إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الإعداد للمعركةوتجهيز الأمة للجهاد وتحمل تبعاته

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإعداد للمعركةوتجهيز الأمة للجهاد وتحمل تبعاته

    الإعداد للمعركةوتجهيز الأمة للجهاد وتحمل تبعاته





    الحمد لله معز المؤمنين ومذلّ الكافرين .. والصلاة والسلام على قدوة المجاهدين وإمام النبيين المبعوث بالسيف بين يدي الساعة رحمة للعالمين ، وعلى آله وصبح أجمعين .. أما بعد : هذه الرسالة على جزءين :

    الأول : يتعلق كيف نستعد للمعركة.

    الثاني: كيف نحسن التحالف مع أمتنا ونحضرها للمعركة وتحمل تبعاتها .



    الجزء الأول .. الإعداد للمعركة

    في هذه الرسالة سوف ندخل في الجزئية التنفيذية والتطرق إلى العمل الميداني وهو ما يهتم به ويهواه الكثير من الشباب .. وعموما سأتعرض لكيفية العمل على العدو واضعا قدم الشباب على الدرجة الأولى من السلم وفاتحا الباب للعديد من الأفكار التكتيكيه .. حيث يجب على الشباب ألا يحصروا أنفسهم في أسلوب واحد ولكن عليهم أن يتعلموا الأصول ويتفننوا فيها بكل سبيل ..



    وقديما طال النقاش هل الحرب فن أم علم .. وانتهى الأمر على أن الحرب علم يدرس له أصوله التي تزيد القائد الموهوب مهارة وفنا في إدارة الصراع - هذا القائد بالطبع ليس من آل سعود - فالعلم أمر مكتسب والفن هبة ورزق من الله .. ورحم الله خالد بن الوليد والمثنى بن حارثة الشيباني وقطز وصلاح الدين ..

    والإعداد يتناول محاور ثلاث [ السياسي والأمني والعسكري ]

    تنبيه [ حينما أذكر كلمة سياسة فيجب أن يكون مفهومها في ضوء ما اسلفت ].

    تنبيه [ الإعداد للجهاد فرض عين يأثم تاركه ].



    أولاً: الإعداد السياسي وله شقين

    الشق الأول: إعداد العقل وويتم فيها الإعداد الفكري وهو يعتمد على جانبين الجانب العقائدي والجانب الواقعي ..

    الجانب العقائدي ويتم فيه إعادة تأصيل الإسلام في عقل وقلوب الشباب بحيث يعرفون ماذا يطلب منهم دينهم وماذا يعطي لهم .. فنحن نحيى بين أمة مسلمة تحتاج إلى إعادة تأهيل لا إلى دعوة جديدة كما يقول البعض .. هذا التأهيل يتعلق بالعقيدة وحقيقة لا إله إلا الله محمد رسول الله حقيقة التوحيد لله وإفراده بالعبادة بكل شيئ وتحكيمه في كل شيئ .. وحقيقة الاتباع لرسوله والتزام منهجه ..

    ومنها الإيمان بالغيبيات .. وقد صاغها رسول الله في عقول وقلوب المؤمنين أنهم يحملون هم الدين .. دعوة وجهاداً .. مقابل الجنة .. فكان الجواب لا نقيل ولا نستقيل

    ومنها الجنسية التي ننتمي إليها وهي جنسية العقيدة التي يتساوي فيها العربي والهندي والأفغاني والباكستاني والماليزي والأفريقي وسائر الأجناس والألوان تحت راية لا إله إلا الله، فلا فرق بين خليجي وشامي ولا فرق بين مصري وعراقي ولا مغربي وهندي .. رب واحد ومنهج واحد وأمة واحدة ..

    ومنها حتمية التغيير فالإسلام منهج سياسي كامل متميز وحضارة راقية متفردة .. جاء مفردا الله بالعبادة والحكم .. فهو منهج عزيز قوي يفرض نفسه بالمنطق والقوة ويأبى الشرك في العبادة أوالاشتراك في الحكم .. ولاؤه متفرد فلا يقبل بأي ولاءات أخرى .. ولا يُحتمل فيه ترقيع الخروقات .. ولا يقبل التعددية الحزبية أو تقاسم السلطة .. ولا يوجد فيه معارضة سياسية وإنما مناصحة ربانية .. وليس من منهجه الالتقاء مع أي منهج أو فكر في منتصف الطريق .. كلا .. فاالإسلام وإياه على مفرق الطريق .. وحين نسايره خطوة واحدة فإننا نفقد المنهج كله ونفقد الطريق ..

    أما جانب فهم الواقع فلا بد من معرفة عدد من الأمور واستيعابها وفهمها فهما عميقاً .. فالواقع الذي مرت به الأمة من تشرزم وتفتت وتمزق وضياع للهيبة .. وتسلط العملاء عليها .. وحالة الضعف التي تمر بها جيوشها .. وتربص الأعداء بها .. بل لقد مضت مرحلة التربص وبدأت مرحلة الهجوم .. وما تعيشه الأمة الآن من أحداث عظام ..وتفاعلها مع فلسطين وأفغانستان والعراق .. وما خلفته رياح عمليات القاعدة من إعادة تأهيل الأمة وإسترجاعها لإرادتها التغييرية وشعورها بالقدرة على أعدائها وتلذذها بالنصر.. هذا المناخ هو مناخ التغيير وهذه الرياح هي رياح النصر والتمكين ..

    وبمعنى آخر .. لا بد أن نعرف أنفسنا ونعرف عدونا .. ونصرف لمعرفة أنفسنا وعدونا الوقت والجهد .. ونخضع قدراتنا وقدراته لدراسة مستفيضة .. ثم نبني استراتيجيتنا أو منظومتنا التغييرية ( السياسية والجهادية ) وفق مدخلات العملية السابقة وهي [ من نحن ومن عدونا .. من معنا ومن نحيد ] ولندرسها بعمق من منطلقنا الإسلامي وحسن توكلنا على ربنا ويقيننا بقدره .. وفهمنا لحكمته وسننه التي لا تتبدل .. لتكون مخرجات العملية هي [ كيف نتحرك وكيف نجاهد ] إذا ادركنا هذا وفقنا الله للنصر قال تعالى [وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {10} الأنفال].

    الشق الثاني الممارسة السياسية

    والتي سنتكلم عنها بشئ من التفصيل في الجزء الثاني من الرسالة

    ثانياً: الإعداد الأمني وله أيضاً شقين

    الشق الأول: الإعداد العقائدي

    وهو يتعلق ببناء عقيدة الفرد بناءً إسلامياً متيناً .. وقد تكلمنا عنها في الشق السياسي .. ونضيف إليها هنا استكمال تحصين الفرد ضد الأطروحات الفكرية والشبهات الشرعية .. فتحفظ الفرد من السقوط ضحية التقلبات الفكرية .. والتي تنتج من خلال المؤثرات الخارجية سواء من تأثير دعايات التحالف اليهودي الصليبي أو من فحيح أفاعي السلطان العاملين تحت راية بلعام بن باعوراء ..

    الشق الثاني: الإعداد الحركي

    وهي المهارات الأمنية التي تعمل على حماية الفرد من السقوط بيد زبانية السلطان أثناء قيامه بمهامه الجهادية .. ويجب على الفرد المجاهد احترافها لتكون سلوكاً ذاتيا .. وهذه المهارات عبارة عن مجموعة من البنود والإجراءات تتعلق بحماية وتأمين المجموعات .. التحركات .. الاتصالات .. المنشآت .. المخازن .. البيوت السرية .. التفتيش .. اللقاءات .. الاجتماعات .. صناديق الرسائل الميتة .. التحقيق .. التجنيد .. التهريب .. الاستخبارات .. إدارة العمليات ..



