معاني اسماء الله الحسنى
الخالق: الخلق في اللغة بمعنى الإنشاء ..أو النصيب لوافر من الخير والصلاح
. والخالق في صفات الله تعالى هو الموجد للأشياء ، المبدع المخترع لها على
غير مثال سبق ، وهو الذى قدر الأشياء وهى فى طوايا لعدم ، وكملها بمحض
الجود والكرم ، وأظهرها وفق إرادته ومشيئته وحكمته
البارئ: البارئ: تقول اللغة البارىء من البرء ، وهو خلوص الشىء من غيره
، مثل أبرأه الله من مرضه .
البارىء فى اسماء الله تعالى هو الذى خلق الخلق لا عن مثال ، والبرء
أخص من الخلق ، فخلق الله السموات والأرض ، وبرأ الله النسمة ،
كبرأ الله آدم من طين
المصور من أسماء الله الحسنى هو مبدع صور المخلوقات ، ومزينها بحكمته
، ومعطى كل مخلوق صورته على ما أقتضت حكمته الأزلية ، وكذلك صور
الله الناس فى الأرحام أطوارا ، وتشكيل بعد تشكيل ، ، وكما قال الله نعالى
( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ، ثم جعلناه نطفة فى قرار مكين ،
ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا
العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين )
الغفار : فى اللغة الغفر والغفران : الستر ، وكل شىء سترته فقد غفرته ،
والغفار من أسماء الله الحسنى هى ستره للذنوب ، وعفوه عنها بفضله ورحمنه
، لا بتوبة العباد وطاعتهم ، وهو الذى اسبل الستر على الذنوب فى الدنيا وتجاوز
عن عقوبتها فى الآخرة ، وهو الغافر والغفور والغفار ، والغفور أبلغ من الغافر
، والغفار أبلغ من الغفور ، وأن أول ستر الله على العبد أم جعل مقابح بدنه
مستورة فى باطنه ، وجعل خواطره وارادته القبيحة فى أعماق قلبه وإلا مقته
الناس ، فستر الله عوراته .
القهار: القهر فى اللغة هو الغلبة والتذليل معا ، وهو الإستيلاء على الشىء
فىالظاهر والباطن .. والقاهر والقهار من صفات الله تعالى وأسمائه
، والقهار مبالغة فى القاهر فالله هو الذى يقهر خلقه بسلطانه وقدرته ،
هو الغالب جميع خلقه رضوا أم كرهوا
الفتاح : الفتح ضد الغلق ، وهو أيضا النصر ، والاستفتاح هو الاستنصار
، والفتاح مباغة فى الفتح وكلها من أسماء الله تعالى ، الفتاح هو الذى
بعنايته ينفتح كل مغلق ، وبهدايته ينكشف كل مشكل ، فتارة يفتح الممالك
لأنبيائه ، وتارة يرفع الحجاب عن قلوب أوليائه ويفتح لهم الأبواب الى ملكوت
سمائها ، ومن بيده مفاتيح الغيب ومفاتيح الرزق ، وسبحانه يفتح للعاصين
أبواب مغفرته ، و يفتح أبواب الرزق للعباد
العليم : العليم لفظ مشتق من العلم ، وهوأدراك الشىء بحقيقته ، وسبحانه
العليم هو المبالغ فى العلم ، فعلمه شامل لجميع المعلومات محيط بها ،
سابق على وجودها ، لا تخفى عليه خافية ، ظاهرة وباطنة ، دقيقة وجليلة ،
أوله وآخره ، عنده علم الغيب وعلم الساعة ، يعلم ما فى الأرحام ، ويعلم
ما تكسب كل نفس ، ويعلم بأى أرض تموت .
