إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الطريق إلي الوحدة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الطريق إلي الوحدة

    أول طريق النصر هو
    الحمد لله ربِّ العالمين، ياربِّ لك الحمدُ كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملكُ وله الحمدُ، يُحي ويميت وهُو على كل شئ قدير، وأشهد أن سيدنا محمداً عبدُ الله ورسولُه، وصَفِيُّهُ مِنْ خلْقه وخليلُه، بلَّغ الرسالةَ، وأدَّى الأمانةَ، ونَصَحَ الأمةَ، وكشف الغُمةَ، وجاهد في الله حتى أتاه اليقين، اللهمّ صلِّ وسلِّمْ وباركْ على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين, وارض اللهم عن العشرة والذين بايعوه تحت الشجره متحدين
    فبالوحدة الإسلامية، والأُخوة الإيمانية سطعتْ شمسُ الإسلامِ على العالم، وامتدتْ فتوحاتُه في الكون وخَضَعتْ له دولٌ وممالك قروناً طويلةً , وبغياب الوحدة الإسلامية والأخوة الإيمانية انحلَّتْ عُرانا، ووهَنَتْ قُوانا، وتداعتْ علينا الأممُ كما تَداعَى الأَكَلَةُ إلى قَصْعَتِها
    والحقُّ أنَّ الأمة الإسلامية تملك من أسباب الوحدة، وأواصر الأخوة، وقوة الإرادة، وإصرار العزيمة ما يجعلها قادرة على تجاوز هذه المحن وتغيير هذا الواقع, وأول خطوة يجب أن نقوم بها في الطريق إلى تحقيق الوحدة والتحقق بها هي تعميق الإحساس والشعور بالأسس والأصول الإيمانية للوحدة الإسلامية من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره. قال تعالى: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُون)
    وقال تعالى: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِير)
    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في تعريف الإيمان: ((أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره)) .
    إنَّ هذه الأسس والأصول أوثق وأكبر ضمان للوحدة المنشودة إلى آخر الدهر، ولهذا يجب تعميق الإحساس والشعور بالوحدة والإخوة الإسلامية
    **الخطوةُ الثانيةُ التي يجب أن نقوم بها في الطريق إلى تحقيق الوحدة والتحقق بها هي العمل على ائتلاف القلوب والمشاعر بالحب والتراحم.
    لقد كان تأليفُ القلوب بابَ الإسلام إلى تحقيق نعمة الوحدة والأخوة بين المؤمنين، ومِنْ ثَمَّ إلى تحقيق النصر على الأعداء
    - قال تعالى: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُون)َ وقال تعالى: (وَإِن يُرِيدُواْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللّهُ هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) .
    - والإسلامُ الذى فعل هذا بالأمس، وأطفأ نار العداوةِ بين الأوس والخزرج، وأنقذ الأمة من شفا حفرة من النار قادرٌ على أن يفعل مثله اليوم لأن ائتلاف القلوب والمشاعرو التواد والتراحم والتعاطف سمة من سمات المؤمنين و خصائص الإيمان.
    -قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مَثَلُ الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعَى له سائرُ الجسد بالسهر والحمى " .
    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"المؤمن يأْلَفُ ويُؤْلَفُ ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف". وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحب لنفسه)) .