    من واقع التجربة أقول لكم .. لايكفي أن تقول أنك قرأت كل هذا .. ولكن عليك أثناء التدريب والقراءة أن تسأل لتفهم بدقة ما هو المراد والأهم أن تمارسه عملياً لتجعله سلوكاً ذاتياً .. وأكرر عليك أن تمارسه عملياً لتجعله سلوكاً ذاتياً .. وأكرر عليك أن تمارسه عملياً لتجعله سلوكاً ذاتياً .. أما التشدق بكثرة القراءة دون الممارسة فعواقبه وخيمة.

    لا بد من عقد دروس وتدريب الأمن لكل من يريد أن يحمل السلاح في المدن .. وتدريب الأمن لايحتاج إلى معسكرات بل في داخل بيوتنا .. وحمل السلاح وتخزينه لا بد أن يخضع لترتيبات أمنية فائقة الحساسية ..

    وأحيل الاخوة هنا على كتابين الأول مذكرة الأمن لتنظيم القاعدة وهي مذكرة رائعة متكاملة .. فإن لم توجد فمجلد الأمن من موسوعة الجهاد الأفغاني .. وكنت أتمنى لو أن بعض الاخوة صرف وقتاً لإعادة كتابة هذا السفر الضخم على ملفات وورد بحيث يسهل علينا جمع وإضافة ما يفيد الشباب في هذه المرحلة في مذكرة مختصرة.

    فإذا قمنا بتحصين الفرد عقائدياً وحركياً نكون قد ألبسناه درعاً أمنياً .. وبهذا الدرع يتحول الفرد المسلم إلى قلعة منيعة حصينة يستحيل اختراقها ويطيب لها أن تستشهد دون عقيدتها .. قال تعالى [ الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ {82} الأنعام ].

    فائدة:

    عندما تعمل الحركة الجهادية في المدن وتحت سلطان النظام الحاكم .. تدار العمليات العسكرية بإشراف الجانب الأمني ومن منطلقه فلا تتجاوز تعليماته .. وإلا ستعاني الحركة من ضربات النظام

    وعندما تعمل الحركة الجهادية من المناطق المحررة فإدارة عملياتها تخضع للجانب العسكري وتكتيكاته المرحلية دون تجاهل الجانب الأمني ..



    ثالثاً: الإعداد العسكري

    الوضوء للصلاة .. الإعداد للجهاد .. أمر حيوي لازم طالما لدينا الوقت [ للأسف الوقت الباقي للمعركة يتناقص بشكل سريع يوما بعد يوم فقد تبدأ الحرب في شهر فبراير القادم أو بعده بقليل ] ..ولهذا علينا في استكمال تدريباتنا واستعداداتنا للمعركة .. ونطرق سوياً ثلاث موضوعات تتعلق بالإعداد والاستعداد العسكري:

    أولاً: التدريب العسكري التخصصي

    ثانياً: امتلاك الأسلحة والذخائر وتخزينها

    ثالثاً: تشكيل المجموعات الصغيرة



    أولاً: التدريب العسكري التخصصي .. وهذا البند يتعلق بثلاثة أشياء أساسية وهي:

    أ- المهارة في استخدام السلاح

    ب- اكتساب المهارات المناسبة لكل ميدان

    جـ- القدرة على إدارة العمليات العسكرية



    أ- المهارة في استخدام السلاح

    وهذه المرحلة تتجاوز مرحلة التدريب الأساسي الذي يتعرف فيه الفرد على سلاحه ويستخدمه لأول مرة .. فالمجاهد في هذه المرحلة يتعايش مع سلاحه ويتفقه في تكتيكاته ليتقنا سوياً مهارة القتال في أي ميدان ( مدن ..جبال .. غابات ... الخ ) ..

    وأسلحتنا تبدأ بالسكين وتمر بالأسلحة الخفيفة والمتفجرات والسموم والمدافع والدبابات وتنتهي إلى ما انتهى إليه العصر من قدرات قتاليه .. أيها وقع تحت أيدينا استخدمناه على الهدف المناسب له بالتشاور مع القيادة العليا [ القاعدة ] في حالة وقوع أسلحة دمار شامل في أيدينا لإحسان استخدامها ..

    بالنسبة للأسلحة الخفيفة .. حامل الكلاشنكوف ( أو أي بندقية آلية ) يفهم ما هو دوره في المعركة وأسلوب تقدمه وحامل البيكا أو الأربي جي ( أو أي رشاش أو أي سلاح مضاد للدروع ) يدرك أين يتمركز ليقدم اسناداً قوياً لإخوانه من حملة الكلاشنكوف .. بما يناسب ميدان القتال من تكتيكات ..

    وكذلك مهندس المتفجرات يعد العبوة المناسبة بالحجم المناسب والشكل المناسب حتى تنجح في الوصول لضرب مكان محدد ..

    وكذلك صناع السموم عليهم صناعتها أنواع مختلفة لتناسب نوع العملية فقد يكون مطلوباً سماً باللمس أو الاستنشاق أو بالأكل ..الخ كما عليهم أن يركبوها بأشكال مختلفة لتناسب العمليه

    وكذلك مجموعات التخزين عليهم أن يحترفوا انشاء المخازن المناسبة لكل نوع من الأسلحة بما لا يعرضه للتلف أو التعطيل اثناء أداء المهمة ..

    وكذلك مجموعات جمع المعلومات عن الأهداف ( الاستطلاع أو الاستخبارات ) .. عليهم أن يحترفوا عملهم بحيث يحضر المعلومة كاملة عن الهدف .. حتي يحسن التخطيط له ولا يقع المنفذون في مفاجأت أثناء التنفيذ ..

    فهذا النوع من التدريب التخصصي نقصد به المهارة والاحتراف في توظيف السلاح ( أيا ما يكون السلاح ) للمهمة ( أيا ما تكون المهمة ) وإتقان إخفاءه وإحسان تحركه حتى يصل للهدف وتنفيذ المهمة ..



    ب- اكتساب المهارات المناسبة لكل ميدان ( مهارات الميدان )

    لكل ميدان فنه ومهاراته الأساسية التي تقلل الخسائر في صفوفنا وتحقق المفاجأة لعناصر العدو وتساعد على تحقيق النصر في المعركة ..

    ونعني بجملة المهارة في الميدان القدرة على التعايش فيه وإحسان التحرك والتمركز فيه مستخدمين كل أنواع الخداع والتمويه المناسب له ..

    فالمناطق الصحراوية مثلاً لها مناخها وطبيعتها الخاصة والتي تستلزم نوعاً من التعايش لندرة الماء فيها وانبساط أراضيها فتحتاج نوعا من الخداع والتمويه كما تحتاج أسلوباً خاصاً في التحرك متناسباً مع الوقت لتلافي شدة الحر وشكلاً مناسباً في التمركز ليمنع أعمال الرصد

    وعلى المجاهدين أن يتقنوا هذه المهارات من الكتب ومن أهلها والمقيمن فيها والقيام بالتدريب على هذه المهارات حتى لا يفاجئه عارض أثناء العمل الفعلي ..

    وميادين عملنا كثيرة لأننا أمة كبيرة فبعضها في الجبال وبعضها في الصحاري والغابات والمناطق المزروعة والمستنقعات والمدن .. فيرجع إلى هذه التجارب لمعرفة كيف سيطر أهلها على الميدان وحاصروا عدوهم دائما .. أفغانستان والصومال وفيتنام ..الخ

    بالنسبة للمدن من المهم مراجعة تجربة المقاومة في بيروت ودراستها والتعرف على المهارات التي اكتسبوها من خلال الممارسة

    ويوجد الآن على صفحات المنتدى موضوع منقول عن مهارة التحرك داخل المدن بعنوان حرب الشوارع .. وقد طُرحت فيه مادة جيدة ومفيدة جداً .. وعلى الاخوة أن يدرسوها واضعين في الاعتبار أنها كتبت للوحدات النظامية فيأخذوا منها ما يناسب أمرهم ومهماتهم ..

