إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

39وسيلة لخدمة الجهاد والمشاركة فيه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • 39وسيلة لخدمة الجهاد والمشاركة فيه

    [size=2][align=right]
    إعداد
    محمد بن أحمد السالم
    1424هـ

    مقدمة :
    الحمد لله الذي فرض على عبادة الجهاد ، ووعدهم بالتمكين في الأرض والرفعة على أهل الإلحاد ,والصلاة والسلام على خير العباد, من جاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين ، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبة الطيبين الطاهرين .
    وبعد..
    إخوتي الكرام : إن زماننا اليوم زمان محنة وغربة للإسلام لم يشهدها التاريخ من قبل حيث استحكمت الغربة وعم البلاء , وأصبحت الأرض كلها مجالاً للصراع ومطاردة الثابتين على دينهم والمتمسكين به والمنافحين عنه بالبيان وبالسنان..إذ أعلن العالم عن بكرة أبيه عن حربه للإرهاب " أي الجهاد" ورفضهم له ولكل أشكاله التي تمارس من قبل المسلمين فحسب..
    فرمي الإسلام عن قوس واحدة وتداعت أمم الكفر وأعوانهم من كل صوب وحدب على الطائفة المنصورة التي أخذت على عاتقها حرب الكفر والكافرين حرباً ظاهرةً ضروساً لا تواني فيها ولا هوادة ، حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك لا يضرهم من خذلهم من المسلمين المخذلين أو المنهزمين أو من غرقوا في وحل الدنيا الدنيئة , ولا يضرهم من خالفهم من ملل الكفر وشراذم المرتدين والمبطلين أو من المبتدعة الضالين.
    ولاشك أن الجهاد اليوم هو من أفضل القربات , بل إنه فريضة افترضها الله علينا ولا أوجب اليوم على المسلمين بعد الإيمان بالله من الجهاد ودفع الصائل الذي احتل ديار المسلمين.
    أنى اتجهت إلى الإسلام في بلدٍ تجده كالطير مقصوصاً جناحاه
    الجهاد اليوم هو خيار الأمة الوحيد فالعدو اليوم أصبح يحتل بلاد المسلمين بلداً بلداً كما قال الله تعالى من قبل : (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ..)
    فلم يعد للمسلمين اليوم خيار إلا الجهاد ولغة السلاح ..
    قلي بربك : عدوٌ غازٍ, أحتل والديار ، وهتك الأعراض ، ويتم الأطفال ، ورمل النساء ، وبدأ في ضرب الإسلام في كل وادٍ, أو بعد هذا نشك في أن الحل الوحيد للتفاهم معه هو لغة القوة والرد بالمثل؟
    فالحديد لا يفله إلا الحديد , والقوة لا يقابلها إلا القوة..
    وقد ثبت لدينا في الكتاب والسنّة والواقع يشهد بذلك ويُصدِّقُه أن المفاوضات والسلام لا تعود على أصحابها إلا بالخسران المبين والفشل الذريع , وزيادة من العبودية لغير الله والذلة للمعتدين ، ناهيك عن من يقوم بها باسم المسلمين من الحكام الخونة الذين ليسوا منّا ولسنا منهم ، بل هم عدوٌ لدودٌ لنا ، بهم تربص الكفار بنا ، وبمكرهم وخداعهم سُلبت حقوقنا وأُضيعت.
    كيف لا..والله قد قال في كتابه وأخبر أنهم بدأوا في الحرب معنا لهدف واحد محدد وهو: ( حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ..)
    لا حلَّ إلاَّ بالجهادِ الأَعَظمِ مَا عَادَ يُرضِينَا السَّلامُ العَالمي
    لا سِلْمَ للأَعداءِ هذي شرعةٌ وعقيدةٌ في كلِّ قَلْبٍ مُسْلمِ
    من هذا المنطلق وحيث أن الجهاد هو خيار الأمة والفرض الواجب المتحتم قررت بعد مشورة أحد الأخوة أن أكتب خطوات عملية يستطيع الكل أن يعمل بها أو ببعضها خدمة للجهاد وأهله ودفعاً لعجلة الجهاد التي تسير وإن رغمت أنوف المعتدين ..
    نصيحة شيخ الإسلام ابن تيمية للمسلمين أيام غزو التتار:
    وأختم هذه المقدمة بما كتبه شيخ الإسلام رحمه الله تعالى للمسلمين حين غزو التتار :
    َكَتَبَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ أَحْمَد ابْنُ تيمية - قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ - لَمَّا قَدِمَ الْعَدُوُّ مِنْ التَّتَارِ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ وَسِتِّمِائَةٍ إلَى حَلَبَ وَانْصَرَفَ عَسْكَرُ مِصْرَ وَبَقِيَ عَسْكَرُ الشَّامِ . بسم الله الرحمن الرحيم إلَى مَنْ يَصِلُ إلَيْهِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ - أَحْسَنَ اللَّهُ إلَيْهِمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَسْبَغَ عَلَيْهِمْ نِعَمَهُ بَاطِنَةً وَظَاهِرَةً وَنَصَرَهُمْ نَصْرًا عَزِيزًا وَفَتَحَ عَلَيْهِمْ فَتْحًا كَبِيرًا وَجَعَلَ لَهُمْ مِنْ لَدُنْه سُلْطَانًا نَصِيرًا وَجَعَلَهُمْ مُعْتَصِمِينَ بِحَبْلِهِ الْمَتِينِ مُهْتَدِينَ إلَى صِرَاطِهِ الْمُسْتَقِيمِ - سَلَامٌ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ . فَإِنَّا نَحْمَدُ إلَيْكُمْ اللَّهَ الَّذِي لَا إلَهَ إلَّا هُوَ وَهُوَ لِلْحَمْدِ أَهْلٌ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَنَسْأَلُهُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى صَفْوَتِهِ مِنْ خَلِيقَتِهِ وَخَيْرَتِهِ مِنْ بَرِّيَّتِهِ مُحَمَّدٍ عَبْدِهِ وَرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا . أَمَّا بَعْدُ : فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بَعَثَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاَللَّهِ شَهِيدًا وَجَعَلَهُ خَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَسَيِّدَ وَلَدِ آدَمَ مِنْ النَّاسِ أَجْمَعِينَ وَجَعَلَ كِتَابَهُ الَّذِي أَنْزَلَهُ عَلَيْهِ مُهَيْمِنًا عَلَى مَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ الْكُتُبِ وَمُصَدِّقًا لَهَا وَجَعَلَ أُمَّتَهُ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ : يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ ; فَهُمْ يُوفُونَ سَبْعِينَ فِرْقَةً هُمْ خَيْرُهَا وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللَّهِ وَقَدْ أَكْمَلَ لَهُمْ دِينَهُمْ وَأَتَمَّ عَلَيْهِمْ نِعْمَتَهُ وَرَضِيَ لَهُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا . فَلَيْسَ دِينٌ أَفْضَلَ مِنْ دِينِهِمْ الَّذِي جَاءَ بِهِ رَسُولُهُمْ وَلَا كِتَابٌ أَفْضَلَ مِنْ كِتَابِهِمْ وَلَا أُمَّةٌ خَيْرًا مِنْ أُمَّتِهِمْ . بَلْ كِتَابُنَا وَنَبِيُّنَا وَدِينُنَا وَأُمَّتُنَا أَفْضَلُ مِنْ كُلِّ كِتَابٍ وَدِينٍ وَنَبِيٍّ وَأُمَّةٍ . فَاشْكُرُوا اللَّهَ عَلَى مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْكُمْ . { وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ } وَاحْفَظُوا هَذِهِ الَّتِي بِهَا تَنَالُونَ نَعِيمَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاحْذَرُوا أَنْ تَكُونُوا مِمَّنْ بَدَّلَ نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا فَتُعْرِضُونَ عَنْ حِفْظِ هَذِهِ النِّعْمَةِ وَرِعَايَتِهَا فَيَحِيقُ بِكُمْ مَا حَاقَ بِمَنْ انْقَلَبَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَاشْتَغَلَ بِمَا لَا يَنْفَعُهُ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا عَمَّا لَا بُدَّ لَهُ مِنْهُ مِنْ مَصْلَحَةِ دِينِهِ وَدُنْيَاهُ فَخَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ . فَقَدْ سَمِعْتُمْ مَا نَعَتَ اللَّهُ بِهِ الشَّاكِرِينَ وَالْمُنْقَلِبِينَ حَيْثُ يَقُولُ : { وَمَا مُحَمَّدٌ إلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ } . أَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ هَذِهِ الْآيَةَ وَمَا قَبْلَهَا وَمَا بَعْدَهَا فِي غَزْوَةِ أُحُدٍ لَمَّا انْكَسَرَ الْمُسْلِمُونَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم . وَقُتِلَ جَمَاعَةٌ مِنْ خِيَارِ الْأُمَّةِ " وَثَبَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَعَ طَائِفَةٍ يَسِيرَةٍ حَتَّى خَلَصَ إلَيْهِ الْعَدُوُّ فَكَسَرُوا رَبَاعِيَتَهُ وَشَجُّوا وَجْهَهُ وَهَشَّمُوا الْبَيْضَةَ عَلَى رَأْسِهِ وَقُتِلَ وَجُرِحَ دُونَهُ طَائِفَةٌ مِنْ خِيَارِ أَصْحَابِهِ لِذَبِّهِمْ عَنْهُ وَنَعَقَ الشَّيْطَانُ فِيهِمْ : أَنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ . فَزَلْزَلَ ذَلِكَ قُلُوبَ بَعْضِهِمْ حَتَّى انْهَزَمَ طَائِفَةٌ وَثَبَّتَ اللَّهُ آخَرِينَ حَتَّى ثَبَتُوا . وَكَذَلِكَ لَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَتَزَلْزَلَتْ الْقُلُوبُ وَاضْطَرَبَ حَبَلُ الدِّينِ وَغَشِيَتْ الذِّلَّةُ مَنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ النَّاسِ حَتَّى خَرَجَ عَلَيْهِمْ الصِّدِّيقُ رضي الله عنها فَقَالَ : مَنْ كَانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ وَقَرَأَ قَوْلَهُ : { وَمَا مُحَمَّدٌ إلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ } فَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ يَسْمَعُوهَا حَتَّى تَلَاهَا الصِّدِّيقُ رضي الله عنه فَلَا يُوجَدُ مِنْ النَّاسِ إلَّا مَنْ يَتْلُوهَا . وَارْتَدَّ بِسَبَبِ مَوْتِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم وَلَمَّا حَصَلَ لَهُمْ مِنْ الضَّعْفِ جَمَاعَاتٌ مِنْ النَّاسِ : قَوْمٌ ارْتَدُّوا عَنْ الدِّينِ بِالْكُلِّيَّةِ . وَقَوْمٌ ارْتَدُّوا عَنْ بَعْضِهِ فَقَالُوا : نُصَلِّي وَلَا نُزَكِّي . وَقَوْمٌ ارْتَدُّوا عَنْ إخْلَاصِ الدِّينِ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم . فَآمَنُوا مَعَ مُحَمَّدٍ بِقَوْمٍ مِنْ النَّبِيِّينَ الْكَذَّابِينَ كمسيلمة الْكَذَّابِ وطليحة الأسدي وَغَيْرِهِمَا فَقَامَ إلَى جِهَادِهِمْ الشَّاكِرُونَ الَّذِينَ ثَبَتُوا عَلَى الدِّينِ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالطُّلَقَاءِ وَالْأَعْرَابِ وَمَنْ اتَّبَعَهُمْ بِإِحْسَانِ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِمْ : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ } هُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ جَاهَدُوا الْمُنْقَلِبِينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ الَّذِينَ لَمْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا . وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ مِنْ آيَةٍ إلَّا وَقَدْ عَمِلَ بِهَا قَوْمٌ وَسَيَعْمَلُ بِهَا آخَرُونَ . فَمَنْ كَانَ مِنْ الشَّاكِرِينَ الثَّابِتِينَ عَلَى الدِّينِ الَّذِينَ يُحِبُّهُمْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُولُهُ ; فَإِنَّهُ يُجَاهِدُ الْمُنْقَلِبِينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ الَّذِينَ يَخْرُجُونَ عَنْ الدِّينِ وَيَأْخُذُونَ بَعْضَهُ وَيَدَعُونَ بَعْضَهُ كَحَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ الْمُفْسِدِينَ الَّذِينَ خَرَجُوا عَلَى أَهْلِ الْإِسْلَامِ وَتَكَلَّمَ بَعْضُهُمْ بِالشَّهَادَتَيْنِ وَتَسَمَّى بِالْإِسْلَامِ مِنْ غَيْرِ الْتِزَامِ شَرِيعَتِهِ ; فَإِنَّ عَسْكَرَهُمْ مُشْتَمِلٌ عَلَى أَرْبَعِ طَوَائِفَ : كَافِرَةٌ بَاقِيَةٌ عَلَى كُفْرِهَا : مِنْ الكرج وَالْأَرْمَنِ وَالْمَغُولِ . وَطَائِفَةٍ كَانَتْ مُسْلِمَةً فَارْتَدَتْ عَنْ الْإِسْلَامِ وَانْقَلَبَتْ عَلَى عَقِبَيْهَا : مِنْ الْعَرَبِ وَالْفُرْسِ وَالرُّومِ وَغَيْرِهِمْ . وَهَؤُلَاءِ أَعْظَمُ جُرْمًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ وَالْمُؤْمِنِينَ مِنْ الْكَافِرِ الْأَصْلِيِّ مِنْ وُجُوهٍ كَثِيرَةٍ . فَإِنَّ هَؤُلَاءِ يَجِبُ قَتْلُهُمْ حَتْمًا مَا لَمْ يَرْجِعُوا إلَى مَا خَرَجُوا عَنْهُ لَا يَجُوزُ أَنْ يُعْقَدَ لَهُمْ ذِمَّةٌ وَلَا هُدْنَةٌ وَلَا أَمَانٌ وَلَا يُطْلَقُ أَسِيرُهُمْ وَلَا يُفَادَى بِمَالِ وَلَا رِجَالٍ وَلَا تُؤْكَلُ ذَبَائِحُهُمْ وَلَا تُنْكَحُ نِسَاؤُهُمْ وَلَا يسترقون ; مَعَ بَقَائِهِمْ عَلَى الرِّدَّةِ بِالِاتِّفَاقِ . وَيُقْتَلُ مَنْ قَاتَلَ مِنْهُمْ وَمَنْ لَمْ يُقَاتِلْ ; كَالشَّيْخِ الْهَرِمِ وَالْأَعْمَى وَالزَّمِنِ بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاءِ . وَكَذَا نِسَاؤُهُمْ عِنْدَ الْجُمْهُورِ . وَالْكَافِرُ الْأَصْلِيُّ يَجُوزُ أَنْ يُعْقَدُ لَهُ أَمَانٌ وَهُدْنَةٌ وَيَجُوزُ الْمَنُّ عَلَيْهِ وَالْمُفَادَاةُ بِهِ إذَا كَانَ أَسِيرًا عِنْدَ الْجُمْهُورِ وَيَجُوزُ إذَا كَانَ كِتَابِيًّا أَنْ يُعْقَدُ لَهُ ذِمَّةٌ وَيُؤْكَلُ طَعَامُهُمْ وَتُنْكَحُ نِسَاؤُهُمْ وَلَا تُقْتَلُ نِسَاؤُهُمْ إلَّا أَنْ يُقَاتِلْنَ بِقَوْلِ أَوْ عَمَلٍ بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاءِ . وَكَذَلِكَ لَا يُقْتَلُ مِنْهُمْ إلَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْقِتَالِ عِنْدَ جُمْهُورِ الْعُلَمَاءِ كَمَا دَلَّتْ عَلَيْهِ السُّنَّةُ . فَالْكَافِرُ الْمُرْتَدُّ أَسْوَأُ حَالًا فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا مِنْ الْكَافِرِ الْمُسْتَمِرِّ عَلَى كُفْرِهِ . وَهَؤُلَاءِ الْقَوْمُ فِيهِمْ مِنْ الْمُرْتَدَّةِ مَا لَا يُحْصِي عَدَدَهُمْ إلَّا اللَّهُ . فَهَذَانِ صِنْفَانِ . وَفِيهِمْ أَيْضًا مَنْ كَانَ كَافِرًا فَانْتَسَبَ إلَى الْإِسْلَامِ وَلَمْ يَلْتَزِمْ شَرَائِعَهُ ; مِنْ إقَامَةِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَحَجِّ الْبَيْتِ وَالْكَفِّ عَنْ دِمَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَأَمْوَالِهِمْ وَالْتِزَامِ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَضَرْب الْجِزْيَةِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَغَيْر ذَلِكَ . وَهَؤُلَاءِ يَجِبُ قِتَالُهُمْ بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ كَمَا قَاتَلَ الصِّدِّيقُ مَانِعِي الزَّكَاةِ ; بَلْ هَؤُلَاءِ شَرٌّ مِنْهُمْ مِنْ وُجُوهٍ وَكَمَا قَاتَلَ الصَّحَابَةُ أَيْضًا مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ - عَلِيٍّ رضي الله عنه - الْخَوَارِجَ بِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَيْثُ قَالَ صلى الله عليه وسلم فِي وَصْفِهِمْ : { تُحَقِّرُونَ صَلَاتَكُمْ مَعَ صَلَاتِهِمْ وَصِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ أَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ أَجْرًا عِنْدَ اللَّهِ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } وَقَالَ : { لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ مَاذَا لَهُمْ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ لَنَكَلُوا عَنْ الْعَمَلِ } وَقَالَ : { هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ شَرُّ قَتْلَى تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ خَيْرُ قَتْلَى مَنْ قَتَلُوهُ } . فَهَؤُلَاءِ مَعَ كَثْرَةِ صِيَامِهِمْ وَصَلَاتِهِمْ وَقِرَاءَتِهِمْ . أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِقِتَالِهِمْ وَقَاتَلَهُمْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٌّ وَسَائِرُ الصَّحَابَةِ الَّذِينَ مَعَهُ وَلَمْ يَخْتَلِفْ أَحَدٌ فِي قِتَالِهِمْ كَمَا اخْتَلَفُوا فِي قِتَالِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَالشَّامِ ; لِأَنَّهُمْ كَانُوا يُقَاتِلُونَ الْمُسْلِمِينَ . فَإِنَّ هَؤُلَاءِ شَرٌّ مِنْ أُولَئِكَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ وَإِنْ لَمْ يَكُونُوا مِثْلَهُمْ فِي الِاعْتِقَادِ ; فَإِنَّ مَعَهُمْ مَنْ يُوَافِقُ رَأْيُهُ فِي الْمُسْلِمِينَ رَأْيَ الْخَوَارِجِ . فَهَذِهِ ثَلَاثَةُ أَصْنَافٍ . وَفِيهِمْ صِنْفٌ رَابِعٌ شَرٌّ مِنْ هَؤُلَاءِ . وَهُمْ قَوْمٌ ارْتَدُّوا عَنْ شَرَائِعِ الْإِسْلَامِ وَبَقُوا مُسْتَمْسِكِينَ بِالِانْتِسَابِ إلَيْهِ . فَهَؤُلَاءِ الْكُفَّارُ الْمُرْتَدُّونَ وَالدَّاخِلُونَ فِيهِ مِنْ غَيْرِ الْتِزَامٍ لِشَرَائِعِهِ وَالْمُرْتَدُّونَ عَنْ شَرَائِعِهِ لَا عَنْ سَمْتِهِ : كُلُّهُمْ يَجِبُ قِتَالُهُمْ بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى يَلْتَزِمُوا شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ وَحَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ وَحَتَّى تَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ - الَّتِي هِيَ كِتَابُهُ وَمَا فِيهِ مِنْ أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ وَخَبَرِهِ - هِيَ الْعُلْيَا . هَذَا إذَا كَانُوا قَاطِنِينَ فِي أَرْضِهِمْ فَكَيْفَ إذَا اسْتَوْلَوْا عَلَى أَرَاضِي الْإِسْلَامِ : مِنْ الْعِرَاقِ وَخُرَاسَانَ وَالْجَزِيرَةِ وَالرُّومِ فَكَيْفَ إذَا قَصَدُوكُمْ وَصَالُوا عَلَيْكُمْ بَغْيًا وَعُدْوَانًا { أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } { قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ } { وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } . وَاعْلَمُوا - أَصْلَحَكُمْ اللَّهُ - أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَدْ ثَبَتَ عَنْهُ مِنْ وُجُوهٍ كَثِيرَةٍ أَنَّهُ قَالَ : { لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلَا مَنْ خَالَفَهُمْ إلَى قِيَامِ السَّاعَةِ } وَثَبَتَ أَنَّهُمْ بِالشَّامِ . فَهَذِهِ الْفِتْنَةُ قَدْ تُفَرِّقُ النَّاسُ فِيهَا ثَلَاثَ فِرَقٍ : الطَّائِفَةُ الْمَنْصُورَةُ وَهُمْ الْمُجَاهِدُونَ لِهَؤُلَاءِ الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ . وَالطَّائِفَةُ الْمُخَالِفَةُ وَهُمْ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ وَمَنْ تَحَيَّزَ إلَيْهِمْ مِنْ خبالة الْمُنْتَسِبِينَ إلَى الْإِسْلَامِ . وَالطَّائِفَةُ الْمُخَذِّلَةُ وَهُمْ الْقَاعِدُونَ عَنْ جِهَادِهِمْ ; وَإِنْ كَانُوا صَحِيحِي الْإِسْلَامِ . فَلْيَنْظُرْ الرَّجُلُ أَيَكُونُ مِنْ الطَّائِفَةِ الْمَنْصُورَةِ أَمْ مِنْ الْخَاذِلَةِ أَمْ مِنْ الْمُخَالِفَةِ ؟ فَمَا بَقِيَ قِسْمٌ رَابِعٌ . وَاعْلَمُوا أَنَّ الْجِهَادَ فِيهِ خَيْرُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَفِي تَرْكِهِ خَسَارَةُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ : { قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إلَّا إحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ } يَعْنِي : إمَّا النَّصْرُ وَالظَّفَرُ وَإِمَّا الشَّهَادَةُ وَالْجَنَّةُ فَمَنْ عَاشَ مِنْ الْمُجَاهِدِينَ كَانَ كَرِيمًا لَهُ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَحُسْنُ ثَوَابِ الْآخِرَةِ . وَمَنْ مَاتَ مِنْهُمْ أَوْ قُتِلَ فَإِلَى الْجَنَّةِ . قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : { يُعْطَى الشَّهِيدُ سِتُّ خِصَالٍ يُغْفَرُ لَهُ بِأَوَّلِ قَطْرَةٍ مِنْ دَمِهِ وَيُرَى مَقْعَدُهُ مِنْ الْجَنَّةِ وَيُكْسَى حُلَّةً مِنْ الْإِيمَانِ وَيُزَوَّجُ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِنْ الْحُورِ الْعِينِ وَيُوقَى فِتْنَةَ الْقَبْرِ وَيُؤْمَنُ مِنْ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ } رَوَاهُ أَهْلُ السُّنَنِ . وَقَالَ صلى الله عليه وسلم : { إنَّ فِي الْجَنَّةِ لَمِائَةَ دَرَجَةٍ . مَا بَيْنَ الدَّرَجَةِ إلَى الدَّرَجَةِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَعَدَّهَا اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِهِ } فَهَذَا ارْتِفَاعُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ فِي الْجَنَّةِ لِأَهْلِ الْجِهَادِ . وَقَالَ صلى الله عليه وسلم : { مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَثَلُ الصَّائِمِ الْقَائِمِ الْقَانِتِ الَّذِي لَا يَفْتُرُ مِنْ صَلَاةٍ وَلَا صِيَامٍ } { وَقَالَ رَجُلٌ : أَخْبِرْنِي بِعَمَلِ يَعْدِلُ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟ قَالَ : لَا تَسْتَطِيعُهُ . قَالَ : أَخْبِرْنِي بِهِ ؟ قَالَ : هَلْ تَسْتَطِيعُ إذَا خَرَجَ الْمُجَاهِدُ أَنْ تَصُومَ لَا تُفْطِرُ وَتَقُومَ لَا تَفْتُرُ ؟ قَالَ : لَا . قَالَ : فَذَلِكَ الَّذِي يَعْدِلُ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ } . وَهَذِهِ الْأَحَادِيثُ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا . وَكَذَلِكَ اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ - فِيمَا أَعْلَمُ - عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ فِي التَّطَوُّعَاتِ أَفْضَلُ مِنْ الْجِهَادِ . فَهُوَ أَفْضَلُ مِنْ الْحَجِّ وَأَفْضَلُ مِنْ الصَّوْمِ التَّطَوُّعِ وَأَفْضَلُ مِنْ الصَّلَاةِ التَّطَوُّعِ . وَالْمُرَابَطَةُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَفْضَلُ مِنْ الْمُجَاوَرَةِ بِمَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَبَيْتِ الْمَقْدِسِ حَتَّى قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه : لَأَنْ أُرَابِطُ لَيْلَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ أَنْ أُوَافِقَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ عِنْدَ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ . فَقَدْ اخْتَارَ الرِّبَاطَ لَيْلَةً عَلَى الْعِبَادَةِ فِي أَفْضَلِ اللَّيَالِي عِنْدَ أَفْضَلِ الْبِقَاعِ ; وَلِهَذَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ يُقِيمُونَ بِالْمَدِينَةِ دُونَ مَكَّةَ ; لَمَعَانٍ مِنْهَا أَنَّهُمْ كَانُوا مُرَابِطِينَ بِالْمَدِينَةِ . فَإِنَّ الرِّبَاطَ هُوَ الْمَقَامُ بِمَكَانِ يُخِيفُهُ الْعَدُوُّ وَيُخِيفُ الْعَدُوَّ فَمَنْ أَقَامَ فِيهِ بِنِيَّةِ دَفْعِ الْعَدُوِّ فَهُوَ مُرَابِطٌ وَالْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ . قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : { رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ يَوْمٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنْ الْمَنَازِلِ } رَوَاهُ أَهْلُ السُّنَنِ وَصَحَّحُوهُ . وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ " عَنْ سَلْمَانَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ { : رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ وَمَنْ مَاتَ مُرَابِطًا أُجْرِيَ عَلَيْهِ عَمَلُهُ وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ مِنْ الْجَنَّةِ وَأَمِنَ الْفَتَّانَ } يَعْنِي مُنْكَرًا وَنَكِيرًا . فَهَذَا فِي الرِّبَاطِ فَكَيْفَ الْجِهَادُ . وَقَالَ صلى الله عليه وسلم : { لَا يَجْتَمِعُ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَدُخَانٌ جَهَنَّمَ فِي وَجْهِ عَبْدٍ أَبَدًا } وَقَالَ { مَنْ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَرَّمَهُمَا اللَّهُ عَلَى النَّارِ } فَهَذَا فِي الْغُبَارِ الَّذِي يُصِيبُ الْوَجْهَ وَالرِّجْلَ فَكَيْفَ بِمَا هُوَ أَشَقُّ مِنْهُ ; كَالثَّلْجِ وَالْبَرْدِ وَالْوَحْلِ . وَلِهَذَا عَابَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْمُنَافِقِينَ الَّذِينَ يَتَعَلَّلُونَ بِالْعَوَائِقِ كَالْحَرِّ وَالْبَرْدِ . فَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى : { فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ } وَهَكَذَا الَّذِينَ يَقُولُونَ : لَا تَنْفِرُوا فِي الْبَرْدِ فَيُقَالُ : نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ بَرْدًا . كَمَا أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ : { اشْتَكَتْ النَّارُ إلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ : رَبِّي أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا فَأْذَنْ لَهَا بِنَفَسَيْنِ نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ فَأَشُدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الْحَرِّ وَالْبَرْدِ فَهُوَ مِنْ زَمْهَرِيرِ جَهَنَّمَ } فَالْمُؤْمِنُ يَدْفَعُ بِصَبْرِهِ عَلَى الْحَرِّ وَالْبَرْدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَرَّ جَهَنَّمَ وَبَرْدَهَا وَالْمُنَافِقُ يَفِرُّ مِنْ حَرِّ الدُّنْيَا وَبَرْدِهَا حَتَّى يَقَعَ فِي حَرِّ جَهَنَّمَ وَزَمْهَرِيرِهَا . وَاعْلَمُوا - أَصْلَحَكُمْ اللَّهُ - أَنَّ النُّصْرَةَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَاَلَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ . وَهَؤُلَاءِ الْقَوْمُ مَقْهُورُونَ مَقْمُوعُونَ . وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى نَاصِرُنَا عَلَيْهِمْ وَمُنْتَقِمٌ لَنَا مِنْهُمْ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاَللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ . فَأَبْشِرُوا بِنَصْرِ اللَّهِ تَعَالَى وَبِحُسْنِ عَاقِبَتِهِ { وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } وَهَذَا أَمْرٌ قَدْ تَيَقَّنَّاهُ وَتَحَقَّقْنَاهُ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } { تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } { يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } { وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ } { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ } . وَاعْلَمُوا - أَصْلَحَكُمْ اللَّهُ - أَنَّ مِنْ أَعْظَمِ النِّعَمِ عَلَى مَنْ أَرَادَ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا أَنْ أَحْيَاهُ إلَى هَذَا الْوَقْتِ الَّذِي يُجَدِّدُ اللَّهُ فِيهِ الدِّينَ وَيُحْيِي فِيهِ شِعَارَ الْمُسْلِمِينَ وَأَحْوَالَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدِينَ حَتَّى يَكُونَ شَبِيهًا بِالسَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ . فَمَنْ قَامَ فِي هَذَا الْوَقْتِ بِذَلِكَ كَانَ مِنْ التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانِ الَّذِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ . فَيَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَشْكُرُوا اللَّهَ تَعَالَى عَلَى هَذِهِ الْمِحْنَةِ الَّتِي حَقِيقَتُهَا مِنْحَةٌ كَرِيمَةٌ مِنْ اللَّهِ وَهَذِهِ الْفِتْنَةُ الَّتِي فِي بَاطِنِهَا نِعْمَةٌ جَسِيمَةٌ حَتَّى وَاَللَّهِ لَوْ كَانَ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ - كَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَغَيْرِهِمْ - حَاضِرِينَ فِي هَذَا الزَّمَانِ لَكَانَ مِنْ أَفْضَلِ أَعْمَالِهِمْ جِهَادُ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ . وَلَا يَفُوتُ مِثْلُ هَذِهِ الْغُزَاةِ إلَّا مَنْ خَسِرَتْ تِجَارَتُهُ وَسَفَّهَ نَفْسَهُ وَحُرِمَ حَظًّا عَظِيمًا مِنْ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ; إلَّا أَنْ يَكُونَ مِمَّنْ عَذَّرَ اللَّهُ تَعَالَى كَالْمَرِيضِ وَالْفَقِيرِ وَالْأَعْمَى وَغَيْرِهِمْ وَإِلَّا فَمَنْ كَانَ لَهُ مَالٌ وَهُوَ عَاجِزٌ بِبَدَنِهِ فَلْيَغْزُ بِمَالِهِ . فَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ : { مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فَقَدْ غَزَا وَمَنْ خَلَفَهُ فِي أَهْلِهِ بِخَيْرِ فَقَدْ غَزَا } وَمَنْ كَانَ قَادِرًا بِبَدَنِهِ وَهُوَ فَقِيرٌ فَلْيَأْخُذْ مِنْ أَمْوَالِ الْمُسْلِمِينَ مَا يَتَجَهَّزُ بِهِ سَوَاءٌ كَانَ الْمَأْخُوذُ زَكَاةً أَوْ صِلَةً أَوْ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ ; حَتَّى لَوْ كَانَ الرَّجُلُ قَدْ حَصَلَ بِيَدِهِ مَالٌ حَرَامٌ وَقَدْ تَعَذَّرَ رَدُّهُ إلَى أَصْحَابِهِ لِجَهْلِهِ بِهِمْ وَنَحْوِ ذَلِكَ أَوْ كَانَ بِيَدِهِ وَدَائِعُ أَوْ رُهُونٌ أَوْ عَوَارٍ قَدْ تَعَذَّرَ مَعْرِفَةُ أَصْحَابِهَا فَلْيُنْفِقْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنَّ ذَلِكَ مَصْرِفُهَا . وَمَنْ كَانَ كَثِيرَ الذُّنُوبِ فَأَعْظَمُ دَوَائِهِ الْجِهَادُ ; فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَغْفِرُ ذُنُوبَهُ كَمَا أَخْبَرَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى : { يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ } . وَمَنْ أَرَادَ التَّخَلُّصَ مِنْ الْحَرَامِ وَالتَّوْبَةَ وَلَا يُمْكِنُ رَدُّهُ إلَى أَصْحَابِهِ فَلْيُنْفِقْهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَنْ أَصْحَابِهِ فَإِنَّ ذَلِكَ طَرِيقٌ حَسَنَةٌ إلَى خَلَاصِهِ مَعَ مَا يَحْصُلُ لَهُ مِنْ أَجْرِ الْجِهَادِ . وَكَذَلِكَ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ فِي دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ وَحَمِيَّتِهَا فَعَلَيْهِ بِالْجِهَادِ ; فَإِنَّ الَّذِينَ يَتَعَصَّبُونَ لِلْقَبَائِلِ وَغَيْرِ الْقَبَائِلِ - مِثْلَ قَيْسٍ وَيُمَنِّ وَهِلَالٍ وَأَسَدٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ - كُلُّ هَؤُلَاءِ إذَا قُتِلُوا فَإِنَّ الْقَاتِلَ وَالْمَقْتُولَ فِي النَّارِ كَذَلِكَ صَحَّ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ : { إذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ . قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا الْقَاتِلُ فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ ؟ قَالَ : إنَّهُ كَانَ حَرِيصًا عَلَى قَتْلِ أَخِيهِ } أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ . وَقَالَ صلى الله عليه وسلم : { مَنْ قُتِلَ تَحْتَ رَايَةٍ عمية : يَغْضَبُ لِعَصَبِيَّةِ وَيَدْعُو لِعَصَبِيَّةٍ فَهُوَ فِي النَّارِ } رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَقَالَ صلى الله عليه وسلم : { مَنْ تَعَزَّى بِعَزَاءِ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَعِضُّوهُ بهن أَبِيهِ وَلَا تَكْنُوا فَسَمِعَ أَبَيُّ بْنُ كَعْبٍ رَجُلًا يَقُولُ : يَا لِفُلَانِ فَقَالَ : اعْضَضْ أَيْرَ أَبِيك فَقَالَ : يَا أَبَا الْمُنْذِرِ ; مَا كُنْت فَاحِشًا . فَقَالَ بِهَذَا أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم } . رَوَاهُ أَحْمَد فِي مُسْنَدِهِ . وَمَعْنَى قَوْلِهِ : { مَنْ تَعَزَّى بِعَزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ } يَعْنِي يَعْتَزِي بِعِزْوَاتِهِمْ وَهِيَ الِانْتِسَابُ إلَيْهِمْ فِي الدَّعْوَةِ مِثْلَ قَوْلِهِ : يَا لِقَيْسِ يَا ليمن وَيَا لِهِلَالِ وَيَا لِأَسَدِ فَمَنْ تَعَصَّبَ لِأَهْلِ بَلْدَتِهِ أَوْ مَذْهَبِهِ أَوْ طَرِيقَتِهِ أَوْ قَرَابَتِهِ أَوْ لِأَصْدِقَائِهِ دُونَ غَيْرِهِمْ كَانَتْ فِيهِ شُعْبَةٌ مِنْ الْجَاهِلِيَّةِ حَتَّى يَكُونَ الْمُؤْمِنُونَ كَمَا أَمَرَهُمْ اللَّهُ تَعَالَى مُعْتَصِمِينَ بِحَبْلِهِ وَكِتَابِهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ . فَإِنَّ كِتَابَهُمْ وَاحِدٌ وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ وَنَبِيُّهُمْ وَاحِدٌ وَرَبُّهُمْ إلَهٌ وَاحِدٌ لَا إلَهَ إلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ . قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } { وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } { وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } { يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ } قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما : تَبْيَضُّ وُجُوهُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ وَتَسْوَدُّ وُجُوهُ أَهْلِ الْفُرْقَةِ وَالْبِدْعَةِ . فَاَللَّهَ ; اللَّهَ . عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ والائتلاف عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِهِ ; يَجْمَعْ اللَّهُ قُلُوبَكُمْ وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَحْصُلْ لَكُمْ خَيْرُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ . أَعَانَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ عَلَى طَاعَتِهِ وَعِبَادَتِهِ وَصَرَفَ عَنَّا وَعَنْكُمْ سَبِيلَ مَعْصِيَتِهِ وَآتَانَا وَإِيَّاكُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَوَقَانَا عَذَابَ النَّارِ وَجَعَلَنَا وَإِيَّاكُمْ مِمَّنْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُ جَنَّاتِ النَّعِيمِ إنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَهُوَ حَسَبُنَا وَنِعْمَ الْوَكِيلُ . وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ."
    وأسميت هذه الرسالة :
    (39) وسيلة لخدمة الجهاد والمشاركة فيه
    سائلاً الله التوفيق والإعانة والسداد . والهدى والرشاد, وأن يكتب لها القبول والنفع بين الناس.
    وأطلب من القارئ لهذه الصفحات أن يرسل لي أي ملحوظة أو رأي حول الموضوع على البريد الإلكتروني


