المستعلية او ما يطلق عليهم البهرة . . . النزارية وهي ما يطلق عليه الاغاخانية . . أما سبب هذا الاقتسام فيعود إلى عهد المستنصر بالله الفاطمي عام 487 ه .
نشأة البهرة :
كان للمستنصر بالله الفاطمي عدة أولاد منهم محمد ونزار وعبد الله وإسماعيل وحيدرة وأحمد وكانت الدولة في قبضة بدر الجمالي وزير المستنصر ومن بعده ولده الأفضل .
وكان بدر ولده على مذهب الإمامية مخالفين بذلك مذهب الدولة والعائلة الفاطمية . . وأراد الأفضل تعيين أحمد الأصغر خليفة للمستنصر بعد وفاته وتصدى له نزار الابن الأكبر
للمستنصر . ورفض مبايعة أخاه الأصغر الذي لقب بالمستعلي وفر من وجه الأفضل مخالفة أن يبطش به ولجأ إلى إسكندرية حيث تحالف معه واليها ونظما جيشا غزا الدلتا وتصدى له جيش
الأفضل فأوقع جيش نزار به الهزيمة . إلا أن جيش الأفضل استعاد قوته ودخل موقعة فاصلة مع جيش نزار بالقرب من القاهرة وهزم جيش نزار وفر إلى إسكندرية وتحصن بها
وحاصرها الأفضل برا وبحرا حوالي العام . ثم استسلمت في النهاية وطلب نزار الأمان فأمنه الأفضل . ( 1 )
ويروي المؤرخون أن المستعلي رفض تأمين نزار بعد أن جاءه أسيرا في قبضة الأفضل وحبسه وضيق عليه إلى أن مات . . ( 2 )
وقيل الحسن الصباح زعيم الفرقة الشهيرة بالحشاشين وهو أحد الدعاة الإسماعيلية البارزين في تلك الفرقة . خطب لنزار وعمل على تكوين فرقة له عرفت وقتها بالنزارية . وأرسل بعض أتباعه لإحضار نزار من مصر إلى فارس حيث مقر دعوته . . ( 3 )
وقيل أيضا إن نزار فر من الحصار حول الإسكندرية واتجه إلى الصباح في فارس وتزوج ابنته ونص بالإمامة من بعده على ولده منها . . ( 4 )
ومن المعروف تاريخا أن الحسن الصباح كون فرقة انتحارية هدفها تصفية كل معارضي دعوته . وكان من ضحاياه الوزير نظام الملك وزير ألب أرسلان وملك شاه من ملوك السلاجقة . وقد حاولوا قتل الخليفة الآمر بأحكام الله ابن المستعلي في عام 524 ه .ويذكر أن هذه الفرقة الانتحارية أصابت المجتمع السلجوقي بالرعب حيث كانت غارات الفدائيين الإسماعيليين لا تنقطع عن السلاجقة . . وكما تذكر كتب التاريخ فقد كان
الحسن الصباح على درجة كبيرة من الفقه وقد دون عقائده في كتب . فهو من ثم الذي أعطى الدفعة الفكرية الأولى لاتجاه النزارية وعمل على نشره في بلاد فارس وما ورائها . وتمكن
من الاستيلاء على بعض القلاع الواقعة على بحر قزوين منها قلعة الموت الحصينة التي اتخذوها مقرا له ولأتباعه . وبدأ يشكل خطورة على السلاجقة الذين كانوا يسيطرون على فارس . والعباسيين في بغداد . . ( 5 )
لقد أدى الخلاف حول أحقية الإمامية من بعد المستنصر إلى انقسام فرقة الإسماعيلية وانتقل هذا الخلاف إلى الهند التي كانت قد وصلتها دعوة الشيع من قبل ظهور الفاطميين عن طريق اليمن . ثم عن طريق البحرين بعد ظهور الفاطميين . .
