وجوب الإعداد للأعداء
الحمد لله على نعمة الإسلام وما لها من الفضل والجود والكرم والإحسان والصلاة والسلام على سيدنا وقائدنا محمد وعلى آله وصحبه الكرام وبعد:
قد أمر الله سبحانه عباده المؤمنين أن يعدوا للكفار ما استطاعوا من القوة، وأن يأخذوا حذرهم كما في قوله عز وجل:
)) وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ)) الأنفال ، الآية 60
وقوله سبحانه:
)) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ)) سورة النساء، الآية 17
وقول الله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ) (الأنفال:65).
وذلك يدل على وجوب العناية بالأسباب والحذر من مكائد الأعداء، ويدخل في ذلك جميع أنواع الإعداد المتعلقة بالأسلحة والأبدان، كما يدخل في ذلك إعداد جميع الوسائل المعنوية والحسية، وتدريب المجاهدين على أنواع الأسلحة وكيفية استعمالها وتوجيههم إلى كل ما يعينهم على جهاد عدوهم والسلامة من مكائده في الكر والفر والأرض والجو والبحر وفي سائر الأحوال لأن الله سبحانه أطلق الأمر بالإعداد، وأخذ الحذر، ولم يذكر نوعا دون نوع ولا حالا دون حال وما ذلك إلا لأن الأوقات تختلف والأسلحة تتنوع ، والعدو يقل ويكثر ويضعف ويقوى والجهاد قد يكون ابتداء، وقد يكون دفاعا فلهذه الأمور وغيرها أطلق الله سبحانه الأمر بالإعداد، وأخذ الحذر ليجتهد قادة المسلمين وأعيانهم ومفكروهم في إعداد ما يستطيعون من القوة لقتال أعدائهم وما يرونه من المكيدة في ذلك، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
الحرب خدعة ومعناه: أن الخصم قد يدرك من خصمه بالمكر والخديعة في الحرب ما لا يدركه بالقوة والعدد، وذلك مجرب معروف، وقد وقع في يوم الأحزاب من الخديعة للمشركين واليهود والكيد لهم على يد نعيم بن مسعود رضي الله عنه بإذن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان من أسباب خذلان الكافرين، وتفريق شملهم واختلاف كلمتهم، وإعزاز المسلمين ونصرهم عليهم وذلك من فضل الله ونصره لأوليائه ومكره لهم كما قال عز وجل)) وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ(( الانفال ، الآية.
ثبت في صحيح مسلم وغيره من حديث أبي هريرة مرفوعا : من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بغزو مات على شعبة من النفاق .
قال ابن كثير في تفسيره : هذا إيجاب من الله تعالى للجهاد على المسلمين أن يكفوا شر الأعداء عن حوزة الإسلام وقال الزهري الجهاد واجب على كل أحد غزا أو قعد فالقاعد عليه إذا استعين أن يعين وإذا استغيث أن يغيث وإذا استنفر أن ينفر وان لم يحتج إليه قعد قلت : ولهذا ثبت في الصحيح مسلم "من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات ميتة جاهلية" وقال عليه السلام يوم الفتح : "لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا .اهـ.
فالنية أهميتها لا تخفى على المسلم ، ففي حديث أبي أمامة مرفوعا : (من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه) رواه مسلم وغيره.
والنية في الجهاد يستلزم أن تترجمها بعض الأفعال كإعداد النفس (روحا وبدنا) ، وتأهيلها لخوض الجهاد .
ولكن بلا ريب ستظهر لنا إشكاليات كبيرة في كيفية الإعداد للجهاد في ظل بعض الأنظمة القمعية ، ورأي عام علماني مغرض ينعت كل ملتزم بدينه بالإرهاب ، فالأعين محدقة بنا من كل حدب وصوب ، فكيف السبيل ؟!.
نريد أن نعد أنفسنا للجهاد لمقارعة الأعداء من غير مواجهة الأنظمة ، فنحن لا نريد حكومة أو وزارة ، ولكن نريد دفع الصائل عن عقيدتنا ، وأعراضنا ، وبلاد المسلمين.