والعبد إذا أراد الله له الخير وهبه هبة العلم
القابض : القبض هو الأخذ ، وجمع الكف على شىء ، و قبضه ضد بسطه،
الله القابض معناه الذى يقبض النفوس بقهره والأرواح بعدله ، والأرزاق بحكمته
، والقلوب بتخويفها من جلاله . والقبض نعمة من الله تعالى على عباده
، فإذا قبض الأرزاق عن انسان توجه بكليته لله يستعطفه
المعز : المعز هو الذى يهب العز لمن يشاء ، الله العزيز لأنه الغالب القوى
الذى لا يغلب ، وهوالذى يعز الأنبياء بالعصمة والنصر ، ويعز الأولياء بالحفظ
والوجاهه ، ويعز المطيع ولو كان فقيرا ، ويرفع التقى ولو كان عبد حبشيا
السميع : الله هو السميع ، أى المتصف بالسمع لجميع الموجودات دون
حاسة أو آلة ، هو السميع لنداء المضطرين ، وحمد الحامدين ، وخطرات
القلوب وهواجس النفوس ،و مناجاة الضمائر ، ويسمع كل نجوى ، ولا يخفى
عليه شىء فى الأرض أو فى السماء ، لا يشغله نداء عن نداء، ولا يمنعه دعاء
البصير : البصر هو العين ، أو حاسة الرؤية ، والبصيرة عقيدة القلب ، والبصير
هو الله تعالى ، يبصر خائنة الأعين وما تخفى الصدور ، الذى يشاهد الأشياء
كلها ، ظاهرها وخافيها ، البصير لجميع الموجدات دون حاسة أو آلة وعلى
العبد أن يعلم أن الله خلق له البصر لينظر به الى الآيات وعجائب الملكوت
ويعلم أن الله يراه ويسمعه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الإحسان
أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تره فإنه يراك
الحكم : الحكم لغويا بمعنى المنع ، والحكم اسم من السماء الله الحسنى
، هو صاحب الفصل بين الحق والباطل ، والبار والفاجر ، والمجازى كل نفس
بما عملت ، والذى يفصل بين مخلوقاته بما شاء ، المميز بين الشقى والسعيد
بالعقاب والثواب . والله الحكم لا راد لقضائه ، ولا راد لقضائه
وقال عليه الصلاة والسلام : ( من عرف سر الله فى القدر هانت عليه المصائب ) ،
العدل : العدل من أسماء الله الحسنى ، هو المعتدل ، يضع كل شىء موضعه ،
لينظر الأنسان الى بدنه فإنه مركب من أجسام مختلفة، هى: العظم.. اللحم ..
الجلد ..، وجعل العظم عمادا.. واللحم صوانا له .. والجلد صوانا للحم ، فلو عكس
الترتيب وأظهر ما أبطن لبطل النظام ، قال تعالى ( بالعدل قامت السموات والأرض ) ،)
اللطيف : اللطيف فى اللغة لها ثلاث معانى الأول : أن يكون عالما بدقائق
الأمور ، الثانى : هو الشىء الصغير الدقيق ، الثالث : أطيف إذا رفق به وأوصل
اليه منافعه التى لا يقدر على الوصول اليها بنفسه . واللطيف بالمعنى الثانى
فى حق الله مستحيل ، وقوله تعالى ( الله لطيف بعباده ) يحتمل المعنين الأول
والثالث ، وإن حملت الآية على صفة ذات الله كانت تخويفا لأنه العالم بخفايا
المخالفات بمعنى قوله تعالى ( يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور
الخبير : الله هو الخبير ، الذى لا يخفى عليه شىء فى الأرض ولا فى السماء
، ولا تتحرك حركة إلا يعلم مستقرها ومستودعها . والفرق بين العليم والخبير
، أن الخبير بفيد العلم ، ولكن العليم إذا كان للخفايا سمى خبيرا . ومن علم أن
الله خبير بأحواله كان محترزا فى أقواله وأفعاله واثقا أن ما قسم له يدركه
، وما لم يقسم له لا يدركه فيرى جميع الحوادث من الله فتهون عليه الأمور
الحليم : الحليم لغويا : الأناة والتعقل ، والحليم هو الذى لا يسارع بالعقوبة ،
بل يتجاوز الزلات ويعفو عن السيئات ، الحليم من أسماء الله الحسنى بمعنى
تأخيره العقوبة عن بعض المستحقين ثم يعذبهم ، وقد يتجاوز عنهم ، وقد
يعجل العقوبة لبعض منهم وقال تعالى ( ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا
ما ترك على ظهرها من دابة )
العظيم : العظيم لغويا بمعنى الضخامة والعز والمجد والكبرياء ، والله
العظيم أعظم من كل عظيم لأن العقول لا يصل الى كنة صمديته ، والأبصار
لا تحيط بسرادقات عزته ، وكل ما سوى الله فهو حقير بل كالعدم المحض
، وقال تعالى ( فسبح باسم ربك العظيم )
الغفور : الغفور من الغفر وهو الستر ، والله هو الغفور بغفر فضلا وإحسانا
منه ، هو الذى إن تكررت منك الإساءة وأقبلت عليه فهو غفارك وساترك
، لتطمئن قلوب العصاة ، وتسكن نفوس المجرمين ، ولا يقنط مجرم من روح
الله فهو غافر الذنب وقابل التوبة
الكبير : الكبير هو العظيم ، والله تعالى هو الكبير فى كل شىء على
الإطلاق وهوالذى مبر وعلا فى "ذاته" و "صفاته" و"افعاله" عن مشابهة
مخلوقاته ، وهو صاحب كمال الذات الذى يرجع الى شيئين الأول : دوامه
أزلا وأبدا ، والثانى :أن وجوده يصدر عنه وجود كل موجود
الحفيظ : الحفيظ فى اللغة هى صون الشىء من الزوال ، والله تعالى
حفيظ للأشياء بمعنى أولا :أنه يعلم جملها وتفصيلها علما لا يتبدل بالزوال
، وثانيا :هو حراسة ذات الشىء وجميع صفاته وكمالاته عن العدم
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا أويت الى فراشك فأقرأ
آية الكرسى ، لايزال عليك الله حارس ) ،
المقيت : القوت لغويا هو مايمسك الرمق من الرزق ، والله المقيت
بمعنى هو خالق الأقوات وموصلها للأبدان وهى:الأطعمة والى القلوب
وهى :المعرفة ، وبذلك يتطابق مع اسم الرزاق ويزيد عنه أن المقيت
بمعنى المسئول عن الشىء بالقدرة والعلم
الحسيب : الحسيب فى اللغة هو المكافىء .والاكتفاء .والمحاسب .
