غـيـــره بكيت عليــــــه.
قال الشيخ عثمان: لدغت ذات ليلة في أثناء السفر، فأصابتني حمّى شديدة و شممت رائحة الموت تسري في عروقي!!
فكان أصحابي يذهبون للعمل، و أمكث تحت ظل شجرة إلى أن يأتوا في آخر النهار، فكان الشيطان يوسوس في صدري:
أما كان الأولى لك أن تبقى في أرضك؟!
لماذا تكلف نفسك ما لا تطيق؟!
ألم يفرض الله الحج على المستطيع فقط؟!
فثقلت نفسي وكدت أضعف،
فلما جاء أصحابي نظر أحدهم إلى وجهي وسألني عن حالي، فالتفت عنه ومسحت دمعة غلبتني، فكأنه أحس ما بي! فقال: قم فتوضأ و صلّ، ولن تجد إلا خيراً بإذن الله
( واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون ) [البقرة : ٤٥ ، ٤٦ ].
فانشرح صدري، و أذهب الله عني الحزن، ولله الحمد.
كان الشوق للوصول إلى الحرمين الشريفين يحدوهم في كل أحوالهم، ويخفف عنهم آلام السفر ومشاق الطريق ومخاطره،
مات واحد منهم في الطريق،ثم مات الثانى.
ثم الثالث الذى مات في عرض البحر،
واللطيف في أمره أن وصيته لصاحبيه قال لهما فيها:
إذا وصلتما إلى المسجد الحرام، فأخبرا الله – تعالى – شوقي للقائه، واسألاه أن يجمعني ووالدتي في الجنة مع النبي (صلى الله عليه وسلم)
يعلو على الموت من تسمو إرادته **** وفي عزيمته صدق وإيمان
قال الشيخ عثمان:
لما مات صاحبنا الثالث نزلني همّ شديد وغمّ عظيم،
وكان ذلك أشد ما لاقيت في رحلتي؛ فقد كان أكثرنا صبراً وقوة،
وخشيت أن أموت قبل أن أنعم بالوصول إلى المسجد الحرام، فكنت أحسب الأيام والساعات على أحر من الجمر.
فلما وصلنا إلى جدة مرضت مرضاً شديداً وخشيت أن أموت قبل أن أصل إلى مكة المكرمة، فأوصيت صاحبي أنني إذا مت أن يكفنني في إحرامي،
ويقربني قدر طاقته إلى مكة، لعل الله أن يضاعف لي الأجر، ويقبلني في الصالحين.
أنــــا الفقـير إلى رب البريــــــات *- * أنـا المسيكين في مجـموع حـالاتـي .
أنـا الظلوم لنفسي وهي ظالمتـــي *- * والخيـر إن يأتنـا من عنـده يأتــي .
لا أستطيع لنفســــي جلب منفعــــة *- * ولا عن النفس لي دفـع المضـــرات.
مكثنا في جدة أياماً، ثم واصلنا طريقنا إلى مكة،
كانت أنفاسي تتسارع والبشر يملأ وجهي، والشوق يهزني ويشدني، إلى أن وصلنا إلى المسجد الحرام.
وسكت الشيخ قليلاً .. وأخذ يكفكف عبراته، وأقسم بالله – تعالى – أنه لم ير لذة في حياته كتلك اللذة التي غمرت قلبه لما رأى الكعبة المشرفة!
ثم قال: لما رأيت الكعبة سجدت لله شكراً، وأخذت أبكي من شدة الرهبة والهيبة كما يبكي الأطفال، فما أشرفه من بيت وأعظمه من مكان!