المؤمن كيس فطن ، والكيس هو من لم يجعل للظالمين عليه سبيلا ، فيسلك السبل الذكية التي لا تجعل لأحد عليه أي سلطان ، فيسلك طريق المباحات نظاما وقانونا في بلده ، وهي في نفس الوقت من باب الإعداد ، ويكون ذلك ـ فيما أراه ـ بالوسائل التالية :
أولا ـ التأهيل الشرعي :
فيجب على المجاهد أن يرسخ عقيدته في الله ، فيدرس أركان الإيمان الستة دراسة مستفيضة على يد عالم ثقة ، وبواسطة الكتب الموثوقة حتى يأهل نفسه على لقاء الله بعقيدة صافية ، وإيمان صادق قوي. كذلك يجب التفقه في الدين بشكل عام ، وخاصة ما يتعلق منها بالجهاد .
ثانيا ـ الإعانة على النفس ويكون ذلك بما يلي :
1 ـ كثرة صـلاة التطوع.
2 ـ كثرة الصيام.
3 ـ كثرة الدعاء للمجاهدين.
4 ـ التقلل من ملذات الدنيــا.
ثالثا ـ رفع اللياقة البدنية لكل من أراد الجهاد .
وذلك بكثرة التدريبات الرياضية ؛ لتقوية العضلات ، كالجري مسافات طويلة وتسلق الجدران.
رابعا ـ التدرب على الالتحام القتالي :
كالألعاب المعروفة (الكراتيه ، والتايكندو ، والجودو) . وأرجحها عندي لعبة الكراتيه .ويمكن أن يتدرب على ذلك من خلال النوافذ المشروعة في الأنظمة ، كالالتحاق بأحد النوادي القريبة من بيته .
خامسا ـ التدرب على الاشتباك بالسلاح الأبيض :
وذلك فرع من الفقرة السابقة ، ولا تنسى عند التدريب أن يكون المستخدم قطعة خشب .
سادسا ـ التدرب على السباحة في الماء .
وذلك بأي وسيلة متاحة ، كالنوادي الرياضية .
سابعا ـ التدرب على الرماية بالبندقية .
وهذا قد يكون فيه صعوبة بشكل ما . ولكن أرى التدرب على الرماية من خلال البندقية الهوائية لأن البنادق الهوائية لا حرج في امتلاكها ، والتدرب عليها في كل البلاد وهناك في الأسواق السعودية بنادق هوائية مختلفة ، فاحذر الأمريكي منها وأفضلها الألماني ، وأحسنها الصيني ؛ لأنها رخيصة الثمن وتفي بالغرض فسعرها (300 ريال) تقريبا .
ويمكن تدريب أولادكم وبناتكم ونساءكم عليها بكل يسر وسهولة مع الاحتراس من الأخطاء وعبث الأطفال . فهذا ينشط في نفوس أسرتك الحث الجهادي لديهم كما لا يخفى .
ثامنا ـ التدرب على حرب الشوارع :
إن القتال في المدن يعتبر من أعنف وأصعب القتال ؛ لذا فقد تصبح المناطق المبنية مناطق معارك وساحات قتال بسبب مواقعها المسيطرة على طرق التحرك ولاحتوائها على منشآت صناعية وسياسية قيمة .
إن طبيعة المناطق المبنية أو المدن أو المنازل المعزولة والمحاطة بمساحات صغيرة من الأرض أو المزارع أو الحدائق لها طرق خاصة لمهاجمتها وأيضا المناطق السكنية التي تكون قريبه من بعضها البعض وتحدها شوارع من جانب وحدائق وأرض مزروعة من الجانب الأخر والتي قد تكون مخططه على شكل هندسي مع وجود بعض الفرغات الصغيرة بين تلك المباني قد يختلف أسلوب الهجوم في مثل هذه المناطق تبعا لكثافة المباني إلا أن أساليب الهجوم الرئيسية العامة تبقى هي نفسها.
المهارات الفردية للقتال في المناطق المبنية .