والشريف الذى له صفات الكمال ، والله الحسيب بمعنى الذى يحاسب
عباده على أعمالهم ، والذى منه كفاية العباده وعليه الاعتماد
الجليل : الجليل هو الله ، بمعنى الغنى والملك والتقدس والعلم والقدرة
والعزة والنزاهة ، إن صفات الحق أقسام صفات جلال : وهى العظمة
والعزة والكبرياء والتقديس وكلها ترجع الى الجليل ، وصفات جمال :
الكريم : الكريم فى اللغة هو الشىء الحسن النفيس ، وهو أيضا السخى
النفاح ، والفرق بين الكريم والسخى أن الكريم هو كثير الإحسان بدون طلب
، والسخى هو المعطى عند السؤال ، والله سمى الكريم وليس السخى
فهو الذى لا يحوجك الى سؤال ، ولا يبالى من أعطى
الرقيب : الرقيب فى اللغة هو المنتظر والراصد، والرقيب هو الله الحافظ
الذى لا يغيب عنه شىء ، ويقال للملك الذى يكتب أعمال العباد ( رقيب ) ،
وقال تعالى ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) ، الله الرقيب
الذى يرى أحوال العباد ويعلم أقوالهم ، ويحصى أعمالهم ، يحيط بمكنونات سرائرهم ،
المجيب : المجيب فى اللغة لها معنيان ، الأول الأجابة ، والثانى أعطاء
السائل مطلوبه ، وفى حق الله تعالى المجيب هو مقابلة دعاء الداعين
بالاستجابة ، وضرورة المضطرين بالكفاية ، المنعم قبل النداء ،
الواسع : الواسع مشتق من السعة ، تضاف مرة الى العلم اذا اتسع
، وتضاف مرة أخرى الى الإحسان وبسط النعم ، الواسع المطلق هو
الله تبارك وتعالى اذا نظرنا الى علمه فلا ساحل لبحر معلوماته ، واذا
نظرنا الى إحسانه ونعمه فلا نهاية لمقدوراته ، وفى القرآن الكريم اقترن
اسم الواسع بصفة العليم ، ونعمة الله الوتسع نوعان : نعمة نفع وهى
التى نراها من نعمته علينا ، ونعمة دفع وهى ما دفعه الله عنا من انواع البلاء
الحكيم : الحكيم صيغة تعظيم لصاحب الحكمة ، والحكيم فى حق الله تعالى
بمعنى العليم بالأشياء وإيجادها على غاية الإحكام والأتقان والكمال الذى
يضع الأشياء فى مواضعها، ويعلم خواصها ومنافعها ، الخبير بحقائق الأمور
ومعرفة أفضل المعلومات بأفضل العلوم ، والحكمة فى حق العباد هى
الصواب فى القول والعمل بقدر طاقة البشر
الودود : الود .. والوداد بمعنى الحب والصداقة ، والله تعالى ودود..أى يحب
عباده ويحبونه ، والودود بثلاث معان الأول : أن الله مودود فى قلوب اوليائه
، الثانى : بمعنى الوادّ وبهذا يكون قريب من الرحمة ، والفرق بينهما أن
الرحمة تستدعى مرحوم محتاج ضعيف ، الثالث: أن يحب الله اوليائه ويرضى عنهم
المجيد : اللغة تقول أن المجد هو الشرف والمروءة والسخاء ، والله المجيد
يدل على كثرة إحسانه وأفضاله ، الشريف ذاته ، الجميل افعاله ، الجزيل
عطاؤه ، البالغ المنتهى فى الكرم ، وقال تعالى ( ق والقرآن المجيد ) أى
الشريف والمجيد لكثرة فوائده لكثرة ما تضمنه من العلوم والمكارم والمقاصد العليا
الباعث : الباعث فى اللغة هو أثارة أو أرسله أو الأنهاض ، والباعث فى
حق الله تعالى لها عدة معان الأول : أنه باعث الخلق يوم القيامة ، الثانى :
أنه باعث الرسل الى الخلق ، الثالث: أنه يبعث عباده على الفعال المخصوصة
بخلقه للأرادة والدواعى فى قلوبهم ، الرابع : أنه يبعث عباده عند العجز بالمعونة
الشهيد : شهد فى اللغة بمعنى حضر وعلم وأعلم ، و الشهيد اسم من
أسماء الله تعالى بمعنى الذى لا يغيب عنه شىء فى ملكه فى الأمور
الظاهرة المشاهدة ، إذا اعتبر العلم مطلقا فالله هو العليم ، وإذا أضيف الى
الأمور الباطنة فهو الخبير ، وإذا أضيف الى الأمور الظاهرة فهو الشهيد
الحـق : الحق هو الله ، هو الموجود حقيقة ، موجود على وجه لا يقبل
العدم ولا يتغير ، والكل منه واليه ، فالعبد إن كان موجودا فهو موجود بالله ،
لا بذات العبد ، فالعبد وإن كان حقا ليس بنفسه بل هو حق بالله ، وهو
بذاته باطل لولا إيجاد الله له ، ولا وجود للوجود إلا به ، وكل شىء هالك
إلا وجه الله الكريم ،
الوكيل : تقول اللغة أن الوكيل هو الموكول اليه أمور ومصالح غيره ،
الحق من أسماء الله تعالى تفيض بالأنوار ، فهو الكافى لكل من توكل عليه
، القائم بشئون عباده ، فمن توكل عليه تولاه وكفاه ، ومن استغنى به أغناه وأرضاه .
