إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قصة و فاء ما أعظم ما سمعت أرجو التثبيت

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصة و فاء ما أعظم ما سمعت أرجو التثبيت

    يروي صاحب أحد المواقع الدعويه أنه في محاضره للشيخ عباس بتاوي مغسل الأموات المعروف أنه مرت

    عليه في المحاضره ورقه صغيرة كُتبت بخطٍ غير واضح ، يقول تمكنت من قراءتها بصعوبة بالغة ...

    "فضيلة الشيخ : هل لديك قصة عن أصحاب أو أخوان ... أثابك الله " ..

    كانت صيغة السؤال غير واضحة ، والخط غير جيد...

    سألت صديقي : ماذا يقصد بهذا السؤال ؟

    وضعتها جانباً ، بعد أن قررت عدم قراءتها على الشيخ ...

    ومضى الشيخ يتحدث في محاضرته والوقت يمضي ...

    أذن المؤذن لصلاة العشاء ...

    توقفت المحاضرة ، وبعد الآذان عاد الشيخ يشرح للحاضرين ، طريقة تغسيل وتكفين الميت عملياً ...

    وبعدها قمنا لآداء صلاة العشاء ...

    وأثناء ذلك أعطيت أوراق الأسئلة للشيخ ومنحته تلك الورقة التي قررت أن استبعدها ، ظننت أن المحاضرة قد انتهت ...

    وبعد الصلاة طلب الحضور من الشيخ أن يجيب على الأسئلة ...

    عاد يتحدث وعاد الناس يستمعون ...

    ومضى السؤال الأول والثاني والثالث ...

    هممت بالخروج ، استوقفني صوت الشيخ وهو يقرأ السؤال ...

    قلت : لن يجيب فالسؤال غير واضح ...

    لكن الشيخ صمت لحظة ثم عاد يتحدث ...

    جاءني في يوم من الأيام جنازة لشاب لم يبلغ الأربعين ، ومع الشاب مجموعة من أقاربه ، لفت انتباهي ، شاب في مثل سن الميت يبكي بحرقة ، شاركني الغسيل ، وهو بين خنين ونشيج وبكاء رهيب يحاول كتمانه ، أما دموعه فكانت تجري بلا انقطاع ...

    وبين لحظةٍ وأخرى أصبره وأذكره بعظم أجر الصبر ...

    ولسانه لايتوقف عن قول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، لاحول ولاقوة إلا بالله ...

    هذه الكلمات كانت تريحني قليلاً ...

    بكاؤه أفقدني التركيز ، هتفت به بالشاب ...

    - إن الله أرحم بأخيك منك ، وعليك بالصبر

    التفت نحوي وقال : إنه ليس أخي

    ألجمتني المفاجأة ، مستحيل ، وهذا البكاء وهذا النحيب

    - نعم إنه ليس أخي ، لكنه أغلى وأعز أليّ من أخي ...

    سكت ورحت أنظر إليه بتعجب ، بينما واصل حديثه ...

    - إنه صديق الطفولة ، زميل الدراسة ، نجلس معاً في الصف وفي ساحة المدرسة ، ونلعب سوياً في الحارة ، تجمعنا براءة الأطفال مرحهم ولهوهم ...

    - كبرنا وكبرت العلاقة بيننا ، أصبحنا لا نفترق إلا دقائق معدودة ، ثم نعود لنلتقي ، تخرجنا من المرحلة الثانوية ثم الجامعة معاً ...

    التحقنا بعمل واحد ...

    تزوجنا أختين ، وسكنا في شقتين متقابلتين ...

    رزقني الله بابن وبنت ، وهو أيضاً رُزق ببنت وابن ...

    عشنا معاً أفراحنا وأحزاننا ، يزيد الفرح عندما يجمعنا ، وتنتهي الأحزان عندما نلتقي ...

    اشتركنا في الطعام والشراب والسيارة ...

    نذهب سوياً ونعود سوياً ...

    واليوم ... توقفت الكلمة على شفتيه وأجهش بالبكاء ...

    - يا شيخ هل يوجد في الدنيا مثلنا ...

    خنقتني العبرة ، تذكرت أخي البعيد عني ، لا .. لا يوجد مثلكما ..

    أخذت أردد ، سبحان الله ، سبحان الله ، وأبكي رثاء لحاله ...

    أنتهيت من غسله ، وأقبل ذلك الشاب يقبله ...

    لقد كان المشهد مؤثراً ، فقد كان ينشق من شدة البكاء ، حتى ظننت أنه سيهلك في تلك اللحظة ...

    راح يقبل وجهه ورأسه ، ويبلله بدموعه ...

    أمسك به الحاضرون وأخرجوه لكي نصلي عليه ...

    وبعد الصلاة توجهنا بالجنازة إلى المقبرة ...

    أما الشاب فقد أحاط به أقاربه ...

    فكانت جنازة تحمل على الأكتاف ، وهو جنازة تدب على الأرض دبيباً ...

    وعند القبر وقف باكياً ، يسنده بعض أقاربه ...

    سكن قليلاً ، وقام يدعو ، ويدعو ...

    انصرف الجميع ...

    عدت إلى المنزل وبي من الحزن العظيم ما لا يعلمه إلا الله ، وتقف عنده الكلمات عاجزة عن التعبير ...