إن نجاح القتال في المناطق المبنية يتوقف بشكل رئيسي على التنظيم الجيد واستخدام عنصر الإسناد بشكل فعال ولا يمكن استخدام الإسناد بشكل ملائم إلا بعد ما يتقن الفرد ما يلي:
1ـ أن يكون الفرد متقنا ومدربا على القتال في المناطق المبنية.
2ـ أن يكون الفرد لدية المعرفة الكافية في التحرك داخل المناطق المبنية
3ـ أن يكون الفرد مدربا على كيفية تطهير المناطق المبنية.
4ـ أن يكون الفرد لديه القدرة والمعرفة على كيفية استخدام القنابل اليدوية.
5ـ أن يكون الفرد ذا مهارة وخبرة في اختيار مواقع الرماية لأي سلاح يستخدمه
6ـ أن يتدرب الفرد تدريبا جيدا على كيفية الدفاع ضد الرماية المعادية.
كيفية التحرك داخل المناطق المبنية .
لتقليل التعرض لنيران العدو أثناء التحرك داخل المناطق المبنية عليك أن تقوم بما يلي :
1ـ لا تظهر نفسك كهدف وقم باستخدام الإخفاء والساتر.
2ـ تجنب المرور في الأماكن المفتوحة (شوارع ـ ساحات) وإذا أجبرت على ذلك فعليك التحرك بسرعة لتجنب نيران العدو.
3ـ أختر الموقع الذي يوفر لك السائر قبل التحرك من موقع لأخر.
4ـ أخف تحركاتك باستخدام (الدخان ـ المباني ـ الأغصان المتشابكة).
5ـ تحرك بسرعة من إلى أخر وبحذر شديد.
6ـ عند التحرك من موقع إلى آخر بالغ الصعوبة استخدم النيران لتغطية تحركك.
طرق التحرك والمراقبة في عمليات المناطق المبنية .
1ـ اجتياز الجدران.
. يجب على الفرد أن يقوم باستطلاع الجانب الأخر الذي سوف ينتقل إليه ومن ثم يقفز بسرعة مع خفض جسمه ولتصاقه فوق الحاجز لكي لا يكون هدفا سهلا للعدو
2ـ المراقبة من زاوية (ركن المبنى).
أ ـ تعتبر الزاوية أو الأركان مكان خطر ويجب على الفرد أن يقوم باستطلاع وتفتيش المنطقة قبل أن يتحرك ويجب على الفرد أن لا يظهر سلاحه من خلف الزاوية حتى لا يكشف عن موقعه .
ب ـ عندما تريد أن تراقب أو تستطلع من الزاوية عليك أن تمتد على الأرض وسلاحك بجانبك وأن يكون رأسك على مستوى الأرض بدرجة تكفي للمراقبة من حول الزاوية .
3ـ التحرك خلف النوافذ.
أ ـ إن النوافذ تشكل خطرا أثناء القتال داخل المباني وذلك من خلال مرور الفرد من أمامها أو إظهار رأسه منها لأنه بذلك يصبح هدفا سهلا للعدو.
ب ـ إن الطريقة الصحيحة للمرور من أمام النافذة هو خفض جسمك بمستوى أقل من النافذة دون أن يكون لك ظهور من فتحة النافذة وأن تكون ملتصق بالجدران لتجنب خطر نيران العدو .
4ـ التحرك خلف نوافذ الدور الأرض والتي تكون منخفضة على مستوى القدم.
أ ـ يجب عليك ملاحظة هذه النوافذ وعدم الجري أو المشي بالقرب منها لأن هذه النوافذ تشكل هدفا جيدا للعدو من داخل المبنى وتكون مراقبة باستمرار من العدو .
ب ـ للتغلب على صعوبة نوافذ الدور الأرضي يجب أن تظل قريبا من جدار المبنى واقفز بسرعة مارا بالنافذة دون أن تعرض ساقيك لخطر نيران العدو .
5ـ استخدم مداخل الأبواب.