    بهذا الحب وبهذا التآلف وبهذا التراحم والتعاطف تتحقق الوحدةُ الإسلامية والأخوةُ الإيمانية، وبغير هذا لا يكون إلا ما ترون من فرقة واختلاف بين الاخوه ووصلت حتى بين الشقاء
    **الخطوة الثالثة التي يجب أن نقوم بها على طريق تحقيق الوحدة الإسلامية والتحقق بها هي إحياءُ الأخوة الحقة التي تثمر الحب والإيثار، والتعاون والتناصر المؤثـر الفَّعـال طاعة لقوله تعـالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُـونَ إِخْوَةٌ ) وقال تعالى: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) .
    وتعالوْا بنا أيها الإخوة المؤمنون نتأملْ صورة المجتمع الإسلامي الأول لنرى كيف بَنَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وحْدَتَهُ الإسلامية وأُخُوَّتَهُ الإيمانية على خُلُق الحب والإيثار. قال تعالى: (لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) . وقد طالبَنا القرآنُ الكريم - أيها الإخوة المؤمنون - بإحكام الوحدة الإسلامية وتأصيلها وتفعيلها بالتآزر والتناصر بين المؤمنين، ولفَتَ أنظارنا إلى أن أعداءنا يوالى بعضُهم بعضا، وحَذَّرنا من التفريط في هذه الموالاة، وبَصَّرنا بالعواقب الوخيمة والنتائج السيئة المترتبة على ترك التناصر والموالاة. قال تعالى: (وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ) .
    وفي الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يَشُدُّ بعضُه بعضا)) . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المسلم أخوا المسلم لا يظلمه ولا يسلمه))
    ** والخطوة الرابعة التي يجب أن نقوم بها في سبيل تحقيق الوحدة الإسلامية والتحقق بها هي أن نتسامَى فوق خلافاتنا، وأن نضرب بها عرض الحائط، وأن نترفع لصالح الإسلام والوحدة الإسلامية والأخوة الإيمانية عن المصالح الشخصية والمنافع الدنيوية والحزبية المقيتة -إنَّ التنازع والاختلاف وفساد ذات البين يُضْعِفُ الأقوياء ويُهْلِكُ الضعفاء، بينما التعاضد والاتحاد وإصلاح ذات البين يَصْنَع النصر المحقق والقوة المرهبة للاعداء ومن خلفهم.
    قال تعالى: (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) .
    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أخبركم بأفضلَ من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إصلاحُ ذاتِ البيْن، فإنَّ فسادَ ذاتِ البيْن هي الحالقة)) . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((دَبَّ إليكم داءُ الأمم قبلكم: الحسدُ والبغضاءُ، هي الحالقة، لا أقول تحلق الشَّعْر ولكن تحلق الدِّين)) .
    **الخطوةُ الخامسة التي يجب أن نقوم بها في سبيل الوحدة الإسلامية والتحقق بها هي أن نتحاشَى الانقسام في شأن أعدائنا، لأن الانقسام في شأنهم يشوه صورتنا، ويضعف قوتنا، ويَصُبُّ في الأخير في مصلحتهم لا في مصلحتنا، ولذلك قال جلَّ شأنه منكراً على المؤمنين اختلافهم في شأن المنافقين : فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللّهُ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً .
    أيها الإخوة المجاهدون: إن الوحدة التي يقيمها الإسلام ليستْ عصبيةً من العصبيات، وليست حزبيه فيها أيُّ تهديد لأي أحد، وإنما هي طريق وسبيل إلى بناء أمة فاضلة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله وتَخْلُفُ نبيها صلى الله عليه وسلم فى إلحاق الرحمة بالعالمين. قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ).
    وقد أعلن رسول الله صلى الله عليه وسلم فى خطبته العالمية يوم حجة الوداع عن اعتدال الإسلام ووسطيته عندما أكد على أن الإنسانية كلها أسرة واحدة: ربُّها واحد، وأبوها واحد فقال: ((إنَّ ربكم واحد وإن أباكم واحد)) .
    نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجزي قيادتنا الحكيمة عنا وعن المسلمين خير الجزاء، وأن يبارك لنا فيهم , بما رحمونا من هذا الاقتتال وعصمونا من اتلدماء ونرجوا من الله أن يسخرهم ويهديهم لأفضل السبل لتخليص هذا البلد من الفرقة والانحلال والاقتتال
    وأن يجعله وسائر بلاد المسلمين سخاءً رخاءً آمناً مطمئناً، إنه سبحانه وتعالى ولي ذلك والقادر عليه.