    فائدة

    أخبرني بها الاخوة الذين قدموا من أفغانستان خلال السنوات الأخيرة .. حيث نقلوا على لسان البطل الشهيد جمعة باي معلومة مفيدة وخطيرة .. وهي أن جميع الدبابات المجهزة بتدريع ثاني من اللدائن قد لا تؤثر فيها قذائف الـ أر بي جي [ أو غيرها من التي تعمل بأسلوب الحشوة الجوفاء ] ولكن قنابل الملتوف تحرقها تماماً .. وهذا الأمر مجرب ومن خبرة الجهاد في طاجيكستان ..



    جـ- القدرة على إدارة العمليات العسكرية

    لابد من التعلم والدراسة واكتساب الخبرات العسكرية .. وإلا فلماذا مقالات الفريق سعد الدين الشاذلي لها أهميتها عند كبار القادة والمخططين العسكريين ؟؟!

    لأن الرجل له مكانته التي اكتسبها من خلال التخصص والممارسة ونجاحه للتخطيط وإدارة حرب العاشر من رمضان .. ولم يولد الرجل كبيراً وانما كان ضابطا صغيراً تدرج في المهام حتى بلغ رئاسة أركان الجيش المصري في الحرب .. فللحرب رجالها .. وللسلم رجاله ..

    ومن عوامل النجاح العلم والعمل .. فعلينا أن نسارع بدراسة العلوم العسكرية وصرف الوقت لها والعمل بها على أعداء الله وكل من كان له قريب من أبناء هذه الأمة يعمل بالجيش فليبادر بدعوته ليكون معهم ويكون معلماً لهم ..

    التدرج في العمل مفتاح النجاح فيه .. وعندما قامت القاعدة بأول عملية نوعية كان عمرها تجاوز العشر سنوات .. إلا أن السنوات العشر هذه اكتسبت فيها من الخبرات ما مكنها بعد ذلك من تبني برنامج الأمة والعمل الجاد فيه .. ولهذا فعلى الاخوة ان يتدرجوا في عملياتهم حتى يكتسبوا خبرات عظيمة ..تؤهلهم بعد ذلك لقيادة عمليات كبيرة أو قطاعات عسكرية ضخمة ..

    والخطر على الاخوة في العمليات الصغيرة يمكن جبره والتملص من تبعاته .. أما العمليات الكبيرة فلا مناص منها وأعبائها .. وليبدأ الاخوة بتعلم التخطيط من خلال أهداف غير محروسة للعدو ثم التدرج هدفاً بعد هدف .. ولا يحقرن أحدكم من المعروف شيئاً .. إن لطم أي مواطن أمريكي أو من التحالف اليهودي الصليبي أمر هام ومطلوب ورسالة سياسية لها معناها وردود فعلها .. فما بالكم بطعنه بالسكين أو حرق شركاتهم وأموالهم والتربص بهم في كل مكان ..

    فالقدرة على إدارة العمليات الكبيرة ناتج من النجاح في تنفيذ العمليات الصغيرة



    ثانياً: امتلاك الأسلحة والذخائر وتخزينها

    الهدف الرئيسي لقوات التحالف اليهودي الصليبي في الصومال وأفغانستان والعراق هو نزع السلاح من أيدي الشعب لتحويل الشعب إلى قطيع من المخلوقات البشرية المسلوبة الإرادة تساق حيث يشاء قصَّابها لها الذبح ..

    إن الفضائح التي تحدث في الأرضي الإسلامية وبشكل أوضح في المياه الإسلامية تؤكد أن الأمة المنزوعة السلاح أمة متستعبدة .. يقعد بين شعبها ويرتع في أحضانها الغاصبون كيف شاؤا .. لقد كان البحر الأحمر بحيرة إسلامية لا تدخلها سفن الكفار وتعتبر خط الدفاع الاستراتيجي عن الحرم .. واليوم .. انقلبت الأوضاع ودار الزمان دورته .. فبعد أن كنا أمة مجاهدة أمة كانت تحمل السلاح .. وتذود به وترهب أعدائها .. جاء اليوم الذي يعربد فيه اليهود في بحيرة الإسلام ويسيطرون عليه .. أليس اليهود هم الأمرون الناهون فيه .. قبيلة من بضعة ملايين في خضم بحر من العرب أكثر من ثلاثمائة مليون .. أليست قناة السويس بيد الامريكان .. وباب المندب بيد الفرنسين .. ومضيق هرمز بين يدي الأمريكان والانجليز .. ومضيق جبل طارق تحت راية بريطانيا .. أليست هذه بوابات ومحابس البحار الإسلامية .. من يسيطر عليها يتحكم فيمن يدخل ويخرج ..

    ولكن لا استسلام .. لا بد أن تعود الأمة وتحمل السلاح .. لابد أن يكون منظر السلاح في بيوتنا مالوفاً غير مستغرب .. بل سمة من سمات أي بيت مسلم .. كما في اليمن وافغانستان وقبائل باكستان .. وحتى يأتي ذلك اليوم .. علينا أن نبدأ بشراء السلاح وتخزينه على أرقى مستوى أمني ممكن .. ولا ننسى أن نشتري الذخائر بكميات كبيرة ..

    كل ما يمكن أن تصل أيدينا إليه من السلاح الخفيف والثقيل ولنهتم بالمتفجرات فهي الرعب الذي أكل قلوب الكفار وسرق الأمن من جفونهم .. ولله در القاعدة يوم استخدمته ووجهت أنظار الأمة إلى أن تطلق وتوجه سهامها إلى هذا العدو .. هذا العدو .. الذي فرقنا وأوقع العداوة والقتال بيننا وجلس يبتسم ويتلهى بثرواتنا .. لله درها يوم فجرت سفارتي نيروبي ودار السلام .. ولله درها يوم نسفت فندق ممباسا..

    كما علينا أن نبذل كل الطاقة للحصول على مضادات الطيران والدروع .. بأي شكل وبأسرع وقت .. ولنستفيد مما يحدث في فلسطين فهناك انتفاضة بطولية من الشعب والجماعات الجهادية فقدموا مظاهرات .. إضرابات .. عمليات .. شهداء .. ورغبة صادقة في التضحية والفداء فاقت طاقات البشر واجتهدت الجماعات الإسلامية في القيام بالعمليات البطولية ومحاولة لبلورة الإرادة الشعبية الفلسطينية رغم القيود المحكمة عليهم .. ولكن كان هناك عجزاً في الحصول على أسلحة تطور من الموقف على الأرض فالإرادة القتالية موجودة والرؤية السياسية واضحة والحاجة كانت لسلاح يطور الانتفاضة ويمكنها من عدوها في المراحل الحاسمة فتصل لمرادها .. وهذا أكبر ما عانت منه الانتفاضة بعد ذلك .. ولم أقصد حصولهم على صواريخ أرض أرض تصل لمسافات أبعد فقط .. وإنما قصدت أسلحة مضادة للمدرعات والدبابات والطائرات .. وهو السلاح الرادع لإخراج الطيران من هذه المعركة ..

    ولكن لا تشتروا صواريخ ( سام 7 ) الروسية .. فهي لا تصلح لشيئ وقد رأينا قدرتها في الشيشان وأفغانستان وممباسا ..



    ثالثاً: تشكيل المجموعات الصغيرة

    لقد تدربنا وحملنا السلاح .. ولكن يدا وحدها لا تصفق .. وحتى يكمل الاستعداد لبدأ العمل .. لا بد أن نشكل مجموعات سرية عسكرية .. ونحدد لنا أهدافا نعمل عليها ..

    والأمر ليس صعب ولكنه خطير ولهذا أنوه عنه هنا ولكنني سوف أفصل فيه في الرسالة الرابعة [ الجهاد ] .. وهذه المجموعة تتكون من الفرد المسلم المجاهد وعدد لا يتجاوز أصابع اليدين من أبناء حيه وناديه .. وهذه المجموعات لا تحتاج إلى كثير تدقيقات أمنية بسبب نشأتهم منذ الصغر سوياً ويعرفون عن بعضهم البعض ما لا يعرفه الأباء ..