أ ـ يجب عدم استخدام مداخل الأبواب كمداخل أو مخارج حيث أنها تكون عادة مراقبة ومغطاة بنيران العدو وأذا استخدم مدخل أحد الأبواب كمخرج فيجب أن يكون التحرك من خلاله بسرعة مع أبقاء جسمك منخفضا بقدر المستطاع .
ب ـ يجب قبل اتحرك من موقعك أن تختار الموقع الآخر مع استخدام النيران للحماية
6 ـ التحرك بمحاذات المبنى.
أ ـ أحيانا لا يمكن استخدام المباني من الداخل كطريق للتقدم لذا فأن الأفراد والوحدات الصغيرة تتحرك خارج المباني . ولهذا يجب استخدام الدخان ونيران الحماية (الإسناد) بشكل مكثف لإخفاء التحرك
ب ـ ولكي تتحرك بشكل صحيح خارج المبنى يجب أن تلتصق بجانب المبنى مع خفض جسمك وأن يكون تحركك بسرعة وبهذا يكون من الصعب على العدو أن يصيبك بنيرانه .
7 ـ التحرك داخل المباني.
عند التحرك داخل المبنى خلال عملية الهجوم يجب عليك عمل الآتي :
أ ـ تجنب الالتصاق بالأبواب والشبابيك .
ب ـ تجنب الظهور كهدف كبير وواضح للعدو أذا أضطرت المجموعة ألى استخدام مداخل المباني .
ج ـ تقدم بسرعة وبمحاذاة الحائط للخروج من الأروقة .
8ـ طريقة عبور المناطق المكشوفة.
إذا أردت عبور منطقة مكشوفة فلا تعبرها بخط مستقيم لأنك بهذا العمل تعرض نفسك لنيران العدو ولمدة طويلة ولكن يجب عليك اتباع الأتي :
أ ـ حدد واستطلع الطريق الذي سوف تسلكه من نقطة إلي أخرى قبل أن تبدا التحرك .
ب ـ اختر الموقع الآخر الذي يوفر لك أفضل الإخفاء والساتر .
ج ـ استخدم الدخان لإخفاء تحركك.
د ـ لا تقطع المسافة بخط مستقيم .
هـ ـ إذا كانت المسافة بين الموقع والآخر بعيدة حاول أن تقطعها على شكل قفزات .
و ـ تقدم تحت ستر من النيران المساندة .
9ـ التحرك إلى مبنى مجاور.
يجب على الأفراد أثناء التحرك إلى مبنى مجاور أن يتركوا مسافة من (3) إلى (5) أمتار فيما بينهم وباستخدام إشارة متفق عليها .
10ـ التحرك بين المواقع.
يجب أن يكون التحرك على شكل وثبات فرد يتقدم إلى موقع مخفي ومستور والآخر يستر تقدمه بالنيران وإذا وصل الفرد الأول إلى موقعه الجديد يستعد لتغطية تحركات باقي المجموعة ويجب أن يتوفر في القرد الأتي :
أ ـ أن يكون قادر على الرماية من أي كتف .
ب ـ أن يراعى عدم الرماية من أعلى مخبئه .
ج ـ لا يظهر نفسه أو ظله على المبنى .
د ـ أن يرمي من حول المخبأ وبذلك يقلل من تعرضه لنيران العدو .
تاسعا ـ معرفة أجزاء أكثر الأسلحة انتشارا نظريا :
كـ (المسدس ، والبندقية ، والرشاش ، والهاون ، والقنابل) ، ودراسة هذه الأجزاء نظريا بلا ريب لا يكفي ، ولكنها تقرب المسافة عند الاحتكاك بها عمليا.
عاشرا ـ التدرب على الإسعافات الأولية :
كتجبير الكسور ، وعلاج الجروح والسموم ، وضرب الحقن في الوريد والعضل ، وهذا يمكن البحث عنه في المنتديات الطبية ، ومن لديه رابط في الإسعافات الأولية ، فليضعه مشكورا.
اللهم نسألك باسمك الأعظم أن تننصر إخواننا المجاهدين في كل مكان...إنك القادر على ذلك جل شأنك.