    التواضـع

    إنَّ المتأملَ في تاريخ الإسلام وانتشارِ دعوتِه في الأرضِ يَجِدُ أنَّ الأخلاقَ الحسنة وفي مقدمتها التواضعُ، وخَفْضُ الجَناحِ للمؤمنين، ولِينُ الجانب كان لها أثرٌ في نَشْرِ الإسلامِ، وتحْبِيبِهِ إلى الناس، وترغيبِهم فيه، والتفافِهم حوْلَه، واعتناقِهم لشرائعه انظر معي أخي المسلم إلى أخلاق السلف الصالح من المسلمين الأوائل
    - قال تعالى فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) وقـال تعالى: (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) وقال تعالى يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ). فالناس جميعاً سواسية، ربهم واحد وأبوهم واحد، فعلاَمَ التكبر؟ وقال تعالى في وصف المؤمنين: أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ . أذلة على المؤمنين: أي عاطفين متواضعين، أعزة على الكافرين: أي أقويـاء متغلبين، ونظيره قوله تعـالى : أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ . وقال رسول الله : ((إنَّ اللهَ أوْحَى إليَّ أنْ تَواضَعُوا حتَّى لا يَفْخَرَ أَحَدٌ على أَحَدٍ، ولاَ يَبْغِيَ أَحَدٌ علَى أَحَدٍ)) .
    ولاَ يَحْسَبَنَّ أَحَدٌ أَنَّ رفعةَ التواضع والمتواضعين تقفُ عند حدود الحياة الدنيا! كَلاَّ، إِنَّ هذه الرفعةَ تتجاوز الدنيا إلى الآخرة، لاَ بلْ إِنَّ الدار الآخرة كُلَّها جعلها اللهُ لأهل التواضع الذين لا يُريدون عُلُوًّا في الأرض ولا فساداً كدأْب فرعونَ وقارونَ وغيرهما مِنْ أهلِ التكبر والتجبر على عباد الله.
    ولقد بين الله ثواب المتواضعين بعد أنْ بيَّن عاقبةَ أهلِ التكبر والتجبر الذين خَسَفَ بهم وبدارهم الأرضَ: تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ . وقال رسول الله : إنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إليَّ وأَقْرَبِكُمْ منِّي مجلساً يومَ القيامةِ أحَاسنكم أخلاقاً، وإنَّ أبغضَكم إليَّ وأبعدَكم مني مجلساً يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون، قالوا: يارسول الله قد علمنا الثرثارين والمتشدقين فما المتفيهقون؟ قال: ((المتكبرون)) ..
    أيها الإخوة المجاهدون: والمتأملُ في سيرة النبي الأعظم والرسولِ الأكرمِ سيدِ ولدِ آدمَ يجدُ صوراً عجيبةً من التواضع تستحقُّ أنْ نقفَ عندها طويلاً لنتعلم كيف نتواضع لله، وكيف نتواضع لأهلنا وفي بيوتنا، وكيف نتواضع لأصحابنا وأحبابنا والناس أجمعين، وكيف نُصلِحُ بالتواضع دنيانا التي فيها معاشُنا وآخرتَنا التي فيها معادُنا.
    - من صور تواضعه نجده يقف بباب ربه بِضَعْفٍ وافتقار، وخُضوعٍ وانكسار، يرجو رحمته ويخشى عذابه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان فيما دعا به رسولُ الله في حجة الوداع: ((اللهم إنك تسمعُ كلامي، وترى مكاني، وتعلمُ سِرِّي وعلانيتي، ولا يَخْفَى عليك شيء من أَمْري، أناَ البائسُ الفقيرُ، المستغيثُ المستجيرُ، الوجِلُ المشفقُ، المقِرُّ المعترفُ بذنبهِ، أسألك مسألةَ المسكين، وأبتهلُ إليك ابتهالَ الذليل، وأدعوكَ دعاءَ الخائفِ الضرير، مَنْ خَضَعَتْ لكَ رَقَبَتُه، وفاضتْ لك عَبْرتُهُ، وذَلَّ لكَ جسدُه ورَغِمَ لكَ أَنْفُه، اللهم لا تجعلْني بدعائكَ ربِّ شقيا، وكُنْ بي رؤوفاً رحيماً، يا خيرَ المسؤولين، ويا خيرَ المعطين)) ..
    أخي المجاهد:
    هكذا يكون التواضُع لله، بالخضوع لعظمته، والتذلل في ساحة عبوديته، والافتقار إلى عفوه ورحمته، والفزع إلى حوله وقوته. وفي الصورة الثانية من صور تواضعه نجده بَشَراً من البشر لاَ يأْنَفُ مِنْ خِدمة أَهْلِهِ وهُوَ سيدُ الأولين والآخرين.
    سُئِلَتْ عائشةُ رضي الله عنها: ((ما كان النبي يَصْنَعُ في بيته؟ قالتْ: كان يكونُ في مِهْنةِ أهلِه " يعني خِدْمَةَ أَهْلِه " فإذا حضرتِ الصلاةُ خرجَ إلى الصلاة)) . وقيل لعائشة رضي الله عنها: ((ماذا كان يعمل رسول الله في بيته؟ قالت: كانَ بَشَراً من البَشَرِ، يَفْلِي ثَوْبَهُ، وَيَحْلُبُ شَاتَهُ، ويَخْدِمُ نَفْسَهُ)) .
    - من صُور تواضعه نجده مع أصحابه كواحد منهم، لا يتكلف ولا يتزمت، بلْ يَتَبَسَّطُ معهم، ولا يترفع عليهم.
    يقول خارجة بن زيدِ بنِ ثابت: دَخَلَ نَفرٌ علَى زيد بن ثابت فقالوا له: حَدِّثْنَا أَحاديثَ رسول الله ، قال: ((ماذا أُحَدِّثُكُمْ، كنتُ جارَه، فكان إذا نَزَلَ عليه الوحيُ بَعَثَ إليَّ فكتبْتُه له، فكان إذا ذَكَرْنَا الدنيا ذكرها معنا، وإذا ذَكَرْنَا الآخرةَ ذكرها معنا، وإذا ذَكَرْنَا الطعامَ ذَكَرَهُ معنا، فكُلُّ هذا أُحَدِّثُكُمْ عن رسول الله )) .
    - من صُور تواضعه نجده  لكمال تواضعه يُفْشي السلامَ على الصبيان، ويعودُ المرضى، ويُشيِّعُ الجنائز، ويُجيبُ الدعوةَ ولو إلى شئ بسيط من الطعام، ويَقْبَلُ الهدية، ويَرْكَبُ الحمارَ، ويمشِي في الأسواق، ويَحْمِلُ متاعَه بنفسه. عن أنس رضي الله عنه أنَّه مرَّ علَى صبيان فسلَّم عليهم، وقال: ((كان النبي يفعله)) .
    - وعنه رضي الله عنه قال: (( كان يَعُودُ المريضَ، ويَتَّبِعُ الجنازة، ويُجيبُ دعوةَ المملوك، ويَرْكَبُ الحمارَ، لقد رأيتُه يومَ خَيْبرَ على حمارٍ خِطامُهُ لِيفٌ)) .
    - من صُور تواضعه نجده يوم الفتح والنصر والظَّفَر يتَنسَّكُ وَيَتَخَشَّعُ ويَضَعُ رأسَهُ تواضُعاً لله. يقول أنس رضي الله عنه: لَمَّا دَخَلَ رسولُ الله  مكة استَشَرَفَهُ الناسُ فَوَضَعَ رَأْسَهُ على رَحْلِهِ تَخَشُّعًا لله وهذه هي السنة النبوية حيث عفى النبي  عن الذين آذوه من المشركين فما بالنا لا نرحم أنفسنا ولا إخواننا المسلمين الذين يصلون معنا في المساجد فأين أخلاق الاسلام العظيم
    وفي رواية: ((وَإنَّ رسولَ الله ليضعُ رأسه تواضعاً لله حين رأى ما أكرمه الله به من الفتح)) . وعن ابن مسعود رضي الله عنه أَنَّ رَجُلاً كَلَّمَ رسولَ الله يوم الفتح فأَخَذتْهُ الرعدة، فقال النبي : ((هَوِّنْ عليكَ فإني لستُ بملكٍ، إنما أنا ابن امرأة من قريش تأكل القديد)) .
    أيها الإخوة المؤمنون: هذا هُوَ التواضعُ الذي أُمِرْنا به، وهذه هي معالمه، وهذه هي صوره ونماذجه المشرقة التي يجب التأسي بها: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا .
    نسأل الله سبحانه وتعالى من فضله أن يجعلنا من عباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً.