    هذه المجموعة هي النواة الأولى في برنامجنا الجهادي الأممي .. والتي مع الوقت ومراحل الجهاد تندمج في إطار مجموعات أخرى على مستوى المدينة ثم الولاية فالدولة ..

    من مميزاتها سهولة أهدافها وقلة مصروفاتها ويعاب عليها قلة الخبرة والتي إن شاء الله تكتسبها يوما بعد يوم .. ولا تنسى هذه المجموعات أن تأخذ بينها عهدا وبيعة مع الله بالعمل لنصرة دينه حتى يأتي أمر الله بالنصر أو الشهادة .. قال تعالى [ قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ {52}براءة ].



    والان إلى الجزء الثاني من الرسالة الثالثة .. والذي يتعلق بإعداد الأمة ..

    الجزء الثاني تحضير الأمة

    تمهيد

    الإسلام .. الأمة الإسلامية ..

    لقد كان موقع هذه الأمة بين الشرق والغرب والشمال والجنوب موقعاً وسطاً .. فجاءت وسطاً في كل شيئ .. ففي حين نرى الغرب قائماً منذ أن عرف له تاريخ على التعالي والقومية .. قائما على الطبقية الإستغلالية وسيادة الجنس والقومية وتمثلت في طبقة النبلاء والأشراف .. وسيادة جنس على أجناس فتارة الرومان وأخرى الألمان مروراً بالانجليز والفرنسيين وانتهاءاً بالأمريكان .. أما الشرق فجاء على النقيض من الغرب وثورة عليه .. ومثل انقلاباً في عرف البشر حيث جعل الصعاليك هم الطبقة الحاكمة .. فأرادت هذه الفئة أن تحقق للإنسان المساواة في كل شيئ وحصروها في احتياجاته الأساسية ( المأكل والمسكن والجنس ) والتي يشترك فيها مع الحيوان .. فجاءت نظرية سوداء محقت الإنسانية وحولت البشر إلى ترس في آلة .. وأفقدته كل حواسه البشرية .. والتي فضله الله بها على غيره من المخلوقات ..

    أما الإسلام .. فهو المنهج الوحيد .. الذي جاء للتعامل مع الانسان كإنسان .. فبنى لأتباعه مجتمعاً فاضلاً .. ساسهم بالعدل الإلاهي .. ومحى الطبقية المقيتة بينهم .. فلا فرق بين غني وفقير ولا شريف ووضيع .. وصاغ علاقات المجتمع بالرحمة والتكافل بينهم .. فالغني لا يحلوا له طعام ولا يهنئ برقاد ويعلم ان جاره الفقير قد تمزقت امعاؤه جوعاً .. هكذا كان المجتمع المسلم .. ثم لما انطلق للعالم .. انطلق لينتشلهم إلى نبله ورحمته .. فجمع في بيته كل الأجناس والأعراق والقوميات .. كلهم .. تحت مظلة واحدة .. بلا فوارق ولا امتيازات .. رب واحد .. منهج واحد .. أمة واحدة .. لافرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى ..

    انطلق الغرب من تعاليه واستكباره .. فمايز بين البشر .. واستعبدهم واستباح ثرواتهم وجعل نفسه جنساً سامياً .. وما دونه عبيد

    وانطلق الشرق من دنائته وحقده .. فمحى الإنسانية وحول البشر إلى قطعان من الحيوانات .. لا هم لها إلا إشباع شهواتها ..

    وانطلق الاسلام بمنهجه الرباني يسوس البشرية .. لمراد ربها .. فارتقى بالبشر من عبودية العباد لعبادة رب العباد .. وارتقى بطبائع النفس وعاداتها .. فزكاها من الانحراف والخطيئة .. الكل سواسية بين يدي الحق .. تحت شمس الإسلام العادلة ..

    هذا هو الإسلام .. ديننا الذي يجب أن نعرفه عندما ننطلق لأمتنا وللعالم أجمع ..

    ومن هنا أبدأ .. فإن كانت أمة هذه صفاتها .. وهكذا تنظر إلى بني آدم .. والعداء بينها وبين الآخرين على أسس عقديه .. لا على نزاع على توزيع الثروات والنفوذ .. ولا على إشباع الشهوات والرغبات .. فتلك أمة جديرة بالريادة والسيادة .. إذا ارتبطت مرة أخرى بدينها .. وكان .. هذا الدين .. هو محركها .. وعلينا اليوم أن نحيى فيها الدين .. ونعيد تأهيلها للريادة مرة أخرى .. فلا خير في أمة بلا دين يحركها ..

    والسؤال: كيف نعمل على تعبئة الأمة نفسياً ومعنوياً لخوض الحرب وتحمل تبعاتها؟.

    من فضل الله على الامة والعالم .. أن توفر في هذا الوقت .. هذا الوقت بالذات .. كافة العناصر التي تجعل الامة مهيأ نفسياً ومعنوياً لخوض الحرب وتحمل تبعاتها .. فالقاعدة فعلت بالأمة الأفاعيل .. فما دمره الغرب اليهودي الصليبي خلال قرن كامل من تمزيق وتشتيت وتفريق لوحدة للأمة .. وتغريب دينها واغتيال رموزها وكوادرها .. أعادته القاعدة خلال أربع سنوات .. من سفارة نيروبي إلى دك البنتاجون .. وحدة وتماسك وعودة للدين ورموز حية وقيادات شابة .. فلله درهم ..

    فالصراع الذي بدأته القاعدة ضد عدو الأمة والمتمثل في النظام العالمي الجديد والذي تبلور بشكل واضح لكل العالم منذ عام 1998 بدك السفارتين أيقظ الأمة من سباتها .. أحقاً هناك من يتجرأ على أمريكا !!! .. فقد كان الصراع عادة محصوراً داخل الحدود أو وفق مباركة من أمريكا .. واليوم صفعت أمريكا على وجهها الكالح .. ثم توالت الأحداث بعد ذلك .. من عمليات القاعدة وانتفاضة تستشرف النصر في فلسطين وفتك بالمدمرة كول .. ثم نسف الهيبة الأمريكية من جذورها بدك البنتاجون الذي ترتعد فرائص قادة العالم من ذكر اسمه .. فانهار ما في قلب الأمة من هيبة ورهبة لأمريكا مع انهيار برجي المال والاقتصاد الأمريكي.. وحل بالقلوب عبير الحرية .. وبشائر التغيير .. واستمرت الانتفاضة في مناخ من الأمل لأول مرة منذ أن سمعنا بالقضية الفلسطينية .. ثم جاءت أفغانستان لتعمق الجرح وتوسع الخرق .. فتستوعب الشعوب الأحداث وتشب عن طوق التضليل السياسي والإعلامي .. وتوالت العمليات الجهادية في كل مكان .. مؤكدة على وعي الأمة بدينها من جهة .. ومن أخرى على استمرار مقارعة العدو حتي يهلك .. وما بقي على استثمار هذا المناخ ونجاحه .. إلا وصول التحالف الغربي بخيله ورجله إلى المنطقة العربية حتى تتكشف كل الحجب .. وتزال كل الأغشية عن عيون الشعوب .. وتحمل السلاح لتنافح عن .. دينها .. أمتها .. سيادتها .. ثرواتها ..

    وعلى التيار الإسلامي أن يكون جاهزاً يقظاً .. ليقطف ثمرة ما خطط له .. وحان وقت حصاده ..

    وحتى نصل بالأمة إلى قمة للتغير فهناك عدة عناصر رئيسية يجب أن نجتهد فيها بكل همة فالوقت لبدأ الحرب قليل جداً [ من الطبيعي أن تراعي أمريكا شعور الشعوب العربية والاسلامية فلا تبدأ حربها على العراق إلا بعد الحج أي في منتصف شهر فبراير القادم أما إن بدأت قبل ذلك فهو من حماقتها لظنها أن الأمة حالها كحال سلفها يوم غزاها التتار .. وإن شاء الله ما أن تشتعل الحرب حتى تكون الامة كلها .. قطز .. ] وحتى لا أطيل على القارئ فإننا نتبنى في هذه الفترة سياستين هما:

    السياسة الأولى: التعبئة النفسية والمعنوية للأمة .. كل الأمة ..

