في ظلال سورة التوبة
للإمام الشهيد عبد الله عزام
نشر واعداد:
مركــز الــــشهيد عــــزام الإعــلامــي
هاتف (840480)
ص.ب (1395) بيشاور - باكستان
حقوق النشر محفوظة
طبع على نفقة اللجنة النسائية العربية
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل, فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله, اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا.
سورة التوبة سورة مدنية(1) [سقطت عن الشريط]. عدد آياتها (921) آية, وهي من أواخر ما نزل في المدينة المنورة, ولذلك سورة التوبة هي التي حددت الصورة النهائية لعلاقة المجتمع المسلم بالمجتمعات الأخرى, وهي التي حددت علاقات المسلمين بالمنافقين, وحددت علاقة المسلم بالكافر.
وسورة براءة لها أسماء كثيرة, إسمها التوبة; لأنه نزلت فيها التوبة على المؤمنين عامة, وعلى الثلاثة الذين خ ل فوا خاصة.
(لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم).
( التوبة: 711ـ811)
والثلاثة الذين تاب الله عليهم: كعب بن مالك, وهلال بن أمية, ومرارة بن الربيع. ولهم قصة طريفة سنأتي عليها في حينها إن شاء الله.
وقد سميت, سورة التوبة, وسميت الفاضحة لأنها فضحت المنافقين.
قال سعيد بن جبير: سألت بن عباس عن سورة براءة فقال: تلك الفاضحة, ما زال ينزل ومنهم ومنهم حتى خفنا ألا تدع أحدا (ومنهم من عاهد الله) (ومنهم الذين يؤذون النبي ) (والذين اتخذوا مسجدا ضرارا) (ومنهم من يلمزك في الصدقات). إلى آخره حتى خفنا ألا تدع أحدا.
نعم, وسميت الفاضحة; لأنها كشفت أسرار المنافقين, وسميت البحوث لأنها بحثت عن أسرار المنافقين, وسميت المبعثرة, والبعثرة هي البحث كذلك, لأنها بحثت عن أسرار المنافقين وفضائحهم, وهي السورة الوحيدة في القرآن الكريم التي ليس فيها بسملة.
واختلف في سبب سقوط البسملة من أولها على أقوال:
القول الأول: أن العرب من عادتها في الجاهلية, إذا كان بين قوم وآخرين عهد وأرادوا نبذ العهد أو إنهائه أو نقضه كتبوا كتابا ولم يكتبــوا فيه البسملــة , ا لله عز وجل بهذه السورة نقض العهــود التي بين الرسول ص وبين المشركين, وأمهل المشركين عامة أربعة أشهر, وأمهل الذين بينهم وبين رسول الله ص عهد أكثر من أربعة أشهر, أمهلهم إلى مدتهم, ونزلت بدون بسملة لأن فيها إنهاء العهود.
والرأي الثاني: الذي روي عن عثمان رواه النسائي بإسناده قال: (قال لنا ابن عباس: قلت لعثمان: ما حملكم إلى أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني -المثاني يعني السور التي عدد آياتها أقل من مائة سميت مثاني; لأنها تثنى في الصلوات أي تعاد في الصلوات - قلت لعثمان: ما حملكم إلى أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين -المئين السور التي تزيد على مائة آية -فقرنتم بينهما ولم تكتبوا سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموها في السبع الطوال (1) [السبع الطوال (تعرف السبع الطوال يا شيخ سعد؟) فأجاب نعم قال الشيخ: عنها قال الأخ -والشيخ يكرر- البقرة، أل عمران، النساء، المائدة، الأنعام، الاعراف، الانفال والتوبة، كم سورة؟ أجاب سبعة، قال الشيخ: الأنفال والتوبة اعتبروهما سورة واحدة من السبع الطول]. قال: فما حملكم على ذلك?- لأنها أطول سور في القرآنـ, قال عثمان: إن رسول الله ص كان إذا نزل عليه الشيء يدعو بعض من يكتب عنده فيقول: (ضعوا هذا في السورة التي فيها كذا وكذا), وتنزل عليه الآيات فيقول: (ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا), وكانت الأنفال من أوائل ما نزل في المدينة, وبراءة آخر ما نزل من القرآن وكانت قصتها شبيهة بقصتها, وقبض رسول الله ص أي توفي ولم يبين لنا أنها منها, فظننت أنها منها, ومن ثم قارنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم) أخرجه الترمذي وقال حديث حسن.
إذا هذا هو السبب الثاني.
السبب الأول: أنها نقض للعهود أو إنهاء, ولا يكتب في إنهاء العهود بسم الله الرحمن الرحيم.. كانت عادة العرب هكذا.
والثاني : أنها شبيهة بالأنفال فقرن بينهما عثمان ولم يكتب بينهما بسم الله الرحمن الرحيم وجعلها من السبع الطوال.
القول الثالث: قاله خارجة وأبو عصمة وغيرهما قالوا: (لما كتب المصحف في خلافة عثمان اختلف أصحاب الرسول ص, فقال بعضهم: براءة والأنفال سورة واحدة. وقال بعضهم: هما سورتان, فتركت بينهما فرجة لقول من قال أنهما سورتان وتركت بسم الله الرحمن الرحيم لقول من قال هما سورة واحدة, ورضي الفريقان معا , وثبتت حجتاهما في المصحف).
القول الرابع: هو قول علي رضي الله عنه, (قال عبد الله بن عباس سألت علي بن أبي طالب: لم لم يكتب في براءة بسم الله الرحمن الرحيم? قال: لأن بسم الله الرحمن الرحيم أمان, وبراءة نزلت بالسيف ليس فيها أمان).
وروي معناه عن المبرد, وروي كذلك عن سفيان بن عيينة لأن براءة نزلت سخطة -أي السخط- بغضب, لأن التسمية رحمة, والرحمة أمان, وهذه السورة نزلت في المنافقين وبالسيف, ولا أمان للمنافقين ولا أمان مع السيف.
أما القرطبي - وهو الذي قال الرأي الخامس - قال: (الصحيح أن التسمية لم تكتب لأن جبريل لم ينزل فيها, لأن بسم الله الرحمن الرحيم كان ينزل بها جبريل, ليس من عند الرسول ص فلم ينزل بها جبريل فلم تكتب), وقاله القشيري.
إذا هي خمسة آراء:
الرأي الأول: أنها إنهاء للعهود, والعرب ما كانت تكتب بسم الله الرحمن الرحيم في نقض العهود, فأنزل الله هذه السورة موافقة لعادات العرب.
الرأي الثاني: رأي عثمان أن سورة الأنفال وسورة التوبة معناهما واحد, والرسول ص لم يبين أنها منها أو من غيرها, فقرن بينهما عثمان ولم يكتب بينهما بسم الله الرحمن الرحيم وجعلها من السبع الطوال.
القول الثالث: قول علي إنها نزلت (براءة) بالسيف, وبسم الله الرحمن الرحيم أمان, فلم يكتب بسم الله الرحمن الرحيم .
والرابع: قول خارجة وأبو عصمة أن أصحاب الرسول ص اختلفوا هل أنها سورة واحدة أو سورتين, فوضعت بينهما فسحة من أجل الذي يقول أنها سورتين , ولم تكتب بسم الله الرحمن الرحيم من أجل الذي قال أنهما سورة واحدة.
والخامس: رأي القرطبي أن التسمية لم تكتب في أولها لأن جبريل لم ينزل بها وهذا رأي القشيري.
التفسيـــــــــــــر
السورة تبدأ براءة :
(براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين فسيحوا في الأرض أربعة أشهر واعلموا أنكم غير معجزي الله وأن الله مخزي الكافرين وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله فإن تبتم فهو خير لكم وإن توليتم فاعلموا أنكم غير معجزي الله وبشر الذين كفروا بعذاب أليم).
(التوبة: 1ـ3)
سورة التوبة متى نزلت? من يعرف منكم متى نزلت? نزلت في العام التاسع من الهجرة, هي تتكلم عن غزوة تبوك, الإعداد لها, ثم مواقف الناس في المدينة من الغزوة, ثم بعد الغزوة نزل قسم منها قبل تبوك, وقسم منها بعد تبوك, وتبوك متى حصلت? تبوك حصلت في رجب سنة تسع للهجرة, وهي آخر غزوة غزا بها الرسول ص حصلت في رجب سنة تسع للهجرة.
الغزوات التي خرج بها الرسول ص : بدر كانت في رمضان من السنة الثانية للهجرة, أحد في شوال سنة (ثلاث) هجرية, بني النضير كانت سنة (ثلاث) هجرية -إجلاء بني النضيرـ, ثم المريسيع أو بني المصطلق اختلف فيها: فمنهم من قال سنة أربع هجرية ومنهم من قال سنة ست هجرية, الخندق: شوال سنة خمس هجرية, الحديبية: ذي القعدة سنة ست هجرية, خيبر: محرم سنة سبع هجرية, مؤتة: جمادي سنة ثمان هجرية, فتح مكه: رمضان سنة ثمان هجرية, حنين: شوال سنة ثمان هجرية, حصار الطائف: أواخر سنة ثمان هجرية, ثم تبوك في رجب سنة تسع هجرية.
الرسول ص عند ما رأى في المنام أنه يعتمر في البيت الحرام, يطوف بالبيت, شد الرحال هو وألف وأربعمائة أو ألف وخمسمائة من أصحابه, وذهبوا من أجل العمرة في ذي القعدة سنة ست هجرية, قريش عندما علمت أن رسول الله ص قادم ليطوف بالبيت -يدخل مكة عليهم- ثارت ثائرتهم وقالوا لن يدخلها علينا. الرسول ص عند الحديبية(1) [الحديبية أول الحرم هي في الحل، الحديبية أول الحرم على طريق (جدة-مكة) على بعد سبعة عشر كيلو تقريبا من مكة، هناك علامات حتى الآن في الطريق القديمة علامات الحرم، والرسول ص أقام في الحل]. جلس في الأرض التي ليس منها الحرم, فكان إذا جاء وقت الصلاة يدخل قليلا يصلي في أرض منطقة الحرم ويرجع -يدخل كم مترا هكذا- حتى يضاعف له الأجر.
الرسول ص بلغه أن قريشا خرجت بالعود المطافيل تتعاهد ألا يدخلنها عليها محمد, فقال صلى : ؛يا ويح قريش قد أكلتهم الحرب ماذا عليهم لو خلوا بيني وبين العرب?! ماذا يخسرون لو تركوني أنا والعرب?! -فإن هم أصابوني, -إن غلبوني- كان لهم الذي أرادوا, وإن أصبتهم دخلوا في الإسلام وافرين, وإن قاتلوني قاتلوني وبهم قوة? فماذا تظن قريش?! فوالذي بعثني بالحق - أو كما قال - لا أزال على هذا الأمر حتى يظهره الله أو تنفرد هذه السالفة« يعني: ينقطع الرأس برقبته.
المهم: لما وصل الحديبية بركت الناقة, ضربوها رفضت, قالوا: خلأت القصواء خلأت القصواء, يعني أحرنت, وهذا عيب في الدابة أنها ترفض الأوامر, قال ما خلأت وما ذلك لها بخلق - ليس من خلقها الحران- وإنما حبسها حابس الفيل, ثم قال: -أو كما قال- لا تأتيني قريش بشيء اليوم إلا أجبته لها أو كما قال ص, فأرسلوا أناسا الواحد تلو الآخر, أرسلوا عروة بن مسعود, وعروة بن مسعود كان من رجالات ثقيف, وكان من زعماء الطائف ومن أغنيائها, وكان أعمى, فقال يا محمد: جمعت أوباش العرب وجئت تقاتل قومك -وكان يمد يده على لحية رسول الله ص- المغيرة بن شعبة (هو ثقفي) وكلما مد يده -عروة بن مسعود- ضربه بكعب السيف? قال له: لا تمس لحية رسول الله صلى . قال من هذا? قالوا: المغيرة قال: هل واريت سوأتك يا صاحب السوأة?