    وكتبه
    محمد بن أحمد السالم
    19/5/1424هـ


    وسائل خدمة الجهاد والمشاركة فيه
    1) تحديث النفس بالجهاد :
    تحديث النفس بالغزو التحديث الحقيقي الذي يعني العزم على تلبية نداء الجهاد متى ما نادى المنادي : " يا خيل الله إركبي " وأن يوطن الإنسان نفسه ويعاهدها أن يهب للغزو والنفير إذا استنفره واستنصره إخوانه إتباعاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في البخاري : " وإذا استنفرتم فانفروا "
    وإذا ما حدث الإنسان نفسه بالغزو ثم فاته الغزو أو لم يقدر عليه فإنه يتحسر لذلك كما قال الله عن الأشعريين - الصحابة الذين لم يستطيعوا تجهيز أنفسهم - : " ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزناً ألا يجدوا ما ينفقون "
    فهكذا من تمام التحديث بالغزو تحسر الإنسان وندمه على مافاته من غزو في سبيل الله ويكون حاله كما قيل :
    ذكرى المعارك والشهادة هيجت
    وزئير أسد الله في الساحات كم
    يا لهف نفسي بالجهاد فكم بها
    شوقي إلى دار الخلود الباقية
    يذكي حنيني للجهاد علانية
    من حسرة فيما مضى من حالية






    أما من يقول حين يغلق الطريق أو لا يستطيع الغزو : " الحمد لله الذي كفانا المؤونة " فهذا كاره للغزو غير عازم عليه فيه شبه بالمنافقين الذين يكرهون الغزو ولا يخرجون إ لا وهم كارهون وإذا خرجوا أوهنوا الجيش وفروا عند اللقاء .. وشتان والله بين من يبكي حسرة على فوات الغزو والجهاد وبين من يخفي في نفسه السرور والفرح أن وجد لنفسه عذراً أو سبباً لترك الغزو ..والله عالم بالسرائر وما تخفي الصدور .
    وتحديث النفس بالغزو ينفي عن الإنسان صفة النفاق ..
    كما جاء في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من مات ولم يعز ، ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق "
    قال النووي في المنهاج: " المراد أن من فعل هذا فقد أشبه المنافقين المتخلفين عن الجهاد في هذا الوصف فإن ترك الجهاد أحد شعب النفاق "
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى :
    "وَأَمَّا النِّفَاقُ الْأَصْغَرُ : فَهُوَ النِّفَاقُ فِي الْأَعْمَالِ وَنَحْوِهَا : مِثْلَ أَنْ يَكْذِبَ إذَا حَدَّثَ وَيُخْلِفَ إذَا وَعَدَ وَيَخُونَ إذَا اُؤْتُمِنَ أَوْ يَفْجُرَ إذَا خَاصَمَ ... وَمِنْ هَذَا الْبَابِ : الْإِعْرَاضُ عَنْ الْجِهَادِ . فَإِنَّهُ مِنْ خِصَالِ الْمُنَافِقِينَ . قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : { مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ وَلَمْ يُحَدِّثْ نَفْسَهُ بِالْغَزْوِ مَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ مِنْ نِفَاقٍ } رَوَاهُ مُسْلِمٌ . وَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ " سُورَةَ بَرَاءَةَ " الَّتِي تُسَمَّى الْفَاضِحَةَ ; لِأَنَّهَا فَضَحَتْ الْمُنَافِقِينَ . أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : هِيَ الْفَاضِحَةُ مَا زَالَتْ تَنْزِلُ ( وَمِنْهُمْ ( وَمِنْهُمْ حَتَّى ظَنُّوا أَنْ لَا يَبْقَى أَحَدٌ إلَّا ذُكِرَ فِيهَا . وَعَنْ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ قَالَ : هِيَ " سُورَةُ الْبُحُوثِ " لِأَنَّهَا بَحَثَتْ عَنْ سَرَائِرِ الْمُنَافِقِينَ . وَعَنْ قتادة قَالَ : هِيَ الْمُثِيرَةُ ; لِأَنَّهَا أَثَارَتْ مَخَازِي الْمُنَافِقِينَ . وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : هِيَ الْمُبَعْثِرَةُ . وَالْبَعْثَرَةُ وَالْإِثَارَةُ مُتَقَارِبَانِ . وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ : أَنَّهَا المقشقشة . لِأَنَّهَا تُبْرِئُ مِنْ مَرَضِ النِّفَاقِ . يُقَالُ : تَقَشْقَشَ الْمَرِيضُ إذَا بَرَأَ : قَالَ الْأَصْمَعِيُّ : وَكَانَ يُقَالُ لِسُورَتَيْ الْإِخْلَاصِ : المقشقشتان ; لِأَنَّهُمَا يُبَرِّئَانِ مِنْ النِّفَاقِ . وَهَذِهِ السُّورَةُ نَزَلَتْ فِي آخِرِ مَغَازِي النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : غَزْوَةِ تَبُوكَ عَامَ تِسْعٍ مِنْ الْهِجْرَةِ وَقَدْ عَزَّ الْإِسْلَامُ وَظَهَرَ . فَكَشَفَ اللَّهُ فِيهَا أَحْوَالَ الْمُنَافِقِينَ وَوَصَفَهُمْ فِيهَا بِالْجُبْنِ وَتَرْكِ الْجِهَادِ . وَوَصَفَهُمْ بِالْبُخْلِ عَنْ النَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالشُّحِّ عَلَى الْمَالِ . وَهَذَانِ دَاءَانِ عَظِيمَانِ : الْجُبْنُ وَالْبُخْلُ . قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : { شَرُّ مَا فِي الْمَرْءِ شُحٌّ هَالِعٌ وَجُبْنٌ خَالِعٌ } حَدِيثٌ صَحِيحٌ ; ...وَقَالَ تَعَالَى . { إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ } فَحَصَرَ الْمُؤْمِنِينَ فِيمَنْ آمَنَ وَجَاهَدَ . وَقَالَ تَعَالَى : { لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ } { إنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ } . فَهَذَا إخْبَارٌ مِنْ اللَّهِ بِأَنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يَسْتَأْذِنُ الرَّسُولَ فِي تَرْكِ الْجِهَادِ ; وَإِنَّمَا يَسْتَأْذِنُهُ الَّذِي لَا يُؤْمِنُ فَكَيْفَ بِالتَّارِكِ مِنْ غَيْرِ اسْتِئْذَانٍ"
    فحذار حذار أخي المسلم من أن تتشبه بالمنافقين أو تموت وفيك شعبة من نفاق ، وأما من يلوم المجاهدين أو من يخرج للجهاد بشتى أنواع اللوم بالتعجل تارة وبعدم الاستشارة تارة أخرى فنقول له :
    يا من عذلتم بالجهاد شبابنا
    أيلام من عشق الجنان ورَوحها
    أيلام من هجر الحياة ولهوها
    أيلام من لله أرخص نفسه
    فدعوا الجهاد وأهله من لومكم
    من لم يحدّث نفسه بالغزو أو
    إن الجهاد هو الطريق لعزّنا
    كفّوا عن التشهير والإنكار
    وعلى خطى الأصحاب دوماً ساري
    وبعزم حر هبّ لاستنفار
    يبغي بها الفردوس خير قرار
    وحذارِ من وصف النفاق حذارَ
    يغزو فمات فميتة الأشرار
    وبتركه ذلٌّ وعيش صغار