واتجه شيعة الهند القدامي إلى تبني الدعوة المستعلية وأصبح يطلق عليهم اسم البهرة . وهي كأمة تعني بالعربية : تاجر . . وربما كان سبب ظهور كلمة البهرة وإطلاقها على اتجاه
المستعلية يعود سببه إلى العلاقات التجارية التي تربط هؤلاء الهنود الشيعة بمصر واليمن . . من هذا ارتبطت المستعلية بمصر ارتباطا روحيا لكونها تمثل قاعدة الفاطميين وبها مراقد
أئمتهم وآثارهم . بينما أخذت النزارية طابعا إقليميا وحصرت نفسها في محيط الهند ولم تعد ترتبط بمصر ذلك الارتباط الروحي الذي يوجب عليها الهجرة إليها كما هاجرت فرقة المستعلية . . ( 6 )
وقد انقسمت المستعلية في الهند إلى طائفتين : داودية . وسليمانية . نسبة إلى أسماء اثنين من كبار دعاتهم . والذين يأتون إلى مصر ينتسبون إلى داودية . ( 7 )
ويحتفظ البهرة في الهند بكثير من الكتب الفاطمية التي نقلت إليها من اليمن ومصر خاصة بعد سقوط الدولة الفاطمية وما لحق بتراث الفاطميين من تدمير وإحراق على يد صلاح الدين . ومن بين هذا الكتب السجلات المستنصرية ودعائم الإسلام للقاضي النعمان وهو كتاب الفقه الأساس عند طائفة البهرة وفد تم طبع كلا الكتابين في مصر . . ( 8 )
[تحرير] شبهات حول البهرة
هناك كثيرا من الشبهات أثيرت من حول البهرة في الفترة الأخيرة ضمن حملة قادتها بعض الأطراف المعادية للشيعة . . ( 10 ) ومن هذه الشبهات ما يثار حول دور البهرة في مصر
والأهداف التي جاءوا لتحقيقها فيها . وما يثار حول عقائدهم وحقيقة مذهبهم . وما يثار حول تعديهم على الآثار . ومثل هذه الشبهات إنما كانت لها أبعادها السياسية خاصة في فترة
الحرب العراقية الايرانية حين كانت الحرب على أشدها على الشيعة وإيران . . وقد حاول البعض إثارة الحكومة على البهرة وطردهم من مصر . إلا أن الحكومة على ما يبدو راضية
عليهم ومطمئنة إلى وجودهم بمصر . ولم تظهر أية بوادر من البهرة تستفز الحكومة أو تثير جهاز الأمن عليهم . وكلا الطرفين يتعامل مع الآخر وفق حدود مرسومة . .
أما بخصوص معتقداتهم فهم يدينون بالمذهب الإسماعيلي كما ذكرنا ويمثلون الجانب المعتدل منه . . وهم في عبادتهم وشعائرهم لا يختلفون عن الإمامية في شئ .
إلا أنهم يختلفون مع الشيعة الإمامية في قضية الإمامة . وهم يعترفون بستة من الأئمة الاثنى عشر فقط من الإمام علي حتى جعفر الصادق . ويأخذون بقية أئمتهم من سلالة إسماعيل ابن
الإمام جعفر الصادق الذي توفي في حياته . ولأجل ذلك سميت الطائفة بالشيعة الإسماعيلية تمييزا لها عن الشيعة الإمامية التي تعتقد بوصية الإمام جعفر لإبنه موسى الكاظم الإمام السابع الذي لا تعترف به الإسماعيلية كما ذكرنا . . ( 11 )
وطائفة البهرة في مصر ترتبط بعلاقات وثيقة مع الحكومة . وإمام الطائفة كان على علاقة بالسادات وحسني مبارك اليوم . كما أن لهم علاقات وثيقة بوزارة الأوقاف وقد تبرعوا لها بملايين الدولارات . . ( 12 )
[تحرير] هوامش
( 1 ) أنظر النجوم الزاهرة وخطط المقريزي وشذرات الذهب واتعاظ الحنفا والكامل .
( 2 ) أنظر المراجع السابقة . . والمستنصر للدكتور عبد المنعم الماجد . .
( 3 ) أنظر المراجع السابقة . .
( 4 ) أنظر المراجع السابقة . .
( 5 ) أنظر ترجمة الحسن الصباح في وفيات الأعيان والبداية والنهاية وكتب الفرق . .
( 6 ) أنظر المستنصر ومقدمة كتاب دعائم الإسلام المطبوع في مصر تحقيق آصفي بن علي أصغر فيضي . وقد تعاون مع أصغر في هذا الكتاب كثير من المفكرين والأساتذة في مقدمتهم الدكتور طه حسين وهو الذي زكى الكتاب لدى دار
المعارف . وعمل فهارس هذا الكتاب محمد فؤاد عبد الباقي ومن عجائب القدر أن باحثا هنديا ( أصغر ) يعيد إلى مصر كتابا من أقدم كتبها فقد منها واحتفظ به بأمانة في بلاد بعيدة عنها وهي بلاد الهند . .
( 7 ) البهرة الداودية هم الأغلبية . انظر مقدمة دعائم الإسلام . .
( 8 ) أنظر المستنصر ودعائم الإسلام . .
( 9 ) أنظر أهل القبلة كلهم موحدون للأستاذ محمد زكي إبراهيم . من المطبوعات العشيرة المحمدية . .
( 10 ) قادت هذه الحملة صحيفة الأحرار التي تصدر عن حزب الأحرار في مصر . .
( 11 ) أنظر كتاب الفرق . وتاريخا لشيعة . .