كان المغيرة قاطع طريق في الجاهلية, كان جبارا , قتل مجموعة من الرجال. ودفع عروة بن مسعود ديتهم وستر عليه الأمر, أرسلوا واحدا بعد الآخر حتى جاء سهيل بن عمرو وكتب معه الشروط, من هذه الشروط:
الشرط الأول: من جاء من المسلمين إلى قريش -من ارتد - تقبله قريش, ومن جاء مسلما من الكفار الى رسول الله ص لا يقبله.
الشرط الثاني: من أراد من القبائل أن يدخل مع الرسول ص فليدخل, ومن أراد أن يدخل مع قريش فليدخل, فدخلت خزاعة مع الرسول ص ودخلت بكر مع قريش.
الشرط الثالث: وضع الحرب بينهما عشر سنوات.
الشرط الرابع: يرجع رسول الله ص هذا العام ولا يعتمر, وفي العام الثاني يرجع وسيوفه في أغمادها ويعتمر.
تألم المسلمون لهذه الشروط, وظن عمر أن فيها إجحافا على المسلمين, فثارت ثائرته, جاء إلى الرسول ص قال: أولسنا على الحق? قال: بلى, قال: أوليسوا على الباطل? قال: بلى, قال: فلم نعط الدنية في ديننا? قال (إنه ربي ولن يضي عني, إنه أمر ربي ولن أعصيه), خلاص حبسها حابس الفيل, الله جعلها تبرك. ذهب عمر لأبي بكر قال: أولسنا على الحق? قال: بلى, قال: أوليسوا على الباطل? قال: بلى, قال فلم نعط الدنية في ديننا?
أبو بكر يا سلام!! ما من إنسان دخل هذا الدين إلا وله عثرة إلا أبا بكر. قال أبو بكر: أنه على الحق فالزم غرزه, فالزم غرزه. وزاد في ألم المسلمين أن سهيل بن عمرو الذي عقد العقد مع رسول الله ص قال له: أكتب بسم الله الرحمن الرحيم, قال: لا أعرف بسم الله الرحمن الرحيم, قال الرسول صلى لله عليه وسلم: بسم الله, باسمك اللهم, طيب قال: هذا ما عاهد عليه محمد رسول الله قال: أنا لا أعترف أنك رسول الله, ولو كنت أعترف لاتبعتك, قال: هذا ما عاهد عليه محمد بن عبد الله, كتب العهد, وبينما هم كذلك; جاء أبو جندل يرسف في الأغلال -أبو جندل بن سهيل بن عمرو- قال: يا محمد مضي العقد, قال: نعم, فصاح أبو جندل يا رسول الله إن ترجعني إليهم يفتنوني عن ديني قال: (إصبر فان الله جاعل لك ولمن معك مخرجا).
الرسول ص أمرهم أن ينحروا هديهم فالصحابة تلكأوا فدخل الرسول ص على أم سلمة قال: هلك القوم, هلك هؤلاء عصوني, قالت يا رسول الله ص قم وانحر هديك واحلق شعرك هم يتبعونك, فقام وحلق ونحر فتبعه الصحابة.
ذهب رسول الله ص ونزلت عليه (إنا فتحنا لك فتحا مبينا) فكانت الحديبية فتحا مبينا (إنا فتحنا لك فتحا مبينا) وفيها..
(وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه وكف أيدي الناس عنكم ولتكون آية للمؤمنين ويهديكم صراطا مستقيما وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها)
(الفتح: 02ـ12)
ـفارس والروم- وعدهم الله فارس والروم وما إلى ذلك, وكلها تأتي إن شاء الله.
عندما وصل الرسول ص المدينة كان ذي الحجة, ومكث ذي الحجة في المدينة, ثم خرج إلى خيبر ولم يسمح لأحد ممن لم يشهد الحديبية أن يشهد معه خيبر, فكانت خيبر لمن شهد الحديبية; ولأنه علم أنه سيفتحهـــا مــــن خلال إشـارات القـرآن, ففتـح خيبـر وقسمهـا رســـول الله صللوسلم.
قسم أعطاه لليهود, ويأخذ خراج الأرض على النصف كالمزارعة. والقسم الثاني قسمه بين الصحابة, ألف وثمانمائة سهم, وكان الصحابة رضوان الله عليهم ألف وأربعمائة, منهم مائتا فارس, والفارس له كم سهم? ثلاثة أسهم, سهمان لفرسه وسهم له. والراجل له سهم واحد, فهي ألف وثمانمائة سهم, ألف ومائتي سهم للراجلين المشاه, وستمائة سهم للمائتي فارس.
جاء أبو بصير هاربا من مكة إلى المدينة, فأرسلت قريش اثنين في أثره, فجاءوا إلى الرسول ص, قالا: نريد أبا بصير حسب العهد, فسلمهم أبا بصير, قال يا رسول الله: ترد ني إليهم يفتنوني عن ديني?! قال: (اصبر فإن الله جاعل لك ولمن معك مخرجا) حديث صحيح.
أبو بصير رجع مع الاثنين, وعلى الطريق نزل واحد يأكل التمر في أحد البساتين والثاني جالس ومعه السيف, فقال أبو بصير: أرني سيفك, مسك سيفه قطع رأس المشرك وهجم على الآخر, الآخر هرب منه إلى المدينة, قال يا محمد: هذا الرجل عمل فينا كذا وكذا, قال رسول الله ص: ويح أم ه مسعر حرب -يعني شرارة حرب- لو كان معه رجال, ويح أمه مسعر حرب لو كان معه رجال, ذاك الرجل رجع إلى قريش, وأبو بصير رفض الرسول ص أن يستقبله مرة أخرى, فذهب إلى العيص على ساحل البحر - العيص جهة ينبع - وجلس هناك, عمل قاعدة عدد أفرادها واحد, قادتها واحد, جنودها واحد هو أبو بصير, فسمع المسلمون في مكة: أن أبا بصير ذهب إلى العيص فلحق به أبو جندل, سامع يا أبا بصير سيلحق بك أبو جندل إن شاء الله(1) [الشيخ يخاطب بأخوين من المجاهدين العرب في معسكر صدا واحد إسمه أبو بصير والآخر أبو جندل].
لحقت مجموعة قالوا نعم الآن نحن نقطع طريق القوافل على قريش (رحلة الشتاء والصيف) رحلة الصيف نقطعها على من? طريق الشام نقطعها على من? على قريش, صارت كلما مرت قافلة يخرج اثنان ثلاثة من ذوي العيون الحمر ويهجمون على رجال القافلة, يهربون ويتركون القافلة, يأخذون القافلة, أو يقتلون قسما منهم, قطعت الطريق على مكة على قريش, تعطلت تجارتها, ذهبوا إلى الرسول ص قالوا: اقبلهم ولك عباءة(2) [مثل عربي]. حلنا منهم, خلصنا من شرهم.
ـيا سلام- قليل من الشباب يهددون أمن بلدة بكاملها.. أم القرى, كل الكفار ترتجف منهم, وبالإمكان أي مجموعة تصر على الموت توهب لها الحياة, الرسول ص أرسل رسالة إلى أبي بصير أن احضر إلي أنت وجماعتك.
كان أبو بصير قد دخل معركة ضد القرشيين وقتل قسما وجرح قسما وجرح هو, لكن الجراح أثخنته, فوصلت رسالة الرسول ص وهو في سياق الموت, فوضعها على صدره وأسلم الروح وألغي هذا الشرط.
ماذا حصل? دخلت بكر مع من? مع قريش. وخزاعة مع من? مع الرسول ص . وكانت بين بكر وخزاعة ثارات قديمة, فقامت بكر, (خالد بن معاوية الديلي زعيم بكر هجم عليهم في الليل على ماء لهم يسمى الوتير, هجم عليهم في الليل وقت ل قسما منهم, وأعانت قريش بالسلاح وبالرجال, وهرب عمرو بن سالم الخزاعي إلى رسول الله صلى لله عليه وسلم, وجاء إليه ووقف في صحن المسجد , وأنشد عمرو بن سالم -كان شاعرا - قال:
يا رب إني ناشد محمــــــدا حلف أبينا وأبيه الأتلدا (1) [الأتلدا: القديم].
قد كنتم ولدا وكنا والـدا (2)[إشارة إلى الصلة بينهم]. ثم أسلمـنا فلم ننزع يدا (3) [يعني ما نقضنا العهد].
إن قريشا أخلفوك الموعــــدا ونقضوا ميثاقـــــــك المؤك دا
وزعموا أن لست أدعـو أحدا وهـــــــم أقل وأذل عـــــددا
هـم بيتونا بالوتيــــر هج دا وقتلـونــــــــا ركع ا وسج -دا
قال ص في رواية ؛ن صرت يا عمرو بن سالم«, وفي رواية ؛لا نصرت إن لم أنصر بني كعب«, ثم نظر إلى سحابة فقال: إنها لتستهل لنصر بني كعب, يعني خزاعة, ثم أخبرهم رسول الله ص أن أبا سفيان سيأتي ليجدد العهد, فجاء أبو سفيان ودخل على ابنته أم المؤمنين, ما اسم ابنته? أم حبيبة بنت أبي سفيان, فجلس على الفراش فطوته من تحته, قال يا بنية أرغبت بي عن هذا الفراش أم رغبت به عني - استكثرتيني على الفراش أم استكثرته علي - يعني لا يليق الفراش بمقامي أم أعلى من مقامي, قالت: لا.. إنه فراش رسول الله ص وأنت مشرك نجس -مشرك نجس, يا سلامـ! أبوها زعيم مكة يعني ملك مكة, وتخاطبه بهذا الخطاب!! أبوها ملكه أعظم من ملك الرسول صلى الله عليه وسلم!! زعامته أكثر!! ماله أكثر!! سؤدده عريق!! هو تزعم مكة بعد موت أبي جهل الى الآن. أنت مشرك نجس -العقيدة يا شيخ, العقيدة-(4) [الشيخ يخاطب المجاهد أمامه].
الآن الواحد يثور لأبيه ضد أخيه المسلم, أبوه تجده يدخن تاركا للصلاة, قد يكون بعثيا أو قوميا أو ما إلى ذلك, قد يثور لأبيه ضد أخيه الطيب الداعية, أين العقيدة? أين وشيجة الاسلام? (فأصبحتم بنعمته إخوانا) (آل عمران: 301)
المهم الرسول ص ذهب إلى مكة, وتفصيل فتح مكة يطول بنا, وفتح مكة في رمضان سنة ثمان هجرية, ثم ذهب بعدها إلى هوازن في حنين, التقى معهم في شوال سنة ثمان هجرية, ثم حاصر الطائف ولم يستطع أن يفتحها, ونصب المنجنيق عليها كما روى مكحول, روى أبو داود عن مكحول أن رسول الله ص نصب المنجنيق على الطائف, وقد جاء في السيرة أن سلمان هو الذي أشار عليه, ولكن ثقيفا كانت ترميهم بالسهام وقدحت عيون كثير من الصحابة, منها عين أبي سفيان - أبو سفيان كان قد أسلم وحسن إسلامه - فحمل العين بيده وقال: يا رسول الله, ردها كما رددت عين قتادة بن النعمان- قتادة بن النعمان في إحدى المعارك أظنها خيبر قد نزلت عينه فمسكها رسول الله ص وأعادها ومسح عليها فكانت أجمل وأقوى من الأولى - فقال: ردها كما رددت عين قتادة بن النعمان. قال: إن شئت رددتها, وإن شئت احتسبتها عند الله, ما هو رأيك يا أبا سفيان?- يعني: حقيقة خيار صعب, رد العين ترجع عينه سليمة كما كانت, أو يحتسبها عند اللهـ, قال بل أحتسبها عند الله, ووضعها تحت قدمه وداسها.