القوي المتين: هذان الاسمان بينهما مشاركة فى أصل المعنى ، القوة
تدل على القدرة التامة ، والمتانة تدل على شدة القوة والله القوى صاحب
القدرة التامة البالغة الكمال ،والله المتين شديد القوة والقدرة والله
متم قدره وبالغ أمره واللائق بالأنسان أن لا يغتر بقوته ، بل هو مطالب
أن يظهر ضعفه أمام ربه ،
الولـي : الولي فى اللغة هو الحليف والقيم بالأمر ، والقريب و الناصر
والمحب ، والولى أولا : بمعنى المتولي للأمر كولي اليتيم ، وثانيا : بمعنى
الناصر ، والناصر للخلق فى الحقيقة هو الله تبارك وتعالى ، ثالثا : بمعنى
المحب وقال تعالى ( الله ولى الذين آمنوا ) أى يحبهم ، رابعا : بمعنى ا
لوالى أى المجالس ، وموالاة الله للعبد محبته له
الحميد : الحميد لغويا هو المستحق للحمد والثناء ، والله تعالى هو الحميد
،بحمده نفسه أزلا ، وبحمده عباده له أبدا ، الذى يوفقك بالخيرات ويحمدك
عليها ، ويمحو عنك السيئات
المحصي : المحصى لغويا بمعنى الإحاطة بحساب الأشياء وما شأنه
التعداد ، الله المحصى الذى يحصى الأعمال ويعدها يوم القيامة ، هو
العليم بدقائق الأمور ، واسرار المقدور ، هو بالمظاهر بصير ، وبالباطن
خبير ، هو المحصى للطاعات ، والمحيط لجميع الحالات
المبدئ : المبدىء لغويا بمعنى بدأ وابتدأ ،والآيات القرآنية التى فيها
ذكر لاسم المبدىء والمعيد قد جمعت بينهما ، والله المبدىء هو المظهر
الأكوان على غير مثال ، الخالق للعوالم على نسق الكمال
المعيد : المعيد لغويا هو الرجوع الى الشىء بعد الانصراف عنه ،
وفى سورة القصص ( ان الذى فرض عليك القرآن لرادك الى معاد )
، أى يردك الى وطنك وبلدك ، والميعاد هو الآخرة ، والله المعيد الذى
يعيد الخلق بعد الحياة الى الممات ، ثم يعيدهم بعد الموت الى الحياة
المميت: والله المميت والموت ضد الحياة، وهو خالق الموت وموجهه
على من يشاء من الأحياء متى شاء وكيف شاء ، ومميت القلب
بالغفلة ، والعقل بالشهوة
الحـي : الحياة فى اللغة هى نقيض الموت ، و ألحى فى صفة
الله تعالى هو الباقي حيا بذاته أزلا وأبدا ، والأزل هو دوام الوجود
فى الماضي ، والأبد هو دوام الوجود فى المستقبل
القيوم : اللغة تقول أن القيوم و السيد ، والله القيوم بمعنى القائم
بنفسه مطلقا لا بغيره ، ومع ذلك يقوم به كل موجود ، ولا وجود
أو دوام وجود لشىء إلا به ، المدبر المتولى لجميع الأمور التى
تجرى فى الكون ، هو القيوم لأنه قوامه بذاته وقوام كل شىء به
الواجد : الواجد فيه معنى الغنى والسعة ، والله الواحد
الذي لا يحتاج الى شىء وكل الكمالات موجودة له مفقودة لغيره ،
إلا إن أوجدها هو بفضله ، وهو وحده نافذ المراد ، وجميع أحكامه
لا نقض فيها ولا أبرام ، وكل ما سوى الله تعالى لا يسمى واجدا
، وإنما يسمى فاقدا
الواحد : الواحد فى اللغة بمعنى الفرد الذى لم يزل وحده ولم يكن
معه أحد ، والواحد بمعنى الأحد وليس للأحد جمع ، والله تعالى واحد
لم يرضى بالوحدانية لأحد غيره ، والتوحيد ثلاثة : توحيد الحق سبحانه
وتعالى لنفسه ، وتوحيد العبد للحق سبحانه ، وتوحيد الحق للعبد وهو
إعطاؤه التوحيد وتوفيقه له ، والله واحد فى ذاته لا يتجزأ ، واحد فى
صفاته لا يشبهه شىء ، وهو لا يشبه شىء ، وهو واحد فى
أفعاله لا شريك له
الصمد : الصمد فى اللغة بمعنى القصد وأيضا بمعنى الذى لا جوف له
، والصمد فى وصف الله تعالى هو الذى صمدت اليه الأمور ، فلم