    وقد جاء في الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من لقي الله تعالى بغير أثر من جهاد لقي الله وفي إيمانه ثلمة " والحديث فيه كلام .
    ويتبع لهذه الوسيلة ويتعلق بها الوسيلة التي بعدها وهي :

    2) سؤال الله الشهادة بصدق:
    سؤال الله الشهادة بصدق وإخلاص وإلحاح، فمن سأل الله الشهادة بصدق بلَّغَةُ اللهُ منازل الشهداء ولو مات على فراشه كما جاء في صحيح مسلم عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من طلب الشهادة صادقا أعطيها ولم لم تصبه) ، وفي رواية (بلّغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه) .
    وفي مسلم أيضاً وقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه ) .
    قال الشيخ عبدالله عزام رحمه الله: " ومعنى الحديثين : أنه إذا سأل الشهادة بصدق أعطي من ثواب الشهداء وإن كان على فراشه ، وفيه استحباب سؤال الشهادة واستحباب نية الخير" أ.هـ
    وفي الحديث : (من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه) .
    قال الشيخ عبدالله عزام رحمه الله : "ولكن الصدق في طلب الشهادة هو إعداد العدة :
    ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة .
    أما أن تمر عشر سنوات على الجهاد في أفغانستان ، والطريق آمنة ، والحدود مفتوحة ، ولا يصل بيشاور ، فهذا نرجوا الله أن يغفر له ، إن كان يظن أنه صادق في طلب الشهادة ، ألم تر إلى ذلك الأعرابي الذي قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : اتبعتك على أن أضرب هاهنا - حلقه - فأدخل الجنة فأصيب الأعرابي حيث أشار فقال صلى الله عليه وسلم : (صدق الله فصدقه) . " أ.هـ

    وسؤال الشهادة الحقيقي هو الذي يجعل صاحبه كلما سمع هيعة أو فزعة طار إليها، لا من يتأخر ويتباطأ عن نصرة الدين والنفير إذا دعى الداعي ...بل لسان حاله
    رباه بعناك النفوس بجنة
    فلقد أحاطتني الذنوب وما لها
    رباه رباه الشهادة أبتغي
    فاسكب إلهي في الجهاد دمائيه
    إلا الشهادة كي تكفر ما بيه
    فأجب بفضلك ياكريم دعائيه


    فالله الله في الصدق مع الله والإلحاح عليه بأن يرزقك الشهادة في سبيلة مقبلاً غير مدبر، واعقد العزم على الجهاد ، ولتعلم أن من سأل الله الشهادة بصدق فإنه يطلب مظانها ويبحث عنها ،ويسعى لها سعياً حثيثاً ولا ينم حتى تأتيه هي :
    ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها إن السفينة لا تجري على اليبس

    3) الذهاب للجهاد بالنفس :
    الذهاب للجهاد في سبيل الله بالنفس ..
    وعدم التقاعس عن ذلك بأي حجة ...فالرضى بالقعود هو رضى بالحياة الدنيا من الآخرة .
    والجهاد في سبيل الله بالنفس أعظم الوسائل وأفضل القرب إلى الله تعالى ، ولا يخفى فضلها على أحد ..
    وقد جاءت الفضيلة في الكتاب والسنة بفضيلة المجاهد بالنفس وفضيلة الشهيد والشهادة مما يطول بذكرها المقام وفي القرآن أكثر من سبعين آية في الجهاد وفي السنة أفرد أهل الحديث في مصنفاتهم أبواباً للجهاد وأحكامه وفضائله و كلمة الجهاد إذا أطلقت يراد بها القتال ..كما يقول ابن رشد :(وكلمة الجهاد إذا أطلقت إنما تعني قتال الكفار بالسيف حتى يسلموا أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ) .
    فلا يحق لأحد أن يعممها على جهاد النفس أو الكلمة والقلم أو الدعوة إلى الله صحيح أنها أعمال بر وطاعة إلا أنها ليست المرادة بالجهاد في النصوص الشرعية إلا ما خص بذلك .
    والجهاد من أفضل الأعمال الصالحة :
    اعلم بأنَّ أفضلَ الأعمالِ
    وهو أحبُّها لربِّي الباري
    وقدْ أعدَّ اللهَ في الجناتِ
    ما بينهنَّ في العُلوِ مثلَمَا
    وأنَّ مَنْ علا الغُبَارُ قَدَمَهْ
    وأنَّ مَنْ قَاتَل فُوْقَ نَاقةْ
    قَدْ أوجبَ الأجرَ وفوزَ الجَنَّةْ
    وخيرُ عيشِ النَّاسِ في القِفَارِ
    وبالجهادِ يُرْهَبُ الأعداءُ
    وفي الجهادِ أنفسُ الفَضَائلْ
    لا يستوي القَاعدُ مِنْ دُونِ ضَرَرْ
    أو عابدٍ طولَ النَّهارِ صَائِمْ
    بهذهِ الرِّفعَةِ والتَّفضِيلِ
    وما لعبدٍ مِنْ خِيَارٍ بعدها
    ورايةُ الجِهَادِ تمضِي دونما
    وسِرْ بركبِ الغزوِ والكفاحِ
    ولا يُثَبِّطكَ كلامَ مُبْطِلْ
    وأذكرْ عِتَابَ العـَـالمِِِِِِِ المبُـَـارَكْ
    جِهادُ أهلِ الكُفْرِ والضَّلالِ
    كما رواه صَاحِبُ البخاري
    لأهلِهِ مَنازِلَ المِئَاتِ
    بين الأراضينَ وما بينَ السَّما
    يقيهِ ربِّي مِنْ عَذَابِ الحُطَمَهْ
    في الغزوِ في حِرَاسَةٍ أو سَاقَةْ
    وَمَا لِغَيرِ اللهِ فِيهِ مِنَّةْ
    أو تحتَ ظِلِّ السَيفِ والأخطارِ
    وَبِالسِّنَانِ يُرفعُ اللِّواءُ
    وما يُضِيعُهَا أريبٌ عَاقِلْ
    أو نَافِرٍ مع النِّداءِ للخطرْ
    في الليل دوماً بالصَّلاةِ قائمْ
    جاءتْ نصوصُ الذِّكرِ والتَّنزِيلِ
    سوى التَّسلِيمِ دُونَ تشكيكٍ بها
    توقفٍ فكنْ لها مُلازِما
    تفزْ بنيلِ الأَجرِ والفَلاَحِ
    أو عابدٍ أو عالمٍ مُخَذِّلْ
    إلى الفُضَـيْلِ تَعْلَمُ المَــــدَارِكْ


    4) الجهاد بالمال:
    من الجهاد بالمال الإنفاق في سبيل الله على الجهاد والمجاهدين في كل مجال يحتاجونه يقول الشيخ يوسف العييري رحمه الله تعالى : " فالجهاد بالمال كثيراً ما يقرن في آيات الجهاد في القرآن ، ويأتي مقدماً على النفس لكنه ليس أعلى مرتبة من الجهاد بالنفس كلا ، ولكن لأن الجهاد بالمال هو النوع الذي تخاطب بها الأمة أجمع ، إذ أن الكفاية بالرجال تحصل عند نفور عدد من رجال الأمة ، ولكن المال لا تحصل كفاية المجاهدين به إلا إذا تكاتفت الأمة جميعها وضخت المال للمجاهدين الذي يعد عصب الجهاد ، فالشريحة المخاطبة بوجوب الجهاد بالمال هي أكبر من الشريحة المخاطبة بوجوب الجهاد بالنفس ، لذا قُدم الجهاد بالمال في آيات الجهاد لاعتبار سعة شريحة المخاطبين من رجال ونساء شباباً وشيوخاً صغاراً وكباراً والله أعلم .
    والجهاد بالمال ليس بالضرورة أن يكون قدراً كبيراً من المال يدفعه المؤمن ، بل يدفع ما يبرئ به ذمته أمام الله تعالى ، لأن المقصد من الجهاد بالمال إذا تعين أن تسقط الواجب الذي في عنقك وتدفع القدر الذي تعتقد أن ذمتك ستبرأ عند الله تعالى بدفعه ولو كان يسيراً ، وكما قال الرسول صلى الله عليه و سلم عند أحمد النسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (سبق درهم مائة ألف ) قالوا يا رسول الله وكيف ؟ قال ( رجل له درهمان فأخذ أحدهما فتصدق به ورجل له مال كثير فأخذ من عرض ماله مائة ألف فتصدق بها) فالله لا يقبل الصدقة بناءً على كميتها ولكن يقبلها على حسب كيفيتها ، كما روى أحمد وأبو داود عندما سئل الرسول صلى الله عليه و سلم أي الصدقة أفضل ؟ قال ( جهد المقل ) أي صدقة الرجل المحتاج لماله الذي لا يملك إلا القليل ، فاتق الله وقدم ما تجود به نفسك ، ليس لمرة واحدة فقط بل اجعل للجهاد من دخلك نصيبا بما أن الحرب قائمة والمجاهدون بحاجة للمال ."

    5) تجهيز الغازي:
    ومن وسائل الجهاد في سبيل الله وخدمة المجاهدين تجهيز الغزاة للجهاد وقد جاء في فضل ذلك عدة أحاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم منها قوله:(من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا ، ومن خلف غازيا في سبيل الله في أهله بخير فقد غزا) .
    وقوله صلى الله عليه وسلم : (من جهز غازيا في سبيل الله كان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجر الغازي شيئا) .
    وتجهيز الغزاة فيه فرصة كبيرة للرجل : بأن يجهز غيره ..سواء كان هو معذور في عدم الخروج كالأعمى والعاجز ونحوهما فبإمكانه تجهيز غازٍ في سبيل الله ليأخذ أجر غزوه ولاشك أن هذا باب عظيم من أبواب الخير والبر وأفضل ما بذلت فيه الصدقات والزكاة ومثل هذا المجال ( أي تجهيز الغزاة ) يعد مصرفاً من مصارف الزكاة وداخلاً في قول الله تعالى : ( وفي سبيل الله ) .
    وتجهيز الغزاة فرصة للمرأة : التي لا تستطيع الخروج في سبيل الله فبإمكانها تجهيز الغزاة من مالها ومن حليها وما تملكه لتحصل على هذا الأجر العظيم وقد قامت النساء بدور كبير في صدر الإسلام وفي متفرق العصور كمن قصت ضفائرها ومن أهدت حليها ، ولنتذكر هنا ما فعلته أخت القائد البطل الفذ الشهيد أبوجعفر اليمني رحمه الله الذي قتل في الشيشان فقد جاء في ترجمته بموقع صوت القوقاز :[ باعت أخته ذهبها وجهزته بمالها فأين النساء؟ بل أين الرجال؟ ]http://www.qoqaz.com
    وكذلك العاجز عن دفعه المال : فإنه يستطيع أن يجهز غازياً بطريق جمع المال لتجهيز الغزاة في سبيل الله وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم : الدال على الخير كفاعله ....
    6) خلافة الغازي في أهله بخير :
    وهي مثل سابقتها إلا أنها تتعلق بمسألة خلافة الغازي في أهله بخير ، والقيام بكفالتهم وشؤونهم فتتمة الحديث ما قاله صلى الله عليه وسلم : " ومن خلفه في أهله بخير فقد غزى "
    ومما ورد في فضل هذا العمل النبيل الجليل قوله صلى الله عليه وسلم (أيكم خلف الخارج في أهله وماله بخير كان له مثل نصف أجر الخارج)
    الخارج : الغازي أو المجاهد في سبيل الله.
    وخلافة الغازي في أهله والحرص عليهم ورعايتهم وتفقد حاجاتهم هو من حقوق الغازي على القاعدين في ديار أهله كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (حرمة نساء المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم وما من رجل من القاعدين يخلف رجلا من المجاهدين في أهله فيخونه فيهم إلا وقف له يوم القيامة فقيل له : قد خلفك في أهلك فخذ من حسناته ما شئت ، فيأخذ من عمله ما شاء فما ظنكم) .
    فما ظنكم : أي هل تظنونه يبقى لصاحبه شيئا من الحسنات في ذلك الموقف .. كما قال النووي .
    وقد جاء الوعيد على من لم يعز أو يجهز غازياً أو يخلفه في أهله بخير فإذا لم يقم المسلم بأحد هذه الأمور الثلاثة زمن الغزو فإنه يكون مستحق لعقاب الله كما جاء عند أبي داود بإسناد صحيح عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من لم يغز أو يجهز غازياً أو يخلف غازياً في أهله بخير أصابه اللَّه بقارعة قبل يوم القيامة "
    وروى عبد الرزاق عن سعيد بن عبد العزيز قال : سمعت مكحولا يقول : قال رسول اللّه  : "ما من أهل بيت لا يخرج منهم غاز أو يجهزوا غازيا أو يخلفونه في أهله إلا أصابهم اللّه بقارعة قبل الموت ". وهذا مرسل
    قال الشيخ أبوبصير حفظه الله : " فالمؤمن لا يجوز له إلا أن يكون واحداً من ثلاث: إما أن يكون غازياً في سبيل الله، وإما أن يخلف غازياً في أهله بالخير، وإما أن يجهز غازياً في سبيل الله .. فإن لم يكن واحداً من هؤلاء فلينتظر قارعة تنزل بساحته ـ لا يعلم ماهيتها وحجمها إلا الله ـ قبل يوم القيامة ..! " أ.هـ
    قال ابن الأثير : " أصابه الله بقارعة أي بداهية تهلكه ، يقال : قرعه أمر إذا أتاه فجأة ، وجمعها : قوارع " أ.هـ
    ومن الوسائل أيضاً :
    7) كفالة أسر الشهداء:
    كفالة أشر الشهداء والقيام على أراملهم ورعاية أولادهم وأهليهم فيامن تريد خدمة الجهاد والمجاهدين دونك أسر الشهداء فاكفلهم واسع جهدك في كفالتهم
    فالنبي صلى الله عليه وسلم ذهب إلى بيت جعفر بن أبي طالب ( جعفر الطيار ) لما بلغه استشهاده في غزوة مؤته وقال لأهله : اصنعوا لآل جعفر طعاماً فإنه قد أتاهم أمر يشغلهم
    وقد ذكر ابن كثير قصة النبي صلى الله عليه وسلم مع أبناء جعفر حيث ذكر الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن أسماء بنت عميس قالت : لما أصيب جعفر وأصحابه دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد دبغت أربعين مناء وعجنت عجينتي وغسلت بني ودهنتهم ونظفتهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إئتيني ببني جعفر " فأتيته بهم فشمهم وذرفت عيناه فقلت : يارسول الله بأبي أنت وأمي ما يبكيك ؟ أبلغك عن جعفر وأصحابه شيء ؟ قال : نعم أصيبوا هذا اليوم قالت فقمت أصيح واجتمع إليّ النساء وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لأهله : " لاتغفلوا عن آل جعفر أن تصنعوا لهم طعاماً فإنهم قد شغلوا بأمر صاحبهم " فليكن لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة ...
    لنقم على أسر الشهداء وأراملهم بالكفالة والرعاية ..
    أبناؤه يرعون ويحافظ عليهم من كل سوء وشر ، وزوجته تزوج من الكفء إن شاءت الزواج فإن زوجة جعفر اسماء بنت عميس سالفة الذكر قد تزوجها بعد انتهاء عدتها أبوبكر الصديق رضي الله عنه .
    فهذا كله من حق الشهيد علينا ... وهو عمل يسير وأجره عند الله كبير ..
    فهذا الشهيد قد ضحى بالنفس والنفيس من أجل خدمة الدين وإعلاء كلمة الله فلا أقل من أن نقوم برعاية أهله وزوجه وبنيه من بعده علّ الله أن يغفر الزلل ويلحقنا بركب الشهداء وقافلتهم ..
    8) كفالة أسر الجرحى والأسرى:
    ومن الوسائل التي نساهم بها في خدمة الجهاد والمجاهدين كفالة أسر الأسرى والجرحى لأنهم في حكم الغائب وأهاليهم قد يحتاجون للمساعدة فلا ينبغي أن يتركوا بل لابد من كفالتهم والقيام بشأنهم حالهم حال أسرة الغازي والشهيد ..
    وبخاصة أسر الأسرى وأهاليهم فلوعتهم بابنهم وعائلهم الأسير أكبر وأكثر ، وحزنهم متجدد بذكره والشوق لمعرفة مصيرة فلا بد من تذكيرهم الصبر والمصابرة وإشعارهم بأننا معهم في مصابهم ، ومن الملاحظ أن بعض زوجات الأسرى قد يعانين من ضغوط المجتمع وقد يغري بها بعض السفهاء ويستهزأ بزوجها ويسخر من حالها ولا شك أن هذا فعل من لا خلاق له ولا أخلاق ، ولكن لا بد من الوقوف مع زوجات الأسرى كفالة ورعاية ومتابعة وعضداً وتصبيراً ومناصرة والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه .
    9) جمع التبرعات للمجاهدين :
    لاشك أن المال عصب الجهاد ، ومن أعظم النفع للمجاهدين والجهاد أن تنتدب فئة من الأمة أو الأمة كلها لجمع التبرعات وإرسالها لأهل الثغور وفي ذلك من الأثر البالغ مالا يخفى على أحد ، وهذا الأمر هو الذي جعل الكفر العالمي في حيرة من أمره ، حيث جمدوا أرصدة المجاهدين وضيقوا على من يتعاون معهم ولكن المجاهدين مازالوا في طريقهم سائرين : " لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم "
    والحركة المجاهدة حين تدعو إلى الإنفاق وتحرض عليه لا يعني ذلك أنها " جمعية خيرية " تقدم صناديق مختومة وتطوف بها على الناس لجمع التبرعات لأنها حركة تعتمد على ذاتها وتنطلق من خلال جهادها ، وهي عندما تقبل صدقات المحسنين إنما هي تقبل منهم قبل ذلك أحاسيسهم وضمائرهم التي تحمل همّ الدعوة وتلبي نداء الجهاد فلا تخضع بذلك لمساومات أو إغراءات تمس عقيدتها وتخدش جهادها ، كما انها تقتدي في ذلك برسول الله صلوات الله وسلامه عليه في تحريضه أصحابه وامته على الإنفاق وتجهيز الغزاة بتلك النفقات المباركات .
    ويتجسد لنا هذا النموذج الرائع من التكافل الاجتماعي والتعاون الإيماني في تسابق المؤمنين إلى التجهيز للغزو في الغزوات النبوية لاسيما غزوة تبوك التي بذل فيها المسلمون الأموال والصدقات وشارك في هذا الدعم أشراف الرجال وكرائم النساء .
    وما أجمل أن يربي المجاهدون أبناء الإسلام على إحياء روح الوحدة الإسلامية في الشعور بقضايا المسلمين والتعايش مع واقعهم بالبذل والدعم والعطاء كما يربونهم على بذل النفس والتسابق بها في ميادين القتال لإعلاء كلمة الله .
    إنها حقاً تربية على أخلاق الخير وخصال البر ، ولن يبخل بعدها مسلم نال من تلك التربية الجهادية الشاملة نصيباً وافراً ، ولن يتردد في إجابة أخيه المجاهد وهو يدعوه عند الحاجة إليه وإلى تأييده ودعمه :
    أخا الإسـلام إن البر شئ يسرك في القيامة أن تراهُ
    فجُد بالخير واستبق العطايا فيوم الدين يجزيك الإلهُ