أبو سفيان حسن إسلامه, لكن في الأخير ماذا? كان كبيرا في السن, كان لا يقل عمره عن الثمانين سنة, ذهب إلى اليرموك وكان يقف مع النساء لأنه لا يقدر أن يقاتل, فكان يحمل هو ومجموعة النساء العصي, والذي يهرب من المسلمين يضربون وجهه حتى يعود الى المعركة, ليس كما تريد تهرب من المعركة. فكانوا يرجعون المسلمين الهاربين في يوم اليرموك.
المهم: الرسول ص عاد من تبوك ونزلت سورة براءة , بداية سورة براءة (براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين ).
في سنة ثمان هجرية, لما فتح مكة وطه رها من الأصنام أم ر على مكة عت اب بن أسيد وكان رجلا صالحا ورعا , وحج بالناس في ذلك العام, عتاب حج في ذلك العام, سنة (تسع) هجرية الرسول ص أراد أن يطهر الحج من المشركين ومن العراة لأنهم كانوا يطوفون بالبيت عراة, المشركون كانوا يقولون: لا نطوف بالبيت بثياب عصينا الله بها, فالذي معه فلوس كان يذهب ويستأجر ثياب من الأحمسيين - يعني من القرشيين - يطوف فيها ويرجعها, والذي ليس معه فلوس يطوف بالبيت عاريا , ولكن عري الجاهلية القديمة ليس مثل عري الجاهلية الحديثة, يعني عري هؤلاء عن تدين شيطاني, هكذا وسوس لهم الشيطان, كيف تطوفون بالبيت بثياب عصيتم الله بها, وثم ليس هناك اختلاط, كان الطواف بالليل للنساء, في الليل إذا جن الظلام وفي النهار للرجال والمرأة وهي تطوف بالبيت تقول:
اليوم يبدو بعضه أو كله وما بدا منه فلا أحله
(جسدي لا أحله لأحد) هذه الجاهلية القديمة, أما جاهلية الحبيب الإبن (بورقيبه) والحبيب الأب -لا حول ولا قوة إلا بالله -لولا أن اللعنة لا تجوز ولو على الكافرين وهو كافر بإجماع الأمة طبعا لأنه قد يتوب مع أن هذا بعيد إلا على رحمة الله, ليس هنالك شيء بعيد أما هو فالآن كافر, كافر بإجماع الأمة, وقد صدر تكفيره من الشيخ بن باز في الصحف والجرائد والمجلات لأنه قال بأن القرآن فيه خرافات تقشعر منها الأبدان, هو يبدو أن فيه عرق من الجنون, الآن فيه شيء من الجنون, لأنه على التلفزيون قال: قال لي الأطباء أنت عقيم لا يأتيك أولاد وأنت في خصية واحدة , أنا لا أدري من أين جاء ابني هذا, تصور هذا جنون! والجنون فنون!.
نعم فابنه قاعد أمام التلفزيون خلع حذاءه وخر ب التلفزيون فكسر التلفزيون, لذلك زوجته تركته (وسيلة) تركته والآن في أمريكا, الآن تنشر مذكراتها, أما إبنه عنده شغل ثان فتح نوادي سماها "صفر في الأخلاق", لا يدخلها إلا العراة من الرجال والنساء (Zero in Minnear) صفر في الأخلاق, وأي شخص عنده واحد في المائة أخلاق لا يدخلها, لازم يكون صفر في الاخلاق, ولا يدخلها إلا العراة, إذا الجاهلية القديمة طبعا عندهم يا أخي الإباء, عندهم الشمم, عندهم المروءة, العفة, عنترة يقول:
وأغض طرفي إن بدت لي جارتي حتى يـــــــــــواري جارتي مأواها
هذا قيس يقول لليلى: أعطني قبلة. قالت: لا, قال: والله لو أجبت لضربتك بالسيف. كان عندهم شمم, نظافة.. طهارة.. عفة.. المرأة التي حملت الكتاب من حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش أرسل لها الرسول ص عليا والزبير, فعندما رآها علي قال لها: أخرجي الكتاب. قالت: ليس معي كتاب. قال: لئن لم تخرجيه لنكشفن رأسك, هذا تهديد, التهديد كشف الرأس.
وعندما جاءت هند تبايع الرسول ص عام الفتح:
( إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين) (الممتحنة: 21)
قالت يا رسول الله وهل تزني الحرة?! تعجبت, وهل تزني الحرة يا رسول الله?! كان عندهم أخلاق مع كونهم مشركين جاهليين, أما الآن أخلاق الثوريين, عبد الناصر كان يأتي بشباب الإخوان, يأتون بأخته (أخوات الإخوان) ويفعل بها أمامه من قبل الشرطة.
شقيقان في السجن, حمزة البسيوني -مدير السجن الحربي -يأمر واحدا أن يفعل بأخيه, بأخيه!! -شقيقان هما- شقيق وشقيقه ليس وشقيقته!! كم من النساء تمزقت أعراضهن في السجن? كم من الحرائر, زينب الغزالي تحدث في كتابها أيام من حياتي قالت: أنا ما كنت أستطيع أن أقف إلا أن أتكئ على حميدة قطب, كانت تأخذني لأتوضأ لأني مكثت خمس سنوات لم أنم خمس دقائق, قالت وفي يوم من الأيام أرسلوا إلي شرطيا وحمزة البسيوني يقول له أقدم وهو يتأخر , أقدم! فالرجل بكى وهرب من أمام حمزة البسيوني, فجاءوا بآخر, قال أقدم فدخل الزنزانة, قال: يا حاجة يعني هم يأمرونه أن يفعل بالحاجة زينب الغزالي قالت: وقمت وأعانني الله, وأمسكت بخناقه وما تركته حتى أصبح بين يدي كالخرقة ورميته كأنه حبة برتقال, وأنا فهمت من القصة أنه مات بين يديها وهي لا تستطيع أن تقف, الله أعانها قالت: وقتلت الوحش في الزنزانة !
هذه الأخلاق الجاهلية الحديثة ! أخلاق الثوريين, الثوريين أصحاب القرون, نسبة إلى ثور, ثوريين نسبة إلى ثور - أخلاق الثوري حافظ الأسد أن تحمل البنات في سجن تدمر, العذارى, العواتق, يحملن بسبب الزنا, المؤمنات العفيفات الطاهرات ويرسلن من داخل سجن تدمر رسالة للشباب المسلم المجاهد تعالوا لقد بدأت الأجنة تكبر في بطوننا, تعالوا وانسفوا علينا السجن حتى نموت قبل الفضيحة, هذه أخلاق الجاهلية القديمة, وقارن بينها وبين أخلاق الجاهلية الحديثة, جاهلية البعثيين والثوريين والقوميين والشيوعيين وغير ذلك.
المهم, الرسول ص أراد أن يطهر البيت من العراة ومن المشركين, وكانت نزلت أربعون آية من سورة براءة, فأرسلها مع علي, وكان قد أم ر أبا بكر على الحجيج, فحم لها لعلي وقال الحق بأبي بكر واقرأها على الحجيج (براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين), وأمرهم بأربع ينادون بالحج, علي حمل الأربعين آية, لماذا انتخب عليا ? اختار الرسول ص سيف علي? لأن العرب من عادتها ألا ينقض العهد إلا الذي أبرمه أو رجل من أهل بيته, فأرسل رسول الله ص عليا لئلا يكون للعرب حجة عليه, فحملها علي ولحق بأبي بكر في الطريق, فزع أبو بكر عندما رآه ظن أن وحيا نزل فيه, فظن أنه أرسل عليا أميرا لان أبا بكر قد نزل فيه شيء وعزل عن الإمارة, فعندما أقبل علي قال: آمر أو مأمور? قال: بل مأمور, ما هي الأربع التي كانوا ينادون بها في الحج?.
روى الترمذي عن زيد بن نفيع قال سألت عليا بأي شيء بعثت في الحج? قال: بعثت بأربع: ألا يطوف بالبيت عريان, ومن كان بينه وبين النبي ص عهد فهو إلى مدته, ومن لم يكن له عهد فأجله أربعة أشهر, ولا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة, ولا يجتمع المسلمون والمشركون بعد عامهم هذا, يعني: لا يحج بعد العام مشرك, ولا يطوف بالبيت عريان, ومن كان بينه وبين رسول الله ص عهد فعهده إلى مدته, ولا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة, ومن لم يكن له عهد فأجله أربعة أشهر.
هذا كان في ذي الحجة سنة (تسع) هجرية ووقف علي يوم الحج الأكبر يوم عرفة أو يوم النحر على اختلاف في الرأي وبل غ هذه وبلغها يوم التروية, وبلغها يوم عرفة, وبلغها يوم النفر الأول يعني الثاني عشر من ذي الحجة (براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين) يعني انتهت العقود التي عقدتموها مع المشركين.
(فسيحوا في الأرض أربعة أشهر) أي من العاشر من ذي الحجة الى العاشر من ربيع الثاني, وهي فترة المهلة التي أمهل بها المشركون, من العاشر من ذي الحجة سيحوا في الأرض, أي سيروا آمنين واذهبوا حيث شئتم لا يمسكم أحد ولا يقاتلكم أحد أربعة أشهر, فسيحوا في الأرض من شاء منكم أن يخرج من الجزيرة العربية فليخرج, ومن شاء منكم أن يستعد للقتال فليستعد, معكم أربعة أشهر, وبعد الأربعة أشهر يبدأ القتال ضدكم , هكذا ألقى لهم العهود إلقاء عاما في الحجيج يوم الحج الأكبر سنة تسع للهجرة, وأستغفر الله لي ولكم.) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
(براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين فسيحوا في الأرض أربعة أشهر واعلموا أنكم غير معجزي الله وأن الله مخزي الكافرين ).
(التوبة: 1ـ2)
قلنا بالأمس: إن سورة براءة أو التوبة لها أسماء كثيرة, الفاضحة, البحوث, لأنها بحثت عن عيوب المنافقين, ولذلك يحدث أحد التابعين عن المقداد بن الأسود, قال: رأيت المقداد جالسا على تابوت أمام دكان صراف - حانة صراف- في حمص, وقد زاد لحمه على التابوت, جالس على طاولة, وكان قد سمن سيدنا المقداد, فقلت: ألا تجلس هذا العام عن الغزو- قلت له: فقط السنة - قال: أبت البحوث, رفضت سورة التوبة, أبت البحوث, مع أن الجهاد على المقداد والصحابة في ذلك الوقت كان فرض كفاية, لماذا? لأنه صار فتح جديد, لم يكن لاستخلاص أرض للمسلمين اغتصبت, ولكن المقداد بن الأسود قال: أبت البحوث.
سورة التوبة مدنية كلها, وهي آخر ما نزل من القرآن, من أواخر ما نزل من القرآن, وآخر ما نزل في آيات الجهاد التوبة, ولذلك الأحكام النهائية القطعية التي لن تتغير عن الجهاد يجب أن تؤخذ من سورة التوبة.