ثم تذكرت أصحابي الذين لم يتيسر لهم الوصول إلى المسجد الحرام، فحمدت الله – تعالى – على نعمته وفضله عليّ، ثم سألته – سبحانه – أن يكتب خطواتهم وألا يحرمهم الأجر، وأن يجمعنا بهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
إقبال جاد على الطاعة، وإقبال لا يعرض عليه التكاسل أو التسويف، إقبال تهون فيه الآلام والأكدار،
إقبال تتساقط تحته كافة العراقيل والعقبات.. إقبال بهمة صادقة وعزيمة عالية تنبع من قلب متعلق بمحبة الله والامتثال لأمره.
فسبحان القائل:
( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ) [الحج : ٢٧ ].
تأمل في حال كثير من المسلمين ممن تحققت فيهم الشروط الشرعية الموجبة لحج بيت الله الحرام، ومع ذلك يسوفون عن الحج متباطئين..!
ألا يتذكر أولئك قول النبي (صلى الله عليه وسلم ) " من أراد الحج فليتعجل؛ فإنه قد يمرض المريض، وتضل الضالة، وتعرض الحاجة
فقيراً جئتُ بابك يا إلهي.........ولستُ إلى عبادك بالفقيرِ.
غنياً عنهمُ بيقينِ قلبي...........وأطمعُ منك في الفضلِ الكبيرِ.
إلهي ما سألتُ سواك عونا......فحسبي العونُ من ربٍ قديرِ.
إلهي ما سألتُ سواك عفوا.....فحسبي العفوُ من ربٍ غفورِ.
إلهي ما سألتُ سواك هديا.....فحسبي الهديُ من ربٍ بصيرِ.
إذا لم أستعن بك يا الهي......فمن عونيِ سواك ومن مجيرِ.
صفحة بيضا
أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن النبي قال:
من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه"
اللهم ارزقنا حجا مبرورا لا رياء فيه ولا سمعة.
هنا السماوات تبدو قرب طالبها *** هنا الرحاب فضاء حين يُلتمس .
هنا الطهارة تحيا في أماكنها *** لا الطيب يبلى ولا الأصداء تندرس.
هنا تسكب العبرات
هنا مهبط الوحى ومحضن النور ومهبط الرسالة
هنا مهوى القلوب.. ومفزع الأفئدة..هنا أطهر بقعة تحن إليها النفوس المؤمنة
هنا طهر القلوب.. وغسل الأفئدة من الذنوب
هنا قرب الأحبة من بيت علام الغيوب
هنا تربى محمد صلى الله عليه وسلم ..هنا دعا وجاهد فى سبيله
هنا كان الصحابة رضوان الله عليهم .. خير جيل تربى على يد خلي
هنا تسكب العبرات
هنا ماضينا وسؤددنا..هنا مجدنا وتاريخنا وعزتنا
هنا الكعبة المشرفة
زادها الله بهاء وجمالا ..وتشريفا ومهابة .. وأمنا وإجلالا
سوادها من سواد المقل .. بناها من هو خير الملل
هى أرض السلام ..و قبلة الأنام
هنا تسمع الدعوات ..وتلهج الألسن والمهج بالتلبيات
بأجمل نشيد .. وأعظم تمجيد
لك يارب العبيد
لبيك اللهم لبيك ..لبيك لا شريك لك لبيك ..إن الحمد والنعمة لك والملك.. لاشريك لك
فهل ترى يردهم خائبين.. بعد أن تجردوا من زينة الدنيا.. ذليلين خاشعين
هجرت الخلق طراً في هواك *** و أيتمت العيال لكي أراكا.
فلو قطعتني في الحـــب إرباً *** لما حن الفؤاد إلى سواكا.
هنا تسكب العبرات
في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : أفضل الأعمال إيمان بالله و رسوله ، ثم جهاد في سبيل الله ، ثم حج مبرور
قيل للحسن: الحج المبرور جزاؤه الجنة ؟
قال : آية ذلك : أن يرجع زاهداً في الدنيا راغباً في الآخرة .
و قيل له : جزاء الحج المغفرة ؟
قال : آية ذلك : أن يدع سيء ما كان عليه من العمل .
استلام الحجر الأسود
هو أن لا يعود إلى معصية .