يقض فيها غيره ، وهو صاحب الأغاثات عند الملمات ، وهو الذى
يصمد اليه الحوائج ( أى يقصد ) . ومن اختاره الله ليكون مقصد
عباده فى مهمات دينهم ودنياهم ، فقد أجرى على لسانه ويده
حوائج خلقه ، فقد أنعم عليه بحظ من وصف هذا الاسم ،
المقدم المؤخر : المقدم لغويا بمعنى الذى يقدم الأشياء ويضعها
فى موضعها ، والله تعالى هو المقدم الذى قدم الأحباء وعصمهم
من معصيته ، وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم بدءا وختما
، وقدم أنبياءه وأولياءه بتقريبهم وهدايتهم ، أما المؤخر فهو الذي
يؤخرا لأشياء فيضعها فى مواضعها ،
الأول الآخر : الأول لغويا بمعنى الذى يترتب عليه غيره ، والله
الأول بعنى الذي لم يسبقه فى الوجود شىء ، هو المستغنى بنفسه ،
وهذه الأولية ليست بالزمان ولا بالمكان ولا بأي شيء في حدود العقل
أو محاط العلم أبطن من كل باطن لأن عقلك وعلمك محدود بعقلك وعلمك
، فتكون الأولية خارجة عنه
الظاهر الباطن : الظاهر لغويا بمعنى ظهور الشيء الخفي وبمعنى الغالب
، والله الظاهر لكثرة البراهين الظاهرة والدلائل على وجود إلهيته وثبوت
ربوبيته وصحة وحدانيته ، والباطن سبحانه بمعنى المحتجب عن عيون خلقه
الوالـي : الله الوالي هو المالك للأشياء ، المستولى عليها ، فهو المتفرد
بتدبيرها أولا ، والمتكفل والمنفذ للتدبير ثانيا ، والقائم عليها بالإدانة والإبقاء
ثالثا ، هو المتولي أمور خلقه بالتدبير والقدرة والفعل
المتعالي : تقول اللغة يتعالى أى يترفع على ، الله المتعالي هو
المتناهي فى علو ذاته عن جميع مخلوقاته ، المستغنى بوجوده عن
جميع كائناته ، لم يخلق إلا بمحض الجود ، وتجلى أسمه الودود ،
هو الغنى عن عبادة العابدين ، الذى يوصل خيره لجميع العاملين ،
وقد ذكر اسم المتعالي فى القرآن مرة واحدة فى سورة الرعد :
( عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال )
البر : البر فى اللغة بفتح الباء هو فاعل الخير والمحسن ، وبكسر
الباء هو الإحسان والتقوى البر فى حقه تعالى هو فاعل البر والإحسان
، هو الذى يحسن على السائلين بحسن عطائه،ويتفضل على العابدين بجزيل جزائه ،
التواب : التوبة لغويا بمعنى الرجوع ، ويقال تاب وأناب وآب ، فمن تاب
لخوف العقوبة فهو صاحب توبة ، ومن تاب طمعا فى الثواب فهو صاحب
إنابة ، ومن تاب مراعاة للأمر لا خوفا ولا طمعا فهو صاحب أوبة والتواب
فى حق الله تعالى هو الذى يتوب على عبده ويوفقه اليها وييسرها له
، ومالم يتب الله على العبد لا يتوب العبد ، فابتداء التوبة من الله تعالى
بالحق ، وتمامها على العبد بالقبول
المنتقم : النقمة هى العقوبة ، والله المنتقم الذى يقسم ظهور الطغاة
ويشدد العقوبة على العصاة وذلك بعد الإنذار بعد التمكين والإمهال
، فإنه إذا عوجل بالعقوبة لم يمعن فى المعصية فلم يستوجب غاية
النكال فى العقوبة
والله يغضب فى حق خلقه بما لا يغضب فى حق نفسه ، فينتقم لعباده
بما لا ينتقم لنفسه فى خاص حقه
الرؤوف : الرؤوف فى اللغة هى الشديد الرحمة ، والرأفة هى هى نهاية
الرحمة ، و الروؤف فى أسماء الله تعالى هو المتعطف على المذنبين
بالتوبة ، وعلى أوليائه بالعصمة ، ومن رحمته بعباده أن يصونهم عن
موجبات عقوبته
مالك الملك : من أسماء الله تعالى الملك والمالك والمليك ، ومالك
الملك والملكوت ، مالك الملك هو المتصرف فى ملكه كيف يشاء ولا
راد لحكمه ، ولا معقب لأمره ، والوجو كله من جميع مراتبه مملكة واحدة