سورة الأنفال نزلت متى? بعد بدر, متى? السنة الثانية للهجرة , أما التوبة فقد نزلت في سنة تسع هجرية, قبل وأثناء وبعد غزوة تبوك, وغزوة تبوك متى حصلت يا شيخ?
تسع هجرية في أي شهر? في رجب سنة تسع هجرية, فمعظم مقاطعها نزلت قبل وأثناء وبعد غزوة تبوك , ولو نظرنا الى السورة نجدها مقسمة إلى ستة مقاطع, كم مقطعا ? ستة.
المقطع الاول: من الآية الأولى إلى الآية الثامنة والعشرين, وهذه كلها تعلن الحرب على مشركي الجزيرة العربية, قطع العهود, إنهاء المواثيق, فرض مدة ينتهي بعدها أي سلام أربعة أشهر, مبررات قتال هؤلاء المشركين قطع الأواصر ,لأن المجتمع المسلم كان في ذلك الوقت لا زالت هنالك بعض الوشائج عند ضعاف الإيمان بينهم وبين المشركين فقطعها.
من الآية الأولى إلى الآية الثامنة والعشرين حملة شديدة على المشركين ,هذا المقطع الأول.
المقطع الثاني: حملة شديدة على أهل الكتاب, مبررات قتالهم, للأسباب التاريخية والعقدية والواقعية التي تبرر أو تصلح أسبابا قوية لقتال أهل الكتاب, إنحراف عقيدتهم, فساد تصوراتهم, لأن المسلمين كما أنه كانت هنالك علاقات ووشائج وصلات بينهم وبين أرحامهم وأقاربهم وذوي بلدهم من المشركين, كانت هناك كذلك بعض التخوفات في النفوس لا زالت من قتال أهل الكتاب? كيف نقاتل أهل الكتاب وهم عندهم كتاب ويؤمنون بعيس? فالقرآن أوضح هذه القضية, لابد من قتالهم, لأن النفوس ما لم تعتقد جازمة أن الذي أمامها كافر يجب قتاله لا يكون الحرب شديدا عليه, يعني الآن إخواننا في جاجي يقولون هل نقاتل الذين في البوسطات مع أننا نسمع الأذان خمس أوقات ونراهم يصلون في داخل البوسطات,- يعني مراكز الشيوعيين - كيف نقاتلهم وفيهم المسلمون وقد نقتل المسلمين? ما لم توضح العقيدة القضية فقهيا ويتيقن مائة بالمائة أن قتالهم فرض, تبقى في النفس ترددات, فأنا أقول: لو كان كل الذين في البوسطة من المسلمين, يجب قتالهم, لأنهم بغاة, لأنهم: صائلون على المسلمين صالوا على المسلمين, فأخذوا أموالهم وأعراضهم ودماءهم, ودفع الصائل -ولو كان مسلما - واجب عند جمهور الفقهاء وجائز عند بعضهم, واجب فرض, قد يكون مكرها مرغما , نعم مكره, بعضهم مكره.
لكن ما وظيفته? وظيفته حماية الكفر, حماية هذه البوسطات لروسيا, ما وظيفته? قطع الطريق على المجاهدين, ما وظيفته? منع القوافل أن تمر, على كل حال, أنا كتبت في هذا موضوعا وأوردت تسعة أسباب لوجوب قتالهم - هؤلاء المكرهين - الذين نعلم أنهم مكرهون, وأنهم مسلمون لكنهم مختلطون بالمشركين, ماذا نفعل? إن تركناهم وتركنا المشركين من أجل هؤلاء المسلمين; قطع طريق المجاهدين, وبقي الشيوعيون كل يوم يقتلون من القادة, واحدا أو اثنين أو عشرة أو أكثر.
وإن شاء الله سنقرأ عليكم - في حينه - المبررات لقتال هؤلاء.
ولذلك ابن تيمية قال للمسلمين المترددين في قتال التتار -لأنهم يصلون ويصومون- قال: إذا رأيتموني بينهم والمصحف فوق رأسي فاقتلوني حتى لا يبقى في الصدور شبهة.
إذا المقطع الأول: حملة على المشركين ,والتترس أوردناه وأجمع الفقهاء على أنه إذا تترس المشركون بمجموعة من المسلمين, من النساء والصبيان من المسلمين أو من أسرى المسلمين يجب قتال المشركين إذا خفنا الضرر على المسلمين حتى ولو قتلناهم, وإذا قتلنا المسلمين فلا دية ولا كفارة ,إطمئنوا ويبعثون على نياتهم.
المقطع الأول: أول ثمان وعشرين آية حملة على من? على المشركين.
المقطع الثاني: حملة على ؛أهل الكتاب, وجوب قتالهم.
المقطع الثالث: تهديد ووعيد وتأنيب وتبكيت للذين يقعدون عن الجهاد..
(ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض)
(التوبة: 83)
هذه ثلاث مقاطع.
المقطع الرابع: وهو نصف السورة تقريبا كشف صفات المنافقين (ومنهم من عاهد الله) (ومنهم الذين يؤذون النبي) (ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني) (والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا ) إلى آخره, هذا نصف السورة تقريبا , سميت البحوث, لأنها: بحثت عن عيوب المنافقين, قال ابن عباس: ما زالت آيات التوبة تنزل وتقول ومنهم ومنهم حتى قلنا لا تدع أحدا , بينت نهائيا صفاتهم ومؤامراتهم, تخللهم في داخل المجتمع المسلم, بث الأراجيف, الفساد, تثبيط المسلمين عن الجهاد, هذه صفات المنافقين في ذلك الوقت. وفي هذا الوقت.
في هذا الوقت بث الأراجيف, ونشر عيوب الجهاد الأفغاني, وتثبيط الناس عن الجهاد, هذه صفات المنافقين, وإن كان يرددها بعض المسلمين المخلصين لكنها صفات المنافقين, والله عز وجل يحذر من هذه الطبقة كثيرا , يقول: (لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ) فسادا (ولأوضعوا خلالكم) بالفساد (يبغونكم الفتنة) وليس هنا الخطر, الخطر على المسلمين الصادقين (وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين), الخطر على الشاب الطيب القادم من الأردن, أو من مصر, أو من الحجاز بنفس صادقة, وصدر منشرح, يمسكه في بيشاور ويبثه السموم هذا المثبط, فيرجع إلى السعودية يقول جهاد ختم (إنتهى) (وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين) سماهم ظالمين.
ولذلك اتفق الفقهاء على أنه: لا يجوز للإمام أن يسمح للمرجف والمخذل أن يخرج في الجيش لأنه يفسد أكثر مما يعمل, لا يجوز, وإذا هم خرجوا لا يجوز لك أن تسمح لهم, هؤلاء الذين يقولون أن الأفغان منافقون, وأن المجاهدين مشركون, وأن البدع فيهم كثيرة , هؤلاء لا يجوز لك أن تسمح لهم أن يخرجوا معك, حتى لو أرادوا الخروج.
(فإن رجعك الله إلى طائفة منهم فاستأذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا)
(التوبة: 38)
ممنوع, ولو خرجوا, الإمام أو الأمير أو قائد المعركة لم يرجعهم خوفا من الفتنة, لأنه أحيانا إذا أرجع منهم واحدا زعيما يخشى الفتنة على الطيبين, لو خرجوا وقاتلوا لا يستحقون لا غنيمة ولا فيئا ولا يرضخ لهم - لا يعطون شيئاـ, من هؤلاء? المرجفون والمخذلون.
من هو المرجف? الذي ينشر الأراجيف, يعني: الأخبار السيئة عن الجيش المسلم, ويقول عن الجيش الكافر أنه قوي, ولو خرجتم لأبادكم, وإذا دخلتم المعركة ستموتون, أنتم مجانين? تريدون أن تقاتلوا روسيا, هذا المرجف.
والمخذل الذي يثبط الناس عن المعركة فيقول الحر, الثلج, البرد, الأفغان ناس لا يفهمون عليك, الأفغان ناس لا يجاهد معهم , هذا يخذل.
والإثنان لا يجوز خروجهما مع الجيش المسلم (لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا) فسادا وخيبة وفشلا , وواحد يخذل الكثيرين, يدخل بينهم, يأتي إلى صدا هنا ويقول تعال, يخلو بك في خيمتك, يا أخي: أنت أين تذهب إلى الأفغان? الأفغان معظمهم أهل بدع, هناك جبهة توحيد واحدة, تعال أقول لك عنها, خذ هذا رقم التليفون وهذا العنوان إذهب إلى بيشاور هناك الجهاد, أما هؤلاء فلا تجاهد معهم (حسبنا الله ونعم الوكيل) يعني نترك أفغانستان تسقط. ونذهب إلى جبهة على حدود أفغانستان والله يعلم فيها قتال أو ما فيها بحجة أنهم مشركون, أو أنهم أصحاب بدع, وأنهم يحملون التعاويذ والتمائم, وحسبنا الله ونعم الوكيل. حسبنا الله ونعم الوكيل.... من غلبه أمر فليقل: (حسبنا لله ونعم الوكيل ).
هذا المقطع الرابع: كشف المنافقين وصفاتهم, مكائدهم وفتنهم, أعمالهم في داخل المجتمع المسلم, استهزائهم بالذين يتصدقون, بل استهزاؤهم وتشكيكهم بقسمة الرسول ص للزكاة, (ومنهم من يلمزك في الصدقات) حتى واحد منهم قال عندما قسم الرسول صلى قال: هذه قسمة ما أريد بها وجه الله, الله أكبر.
واحد آخر فقط يريد أن يتفلسف , الرسول صلى يقسم, قال: اعدل يا محمد. قال: ؛ويحك إن لم أعدل أنا فمن يعدل?!«.
فهؤلاء الذين رؤوسهم كبيرة وليس فيها ذرة من عقل كثيرون في كل مجتمع, كثيرون (ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن) يؤذون النبي ويقولون هو أذن, يغتابونه ثم يأتون إليه ويتكلمون معه, فيستمع كل ما يقولون, ويقولون ضحكنا عليه هو أذن, أي يستمع كل ما تقول له ( قل أذن خير لكم) الرسول ص يعرفهم بأسمائهم, لكن ساكت, ماذا يقول? أيقتلهم حتى يقال أن محمدا يقتل أصحابه?! والله -سبحان الله- القرآن كأنه يتنزل الساعة, يتنزل الساعة, يعني بعض الشباب في بيشاور وظيفته هكذا, التشكيك, ماذا تفعل بهم? إن ضربوا تكون فتنة يقولون العرب اشتغلوا ببعضهم, ماذا نفعل? حائرون!! فعلا الإنسان يحتار ماذا يفعل بهم? ينصحهم, لا يقبلون النصيحة, يعظهم لا يقبلون الموعظة, يأمرهم لا يطيعون أمره, لا يحترمون رأيه, ماذا تفعل بهم? ونحن كلنا ضيوف على هذا الجهاد, والأفغان ناس طيبون محترمون, لا يمسونهم مع أنهم يعلمون أنهم يؤذونهم , يعلمون.
مرة جئت لسياف, قلت له: يا شيخ سياف مجموعة موجودة في أرباب رود, ليل نهار يستعملون التلفونات, صدقوا في شهر من الأشهر (75) ألف روبية دفع الشيخ سياف فاتورة الهاتف, ويتصل كلما جاء في ذهنه سؤال, ألوه, الشيخ إبن باز ما هو رأيك في كذا? وعلى حساب من, على حساب أموال الأيتام والأرامل, (75),
للإمام الشهيد عبد الله عزام
نشر واعداد:
مركــز الــــشهيد عــــزام الإعــلامــي
هاتف (840480)
ص.ب (1395) بيشاور - باكستان
حقوق النشر محفوظة
طبع على نفقة اللجنة النسائية العربية
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل, فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله, اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا.