    وفي اليوم الثاني وبعد صلاة العصر ، حضرت جنازة لشاب ، أخذت اتأملها ، الوجه ليس غريب ، شعرت بأنني أعرفه ، ولكن أين شاهدته ...

    نظرت إلى الأب المكلوم ، هذا الوجه أعرفه ...

    تقاطر الدمع على خديه ، وانطلق الصوت حزيناً ...

    يا شيخ لقد كان بالأمس مع صديقه ...

    يا شيخ بالأمس كان يناول المقص والكفن ، يقلب صديقه ، يمسك بيده ، بالأمس كان يبكي فراق صديق طفولته وشبابه ، ثم انخرط في البكاء ...

    انقشع الحجاب ، تذكرته ، تذكرت بكاءه ونحيبه ...

    رددت بصوت مرتفع :كيف مات ؟

    - عرضت زوجته عليه الطعام ، فلم يقدر على تناوله ، قرر أن ينام ، وعند صلاة العصر جاءت لتوقظه فوجدته ، وهنا سكت الأب ومسح دمعاً تحدر على خديه ، رحمه الله لم يتحمل الصدمة في وفاة صديقه ، وأخذ يردد : إنا لله وإنا إليه راجعون ...

    - إنا لله وإنا إليه راجعون ، اصبر واحتسب ، اسأل الله أن يجمعه مع رفيقه في الجنة ، يوم أن ينادي الجبار عز وجل : أين المتحابين فيِّ اليوم أظلهم في ظلي يوم لاظل إلا ظلي ...

    قمت بتغسيله ، وتكفينه ، ثم صلينا عليه ...

    توجهنا بالجنازة إلى القبر ، وهناك كانت المفاجأة ...

    لقد وجدنا القبر المجاور لقبر صديقه فارغاً ...

    قلت في نفسي مستحيل : منذ الأمس لم تأت جنازة ، لم يحدث هذا من قبل ...

    أنزلناه في قبره ، وضعت يدي على الجدار الذي يفصل بينهما ، وأنا أردد ، يالها من قصة عجيبة ، اجتمعا في الحياة صغاراً وكباراً ، وجمغت القبور بينهما أمواتاً ...

    خرجت من القبر ووقفت ادعو لهما : اللهم أغفر لهما وأرحمهما ، اللهم واجمع بينهما في جنات النعيم على سرر متقابلين ، في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، ومسحت دمعة جرت ، ثم انطلقت أعزي أقاربهما ...

    انتهى الشيخ من الحديث ، وأنا واقف قد أصابني الذهول ، وتملكتني الدهشة ، لا إله إلا الله ، سبحان الله ، وحمدت الله أن الورقة وصلت للشيخ وسمعت هذه القصة المثيرة ، والتي لو حدثني بها أحد لما صدقتها ...

    وأخذت ادعو لهما بالرحمة والمغفرة ....

    سبحان الله ماأعجب قصتهما رحمهما الله..
    منقوووول
    تعليقي على القصة
    ياااااااااااااااااه

    قصة أفرحتني فعلا
    لأنها أخبرتني أن الدنيا فعلا لازالت بخير
    أخبرتني بأن الصداقة و الوفاء فعلا تعجز الكلمات عن تفسيرهما



    ياااااااااااااااااه
    أفعلا لازلت الدنيا تحمل كل هذا
    أفعلا لازال الإنسان قادرا على الوفاء
    أفعلا هناك من يقدر العشرة و الصداقة
    أهناك من يقدر براءة الطفولة و ذكرياتها إلى الآن
    ياااااااااااااااااااااااه
    كم أتمنى أن أملك هكذا صديق ‍‍‍‍‍‍
    يحويني بكل الحب و الصدق و الوفاء
    فعلا قصة أبكتني
    قصة أثبتت أنني على يقين
    عندما تجرء أحد على سؤالي
    ماذا تعني الصداقة لكِ ؟؟
    فأجبته : عباراتي هي أحقر من أن تصف أو تستوعب معناها
    كلماتي هي أسوء من أن تعطيها حقها
    فأرجوا أن لا تسألني هكذا سؤال
    كي لا أتعدى على هكذا معنى سامي
    أرجو أن لا تسألني هكذا سؤال
    حتى لا أشعر فعلا بمدى عجز لساني عن الإحاطة بها
    و ستظل الصداقة كنز لمن يقدرها فعلا

  • #2
    بارك الله فيك أخي على هذه القصة الرائعة والمؤثرة
    وجزاك الله كل خير

    أبتاهُ فَقْدُكَ مُوْجِعٌ ، أعياني
    وأقضَّ جَفْني ، والأسَى يَغْشَاني
    واذاق قلبي من كؤوس مرارة
    في بحر حزن من بكاي رماني !

    تعليق


    • #3
      بارك الله فيك أخي الحبيب

      قصة رائعة ومؤثرة
      القناعة كنز لا يفنى

      تعليق


      • #4
        قصة رائعة ومؤثرة
        الله يرحمهما يا رب العالمين

        تعليق


        • #5
          بارك الله فيك على الموضوع وجزاك الله كل الخير

          تعليق

          يعمل...
          X