لمالك واحد هو الله تعالى ، هو الملك الحقيقى المتصرف بما شاء كيف شاء
ذو الجلال والإكرام : ذو الجلال والإكرام إسم من أسماء الله الحسنى،
هو الذى لا جلال ولا كمال إلا وهو له ، ولا كرامة ولا مكرومة إلا وهى
صادرة منه ، فالجلال له فى ذاته ةالكرامة فائضة منه على خلقه
الجامع : تقول اللغة إن الجمع هو ضم الشيء بتقريب بعضه من بعض
، ويوم الجمع هو يوم القيامة ، لأن الله يجمع فيه بين الأولين والأجرين
، من الأنس والجن ، وجميع أهل السماء والأرض ، وبين كل عبد وعمله
، وبين الظالم والمظلوم ، وبين كل نبى وأمته ، وبين ثواب أهل الطاعة
وعقاب أهل المعصية
الغني : تقول اللغة أن الغنى ضد الفقر ، والغنى عدم الحاجة وليس
ذلك إلا لله تعالى ، هو المستغنى عن كل ما سواه ، المفتقر اليه كل
ما عداه ، هو الغنى بذاته عن العالمين ، المتعالي عن جميع الخلائق
فى كل زمن وحين ، الغنى عن العباد ، والمتفضل على الكل بمحض
المغني : الله المغنى الذى يغنى من يشاء غناه عمن سواه ،
هو معطى الغنى لعباده ، ومغنى عباده بعضهم عن بعض ،
فالمخلوق لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا
المانع : تقول اللغة أن المنع ضد الإعطاء ، وهى أيضا بمعنى الحماية
، الله تعالى المانع الذى يمنع البلاء حفظا وعناية ، ويمنع العطاء عمن
يشاء أبتلاء أو حماية ، ويعطى الدنيا لمن يحب ومن لا يحب ، ولا يعطى
الآخرة إلا لمن يحب ، سبحانه يغن
ى ويفقر ، ويسعد ويشقى ، ويعطى ويحرم
الضار النافع : تقول اللغة أن الضر ضد النفع ، والله جل جلاله هو الضار ،
أى المقدر للضر لمن أراد كيف أراد ، هو وحده المسخر لأسباب الضر بلاء
لتكفير الذنوب أو ابتلاء لرفع الدرجات ، فإن قدر ضررا فهو المصلحة الكبرى .
الله سبحانه هو النافع الذى يصدر منه الخير والنفع فى الدنيا والدين ،
فهو وحده المانح الصحة والغنى
النور : تقول اللغة النور هو الضوء والسناء الذى يعين على الإبصار ،
وذلك نوعان دنيوى وأخروى ، والدنيوى نوعان : محسوس بعين البصيرة
كنور العقل ونور القرآن الكريم ، والأخر محسوس بعين البصر
الهادئ : تقول اللغة أن الهداية هى الإمالة ، ومنه سميت الهدية لأنها
تميل قلب المهدى اليه الهدية الى الذى أهداه الهدية ، والله الهادى
سبحانه الذى خص من أراد من عباده بمعرفته وأكرمه بنور توحيده
ويهديه الى محاسن الأخلاق والى طاعته
البديع : اتقول اللغة إن الإبداع إنشاء صنعة بلا احتذاء أو اقتداء ،
والإبداع فى حق الله تعالى هو إيجاد الشىء بغير ألة ولا مادة
ولا زمان ولا مكان ، وليس ذلك إلا لله تعالى ، والله البديع الذى لا
نظير له فى معنيان الأول : الذى لا نظير له فى ذاته ولا فى صفاته
ولا فى أفعاله ولا فى مصنوعاته فهو البديع المطلق
الوراث : الوارث سبحانه هو الباقى بعد فناء الخلق ، وقيل الوارث لجميع
الأشياء بعد فناء أهلها ،روى أنه ينادى يوم القيامة : لمن الملك اليوم ؟
فيقال : لله الواحد القهار. وهذا النداء عبارة عن حقيقة ما ينكشف للأكثرين
فى ذلك اليوم إذ يظنون لأنفسهم ملكا ، أما أرباب البصائر فإنهم أبدا
مشاهدون لمعنى هذا النداء ، يؤمنون بأن الملك لله الواحد القهار أزلا وابدا
الرشيد : الرشد هو الصلاح والأستقامة ،وهو خلاف الغى والضلالة
، والرشيد كما يذكر الرازى على وجهين أولهما أن الراشد الذى له
الرشد ويرجع حاصله الى أنه حكيم ليس فى أفعاله هبث ولا باطل ،