سورة التوبة سورة مدنية(1) [سقطت عن الشريط]. عدد آياتها (921) آية, وهي من أواخر ما نزل في المدينة المنورة, ولذلك سورة التوبة هي التي حددت الصورة النهائية لعلاقة المجتمع المسلم بالمجتمعات الأخرى, وهي التي حددت علاقات المسلمين بالمنافقين, وحددت علاقة المسلم بالكافر.
وسورة براءة لها أسماء كثيرة, إسمها التوبة; لأنه نزلت فيها التوبة على المؤمنين عامة, وعلى الثلاثة الذين خ ل فوا خاصة.
(لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم).
( التوبة: 711ـ811)
والثلاثة الذين تاب الله عليهم: كعب بن مالك, وهلال بن أمية, ومرارة بن الربيع. ولهم قصة طريفة سنأتي عليها في حينها إن شاء الله.
وقد سميت, سورة التوبة, وسميت الفاضحة لأنها فضحت المنافقين.
قال سعيد بن جبير: سألت بن عباس عن سورة براءة فقال: تلك الفاضحة, ما زال ينزل ومنهم ومنهم حتى خفنا ألا تدع أحدا (ومنهم من عاهد الله) (ومنهم الذين يؤذون النبي ) (والذين اتخذوا مسجدا ضرارا) (ومنهم من يلمزك في الصدقات). إلى آخره حتى خفنا ألا تدع أحدا.
نعم, وسميت الفاضحة; لأنها كشفت أسرار المنافقين, وسميت البحوث لأنها بحثت عن أسرار المنافقين, وسميت المبعثرة, والبعثرة هي البحث كذلك, لأنها بحثت عن أسرار المنافقين وفضائحهم, وهي السورة الوحيدة في القرآن الكريم التي ليس فيها بسملة.
واختلف في سبب سقوط البسملة من أولها على أقوال:
القول الأول: أن العرب من عادتها في الجاهلية, إذا كان بين قوم وآخرين عهد وأرادوا نبذ العهد أو إنهائه أو نقضه كتبوا كتابا ولم يكتبــوا فيه البسملــة , ا لله عز وجل بهذه السورة نقض العهــود التي بين الرسول ص وبين المشركين, وأمهل المشركين عامة أربعة أشهر, وأمهل الذين بينهم وبين رسول الله ص عهد أكثر من أربعة أشهر, أمهلهم إلى مدتهم, ونزلت بدون بسملة لأن فيها إنهاء العهود.
والرأي الثاني: الذي روي عن عثمان رواه النسائي بإسناده قال: (قال لنا ابن عباس: قلت لعثمان: ما حملكم إلى أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني -المثاني يعني السور التي عدد آياتها أقل من مائة سميت مثاني; لأنها تثنى في الصلوات أي تعاد في الصلوات - قلت لعثمان: ما حملكم إلى أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين -المئين السور التي تزيد على مائة آية -فقرنتم بينهما ولم تكتبوا سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموها في السبع الطوال (1) [السبع الطوال (تعرف السبع الطوال يا شيخ سعد؟) فأجاب نعم قال الشيخ: عنها قال الأخ -والشيخ يكرر- البقرة، أل عمران، النساء، المائدة، الأنعام، الاعراف، الانفال والتوبة، كم سورة؟ أجاب سبعة، قال الشيخ: الأنفال والتوبة اعتبروهما سورة واحدة من السبع الطول]. قال: فما حملكم على ذلك?- لأنها أطول سور في القرآنـ, قال عثمان: إن رسول الله ص كان إذا نزل عليه الشيء يدعو بعض من يكتب عنده فيقول: (ضعوا هذا في السورة التي فيها كذا وكذا), وتنزل عليه الآيات فيقول: (ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا), وكانت الأنفال من أوائل ما نزل في المدينة, وبراءة آخر ما نزل من القرآن وكانت قصتها شبيهة بقصتها, وقبض رسول الله ص أي توفي ولم يبين لنا أنها منها, فظننت أنها منها, ومن ثم قارنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم) أخرجه الترمذي وقال حديث حسن.
إذا هذا هو السبب الثاني.
السبب الأول: أنها نقض للعهود أو إنهاء, ولا يكتب في إنهاء العهود بسم الله الرحمن الرحيم.. كانت عادة العرب هكذا.
والثاني : أنها شبيهة بالأنفال فقرن بينهما عثمان ولم يكتب بينهما بسم الله الرحمن الرحيم وجعلها من السبع الطوال.
القول الثالث: قاله خارجة وأبو عصمة وغيرهما قالوا: (لما كتب المصحف في خلافة عثمان اختلف أصحاب الرسول ص, فقال بعضهم: براءة والأنفال سورة واحدة. وقال بعضهم: هما سورتان, فتركت بينهما فرجة لقول من قال أنهما سورتان وتركت بسم الله الرحمن الرحيم لقول من قال هما سورة واحدة, ورضي الفريقان معا , وثبتت حجتاهما في المصحف).
القول الرابع: هو قول علي رضي الله عنه, (قال عبد الله بن عباس سألت علي بن أبي طالب: لم لم يكتب في براءة بسم الله الرحمن الرحيم? قال: لأن بسم الله الرحمن الرحيم أمان, وبراءة نزلت بالسيف ليس فيها أمان).
وروي معناه عن المبرد, وروي كذلك عن سفيان بن عيينة لأن براءة نزلت سخطة -أي السخط- بغضب, لأن التسمية رحمة, والرحمة أمان, وهذه السورة نزلت في المنافقين وبالسيف, ولا أمان للمنافقين ولا أمان مع السيف.
أما القرطبي - وهو الذي قال الرأي الخامس - قال: (الصحيح أن التسمية لم تكتب لأن جبريل لم ينزل فيها, لأن بسم الله الرحمن الرحيم كان ينزل بها جبريل, ليس من عند الرسول ص فلم ينزل بها جبريل فلم تكتب), وقاله القشيري.
إذا هي خمسة آراء:
الرأي الأول: أنها إنهاء للعهود, والعرب ما كانت تكتب بسم الله الرحمن الرحيم في نقض العهود, فأنزل الله هذه السورة موافقة لعادات العرب.
الرأي الثاني: رأي عثمان أن سورة الأنفال وسورة التوبة معناهما واحد, والرسول ص لم يبين أنها منها أو من غيرها, فقرن بينهما عثمان ولم يكتب بينهما بسم الله الرحمن الرحيم وجعلها من السبع الطوال.
القول الثالث: قول علي إنها نزلت (براءة) بالسيف, وبسم الله الرحمن الرحيم أمان, فلم يكتب بسم الله الرحمن الرحيم .
والرابع: قول خارجة وأبو عصمة أن أصحاب الرسول ص اختلفوا هل أنها سورة واحدة أو سورتين, فوضعت بينهما فسحة من أجل الذي يقول أنها سورتين , ولم تكتب بسم الله الرحمن الرحيم من أجل الذي قال أنهما سورة واحدة.
والخامس: رأي القرطبي أن التسمية لم تكتب في أولها لأن جبريل لم ينزل بها وهذا رأي القشيري.
التفسيـــــــــــــر
السورة تبدأ براءة :
(براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين فسيحوا في الأرض أربعة أشهر واعلموا أنكم غير معجزي الله وأن الله مخزي الكافرين وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله فإن تبتم فهو خير لكم وإن توليتم فاعلموا أنكم غير معجزي الله وبشر الذين كفروا بعذاب أليم).
(التوبة: 1ـ3)
سورة التوبة متى نزلت? من يعرف منكم متى نزلت? نزلت في العام التاسع من الهجرة, هي تتكلم عن غزوة تبوك, الإعداد لها, ثم مواقف الناس في المدينة من الغزوة, ثم بعد الغزوة نزل قسم منها قبل تبوك, وقسم منها بعد تبوك, وتبوك متى حصلت? تبوك حصلت في رجب سنة تسع للهجرة, وهي آخر غزوة غزا بها الرسول ص حصلت في رجب سنة تسع للهجرة.
الغزوات التي خرج بها الرسول ص : بدر كانت في رمضان من السنة الثانية للهجرة, أحد في شوال سنة (ثلاث) هجرية, بني النضير كانت سنة (ثلاث) هجرية -إجلاء بني النضيرـ, ثم المريسيع أو بني المصطلق اختلف فيها: فمنهم من قال سنة أربع هجرية ومنهم من قال سنة ست هجرية, الخندق: شوال سنة خمس هجرية, الحديبية: ذي القعدة سنة ست هجرية, خيبر: محرم سنة سبع هجرية, مؤتة: جمادي سنة ثمان هجرية, فتح مكه: رمضان سنة ثمان هجرية, حنين: شوال سنة ثمان هجرية, حصار الطائف: أواخر سنة ثمان هجرية, ثم تبوك في رجب سنة تسع هجرية.
الرسول ص عند ما رأى في المنام أنه يعتمر في البيت الحرام, يطوف بالبيت, شد الرحال هو وألف وأربعمائة أو ألف وخمسمائة من أصحابه, وذهبوا من أجل العمرة في ذي القعدة سنة ست هجرية, قريش عندما علمت أن رسول الله ص قادم ليطوف بالبيت -يدخل مكة عليهم- ثارت ثائرتهم وقالوا لن يدخلها علينا. الرسول ص عند الحديبية(1) [الحديبية أول الحرم هي في الحل، الحديبية أول الحرم على طريق (جدة-مكة) على بعد سبعة عشر كيلو تقريبا من مكة، هناك علامات حتى الآن في الطريق القديمة علامات الحرم، والرسول ص أقام في الحل]. جلس في الأرض التي ليس منها الحرم, فكان إذا جاء وقت الصلاة يدخل قليلا يصلي في أرض منطقة الحرم ويرجع -يدخل كم مترا هكذا- حتى يضاعف له الأجر.
الرسول ص بلغه أن قريشا خرجت بالعود المطافيل تتعاهد ألا يدخلنها عليها محمد, فقال صلى : ؛يا ويح قريش قد أكلتهم الحرب ماذا عليهم لو خلوا بيني وبين العرب?! ماذا يخسرون لو تركوني أنا والعرب?! -فإن هم أصابوني, -إن غلبوني- كان لهم الذي أرادوا, وإن أصبتهم دخلوا في الإسلام وافرين, وإن قاتلوني قاتلوني وبهم قوة? فماذا تظن قريش?! فوالذي بعثني بالحق - أو كما قال - لا أزال على هذا الأمر حتى يظهره الله أو تنفرد هذه السالفة« يعني: ينقطع الرأس برقبته.
المهم: لما وصل الحديبية بركت الناقة, ضربوها رفضت, قالوا: خلأت القصواء خلأت القصواء, يعني أحرنت, وهذا عيب في الدابة أنها ترفض الأوامر, قال ما خلأت وما ذلك لها بخلق - ليس من خلقها الحران- وإنما حبسها حابس الفيل, ثم قال: -أو كما قال- لا تأتيني قريش بشيء اليوم إلا أجبته لها أو كما قال ص, فأرسلوا أناسا الواحد تلو الآخر, أرسلوا عروة بن مسعود, وعروة بن مسعود كان من رجالات ثقيف, وكان من زعماء الطائف ومن أغنيائها, وكان أعمى, فقال يا محمد: جمعت أوباش العرب وجئت تقاتل قومك -وكان يمد يده على لحية رسول الله ص- المغيرة بن شعبة (هو ثقفي) وكلما مد يده -عروة بن مسعود- ضربه بكعب السيف? قال له: لا تمس لحية رسول الله صلى . قال من هذا? قالوا: المغيرة قال: هل واريت سوأتك يا صاحب السوأة?