( 12 ) أهدى الأزهر الدكتوراه الفخرية لسلطان البهرة .
نشأة البهرة :
كان للمستنصر بالله الفاطمي عدة أولاد منهم محمد ونزار وعبد الله وإسماعيل وحيدرة وأحمد وكانت الدولة في قبضة بدر الجمالي وزير المستنصر ومن بعده ولده الأفضل .
وكان بدر ولده على مذهب الإمامية مخالفين بذلك مذهب الدولة والعائلة الفاطمية . . وأراد الأفضل تعيين أحمد الأصغر خليفة للمستنصر بعد وفاته وتصدى له نزار الابن الأكبر
للمستنصر . ورفض مبايعة أخاه الأصغر الذي لقب بالمستعلي وفر من وجه الأفضل مخالفة أن يبطش به ولجأ إلى إسكندرية حيث تحالف معه واليها ونظما جيشا غزا الدلتا وتصدى له جيش
الأفضل فأوقع جيش نزار به الهزيمة . إلا أن جيش الأفضل استعاد قوته ودخل موقعة فاصلة مع جيش نزار بالقرب من القاهرة وهزم جيش نزار وفر إلى إسكندرية وتحصن بها
وحاصرها الأفضل برا وبحرا حوالي العام . ثم استسلمت في النهاية وطلب نزار الأمان فأمنه الأفضل . ( 1 )
ويروي المؤرخون أن المستعلي رفض تأمين نزار بعد أن جاءه أسيرا في قبضة الأفضل وحبسه وضيق عليه إلى أن مات . . ( 2 )
وقيل الحسن الصباح زعيم الفرقة الشهيرة بالحشاشين وهو أحد الدعاة الإسماعيلية البارزين في تلك الفرقة . خطب لنزار وعمل على تكوين فرقة له عرفت وقتها بالنزارية . وأرسل بعض أتباعه لإحضار نزار من مصر إلى فارس حيث مقر دعوته . . ( 3 )
وقيل أيضا إن نزار فر من الحصار حول الإسكندرية واتجه إلى الصباح في فارس وتزوج ابنته ونص بالإمامة من بعده على ولده منها . . ( 4 )
ومن المعروف تاريخا أن الحسن الصباح كون فرقة انتحارية هدفها تصفية كل معارضي دعوته . وكان من ضحاياه الوزير نظام الملك وزير ألب أرسلان وملك شاه من ملوك السلاجقة . وقد حاولوا قتل الخليفة الآمر بأحكام الله ابن المستعلي في عام 524 ه .ويذكر أن هذه الفرقة الانتحارية أصابت المجتمع السلجوقي بالرعب حيث كانت غارات الفدائيين الإسماعيليين لا تنقطع عن السلاجقة . . وكما تذكر كتب التاريخ فقد كان
الحسن الصباح على درجة كبيرة من الفقه وقد دون عقائده في كتب . فهو من ثم الذي أعطى الدفعة الفكرية الأولى لاتجاه النزارية وعمل على نشره في بلاد فارس وما ورائها . وتمكن
من الاستيلاء على بعض القلاع الواقعة على بحر قزوين منها قلعة الموت الحصينة التي اتخذوها مقرا له ولأتباعه . وبدأ يشكل خطورة على السلاجقة الذين كانوا يسيطرون على فارس . والعباسيين في بغداد . . ( 5 )
لقد أدى الخلاف حول أحقية الإمامية من بعد المستنصر إلى انقسام فرقة الإسماعيلية وانتقل هذا الخلاف إلى الهند التي كانت قد وصلتها دعوة الشيع من قبل ظهور الفاطميين عن طريق اليمن . ثم عن طريق البحرين بعد ظهور الفاطميين . .
