إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المثقف أول من يقاوم وآخر من ينكسر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المثقف أول من يقاوم وآخر من ينكسر

    بسم الله الرحمن الرحيم

    المثقف أول من يقاوم وآخر من ينكسر
    حظيت كلمة ثقافة بما لم تحظَ به كلمات كثيرة من الاختلاف الكثير والمتنوع حول تعريفها ، وما ذلك إلا لأهميتها وعظم تأثيرها في المجتمع وتقدمه ، فقاموس لسان العرب يقول" يقال ثقف الشئ- وهو سرعة التعلم "، أما العالم ابن دريد فيقول: يقفت الشئ خدمته ، فيما يقول العلامة فريد وجدي في دائرة معارف القرن العشرين (ثقف يثقف ثقافة) فطن وحذق، وفي عصر النهضة تم تعريف الثقافة على أنها مجموع ثمرات الفكر ميادين الفن والفلسفة والعلم والقانون ...الخ، ليستقر الخلاف أخيرا بين مدرستين الأولى : المدرسة الغربية التي ترى أن الثقافة هي ثمرة الفكر، والثانية المدرسة الماركسية التي ترى أن الثقافة في جوهرها ثمرة المجتمع ، هذا التنوع والاهتمام باتجاه تعريف محدد للثقافة يعكس الأهمية والتأثير الذي تتمتع به الثقافة على حياة الإنسان وفكره وتطوره ورقيه .
    أهمية الثقافة في تكوين المجتمع وبناء حضارته تعكس الأهمية والخصوصية التي يجب أن يتميز بها المثقف الواعي بمصالح شعبه وأمته ، المدرك لحضوره المخاطر والأزمات والمؤامرات التي تحاك لها ، ولأهداف الأعداء المحيطين بها والمتربصين بها الدوائر للانقضاض عليها ونهش جسمها الطاهر مثلما تتداعي الأكلة على قصعتها كما اخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم ، فهذا المثقف الذي يبذل جهده وما ينكل من وقت وصحة لمعرفة الحق والباطل والخير الشر والضار والنافع ، سيكون بكل تأكيد أول من يدرك الظلم الذي يقع على أمته وشعبه ، ولديه وحده القدرة على نقل هذه المعرفة إلى الآخرين ، ودفعهم للشعور والحساس بهذا الظلم ، شعوراً واحساسأً يولد الثورة في نفوسهم ، ويدفعهم إلى مواجهته وتحمل الأعباء المترتبة على تلك المواجهة ، فكما هو مؤكد ومقرر في علم النفس والاجتماع انه لا تكفي المعرفة بالظلم لكي تتولد الثورة عليه والاستعداد لها ، بل لابد من الشعور والإحساس العقلي والقلبي بهذا الظلم للتفاعل معه والثورة ضده .
    إدراك المثقف للظلم الوقع عليه وعلى أمته ، وشعوره به وتفاعل احاسسيه معه سيدفع به حتماً لان يكون أول من يقاوم ويرفع راية المقاومة ضد هذا الظلم ، كما أن هذا الإدراك والشعور سيفرض عليه أن يكون آخر من ينكسر في المواجهة مع الظلم والظالمين ، ولن يفت في عضده وفي مواجهته انكسار وتساقط الآخرين على طريق المقاومة والمواجهة ، على اختلاف أسباب الانكسار والتساقط لديهم بدءا من المصالح الشخصية والخاصة وليس انتهاء بالحسابات المادية لموازين القوى والمحصلة الربح والخسارة ، فهذه الاعتبارات تصبح عديمة الجدوى والتأثير أمام الشعور والإحساس بالظلم الذي تفاعل معه العقل والقلب والوجدان، خاصة إذا تم دعم وتأكيد ذلك بجملة من المبادئ والقيم المرتكزة على عقيدة الأمة ودينها تاريخها .
    ومن هنا لابد للتاريخ المنصف والعادل أن يسجل هذه الومضة الفكرية الرائعة للشهيد الدكتور فتحي الشقاقي عندما طرح شعار " المثقف أول من يقاوم وأخر من ينكسر" ، وحاول بجهده المتواضع أن يصنع في أمته عموماً وشعبه الفلسطيني خصوصاً جيلاً يتميز أبناؤه بصفة الثقافة والوعي التي تجعل منهم تجسيداً حياً وواقعياً لهذا الشعار .
    ولكي يؤدي المثقف دوره الحقيقي كما ينبغي له أن يكون يجب عليه :
    1- يلتصق بالجماهير ويعيش همومها وآمالها ، ليكون بذلك اصدق لسان في التعبير عن هذه الهموم والآمال ، ليكون بذلك متميزاً عن أدعياء الثقافة والتثقيف من طبقة المفكرين والمثقفين ، الذين يكتبون من داخل الغرف الفارهة والمكيفة جلوسا على كراسي وثيرة ومكاتب فاخرة ، طبقاً لتصوراتهم الخيالية وبعيداً عن ارض الواقع ومحل الصراع .
    2- يتميز بالتواضع الذي يؤهله الاقتراب من الجماهير وتحسس همومها ومشاكلها ، بعد أن يؤهله لان تفتح له الجماهير قلوبها وعقولها لتبيح له بكل ما يخالجها ويعتلج فيها .

