إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أمراض السلوك

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أمراض السلوك


    أمراض السلوك

    في الإسلام يرتبط السلوك ارتباطا وثيقا بالعقيدة . ذلك أن مقتضى العقيدة هو الالتزام بما أنزل الله . وما أنزل الله يشمل الحياة كلها بجميع جوانبها ، وكل شيء في حياة الإنسان داخل بالضرورة في أحد الأبواب الخمسة التي تشملها الشريعة ، فهو إما حرام وإما حلال وإما مباح وإما مستحب وإما مكروه . ومن ثم ينطبق قوله تعالى الذي أشرنا إليه آنفا ( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي ) ، ينطبق على واقع الحياة كله . وكل مخالفة لما أنزل الله هي نقص في الإيمان . فالإيمان يزيد وينقص . يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي ، وقد ينتقض انتقاضا كاملا من أصوله إذا أتى الإنسان أعمالا معينة ، يعرفها الفقهاء لا مجال هنا للخوض فيها ، إنما نثبت فقط هذه الحقيقة وهي أن قول المرجئة : إن كفر العمل – على إطلاقه – لا يخرج من الملة . غير صحيح ! فالسجود إلى الصنم عمل وهو مخرج من الملة ، وسب الرسول صلى الله عليه وسلم عمل ، وهو مخرج من الملة ، وإهانة المصحف عمل ، وهو مخرج من الملة ، والتشريع بغير ما أنزل الله عمل ، وهو مخرج من الملة ، وموالاة الأعداء ومناصرتهم على المسلمين عمل ، وهو مخرج من الملة .
    ونعود إلى أصل القضية ، وهي ارتباط السلوك بالعقيدة في الإسلام ، بحيث لا يند عنها عمل واحد يأتيه الإنسان بوعيه وإرادته : " حتى اللقمة التي ترفعها إلى في زوجتك كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( ) ، وحتى ما يبدو أحيانا أنه عمل أرضي بحت . يقول عليه الصلاة والسلام : " وإن في يضع أحدكم لأجرا . قالوا : إن إحدنا ليأتي زوجه شهوة منه ثم يكون له عليها أجر ؟ قال : أرأيت لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر ؟ فإذ وضعها في حلال فله عليها أجر " .
    ومن ثم يكون المؤمن الحق على ذكر دائم لربه في كل لحظة من لحظات وعيه :
    ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ، الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ ) .
    أي في جميع أحوالهم ..
    وليس معنى ذلك أن المؤمن الحق لا يسهو ولا ينسى ولا يخطئ .. فكل بني آدم خطاء كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولكن المؤمن حين يسهو أو ينسى أو يخطئ لا يلج في الغواية ، إنما يعود فيذكر ربه ويستغفر :
    ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ، أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ) .
    فالاستغفار سلوك متصل بالعقيدة يمحو الله به السيئات ..
    وهكذا يكون المؤمن – فـي جميع أحواله – في دائرة العقيدة ، بفكره ومشاعره وسلوكه .
    وخلاصة القول أن المعاصي نقص في الإيمان ، وإن كان صاحبها لا يخرج من الملة إلا إذا استحلها ، وإذا كانت معصيته من النوع الذي يخرج صاحبه من الملة .
    وفي مسيرة الأمة الإسلامية تكاثرت – مع مضي الزمن – المعاصي الدالة على نقص الإيمان ( والمزيلة للإيمان في بعض الأحيان ) وإن كان خط السير كان دائم التذبذب بين الصعود والهبوط . ولكنه في القرنين الآخرين وصل إلى حضيض لم يصل إليه قط من قبل .
    والهبوط وكثرة المعاصي ليس أمرا من لوازم الحياة البشرية التي لا فكاك منها ..
    فلئن كان التفلت من التكاليف والميل مع الشهوات نقطة ضعف في الكيان البشري ، فقد وضع الله لها علاجا شافيا في منهجه الرباني ، حيث قال سبحانه :
    ( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ) .
    والتذكير ليس كله وعظا كما ظنت الأمة في فترتها الأخيرة ! إنما الوعظ – على ضرورته – دواء مكتوب عليه " لا تتجاوز المقدار " !!
    يقول الصحابة رضوان الله عليهم : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة ( أي بين الحين والحين ) مخافة السآمة !
    إنما التذكير يكون بالقدوة الحسنة مع الموعظة .. وقبل الموعظة .. وبعد الموعظة !
    ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ) .
    والذي حدث في تاريخ الأمة أن التذكير بالقدوة الحسنة قد قلت نسبته – وإن بقي الوعظ – فتكاثرت المعاصي وحدثت أمراض كثيرة في السلوك .
    ومهمتنا هنا على أي حال هي تسجيل أمراض السلوك كما سجلنا من قبل أمراض العقيدة ، ولكن كان لا بد من الإشارة التي أشرناها إلى ارتباط السلوك بالعقيدة في الإسلام ، لأن الفصل بين الأمرين هو من الأمراض التي أصابت الأمة على يد الفكر الإرجائي ، الذي سبقت الإشارة إليه في أمراض العقيدة !