    السياسة الثانية: تسليح الأمة والتحرك على العدو من خلال أمة مسلحة تعمل على رقعة جغرافية مهولة



    السياسة الأولى: التعبئة النفسية والمعنوية للأمة .. كل الأمة ..

    ويتم ذلك من خلال عدداً من العناصر ومنها:

    أولاً: تحديد مفتاح الصراع أو خلق الباعث والهدف أو الغاية التي تبرر الحرب وتدفع الأمة للقتال في سبيل تحقيقه، والاستشهاد في سبيله إذا اقتضى الأمر ..

    قبل ثلاثين عاماً كانت مفاتيح الصراع نادرة .. وكانت الحركة الجهادية وليدة تحبوا بلا خبرة أو تجربة .. أما اليوم فالحركة الجهادية قد نضجت سناَ وعقلاً .. وخاضت العديد من التجارب والحروب .. فحظيت بالخبرة والمعرفة من واقع الميدان والتجربة ..

    والباعث على الصراع .. أي مفتاح الصراع بل مفاتيح الصراع التي تجمع الأمة .. كل الأمة الإسلامية .. وتحرك الأمة كثيرة عديدة .. فالعدوا أهلكه الله لم يترك باباً إلى فتحه ولا مستوراً إلا كشفه .. فالهجمة الصليبية الهادفة إلى تقسيم الأمة واستعبادها وسرقة ثرواتها مفتاح .. وتحرير المقدسات الإسلامية مفتاح .. وما حدث في أفغانستان مفتاح .. وما يحدث من استئصال في بيت المقدس في فلسطين مفتاح .. وما ينتظر من أحداث إبادة للمسلمين في العراق مفتاح .. وإخراج المشركين من جزيرة العرب مفتاح .. ويظل أعظم باعث وأقواها في النفوس هو إعادة دين الله خليفة في الأرض فنحكم بالإسلام ونعيش في ظله وتحت عدله .. بل إن نصارى العرب يطمحون في مفتاح عدل الإسلام وما وفره لهم على مر الزمان ..

    يقول برنارد لويس في كتابه لغة الإسلام السياسي [ ما يزال الإسلام بالنسبة لمعظم المسلمين أكثر أسس السلطة رضا وقبولا أو الأساس الوحيد المقبول في حقيقة الأمر إبان الأزمات، ولا يمكن لسلطة أن تحقق هيمنة سياسية على ساحة شاسعة ولفترة طويلة جدا إلا حين تستمد السلطة الحاكمة شرعيتها من الإسلام أكثر مما تستمدها من دعاوى قومية أو وطنية أو أفكار غريبة، فالإسلام مازال يقدم في الحياة السياسية أوسع صياغة للأفكار وأكثرها إدراكا للمعايير والتقاليد الاجتماعية. ويوفر الإسلام منظومة رموز من أكثر المنظومات فاعلية للتعبئة السياسية ].انتهى النقل ..

    والعدو قد أعلنها حرباً صليبية لاهوادة فيها .. وتحرك فيها وفق ثلاث مفاتيح للصراع يجمع شعبه وأمم الكفر علينا بها وهي: .. القضاء على الإرهاب .. انقاذ الانهيار الاقتصادي .. تهيئة ميدان هرمجدون .. وبهذه المفاتيح جمع أموال الخائفين على دنياهم .. الطامعين في ما عند غيرهم .. وحشد التائهين الضالين في نبوءات التوراة .. وعزم على أن ينجح من خلال هذه السياسات في تحقيق عدة أهداف أهمها:

    1- اخماد الجذوة الاسلامية التي اشتعلت وتجاوزت ما هو مقرر لها .. كما يدعون ..

    2- النجاة من الافلاس الاقتصادي بالسيطرة على نفط العرب .. وثروات المنطقة ..

    3- انشاء اسرائيل الكبرى والتحضير لعودة الرب وتهيئة ميدان هرمجدون ..

    4- نزع السلاح من الامة وتحويلها إلى قطعان من العبيد تعمل في .. مزارع .. ومصانع ..وحقول نفط سيدها .. وفق إرادته ..

    5- اعادة رسم الخريطة السياسية للمنطقة في ضوء تقاسم السلطة والثروة كما في السودان ( تذكر البند الرابع من المرحلة الثانية من المقدمة التاريخية للرسالة الثانية ) ..

    فحربنا القادمة ندافع فيها .. عن حريتنا .. عن أموالنا .. عن أعراضنا .. عن أرضنا .. عن ديننا .. فهي جهاد دفع لا طلب .. وعلينا أن نحرك الأمة تحت المفاتيح السابقة كل شريحة بما يناسبها ..



    ثانياً: خلق المناخ الإيماني للحرب .. وتهيئة العوامل المساعدة لإيجاد هذا المناخ .. والاهتمام بالجانب المعنوي لنجاح تحريض الأمة والجيش للجهاد ضد التحالف اليهودي الصليبي ..

    فدور العلماء .. ما أجملها من كلمة .. العلماء .. وما أحلاها من لفظ .. لكل من عنده عقل .. حينما يقوموا بالحق ..فدور العلماء عظيم جداً .. كيف لا .. وهم ورثة الأنبياء .. وفي الحرب .. يتأكد دور العلماء .. والدعاة إلى الله .. والخطباء .. والوعاظ .. في إحسان عودة الخلق لخالقهم .. عاملين على تقوية ما بين العبد وربه .. يربطونهم بالمغيبات في الأجر والثواب .. فتتجرد نواياهم .. وتخلص نفوسهم من حظوظ الدنيا .. وتقوى عزائمهم في بذل النفس رخيصة لله .. فيدفع الأب بنفسه ..وتدفع الأم بولدها .. والاخت بأخيها .. والابنة بأبيها .. بعيون ترقرقت فيها الدموع .. وبقلوب سكنها الإيمان .. فتنطق حناجر الأم والأخت والابنة انما ادخرناكم لهذا اليوم .. فعن ديننا وأعراضنا ذودوا .. عندما تدور رحى الحرب .. يعود الخلق للخالق .. فتعمر المساجد بالمصلين .. وتلهج القلوب فيها بالدعاء .. وترتفع الأيدي فيها بالضراعة .. ويعلو صوت الإمام بالتلاوة .. وتسري في الأجساد قشعيرة الإيمان .. [اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ {23} ] .. وتهطل الدموع .. ليهطل معها غيث السماء بالنصر لجند الله ..

    ولا ينسى .. العلماء .. والدعاة إلى الله .. والخطباء .. والوعاظ .. أن مكانهم في المسجد .. للتزكية والتوجيه ومكانهم في ميدان الجهاد .. للقتال والتثبيت .. فهم القدوة التي تحتذي ..

    هذا المناخ يحتاج أن يتقوى ويتماسك .. بين الأمة .. كل الأمة .. وعليه فإننا نوجه دعوة لكل الجماعات العاملة لدين الله أي ما يكون مسماها .. ونقول لهم أنتم القدوة في هذه الأجواء والناس لكم تبع .. ومن أخطر الآفات التي تعرض وحدة الأمة للتشرذم والتمزق هو التحزب والتعصب .. والانتصار للجماعة أو الحزب .. والجدال عنهم .. ومن منطلق دعوتنا لكل الأمة بالوحدة والجهاد .. ندعوا كل الجماعات التي تعمل للإسلام لنبذ التعصب لغير الحق .. وقديما قالوا يعرف الحق بنفسه لا بالرجال أو الأحزاب أو الجماعات .. فلنكن وقافين عنده .. فلا عصمة إلا للأنبياء عليهم صلوات الله .. كما أنه لا قدوة في الخطأ فمن تبين له الحق اتبعه .. ولنفهم أنه مهما بلغ الظلم بيننا فهو لا يرد إخوة الإسلام .. فعلينا أن نقدر الخطأ بقدره .. ونلتمس لإخواننا الأعذار .. ونجتهد في ردهم إلى الحق .. بالحق .. وللحق .. وليضبطنا في هذه الدعوة والتحرك عدم الخوض في المسائل الخلافية أو التعرض لإجتهادات الجماعات إلا بالمودة والمحبة والنصح الحكيم .. ولتكن قناعتنا أن لكل مرحلة رجالها وأن الله سبحانه وتعالى سيخرج من الأمة من يقودها لتحقيق ما يحبه ويرضاه.