واتجه شيعة الهند القدامي إلى تبني الدعوة المستعلية وأصبح يطلق عليهم اسم البهرة . وهي كأمة تعني بالعربية : تاجر . . وربما كان سبب ظهور كلمة البهرة وإطلاقها على اتجاه
المستعلية يعود سببه إلى العلاقات التجارية التي تربط هؤلاء الهنود الشيعة بمصر واليمن . . من هذا ارتبطت المستعلية بمصر ارتباطا روحيا لكونها تمثل قاعدة الفاطميين وبها مراقد
أئمتهم وآثارهم . بينما أخذت النزارية طابعا إقليميا وحصرت نفسها في محيط الهند ولم تعد ترتبط بمصر ذلك الارتباط الروحي الذي يوجب عليها الهجرة إليها كما هاجرت فرقة المستعلية . . ( 6 )
وقد انقسمت المستعلية في الهند إلى طائفتين : داودية . وسليمانية . نسبة إلى أسماء اثنين من كبار دعاتهم . والذين يأتون إلى مصر ينتسبون إلى داودية . ( 7 )
ويحتفظ البهرة في الهند بكثير من الكتب الفاطمية التي نقلت إليها من اليمن ومصر خاصة بعد سقوط الدولة الفاطمية وما لحق بتراث الفاطميين من تدمير وإحراق على يد صلاح الدين . ومن بين هذا الكتب السجلات المستنصرية ودعائم الإسلام للقاضي النعمان وهو كتاب الفقه الأساس عند طائفة البهرة وفد تم طبع كلا الكتابين في مصر . . ( 8 )
[تحرير] شبهات حول البهرة
هناك كثيرا من الشبهات أثيرت من حول البهرة في الفترة الأخيرة ضمن حملة قادتها بعض الأطراف المعادية للشيعة . . ( 10 ) ومن هذه الشبهات ما يثار حول دور البهرة في مصر
والأهداف التي جاءوا لتحقيقها فيها . وما يثار حول عقائدهم وحقيقة مذهبهم . وما يثار حول تعديهم على الآثار . ومثل هذه الشبهات إنما كانت لها أبعادها السياسية خاصة في فترة
الحرب العراقية الايرانية حين كانت الحرب على أشدها على الشيعة وإيران . . وقد حاول البعض إثارة الحكومة على البهرة وطردهم من مصر . إلا أن الحكومة على ما يبدو راضية
عليهم ومطمئنة إلى وجودهم بمصر . ولم تظهر أية بوادر من البهرة تستفز الحكومة أو تثير جهاز الأمن عليهم . وكلا الطرفين يتعامل مع الآخر وفق حدود مرسومة . .
أما بخصوص معتقداتهم فهم يدينون بالمذهب الإسماعيلي كما ذكرنا ويمثلون الجانب المعتدل منه . . وهم في عبادتهم وشعائرهم لا يختلفون عن الإمامية في شئ .
إلا أنهم يختلفون مع الشيعة الإمامية في قضية الإمامة . وهم يعترفون بستة من الأئمة الاثنى عشر فقط من الإمام علي حتى جعفر الصادق . ويأخذون بقية أئمتهم من سلالة إسماعيل ابن
الإمام جعفر الصادق الذي توفي في حياته . ولأجل ذلك سميت الطائفة بالشيعة الإسماعيلية تمييزا لها عن الشيعة الإمامية التي تعتقد بوصية الإمام جعفر لإبنه موسى الكاظم الإمام السابع الذي لا تعترف به الإسماعيلية كما ذكرنا . . ( 11 )
وطائفة البهرة في مصر ترتبط بعلاقات وثيقة مع الحكومة . وإمام الطائفة كان على علاقة بالسادات وحسني مبارك اليوم . كما أن لهم علاقات وثيقة بوزارة الأوقاف وقد تبرعوا لها بملايين الدولارات . . ( 12 )
[تحرير] هوامش
( 1 ) أنظر النجوم الزاهرة وخطط المقريزي وشذرات الذهب واتعاظ الحنفا والكامل .
( 2 ) أنظر المراجع السابقة . . والمستنصر للدكتور عبد المنعم الماجد . .
( 3 ) أنظر المراجع السابقة . .
( 4 ) أنظر المراجع السابقة . .
( 5 ) أنظر ترجمة الحسن الصباح في وفيات الأعيان والبداية والنهاية وكتب الفرق . .
( 6 ) أنظر المستنصر ومقدمة كتاب دعائم الإسلام المطبوع في مصر تحقيق آصفي بن علي أصغر فيضي . وقد تعاون مع أصغر في هذا الكتاب كثير من المفكرين والأساتذة في مقدمتهم الدكتور طه حسين وهو الذي زكى الكتاب لدى دار
المعارف . وعمل فهارس هذا الكتاب محمد فؤاد عبد الباقي ومن عجائب القدر أن باحثا هنديا ( أصغر ) يعيد إلى مصر كتابا من أقدم كتبها فقد منها واحتفظ به بأمانة في بلاد بعيدة عنها وهي بلاد الهند . .
( 7 ) البهرة الداودية هم الأغلبية . انظر مقدمة دعائم الإسلام . .
( 8 ) أنظر المستنصر ودعائم الإسلام . .
( 9 ) أنظر أهل القبلة كلهم موحدون للأستاذ محمد زكي إبراهيم . من المطبوعات العشيرة المحمدية . .
( 10 ) قادت هذه الحملة صحيفة الأحرار التي تصدر عن حزب الأحرار في مصر . .
( 11 ) أنظر كتاب الفرق . وتاريخا لشيعة . .
( 12 ) أهدى الأزهر الدكتوراه الفخرية لسلطان البهرة .
تعليق