أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في شبكة حوار بوابة الاقصى، إذا كنت تمتلك عضوية لدينا مسبقا وتواجه مشكلة في تسجيل الدخول لها يرجى الإتصال بنا،إذا لم تكن تمتلك عضوية لدينا مسبقا يشرفنا أن تقوم بالتسجيل معنا
إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
كلمة الأخ المجاهد الدكتور رمضان عبد الله شلح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي التي ألقاها عبر الهاتف في عزاء الشهيد القائد أبو الوليد، خالد الدحدوح بغزة، مساء الجمعة الموافق 3-3-2006م
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الخلق والمرسلين، إمام المجاهدين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على هديه إلى يوم الدين، أما بعد..
إلى أهلنا الصامدين الصابرين في فلسطين الحبيبة.. في غزة الجهاد والمقاومة.. وفي حي الزيتون البطل، حي الصمود والملاحم.. إلى آل الدحدوح الكرام منجبي القادة والأبطال.. وإلى أبناء الجهاد والمقاومة البواسل.. إلى فرسان سرايا القدس وكل الكتائب وسائر الأجنحة العسكرية لقوى شعبنا، أقول: عظّم الله أجركم، وبارك لكم بشهادة القائد البطل، علم الجهاد ونورها الساطع، فارس سرايا القدس المغوار، الشهيد القائد أبو الوليد خالد الدحدوح..
أخي أبا الوليد.. كل الكلمات التي يمكن أن تقال في وداعك أصغر منك.. أصغر من قامتك الفارعة.. ومن هامتك التي لم تنحنِ إلا لله عز وجل. فباسم أمتك الثكلى وشعبك المجروح.. باسم أهلك وإخوانك ورفاق دربك وكل الذين عرفوك فأحبوك ومازالوا يبكونك دمعة في عيونهم، وجمرة في قلوبهم.. باسم هؤلاء جميعاً لا نملك أمام فاجعة رحيلك إلا أن نقول "إنا لله وإنا إليه راجعون".
راجعٌ أنت أبا الوليد.. راجعٌ إلى نبع الحياة الأول.. راجعٌ إلى مقعد صدق عند مليك مقتدر.. راجع لتطل علينا من منتهى عروجك.. ومن عليائك وشموخك لا لتستقيل من موقعك في قيادة سراياك، سرايا القدس، بل لتكون أكثر حضوراً، وأكثر شموخاً، وأكثر عطاء وأكثر إشراقاً.. لتكون شمس الجهاد الساطعة في قلب كل مقاتل في سرايا القدس، وفي قلب كل شبل في جيش القدس، وفي قلب كل مجاهد في الكتائب وفي لجان المقاومة.. وفي ضمير كل حر وشريف في هذا الشعب العظيم الذي أحبك فخرج عن بكرة أبيه في وداعك بالأمس، لأنك أحببت فلسطين، وسلكت طريق الجهاد من أجل تحريرها، لا لمغنم، ولا لدنيا، ولا منصب ولا جاه، بل لنصرة الحق، تحت راية الإسلام، راية التوحيد، راية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فكنت قائد سراياه وسرايا مسراه، سرايا القدس، في غزة هاشم البطلة.
أخي أبا الوليد، لقد ظنوا أنهم باغتيالك يغتالون الجهاد والمقاومة.. ظنوا أنهم بتصفيتك يصفّون الجهاد ويكسرون شوكته.. لكنهم، بغبائهم وعمى بصيرتهم، لم يتعلموا الدرس، ولم يفهموا بعد هذا التاريخ الطويل من الصراع، سر هذا الشعب العظيم.. الشعب الذي تطهره نار المقاومة، ويستنهضه الدم؛ فيعطي بلا حدود.. لم يفهموا سر حركة الجهاد وقصتها مع الدم والشهادة!!
إن حركة يستشهد مؤسسها وأمينها العام الأول، وتقدم كل يوم على مذبح الفداء والشهادة خيرة أبنائها وقادتها وفلذات أكبادها، فوجاً بعد فوج، لا يمكن أن تنكسر، ولا يمكن أن تركع أو تنحني لغير الله عز وجل..
قد يجفُ أو ينضبُ نهر لكن نهرٌ الجهاد لا ينضب! قد تتعب خيلٌ في كل الأرض لكن خيول فلسطين لا تتعب! فيا أبناء فلسطين الأحرار.. يا أبناء الجهاد البواسل.. يا أبناء سرايا القدس الأبطال..
نعم، إن مصابنا في أبي الوليد كبير، لكن عزاءنا ورجاءنا في شعبنا المعطاء أكبر..
وصيتي التي أسطرها لكم بدم القائد أبي الوليد، أن تكونوا جميعاً أبا الوليد..
قتلوه لأنه قائدٌ علم في سرايا القدس، فالرد الأوجب والأوجع والأبلغ أن يكون كل واحد منكم قائداً في السرايا.. لتملأوا مكانه الكبير؛ كي تستمر المسيرة وتمضي القافلة، قافلة الجهاد والمقاومة، حاديها صوت الرصاص وانفجارات الاستشهاديين الأبطال.. وهاديها ومناراتها في ليل الهزيمة الدامس دم الشهداء الأطهار..
دم فتحي الشقاقي، ودم أحمد ياسين، وعبد العزيز الرنتيسي، ودم أبو عمار وأبو جهاد وأبو علي مصطفى.. دم يحيى عياش، ومحمود طوالبة، وعماد عقل، وإياد صوالحة، ومحمد سدر، وهبة دراغمة، وهنادي جرادات، دم لؤي السعدي، ونضال أبو سعده، وأحمد رداد، ومقلد حميد، وبشير الدبش، ومحمد الشيخ خليل، ومحمود جودة، وعزيز الشامي، وشادي مهنا، وعدنان بستان، وجهاد السوافيري، دم أيمن الدحدوح، وأمين الدحدوح الذي عانق في ذكرى استشهادهم دم القائد أبي الوليد ليجتمع شمل الفرسان في جنة الخلد بإذن الله..
العهد العهد للشهداء الأبرار أن نسير على خطاهم، ونحافظ من بعدهم على ما استشهدوا من أجله.. فلن نساوم على قطرة من دمائهم، ولا على حبة من تراب فلسطين.. ومهما كانت التحديات والمغريات، فلن نبدل ولن نغير طريقنا، طريق الجهاد والمقاومة حتى النصر والتحرير بإذن الله..
تعليق