    هادفين بذلك إلى تفويت الفرصة على الغرب واعوانه من شرخ الصف المسلم وإيقاع الفرقة بين أبناءه وتشتيت الجهود وإضاعة المكاسب الكبيرة التي تحققت من خلال الأحداث وما يدور على الساحة.

    فالأمة اليوم تمر بأزمة لم تشهد لها من قبل مثيل .. وهي في أمس الحاجة لتوحيد الصف من كافة أبناء الأمة ومن كافة شرائحها فالعدو القادم لن يميز بين مسلم ملتزم أو منحرف كما أنه لن يميز بين جماعة وأخرى أو بين دولة وأخرى .... فالعدو برنامجه واضح ورغبته ظاهرة .. وليكن بيننا ( حلف ) واع لمواجهة ( الحلف الصليبي اليهودي ) وهجمتة الشرسة هادفين إلى الأتي:

    1- تعريف الأمة بكافة فئاتها وشرائحها من هو العدو وماذا يريد.

    2- التأكيد على دور الأمة في مواجهة أعدائها ( والتاريخ الإسلامي القديم والمعاصر حافل بالنماذج ).

    3- وضع منهج تثقيفي للأمة يعني بالفهم السياسي والأمني والعسكري لتحقيق وحدة تحرك واعية لها.

    4- العمل على توجيه الحماسة الشبابية لا تقزيمها.

    5- نشر كل ما يرفع الروح المعنوية للأمة دون مبالغة أو تهوين.

    6- الجهاد في سبيل الله فنكون الطليعة والقدوة ..

    7- أن نخص الجيوش الإسلامية بالتوجيه والتحريض لتمارس دورها المنشود منها ..

    هذا الحلف ليس فقط بين التيارات العاملة لدين الله ولكنه أيضاً مع عمقها الاستراتيجي .. مع أمتها بكل ما تعنيه كلمة الأمة من معنى .. فلإن كانت القاعدة والتيارات الإسلامية الطليعة ومقدمة الجيش .. فإن الأمة هي فيالق الجيش وكتائبه ..

    ولهذا توجب على أبناء الحركة الإسلامية أن يبادروا بالعمل كل في ميدانه لتوعية الامة وشحذ همتها وتحضيرها للصراع القادم، وآلا تقبل بالخنوع أو الخضوع أوترضى بالذل والهوان .. في ظل الغرب .. فالدعاة إلى الله يبذلون الوسع وينطلقون في ميادين الدعوة بكل الوسائل المتاحة، والصحفيين والكتاب المخلصين يجتهدون في ميادينهم، والمجاهدين ينطلقون بأسلحتهم، وجماعات الإصلاح والدعوة والوعاظ والخطباء وشرائح المجتمع المسلم يخذلون عنا الأعداء قدر جهدهم، ولنعمل سويا تحت شعار "يداً واحدة ضد أعداء الأمة".

    وأترك لكم المجال لإضافة ما ترونة مناسباً، كما أوجه الدعوة إلى هذا الحلف لكل من يهمه الأمر من الغيورين المخلصين لله.

    وأختم بقول الله تعالى [ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ {103} وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {104} وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ {105} يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ

    فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ {106} وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {107} تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعَالَمِينَ {108}] آل عمران



    ثالثاً: مقاومة الحرب النفسية التي يشنها العدو على الأمة لتفريقها وزرع العداوة بينها .. وزعزعتها وإفقادها أملها في النصر .. هادفين إلى احتلال إرادتها القتالية وهزيمتها نفسيا قبل بدأ المعركة ..

    لابد للعاملين في سبيل الله والمجاهدين أن يخوضوا حرباً إعلامية على صفحات الجرائد والمجلات وكذلك العمل من خلال شبكة المعلومات ( الإنترنت ) .. ومن كل المنابر التي تنطق بالحق .. لدحض الشبهة بالحجة .. والشك باليقين .. فعليهم إبطال أباطيل المبطلين .. وإرجاف المرجفين .. وتثبيط المثبطين المخذلين .. قال تعالى [فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَاللّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلاً {84} ] النساء.

    إن عدونا ماكر غادر .. وقد درس وتتلمذ على يد إبليس .. والتلميذ يسير على خطى أستاذه .. ولهذا فهو يعمد إلى شن الحرب على كافة المستويات .. وعلى المستوى النفسي بشكل كبير .. ومن الأمثلة على حرب العدو النفسية .. إشاعتهم روح الاحباط في الأمة قديما وحديثاً .. فقديماً قالت اليهود حينما نزلت الحروف المقطعة في مطالع السور .. فقاموا بحسابها وفق حساب الجمل ( حساب يهودي يعتبرونه سر من أسرار التوراة حيث يقابل كل حرف في اللغة رقما ..الخ ) .. فلما حسبوها .. فرحوا ونشروا دعاية مفادها .. كيف نؤمن لدين عمره سبعون عام ..

    ومن هذا الباب حديثاً .. ما يشيعونه على فترات .. فتارة يقولون أن أسامة بن لادن مريض ..وتارة أنه لن يعيش أكثر من ستة أشهر .. وأخرى أنهم قضو على تنظيم القاعدة .. وأنهم ضربوا كل رموزه .. وأن .. وأن .. وأن .. والله سبحانه وتعالى عالج هذه القضية بحكمته لتستقر في القلوب فقال تعالى [ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ {144} آل عمران] .. فالبقاء لله ودينه لا للبشر .. ونحن أمة مؤمنة .. لايهزها استشهاد الأبطال .. أو أسر الأحرار .. فرحمها خصب معطاء .. لا يعدم أن يلد كل دقيقة فارس مغوار .. وقائد ملهم مقدام .. ففي مؤته استشهد جعفر وقطعت يداه حتى لا تسقط الراية .. التي التقطها منه زيد .. فاستشهد .. فرفعها ابن رواحة .. فاستشهد .. فرفعها خالد .. وما أجمل قول القائل ( في مقال نشر قبل فترة على المنتديات ) .. فإن كان أسامة بن لادن هو المقتول .. فشمس الجهاد ليس لها أفول ..

    نريد خطباء المعركة .. وشعراء المعركة .. فأين حسان وطلحة .. فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لصوت أبي طلحة في الجيش أحب إلى من ألف رجل .. نريد للمعركة الخطباء الفقهاء .. الذين يفندون أباطيل العدو .. ويشعلون الأمة ناراً وحماسة .. وغيرة وفداء .. كما نريد لها الشعراء الفصحاء .. الذين يزكون نارها ويأججون لهيبها .. فيحرقون أكباد الكفار .. ويرهبون قلوبهم .. وياليت الأمة كلها .. ثائر ابن ثائر ..

    هذا دور أهل العلم والمجاهدون .. أما الأمة فعليها ألا تستجيب لترانيم العدو .. وتغنيه بامتلاك كذا أو كذا من سبل القوة المادية وقدرتها على قتل كذا أو محو الدولة الفلانية إلى أخر ما يروجون له .. فإن كانت هذه معهم فإن الله معنا .. ولا يعلم جنود ربك إلا هو .. وهو سبحانه يهدينا سبلنا .. فإن كانوا يملكون القنبلة النووية فنحن نملك القنبلة الاستشهادية .. وإن كانوا يرجون عرض الدنيا .. فنحن نرجوا ما عند الله .. نرد إليه الأمر كله .. قال تعالى [ وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا {104} النساء] ونحن والله أقوياء بما يظنه البشر ضعفاً .. وإني والله أتسائل متعجباً ومعجباً .. فعلى مر العصور الإسلامية وبالذات في الحروب الفاصلة الحاسمة كم كانت قوة المؤمنين مقارنة بقوة عدوهم وما هي أدوات القتال مقابل معدات عدوهم .. في القادسية .. اليرموك .. حطين .. عين جالوت .. ونحن اليوم أمام يرموك جديدة .. فاستبشروا عباد الله ..