الحمد لله على نعمة الإسلام وما لها من الفضل والجود والكرم والإحسان والصلاة والسلام على سيدنا وقائدنا محمد وعلى آله وصحبه الكرام وبعد:
قد أمر الله سبحانه عباده المؤمنين أن يعدوا للكفار ما استطاعوا من القوة، وأن يأخذوا حذرهم كما في قوله عز وجل:
)) وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ)) الأنفال ، الآية 60
وقوله سبحانه:
)) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ)) سورة النساء، الآية 17
وقول الله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ) (الأنفال:65).
وذلك يدل على وجوب العناية بالأسباب والحذر من مكائد الأعداء، ويدخل في ذلك جميع أنواع الإعداد المتعلقة بالأسلحة والأبدان، كما يدخل في ذلك إعداد جميع الوسائل المعنوية والحسية، وتدريب المجاهدين على أنواع الأسلحة وكيفية استعمالها وتوجيههم إلى كل ما يعينهم على جهاد عدوهم والسلامة من مكائده في الكر والفر والأرض والجو والبحر وفي سائر الأحوال لأن الله سبحانه أطلق الأمر بالإعداد، وأخذ الحذر، ولم يذكر نوعا دون نوع ولا حالا دون حال وما ذلك إلا لأن الأوقات تختلف والأسلحة تتنوع ، والعدو يقل ويكثر ويضعف ويقوى والجهاد قد يكون ابتداء، وقد يكون دفاعا فلهذه الأمور وغيرها أطلق الله سبحانه الأمر بالإعداد، وأخذ الحذر ليجتهد قادة المسلمين وأعيانهم ومفكروهم في إعداد ما يستطيعون من القوة لقتال أعدائهم وما يرونه من المكيدة في ذلك، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
الحرب خدعة ومعناه: أن الخصم قد يدرك من خصمه بالمكر والخديعة في الحرب ما لا يدركه بالقوة والعدد، وذلك مجرب معروف، وقد وقع في يوم الأحزاب من الخديعة للمشركين واليهود والكيد لهم على يد نعيم بن مسعود رضي الله عنه بإذن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان من أسباب خذلان الكافرين، وتفريق شملهم واختلاف كلمتهم، وإعزاز المسلمين ونصرهم عليهم وذلك من فضل الله ونصره لأوليائه ومكره لهم كما قال عز وجل)) وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ(( الانفال ، الآية.
ثبت في صحيح مسلم وغيره من حديث أبي هريرة مرفوعا : من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بغزو مات على شعبة من النفاق .
قال ابن كثير في تفسيره : هذا إيجاب من الله تعالى للجهاد على المسلمين أن يكفوا شر الأعداء عن حوزة الإسلام وقال الزهري الجهاد واجب على كل أحد غزا أو قعد فالقاعد عليه إذا استعين أن يعين وإذا استغيث أن يغيث وإذا استنفر أن ينفر وان لم يحتج إليه قعد قلت : ولهذا ثبت في الصحيح مسلم "من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات ميتة جاهلية" وقال عليه السلام يوم الفتح : "لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا .اهـ.
فالنية أهميتها لا تخفى على المسلم ، ففي حديث أبي أمامة مرفوعا : (من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه) رواه مسلم وغيره.
والنية في الجهاد يستلزم أن تترجمها بعض الأفعال كإعداد النفس (روحا وبدنا) ، وتأهيلها لخوض الجهاد .
ولكن بلا ريب ستظهر لنا إشكاليات كبيرة في كيفية الإعداد للجهاد في ظل بعض الأنظمة القمعية ، ورأي عام علماني مغرض ينعت كل ملتزم بدينه بالإرهاب ، فالأعين محدقة بنا من كل حدب وصوب ، فكيف السبيل ؟!.
نريد أن نعد أنفسنا للجهاد لمقارعة الأعداء من غير مواجهة الأنظمة ، فنحن لا نريد حكومة أو وزارة ، ولكن نريد دفع الصائل عن عقيدتنا ، وأعراضنا ، وبلاد المسلمين.