وثانيهما إرشاد الله يرجع الى هدايته ، والله سبحانه الرشيد المتصف
بكمال الكمال عظيم الحكمة بالغ الرشاد وهو الذى يرشد الخلق ويهديهم
الى ما فيه صلاحهم ورشادهم فى الدنيا وفى الآخرة
الصبور : تقول اللغة أن الصبر هو حبس النفس عن الجزع ، والصبر ضد الجزع
، ويسمى رمضان شهر الصبر أن فيه حبس النفس عن الشهوات ، والصبور
سبحانه هو الحليم الذى لا يعاجل العصاة بالنقمة بل يعفو أو يؤخر ،
الذى إذا قابلته بالجفاء قابلك بالعطاء والوفاء ، هو الذى يسقط العقوبة
بعد وجوبها ، هو ملهم الصبر لجميع خلقه
الخالق: الخلق في اللغة بمعنى الإنشاء ..أو النصيب لوافر من الخير والصلاح
. والخالق في صفات الله تعالى هو الموجد للأشياء ، المبدع المخترع لها على
غير مثال سبق ، وهو الذى قدر الأشياء وهى فى طوايا لعدم ، وكملها بمحض
الجود والكرم ، وأظهرها وفق إرادته ومشيئته وحكمته
البارئ: البارئ: تقول اللغة البارىء من البرء ، وهو خلوص الشىء من غيره
، مثل أبرأه الله من مرضه .
البارىء فى اسماء الله تعالى هو الذى خلق الخلق لا عن مثال ، والبرء
أخص من الخلق ، فخلق الله السموات والأرض ، وبرأ الله النسمة ،
كبرأ الله آدم من طين
المصور من أسماء الله الحسنى هو مبدع صور المخلوقات ، ومزينها بحكمته
، ومعطى كل مخلوق صورته على ما أقتضت حكمته الأزلية ، وكذلك صور
الله الناس فى الأرحام أطوارا ، وتشكيل بعد تشكيل ، ، وكما قال الله نعالى
( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ، ثم جعلناه نطفة فى قرار مكين ،
ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا
العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين )
الغفار : فى اللغة الغفر والغفران : الستر ، وكل شىء سترته فقد غفرته ،
والغفار من أسماء الله الحسنى هى ستره للذنوب ، وعفوه عنها بفضله ورحمنه
، لا بتوبة العباد وطاعتهم ، وهو الذى اسبل الستر على الذنوب فى الدنيا وتجاوز
عن عقوبتها فى الآخرة ، وهو الغافر والغفور والغفار ، والغفور أبلغ من الغافر
، والغفار أبلغ من الغفور ، وأن أول ستر الله على العبد أم جعل مقابح بدنه
مستورة فى باطنه ، وجعل خواطره وارادته القبيحة فى أعماق قلبه وإلا مقته
الناس ، فستر الله عوراته .
القهار: القهر فى اللغة هو الغلبة والتذليل معا ، وهو الإستيلاء على الشىء
فىالظاهر والباطن .. والقاهر والقهار من صفات الله تعالى وأسمائه
، والقهار مبالغة فى القاهر فالله هو الذى يقهر خلقه بسلطانه وقدرته ،
هو الغالب جميع خلقه رضوا أم كرهوا
الفتاح : الفتح ضد الغلق ، وهو أيضا النصر ، والاستفتاح هو الاستنصار
، والفتاح مباغة فى الفتح وكلها من أسماء الله تعالى ، الفتاح هو الذى
بعنايته ينفتح كل مغلق ، وبهدايته ينكشف كل مشكل ، فتارة يفتح الممالك
لأنبيائه ، وتارة يرفع الحجاب عن قلوب أوليائه ويفتح لهم الأبواب الى ملكوت
سمائها ، ومن بيده مفاتيح الغيب ومفاتيح الرزق ، وسبحانه يفتح للعاصين
أبواب مغفرته ، و يفتح أبواب الرزق للعباد
العليم : العليم لفظ مشتق من العلم ، وهوأدراك الشىء بحقيقته ، وسبحانه
العليم هو المبالغ فى العلم ، فعلمه شامل لجميع المعلومات محيط بها ،
سابق على وجودها ، لا تخفى عليه خافية ، ظاهرة وباطنة ، دقيقة وجليلة ،
أوله وآخره ، عنده علم الغيب وعلم الساعة ، يعلم ما فى الأرحام ، ويعلم
ما تكسب كل نفس ، ويعلم بأى أرض تموت .