قال ابن عباس رضي الله عنهما : أن الحجر الأسود يمين الله في الأرض فمن استلمه و صافحه فكأنما صافح الله و قبل يمينه
فمن نكث فإنما ينكث على نفسه و من أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيما.
من تكرر منه نقض العهد أيوثق بمعاهدته؟!
علامة القبول
أن تصل بعد الطاعة إلى رضا المعبود ،
و علامة الصدود أن تبعد- بالمعصية- عن المقصود .
وللحسنة أولاد .. وللسيئة أولاد
ما أحسن الحسنة بعد الحسنة و أقبح السيئة بعد الحسنة .
ذنب بعد التوبة أقبح من سبعين قبلها .
النكسة أصعب من المرض الأول .
ما أوحش ذل المعصية بعد عز الطاعة
كان الإمام أحمد يدعو و يقول :
اللهم أعزني بطاعتك ، و لا تذلني بمعصيتك .
ألا إنما التقوى هي العز والكرم *** و حبـــــــــك للدنيا هو الذل و السقم.
و ليس على عبد تقي نقيصــــــة *** إذا حقق التقوى و إن حاك أو حجم.
أعظم يوم
و قد روي : أن الله تعالى يقول لهم يوم عرفة :
أفيضوا مغفوراً لكم و لمن شفعتم فيه.
و روى الإمام أحمد بإسناده
عن أبي موسى الأشعري قال :
إن الحاج ليشفع في أربعمائة بيت من قومه
و يبارك في أربعين من أمهات البعير الذي يحمله ، و يخرج من خطاياه كيوم ولدته أمه ،
فإذا رجع من الحج المبرور رجع وذنبه مغفور و دعاؤه مستجاب .
زمان تقضى و عيش مضى *** بنفــسى و الله تلك العــــهود.
ألا قـل لزوار دار الحبــــيب *** هنيئاً لكم في الجنان الخلود.
أفيضوا علينا من الماء فيضاً *** فنحــن عطـاش وأنتم ورود.
لقاء الأحباب لقاح الألباب ، و أخبار تلك الديار أحلى عند المحبين من الأسمار
أرواح القبول تفوح من المقبولين ، و أنوار الوصول تلوح على الواصلين
هل تدعو إلى بيتك إلا من تحب؟!
قدوم الحاج يذكر بالقدوم على الله تعالى .
قدم مسافر فيما مضى على أهله فسروا به ،
و هناك امرأة من الصالحات فبكت و قالت : أذكرني هذا بقدومه القدوم على الله عز و جل ، فمن مسرور و مثبور .
قال بعض الملوك لأبي حازم : كيف القدوم على الله تعالى ؟
فقال أبو حازم : أما قدوم الطائع على الله تعالى فكقدوم الغائب على أهله المشتاقين إليه ،
و أما قدوم العاصي فكقدوم العبد الآبق على سيده الغضبان .
لعلك غضبان و قلبي غافل ***سلام على الدارين إن كنت راضياً.
في بعض الآثار الإسرائيلية يقول الله عز و جل : ألا طال شوق الأبرار إلي و أنا إلى لقائهم أشد شوقاً .
كم بين الذين لا يحزنهم الفزع الأكبر و تتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون، و بين الذين يدعون إلى نار جهنم دعا .!!
قال علي رضي الله عنه :
تتلقاهم الملائكة على أبواب الجنة : سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين،
و تلقى كل غلمان صاحبهم يطيفون به فعل الولدان بالحميم جاء من الغيبة: أبشر فقد أعد الله لك من الكرامة كذا و كذا
و ينطلق غلام من غلمانه إلى أزواجه من الحور العين
فيقول : هذا فلان باسمه في الدنيا
فيقلن : أنت رأيته ؟
فيقول : نعم ، فيستخفهن الفرح حتى يخرجن إلى أسكفة الباب .