المؤمن كيس فطن ، والكيس هو من لم يجعل للظالمين عليه سبيلا ، فيسلك السبل الذكية التي لا تجعل لأحد عليه أي سلطان ، فيسلك طريق المباحات نظاما وقانونا في بلده ، وهي في نفس الوقت من باب الإعداد ، ويكون ذلك ـ فيما أراه ـ بالوسائل التالية :
أولا ـ التأهيل الشرعي :
فيجب على المجاهد أن يرسخ عقيدته في الله ، فيدرس أركان الإيمان الستة دراسة مستفيضة على يد عالم ثقة ، وبواسطة الكتب الموثوقة حتى يأهل نفسه على لقاء الله بعقيدة صافية ، وإيمان صادق قوي. كذلك يجب التفقه في الدين بشكل عام ، وخاصة ما يتعلق منها بالجهاد .
ثانيا ـ الإعانة على النفس ويكون ذلك بما يلي :
1 ـ كثرة صـلاة التطوع.
2 ـ كثرة الصيام.
3 ـ كثرة الدعاء للمجاهدين.
4 ـ التقلل من ملذات الدنيــا.
ثالثا ـ رفع اللياقة البدنية لكل من أراد الجهاد .
وذلك بكثرة التدريبات الرياضية ؛ لتقوية العضلات ، كالجري مسافات طويلة وتسلق الجدران.
رابعا ـ التدرب على الالتحام القتالي :
كالألعاب المعروفة (الكراتيه ، والتايكندو ، والجودو) . وأرجحها عندي لعبة الكراتيه .ويمكن أن يتدرب على ذلك من خلال النوافذ المشروعة في الأنظمة ، كالالتحاق بأحد النوادي القريبة من بيته .
خامسا ـ التدرب على الاشتباك بالسلاح الأبيض :
وذلك فرع من الفقرة السابقة ، ولا تنسى عند التدريب أن يكون المستخدم قطعة خشب .
سادسا ـ التدرب على السباحة في الماء .
وذلك بأي وسيلة متاحة ، كالنوادي الرياضية .
سابعا ـ التدرب على الرماية بالبندقية .
وهذا قد يكون فيه صعوبة بشكل ما . ولكن أرى التدرب على الرماية من خلال البندقية الهوائية لأن البنادق الهوائية لا حرج في امتلاكها ، والتدرب عليها في كل البلاد وهناك في الأسواق السعودية بنادق هوائية مختلفة ، فاحذر الأمريكي منها وأفضلها الألماني ، وأحسنها الصيني ؛ لأنها رخيصة الثمن وتفي بالغرض فسعرها (300 ريال) تقريبا .
ويمكن تدريب أولادكم وبناتكم ونساءكم عليها بكل يسر وسهولة مع الاحتراس من الأخطاء وعبث الأطفال . فهذا ينشط في نفوس أسرتك الحث الجهادي لديهم كما لا يخفى .
ثامنا ـ التدرب على حرب الشوارع :
إن القتال في المدن يعتبر من أعنف وأصعب القتال ؛ لذا فقد تصبح المناطق المبنية مناطق معارك وساحات قتال بسبب مواقعها المسيطرة على طرق التحرك ولاحتوائها على منشآت صناعية وسياسية قيمة .
إن طبيعة المناطق المبنية أو المدن أو المنازل المعزولة والمحاطة بمساحات صغيرة من الأرض أو المزارع أو الحدائق لها طرق خاصة لمهاجمتها وأيضا المناطق السكنية التي تكون قريبه من بعضها البعض وتحدها شوارع من جانب وحدائق وأرض مزروعة من الجانب الأخر والتي قد تكون مخططه على شكل هندسي مع وجود بعض الفرغات الصغيرة بين تلك المباني قد يختلف أسلوب الهجوم في مثل هذه المناطق تبعا لكثافة المباني إلا أن أساليب الهجوم الرئيسية العامة تبقى هي نفسها.
المهارات الفردية للقتال في المناطق المبنية .