كان المغيرة قاطع طريق في الجاهلية, كان جبارا , قتل مجموعة من الرجال. ودفع عروة بن مسعود ديتهم وستر عليه الأمر, أرسلوا واحدا بعد الآخر حتى جاء سهيل بن عمرو وكتب معه الشروط, من هذه الشروط:
الشرط الأول: من جاء من المسلمين إلى قريش -من ارتد - تقبله قريش, ومن جاء مسلما من الكفار الى رسول الله ص لا يقبله.
الشرط الثاني: من أراد من القبائل أن يدخل مع الرسول ص فليدخل, ومن أراد أن يدخل مع قريش فليدخل, فدخلت خزاعة مع الرسول ص ودخلت بكر مع قريش.
الشرط الثالث: وضع الحرب بينهما عشر سنوات.
الشرط الرابع: يرجع رسول الله ص هذا العام ولا يعتمر, وفي العام الثاني يرجع وسيوفه في أغمادها ويعتمر.
تألم المسلمون لهذه الشروط, وظن عمر أن فيها إجحافا على المسلمين, فثارت ثائرته, جاء إلى الرسول ص قال: أولسنا على الحق? قال: بلى, قال: أوليسوا على الباطل? قال: بلى, قال: فلم نعط الدنية في ديننا? قال (إنه ربي ولن يضي عني, إنه أمر ربي ولن أعصيه), خلاص حبسها حابس الفيل, الله جعلها تبرك. ذهب عمر لأبي بكر قال: أولسنا على الحق? قال: بلى, قال: أوليسوا على الباطل? قال: بلى, قال فلم نعط الدنية في ديننا?
أبو بكر يا سلام!! ما من إنسان دخل هذا الدين إلا وله عثرة إلا أبا بكر. قال أبو بكر: أنه على الحق فالزم غرزه, فالزم غرزه. وزاد في ألم المسلمين أن سهيل بن عمرو الذي عقد العقد مع رسول الله ص قال له: أكتب بسم الله الرحمن الرحيم, قال: لا أعرف بسم الله الرحمن الرحيم, قال الرسول صلى لله عليه وسلم: بسم الله, باسمك اللهم, طيب قال: هذا ما عاهد عليه محمد رسول الله قال: أنا لا أعترف أنك رسول الله, ولو كنت أعترف لاتبعتك, قال: هذا ما عاهد عليه محمد بن عبد الله, كتب العهد, وبينما هم كذلك; جاء أبو جندل يرسف في الأغلال -أبو جندل بن سهيل بن عمرو- قال: يا محمد مضي العقد, قال: نعم, فصاح أبو جندل يا رسول الله إن ترجعني إليهم يفتنوني عن ديني قال: (إصبر فان الله جاعل لك ولمن معك مخرجا).
الرسول ص أمرهم أن ينحروا هديهم فالصحابة تلكأوا فدخل الرسول ص على أم سلمة قال: هلك القوم, هلك هؤلاء عصوني, قالت يا رسول الله ص قم وانحر هديك واحلق شعرك هم يتبعونك, فقام وحلق ونحر فتبعه الصحابة.
ذهب رسول الله ص ونزلت عليه (إنا فتحنا لك فتحا مبينا) فكانت الحديبية فتحا مبينا (إنا فتحنا لك فتحا مبينا) وفيها..
(وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه وكف أيدي الناس عنكم ولتكون آية للمؤمنين ويهديكم صراطا مستقيما وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها)
(الفتح: 02ـ12)
ـفارس والروم- وعدهم الله فارس والروم وما إلى ذلك, وكلها تأتي إن شاء الله.
عندما وصل الرسول ص المدينة كان ذي الحجة, ومكث ذي الحجة في المدينة, ثم خرج إلى خيبر ولم يسمح لأحد ممن لم يشهد الحديبية أن يشهد معه خيبر, فكانت خيبر لمن شهد الحديبية; ولأنه علم أنه سيفتحهـــا مــــن خلال إشـارات القـرآن, ففتـح خيبـر وقسمهـا رســـول الله صللوسلم.
قسم أعطاه لليهود, ويأخذ خراج الأرض على النصف كالمزارعة. والقسم الثاني قسمه بين الصحابة, ألف وثمانمائة سهم, وكان الصحابة رضوان الله عليهم ألف وأربعمائة, منهم مائتا فارس, والفارس له كم سهم? ثلاثة أسهم, سهمان لفرسه وسهم له. والراجل له سهم واحد, فهي ألف وثمانمائة سهم, ألف ومائتي سهم للراجلين المشاه, وستمائة سهم للمائتي فارس.
جاء أبو بصير هاربا من مكة إلى المدينة, فأرسلت قريش اثنين في أثره, فجاءوا إلى الرسول ص, قالا: نريد أبا بصير حسب العهد, فسلمهم أبا بصير, قال يا رسول الله: ترد ني إليهم يفتنوني عن ديني?! قال: (اصبر فإن الله جاعل لك ولمن معك مخرجا) حديث صحيح.
أبو بصير رجع مع الاثنين, وعلى الطريق نزل واحد يأكل التمر في أحد البساتين والثاني جالس ومعه السيف, فقال أبو بصير: أرني سيفك, مسك سيفه قطع رأس المشرك وهجم على الآخر, الآخر هرب منه إلى المدينة, قال يا محمد: هذا الرجل عمل فينا كذا وكذا, قال رسول الله ص: ويح أم ه مسعر حرب -يعني شرارة حرب- لو كان معه رجال, ويح أمه مسعر حرب لو كان معه رجال, ذاك الرجل رجع إلى قريش, وأبو بصير رفض الرسول ص أن يستقبله مرة أخرى, فذهب إلى العيص على ساحل البحر - العيص جهة ينبع - وجلس هناك, عمل قاعدة عدد أفرادها واحد, قادتها واحد, جنودها واحد هو أبو بصير, فسمع المسلمون في مكة: أن أبا بصير ذهب إلى العيص فلحق به أبو جندل, سامع يا أبا بصير سيلحق بك أبو جندل إن شاء الله(1) [الشيخ يخاطب بأخوين من المجاهدين العرب في معسكر صدا واحد إسمه أبو بصير والآخر أبو جندل].
لحقت مجموعة قالوا نعم الآن نحن نقطع طريق القوافل على قريش (رحلة الشتاء والصيف) رحلة الصيف نقطعها على من? طريق الشام نقطعها على من? على قريش, صارت كلما مرت قافلة يخرج اثنان ثلاثة من ذوي العيون الحمر ويهجمون على رجال القافلة, يهربون ويتركون القافلة, يأخذون القافلة, أو يقتلون قسما منهم, قطعت الطريق على مكة على قريش, تعطلت تجارتها, ذهبوا إلى الرسول ص قالوا: اقبلهم ولك عباءة(2) [مثل عربي]. حلنا منهم, خلصنا من شرهم.
ـيا سلام- قليل من الشباب يهددون أمن بلدة بكاملها.. أم القرى, كل الكفار ترتجف منهم, وبالإمكان أي مجموعة تصر على الموت توهب لها الحياة, الرسول ص أرسل رسالة إلى أبي بصير أن احضر إلي أنت وجماعتك.
كان أبو بصير قد دخل معركة ضد القرشيين وقتل قسما وجرح قسما وجرح هو, لكن الجراح أثخنته, فوصلت رسالة الرسول ص وهو في سياق الموت, فوضعها على صدره وأسلم الروح وألغي هذا الشرط.
ماذا حصل? دخلت بكر مع من? مع قريش. وخزاعة مع من? مع الرسول ص . وكانت بين بكر وخزاعة ثارات قديمة, فقامت بكر, (خالد بن معاوية الديلي زعيم بكر هجم عليهم في الليل على ماء لهم يسمى الوتير, هجم عليهم في الليل وقت ل قسما منهم, وأعانت قريش بالسلاح وبالرجال, وهرب عمرو بن سالم الخزاعي إلى رسول الله صلى لله عليه وسلم, وجاء إليه ووقف في صحن المسجد , وأنشد عمرو بن سالم -كان شاعرا - قال:
يا رب إني ناشد محمــــــدا حلف أبينا وأبيه الأتلدا (1) [الأتلدا: القديم].
قد كنتم ولدا وكنا والـدا (2)[إشارة إلى الصلة بينهم]. ثم أسلمـنا فلم ننزع يدا (3) [يعني ما نقضنا العهد].
إن قريشا أخلفوك الموعــــدا ونقضوا ميثاقـــــــك المؤك دا
وزعموا أن لست أدعـو أحدا وهـــــــم أقل وأذل عـــــددا
هـم بيتونا بالوتيــــر هج دا وقتلـونــــــــا ركع ا وسج -دا
قال ص في رواية ؛ن صرت يا عمرو بن سالم«, وفي رواية ؛لا نصرت إن لم أنصر بني كعب«, ثم نظر إلى سحابة فقال: إنها لتستهل لنصر بني كعب, يعني خزاعة, ثم أخبرهم رسول الله ص أن أبا سفيان سيأتي ليجدد العهد, فجاء أبو سفيان ودخل على ابنته أم المؤمنين, ما اسم ابنته? أم حبيبة بنت أبي سفيان, فجلس على الفراش فطوته من تحته, قال يا بنية أرغبت بي عن هذا الفراش أم رغبت به عني - استكثرتيني على الفراش أم استكثرته علي - يعني لا يليق الفراش بمقامي أم أعلى من مقامي, قالت: لا.. إنه فراش رسول الله ص وأنت مشرك نجس -مشرك نجس, يا سلامـ! أبوها زعيم مكة يعني ملك مكة, وتخاطبه بهذا الخطاب!! أبوها ملكه أعظم من ملك الرسول صلى الله عليه وسلم!! زعامته أكثر!! ماله أكثر!! سؤدده عريق!! هو تزعم مكة بعد موت أبي جهل الى الآن. أنت مشرك نجس -العقيدة يا شيخ, العقيدة-(4) [الشيخ يخاطب المجاهد أمامه].
الآن الواحد يثور لأبيه ضد أخيه المسلم, أبوه تجده يدخن تاركا للصلاة, قد يكون بعثيا أو قوميا أو ما إلى ذلك, قد يثور لأبيه ضد أخيه الطيب الداعية, أين العقيدة? أين وشيجة الاسلام? (فأصبحتم بنعمته إخوانا) (آل عمران: 301)
المهم الرسول ص ذهب إلى مكة, وتفصيل فتح مكة يطول بنا, وفتح مكة في رمضان سنة ثمان هجرية, ثم ذهب بعدها إلى هوازن في حنين, التقى معهم في شوال سنة ثمان هجرية, ثم حاصر الطائف ولم يستطع أن يفتحها, ونصب المنجنيق عليها كما روى مكحول, روى أبو داود عن مكحول أن رسول الله ص نصب المنجنيق على الطائف, وقد جاء في السيرة أن سلمان هو الذي أشار عليه, ولكن ثقيفا كانت ترميهم بالسهام وقدحت عيون كثير من الصحابة, منها عين أبي سفيان - أبو سفيان كان قد أسلم وحسن إسلامه - فحمل العين بيده وقال: يا رسول الله, ردها كما رددت عين قتادة بن النعمان- قتادة بن النعمان في إحدى المعارك أظنها خيبر قد نزلت عينه فمسكها رسول الله ص وأعادها ومسح عليها فكانت أجمل وأقوى من الأولى - فقال: ردها كما رددت عين قتادة بن النعمان. قال: إن شئت رددتها, وإن شئت احتسبتها عند الله, ما هو رأيك يا أبا سفيان?- يعني: حقيقة خيار صعب, رد العين ترجع عينه سليمة كما كانت, أو يحتسبها عند اللهـ, قال بل أحتسبها عند الله, ووضعها تحت قدمه وداسها.