قال أبو سليمان الداراني
تبعث الحوراء من الحور الوصيف من وصائفها فتقول :
ويحك انظر ما فعل بولي الله ؟
فتستبطئه فتبعث وصيفاً آخر ، فيأتي الأول فيقول : تركته عند الميزان ، و يأتي الثاني فيقول : تركته عند الصراط ، و يأتي الثالث فيقول
: قد دخل باب الجنة فيستخفها الفرح فتقف على باب الجنة فإذا أتاها اعتنقه فيدخل خياشيمه من ريحها ما لا يخرج أبدا
شيشاني في الستين يحج على متن دراجة هوائية !!
اذهب إلى الحج يا محمود.. كيف يا أماه؟ فأجابتني "لديك دراجة والله معك"
كانت هذه الرؤيا المبرر الرئيسي الذي جعل المواطن الشيشاني "دزانار محمود علي" -63 عامًا- يقرر الذهاب بدراجته لأداء فريضة الحج هذا العام، قاطعًا 12 ألف كم، عبر خلالها 13 دولة حتى وصل إلى مكة.
نصب خيمته أمام سفارة المملكة العربية السعودية للحصول على تأشيرة دخول للأراضي المقدسة.: "تعجب موظفو القنصلية وظنوا أني مختل؛ لأنني خططت للذهاب إلى المملكة العربية السعودية بالدراجة"،
(اصدق الله يصدقك)
وبعد 18 يومًا من الإصرار منحوني التأشيرة وواصلت رحلتي إلى الجنوب إلى أن وصلت إلى إيران".
وقال: "لم يكن بحوزتي تأشيرة لدخول العراق؛ لذا تعرض لي الجنود الأمريكيون بالضرب ودمروا دراجتي وألقوها على الأرض بقوة ووصفوني بـ(خنزير روسي)
"قلت لهم إنني لست روسيًّا، بل مسلمًا فأخذوا مني جواز سفري وصوَّروا علامة الصليب على غلافه".
وتم إجباره على العودة إلى إيران ليواصل رحلته إلى جورجيا عبر أرمينيا وبعدها غادر إلى تركيا
بيد أن تعرضه لهجوم من ذئبين في أحد الجبال التركية كان أكبر المصاعب التي تغلب عليها بإرادته القوية وبصبره وبدعواه إلى الله أن يحقق أمنيته بتأدية فريضة الحج وفقا لقوله.
وكان إذا غلبه النعاس، كما يضيف، افترش الأرض متوجها إلى القبلة حتى إذا ما جاءته المنية "مات على نيته".
بقي لمدة ثلاثة أيام دون طعام مكتفيا بالماء رغم قيام كل الأشخاص الذين قابلهم في رحلته بمساعدته،
"ولكن رحمة الله واسعة حيث منّ عليه بحبة جوز سقطت من فم طائر" وجدها "ألذ وجبة في حياته وأكثرها إشباعا على الإطلاق في حين رفض أي مساعدة مالية من أحد طلبا لمرضاة الله عز وجل" بحسب قوله.
ثم وصل إلى سوريا والأردن. وأخيرًا وصل إلى المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج في رحلة قطع خلالها المسن الشيشاني 12ألفكم بدلاً 5 آلاف كم، وهي المسافة بين مكة المكرمة ومدينة جروزني
وبمجرد أن نزل الأراضي المقدسة نسي عناء السفر
وانشغل بروحانيات الأراضي المقدسة،
وقال لوكالة الأنباء الفرنسية:
"سألت الله المغفرة لأمي ولعائلتي والحرية لبلدي الشيشان".
مؤكدًا لهم أن الرحلة جاءت استجابة لرغبة أمه التي جاءته في المنام.
إذا هَبَّتْ رياحُـك فاغتنمها **** فعقبى كـلِّ خافقـة سكـون.
ولا تَغْفُل عن الإحسان فيها **** فما تدري السكون متى يكون؟
يحج ماشيا من غرب إفريقيا الى الكعبة سيرا !!!