    ونؤكد بأن علينا الأخذ بما في أيدينا من أسباب القوة .. لنحسن التوكل على الله .. والله سبحانه يتولى الصراع .. وما النصر إلا من عند الله .. فعلينا العمل .. وهو سبحانه يتمه .. لقد قام التسعة عشر بصدم طائرة ببرج .. ولكن من أسقط البرجين ؟!!.. إن مفهوم التوكل على الله لا بد أن يرسخ في الأمة .. وعلينا أن نعالجه بتعميق تعاليم الدين الإسلامي على مستوى الفرد والأسرة والجماعة والأمة ..

    ومن هذه التعاليم عدم ترديد الإشاعات والأكاذيب .. فتخدع نفسها .. وتثبط الهمم .. وتقوي هيبة عدوها قال تعالى [وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً {83} ]

    ومن هذه التعاليم ايضاً .. عدم الطعن في أعراض المجاهدين .. وتناول ونشر ما يسوؤهم .. والبحث والتفتيش عن أخطائهم وعثراتهم .. وتتبع عوراتهم .. والتهكم والسخرية عليهم .. بل إن الواجب في هذه المرحلة وهذا الوقت .. الوقوف معهم .. والذب عن أعراضهم .. وإقالة عثراتهم .. ومعادة من يريد بهم سوء أو ينشر عنهم ما يسوؤهم .. وهنا أهيب بإخواني أن يقاطعوا جريدة الشرق الأوسط وكل توابعها .. ومن كان على شاكلتها .. فهي تجتهد وفق مخطط التحالف الصليبي اليهودي .. في بث الفرقة بين الأمة والمجاهدين .. والإرجاف في صفوفهم .. ونشر الأكاذيب عنهم .. والترويج لعثرات المجاهدين .. وتعمل على إحباط وقتل الروح المعنوية للأمة .. فهي جريدة خبيثة المولد والمنهج .. وأعتقد أنه لا يجوز العمل فيها .. أو بأي دار نشر تحارب الله ورسوله وعباده المؤمنين .. ولنعلم أن دورنا مع إخواننا المجاهدين هو قول الله تعالى [وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ {10} ] الحشر ..



    السياسة الثانية: تسليح الأمة والتحرك على العدو من خلال أمة مسلحة تعمل على رقعة جغرافية مهولة

    ونحن هنا نكمل ما بدأه تنظيم قاعدة الجهاد ونسير على دربهم .. فنقوم بتنفيذ هذه السياسة من خلال:

    1- الدعوة لتجيش الأمة .. والعمل على احتواء قوات جيوشها العسكرية .. وبمعنى أدق أن نتحول إلى أمة تحمل السلاح لتحمي نفسها .. ولنطرق بكل قوة على هذا الموضوع .. من خلال برنامج سياسي إعلامي لإفهامها الحرب القادمة وأهداف العدو ورغبته وما تطويه الأيام لها .. ومن خلال برنامج شرعي توجيهي حول الإعداد وأهميته والجهاد وفرضيته .. ومن خلال برنامج عملياتي ناجح لإكسابها الثقة في القدرة على تحقق النصر .. وإذا نجحنا في تنفيذ هذه البند .. وأفرزنا أمة مسلحة من الشرق إلى الغرب .. فنكون أنتجنا واقعاً عسكرياً أسطوريا يهابه أعداء الله .. ويحقق ردعا عسكرياً على الأرض .. يؤدي إلى توازناً في القوة .. تأبى الأعداء إثارته .. ويفر المتورط معه من حوزته .. فمن يقوى على محاربة الشعوب ..

    2- أن هذه الدعوة لتجيش الأمة لابد أن يسبقها تشكيل خلايا جهادية من شباب الأمة .. تمثل الطليعة المجاهدة التي ترشد الأمة وتدلها على أساليب العمل على العدو وتعمل على جر الأمة خلفها .. هذه الخلايا تشكل من الأمة .. من كل الفئات والشرائح .. الأغنياء والفقراء .. الخاصة والعوام .. الحرفيين والمهنيين .. العلماء وطلابهم .. الأباء والأمهات .. النساء والرجال .. الأطباء والمهندسين .. والطلاب ..والتجار .. وقادة الجيوش وجنودهم ..

    وموضوع هذه الخلايا وكيفية إنشاءها وأسلوب عملها وأهدافها .. أحد العناصر الرئيسية في الرسالة الرابعة حيث نفصل فيها .. إن شاء الله .

    3- توسيع رقعة الصراع جغرافياً إن حمل الأمة للسلاح يساعد على ذلك ويثمر هدفين هامين في الصراع:

    أ- تشتيت قوات العدو وإضاعة مجهودها في صراعات جانبية على رقعة جغرافية تتوه فيها قوات التحالف لهثا خلف سراب مجموعات صغيرة ليس لهم أرض ولا عنوان ..

    ب- إحكام السيطرة النفسية على العدو بتعميق الشعور لدي القوات المحتلة بأنها محاصرة وعدوها يتربص بها في كل مكان .. وهم كزورق وسط بحر خضم ..

    إن مهمتنا الأولى ألا نجعل الحرب تدور رحاها فقط في العراق .. ولا يجب أن ننتظر حتى تدور الحرب في العراق بل علينا المبادرة من الساعة في كل مكان بالعمليات الجهادية .. ولله درك يا أنس الكندري ورفاقك الأبطال .. إننا إن تركنا الحرب تبدأ في العراق .. وأفسحنا المجال أما قوات التحالف الصليبي اليهودي سوف يجعلها تنتقل للخطوة التالية .. لتأكل بلاد الإسلام قطراً قطرا .. وعلينا ما أن تدور الحرب في العراق حتى نكون قد ألهبنا ظهورهم في كل بلاد الإسلام ..

    4- ممارسة واستثمار العمل السياسي السلبي ( الذي ليس فيه إطلاق رصاص مثل .. المظاهرات .. الإضرابات ..الاعتصامات .. المنشورات .. الشرائط المسموعة والمرئية .. الأناشيد .. منابر المساجد المؤتمرات ..الخ ) .. على الرغم من كونها تنفس عن بعض الشرائح .. إلا أن أهميتها تكمن في عدة أمور منها الحرب النفسية على العدو ووكلاؤه وإشعارهم الدائم بلفظ الشعب لهم .. كما أنها تمثل جانباً معنوياً كبيراً يدعم المجاهدين ويتعرفون منها على مقدار نجاحهم في اكتساب ثقة الشعب .. والأمر الأخر إذا كان هناك مجموعة متخصصة في فن إدارة هذه التظاهرات الشعبية فيمكنهم من توجيها وتطويرها .. بحيث يصعب السيطرة عليها .. وعموما يتم تطويرها في ضوء متطلبات الصراع .. وهى مفيدة ومطلوبة في مراحل العمل الجهادي المختلفة ..

    كما أحب أن أذكر إخواني .. بأن الأمة الإسلامية لها مؤتمرين دوريين يجب أن يتم استثمارهما على الوجه الأكمل .. أما الأول فهو مؤتمر أسبوعي تحضره كل الجماهير بكافة تصنيفاتها في يوم الجمعة لسماع الخطيب .. وأما المؤتمر الثاني فهو إعلان عام لكل الأمة من شرقها لغربها وهو مؤتمر الحج فلا تهملوه ..ويجب الاهتمام ببرنامجهما لتوعية الأمة وإرشادها ..