إن نجاح القتال في المناطق المبنية يتوقف بشكل رئيسي على التنظيم الجيد واستخدام عنصر الإسناد بشكل فعال ولا يمكن استخدام الإسناد بشكل ملائم إلا بعد ما يتقن الفرد ما يلي:
1ـ أن يكون الفرد متقنا ومدربا على القتال في المناطق المبنية.
2ـ أن يكون الفرد لدية المعرفة الكافية في التحرك داخل المناطق المبنية
3ـ أن يكون الفرد مدربا على كيفية تطهير المناطق المبنية.
4ـ أن يكون الفرد لديه القدرة والمعرفة على كيفية استخدام القنابل اليدوية.
5ـ أن يكون الفرد ذا مهارة وخبرة في اختيار مواقع الرماية لأي سلاح يستخدمه
6ـ أن يتدرب الفرد تدريبا جيدا على كيفية الدفاع ضد الرماية المعادية.
كيفية التحرك داخل المناطق المبنية .
لتقليل التعرض لنيران العدو أثناء التحرك داخل المناطق المبنية عليك أن تقوم بما يلي :
1ـ لا تظهر نفسك كهدف وقم باستخدام الإخفاء والساتر.
2ـ تجنب المرور في الأماكن المفتوحة (شوارع ـ ساحات) وإذا أجبرت على ذلك فعليك التحرك بسرعة لتجنب نيران العدو.
3ـ أختر الموقع الذي يوفر لك السائر قبل التحرك من موقع لأخر.
4ـ أخف تحركاتك باستخدام (الدخان ـ المباني ـ الأغصان المتشابكة).
5ـ تحرك بسرعة من إلى أخر وبحذر شديد.
6ـ عند التحرك من موقع إلى آخر بالغ الصعوبة استخدم النيران لتغطية تحركك.
طرق التحرك والمراقبة في عمليات المناطق المبنية .
1ـ اجتياز الجدران.
. يجب على الفرد أن يقوم باستطلاع الجانب الأخر الذي سوف ينتقل إليه ومن ثم يقفز بسرعة مع خفض جسمه ولتصاقه فوق الحاجز لكي لا يكون هدفا سهلا للعدو
2ـ المراقبة من زاوية (ركن المبنى).
أ ـ تعتبر الزاوية أو الأركان مكان خطر ويجب على الفرد أن يقوم باستطلاع وتفتيش المنطقة قبل أن يتحرك ويجب على الفرد أن لا يظهر سلاحه من خلف الزاوية حتى لا يكشف عن موقعه .
ب ـ عندما تريد أن تراقب أو تستطلع من الزاوية عليك أن تمتد على الأرض وسلاحك بجانبك وأن يكون رأسك على مستوى الأرض بدرجة تكفي للمراقبة من حول الزاوية .
3ـ التحرك خلف النوافذ.
أ ـ إن النوافذ تشكل خطرا أثناء القتال داخل المباني وذلك من خلال مرور الفرد من أمامها أو إظهار رأسه منها لأنه بذلك يصبح هدفا سهلا للعدو.
ب ـ إن الطريقة الصحيحة للمرور من أمام النافذة هو خفض جسمك بمستوى أقل من النافذة دون أن يكون لك ظهور من فتحة النافذة وأن تكون ملتصق بالجدران لتجنب خطر نيران العدو .
4ـ التحرك خلف نوافذ الدور الأرض والتي تكون منخفضة على مستوى القدم.
أ ـ يجب عليك ملاحظة هذه النوافذ وعدم الجري أو المشي بالقرب منها لأن هذه النوافذ تشكل هدفا جيدا للعدو من داخل المبنى وتكون مراقبة باستمرار من العدو .
ب ـ للتغلب على صعوبة نوافذ الدور الأرضي يجب أن تظل قريبا من جدار المبنى واقفز بسرعة مارا بالنافذة دون أن تعرض ساقيك لخطر نيران العدو .
5ـ استخدم مداخل الأبواب.