    وقائمة أمراض السلوك قد تطول ! ولكنا هنا نكتفي بذكر أبرزها :
    (1) خلف المواعيد والاستهانة بالوعد كأنه غير ملزم لصاحبه ، إنما هو مجرد كلمة يطلقها في الفضاء !
    (2) الكذب .. وفي كثير من الأحيان بغير موجب للكذب !
    (3) الغيبة والنميمة .
    (4) الالتواء في التعامل مع الآخرين ، وتجنب الاستقامة ، واعتبار ذلك من البراعة !
    (5) عدم الأمانة في العمل : في الصغير والكبير ، الغني والفقير ، " العظيم " والحقير .. إلا من رحم ربك .
    (6) عدم احترام الوقت .. والتفنن في تضييعه و " قتله " بشتى الطرق ، وأهونها الفراغ الطويل الذي لا يمل منه صاحبه ، ولا يشعر فيه أنه قد أضاع شيئا ثمينا كان يجب أن يحرص عليه .
    (7) ضعف الهمة للعمل وعدم الرغبة في بذل الجهد .. إلا كرها !
    (8) عدم الرغبة في الإتقان .. وقضاء الأمور في أقرب صورة " لسد الخانة " .. وحتى هذه فلا يقوم بها صاحبها إلا مخافة اللوم أو التقريع أو العقاب !
    (9) الغش ، وعدم التحرج من إتيانه كأنه حق من الحقوق المشروعة !
    (10) الاستهانة بمسئولية الإنسان عن عمله ، وعدم الشعور بالتأثم من الخطأ أو الإهمال إو إضاعة حقوق الناس أو مصالحهم أو أموالهم أو راحتهم أو أمنهم .
    (11) إهدار " المصلحة العامة " ، وعدم الإحساس بالمسئولية تجاهها . ليس فقط بسبب انصراف كل إنسان إلى مصلحته الخاصة ، دون نظر إلى ما يقع منه من تجاوزات في سبيل الحصول عليها ، ولكن لانعدام الحس بوجود شيء مشترك يقوم كل إنسان من جانبه برعايته والحرص عليه ، وتظهر نماذج من ذلك في إتلاف الصنابير العامة وترك الماء يسيل منها بلا حساب ، وتقطيع الأشجار العامة ، وإتلاف نباتات الحدائق ، وإلقاء القمامة في الطرقات العامة ، وتحويل أي مساحة خالية إلى مباءة لإلقاء القاذورات ، أو ما هو أسوأ من ذلك مما يبعث الروائح الكريهة فيها !
    (12) الملق لأصحاب السلطة ، بمناسبة وبغير مناسبة !
    (13) الرياء في أداء الأعمال ، الذي يحولها إلى أعمال مظهرية لا يقصد بها مضمونها الحقيقي ، سواء كان العمل مشروعا عاما يقصد به الدعاية المظهرية أو عملا خاصا لإرضاء الآخرين ونيل ثنائهم دون إيمان حقيقي به !
    (14-15) الثلاثي الرهيب الذي يمثل طابعا عاما للأمة ، ويفسد عليها كثيرا من شئونها : الفوضوية التي تكره النظام ، والعقوبة التي تكره التخطيط ، وقصر النَفَس ، الذي يشتعل بسرعة وينطفئ بسرعة ، والذي يتسبب في فشل كثير من المشروعات بعد التحمس لها في مبدأ الأمر ، إما بسبب الفوضى في الأداء ، أو الارتجال الذي يضيِّع الجهد بلا ثمرة ، أو انطفاء الحماسة وفقدان الرغبة في المتابعة .. أو بسببها جميعا في وقت واحد !

