يا عائشه انتى الشرف كله رضى الله عنك
هذه زوجتك في الدنيا والآخرة فتزوجها
عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهما..لما توفيت أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها جاء جبريل عليه السلام فعرض على رسولنا الكريم صورتها له في خِرقَةِ من حرير خضراء فقال: هذه زوجتك في الدنيا والآخرة فتزوجها وهي بنت ست سنين وقيل سبع ودخل عليها وهي بنت تسع، وعجباً لأولئك المرضى كيف يتلقى النبي الكريم وحياً من الله بأن يتزوجها وهي طفلة.. ويمكث معها حتى تخرج روحه الطاهرة ورأسه الشريف في حضنها دون سائر زوجاته فعجباً والله أيغش ـ وحاشاه سبحانه من الغش ـ
نبيه الكريم فيجعله لا يموت إلا ورأسه الشريف على حضنها!؟ أيعقل أن يجعل الله موت أكرم نبي عنده في مكان غير كريم ؟ ما لكم كيف تحكمون.. أيعقل أن يكون آخر لقاء للنبي من سائر الناس كلهم عائشة الصديقة..ثم يأتي من لاحظ له عند شفاعة النبي ليقع في عرضه!؟ ثم ليبوئوا بأعظم إثم للموبقات السبع والتي منها قذف المحصنات الغافلات المؤمنات.. وليت شعري أي عرض كريم يقذفونه..عرض النبي وشرفه.. انه والله تكذيب لله الذي يقول{الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات}وهي وجرأة على عرض النبي الطاهر قبل أن يكون جرأة عليها رضي الله عنها وعن سائر أمهات المؤمنين.. وعجبا والله كيف يحترم الرسول بل ويزعم أنه يؤمن به وهو يؤذيه في زوجته وعرضه وشرفه!؟ إنها والله عقيدة الدياثة..! يقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ( عمار تقتله الفئة الباغية) وحدث أن مرتزقاً جاء إلى عمار بن ياسر فوقع في أم المؤمنين عائشة ونال منها.. فقال عمار: أعزب مقبوحاً منبوحاً أتؤذي أمنا وحبيبة رسول الله..!؟
يقول هشام بن عمار: سمعت مالك بن أنس يقول من سب أبا بكر و عمر جلد ومن سب عائشة قتل فقيل له: لم يقتل في عائشة ؟ قال: لأن الله تعالى يقول في عائشة رضي الله عنها {يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبداً إن كنتم مؤمنين } قال مالك فمن رماها فقد كذب القرآن، ومن كذب القرآن قتل وهي ردة وتكذيب لله تعالى في قطعه ببراءتها.. وقال الإمام النووي في صدد تعداده الفوائد التي اشتمل عليها حديث الإفك: الحادية و الأربعون: براءة
عائشة رضي الله عنها من الإفك هي براءة قطعية بنص القرآن العزيز، فلو تشكك فيها إنسان والعياذ بالله مجرد شك صار كافراً مرتداً بإجماع المسلمين لأنه شك بصدق القرآن وصدق كلام الله 0
قال شيخ الإسلام: وعلى هذا مضت سيرة أهل الفقه والعلم من أهل البيت وغيرهم.. وقال السيوطي عند آيات سورة النور التي نزلت في براءة عائشة رضي الله عنها من قوله تعالى {إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم.. الآيات }قال: نزلت في براءة الصديقة عائشة فيما قذفت به، فاستدل به العلماء على أن قاذفها يقتل حداً لتكذيبه لنص القرآن، قال العلماء: قذف عائشة كفر لأن الله سبح نفسه عند ذكره لقذف عائشة فقال (سبحانك هذا بهتان عظيم)، كما سبح نفسه عند ذكر ما وصفه به المشركون من أن له زوجة وولد. ولقد جاء في الحديث الصحيح أن زوج النبي ( أم سلمة) رضى الله عنها أرادت أن يكون لها حظ كما لعائشة عندما يتحرون الناس مبيت النبي عندها..فأعرض عنها النبي ولما ألحت عليه قال عليه السلام ( يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة فإنه والله مـا نزل عليّ الوحيُ وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها) رواه البخاري.
وهذه الأقوال المتقدمة عن هؤلاء الأئمة كلها فيها بيان واضح أن الأمة مجمعة على أن من سب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وقذفها بما رماها به أهل الإفك، فإنه كافر كفر مخرج من الملة حيث كذب الله فيما أخبر به من براءتها وطهارتها رضي الله عنها فضلاً عن إيذاء نبينا في عرضه
تعليق