    قال الشيخ يوسف العييري رحمه الله : " ويتفرع عن الجهاد بالمال لمن لم يكن له دخل ولا مال ينفقه ، أن يجمع التبرعات من أهل اليسار ومن النساء والأطفال والخاصة والعامة ، ومن لم يستطع أن يجمع المال بإمكانه أن يحرض على الجهاد بالمال ويطلب من المسلمين ألا يشحوا بأموالهم إذا ما طلبت منهم .
    وهناك سبل أخرى كثيرة تتفرع عن الجهاد بالمال وقد اتضح المقصود من تلك الأمثلة " .
    وبإمكانك أن تجمع المال للمجاهدين من خلال عدة وسائل منها على سبيل المثال لا الحصر :
    1. الجمع في المساجد وفي تجمعات الناس العامة .
    2. الجمع عبر " صندوق المناسبات " وهذا يكون الجمع فيه أثناء المناسبات العائلية الخاصة .
    3. الجمع عبر عدة مشاريع تطرحها على من تعرف من الناس عامة وخاصة كالمشاريع الموسمية للمجاهدين مثل : ( إفطار الصائم ، تجهيز الغازي ، كسوة الشتاء ، صدقة الصيف ، الأضاحي ..)
    4. الاستقطاع الشهري من مالك أو مال من تعرف بحيث تحاول جمع أكبر عدد تستطيع الاستقطاع منهم شهرياً وتبعث بها للمجاهدين .
    5. حصالة المنزل وهذه توضع في المنزل وتفرغ بين الفترة والأخرى وتعطى للمجاهدين .
    6. حث الأثرياء من الأقارب والمعارف بدفع الزكاة والنفقة العامة للمجاهدين وإن أمكن أن تكون وسيطاً بينه وبين المجاهدين.
    المهم أن يكون لديك الحرص التام على جمع التبرعات وإذا كانت هي همك وهاجسك فلسوف تبتكر من الطرق ما حد له ولا نهاية ، ولسوف تجتاز كل العوائق والعقبات التي يضعها أنصار الصليب وأعداء المجاهدين من بني جلدتنا أو من الصليبيين أنفسهم .
    لا أبالي ولو أقيمت بدربي وطريقي حواجز وسدود
    ثم لنعلم العلم اليقين أن هذا الأمر واجب وحق لإخوانك عليك ولا فضل لك بذلك بل الفضل والمنة من الله تعالى الذي هداك وسخرك لخدمة أهل الثغور فكم حرم منها أناس كثير وخص بها أناس قليل فاللهم اجعلنا من الأقلين ..
    ولنتذكر قول الله تعالى : " هاأنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء إلى الله وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم "
    ولنجعل نصب أعيننا قول الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم : " الدال على الخير كفاعله "
    وحديث : " اللهم أعط منفقاً خلفاً ، اللهم أعط ممسكاً تلفاً "
    10) دفع الزكاة لهم :
    الزكاة حق من حقوق الله في المال ومن أحوج الناس لها اليوم هم المجاهدون لأنهم أولى الناس بها حيث يصدق فيهم أنهم : في سبيل الله ، وفقراء ، وابن سبيل ونحو ذلك
    قال الشيخ عبدالله عزام رحمه الله تعالى :" ولذا يحرم على الناس الإدخار في حالة الحاجة للمال، بل لقد سئل ابن تيمية سؤالا: (ولو ضاق المال عن إطعام جياع والجهاد الذي تضرر بتركه فقال: قدمنا الجهاد وإن مات الجياع، كما في مسألة التترس وأولى، فإن هناك ( التترس) نقتلهم بفعلنا وهنا يموتون بفعل الله)
    قال القرطبي: (إتفق العلماء على أنه إذا نزلت بالمسلمين حاجة بعد أداء الزكاة فإنه يجب صرف المال إليها) وقال مالك: (يجب على الناس فداء أسراهم وإن استغرق ذلك أموالهم. وهذا إجماع أيضا ).
    قال الشيخ عبدالله عزام رحمه الله : " والحفاظ على الدين مقدم على الحفاظ على النفوس، والحفاظ على النفوس أولى من الحفاظ على المال، فأموال الأغنياء ليست أغلى ولا أثمن من دماء المجاهدين. فلينتبه الأغنياء إلى حكم الله في أموالهم، حيث الجهاد في أشد الحاجة، ودين المسلمين وديارهم معرضة للزوال، والأغنياء غارقون في شهواتهم ولو صام الأغنياء يوما واحدا عن شهواتهم، وأمسكوا أيديهم عن إتلاف الأموال في كمالياتهم وحولوها إلى المجاهدين -الـذين يموتون بردا وتتقطع أقدامهم من الثلج ولا يجدون قوت يومهم ولا ذخيرة يدفعون بها عن أنفسهم ويحقنون بها دماءهم ـ، أقول: لو دفع الأغنياء مصروف يوم واحد للمجاهدين الأفغان لأحدثت أموالهم بإذن الله تغييرا كبيرا في الجهاد نحو النصر."
    فيجب دفع الزكاة للمجاهدين فهي حق الله تعالى في المال ، وقد أفتى الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله والشيخ عبدالله الجبرين حفظه الله : "بجواز تعجيل الزكاة لحول أو حولين إذا كان في ذلك منفعة وحاجة لدى المجاهدين أو المنكوبين من المسلمين في أراضي الجهاد "
    ولا أشك في أن الزكاة لو دفع ربعها على الجهاد والمجاهدين لرأينا الأثر العظيم البالغ ولسوف تكفي المجاهدين في كل أصقاع الأرض ، والبعض من الناس إذا تحدثت معه عن الرافضة وعن جهودهم وبذلهم أموالهم لمذهبهم رد عليك بردين :
    الأول : أن ورائهم دولة تدعمهم . الثاني : أن لديهم الخمس الذي يصرف لأئمتهم .
    وأنا أقول لك حنانيك فإننا لا ننتظر دولة لأهل السنة تتبنى جهادها ، ولا خمساً يجتزأ من مال الناس بل إننا لا نطالب إلا بربع الزكاة فقط ، ولسوف يحصل بها من النكاية والخير مالا يخطر على بال .
    وسل نفسك : كم من الأموال صرفت من الزكوات لأجل بناء مراكز إسلامية في بلاد متعددة من العالم في حين كانت دولة الإسلام الفتية ( طالبان ) بحاجةٍ للمسلمين ولكن لا مجيب ، حتى أن أمير المؤمنين الملا عمر لما حصل الإنحياز للأخوة المجاهدين في قروزني سأل أمير المؤمنين خازن بيت المال كم لديه ؟ فقال ثلاثمائة ألف دولار فقال له أعط ثلثها للمجاهدين في الشيشان !!
    انظر دولة كاملة مسلمة ميزانيتها 300 ألف دولار فقط وزكوات المسلمين مبعثرة ومهدرة في غير وجهها .
    بل لما بدأت الحرب الصليبية الأخيرة على أفغانستان كان في خزانة الدولة الإسلامية 70 ألف دولار فقط !!
    فيالله العجب من أهل السنة حتى زكواتهم التي سيخرجونها من أموالهم فإنهم لايضعونها الموضع الصحيح والله المستعان وعليه التكلان .

    11) المساهمة في علاج الجرحى:
    وذلك يكون بالمساهمة في شراء الأدوية والعلاجات لهم أو دفع تكاليف علاجهم أو القيام بأجرة الطبيب ولا شك أن الجرحى يشكلون عبئاً كبيراً على المجاهدين فمتى ما كفوا مؤونة علاجهم فإن هذا خدمة لهم أي خدمة وهذا متأكد على أصناف من الناس منهم :
    • الأطباء والصيدليين الذين لهم خبرة ودراية بعلاج الجرحى .
    • الذين يسكنون في مناطق مجاورة للبلاد التي فيها الغزو فهؤلاء يستطيعون مالا يستطيع غيرهم حيث بإمكانهم علاجه لديهم وفي ديارهم .
    • الذين يأتي إليهم الجريح كأن يرحل إلى بلاده فلابد من أهل بلدته القيام بأمره ودفع تكاليف علاجه .
    وكذلك هو عام لمن يستطيع النفقة على المجاهدين حيث يصرف منها على الجرحى والمصابين .

    12) الثناء على المجاهدين وذكر مآثرهم ودعوة الناس لتقفي آثارهم :
    ومن الوسائل أيضاً الثناء على المجاهدين ورفع الرأس بهم والفخر بأعمالهم وذكر مآثرهم وما حصل لهم من كرامات وانتصارات على أعداء الملة والدين فبذلك تحيا القلوب وتتوق للعزة والمجد الماضي ، فما سطره المجاهدون اليوم وقبل اليوم بدمائهم الزكية وبأشلائهم الطاهرة ونفوسهم الطيبة النقية يكل القلم عن كتابته :
    في كل يوم للجنان قوافل
    ماذا أقول بوصف ما قاموا به
    شهداء راضٍ عنهم العلام
    عجز البيان وجفت الأقلام

    وفي ذكر مآثرهم دعوة للناس بأن يقتفوا آثارهم التي ساروا فيها على نهج النبي محمد صلى الله عليه وسلم وما أجمل أن تجعل الأمة قدواتها من المجاهدين الذين بذلوا النفوس لأجل رفعة راية الدين بدلاً ممن في غيه سادر أو في لذات الدنيا غافل وسائر ..
    ولتعلم الأمة أن تأريخ الجهاد والمجاهدين والشهداء ليس مبتوراً بل هو سلسة من تأريخ هذه الأمة العريق سار عليه محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ومن تبعهم بإحسان إلى يومنا هذا ...
    والذي يركب في قافلة المجاهدين ليس غريباً عن الإسلام الحق الذي أتى به محمد صلى الله عليه وسلم بل هو سائر على نهجه ومن يقول اليوم لماذا العلماء في هذا الزمان لم يخرجوا للجهاد ولم يغزو في سبيل الله فإننا نقول أن القدوة هو محمد صلى الله عليه وسلم لا من رغب بالحياة الدنيا وانشغل بها بأي اسم ودعوى ..
    قالوا : فهل لك قدوة تمشي علــى آثارها من عالم أو قـــــاري
    قلت : النبي محمد وصحابــــه بجهادهم سادوا على الأمصـــار
    أنا قدوتي ابن الوليد ومصعـــب وابن الزبير وسائر الأنصــــار
    قالوا : فدربك بالمكاره موحــشٌ فعلام تبغي العيش في الأخطــار
    قلت : المكاره وصف درب جنانـنا أما النعيم فوصف درب النـــار
    فلا بد من دعوة الناس وتربية الأمة على أن تتخذ من المجاهدين قدوات في الحياة ، حتى تعاد للأمة الأمجاد فلن يصلح آخر هذه الأمة إلا بماصلح به أولها ..
    13) تشجيع المجاهدين وحثهم على الإستمرار:
    لاشك أن كثرة المخذلين والمبطلين يؤثرون على معنويات المجاهدين إلا أنهم بإذن الله لا يتوقفون عن المسير حيث هم كما وصف النبي صلى الله عليه وسلم : " لايضرهم من خالفهم ولا من خذلهم " إلا أنه ينبغي تشجيع المجاهدين وشد أزرهم والوقوف معهم ومساندهم وأن نظهر لهم أننا معهم وضد عدوهم أياً كان ..
    وكذلك حثهم على مواصلة الجهاد وتصبيرهم عليه وتسليتهم فيما يصيبهم من عناء وكدر ، فهذا من أعظم الدعم المعنوي الذي نقدمه للمجاهدين ونبذله لهم علّ الله أن يرحمنا بذلك .
    وفي هذه الأيام تشتد حاجة المجاهدين إلى من يشد أزرهم ويقوي عزائمهم حيث كثر المرجفون والملبسون الحق بالباطل ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال : " سيأتي من بعدكم أيام صبر للعامل فيهن أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ لِأَنَّكُمْ تَجِدُونَ عَلَى الْخَيْرِ أَعْوَانًا وَلَا يَجِدُونَ عَلَى الْخَيْرِ أَعْوَانًا "
    فلنكن عوناً للمجاهدين ومؤازين لهم :
    لا خيل عندك تهديها ولا مال فليسعف النطق إن لم يسعف الحال
    14) الذب عن المجاهدين والدفاع عنهم :
    رواه الترمذي عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:" من ذبّ عن عرض أخيه ردًّ الله النار عن وجهه يوم القيامة " وهذا من حقوق المجاهدين على سائر الأمة :
    أقلوا عليهم لا أباً لأبيكم من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا
    ولنحذر أشد الحذر من الطعن في أعراض المجاهدين .. وتناول ونشر ما يسوؤهم .. والبحث والتفتيش عن أخطائهم وعثراتهم .. وتتبع عوراتهم .. والتهكم والسخرية عليهم .. بل إن الواجب في هذه المرحلة وهذا الوقت .. الوقوف معهم .. والذب عن أعراضهم .. وإقالة عثراتهم .. ومعاداة من يريد بهم سوء أو ينشر عنهم ما يسوؤهم .. وهنا أهيب بإخواني أن يقاطعوا جريدة الشرق الأوسط وكل توابعها .. ومن كان على شاكلتها .. فهي تجتهد وفق مخطط التحالف الصليبي اليهودي .. في بث الفرقة بين الأمة والمجاهدين .. والإرجاف في صفوفهم .. ونشر الأكاذيب عنهم .. والترويج لعثرات المجاهدين .. وتعمل على إحباط وقتل الروح المعنوية للأمة .. فهي جريدة خبيثة المولد والمنهج .. وأعتقد أنه لا يجوز العمل فيها .. أو بأي دار نشر تحارب الله ورسوله وعباده المؤمنين .. ولنعلم أن دورنا مع إخواننا المجاهدين هو قول الله تعالى [وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ {10} ] الحشر ..
    قال الشيخ يوسف العييري رحمه الله ك " ويتفرع عن الجهاد باللسان تجلية حقيقة هذه الحرب الصليبية والهجمة التي تشن على الإسلام وفضحها ، والذب عن المجاهدين والدفع عن أعراضهم ، وذلك يكون بين خاصة الرجل وأهله ، وبين عامة الناس في منتدياتهم وفي مساجدهم و أعمالهم و مدارسهم ، فكل مسلم واجب عليه أن يجاهد بلسانه على قدر طاقته ، والجهاد باللسان لا يشترط له شرط بل كل كلمة علمها المكلف ويرى أن فيها فضحاً للصليبيين أو ذباً عن المجاهدين وجب عليه القول بها وبيانها للناس والله أعلم " .
    وقال رحمه الله : "وأما من رضي بالسكوت فقط فإن الله تعالى يقول له ولأمثاله:}وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم{وقد توعد الله سبحانه وتعالى الساكت في مثل هذه الأيام بما جاء عند أبي داود وأحمد واللفظ له عن جابر بن عبد الله وأبي طلحة بن سهل الأنصاريين رضي الله عنهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ( ما من امرئ يخذل امرءاً مسلما عند موطن تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله عز وجل في موطن يحب فيه نصرته ، وما من امرئ ينصر امرءاً مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته) "
    ونحن اليوم في زمن كثر فيه من ينال من المجاهدين وينتقصهم ويعيبهم إما من المنافقين أو من المرتدين أو ممن ينسبون للعلم الشرعي والعلم منهم براء يقول الشيخ على الخضير فك الله أسره :
    "نادت مجموعة أو فئة من نشاز الناس .. بمفهوم غريب ومصطلح مريب اسمه "تقزيم الجهاد".. و تهميشه وتهوينه .. أو تأخيره وتأجيله .. وأخيرا تعطيله !! مخفين ذلك من وراء .. لافتات براقة وعناوين أخّاذة ..
    كعند الأمة ما يكفيها من الجراح .. أو الأمة غير مهيئة للجهاد .. أو القوة غير متكافئة .. أو الأمة لم تتربى بعد .. أو من ذهب إلى الجهاد ترك أيتام وأرامل ..ناهيك عن الإرجاف والتثبيط .. بل السخرية والاستهزاء ..
    فأهل الجهاد عندهم .. أصحاب غلو وتطرف وقلة علم .. أو أهل انتقائية ومزاجية.. سائرين في ذلك على طريقة .. ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا ولا أكذب ألسنة ولا أجبن عند اللقاء ..ولا عجب في ذلك ولا غرو فهم ورثة } فَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ { .. وخليفة {الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا
    مَا قُتِلُوا } .. وأصحاب } فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيدًا{ ..
    وهذه الفئة توسم وتوصم ببعد النظر وسعة الأفق وفهم الواقع ومرونة الرأي ، والعمليات الاستشهادية عندهم انتحارية ومحرمة في شريعة الإسلام السمحة .. أو تسبب تصفية البؤر الجهادية في العالم .. وقد تمتد التصفية إلى كثير من الأعمال الإسلامية والدعوية والإغاثية .. وأقل أحوالها عندهم أنها مجازفة وتهور !!
    تعرفهم بلحن القول , وبإيحاء بعضهم إلى بعض بزخرف قولهم غرورا ..أماكنهم ومنتدياتهم .. أحادياتهم وأثنينياتهم .. أو الفضائيات والإذاعات .. والصحف والمجلات .. أماكن الكفر والإلحاد .. والإباحية والتهتك
    أما جهادهم فمفهومه : جهاد الكلمة ... والمجلة .. والشبكة العالمية ... وحوار الطغاة ! واحتواء أهل البدع ..
    وتمييع الفقه من أجل كسب الناس !ومن أصولهم تمييع الولاء والبراء .. وفتح باب الاجتهاد على مصراعيه .. والترخص في الفتاوى .. مقدمين في ذلك كله المتشابه على المحكم .. والشك على اليقين .. والعام على الخاص .. والمطلق على المقيد .. والموهوم على المعلوم .. والمصلحة على الدليل .. باختصار هم أولئك الذين سمى الله فاحذروهم .." أ.هـ
    ومما ينبغي أن يعلم هنا أن الجهاد والمجاهدين اليوم حرمتهم أعظم من حرمة بعض العلماء الذين لا يألون جهداً في صرف الناس عن الجهاد بل وربما النيل من المجاهدين وينبغي أن يعلم هنا أمرين :
    الأول : أن الجهاد والدفاع عنه وعن المجاهدين مصلحة عظمى تقدم على مصلحة العالم الذي نال من المجاهدين بأي شكل وبأي دعوى كانت وأن الرد عليه ولو كان ينقص من قدره واجب ولازم فهو الذي بلسانه استوجب الذم .
    الثاني : أنه وردت الأحاديث أنه سيأتي زمان يعيب العلماء والقراء الجهاد كما جاء ذلك عند النسائي في سننه عن سلمة بن نفيل الكندي  قال كنت جالسا عند رسول الله  فقال رجل يا رسول الله أذال الناس الخيل ووضعوا السلاح وقالوا لا جهاد قد وضعت الحرب أوزارها فأقبل رسول الله  بوجهه وقال ( كذبوا الآن الآن جاء القتال ولا يزال من أمتي أمة يقاتلون على الحق ويزيغ الله لهم قلوب أقوام ويرزقهم منهم حتى تقوم الساعة وحتى يأتي وعد الله والخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة وهو يوحى إلي أني مقبوض غير ملبث وأنتم تتبعوني أفنادا يضرب بعضكم رقاب بعض وعقر دار المؤمنين الشام ) وروى ابن عساكر أيضاً عن زيد بن أسلم عن أبيه أن الرسول  قال ( لا يزال الجهاد حلواً خضراً ما قطر القطر من السماء وسيأتي على الناس زمان يقول فيه قراء منهم : ليس هذا بزمان جهاد فمن أدرك ذلك الزمان فنعم زمان الجهاد ، قالوا يارسول الله أو أحد يقول ذلك ؟ قال : نعم من لعنه الله والملائكة والناس أجمعون )يتبع..............

  • #2
    تكملة......................
    15)فضح المنافقين والمخذلين:
    وهذا الواجب قد يلحق مع الذب عن المجاهدين فيمن ينال فيهم وفي منهجهم لكن يقال هنا أن القرآن الكريم عني بفضح المنافقين الذين يخذلون عن الجهاد ويحاولون وضع العوائق والعراقيل في طريق المجاهدين ألا إنهم هم العدو الأكبر ، وفي زماننا اليوم من أحفاد عبدالله بن أبي ابن أبي سلول الكثير ، ومقولاتهم شبيهة بأقوال إمام النفاق ابن سلول فلا بد من فضحهم وبيان عوارهم أسوة بالقرآن الكريم .
    ومن أقبح ما وقع فيه اليوم هؤلاء المنافقين وأشباههم أن جعلوا المجاهدين في سبيل الله ( خوارج ) وأنه يصدق فيهم الأحاديث التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم وما علموا أنهم إلى الخوارج أقرب حيث أئمة النفاق هؤلاء وأشباههم من المخذلة "يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم " ، وفيهم من الولاء للمرتدين وعباد الصليب والأوثان ما ليس للمجاهدين وأهل الإسلام ...
    فسبحانك ربي هذا بهتان عظيم ..
    وما أحوجنا اليوم إلى قرآءة سورة التوبة لتفضح لنا المنافقين في عصرنا بلا مجاملة ولا تردد..
    ولم يزل لهذا الدين - بحمد الله – علماء صادقون يقولون الحق ولو كان لقوله مرارة وحرجاً يذبون عن الدين ويدافعون عن سنة سيد المرسلين ومن أبرزهم في هذا الزمان الشيخ علي الخضير والشيخ ناصر الفهد فك الله أسرهما وكذلك الشيخ يوسف العييري رحمه الله تعالى ، وكان هؤلاء وغيرهم بحق ؛ صخرة قوية تتكسر أمامها معاول المخذلين وتتهاوى أقاويل المرجفين ، ومازالت هناك بقيّة من أهل العلم والفضل يبينون للناس ماالتبس عليهم من أمر دينهم وما يكيد به أعداء الملة والدين ، أو ممن يخدمهم من المخذلين بسوء نية أو بحسنها .
    قال الرسول : «يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين»
    فمن وسائل خدمة الجهاد والمجاهدين فضح هؤلاء المنافقين وبيان عوراهم في المجالس الخاصة والعامة وعدم التردد في ذلك لأنهم طليعة الإستعمار ومبرروا التغريب ، ينهون الأمة عن حمل السلاح ويعيبونها إذا توجهت للكفاح ويدعون عموم الناس إلى التعايش والإنبطاح ، رضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها وزين لهم الشيطان أعمالهم ولاحول ولا قوة إلا بالله .
    ومن أهم الوسائل في ذلك الحرص على نشر كتب من أشرنا إليه آنفاً لأن فيها البيان الشافي والكافي .

    16) دعوة الناس للجهاد وتحريضهم عليه :
    وهذا من الوسائل المهمة فالعاجز عن الجهاد، عليه أن يُحَرِّض غيره لقوله تعالى: فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين( )، ولقوله تعالى: يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال( )، وهذا واجب على القادر والعاجز وعلى كل مسلم أن يحرض إخوانه على قتال المشركين، ونحن في زماننا هذا أحوج ما نكون للعمل بهذه الآيات وفي هذا أجر عظيم، فقد قال رسول الله : «من دَلَّ على خير فله مثل أجر فاعله»( ).

    17) النصح للمسلمين وللمجاهدين:
    وله صور لا تعد ولا تحصى، فمنها نقل أخبار المشركين ومخططاتهم إلى المسلمين ليحذروها، ومن ذلك قوله تعالى: وجاء رجل من أقصا المدينة يسعى قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين( )، ففي هذه الآية تحذير المؤمنين مما يدبره لهم الكافرون من المكر والكيد، ومن النصح للمجاهد أن تعينه على التخفي من عدوه، وتساعده في ذلك ما استطعت إذا احتاج إلى ذلك، ومنها تزويد المسلمين بكل ما يعينهم على قتال عدوهم من معلومات وخبرات، مع كتمان أسرار المسلمين.
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في سياق كلامه عن جهاد المرتدين: ”ويجب على كل مسلم أن يقوم في ذلك بحسب ما يقدر عليه من الواجب فلا يحل لأحد أن يكتم ما يعرفه من أخبارهم، بل يفشيها ويظهرها ليعرف المسلمون حقيقة حالهم، ولا يحل لأحد أن يعاونهم على بقائهم في الجند والمستخدمين، ولا يحل لأحد السكوت عن القيام عليهم بما أمر الله به رسوله. ولا يحل لأحد أن ينهى عن القيام بما أمر الله به رسوله، فإن هذا من أعظم أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله تعالى، وقد قال الله لنبيه : يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم وهؤلاء لا يخرجون عن الكفار والمنافقين.“( ).