    (قضية التنوير في العالم الإسلامي - الأستاذ محمد قطب)
    قَصْدي المُؤَمَّلُ في جَهْري و إِسْرَاري...
    ومَطْلَبي مِن إلـهي الواحدِ الباري.شَهادةً في سبيلهِ خالِصَةً ، تَمْحُو ذُنُوبي وتُنْجِيني منَ النّارِ.إنَّ المعاصيَ رِجْسٌ لا يُطَهِّرُها إلّا الصَّوارِمُ في أَيْمانِ كُفّاري..وأَرْجُو بِذلكَ ثَوابَ الله ، وما عِنْدَهُ منَ النَّعيمِ المُقِيمِ في جنّاتِ عَدْنٍ في الفِرْدَوسِ الأعلى..فجنّتهم همُ الدُّنيا.وجنّتُنا نحنُ في الآخِرة..ولَنا منَ النّعيمِ ما لا عَيْنٌ رَأَتْ ، ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ ،ولا خَطَــرَ على قَلْــبِ بَشَــرْ.

  • #2
    رد: أمراض السلوك

    تعليق


    • #3
      رد: أمراض السلوك

      وهذا صراط ربى مستقيما فاتبعوه , بارك الله فيك
      لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين

      تعليق


      • #4
        رد: أمراض السلوك

        بارك الله فيك أخي الفاضل
        أيها العضو الصديق لا بأس أن تؤيد رأيك بالحجة و البرهان .....

        كما لا بأس أن تنقض أدلتي ، وتزييف مما تعتقد أنك مبطل له
        .....

        لكن هناك أمر لا أرضاه لك أبدا ما حييت ، ولا أعتقد أنه ينفعك
        ؟

        الشتم و السباب

        تعليق


        • #5
          رد: أمراض السلوك

          بارك الله فيك اخي على الموضوع الجميل

          نسأل الله ان يهدنا الصراط المستقيم
          اللهم نسألك صدق النية وأن لا يكون جهادنا إلا لإعلاء كلمتك

          تعليق


          • #6
            رد: أمراض السلوك

            بارك الله فيك اخي الكريم
            لا تقل من أين أبدأ ..::.. طاعة الله البدايه لا تقل أين طريقي ..::.. شرع الله الهدايه لا تقل أين نعيمي ..::.. جنة الله كفايه لا تـقــل غــداً ســأبـــدأ ..::.. ربما تأتي النهايه

            تعليق


            • #7
              رد: أمراض السلوك

              تعليق


              • #8
                رد: أمراض السلوك

                يسعدني مروركم الطيب الذي أنار الموضوع
                قَصْدي المُؤَمَّلُ في جَهْري و إِسْرَاري...
                ومَطْلَبي مِن إلـهي الواحدِ الباري.شَهادةً في سبيلهِ خالِصَةً ، تَمْحُو ذُنُوبي وتُنْجِيني منَ النّارِ.إنَّ المعاصيَ رِجْسٌ لا يُطَهِّرُها إلّا الصَّوارِمُ في أَيْمانِ كُفّاري..وأَرْجُو بِذلكَ ثَوابَ الله ، وما عِنْدَهُ منَ النَّعيمِ المُقِيمِ في جنّاتِ عَدْنٍ في الفِرْدَوسِ الأعلى..فجنّتهم همُ الدُّنيا.وجنّتُنا نحنُ في الآخِرة..ولَنا منَ النّعيمِ ما لا عَيْنٌ رَأَتْ ، ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ ،ولا خَطَــرَ على قَلْــبِ بَشَــرْ.

                تعليق

                يعمل...
                X