الشيخ الحاج عثمان دابو - رحمة الله – من جمهورية جامبيا في أقصى الغرب الإفريقي ، تجاوز الثمانين من عمره ،
يحدثنا عن رحلته الطويلة قبل خمسين عاماً إلى البيت العتيق ، ماشياً على قدميه مع أربعة من صحبه من بانجول إلى مكة قاطعين قارة إفريقيا من غربها إلى شرقها ، لم يركبوا فيها إلا فترات يسيرة متقطعة على بعض الدواب ، إلى أن وصلوا إلى البحر الأحمر ثم ركبوا السفينة إلى ميناء جدة.
رحلة مليئـة بالعجائب و المواقف الغريبة التي لو دوّنت لكانت من أكثر كتب الرحلات إثارة و عبرة، استمرت الرحلة أكثر من سنتين، ينزلون أحياناً في بعض المدن للتكسب و الراحة و التزود لنفقات الرحلة، ثم يواصلون المسير.
أصابهم في طريقهم من المشقة و الضيق و الكرب ما الله به عليم؛
فكم من ليلة باتوا فيها على الجوع حتى كادوا يهلكون؟! وكم من ليلة طاردتهم السباع، وفارقهم لذيذ النوم؟!
وكم من ليلة أحاط بهم الخوف من كل مكان؛
فقطاع الطرق يعرضون للمسافرين في كل واد؟!
تسأله: أليس حج البيت الحرام فرض على المستطيع،
و أنتم في ذلك الوقت غير مستطيعين؟!
قال: نعم ولكننا تذكرنا ذات يوم قصة إبراهيم الخليل – عليه الصلاة والسلام – عندما ذهب بأهله إلى واد غير ذي زرع عند بيت الله المحرم،
فقال أحدنا : نحن الآن شباب أقوياء أصحاء فما عذرنا عند الله – تعالى – إن نحن قصّرنا في المسير إلى بيته المحرم، خاصة أننا نظن أن الأيام لن تزيدنا إلا ضعفاً، فلماذا التأخير؟!
خرج الخمسة من دورهم، وليس معهم إلا قوت يكفيهم لأسبوع واحد فقط،
رب ليل بكيت منه فلمـــــــــــا *** صرت في غـيـــره بكيت عليــــــه.
قال الشيخ عثمان: لدغت ذات ليلة في أثناء السفر، فأصابتني حمّى شديدة و شممت رائحة الموت تسري في عروقي!!
فكان أصحابي يذهبون للعمل، و أمكث تحت ظل شجرة إلى أن يأتوا في آخر النهار، فكان الشيطان يوسوس في صدري:
أما كان الأولى لك أن تبقى في أرضك؟!
لماذا تكلف نفسك ما لا تطيق؟!
ألم يفرض الله الحج على المستطيع فقط؟!
فثقلت نفسي وكدت أضعف،
فلما جاء أصحابي نظر أحدهم إلى وجهي وسألني عن حالي، فالتفت عنه ومسحت دمعة غلبتني، فكأنه أحس ما بي! فقال: قم فتوضأ و صلّ، ولن تجد إلا خيراً بإذن الله
( واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون ) [البقرة : ٤٥ ، ٤٦ ].
فانشرح صدري، و أذهب الله عني الحزن، ولله الحمد.
كان الشوق للوصول إلى الحرمين الشريفين يحدوهم في كل أحوالهم، ويخفف عنهم آلام السفر ومشاق الطريق ومخاطره،
مات واحد منهم في الطريق،ثم مات الثانى.