    18) التكتم على المجاهدين وإخفاء أسرارهم التي يستفيد منها العدو:
    فيجب ستر عورات المجاهدين ، والتكتم على أسرارهم ، حتى لا يستفيد من معرفتها العدو من كفار ومنافقين ، وينبغي أن يكون هم المجاهدين والحفاظ عليهم ، والسعي لحمايتهم وعدم الإضرار بهم ينبغي أن يكون همّاً ملازماً لنا تحقيقاً لمعنى الإخوة ، وبرهنةً لدعوى محبة الجهاد والمجاهدين .
    قال أهل العلم : "يحرم تحريماً قاطعاً خذلان هؤلاء المجاهدين ? أو الوقوف ضدهم ? أو تشويه سمعتهم ? أو الإعانة عليهم , أو التبليغ عنهم ? أو نشر صورهم ? أو تتبعهم ? وأن فعل ذلك هو في حقيقته إعانة للأمريكان ? الذين يبذلون وسعهم للقبض عليهم ? وتحقيق لأهدافهم التي عجزوا عنها ? فاحذر أخي المسلم أن تكون عوناً للصليبيين ضد المجاهدين ? وكل من فعل شيئاً من ذلك فقد بغى وظلم ? وأعان على الإثم والعدوان ? وقد قال تعالى {وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ } (المائدة: من الآية2) ? وقال صلى الله عليه وسلم " أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً " متفق عليه من حديث جابر .
    وقد ثبت في الصحيح أن همام بن الحارث رحمه الله قال : كان رجل ينقل الحديث إلى الأمير ، فكنا جلوسا في المسجد ، فقال القوم : هذا ممن ينقل الحديث إلى الأمير ، قال فجاء حتى جلس إلينا ، فقال حذيفة رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "لا يدخل الجنة قتات" . والقتات : النمام ."

    19) الدعاء لهم.
    ومن وسائل النصرة والمشاركة في خدمة المجاهدين الدعاء لهم بظهر الغيب بأن ينصرهم الله على عدوهم وأن يثبت أقدامهم وأن يخذل عدوهم ، والدعاء لأسراهم بالفكاك ..، والدعاء لجرحاهم بالشفاء والعافية ، والدعاء لشهدائهم بالقبول والمغفرة ، والدعاء لقادتهم بالحفظ والصيانة ، والدعاء لأبنائهم وذراريهم بالرعاية والسلامة ، والدعاء بجمع الكلمة على الحق ...
    وليتحر الإنسان أوقات الإجابة وهنا ننبه إلى مسائل مهمة في قضية الدعاء للمجاهدين :
    • أن تدعو لهم بقلب مخبت ولا تكتفي بالدعاء لهم من طرف اللسان فإن الله لا يستجيب الدعاء من قلب عبد ٍساهٍ لاهٍ ..
    • تحري أوقات الإجابة وتذكير الناس بها ومن وسائل التذكير رسائل الجوال ، وتذكير أهل البيت .
    • أن يدعو الإنسان لكل ما يجد ويحث من الحوادث حتى لا يتعود على نمط واحد من الأدعية وحتى لا ييأس من عدم الإجابة ، وهنا ننبه أن يلزم الإنسان أن يدعو وهو موقن بالإجابة ولا يستعجل في الإجابة ويقول دعوت فلم يستجب لي .
    20) قنوت النوازل:
    ولأهمية هذا الأمر وكونه سنة من سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ووجود من يريد طمس هذه السنة أفرد موضوع القنوت لوحده وإلا فإنه تابع لما سبق وداخل في الدعاء للمجاهدين .
    وفي هذه الأيام يحاول البعض التهميش من هذه السنة بأحد أسلوبين :
    الأول : أن يقول أن هذا الأمر يحتاج فيه إلى إذن ولي الأمر ( الإمام ) وبذلك يصبح القنوت شبه مستحيلاً إلا اللهم إذا كان هناك مصالح سياسية فيقنت على العدو الروسي مثلاً ، ولا يدعى على الأمريكي ..!!
    ومن هو الإمام اليوم الذي يرتجى وينتظر منه الإذن أهو الذي مدّ الصليبيين بالعون والمساعدة ؟ أم الذي هنأ الرئيس الروسي بفوزه بالإنتخابات في وقت يقوم فيه بمجزرة شنيعة للمسلمين في قروزني وضواحيها .
    يقول الشيخ حمود العقلاء رحمه الله : " نحن اليوم نعرف اختلاف أهواء الحكام وماهي توجهاتهم فربط القنوت للنوازل بهم يجعل قضايا المسلمين خاضعة للسياسة و مصالح الحكام ، وأنت ترى في الواقع اليوم تخاذل كثير من الحكام وعدم نصرتهم للمسلمين في نوازلهم بل انهم يخجلون من دعم قضايا الجهاد والمجاهدين ، فكيف ينتظر منهم أن يأذنوا بالقنوت لهم إلا أن يوافق مصالحهم وأهواءهم ."

    ثم إن هذا الشرط ( أي إذن الإمام )غير معتبر ولا دليل عيه كما في فتوى الشيخ حمود العقلاء رحمه الله تعالى .
    الثاني : أنه إذا قلنا بالقنوت لكل نازلة لم ننفك عن القنوت إلا وتأتي نازلة أخرى تحتاج إلى قنوت فربما استمر بنا القنوت بدون توقف ، وهؤلاء يرد عليهم بأنه مشروع لنا القنوت عند النازلة سواء توالت النوازل أم توقفت فهذه هي السنة عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " فَالْقُنُوتُ مِنْ السُّنَنِ الْعَوَارِضِ لَا الرَّوَاتِبِ ; لِأَنَّهُ ثَبَتَ أَنَّهُ تَرَكَهُ لَمَّا زَالَ الْعَارِضُ ثُمَّ عَادَ إلَيْهِ مَرَّةً أُخْرَى ثُمَّ تَرَكَهُ لَمَّا زَالَ الْعَارِضُ .."
    وفيما يلي مقطع من رسالة الشيخ حمود العقلاء في قنوت النوازل :
    " وقد نقل ابن القيم في كتاب الصلاة في فصل في صفة القنوت : قال إسحاق الحربي : سمعت أبا ثور يقول لأبي عبد الله احمد بن حنبل : ما تقول في القنوت في الفجر ، فقال أبو عبد الله : إنما القنوت في النوازل ، فقال له أبو ثور : أي نوازل اكثر من هذه النوازل التي نحن فيها ؟ قال : فإذا كان كذلك فالقنوت .
    ونحن نقول اليوم : ما أكثر نوازل المسلمين فكيف يضّيق أمر القنوت لهم ويحجّم أو يُسيَّس والله تعالى يقول : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ) وقال تعالى ( والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض ) .
    علما بأن القنوت له مقاصد عظيمة كثيرة يختلف عن مجرد الدعاء لهم في السجود أو الخطب أو غيرها ، حيث إن من أهدافه ومقاصده المشاركة المعنوية وحفز الهمم والاهتمام بالمسلمين وإظهار التعاطف والتعاون ، ويتقوى بذلك المجاهدون وهذا مشاهد وملموس وسمعناه كثيرا من المجاهدين أنهم يفرحون بدعاء إخوانهم المسلمين إذا كان علنا في القنوت بل إنهم دائما يطالبون بذلك ، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في فتح الباري في فصل القنوت : ( وظهر لي أن الحكمة في جعل قنوت النازلة في الاعتدال دون السجود مع أن السجود مظنة الإجابة أن المطلوب من قنوت النازلة أن يشارك المأمومُ الإمام في الدعاء ولو بالتأمين ومن ثم اتفقوا على أن يجهرَ به ) والقنوت نوع استنصار ونصرة وقد صح عن علي بن أبي طالب لما قنت في حروبه قال : إنما استنصرنا على عدونا . رواه ابن أبى شيبه 2/103 رقم 6981 .
    بل إن هناك من أهل العلم من قال بوجوب قنوت النوازل وقال إنه فعل الأئمة ، فقد ذكر ابن عبد البر في الاستذكار 6/202 بسنده عن يحي بن سعيد انه كان يقول : يجب الدعاء إذا توغلت الجيوش في بلاد العدو ( يعني القنوت ) قال : وكذلك كانت الأئمة تفعل ."أ.هـ

    21) متابعة أخبار الجهاد ونشرها:
    ولا شك أن المتابعة لأخبار المجاهدين إذا كانت من محب للجهاد وحريص عليه أن الإنسان مأجور عليها فإنه يفرح حينئذٍ لفرحهم ويحزن لحزنهم ، أما من يكتفي بالمتابعة لوحدها فإن كان خيراً قال إنا معكم وإن كان غير ذلك قال قد أنعم الله عليّ إذ لم أكن معهم شهيداً فهذا كما قال الشيخ أبوعمر محمد السيف حفظه الله : ( وأن ترك النصرة والإعراض عن المشاركة في الجهاد والاكتفاء بمتابعة أخبار المجاهدين عن بعد عبر وسائل الإعلام المختلفة المسموعة والمرئية والمقروءة إنما هو من صفات المنافقين الذين قال الله تعالى عنهم ( وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بادون في الأعراب يسألون عن أنباءكم ) أي بدلاً من مواجهة أحزاب الكفار الذين قصدوا المسلمين في المدينة فإن المنافقين يودوا لو أنهم ابتعدوا عن مكان المواجهة وأقاموا في البادية مع الأعراب يسألون عن أنباء المجاهدين وعن أخبار المعركة عن بعد فلا سبيل للأمة لكي تتصدى لهذه الحملة الصليبية إلا بالعودة الصادقة إلى دينها والوفاء بالبيعة التي عقدها الله مع عباده المؤمنين حيث قال تبارك وتعالى ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم ) أ.هـ
    ولذلك ينبغي نشر أخبار المجاهدين وإشاعتها بين المسلمين لما في ذلك من فوائد عديدة منها :
    • لتشعر الأمة بمعنى الجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر .
    • ليكسر طوق الحصار الإعلامي على الأمة حيث سيطر الأعداء على أغلب وسائل الإعلام فلا ينشرون إلا ما يريدون ، والسعي في نشر أخبار المجاهدين يكون قاعدة إعلامية شعبية للمجاهدين .
    • ليعمَّ الفأل الأمة وتعلم الأمة أن طريق العزة والكرامة هو الجهاد والإستشهاد .
    ومن وسائل نشرها مايلي :
    • عبر المنتديات وساحات الحوار في الأنترنت .
    • تكوين مجموعات بريدية تضم عدداً كبيراً من العناوين البريدية ويتم الإرسال لهم ما يجد من أخبار المجاهدين .
    • طباعتها من مواقع الأنترنت وتصويرها ومن ثم توزيعها على الأقارب والمعارف .
    • استغلال مجامع الناس بتوزيع أو قراءة أخبار المجاهدين .
    • وضعها في المساجد والأماكن العامة كالمدارس والصرافات الإلكترونية .
    • رسائل الجوال المختصرة وإحتساب الأجر فيها من الله ، ويمكن الإستفادة من المواقع التي تعطي رسائل جوال مجانية .
    • طباعتها وتوزيعها على العلماء وطلبة العلم والخطباء وأئمة المساجد ليكون لها تأثيراً إيجابياً عليهم .
    ولا تكن التشديدات الأمنية والتحذيرات من قبل بعض أعداء الجهاد عائقاً وحاجزاً عن نشر أخبار المجاهدين بل إستعن بالله ولا تعجز ولا تراقب إلا الله ، واحذر من حيلة إبليسية وهي أن تقول توزيع الأخبار أمر جزئي وليس من المصلحة المخاطرة من أجله فالأمر أولاً يسير فليس ثمة مخاطرة ، ثم أنت تقوم بواجب الإعلام للجهاد والمجاهدين فانظر نظراً ثاقباً ولا تسطح المسألة فانشر الأخبار ولو لحقك شيء من أذى فاحتسب الأجر من الله تعالى وقم بحق إخوانك عليك .
    22) المشاركة في نشر ما يصدر عنهم من كتب ومطويات :
    وهذه تابعة لما سبقها من نشر الأخبار وتوزيعها بين المسلمين ، فينبغي عليك أن تفكر في نشر كل ما يتعلق بالجهاد ويحرض عليه ويدعو لنصرة أهله وأن تبتكر الطرق والوسائل لذلك ، فمثلاً جمع المواقف البطولية ومواقف التضحية وجعلها في ملف وتصويره وتوزيعه بين الناس وإنزاله في الأنترنت ، وكجمع رسائل أسرى غونتنامو وانتقاء أفضلها ونشرها بين الناس ليزيد التعاطف معهم وهكذا يحاول كل واحد منا أن يجهز أي شيء إعلامي عن المجاهدين وما يتعلق بهم وأذكر هنا موقف إحدى الأخوات الفاضلات حيث قامت بجمع آخر أخبار الشيشان وجمعت آخر مقابلة مع شامل باسييف وخطاب وجمعت بعض القصائد وبعض القصص والمقالات ثم وضعتها في ملف يوزع بين الناس ولكن شرط الإطلاع عليه أو قراءته أن يدفع المتصفح 3ريالات وفعلاً نجح مشروعها وجمع به خيرٌ كثيرٌ وعمل غيرها بمثل ما عملت فلها من الأجر مثلهم ...
    وإذا عجزت عن إخراج شيء فعليك بنشر أي شيء يتعلق بالمجاهدين من منشور أو مطبوع أو نحوه خدمة للجهاد ومشاركة للمجاهدين .

    23) إصدار الفتاوى لمناصرتهم :
    وهذا واجب في حق العلماء حيث يجب عليهم إرشاد الأمة إلى الوقوف مع المجاهدين ونصرتهم بالنفس والمال والدعاء ونحوه ، وواجب على طلاب العلم والوعاظ إرشاد العامة إلى هذا الواجب العظيم ، كما يجب على المقربين من أهل العلم من طلاب وأقارب أن يحثوا الشيخ ويقووا عزيمته بأن يصدر ما يقف به مع إخوانه المجاهدين من دعوة الناس لنصرتهم والوقوف معهم ومتى ما فعل العالم ذلك رأيت أثره بالغاً وعجيباً فهذا شيخ المجاهدين في زمانه الشيخ حمود العقلا رحمه الله ما تحل نازلة بالمسلمين أو حاجة بالمجاهدين إلا وترى له فيها موقف سديد ورأي رشيد بلا تردد و لا خوف من أحد من العبيد ، بل إنه من اللطائف في ذلك أنه قال مرّة لدي مدفع قديم في المزرعة فإذا كان المجاهدون سيستفيدون منه فسأرسله لهم ...
    رحمه الله رحمة واسعه ولا غرو في ذلك فقد كان الشيخ يصدر الفتاوى بنفس محترقة على الإسلام والمسلمين وكما قيل : " ليست النائحة الثكلى كالمستأجرة " وورد في ترجمة الشيخ رحمه الله :
    "كان الشيخ رحمه الله يعيش أمس المسلمين و حاضرهم ومستقبلهم , فكان يتتبع الأخبار ويجلس الأوقات الطويلة لذلك , ومن حرصه أنه كان يستخدم الراديو بنفسه فيعرف أماكن القنوات وأرقامها فكان يأخذ الراديو من يد الجالس إذا عجز عن إخراج مكان الخبر فيدله عليه , بل كان رحمه الله يتعرف على أهمية الخبر من خلال معرفته بالمذيع .
    فكان رحمه الله لاهتمامه بذلك تجد كل أحوال المسلمين عنده وكل جديد الأحداث وصله , فما على الحاضر إلا أن يسأل الشيخ عن جديد الأحداث فيخبره بذلك مع تحليلها وسبر أبعادها ومضامينها .
    وكان الشيخ رحمه الله مع ذلك خبيرا بتواريخ الوقائع والحروب والسياسات وكبار الساسة - الحي منهم والهالك - تواريخهم ومواقفهم , فكان يربط الحدث بتاريخ صاحبه وسوابقه , ولهذا فمع العلم الراسخ وفهم الواقع وأحداثه وجد المسلمون بغيتهم عند الشيخ رحمه الله .
    وكان اهتمامه بمصالح المسلمين وأحوالهم حتى قبل وفاته رحمه الله بدقائق , فقد كان يتحدث رحمه الله حينها عن أحداث أفغانستان وحكومة طالبان وأخبار المجاهدين وجديد أخبارهم , وقد ختم له إن شاء الله تعالى بخير .
    ولما كان بعض المشايخ وطلبة العلم في السجن كان لا يفتر رحمه الله عن السؤال عنهم وعن جديد أخبارهم , فكان كثيرا ما يدعوا لهم بالثبات على الحق والصبر جزاه الله عنا وعنهم كل خير .
    وكانت أخبار الإنترنت تعرض عليه يوميا فكان يجلس الساعة والساعتين بل أكثر من ذلك , يستمع لقارئها فلا يمل ولا يكل , حتى صار أخبر بتلك الشبكة من المتابعين لها , بل كان رحمه الله يعرف بعض من يكتب في منتديات الإنترنت وأفكارهم ومناهجهم من خلال الاستماع لمقالاتهم " .

    24) التواصل مع العلماء والخطباء وإخبارهم عن أحوال المجاهدين :
    وذلك أن الأعداء حرصوا على إماتتة المسلمين وإخماد مشاعرهم عبر إخماد رؤوسهم وإشغال عامتهم فالعلماء إذا تيقظوا أيقظوا الناس ، وإذا خمدوا خمد الناس والعامة مع العلماء في الأعم الأغلب أو على الأقل في مسائل الدين التي على رأسها الجهاد ونصرة المجاهدين ، ولذلك غالباً ما يكتفي الأعداء بأن يلبسوا على العلماء أومن هم في مصاف الموجهين حتى يبرروا لهم الغزو أو على الأقل حتى يثنوهم عن الحل المسلح - والمتمثل في الجهاد – فتراهم يركزون دائماً عليهم وللأسف ترى طليعة الغزاة بعض من يشار إليهم بالبنان ، وما صمدت الأمة في وقت مضى لما هاجمها الصليبيون والتتار إلا لما هب علماؤها ورجالها للجهاد وانضووا تحت راية الجهاد فهذا شيخ الإسلام ابن تيمية يحرض الناس على القتال ويقف إلى جانب الجند أمام التتار ويثبت الأمة حنى قال مقولته المشهورة : " والله لننتصرن " فقالوا له : قل إن شاء الله فقال : " إن شاء الله تحقيقاً لا تعليقاً " ، وكذلك اصطف ابن قدامة بجانب صلاح الدين الأيوبي في مغازيه وهكذا ...
    فلأجل هذا يجب متابعة العلماء وبموافاتهم بحال المجاهدين وأخبارهم حتى يقفوا مع الجهاد ويحرضوا عليه ، فكما أن الباطل يجلب عليهم بشبهه ضد الجهاد وتحذيره من أهل الجهاد فلا بد علينا أن نلتف حولهم ونذكرهم بالواجب تجاه المجاهدين وحقوقهم عسى الله أن يقيظ لنا أمثال الشيخ عبدالله عزام والشيخ حمود العقلاء رحمهما الله .
    ولم يزل العلماء الصادقون يقفون مع المجاهدين وقفة صدق ويحملون تبعات وقوفهم ونطقهم بالحق بالسجن تارة وبالقتل تارة أخرى وما مقتل الشيخ يوسف العييري عنّا ببعيد .
    فلنواصل المتابعة مع العلماء ولو أغلضوا لنا في القول معذرةً إلى ربهم ولعلهم يتقون ..
    أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته ومدمن الطرق للأبواب أن يلجا

    25) أخذ اللياقة البدنية :
    لابد لمن ينوي الجهاد أو يعزم عليه من أن يأخذ اللياقة البدنية التي تساعده إذا خرج للجهاد في سبيل الله حيث أنها ضرورية للمجاهد فلا بد أن يتعود على المشي الطويل والجري والهرولة لتكون لياقته مناسبة فينفر عند النداء ...لا أن يكون عالة على إخوانه بتعطيلهم أو تأخيرهم أو إضطرارهم إلى أن يحملوه .. وقد حصل في البوسنة وغيرها أن بعض الأخوة كاد أن يقع في الأسر أو أنه وقع لعدم وجود اللياقة الكاملة لدية ...