    5- نموذج الحرب الجماعية أو الأمة المسلحة .. يعالج عدد من المشاكل والتي تقسم ظهر أي حركة جهادية أو حتى جيش نظامي .. فمشكلة التمويل للعمل الجهادي تكاد تنعدم اللهم إلا في العمليات الكبيرة .. فما هي التكلفة التي يحتاج إليها مجموعة من الشباب لتنفيذ عملية جهادية .. إن مرتباتهم وحتى مصروفاتهم اليومية تكفيهم لتنفيذ عملية عسكرية بسيطة لها ردود فعل سياسية كبيرة .. وبمعنى أخر كم تكلف زجاجة الملتوف تم إلقائها على أحد المصالح الغربية .. أو طعن جندي أو أي عنصر من عناصر التحالف .. إن النموذج الذي نراه الأن في فلسطين هو ما نطمح إليه من الأمة كلها .. وأعداء الله يعربدون في كل شوارعنا وحوارينا ..

    6- كما أن نموذج الحرب الجماعية أو الأمة المسلحة .. يعالج مشكلة الشؤون الإدارية للمعركة بل يكاد يجعلها معدومة .. تماما .. ولتتضح الصورة فإن الكتيبة المكونة من (500) فرد منها ثلاث سرايا قتال وسريتين معاونة وعدد من الفصائل المعاونة أيضاً .. تقوم على خدمتهم مجموعة إدارية مكونة من فريق طبي وسرية سائقين وفصيل مطبخ ومهمات ومخازن ووقود وتسليح وصيانة .. ويكاد يصل عددهم إلى ثلث المجموع .. أما أين هي الشؤن الإدارية لمجموعة من الأمة تقوم بعملية في مدينتها وبمعنى أدق أين الشؤون الإدارية في عملية البطل أنس الكندري .. وبإختصار فعندما تقوم الأمة بالحرب فإننا في مراحلها الأولية لا نتحمل أي شؤون إدارية .. كما لا نتكلف أي قيمة مادية بعكس العدو الذي يعاني من تكلفة للحرب القادمة .. فيقدرها بشكل غريب ( من مئة إلى مئتي مليار دولار ) .. ولن أتطرق إلى من سيمولها ..

    7- توسيع دائرة الأهداف لتشمل كل عناصر التحالف اليهودي الصليبي وبكافة تصنيفاتها .. من باب المعاملة بالمثل .. فنحن في حرب شاملة منذ قرن .. قتلوا منا وسحلوا .. وتشدقوا بحقوق الأنسان .. وحق تقرير المصير .. والعدالة بين الأمم .. لكننا قوم لا يقرؤن حتى تاريخهم القريب .. فكم قتل الاستعمار الغربي المتعجرف من أبناء أمتنا في الجزائر .. مليون .. وكم في ليبيا .. وكم في مصر .. وكم في الشام .. وكم في أفغانستان .. وكم قتل هذه الأيام في العراق من الحصار والقصف .. وكم .. وكم .. فهل كان القتلى عسكريين .. أو أصحاب خبرات خطيرة .. أو حتى إرهابيين .. يجب أن نفهم أن العدو يشن علينا منذ أمد حرب إبادة واستئصال .. وليخسأ المتفيهقون المجادلون .. ونحن المجاهدون نتخطى هذا الهراء الجدلي ( المدنيين ) الذي لم يقل به أحد من أهل الإسلام .. فيجب علينا ان نقتل الأمريكان واليهود والانجليز ومن تحالف معهم علينا .. بكافة تصنيفاتهم المدنية والعسكرية والسياسية ولا نفرق بينهم في كل بلادنا .. ولنعلم أن الذين يفرقون بين الشعوب والحكومات في الغرب .. لا يفهمون الإسلام .. ورؤيتهم محدودة .. وأفقهم ضيق لأنهم حصروا أنفسهم في دائرة عشرتهم الشخصية للغرب .. ومن خلال تلقيهم لثقافتهم منه .. وشعورهم بالهزيمة تجاهه .. وأقول لهم ما هو رأيكم في انتخابات الكونجرس الأخيرة وكذلك انتخابات حزب الليكود .. أليست الشعوب الغربية هي التي اختارت هذه الحكومات .





    وأختم هذه الرسالة بهذا النداء إلى الأمة وشرائحها فدوركم هو:

    1- على .. العلماء .. والدعاة إلى الله .. والخطباء .. والوعاظ .. القيام بواجبهم .. بالتحريض على الجهاد في المسجد .. وبممارسة الجهاد بالقتال في الميدان .. فيا علماء الأمة هذا دوركم .. وهذا واجبكم ..

    2- على الجماعات العاملة لدين الله قادة وأفراداً أن يتقوا الله .. ويعملوا إلى نبذ التعصب والتحزب .. وحشد طاقاتهم وجهودهم في إطار الهدف العام .. وشن عمليات فدائية على الأعداء في كل مكان ..

    3- على الرجال والنساء أن يتهيؤا للتضحية .. وعلى الأباء والأمهات أن يقدمو بنفس طيبة ثمرة قلبهم خالصة لله .. رجاء ما عند الله ..

    4- على المتخصصين من الامة القيام بواجبهم الجهادي في مجال التخصص .. فالأطباء لهم دورهم .. والمهندسين والخبراء لهم دورهم .. ورب رجل بكتيبة ..

    5- على النخب ومن يشار لهم بالبنان بالنزول إلى الميدان .. وشراء ما عند الله .. وألا يضنوا بأنفسهم على أمتهم .. فكثير من اعتباراتكم لا وجه لها مع قول الله تعالى [ انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ {41}] براءة ..

    6- على التجار أن يقوموا بدعم هذه الحرب بأموالهم وأولادهم .. وتجهيز الشباب الغير قادر .. فإن جاءت فلذات أكباد التجار لتبعتهم أموالهم ..

    7- على الطلاب أن يفارقوا ساحات مدارسهم وجامعاتهم إلى ساحات الفداء .. فالأمة مليئة بحملة الشهادات .. ولكنها تتوق لحملة السلاح .. فهذا وقته وأوانه ..

    8- على الحرفيين أن يحملوا السلاح .. كما عليهم أن يجتهدوا بحسب حرفهم لنصرة هذا الدين .. والتفنن في صنع الأسلحة وصيانتها .. أو انشاء المخابئ بمهارتهم ..

    9- على قادة الجيوش .. أن يخلعوا طوق الذل من رقابهم .. ويلقوا برتب المهانة من على أكتافهم .. ويتحرروا من عبودية الحاكم و الأنظمة .. حتى يحرروا أمتهم من العبودية والرق ..

    10- على الامة بكافة شرائحها حمل السلاح للقيام بواجبها بالدفاع عن دينها .. ومقدساتها .. وعرضها .. وثرواتها .. وأرضها .. بكل ما تملك ..

    قال تعالى [ وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ {281}] البقرة ..

    إن هذه السياسات التي طرحناها يتحمل العمل بها .. والتحرك لتنفيذها .. ابتداءاً .. المجاهدون .. فيا كل ثائر بن ثائر .. ويا خريجي معسكر الفاروق .. اجتهدوا في ربط الأمة بكم .. واصنعوا ما تستطيعون .. وإبذلوا الوسع والجهد .. لأن يحمل أبوك وعمك وخالك وعشيرتك وقبيلتك وكل أفراد أمتنا السلاح .. واختاروا لهم من الكلمات أعذبها .. ومن العبر أوقعها .. فترفعوا همتها .. واحذروا من أن تسيؤا اللفظ .. أو تخطؤا القول .. فتعزلوا عنها .. فهي عمقنا الاستراتيجي .. ونحن أبناؤها البررة ..اللهم نسألك باسمك الأعظم أن تننصر إخواننا المجاهدين في كل مكان...إنك القادر على ذلك جل شأنك.


    مركز الإعلام الإسلامي العالمي
    Global Islamic Media Centre
    www.jahra.org/free/islamicmedia

  • #2
    *·~-.¸¸,.-~*
    بارك الله في جهودكم وجعلها في ميزان حسناتك
    *·~-.¸¸,.-~*

    تعليق

    يعمل...
    X