ثم الثالث الذى مات في عرض البحر،
واللطيف في أمره أن وصيته لصاحبيه قال لهما فيها:
إذا وصلتما إلى المسجد الحرام، فأخبرا الله – تعالى – شوقي للقائه، واسألاه أن يجمعني ووالدتي في الجنة مع النبي (صلى الله عليه وسلم)
يعلو على الموت من تسمو إرادته **** وفي عزيمته صدق وإيمان
قال الشيخ عثمان:
لما مات صاحبنا الثالث نزلني همّ شديد وغمّ عظيم،
وكان ذلك أشد ما لاقيت في رحلتي؛ فقد كان أكثرنا صبراً وقوة،
وخشيت أن أموت قبل أن أنعم بالوصول إلى المسجد الحرام، فكنت أحسب الأيام والساعات على أحر من الجمر.
فلما وصلنا إلى جدة مرضت مرضاً شديداً وخشيت أن أموت قبل أن أصل إلى مكة المكرمة، فأوصيت صاحبي أنني إذا مت أن يكفنني في إحرامي،
ويقربني قدر طاقته إلى مكة، لعل الله أن يضاعف لي الأجر، ويقبلني في الصالحين.
أنــــا الفقـير إلى رب البريــــــات *- * أنـا المسيكين في مجـموع حـالاتـي .
أنـا الظلوم لنفسي وهي ظالمتـــي *- * والخيـر إن يأتنـا من عنـده يأتــي .
لا أستطيع لنفســــي جلب منفعــــة *- * ولا عن النفس لي دفـع المضـــرات.
مكثنا في جدة أياماً، ثم واصلنا طريقنا إلى مكة،
كانت أنفاسي تتسارع والبشر يملأ وجهي، والشوق يهزني ويشدني، إلى أن وصلنا إلى المسجد الحرام.
وسكت الشيخ قليلاً .. وأخذ يكفكف عبراته، وأقسم بالله – تعالى – أنه لم ير لذة في حياته كتلك اللذة التي غمرت قلبه لما رأى الكعبة المشرفة!
ثم قال: لما رأيت الكعبة سجدت لله شكراً، وأخذت أبكي من شدة الرهبة والهيبة كما يبكي الأطفال، فما أشرفه من بيت وأعظمه من مكان!
ثم تذكرت أصحابي الذين لم يتيسر لهم الوصول إلى المسجد الحرام، فحمدت الله – تعالى – على نعمته وفضله عليّ، ثم سألته – سبحانه – أن يكتب خطواتهم وألا يحرمهم الأجر، وأن يجمعنا بهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
إقبال جاد على الطاعة، وإقبال لا يعرض عليه التكاسل أو التسويف، إقبال تهون فيه الآلام والأكدار،
إقبال تتساقط تحته كافة العراقيل والعقبات.. إقبال بهمة صادقة وعزيمة عالية تنبع من قلب متعلق بمحبة الله والامتثال لأمره.
فسبحان القائل:
( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ) [الحج : ٢٧ ].
تأمل في حال كثير من المسلمين ممن تحققت فيهم الشروط الشرعية الموجبة لحج بيت الله الحرام، ومع ذلك يسوفون عن الحج متباطئين..!
ألا يتذكر أولئك قول النبي (صلى الله عليه وسلم ) " من أراد الحج فليتعجل؛ فإنه قد يمرض المريض، وتضل الضالة، وتعرض الحاجة
فقيراً جئتُ بابك يا إلهي.........ولستُ إلى عبادك بالفقيرِ.
غنياً عنهمُ بيقينِ قلبي...........وأطمعُ منك في الفضلِ الكبيرِ.
إلهي ما سألتُ سواك عونا......فحسبي العونُ من ربٍ قديرِ.
إلهي ما سألتُ سواك عفوا.....فحسبي العفوُ من ربٍ غفورِ.
إلهي ما سألتُ سواك هديا.....فحسبي الهديُ من ربٍ بصيرِ.
إذا لم أستعن بك يا الهي......فمن عونيِ سواك ومن مجيرِ.
صفحة بيضا
أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن النبي قال:
من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه"
اللهم ارزقنا حجا مبرورا لا رياء فيه ولا سمعة.
تعليق