    فأخذ اللياقة من الإعداد المطلوب شرعاً يقول الشيخ يوسف العييري رحمه الله :
    " فإن لياقة المجاهد وتمكنه من الجري لمسافات طويلة وتحمله لبذل مجهود بدني لفترات طويلة ،
    هي العامل الرئيس في حسن أدائه في الميدان ، فقد يكون المجاهد متقناً للسلاح ، ولكن بسبب انعدام اللياقة فإنه لن يتمكن من اختيار المكان المناسب للرماية ولن يتمكن من قفز الأسوار أو تسلق المباني لتمشيطها كل ذلك بسبب انعدام اللياقة البدنية ، والمجاهد الذي يتمتع بلياقة عالية يمكنه إتمام كل أعماله على أحسن وجه حتى ولو لم يكن استخدامه للسلاح يصل إلى درجة الإتقان ، لأنه قادر على المناورة واتخاذ أحسن المواقع للرماية وقادر على تأدية مهامه بكل سرعة وخفة ، ولن يشوش الإرهاق البدني على تفكيره وسرعة المبادرة ، فنعرف من هذا أن اللياقة البدنية ركيزة مهمة للمجاهد وخاصة في ميدان المدن " أ.هـ
    وفي هذا الزمان الذي نعيشه اليوم يكاد يكون جميع الجهاد في العالم على طريقة حرب العصابات وحرب مدن وهذا يحتاج إلى لياقة عالية فلا تكن أخي عبئًا على غيرك وإبدأ من الآن بأخذ اللياقة البدنية اللازمة .
    ولا تحتقر اللياقة البدنية أخي واعلم أن أجرها عظيم إذا أخلصت النية ونويت بها الإعداد للجهاد في
    سبيل الله ، والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ، ومن القوة القوة البدنية والجسمية ، يقول الشيخ المجاهد يوسف العييري رحمه الله:" إن المستوى البدني الذي يجب أن يتمتع به المجاهد هو أن يكون قادراً على الهرولة لمسافة 10كم دون توقف خلال مدة لا تزيد عن 70 دقيقة على أسوأ الأحوال ، ويكون قادراً على تنفيذ تمرين اختراق الضاحية والجري بمسافة 3 كلم بمدة لا تزيد عن 13.5دقيقة ، ويكون قادراً على العدو لمسافة 100م بمدة تتراوح ما بين 12-15 ثانية ، ويكون قادراً على المسير دون توقف طويل لمدة لا تقل عن 10 ساعات ، وقادراً على المسير بحمولة تصل إلى 20كجم لمدة لا تقل عن 4 ساعات ، ويكون قادراً على عمل تمرين الضغط وهو ما يسمى ( بوش أب ) لأكثر من سبعين مرة دفعة واحدة ودون توقف ، وقادراً على عمل تمرين البطن مائة عده دفعة واحدة دون توقف ، وقادراً على تطبيق زحفة التمساح لمسافة خمسين متر خلال سبعين ثانية على الأكثر ، ولاختبار قوة التحمل عليه بتنفيذ تمرين مشابه لطريقة ( فارتليك ) مع اختلاف بسيط ، هذا التمرين يجمع بين المشي والمشي السريع والهرولة والجري والعدو ، يبدأ المجاهد بالمشي العادي لمدة دقيقتين ثم ينتقل إلى المشي السريع لمدة دقيقتين ثم يبدأ بالهرولة لمدة دقيقتين ثم ينتقل للجري لمدة دقيقتين ثم يبدأ بالعدو السريع لمسافة 100متر ، ثم يعود للمشي وهكذا يواصل تكرار هذا التمرين دون توقف حتى يصل إلى عشر مرات .
    توضيح لجدول المشي
    مشي عادي- دقيقتين مشي سريع - دقيقتين هرولة – دقيقتين جري - دقيقتين عدو سريع100متر
    يكرر عشر مرات
    +
    طريقة التمرين
    ضغط = عشر مرات زيادة 3 كل يوم
    بطن = عشر مرات زيادة 3 كل يوم

    يختلف المشي العادي عن المشي السريع عن الهرولة عن الجري عن العدو ، فالمشي العادي معروف لدى الجميع ، والمشي السريع هو أن تسير بسرعة مع المحافظة على عدم رفع إحدى القدمين عن الأرض لمدة طويلة تقارب مدة المشي العادي ، أما الهرولة فهي قطع الكيلو متر الواحد بمدة لا تقل عن 5.5دقيقة ، أما الجري فهي قطع الكيلو متر الواحد بمدة لا تزيد عن 4.5 دقيقة ، أما العدو السريع فيحسب بالمائة متر بحيث يتراوح قطع المائة متر من 12 حتى 15 ثانية وهو العدو بما يقرب من 80% من المجهود البدني .
    هذا المستوى يمكن للمجاهد أن يصله خلال شهر واحد لمن جد واجتهد ، بشرط أن يراعي التدرج ولا ينهك العضلات خشية حدوث تمزقات ، وعلى سبيل المثال فإن المجاهد لو بدأ أول الشهر بالهرولة لمدة 15 دقيقة وزاد يومياً دقيقتين فمعنى هذا أنه خلال شهر سيصل إلى الهرولة لمدة ساعة دون توقف ( الشهر يحتوي على عشرين يوماً رياضياً ، إذا كان البرنامج 5 أيام في الأسبوع ) ، وكذلك لو أنه بدأ بالضغط في أول الشهر بعشر عدات وزاد كل يوم ثلاث عدات فمعنى هذا أنه سيصل إلى سبعين عدة خلال شهر واحد ، فالتدرج والاستمرار له أثر كبير في اكتساب اللياقة ، ولابد أثناء البرنامج الرياضي أن يكون هناك تمارين سويدية تساعد على استطالة العضلات واسترخائها وإحمائها وتقويتها ، ويحاول المجاهد أن يركز على كافة أنواع التمارين السويدية ويبتعد عن المعدات والأجهزة ليتمكن من مواصلة برنامجه الرياضي في أي مكان ، ولأن المعدات والأجهزة لها أثر سلبي على الجسم على المدى البعيد ، وأفضل التمارين التمارين السويدية سهلة التطبيق وتعتمد على الجسم وقوته ومضاعفاتها أقل بكثير من غيرها.
    26) التدرب على الأسلحة وتعلم الرمي:
    تعلم الرماية والتدرب على الأسلحة تدريباً نظرياً وعملياً لأن المرء قد يتيسر له العملي بالرماية الحية أو بالتدرب على السلاح من دونما رماية به أو التعلم عليه نظرياً بالصورة وكل بلاد بحسبها وما هو ممكن فيها ...
    والله عزوجل يقول" وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم "وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صعد المنبر وتلا هذه الآية ثم قال : " ألا إن القوة الرمي ، ألا إن القوة الرمي ، ألا إن القوة الرمي "
    فلا تتهاونوا بهذا الواجب العيني العظيم على كل مسلم قادر بالغ عاقل ...
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ( يجب الاستعداد للجهاد بإعداد القوة ورباط الخيل في وقت سقوطه للعجز، فإن مالا يتم الواجب إلا به فهو واجب ) أ.هـ .
    فتعلموا الرماية وأكثروا من مجالسة السلاح ... فإنها العزة كل العزة والفلاح ...
    والعجب كل العجب أن ترى من شابت لحيته ولما تكتحل عيناه برؤية السلاح رأي العين!!
    يا أمة نسيت لطول العهد ما شكل السلاح لا تندبي عمراً ولا تدعي صلاح
    وياللعجب من إمريء يبغي مقارعة العدو وجهاده في ساحات الوغى وهو لم يعرف بعد كيف يمسك بالسلاح ..!! ولاشك أن كل قادر على أن يتعلم الرمي فلم يتعلمه أنه آثم لعدم قيامه بما أوجب الله ، ولا يكاد العجب ينفك من قوم يذلون أوقاتهم في تعلم أمور الدنيا وما يزيد من معاشهم فيها ويزهدون في تعلم الرماية والسلاح مع أن العدو على الأبواب أو أنه قد دهم البلاد والله المستعان.
    يقول شيخ الإسلام رحمه الله لما سئل عن الرمي ومن تركه بعدما تعلمه :
    "أَجَابَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ أَحْمَد بْنُ تيمية رضي الله عنه : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . الرَّمْيُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالطَّعْنُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ . وَالضَّرْبُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ : كُلُّ ذَلِكَ مِمَّا أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى : بِهِ وَرَسُولُهُ وَقَدْ ذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى الثَّلَاثَةَ فَقَالَ تَعَالَى : { فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا } وَقَالَ تَعَالَى : { فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ } وَقَالَ تَعَالَى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ } وَقَالَ تَعَالَى : { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ } وَقَدْ ثَبَتَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ وَغَيْرِهِ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى الْمِنْبَرِ هَذِهِ الْآيَةَ فَقَالَ : " { أَلَا إنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ أَلَا إنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ أَلَا إنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ } . وَثَبَتَ عَنْهُ صلى الله عليه وسلم فِي الصَّحِيحِ أَنَّهُ قَالَ : " { ارْمُوا وَارْكَبُوا وَأَنْ تَرْمُوا أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ أَنْ تَرْكَبُوا وَمَنْ تَعَلَّمَ الرَّمْيَ ثُمَّ نَسِيَهُ فَلَيْسَ مِنَّا } . وَفِي رِوَايَةٍ : " { وَمَنْ تَعَلَّمَ الرَّمْيَ ثُمَّ نَسِيَهُ فَهِيَ نِعْمَةٌ جَحَدَهَا } . وَفِي السُّنَنِ عَنْهُ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ : " { كُلُّ لَهْوٍ يَلْهُو بِهِ الرَّجُلُ فَهُوَ بَاطِلٌ ; إلَّا رَمْيَهُ بِقَوْسِهِ وَتَأْدِيبَهُ فَرَسَهُ وَمُلَاعَبَتَهُ امْرَأَتَهُ . فَإِنَّهُنَّ مِنْ الْحَقِّ } . وَقَالَ : " { سَتُفْتَحُ عَلَيْكُمْ أَرَضُونَ وَيَكْفِيكُمْ اللَّهُ فَلَا يَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَلْهُوَ بِأَسْهُمِهِ } . وَقَالَ مَكْحُولٌ : كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إلَى الشَّامِ : أَنْ عَلِّمُوا أَوْلَادَكُمْ الرَّمْيَ وَالْفُرُوسِيَّةَ . وَفِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ عَنْهُ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ : " { ارْمُوا بَنِي إسْمَاعِيلَ ; فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا } . { وَمَرَّ عَلَى نَفَرٍ مِنْ أَسْلَمَ يَنْتَضِلُونَ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم ارْمُوا بَنِي إسْمَاعِيلَ ; فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا ارْمُوا وَأَنَا مَعَ بَنِي فُلَانٍ فَأَمْسَكَ أَحَدُ الْفَرِيقَيْنِ بِأَيْدِيهِمْ فَقَالَ : مَا لَكُمْ لَا تَرْمُونَ ؟ قَالُوا : كَيْفَ نَرْمِي وَأَنْتَ مَعَهُمْ ؟ فَقَالَ : ارْمُوا وَأَنَا مَعَكُمْ كُلِّكُمْ } . وَقَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه : { نَثَلَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم - يَعْنِي نَفَضَ كِنَانَتَهُ يَوْمَ أُحُدٍ - وَقَالَ : ارْمِ فِدَاك أَبِي وَأُمِّي } وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ : { مَا رَأَيْت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَمَعَ أَبَوَيْهِ لِأَحَدِ إلَّا لِسَعْدِ : قَالَ لَهُ : ارْمِ سَعْدُ فِدَاك أَبِي وَأُمِّي } . وَقَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " { لَصَوْتُ أَبِي طَلْحَةَ فِي الْجَيْشِ خَيْرٌ مِنْ مِائَةٍ } وَكَانَ إذَا كَانَ فِي الْجَيْشِ جَثَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَنَثَرَ كِنَانَتَهُ فَقَالَ : نَفْسِي لِنَفْسِك الْفِدَاءُ وَوَجْهِي لِوَجْهِك الْوِقَاءُ . وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَهُ السَّيْفُ وَالْقَوْسُ وَالرُّمْحُ . وَفِي السُّنَنِ عَنْهُ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ : " { مَنْ رَمَى بِسَهْمِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ - بَلَغَ الْعَدُوَّ أَوْ لَمْ يَبْلُغْهُ - كَانَتْ لَهُ عَدْلُ رَقَبَةٍ } . وَفِي السُّنَنِ عَنْهُ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ : " { إنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ بِالسَّهْمِ الْوَاحِدِ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ الْجَنَّةَ : صَانِعَهُ يَحْتَسِبُ فِي صَنْعَتِهِ الْخَيْرَ ; وَالرَّامِيَ بِهِ وَالْمُمِدَّ بِهِ } ; وَهَذَا لِأَنَّ هَذِهِ الْأَعْمَالَ هِيَ أَعْمَالُ الْجِهَادِ وَالْجِهَادُ أَفْضَلُ مَا تَطَوَّعَ بِهِ الْإِنْسَانُ وَتَطَوُّعُهُ أَفْضَلُ مِنْ تَطَوُّعِ الْحَجِّ وَغَيْرِهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى : { أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } { الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ } { يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ } { خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ } . وَفِي الصَّحِيحِ { أَنَّ رَجُلًا قَالَ : لَا أُبَالِي أَنْ لَا أَعْمَلَ عَمَلًا بَعْدَ الْإِسْلَامِ إلَّا أَنْ أَعْمُرَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ : الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَفْضَلُ مِنْ هَذَا كُلِّهِ . فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ عِنْدَ مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ; وَلَكِنْ إذَا قُضِيَتْ الصَّلَاةُ سَأَلْته عَنْ ذَلِكَ . فَسَأَلَهُ ; فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْآيَةَ } ; فَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّ الْإِيمَانَ وَالْجِهَادَ أَفْضَلُ مِنْ عِمَارَةِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ وَالطَّوَافِ وَمِنْ الْإِحْسَانِ إلَى الْحُجَّاجِ بِالسِّقَايَةِ ; وَلِهَذَا قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - : لَأَنْ أُرَابِطَ لَيْلَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ أَنْ أَقُومَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ عِنْد الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ . وَلِهَذَا كَانَ الرِّبَاطُ فِي الثُّغُورِ أَفْضَلَ مِنْ الْمُجَاوَرَةِ بِمَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَالْعَمَلُ بِالرُّمْحِ وَالْقَوْسِ فِي الثُّغُورِ أَفْضَلَ مِنْ صَلَاةِ التَّطَوُّعِ . وَأَمَّا فِي الْأَمْصَارِ الْبَعِيدَةِ مِنْ الْعَدُوِّ فَهُوَ نَظِيرُ صَلَاةِ التَّطَوُّعِ . وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ : " { إنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ مَا بَيْنَ الدَّرَجَةِ إلَى الدَّرَجَةِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِهِ } . وَهَذِهِ الْأَعْمَالُ كُلٌّ مِنْهَا لَهُ مَحَلٌّ يَلِيقُ بِهِ هُوَ أَفْضَلُ فِيهِ مِنْ غَيْرِهِ فَالسَّيْفُ عِنْدَ مُوَاصَلَةِ الْعَدُوِّ وَالطَّعْنُ عِنْدَ مُقَارَبَتِهِ وَالرَّمْيُ عِنْدَ بُعْدِهِ أَوْ عِنْدَ الْحَائِلِ كَالنَّهْرِ وَالْحِصْنِ وَنَحْوِ ذَلِكَ . فَكُلَّمَا كَانَ أَنْكَى فِي الْعَدُوِّ وَأَنْفَعَ لِلْمُسْلِمِينَ فَهُوَ أَفْضَلُ . وَهَذَا يَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ أَحْوَالِ الْعَدُوِّ وَبِاخْتِلَافِ حَالِ الْمُجَاهِدِينَ فِي الْعَدُوِّ . وَمِنْهُ مَا يَكُونُ الرَّمْيُ فِيهِ أَنْفَعَ وَمِنْهُ مَا يَكُونُ الطَّعْنُ فِيهِ أَنْفَعَ . وَهَذَا مِمَّا يَعْلَمُهُ الْمُقَاتِلُونَ ."

    27) السباحة و ركوب الخيل :
    قَالَ مَكْحُولٌ : كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إلَى الشَّامِ : أَنْ عَلِّمُوا أَوْلَادَكُمْ الرَّمْيَ وَالْفُرُوسِيَّةَ
    فتعلم السباحة وركوب الخيل يفيد المجاهد في المستقبل لأن السباحة من أهم وسائل اللياقة وتقوية الجسم ولأن الفروسية لا تنفك الحاجة إليها في زمن من الأزمان وبخاصة في أراضي الجهاد والغزو مصداق حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي في البخاري : { الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ : الْأَجْرُ وَالْمَغْنَمُ } فما زالت و لا تزال الخيل إلى يومنا هذا مستخدمة في الجهاد سواء في أفغانستان أو الشيشان أو العراق ..
    فمن رغب في الجهاد ولما يتمكن منه فعليه بتعلم السباحة وركوب الخيل لأنها من جملة ما يفيده في جهاده .

    28) تعلم الإسعافات الأولية :
    ومن سبل المشاركة في خدمة الجهاد والمجاهدين تعلم أمور الإسعافات الأولية التي يحتاجها المجاهدون كتجبير الكسور ، وعلاج الجروح والسموم ، وضرب الحقن في الوريد والعضل وهكذا مما يحتاجه المجاهدون فهذا علم نفيس والحاجة إليه ملحة في أراضي الجهاد وتعلمه ميسور ومأمون .