    3- يقبل الآخر ويحترم رأيه مهما كان مخالفاً لرأيه وتصوره ، فهذا يمكنه من غربلة الأفكار والحلول المطروحة لانتقاء الأفضل منها ، ومحققاً بذلك قول المصطفى عليه الصلاة والسلام "الحكمة ضالة المؤمن ، أنى وجدها فهو أحق الناس بها " ، كما أن ذلك يمكنه والآخرين من تفعيل الطاقة القصوى للتفكير والإبداع الخلاق لديهم .


    4- يحقق في نفسه الشعور بالظلم والإحساس به والتفاعل معه قلبياً ووجدانياً ليرتسم ذلك مولداً ثوره حقيقية بين ثنايا أفكاره التي يبدعها عقله الموصول بقلبه ووجدانه .
    مثل هذا المثقف سيتمكن من إيصال كل كلماته وأفكاره إلى عقول وقلوب الجماهير لتفعل بها فقل السحر الحفي الذي يدفع بها قدما نحو مجابهة الباطل والظلم ، دونما تفكير بــ أو حساب موازين القوى المادية واختلافها أو محصلة الربح والخسارة المترتبة على نتائج تلك المجابهة ، ذلك التفكير والحساب إذا ما استبدل بقوم فانه يخلد بهم إلى الأرض ويتركهم نهشاً لملذات الحياة الدنيا وشهواتها ، ومن ثم نهشً لأعدائهم الذين سيتكالبون عليهم كما تتكالب الاكله على قصعتها .
    كما أن هذا المثقف لن يتوقف عند تأليف الجمل والعبارات وحياكة الخطب الرنانة والشعارات البراقة ، بل سنجده يتقدم الصفوف لمواجهة الظلم والعدوان مقدما للآخرين القدوة المنشودة في أي مجتمع تعرض للظلم والاضطهاد لكي يثور عليه ويبدع في مواجهته بعد الصمود فيها .
    المتتبع لصفحات تاريخنا الإسلامي الناصعة والمدقق فيها بعين البصيرة الثاقبة ، سيجدها مليئة بالنماذج الحية التي جسدت الصورة الحقيقية والصادقة للمثقف السابق الحديث عنها ، سواء كان ذلك النموذج على هيئة عالم مجاهد أو شيخ ثائر أو بطل فذ مقدام وصلولاً إلى أرقى وأسمى تلك الهيئات ، الشهد والاستشهادي التي يزخر بها تاريخنا المجيد .

  • #2
    بارك الله بك , شكراً أخي الكريم

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم

      انا بشكرك كتير على الموضوع القيم

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيك وجزاك الله كل خير
        موضوع قيم
        وستبقى كلمات شهيدنا ومعلمنا الفارس
        في الذاكرة طالما حيينا
        وللشقاقي منا سلام

        أبتاهُ فَقْدُكَ مُوْجِعٌ ، أعياني
        وأقضَّ جَفْني ، والأسَى يَغْشَاني
        واذاق قلبي من كؤوس مرارة
        في بحر حزن من بكاي رماني !

        تعليق


        • #5
          بارك الله فيك أخي

          تعليق


          • #6
            مشكور أخي الكريم
            [foq][all1=FF0000][a7la1=FFFF00]أسد السرايا وأسد فلسطين[/a7la1][/all1][/foq]

            تعليق


            • #7
              كيف لى ان اقراء عنوان كان يردده دكتورنا ابا ابراهيم
              ولا ادخل لقرئة
              بارك الله فيك اخى على الموضوع الطيب

              ان ينصركم الله فلا غالب لكم

              تعليق


              • #8
                بارك الله فيك وجزاك الله كل خير
                موضوع قيم
                القناعة كنز لا يفنى

                تعليق

                يعمل...
                X