أبو سفيان حسن إسلامه, لكن في الأخير ماذا? كان كبيرا في السن, كان لا يقل عمره عن الثمانين سنة, ذهب إلى اليرموك وكان يقف مع النساء لأنه لا يقدر أن يقاتل, فكان يحمل هو ومجموعة النساء العصي, والذي يهرب من المسلمين يضربون وجهه حتى يعود الى المعركة, ليس كما تريد تهرب من المعركة. فكانوا يرجعون المسلمين الهاربين في يوم اليرموك.
المهم: الرسول ص عاد من تبوك ونزلت سورة براءة , بداية سورة براءة (براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين ).
في سنة ثمان هجرية, لما فتح مكة وطه رها من الأصنام أم ر على مكة عت اب بن أسيد وكان رجلا صالحا ورعا , وحج بالناس في ذلك العام, عتاب حج في ذلك العام, سنة (تسع) هجرية الرسول ص أراد أن يطهر الحج من المشركين ومن العراة لأنهم كانوا يطوفون بالبيت عراة, المشركون كانوا يقولون: لا نطوف بالبيت بثياب عصينا الله بها, فالذي معه فلوس كان يذهب ويستأجر ثياب من الأحمسيين - يعني من القرشيين - يطوف فيها ويرجعها, والذي ليس معه فلوس يطوف بالبيت عاريا , ولكن عري الجاهلية القديمة ليس مثل عري الجاهلية الحديثة, يعني عري هؤلاء عن تدين شيطاني, هكذا وسوس لهم الشيطان, كيف تطوفون بالبيت بثياب عصيتم الله بها, وثم ليس هناك اختلاط, كان الطواف بالليل للنساء, في الليل إذا جن الظلام وفي النهار للرجال والمرأة وهي تطوف بالبيت تقول:
اليوم يبدو بعضه أو كله وما بدا منه فلا أحله
(جسدي لا أحله لأحد) هذه الجاهلية القديمة, أما جاهلية الحبيب الإبن (بورقيبه) والحبيب الأب -لا حول ولا قوة إلا بالله -لولا أن اللعنة لا تجوز ولو على الكافرين وهو كافر بإجماع الأمة طبعا لأنه قد يتوب مع أن هذا بعيد إلا على رحمة الله, ليس هنالك شيء بعيد أما هو فالآن كافر, كافر بإجماع الأمة, وقد صدر تكفيره من الشيخ بن باز في الصحف والجرائد والمجلات لأنه قال بأن القرآن فيه خرافات تقشعر منها الأبدان, هو يبدو أن فيه عرق من الجنون, الآن فيه شيء من الجنون, لأنه على التلفزيون قال: قال لي الأطباء أنت عقيم لا يأتيك أولاد وأنت في خصية واحدة , أنا لا أدري من أين جاء ابني هذا, تصور هذا جنون! والجنون فنون!.
نعم فابنه قاعد أمام التلفزيون خلع حذاءه وخر ب التلفزيون فكسر التلفزيون, لذلك زوجته تركته (وسيلة) تركته والآن في أمريكا, الآن تنشر مذكراتها, أما إبنه عنده شغل ثان فتح نوادي سماها "صفر في الأخلاق", لا يدخلها إلا العراة من الرجال والنساء (Zero in Minnear) صفر في الأخلاق, وأي شخص عنده واحد في المائة أخلاق لا يدخلها, لازم يكون صفر في الاخلاق, ولا يدخلها إلا العراة, إذا الجاهلية القديمة طبعا عندهم يا أخي الإباء, عندهم الشمم, عندهم المروءة, العفة, عنترة يقول:
وأغض طرفي إن بدت لي جارتي حتى يـــــــــــواري جارتي مأواها
هذا قيس يقول لليلى: أعطني قبلة. قالت: لا, قال: والله لو أجبت لضربتك بالسيف. كان عندهم شمم, نظافة.. طهارة.. عفة.. المرأة التي حملت الكتاب من حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش أرسل لها الرسول ص عليا والزبير, فعندما رآها علي قال لها: أخرجي الكتاب. قالت: ليس معي كتاب. قال: لئن لم تخرجيه لنكشفن رأسك, هذا تهديد, التهديد كشف الرأس.
وعندما جاءت هند تبايع الرسول ص عام الفتح:
( إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين) (الممتحنة: 21)
قالت يا رسول الله وهل تزني الحرة?! تعجبت, وهل تزني الحرة يا رسول الله?! كان عندهم أخلاق مع كونهم مشركين جاهليين, أما الآن أخلاق الثوريين, عبد الناصر كان يأتي بشباب الإخوان, يأتون بأخته (أخوات الإخوان) ويفعل بها أمامه من قبل الشرطة.
شقيقان في السجن, حمزة البسيوني -مدير السجن الحربي -يأمر واحدا أن يفعل بأخيه, بأخيه!! -شقيقان هما- شقيق وشقيقه ليس وشقيقته!! كم من النساء تمزقت أعراضهن في السجن? كم من الحرائر, زينب الغزالي تحدث في كتابها أيام من حياتي قالت: أنا ما كنت أستطيع أن أقف إلا أن أتكئ على حميدة قطب, كانت تأخذني لأتوضأ لأني مكثت خمس سنوات لم أنم خمس دقائق, قالت وفي يوم من الأيام أرسلوا إلي شرطيا وحمزة البسيوني يقول له أقدم وهو يتأخر , أقدم! فالرجل بكى وهرب من أمام حمزة البسيوني, فجاءوا بآخر, قال أقدم فدخل الزنزانة, قال: يا حاجة يعني هم يأمرونه أن يفعل بالحاجة زينب الغزالي قالت: وقمت وأعانني الله, وأمسكت بخناقه وما تركته حتى أصبح بين يدي كالخرقة ورميته كأنه حبة برتقال, وأنا فهمت من القصة أنه مات بين يديها وهي لا تستطيع أن تقف, الله أعانها قالت: وقتلت الوحش في الزنزانة !
هذه الأخلاق الجاهلية الحديثة ! أخلاق الثوريين, الثوريين أصحاب القرون, نسبة إلى ثور, ثوريين نسبة إلى ثور - أخلاق الثوري حافظ الأسد أن تحمل البنات في سجن تدمر, العذارى, العواتق, يحملن بسبب الزنا, المؤمنات العفيفات الطاهرات ويرسلن من داخل سجن تدمر رسالة للشباب المسلم المجاهد تعالوا لقد بدأت الأجنة تكبر في بطوننا, تعالوا وانسفوا علينا السجن حتى نموت قبل الفضيحة, هذه أخلاق الجاهلية القديمة, وقارن بينها وبين أخلاق الجاهلية الحديثة, جاهلية البعثيين والثوريين والقوميين والشيوعيين وغير ذلك.
المهم, الرسول ص أراد أن يطهر البيت من العراة ومن المشركين, وكانت نزلت أربعون آية من سورة براءة, فأرسلها مع علي, وكان قد أم ر أبا بكر على الحجيج, فحم لها لعلي وقال الحق بأبي بكر واقرأها على الحجيج (براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين), وأمرهم بأربع ينادون بالحج, علي حمل الأربعين آية, لماذا انتخب عليا ? اختار الرسول ص سيف علي? لأن العرب من عادتها ألا ينقض العهد إلا الذي أبرمه أو رجل من أهل بيته, فأرسل رسول الله ص عليا لئلا يكون للعرب حجة عليه, فحملها علي ولحق بأبي بكر في الطريق, فزع أبو بكر عندما رآه ظن أن وحيا نزل فيه, فظن أنه أرسل عليا أميرا لان أبا بكر قد نزل فيه شيء وعزل عن الإمارة, فعندما أقبل علي قال: آمر أو مأمور? قال: بل مأمور, ما هي الأربع التي كانوا ينادون بها في الحج?.
روى الترمذي عن زيد بن نفيع قال سألت عليا بأي شيء بعثت في الحج? قال: بعثت بأربع: ألا يطوف بالبيت عريان, ومن كان بينه وبين النبي ص عهد فهو إلى مدته, ومن لم يكن له عهد فأجله أربعة أشهر, ولا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة, ولا يجتمع المسلمون والمشركون بعد عامهم هذا, يعني: لا يحج بعد العام مشرك, ولا يطوف بالبيت عريان, ومن كان بينه وبين رسول الله ص عهد فعهده إلى مدته, ولا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة, ومن لم يكن له عهد فأجله أربعة أشهر.
هذا كان في ذي الحجة سنة (تسع) هجرية ووقف علي يوم الحج الأكبر يوم عرفة أو يوم النحر على اختلاف في الرأي وبل غ هذه وبلغها يوم التروية, وبلغها يوم عرفة, وبلغها يوم النفر الأول يعني الثاني عشر من ذي الحجة (براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين) يعني انتهت العقود التي عقدتموها مع المشركين.
(فسيحوا في الأرض أربعة أشهر) أي من العاشر من ذي الحجة الى العاشر من ربيع الثاني, وهي فترة المهلة التي أمهل بها المشركون, من العاشر من ذي الحجة سيحوا في الأرض, أي سيروا آمنين واذهبوا حيث شئتم لا يمسكم أحد ولا يقاتلكم أحد أربعة أشهر, فسيحوا في الأرض من شاء منكم أن يخرج من الجزيرة العربية فليخرج, ومن شاء منكم أن يستعد للقتال فليستعد, معكم أربعة أشهر, وبعد الأربعة أشهر يبدأ القتال ضدكم , هكذا ألقى لهم العهود إلقاء عاما في الحجيج يوم الحج الأكبر سنة تسع للهجرة, وأستغفر الله لي ولكم.) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
(براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين فسيحوا في الأرض أربعة أشهر واعلموا أنكم غير معجزي الله وأن الله مخزي الكافرين ).
(التوبة: 1ـ2)
قلنا بالأمس: إن سورة براءة أو التوبة لها أسماء كثيرة, الفاضحة, البحوث, لأنها بحثت عن عيوب المنافقين, ولذلك يحدث أحد التابعين عن المقداد بن الأسود, قال: رأيت المقداد جالسا على تابوت أمام دكان صراف - حانة صراف- في حمص, وقد زاد لحمه على التابوت, جالس على طاولة, وكان قد سمن سيدنا المقداد, فقلت: ألا تجلس هذا العام عن الغزو- قلت له: فقط السنة - قال: أبت البحوث, رفضت سورة التوبة, أبت البحوث, مع أن الجهاد على المقداد والصحابة في ذلك الوقت كان فرض كفاية, لماذا? لأنه صار فتح جديد, لم يكن لاستخلاص أرض للمسلمين اغتصبت, ولكن المقداد بن الأسود قال: أبت البحوث.
سورة التوبة مدنية كلها, وهي آخر ما نزل من القرآن, من أواخر ما نزل من القرآن, وآخر ما نزل في آيات الجهاد التوبة, ولذلك الأحكام النهائية القطعية التي لن تتغير عن الجهاد يجب أن تؤخذ من سورة التوبة.