    29) تعلم فقه الجهاد:
    ومن وسائل خدمة الجهاد والمجاهدين تعلم فقه الجهاد والمسائل الفقهية المتعلقة به وذلك يفيد المجاهدين في الثغور فوجود من يعلمهم أمر دينهم مطلب ملح لأهل الثغور ، وكذلك هو مفيد في الذب عن الجهاد والمجاهدين من نيل المنافقين والعملاء ومن يرد بعلم ليس كمن يرد بلا علم ، وهاهو الشيخ يوسف العييري الذي نفع بعلمه في الجهاد ونافح عن المجاهدين فكان بحق صخرة تتكسر عندها قرون الطاعنين في الجهاد سواء كانوا بحسن قصد أو بسوء قصد .
    ويلحق بتعلم فقه الجهاد قراءة كل شيء يلحق بتأصيل علم الجهاد ومنهج الجهاد مما يكون فيه كشف اللبس وإزالة الشبه التي على الجهاد .
    وتعلم ما مضى يتم بقراءة الكتب التي كتبها أهل العلم في هذا المجال وهي على سبيل المثال لا الحصر :
    1. كتب الشيخ عبدالله عزام رحمه الله .
    2. كتب الشيخ يوسف العييري رحمه الله .
    3. كتب الشيخ أبومحمد المقدسي حفظه الله .
    4. كتب الشيخ أبوقتادة حفظه الله .
    5. كتب الشيخ عبدالقادر عبدالعزيز حفظه الله .
    6. الكتب والرسائل العلمية المتعلقة بالجهاد ومنها :
    • الجهاد والقتال في السياسة الشرعية للدكتور محمد خير هيكل.
    • أحكام المجاهد بالنفس في الفقه الإسلامي للدكتور مرعي المرعي.
    وقد رتب أحد الأفاضل منهجاً تدريجياً لمن أراد التفقه في العقيدة والجهاد وجعله على مستويات متدرجة وهي كالتالي :
    المستوى الأول :
    1. هداية الحليم في أهم المهمات في ملة إبراهيم [ أبو محمد المقدسي ]
    2. النفير ( خطبة عيد الأضحى 1423هـ ) [ الشيخ أسامة بن لادن ]
    3. الجهاد والاجتهاد تأملات في المنهج [ أبوقتادة الفلسطيني ]
    4. العمدة في إعداد العدة [ عبد القادر عبد العزيز ]
    5. التبيان شرح نواقض الإسلام [ سليمان العلوان ]
    6. الدفاع عن أراضي المسلمين أهم فروض الأعيان [ عبد الله عزام ]
    المستوى الثاني :
    - الكفر بالطاغوت [أبو بصير الطرطوسي ]
    - ملة إبراهيم [ أبو محمد المقدسي ]
    - رسالة في الطواغيت [ أبو عبد الرحمن الأثري ]
    - القول المحتد على من لم يكفر المرتد [ أبو عبد الرحمن الأثري ]
    - تصنيف الناس بين الظن واليقين [ بكر أبو زيد ]
    - قراءة في منهج إمام المجاهدين [ أبو العابدين ]
    - أي الفريقين أحق بالذبح ؟[ أحمد الدخيل ]
    - قالوا فقل [ أبو الحارث المصري ]
    - الحرب الصليبية الجديدة [ قاهر الصليبيين – يوسف العييري ]
    - مشارع الأشواق إلى مصارع العشاق [ ابن النحاس ]
    - الثلاثينية في التحذير من الغلو في التكفير [ أبو محمد المقدسي ]
    - أسئلة في الإيمان والكفر [ عبد العزيز الراجحي ]
    - جواب في الإيمان ونواقضه [ عبد الرحمن البراك ]
    - النزعات في المهدي [ سليمان العلوان ]
    المستوى الثالث :
    أ- العقيدة:
    - الحقائق في التوحيد [ علي الخضير ]
    - جزء جهل والتباس الحال [ علي الخضير ]
    - جزء النفاق [ علي الخضير ]
    - الرسالة المتممة لكلام أئمة الدعوة [ علي الخضير ]
    - ألا إن نصر الله قريب [ سليمان العلوان ]
    - الديمقراطية دين [ أبو محمد المقدسي ]
    - إمتاع النظر في كشف شبهات مرجئة العصر [ أبو محمد المقدسي ]
    - الإبطال لنظرية الخلط بين الأديان [ بكر أبو زيد ]
    - رسالة تحكيم القوانين [ الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي الديار النجدية ] وشرحها لـ [ سفر الحوالي ]
    - أقوال الأئمة والدعاة في بيان ردة من بدل الدين من الحكام الطغاة [ أبو صهيب المالكي ]
    - كشف شبهات المجادلين عن عساكر الشرك وأنصار القوانين [ أبو محمد المقدسي ]
    - تبصير العقلاء بتلبيسات أهل التجهم والإرجاء [ أبو محمد المقدسي ]
    - رفع اللائمة عن فتوى اللجنة الدائمة [ محمد بن سالم الدوسري ]
    - الولاء والبراء عقيدة منقولة وواقع مفقود [ أيمن الظواهري ]
    - التوضيح والتتمات على كشف الشبهات [ علي الخضير ]
    - جؤنة المطيبين [ أبو قتادة الفلسطيني ]
    - مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد [ الشيخ محمد بن عبد الوهاب ]
    - تكفير المعين [ أحد طلبة العلم ]
    - الدلائل في موالاة أهل الإشراك [ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب ]
    - سبيل النجاة والفكاك من موالاة المرتدين وأهل الإشراك [ حمد بن عتيق ]
    - العذر بالجهل [ عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين ]
    - المورد العذب الزلال في نقض شبه أهل الضلال [ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب ]
    - تكفير المعين والفرق بين فهم الحجة وقيام الحجة [ إسحاق بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب ]
    - حقيقة الإيمان عند الألباني [ محمد أبو رحيم ]
    - مقتطفات نفيسة من كلام أئمة الدعوة النجدية [ أبو عبد الرحمن الأثري ]
    - الإيضاح والتبيين في حكم من شك أو توقف في كفر بعض الطواغيت والمرتدين [ أحمد الخالدي ]
    - تحفة الإخوان في الموالاة والمعاداة والبغض والهجران [ حمود التويجري ]
    - حقيقة الخلاف بين السلفية الشرعية وأدعيائها في مسائل الإيمان [ محمد أبو رحيم ]
    ب – النوازل:
    - التبيان في كفر من أعان الأمريكان ( القسم الأول والثاني والثالث ) [ ناصر الفهد ]
    - نشر البنود في وجوب جهاد الصليبيين واليهود [ ناصر الفهد ]
    - حكم استخدام أسلحة الدمار الشامل [ ناصر الفهد ]
    - العمليات الاستشهادية انتحار أم شهادة ؟ [ يوسف العييري ]
    - حكم الجاسوس [ أبو بصير الطرطوسي ]
    - فتوى في وجوب جهاد الصليبيين [ سليمان العلوان ]
    - المختار في حكم الاستعانة بالكفار [ حمود بن عقلا الشعيبي ]
    - خصائص جزيرة العرب [ بكر أبو زيد ]
    - العمليات الاستشهادية [ أحد طلبة العلم ]
    - العمليات الاستشهادية [ نواف هايل التكروري ]
    - الفتاوى الندية في العمليات الاستشهادية .
    - الإعلام بوجوب الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام [ عبد العزيز الجربوع ]
    - المختار في حكم الانتحار خوف إفشاء الأسرار [ عبد العزيز الجربوع ]
    - التحفة السنية في حكم الدخول في العسكرية [ أحمد الخالدي ]
    - مسائل هامة في بيان حال جيوش الأمة [ أبو بصير الطرطوسي ]
    - التبيين لمخاطر التطبيع على المسلمين [ ناصر الفهد ]
    - الإصابة في طلب الشهادة [ أبو قتيبة الشامي ]
    - الوارف في حكم التثريب على المخالف [ عبد العزيز الجربوع ]
    - وجوب استنقاذ المستضعفين من سجون الطواغيت والمرتدين [ أبو جندل الأزدي ]
    - غارات أهل الإيمان [ أبو العابدين ]
    جـ - السير:
    - مختصر السيرة [ الإمام محمد بن عبد الوهاب ]
    - السيرة النبوية [ صالح الشامي ]
    د – الجهاد:
    - مراحل تشريع الجهاد [ عبد الآخر حماد الغنيمي ]
    - شبهات وأباطيل حول الجهاد [ عبد الملك البراك ]
    - التنكيل بما في بيان المثقفين من الأباطيل [ ناصر الفهد ]
    - مختصر الكواشف [ عبد الله الحسن ]
    - القول النفيس في التحذير من خديعة إبليس [ أبو محمد المقدسي ]
    - صفة الطائفة المنصورة [ أبو بصير ]
    - أسباب فشل بعض الحركات الجهادية في التغيير [ أبو بصير ]
    - الجبهة الشرعية في قتال الصليبيين والمرتدين [ عبد الرحمن الجار الله ]
    - تحريض المجاهدين على قتال المرتدين [ أبو قتيبة الشامي ]
    - إضاءات على طريق الجهاد [ يوسف العييري – أبو مجاهد ]
    هـ - سياسة:
    - وعد كسينجر ( كشف الغمة عن علماء الأمة ) [ سفر الحوالي ]
    - فلسطين والحل الإسلامي [ ذياب الغامدي ]
    - الميزان لحركة طالبان [ يوسف العييري ]
    - كتاب الأنصار الأول ( حقيقة الحرب الصليبية الجديدة )
    - كتاب الأنصار الثاني ( غزوة 11سبتمبر رؤية متكاملة للحدث الذي هز العالم )
    - فرسان تحت راية النبي صلى الله عليه وسلم [ أيمن الظواهري ]
    - الكتاب الأسود [ أيمن الظواهري ]
    - وجاء دور المجوس [ عبدالله الغريب ]
    و- متنوع:
    - خطاب الشيخ أسامة لفهد بن عبد العزيز
    - خطاب الشيخ أسامة للشيخ ابن باز
    - حوار مجلة العصر مع الشيخ أبي محمد المقدسي
    - مقالات حسين بن محمود
    - مقالات التونسي [ شبكة أنا المسلم ]
    - مقالات برغش بن طوالة
    - مقالات أبو بكر ناجي [ شبكة أنا المسلم ]
    - مقالات إلياس [ شبكة أنا المسلم ]
    - مقالات أبو سحاب السبيعي [ شبكة أنا المسلم ]
    - مقالات أخو من طاع الله
    - إعلان الجهاد [ أسامة بن لادن ]
    - الأنوثة الفكرية [ عبد العزيز الجربوع ]
    - رموز الليبرالية ورموز التخذيل من الشقاق إلى الوفاق [ عبد العزيز الجربوع ]
    - القاعدة وفن الحرب [ أبو عبيد القرشي ]
    - ابن لادن والقضية الفلسطينية [ أبو أيمن الهلالي ]
    - إضاءات في فكر أسامة بن لادن [ أبو أيمن الهلالي ]
    - النكسة التأريخية من نكبة أفغانستان إلى العراق [ ذياب الغامدي ]
    ز- رقائق ومرغبات:
    - عشاق الحور [ عبد الله عزام ]
    - من قصص الشهداء العرب [ همام القطري]
    - العوائق ، الرقائق ، البوارق [ محمد الراشد ]
    - دعنا نمت حتى ننال شهادة [ سليمان العلوان ]
    - تأخير نصر الدين لطف بالمؤمنين ومكر بالكافرين [ عبد الكريم الحميد ]
    - بيان العلم الأصيل والمزاحم الدخيل [ عبد الكريم الحميد ]
    - لماذا الجهاد في سبيل الله [ الجماعة السلفية للدعوة والقتال بالجزائر]
    - زاد المجاهد [ الجماعة السلفية للدعوة والقتال بالجزائر ]
    حـ - فكر:
    - تحذير البرية من ضلالات الجامية والمدخلية [ أبو محمد المقدسي ]
    - الإخوان المسلمون والحصاد المر [ أيمن الظواهري ]
    - الحل الناقص (إضاءات حول الفكر السروري )[ عبد الله الحسن ]
    - نقد المنهج التربوي [ عبد الله الحسن ]
    - الطريق لاستئناف حياة إسلامية راشدة [ أبو بصير الطرطوسي ]
    - وقفات مع الشيخ الألباني حول شريط ( من منهج الخوارج ) [ عبد الآخر حماد الغنيمي ]
    - التوحيدية في كشف اللحيدية [ أبو حبيب النجدي ]
    - القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ [ حمود التويجري ]
    - التنبيهات على ما في كلام الريس من الأغلوطات [ أحمد الخالدي ]
    ط – ردود :
    - طليعة التنكيل [ ناصر الفهد ]
    - الرد على الجبهة الداخلية [ محمد بن سالم الدوسري ]
    - ما هكذا العدل يا فضيلة الشيخ [ يوسف العييري – أزمراي ]
    - فضلا انبطحوا ولكن سرا [ يوسف العييري – أبو البراء ]
    - مناقشة العودة في الخروج على أنظمة الحكم في بلاد المسلمين [ أبو بصيرالطرطوسي ]
    - ليته سكت [ عبد العزيز الجربوع ]
    - لم آمر بها ولم تسؤني [ عبد العزيز الجربوع ]
    - الرد على العنبري [ حمود العقلا ]
    - رسالة مفتوحة إلى سفر الحوالي دفاعا عن المجاهدين [ يوسف العييري – أبو قتيبة المكي ]
    - الحملة العالمية لمقاومة العدوان ن زيف وخداع وشعارات كاذبة[ يوسف العييري – سعيد الغامدي ]
    - تدليس الشيوخ [ سمير المالكي ]
    - التعليقات على كلام الشيخين سفر الحوالي وصالح آل الشيخ [ سمير المالكي ]
    ى - منظومات :
    - الثمرات الجياد في فضائل وآداب الجهاد [ عبد الله الخالدي ]
    - الرشاد في منهج التوحيد والجهاد [ عبد الله الحسن ]

    30) إيواء المجاهدين وإكرامهم :
    قال الله تعالى : { إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ }
    وقَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ }
    فالمجاهدون يتعرضون لبلاء وتضييق ، بل وربما مطاردة ومتابعة من قبل الأعداء أو عملائهم وأذنابهم ، فيجب إعانتهم وإيوائهم وتوفير الأمن والراحة لهم ، وينبغي إكرامهم والقيام بحق الضيافة لهم من غير إكتراث وإنزعاج ، كما فعل الشيشانيون بالمجاهدين الأنصار من العرب وغيرهم ، حيث جعلوا بيوتهم لهم مأوى مع أن العدو الروسي لو علم بهم لربما تسبب ذلك في هدم البيت وقتل جملة من رجاله وربما نساءه ، وكما فعل جملةٌ من الأفغان بعد سقوط كابل حيث ضربوا أروع الأمثلة في إيواء المجاهدين وتهريبهم خارج أفغانستان ،رغم سيطرة الأمريكان وبطشهم ، وقسوة قوات التحالف وحنقهم ، ومع ذلك فقد قام جملةٌ منهم بحق الإيواء والإخفاء للمجاهدين مع دفعهم للثمن غالياً إلا أن هذه هي المبادىء التي ينبغي أن نغرسها في أنفسنا وندفع ثمنها غالياً لأن جزاءها الأجر العظيم من الله الكريم ، ولكن الأمر كما قيل :
    على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم
    31) عداوة الكفار وبغضهم:
    هذا الأمر علاوة على كونه عقيدة راسخة في قلوب المؤمنين إلا أن تعاهدها بالمتابعة وزيادة البغض للكافرين هو بحد ذاته وقوف مع المجاهدين ودعم لهم إذ العدو اللدود للكافرين هم أولياء الله المجاهدين الذين يذيقونهم الويلات والنكبات ولما خفت عقيدة البراءة من الكافرين وظهرت الدعوة للتسامح معهم والتعايش صار الداعين لهذا التميع من المعادين للمجاهدين وممن يسعى في التقليل من قبول الناس للمجاهدين وشيوخهم وقادتهم ..وبيان التعايش والجبهة الداخلية خير دليل إذ يبرز فيه : " الرحمة للكافرين والقسوة على المجاهدين "
    32) السعي لفداء الأسرى :
    وهذا من الواجبات والحقوق الشرعية تجاه الأسرى من المسلمين .
    وقد " أمر الإسلام بفك الأسرى من أيدي أعدائهم ، فإذا وقع أسير في يد العدو فيجب على المسلمين أن يبذلوا كل مجهود لتخليص أسيرهم إما بالقتال ، فإن عجز المسلمون عن القتال ، وجب عليهم الفداء بالمال ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فكوا العاني – يعني الأسير – وأطعموا الجائع ، وعودوا المريض ) أخرجه البخاري (3046) من طريق منصور ، عن أبي وائل ، عن أبي موسى رضي الله عنه 0
    وجاء في صحيح البخاري (3047) عن مطرف أن عامراً حدثهم ، عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال : قلت لعلي رضي الله عنه هل عندكم شيء من الوحي إلا ما في كتاب الله ؟ قال : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، ما أعلمه إلا فهماً يعطيه الله رجلاً في القرآن ، وما في هذه الصحيفة قلت وما في الصحيفة ؟ قال : العقل وفكاك الأسير وأن لا يقتل مسلم بكافر 0
    وعن ابن عباس قال : قال عمر رضي الله عنه ( كل أسير كان في أيدي المشركين من المسلمين ففكاكه من بيت مال المسلمين ) رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (6/497) وفيه علي بن زيد بن جدعان ، وهو ضعيف الحديث ، وروى ابن أبي شيبة في مصنفه أيضاً (6/496) قال حدثنا وكيع ، قال : ثنا أسامة بن زيد ، عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن قال : قال عمر ( لأن استنفذ رجلاً من المسلمين من أيدي الكفار أحب إلي من جزيرة العرب ) وهذا فيه انقطاع 0
    وقد عملت أيدي جماعة من حكام المسلمين ، أعظم البطولات في تخليص الأسرى وكف الأيادي المعتدية عليهم ، فهذا الحكم بن هشام أمير الأندلس لما سمع أن امرأة مسلمة أخذت سبية ، فنادت : واغوثاه يا حكم فعظم الأمر عليه ، وجمع عسكره ، واستعد وحشد وسار إلى بلد الفرنج سنة ست وتسعين ومائة ، وأثخن في بلادهم ، وافتتح عدة حصون ، وخرب البلاد ونهبها وقتل الرجال وسبى النساء ، وغنم الأموال ، وقصد الناحية التي كانت بها تلك المرأة ، حتى خلصها من الأسر ، ثم عاد إلى قرطبة مظفراً 0
    ولما رجع المنصور بن أبي عامر من إحدى غزواته في شمال الأندلس قابلته امرأة مسلمة على أبواب قرطبة ، وقالت له : إن ابني أسير عند النصارى ، ويجب عليك أن تفديه أو تأتي به ، فما دخل المنصور قرطبة ، بل عاد بجيشه حتى فك هذا الأسير 0
    وتاريخ المسلمين الصادقين ، مليء بهذه المفاخر العظيمة ، إنه الصدق والوفاء ، والبر والإخاء عزائم مخلصة ، وحكامٌ أفذاذ يعملون لشعوبهم ولو على حساب زوال ملكهم ويعيشون نكبات أمتهم ، ويريبهم ما يريب أمتهم وشعوبهم ، ولمثل هذا فليعمل العاملون ، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون 0
    ووجوب فك الأسرى من الأمور الظاهرة في الشريعة الإسلامية ، وقد تواترت بذلك الأدلة ، واتفق على ذلك الأئمة ، وأجمع على ذلك المسلمون 0"

    33) نشر أخبار الأسرى والاهتمام بقضيتهم:
    فالمجاهدون الذين في الثغور يوجد من يلتفت لهم في الغالب ، وهم ظاهرين بين الناس ، بفعالهم وأقوالهم ، بل ونكايتهم بالعدو إلا أن الأسرى الذين يقعون في أيدي الكفار ، قد يخمد ذكرهم ، وقد ينعدم المتبني لهم والمتابع لفكاكهم ، وقد لا يوجد من يثير قضاياهم مما يجعل العدو الذين هم في قبضته لا يعبأ بهم ، ولا يسعى لفكاكهم ، وكم من المجاهدين في سجون الكفرة والطواغيت من عرب وعجم إلا أنه لا بواكي لهم ، ولا متبنٍ لقضاياهم ، فمن أبرز الوسائل لخدمة الجهاد والمجاهدين السعي لنشر أخبار الأسرى وإثارة قضاياهم في كل محفلٍ ومجلس حتى يفك أسرهم وهذا أقل القليل تجاه أسرى المسلمين .

    34) الجهاد الألكتروني:
    وهذا الإصطلاح شاع بين الناس على من يناصرون الجهاد على شبكة الأنترنت وهذا مجال مبارك وفيه نفع عظيم من تتبع الأخبار ونشرها بين الناس وكذلك الذب عن المجاهدين ونشر فكرهم ومايريدون إيصاله للناس ومن المشاريع المناسبة في الأنترنت مشروعين أحدهما يتعلق بالمنتديات والآخر يتعلق بالهاكرز فأقول مستعيناً بالله :


    المشروع الأول : "المنتديات "
    • تكون هذه الفكرة بأن يجتمع ثلاثة أو أربعة أشخاص يؤمرون أحدهم بحيث يكون المشرف والمتابع للمشروع .
    • يضعون لهم اشتراك في المنتديات المعروفة والتي يرتادها الكثير من الناس بحيث يكون لكل واحد منهم "أسم ".
    • أهم المنتديات : - الساحات العربية - الإصلاح - الحسبة - أنا المسلم - الفوائد - بلسم الإيمان .
    • وغيرها من المنتديات التي يكثر روادها وإن كانت غير إسلامية .
    • يختار المواضيع المناسبة للنشر والتي تتكلم عن الجهاد وتصب في خدمته وتنشر في كل المنتديات وتكون هذه المقالات و المواضيع إما جاهزة ولكنها تحتاج إلى إعادة نشر , أو غير جاهزة فتحتاج إلى إعداد .
    • تقسم المواضيع إلى الأقسام التالية :
    o الحث على الجهاد وبيان فضله وخصوصاً في هذه المرحلة .
    o الدفاع عن المجاهدين والذب عن أعراضهم من كل من تكلم فيهم
    o التوعية الفكرية للجهاد.
    o التأصيل العلمي والبحوث الشرعية فيما يخص الجهاد.
    o تتبع المخالفين للجهاد من العقلانيين ومن المرتدين لفضحهم وبيان عوارهم .
    • ويمكن وضع بريد للمشرف على المجموعة حتى يرسل عليه المواضيع المناسبة للنشر
    • توزع المواضيع على الأشخاص في كل يوم بحيث يعطى الموضوع لواحد منهم ينشره باسمه ومن ثم يقوم الآخرين بالتعليق عليه ورفعه في المنتديات التي أنزل فيها وهكذا كل موضوع له ناشر ومعلقين .
    الناشر: هو الذي نزل باسمه
    المعلقين : هم الذين يفعّلون الموضوع ويرفعونه .
    • هناك إشكالية في المنتديات التي يغلق فيها باب التسجيل مثل الساحات والإصلاح , بالإمكان مراسلة من لهم اشتراك فيها وفي المنتديات الأخرى , مثل" هدهد سليمان , الفجر المنتظر , مراسل الأنصار .."بحيث ينزلون المقالات باسمهم أو ينظر في تحصيل اشتراك جديد فيها بطرق خاصة مثل المراسلة أو المعرفة ..أوغيرها
    • هناك جانب آخر من المشروع وهو الرد على أصحاب التوجه المخالف للجهاد والمجاهدين الذين يكتبون في المنتديات بأسماء مستعاره وهم إما منحرفين أو يرددون ما يقوله بعض رموز المنبطحين فهؤلاء يرد عليهم ويستدرك على ما يكتبون عن طريق :
    o الرد السريع والمختصر .
    o الرد عليه عن طريق الردود العلمية التي كتبت لأن شبه المخالفين واحدة ، وتردد كل حين ..
    o رفض الموضوع وتذكير الكاتب بعدم النيل من المجاهدين .
    اسم العضو: المشاركات من تاريخ / / 1424هـ وحتى تأريخ / / 1424هـ
    مشاركة تعليق مختصر تعليق مطول اسم المنتدى ملاحظات


    • ولضبط المشروع ومراجعة العمل فيه يكون لدى كل فرد- يكتب ويعلق - ورقة جدول يدون عليها نوع المشاركة التي وضعها في أي منتدى ليتم معرفة كم انجز خلال كل شهر على النحو التالي :

    المشروع الثاني : " الهاكرز " :
    وهذا بحق يقال فيه جهاد إلكتروني وفيه لغة القوة ، ومعنى الإغارة والهجوم ، وترتيب السرايا والأفراد ، فمن أعطي في هذا المجال فلا يبخل على نفسه بخدمة الجهاد من خلاله وليكن ، الجهد مركزاً على تدمير المواقع الأمريكية والتي ضد الجهاد والمجاهدون ، كذلك مواقع اليهود ، ومواقع العقلانيين والعلمانيين ومواقع المخذلة والنائلين من المجاهدين ، ومنتديات السوء والمرجفين .
    ولمن لا يعلم هذا الفن أن يتعلمه فهذه النية الطيبة وهي النكاية بالأعداء في هذا المجال ، فلنجاهد ولو عن طريق الأنترنت .

    35) تخذيـل المشركين:
    من خالط المشركين من المؤمنين لعذر شرعي عليه أن يخذل المشركين عن إيذاء المسلمين وقتالهم ما أمكنه ذلك، كما فعل نُعَيْم بن مسعود رضي الله عنه مع الأحزاب ومع يهود بني قريظة يوم الخندق، وكما فعل مؤمن آل فرعون في قوله تعالى: وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وما بعدها بسورة غافر.
    وتخذيل المشركين يقتضي بالضرورة عدم إعانتهم بأي كيفية على المسلمين، فإن فاعل هذا قد يؤول به فعلُه إلى الكفر لقوله تعالى: ومن يتولهم منكم فإنه منهم( ).


    36) تربية الأبناء على حب الجهاد وأهله:
    الأهل والأبناء عدة المستقبل ووقود المرحلة القادمة :
    وينشأ ناشيء الفتيان فينا على ماكان عوده أبوه
    فلابد من تنشئة الأهل والأبناء على حب الجهاد والمجاهدين ، ومعاني الشهادة والتضحية لدين الله تعالى ، حتى إذا ما أراد الخروج في سبيل الله فإنهم يكونون عوناً له في الطاعة .
    ومن الفوائد أيضاً أن الأهل يكونوا مهيئين لخدمة المجاهدين وإيواء المطاردين منهم .
    ومن الفوائد أيضاً أن يكمل أبناءه الجهاد بعد أن يفارق الحياة .
    وعبدالله بن الزبير رضي الله عنهما كان والده الزبير بن العوام يأخذه معه في الغزو لما كان صغيراً ، وكان معه مدية يجهز بها على الجرحى من المشركين ، فلما شبّ أصبح هو من هو في الشجاعة والمراس ، وهكذا من شب ونشأ على شيء شاب عليه .
    ومن وسائل تربية الأطفال والأهل على الجهاد :
    • تدريسهم لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم ومغازيه .
    • تعليمهم بطولات الصحابة والتابعين التي أثبتت في كتب المغازي والسير .
    • الإتيان بأشرطة الجهاد والمجاهدين ( صوتية ومرئية ) لتذكي لديهم حب الجهاد والتعلق بالمجاهدين .
    • قص القصص عليهم من أخبار وسير المجاهدين السابقين واللاحقين .
    • سماع الأشرطة الوعظية التي تتكلم عن شيء متعلق بالجهاد كالشهادة ، وفضل الشهيد .
    • تسمية الأولاد بأسماء أعلام الجهاد السابقين أو المعاصرين ممن له بلاء حسن في الجهاد .
    37) ترك الترف :
    ومن الوسائل المعينة على الجهاد وخدمة أهله ترك الترف والبذخ ، والتنعم بالدنيا فالنعيم لا يدرك بالنعيم وكما قال الشيخ عبد الله عزام رحمه الله :" الترف عدو الجهاد "
    وللترف آثار ضارة على العبد في عاجله وآجله، منها قسوة القلب والِكْبر والركون إلى الدنيا وحبها وكراهية الموت، وما يتبع ذلك من القعود عن الجهاد بل والإعراض عن الحق بل والصد عنه.
    والترف هو التوسع في النعمة "المفردات للراغب الأصفهاني"، ولم يَرِد الترف في القرآن إلا في معرض الذم.
    قال تعالى: ما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا بما أُرسلتم به كافرون( )، وقال تعالى: وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون( )، قال تعالى: واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين( )، وقال تعالى عن أصحاب الشمال: إنهم كانوا قبل ذلك مترفين( )، وانظر الآيات: [الإسراء:16] و[الأنبياء:13] و[المؤمنون:33،64]. فهذه ثمان آيات ورد فيها ذكر الترف، ولم يرد إلا في مَعْرِض الذم.
    ولا يظن أحد أننا نُهَوِّن من قدر المال، فالمال قِوَام الحياة وعصب الحرب، وسبق تفصيل هذا عند الكلام عن النفقة في سبيل الله في الباب الثاني.
    ولكنا نحذر من الإسراف في التنعم خاصة للعاملين في حقل الجهاد، لِمَا لهذا من آثار سيئة رأيناها بأعيننا، آلت بالبعض إلى التخلي عن قضية الجهاد والركون إلى الدنيا، وأقبح من هذا تبرير هذا الركون. واعتبر بحال من ابتُلِيَ بهذا ممن تعرفهم من الناس فستجده صوابا.
    قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون( )، وقال تعالى: واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم( ).
    وقد عقد ابن خلدون في مقدمته فصولا نافعة في بيان مضار الترف وأثره في زوال الدول وبَيَّن كذلك أثر الخشونة في الغلبة على الأعداء.