    [rams]http://www.momeen.org/up/uploads/50a8235d68.mp3[/rams]
    #########
    يرجى المعذرة فالإعلان عن منتديات أخرى ممنوع
    وأي ملاحظة أو استفسار قسم الشكاوى والإقتراحات ،مفتوح!

  • #2
    بارك الله فيك أخي
    أيها العضو الصديق لا بأس أن تؤيد رأيك بالحجة و البرهان .....

    كما لا بأس أن تنقض أدلتي ، وتزييف مما تعتقد أنك مبطل له
    .....

    لكن هناك أمر لا أرضاه لك أبدا ما حييت ، ولا أعتقد أنه ينفعك
    ؟

    الشتم و السباب

    تعليق


    • #3
      الله يكرمك اخي ويجزيك كل خير

      وياريت تلقي اذان تسمعها

      في حفظ الله وتوفيقه

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيك على الموضوع وجزاك الله كل الخير

        تعليق


        • #5
          بسم الله الرحمن الرحيم
          الحمد لله و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده، و بعد:
          السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

          اللهم رب جبرائيل و ميكائيل و إسرافيلن فاطر السماوات و الأرض أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدنا اهدنا اهدنا إلى الحق الذي اختلف فيه فإنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

          أشكر أخي [المهاجر في الله] على هذا الموضوع القيم و أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك.
          لكن هل سنجد أذنا واعية و عقولا راشدة، و عيون صائبة.

          يا قادة حماس و ياقادة الجهاد الإسلامي و يا قادة فتح، و يا دعاة فلسطين و علمائها، اما آن لكم أن تتحركوا لتميتوا الفتنة و تتوحدوا جميعا على كتاب الله و سنة نبيه -صلى الله عليه و سلم-.

          اللهم و حد صفوف إخواننا في فلسطين واجمع كلمتهم على الكتاب و السنة و في كل مكان -آآآمين يا رب العالمين-.

          و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.
          قال الله تعالى: "وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ".
          قال رسول الله: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله".

          تعليق


          • #6
            بارك الله فيك

            تعليق


            • #7
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


              بارك الله فيك وجزاك كل خير
              لا ترهبنا قوة لا يثنينا حصار..
              إسلامنا رحمة وبركان وإعصار..
              وقوتنا بالله لا إله إلا الله


              اللهم ارزق الشهادة لكل من يتمناها

              تعليق

              يعمل...
              X