أ ـ يجب عدم استخدام مداخل الأبواب كمداخل أو مخارج حيث أنها تكون عادة مراقبة ومغطاة بنيران العدو وأذا استخدم مدخل أحد الأبواب كمخرج فيجب أن يكون التحرك من خلاله بسرعة مع أبقاء جسمك منخفضا بقدر المستطاع .
ب ـ يجب قبل اتحرك من موقعك أن تختار الموقع الآخر مع استخدام النيران للحماية
6 ـ التحرك بمحاذات المبنى.
أ ـ أحيانا لا يمكن استخدام المباني من الداخل كطريق للتقدم لذا فأن الأفراد والوحدات الصغيرة تتحرك خارج المباني . ولهذا يجب استخدام الدخان ونيران الحماية (الإسناد) بشكل مكثف لإخفاء التحرك
ب ـ ولكي تتحرك بشكل صحيح خارج المبنى يجب أن تلتصق بجانب المبنى مع خفض جسمك وأن يكون تحركك بسرعة وبهذا يكون من الصعب على العدو أن يصيبك بنيرانه .
7 ـ التحرك داخل المباني.
عند التحرك داخل المبنى خلال عملية الهجوم يجب عليك عمل الآتي :
أ ـ تجنب الالتصاق بالأبواب والشبابيك .
ب ـ تجنب الظهور كهدف كبير وواضح للعدو أذا أضطرت المجموعة ألى استخدام مداخل المباني .
ج ـ تقدم بسرعة وبمحاذاة الحائط للخروج من الأروقة .
8ـ طريقة عبور المناطق المكشوفة.
إذا أردت عبور منطقة مكشوفة فلا تعبرها بخط مستقيم لأنك بهذا العمل تعرض نفسك لنيران العدو ولمدة طويلة ولكن يجب عليك اتباع الأتي :
أ ـ حدد واستطلع الطريق الذي سوف تسلكه من نقطة إلي أخرى قبل أن تبدا التحرك .
ب ـ اختر الموقع الآخر الذي يوفر لك أفضل الإخفاء والساتر .
ج ـ استخدم الدخان لإخفاء تحركك.
د ـ لا تقطع المسافة بخط مستقيم .
هـ ـ إذا كانت المسافة بين الموقع والآخر بعيدة حاول أن تقطعها على شكل قفزات .
و ـ تقدم تحت ستر من النيران المساندة .
9ـ التحرك إلى مبنى مجاور.
يجب على الأفراد أثناء التحرك إلى مبنى مجاور أن يتركوا مسافة من (3) إلى (5) أمتار فيما بينهم وباستخدام إشارة متفق عليها .
10ـ التحرك بين المواقع.
يجب أن يكون التحرك على شكل وثبات فرد يتقدم إلى موقع مخفي ومستور والآخر يستر تقدمه بالنيران وإذا وصل الفرد الأول إلى موقعه الجديد يستعد لتغطية تحركات باقي المجموعة ويجب أن يتوفر في القرد الأتي :
أ ـ أن يكون قادر على الرماية من أي كتف .
ب ـ أن يراعى عدم الرماية من أعلى مخبئه .
ج ـ لا يظهر نفسه أو ظله على المبنى .
د ـ أن يرمي من حول المخبأ وبذلك يقلل من تعرضه لنيران العدو .
تاسعا ـ معرفة أجزاء أكثر الأسلحة انتشارا نظريا :
كـ (المسدس ، والبندقية ، والرشاش ، والهاون ، والقنابل) ، ودراسة هذه الأجزاء نظريا بلا ريب لا يكفي ، ولكنها تقرب المسافة عند الاحتكاك بها عمليا.
عاشرا ـ التدرب على الإسعافات الأولية :
كتجبير الكسور ، وعلاج الجروح والسموم ، وضرب الحقن في الوريد والعضل ، وهذا يمكن البحث عنه في المنتديات الطبية ، ومن لديه رابط في الإسعافات الأولية ، فليضعه مشكورا.
اللهم نسألك باسمك الأعظم أن تننصر إخواننا المجاهدين في كل مكان...إنك القادر على ذلك جل شأنك.