    38) مقاطعة بضائع العدو والحث على ذلك :
    ونكتفي هنا ببيان الشيخ حمود العقلاء رحمه الله ففيه الغنية والكفاية حيث يقول :
    " الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين أما بعد ......
    يقول الله تعالى ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار ) وقال تعالى في وصف المؤمنين ( .. أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ) ويقول تعالى في مجاهدة الكفار ( وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد ) الآية . ويقول تعالى ( ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدوا نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح ..) الآية .
    إن كل عصر وزمان له أسلحته الجهادية والحربية المستخدمة ضد الأعداء ، وقد استخدم المسلمون أسلحة جهادية متنوعة في ذلك ضد أعدائهم بقصد هزيمتهم وإضعافهم ، قال الشوكاني : وقد أمر الله بقتل المشركين ولم يعيّن لنا الصفة التي يكون عليها ولا أخذ علينا ألا نفعل إلا كذا دون كذا . اهـ ( السيل الجرار 4/534 ) ، وهذا يوافق عموم قوله تعالى ( وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد ) الآية . ومن الأساليب الجهادية التي استخدمها الرسول صلى الله عليه وسلم مع الأعداء بهدف إضعافهم أسلوب الحصار الاقتصادي وهو ما يسمى اليوم بالمقاطعة الاقتصادية ، ومن الأمثلة على أسلوب حصار النبي عليه الصلاة والسلام الاقتصادي مايلي :
    1- طلائع حركة الجهاد الأولى وذلك أن أوائل السرايا التي بعثها الرسول صلى الله عليه وسلم والغزوات الأولى التي قادها صلى الله عليه وسلم كانت تستهدف تهديد طريق تجارة قريش إلى الشام شمالا و إلى اليمن جنوبا ، وهي ضربة خطيرة لاقتصاد مكة التجاري قُصد منه إضعافها اقتصاديا .
    2- قصة محاصرة يهود بني النضير وهي مذكورة في صحيح مسلم : انهم لما نقضوا العهد حاصرهم الرسول صلى الله عليه وسلم وقطع نخيلهم وحرقه فأرسلوا إليه انهم سوف يخرجون فهزمهم بالحرب الاقتصادية وفيها نزل قوله تعالى ( ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزى الفاسقين ). فكانت المحاصرة وإتلاف مزارعهم ونخيلهم التي هي عصب قوة اقتصادهم من أعظم وسائل الضغط عليهم وهزيمتهم وإجلائهم من المدينة .
    3- قصة حصار الطائف بعد فتح مكة وأصل قصتهم ذكرها البخاري في المغازي ومسلم في الجهاد وفصّل قصتهم ابن القيم في زاد المعاد وذكرها ابن سعد في الطبقات 2/158 ، قال :
    فحاصرهم الرسول صلى الله عليه وسلم وأمر بقطع أعناب ثقيف وتحريقها فوقع المسلمون فيها يقطعون قطعا ذريعا ، قال ابن القيم في فوائد ذلك : وفيه جواز قطع شجر الكفار إذا كان ذلك يضعفهم ويغيضهم وهو أنكى فيهم .
    4- قصة المقاطعة الاقتصادية للصحابي ثمامة بن أثال الحنفي رضي الله عنه ، وقد جاءت قصته في السير و المغازي ، ذكرها ابن إسحاق في السيرة وابن القيم في زاد المعاد والبخاري في المغازي ومسلم في الجهاد ، وقصته كانت قبل فتح مكة لما أسلم ثم قدم مكة معتمرا وبعد عمرته أعلن المقاطعة الاقتصادية لقريش قائلا : لا والله لا تأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وكانت اليمامة ريف مكة ) ثم خرج إلى اليمامة فمنع قومه أن يحملوا إلى مكة شيئا حتى جهدت قريش ، وقد أقره الرسول صلى الله عليه وسلم على هذه المقاطعة الاقتصادية وهي من مناقبه رضي الله عنه .
    وهذه الحوادث و أمثالها تشريع من الرسول صلى الله عليه وسلم لأصل من الأصول الجهادية في مجاهدة الكفار في كل زمان ومكان .
    وهذا الأمر اليوم في مقدور الشعوب الإسلامية أن يجاهدوا به ، قال تعالى ( فاتقوا الله ماستطعتم ) وهو من الجهاد الشعبي النافع المثمر حينما تخلى غيرهم عن مجاهدة الكفار بأصنافهم
    ولذا فإننا نحث إخواننا المسلمين إلى جهاد الأمريكان والبريطانيين واليهود واستخدام سلاح المقاطعة الاقتصادية المضعفة لاقتصادهم .
    وإذا كانت الشعوب الإسلامية ليس لديها قوة في الجهاد المسلح ضدهم فليس أقل من المقاطعة الاقتصادية ضدهم وضد شركاتهم وبضائعهم ، قال عليه الصلاة والسلام ( جاهدوا المشركين بأموالكم وأيديكم وألسنتكم ) رواه أحمد وأبو داود من حديث أنس .
    كما أحث إخواننا المسلمين على المثابرة في هذا الجهاد و المصابرة قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اصبروا و صابروا ورابطوا ) وأن لا يملوا أو يتكاسلوا فإن النصر مع الصبر ، وأن يجتهدوا في مقاطعة الشركات والبضائع الأمريكية والبريطانية واليهودية مقاطعة صارمة و قوية وشاملة ، قال تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى ) الآية ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( المؤمنون تتكافأ دماؤهم وهم يد على من سواهم ) . رواه احمد من حديث على بن أبى طالب .
    وقد لمسنا ولله الحمد فيما سبق وفيما تناقلته وسائل الإعلام أثر المقاطعة الشعبية السابقة على الاقتصاد الأمريكي والبريطاني واليهودي .
    وقد انتشر في الأيام الماضية قائمة ولائحة تحوي مئات المنتجات للشركات الأمريكيةو البريطانية واليهودية ، فنحث إخواننا على التجاوب والتضامن مع هذه القائمة ، قال تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى ) وقال عليه الصلاة والسلام ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ) .
    وأمريكا وبريطانيا وراء محاربة الجهاد في كل مكان وهم وراء دعم الصهاينة في فلسطين ووراء الحصار الاقتصادي على دولة طالبان الإسلامية في أفغانستان ووراء دعم الروس في الشيشان ودعم النصارى ضد إخواننا المجاهدين في الفلبين وإندونيسيا وكشمير وغيرها ، وهم وراء دعم أي توجه لإضعاف الجهاد الإسلامي و إضعاف المسلمين ، ووراء محاصرة شعب العراق المسلم وشن الغارات اليومية عليه منذ عشر سنين ظلما وعدوانا مع قطع النظر عن حكامه.
    وقد صدق فيهم وفي غيرهم قوله تعالى : ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) الآية .
    اللهم عليك بالأمريكان والبريطانيين واليهود وأعوانهم وأشياعهم اللهم اشدد وطأتك عليهم واجعلها عليهم سنين كسني يوسف .
    وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين .
    أملاه فضيلة الشيخ ، أ .حمود بن عقلاء الشعيبي 28 / 11 / 1421 هـ

    39) عدم استخدام العمالة الحربية:
    وهذا تستطيع أن تلحقه بالمقاطعة وهو متعلق بإستقدام العمال والأجراء من الدول المحاربة للإسلام فعلى سبيل المثال لا يؤتى بالهندوسي لأنهم يحاربون إخواننا في كشمير .
    ولا يؤتى بالنصراني الفلبيني لأنهم يقاتلون إخواننا في جنوب الفلبين وبالجملة يقال :
    لا حاجة في إستقدام الكفرة الفجرة ، وليقتصر المرء على المسلمين ففيهم الكفاية والخير ، حتى لايكون المال الذي يعطيه إياه سبباً في قتال المسلمين .
    وهذا ظاهر وبين " ولعبدٌ مؤمنٌ خيرٌ من مشركٍ ولو أعجبكم "

    ***********************

























    الخاتمة :
    وأختم هذه الرسالة بذكر مخاطر ترك الجهاد التي ذكرها الشيخ عبدالعزبز الجليل حفظه الله :
    مخاطر ترك الجهاد في سبيل الله:
    بعد أن تبين لنا في المقدمة السابقة فضل الجهاد وثمرته في الدنيا والآخرة فإنه يسهل علينا في هذه الخاتمة الحديث عن مخاطر ترك الجهاد والاستعداد له، وما يترتب على ذلك من المفاسد والشرور والعواقب السيئة في الدنيا والآخرة•
    عد أهل العلم ترك الجهاد العيني من كبائر الذنوب•
    يقول ابن حجر الهيتمي في كتابه الزواجر: "الكبيرة التسعون والحادية والثانية والتسعون بعد الثلاثمائة: ترك الجهاد عند تعينه؛ بأن دخل الحربيون دار الإسلام أو أخذوا مسلمًا وأمكن تخليصه منهم، وترك الناس الجهاد من أصله، وترك أهل الإقليم تحصين ثغورهم بحيث يخاف عليها من استيلاء الكفار بسبب ترك ذلك التحصين" .
    ولذلك كان ترك الجهاد وعدم الاستعداد له علامة على النفاق قال ": (من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من نفاق).
    وقد عده الله عز وجل علامة على عدم الإيمان باليوم الآخر، أو ضعف اليقين به فقال تعالى: (لا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ) (التوبة:44-46).
    ويمكن تفصيل المخاطر والعواقب السيئة لترك الجهاد فيما يلي:
    1- ترك الجهاد كما مضى كبيرة من الكبائر؛ لأن فيه تعريض النفس لسخط الله عز وجل وعقابه في الدنيا والآخرة•
    قال تعالى: (إِلاّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (التوبة:39).
    وقال تعالى: (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ) (التوبة:26).
    ويصف الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى الذين يهملون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله بأنهم أقل الناس دينًا وأمقتهم إلى الله تعالى؛ فيقول: صلى الله عليه وسلموأما الجهاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصيحة لله ورسوله وعباده، ونصرة الله ورسوله ودينه وكتابه؛ فهذه الواجبات لا تخطر ببالهم فضلاً عن أن يريدوا فعلها، وفضلاً عن أن يفعلوها• وأقل الناس دينًا وأمقتهم إلى الله من ترك هذه الواجبات وإن زهد في الدنيا جميعها، وقَلَّ أن ترى منهم من يَحْمَرُّ وجهه ويمعره لله ويغضب لحرماته، ويبذل عرضه في نصرة دينه• وأصحاب الكبائر أحسن حالاً عند الله من هؤلاء" .
    إذًا فترك الجهاد في سبيل الله سبب للهلاك في الدنيا والآخرة؛ وهذا ما يفهم من قوله تعالى: (وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (البقرة:195).
    قال ابن كثير: "وقال الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أسلم أبي عمران قال: حمل رجل من المهاجرين بالقسطنطينية على صف العدو حتى خرقه - ومعنا أبو أيوب الأنصاري - فقال أناس: ألقى بيده إلى التهلكة• فقال أبو أيوب: نحن أعلم بهذه الآية؛ إنما نزلت فينا؛ صحبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهدنا معه المشاهد ونصرناه، فلما فشا الإسلام وظهر اجتمعنا معشر الأنصار نجيًا فقلنا: قد أكرمنا الله بصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم ونصره حتى فشا الإسلام وكثر أهله - وكنا قد آثرناه على الأهلين والأموال والأولاد - وقد وضعت الحرب أوزارها، فنرجع إلى أهلينا وأولادنا فنقيم فيهم فنزل فينا: (وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) (البقرة: من الآية195). فكانت التهلكة: الإقامة في الأهل والمال وترك الجهاد" .
    كما أن في ترك الجهاد إضعافًا لعقيدة الولاء والبراء؛ وذلك كما مر بنا سابقًا أن عقيدة الولاء والبراء تتناسب طردًا مع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله عز وجل؛ فكلما ركن العبد عن الجهاد ضعفت عقيدة الولاء والبراء وأصابها الوهن؛ وكفى بذلك خطرًا•
    2- بترك الجهاد يفشو الشرك والظلم ويعلو الكفر وأهله ويستعبد الناس بعضهم بعضًا، ولا يخفى ما في ذلك من الشقاء والتعاسة والفساد الكبير على الناس قال الله تعالى: (وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ) (البقرة: من الآية251)، وقال تعالى: (وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) (الحج: من الآية40).

    "فلولا أن الله يدفع الكافرين بجهاد المؤمنين، ويكبت الكفار ويذلهم لاعتلوا على المؤمنين، وإذا اعتلى الكافر جعل الناس يعبدونه هو من دون الله سبحانه وتعالى، وإذا عبد الناس من دون الله أحدًا فسدت حياتهم كلها؛ لأن الحياة لا تستقيم إلا إذا سارت على المنهج الذي رسمه الله؛ وهو المنهج الذي يحقق العبودية لله، ويحقق الأخلاق الرفيعة والفضائل الحميدة للبشر؛ فالذي رسم المنهج هو الله الذي خلق الحياة والأحياء العالم بما يصلحهم، أما إذا اعتلى كافر على الأرض وشرع للناس من عند نفسه فإنه لا يعلم جميع الأمور، وليس مبرأ من النقص والهوى، ولا يعلم ما الذي يصلح النفس البشرية فيتخبط خبط عشواء ويفسد الحياة كما هو الحال اليوم• ونظرة على الواقع الذي يعتلي فيه كافر كافية بتقرير هذه الحقيقة، ولولا تخاذل المسلمين عن الجهاد الذي أمر الله به لصلحت حياة الناس الذين يحكمون بشرع الله• لأجل هذا شرع رسول الله صلى الله عليه وسلم الجهاد حتى مع الإمام الفاجر الذي لم يصل إلى درجة الكفر؛ لأن بقاء الإسلام وأهله يحكمهم فاسق خير لهم من أن يحكمهم كافر يحكم بغير ما أنزل الله؛ فإن الحكم بغير ما أنزل الله هو سبب فساد الأرض" .
    3- ترك الجهاد سبب للذل والهوان كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (لئن تركتم الجهاد وأخذتم بأذناب البقر وتبايعتم بالعينة ليلزمنكم الله مذلة في رقابكم لا تنفك عنكم حتى تتوبوا إلى الله وترجعوا إلى ما كنتم عليه) .
    وهذا أمر مشاهد وبارز في عصرنا اليوم؛ حيث تسلط الكفار على بلدان المسلمين، وعاش المسلمون في مؤخرة الركب؛ يأكل الكفار خيراتهم، ويتدخلون في شؤونهم، ويتسلطون عليهم بأنواع الذلة والمهانة؛ وما ذاك إلا بتعطيل أحكام الله وترك الاحتكام إلى شرعه، ومن ذلك تعطيل شعيرة الجهاد•
    وإن الكفار لن يلتفتوا إلى حقوق المسلمين ويراجعوا حساباتهم ويكفوا شرهم بمجرد الإدانات والشجب والكلام الأجوف، وإنما الذي يخيفهم ويجعلهم يكفون عن المسلمين وديارهم هو الجهاد في سبيل الله تعالى الذي فيه كبت للكفر وأهله، وفيه إعزاز وكرامة للمسلمين•
    وهذا أمر يشهد له التاريخ كما يشهد له الواقع؛ فما من مكان علت فيه راية الجهاد إلا وشعر المسلمون فيه بالعزة، وخاف أعداء الله الكفرة من تكبيرات المجاهدين وتضحياتهم .
    "فإذا وجـد إحساس لدى أمة مـا بضرورة دفع الشـر عن نفسها، وضحت في سبيل ذلك براحتها ومتعها وثروتها ومالها، وبشهواتها النفسية، وبروحها وبكل عزيز لديها؛ فإنها لا يمكن أبدًا أن تظل أمة ذليلة مستضعفة، ولا يمكن لأية قوة مهما كانت أن تنال من عزتها أو شرفها• ويجب أن تتصف الأمة الشريفة العزيزة بأن تخفض الرأس أمام الحق، وأن تفضل الموت عن أن تخفض الرأس أمام الباطل، وإذا لم تتوافر لها القوة لإعلاء كلمة الحق ومساعدة الحق فلا بد على أقل تقدير أن تعمل للحافظ على الحق بكل شدة وبكل صلابة، وهذه أقل درجات الشرف" .
    ويقول سيد قطب رحمه الله: "والذين يخشون العذاب والألم والاستشهاد وخسارة الأنفس والأولاد والأموال إذا هم جاهدوا في سبيل الله، عليهم أن يتأملوا ماذا تكلفهم الدينونة لغير الله في الأنفس والأموال والأولاد، وفوقها الأخلاق والأعراض •• إن تكاليف الجهاد في سبيل الله في وجه طواغيت الأرض كلها لن تكلفهم ما تكلفهم الدينونة لغير الله؛ وفوق ذلك كله الذل والدنس والعار!" .
    4- وفي ترك الجهاد تفويت لمصالح عظيمة في الدنيا والآخرة؛ منها الأجر العظيم الذي أعده الله تعالى للمجاهدين والشهداء في الآخرة، ومنها الحياة العزيزة في الدنيا وإقامة شرع الله عز وجل، والشهادة والغنائم والتربية الإيمانية التي لا تحصل إلا في أجواء الجهاد ومراغمة أعداء الله تعالى•
    5- إلقاء العداوة والفرقة بين المسلمين: وهذا أمر مشاهد؛ فما من وقت تركت فيه الأمة الجهاد في سبيل الله عز وجل إلا انشغلت بنفسها ووجه المسلمون حرابهم إلى صدور إخوانهم وانشغل بعضهم ببعض•
    ونظرة أخرى إلى واقعنا المعاصر وما جرى فيه من تعطيل لشرع الله عز وجل - ومن ذلك الجهاد في سبيل الله - ترينا كيف حلَّ بالمسلمين من الفرقة والتحزب والاختلاف بين المسلمين حيث انشغل بعضهم ببعض• وما ذاك إلا من الانحراف عن المنهج الحق وتعطيل هذه الشعيرة العظيمة وما ترتب عليها من تسلط الكفار على بلاد المسلمين وتأجيجهم نار الخلاف والفرقة والتحريش بين المسلمين، وهذه سنة الله عز وجل في كل من أعرض عن شرعه سبحانه ونسي حظًا مما ذكر به قال تعالى: (وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) (المائدة:14)
    اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا
    اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا إجتنابه
    وأكرمنا اللهم بالجهاد ، وألحقنا بركب الشهداء واستعملنا في طاعتك ومرضاتك
    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على
    نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

    وكتبه أخوكم
    محمد بن أحمد السالم
    الرياض

    الفهرس
    مقدمة : 2
    نصيحة شيخ الإسلام ابن تيمية للمسلمين أيام غزو التتار: 3
    1) تحديث النفس بالجهاد : 10
    2) سؤال الله الشهادة بصدق: 12
    3) الذهاب للجهاد بالنفس : 13
    4) الجهاد بالمال: 14
    5) تجهيز الغازي: 15
    6) خلافة الغازي في أهله بخير : 16
    7) كفالة أسر الشهداء: 17
    8) كفالة أسر الجرحى والأسرى: 17
    9) جمع التبرعات للمجاهدين : 18
    10) دفع الزكاة لهم : 19
    11) المساهمة في علاج الجرحى: 21
    12) الثناء على المجاهدين وذكر مآثرهم ودعوة الناس لتقفي آثارهم : 21
    13) تشجيع المجاهدين وحثهم على الإستمرار: 22
    14) الذب عن المجاهدين والدفاع عنهم : 22
    15) فضح المنافقين والمخذلين: 24
    16) دعوة الناس للجهاد وتحريضهم عليه : 25
    17) النصح للمسلمين وللمجاهدين: 25
    18) التكتم على المجاهدين وإخفاء أسرارهم التي يستفيد منها العدو: 26
    19) الدعاء لهم. 26
    20) قنوت النوازل: 27
    21) متابعة أخبار الجهاد ونشرها: 28
    22) المشاركة في نشر ما يصدر عنهم من كتب ومطويات : 29
    23) إصدار الفتاوى لمناصرتهم : 30
    24) التواصل مع العلماء والخطباء وإخبارهم عن أحوال المجاهدين : 30
    25) أخذ اللياقة البدنية : 31
    26) التدرب على الأسلحة وتعلم الرمي: 33
    27) السباحة و ركوب الخيل : 35
    28) تعلم الإسعافات الأولية : 35
    29) تعلم فقه الجهاد: 35
    30) إيواء المجاهدين وإكرامهم : 41
    31) عداوة الكفار وبغضهم: 41
    32) السعي لفداء الأسرى : 42
    33) نشر أخبار الأسرى والاهتمام بقضيتهم: 43
    34) الجهاد الألكتروني: 43
    35) تخذيـل المشركين: 45
    36) تربية الأبناء على حب الجهاد وأهله: 45
    37) ترك الترف : 46
    38) مقاطعة بضائع العدو والحث على ذلك : 47
    39) عدم استخدام العمالة الحربية: 49
    الخاتمة : 49
    مخاطر ترك الجهاد في سبيل الله: 49
    الفهرس 54]

    تعليق

    يعمل...
    X