سورة الأنفال نزلت متى? بعد بدر, متى? السنة الثانية للهجرة , أما التوبة فقد نزلت في سنة تسع هجرية, قبل وأثناء وبعد غزوة تبوك, وغزوة تبوك متى حصلت يا شيخ?
تسع هجرية في أي شهر? في رجب سنة تسع هجرية, فمعظم مقاطعها نزلت قبل وأثناء وبعد غزوة تبوك , ولو نظرنا الى السورة نجدها مقسمة إلى ستة مقاطع, كم مقطعا ? ستة.
المقطع الاول: من الآية الأولى إلى الآية الثامنة والعشرين, وهذه كلها تعلن الحرب على مشركي الجزيرة العربية, قطع العهود, إنهاء المواثيق, فرض مدة ينتهي بعدها أي سلام أربعة أشهر, مبررات قتال هؤلاء المشركين قطع الأواصر ,لأن المجتمع المسلم كان في ذلك الوقت لا زالت هنالك بعض الوشائج عند ضعاف الإيمان بينهم وبين المشركين فقطعها.
من الآية الأولى إلى الآية الثامنة والعشرين حملة شديدة على المشركين ,هذا المقطع الأول.
المقطع الثاني: حملة شديدة على أهل الكتاب, مبررات قتالهم, للأسباب التاريخية والعقدية والواقعية التي تبرر أو تصلح أسبابا قوية لقتال أهل الكتاب, إنحراف عقيدتهم, فساد تصوراتهم, لأن المسلمين كما أنه كانت هنالك علاقات ووشائج وصلات بينهم وبين أرحامهم وأقاربهم وذوي بلدهم من المشركين, كانت هناك كذلك بعض التخوفات في النفوس لا زالت من قتال أهل الكتاب? كيف نقاتل أهل الكتاب وهم عندهم كتاب ويؤمنون بعيس? فالقرآن أوضح هذه القضية, لابد من قتالهم, لأن النفوس ما لم تعتقد جازمة أن الذي أمامها كافر يجب قتاله لا يكون الحرب شديدا عليه, يعني الآن إخواننا في جاجي يقولون هل نقاتل الذين في البوسطات مع أننا نسمع الأذان خمس أوقات ونراهم يصلون في داخل البوسطات,- يعني مراكز الشيوعيين - كيف نقاتلهم وفيهم المسلمون وقد نقتل المسلمين? ما لم توضح العقيدة القضية فقهيا ويتيقن مائة بالمائة أن قتالهم فرض, تبقى في النفس ترددات, فأنا أقول: لو كان كل الذين في البوسطة من المسلمين, يجب قتالهم, لأنهم بغاة, لأنهم: صائلون على المسلمين صالوا على المسلمين, فأخذوا أموالهم وأعراضهم ودماءهم, ودفع الصائل -ولو كان مسلما - واجب عند جمهور الفقهاء وجائز عند بعضهم, واجب فرض, قد يكون مكرها مرغما , نعم مكره, بعضهم مكره.
لكن ما وظيفته? وظيفته حماية الكفر, حماية هذه البوسطات لروسيا, ما وظيفته? قطع الطريق على المجاهدين, ما وظيفته? منع القوافل أن تمر, على كل حال, أنا كتبت في هذا موضوعا وأوردت تسعة أسباب لوجوب قتالهم - هؤلاء المكرهين - الذين نعلم أنهم مكرهون, وأنهم مسلمون لكنهم مختلطون بالمشركين, ماذا نفعل? إن تركناهم وتركنا المشركين من أجل هؤلاء المسلمين; قطع طريق المجاهدين, وبقي الشيوعيون كل يوم يقتلون من القادة, واحدا أو اثنين أو عشرة أو أكثر.
وإن شاء الله سنقرأ عليكم - في حينه - المبررات لقتال هؤلاء.
ولذلك ابن تيمية قال للمسلمين المترددين في قتال التتار -لأنهم يصلون ويصومون- قال: إذا رأيتموني بينهم والمصحف فوق رأسي فاقتلوني حتى لا يبقى في الصدور شبهة.
إذا المقطع الأول: حملة على المشركين ,والتترس أوردناه وأجمع الفقهاء على أنه إذا تترس المشركون بمجموعة من المسلمين, من النساء والصبيان من المسلمين أو من أسرى المسلمين يجب قتال المشركين إذا خفنا الضرر على المسلمين حتى ولو قتلناهم, وإذا قتلنا المسلمين فلا دية ولا كفارة ,إطمئنوا ويبعثون على نياتهم.
المقطع الأول: أول ثمان وعشرين آية حملة على من? على المشركين.
المقطع الثاني: حملة على ؛أهل الكتاب, وجوب قتالهم.
المقطع الثالث: تهديد ووعيد وتأنيب وتبكيت للذين يقعدون عن الجهاد..
(ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض)
(التوبة: 83)
هذه ثلاث مقاطع.
المقطع الرابع: وهو نصف السورة تقريبا كشف صفات المنافقين (ومنهم من عاهد الله) (ومنهم الذين يؤذون النبي) (ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني) (والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا ) إلى آخره, هذا نصف السورة تقريبا , سميت البحوث, لأنها: بحثت عن عيوب المنافقين, قال ابن عباس: ما زالت آيات التوبة تنزل وتقول ومنهم ومنهم حتى قلنا لا تدع أحدا , بينت نهائيا صفاتهم ومؤامراتهم, تخللهم في داخل المجتمع المسلم, بث الأراجيف, الفساد, تثبيط المسلمين عن الجهاد, هذه صفات المنافقين في ذلك الوقت. وفي هذا الوقت.
في هذا الوقت بث الأراجيف, ونشر عيوب الجهاد الأفغاني, وتثبيط الناس عن الجهاد, هذه صفات المنافقين, وإن كان يرددها بعض المسلمين المخلصين لكنها صفات المنافقين, والله عز وجل يحذر من هذه الطبقة كثيرا , يقول: (لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ) فسادا (ولأوضعوا خلالكم) بالفساد (يبغونكم الفتنة) وليس هنا الخطر, الخطر على المسلمين الصادقين (وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين), الخطر على الشاب الطيب القادم من الأردن, أو من مصر, أو من الحجاز بنفس صادقة, وصدر منشرح, يمسكه في بيشاور ويبثه السموم هذا المثبط, فيرجع إلى السعودية يقول جهاد ختم (إنتهى) (وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين) سماهم ظالمين.
ولذلك اتفق الفقهاء على أنه: لا يجوز للإمام أن يسمح للمرجف والمخذل أن يخرج في الجيش لأنه يفسد أكثر مما يعمل, لا يجوز, وإذا هم خرجوا لا يجوز لك أن تسمح لهم, هؤلاء الذين يقولون أن الأفغان منافقون, وأن المجاهدين مشركون, وأن البدع فيهم كثيرة , هؤلاء لا يجوز لك أن تسمح لهم أن يخرجوا معك, حتى لو أرادوا الخروج.
(فإن رجعك الله إلى طائفة منهم فاستأذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا)
(التوبة: 38)
ممنوع, ولو خرجوا, الإمام أو الأمير أو قائد المعركة لم يرجعهم خوفا من الفتنة, لأنه أحيانا إذا أرجع منهم واحدا زعيما يخشى الفتنة على الطيبين, لو خرجوا وقاتلوا لا يستحقون لا غنيمة ولا فيئا ولا يرضخ لهم - لا يعطون شيئاـ, من هؤلاء? المرجفون والمخذلون.
من هو المرجف? الذي ينشر الأراجيف, يعني: الأخبار السيئة عن الجيش المسلم, ويقول عن الجيش الكافر أنه قوي, ولو خرجتم لأبادكم, وإذا دخلتم المعركة ستموتون, أنتم مجانين? تريدون أن تقاتلوا روسيا, هذا المرجف.
والمخذل الذي يثبط الناس عن المعركة فيقول الحر, الثلج, البرد, الأفغان ناس لا يفهمون عليك, الأفغان ناس لا يجاهد معهم , هذا يخذل.
والإثنان لا يجوز خروجهما مع الجيش المسلم (لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا) فسادا وخيبة وفشلا , وواحد يخذل الكثيرين, يدخل بينهم, يأتي إلى صدا هنا ويقول تعال, يخلو بك في خيمتك, يا أخي: أنت أين تذهب إلى الأفغان? الأفغان معظمهم أهل بدع, هناك جبهة توحيد واحدة, تعال أقول لك عنها, خذ هذا رقم التليفون وهذا العنوان إذهب إلى بيشاور هناك الجهاد, أما هؤلاء فلا تجاهد معهم (حسبنا الله ونعم الوكيل) يعني نترك أفغانستان تسقط. ونذهب إلى جبهة على حدود أفغانستان والله يعلم فيها قتال أو ما فيها بحجة أنهم مشركون, أو أنهم أصحاب بدع, وأنهم يحملون التعاويذ والتمائم, وحسبنا الله ونعم الوكيل. حسبنا الله ونعم الوكيل.... من غلبه أمر فليقل: (حسبنا لله ونعم الوكيل ).
هذا المقطع الرابع: كشف المنافقين وصفاتهم, مكائدهم وفتنهم, أعمالهم في داخل المجتمع المسلم, استهزائهم بالذين يتصدقون, بل استهزاؤهم وتشكيكهم بقسمة الرسول ص للزكاة, (ومنهم من يلمزك في الصدقات) حتى واحد منهم قال عندما قسم الرسول صلى قال: هذه قسمة ما أريد بها وجه الله, الله أكبر.
واحد آخر فقط يريد أن يتفلسف , الرسول صلى يقسم, قال: اعدل يا محمد. قال: ؛ويحك إن لم أعدل أنا فمن يعدل?!«.
فهؤلاء الذين رؤوسهم كبيرة وليس فيها ذرة من عقل كثيرون في كل مجتمع, كثيرون (ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن) يؤذون النبي ويقولون هو أذن, يغتابونه ثم يأتون إليه ويتكلمون معه, فيستمع كل ما يقولون, ويقولون ضحكنا عليه هو أذن, أي يستمع كل ما تقول له ( قل أذن خير لكم) الرسول ص يعرفهم بأسمائهم, لكن ساكت, ماذا يقول? أيقتلهم حتى يقال أن محمدا يقتل أصحابه?! والله -سبحان الله- القرآن كأنه يتنزل الساعة, يتنزل الساعة, يعني بعض الشباب في بيشاور وظيفته هكذا, التشكيك, ماذا تفعل بهم? إن ضربوا تكون فتنة يقولون العرب اشتغلوا ببعضهم, ماذا نفعل? حائرون!! فعلا الإنسان يحتار ماذا يفعل بهم? ينصحهم, لا يقبلون النصيحة, يعظهم لا يقبلون الموعظة, يأمرهم لا يطيعون أمره, لا يحترمون رأيه, ماذا تفعل بهم? ونحن كلنا ضيوف على هذا الجهاد, والأفغان ناس طيبون محترمون, لا يمسونهم مع أنهم يعلمون أنهم يؤذونهم , يعلمون.
مرة جئت لسياف, قلت له: يا شيخ سياف مجموعة موجودة في أرباب رود, ليل نهار يستعملون التلفونات, صدقوا في شهر من الأشهر (75) ألف روبية دفع الشيخ سياف فاتورة الهاتف, ويتصل كلما جاء في ذهنه سؤال, ألوه, الشيخ إبن باز ما هو رأيك في كذا? وعلى حساب من, على حساب أموال الأيتام والأرامل, (75),
تعليق