والعبد إذا أراد الله له الخير وهبه هبة العلم
القابض : القبض هو الأخذ ، وجمع الكف على شىء ، و قبضه ضد بسطه،
الله القابض معناه الذى يقبض النفوس بقهره والأرواح بعدله ، والأرزاق بحكمته
، والقلوب بتخويفها من جلاله . والقبض نعمة من الله تعالى على عباده
، فإذا قبض الأرزاق عن انسان توجه بكليته لله يستعطفه
المعز : المعز هو الذى يهب العز لمن يشاء ، الله العزيز لأنه الغالب القوى
الذى لا يغلب ، وهوالذى يعز الأنبياء بالعصمة والنصر ، ويعز الأولياء بالحفظ
والوجاهه ، ويعز المطيع ولو كان فقيرا ، ويرفع التقى ولو كان عبد حبشيا
السميع : الله هو السميع ، أى المتصف بالسمع لجميع الموجودات دون
حاسة أو آلة ، هو السميع لنداء المضطرين ، وحمد الحامدين ، وخطرات
القلوب وهواجس النفوس ،و مناجاة الضمائر ، ويسمع كل نجوى ، ولا يخفى
عليه شىء فى الأرض أو فى السماء ، لا يشغله نداء عن نداء، ولا يمنعه دعاء
البصير : البصر هو العين ، أو حاسة الرؤية ، والبصيرة عقيدة القلب ، والبصير
هو الله تعالى ، يبصر خائنة الأعين وما تخفى الصدور ، الذى يشاهد الأشياء
كلها ، ظاهرها وخافيها ، البصير لجميع الموجدات دون حاسة أو آلة وعلى
العبد أن يعلم أن الله خلق له البصر لينظر به الى الآيات وعجائب الملكوت
ويعلم أن الله يراه ويسمعه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الإحسان
أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تره فإنه يراك
الحكم : الحكم لغويا بمعنى المنع ، والحكم اسم من السماء الله الحسنى
، هو صاحب الفصل بين الحق والباطل ، والبار والفاجر ، والمجازى كل نفس
بما عملت ، والذى يفصل بين مخلوقاته بما شاء ، المميز بين الشقى والسعيد
بالعقاب والثواب . والله الحكم لا راد لقضائه ، ولا راد لقضائه
وقال عليه الصلاة والسلام : ( من عرف سر الله فى القدر هانت عليه المصائب ) ،
العدل : العدل من أسماء الله الحسنى ، هو المعتدل ، يضع كل شىء موضعه ،
لينظر الأنسان الى بدنه فإنه مركب من أجسام مختلفة، هى: العظم.. اللحم ..
الجلد ..، وجعل العظم عمادا.. واللحم صوانا له .. والجلد صوانا للحم ، فلو عكس
الترتيب وأظهر ما أبطن لبطل النظام ، قال تعالى ( بالعدل قامت السموات والأرض ) ،)
اللطيف : اللطيف فى اللغة لها ثلاث معانى الأول : أن يكون عالما بدقائق
الأمور ، الثانى : هو الشىء الصغير الدقيق ، الثالث : أطيف إذا رفق به وأوصل
اليه منافعه التى لا يقدر على الوصول اليها بنفسه . واللطيف بالمعنى الثانى
فى حق الله مستحيل ، وقوله تعالى ( الله لطيف بعباده ) يحتمل المعنين الأول
والثالث ، وإن حملت الآية على صفة ذات الله كانت تخويفا لأنه العالم بخفايا
المخالفات بمعنى قوله تعالى ( يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور
الخبير : الله هو الخبير ، الذى لا يخفى عليه شىء فى الأرض ولا فى السماء
، ولا تتحرك حركة إلا يعلم مستقرها ومستودعها . والفرق بين العليم والخبير
، أن الخبير بفيد العلم ، ولكن العليم إذا كان للخفايا سمى خبيرا . ومن علم أن
الله خبير بأحواله كان محترزا فى أقواله وأفعاله واثقا أن ما قسم له يدركه
، وما لم يقسم له لا يدركه فيرى جميع الحوادث من الله فتهون عليه الأمور
الحليم : الحليم لغويا : الأناة والتعقل ، والحليم هو الذى لا يسارع بالعقوبة ،
بل يتجاوز الزلات ويعفو عن السيئات ، الحليم من أسماء الله الحسنى بمعنى
تأخيره العقوبة عن بعض المستحقين ثم يعذبهم ، وقد يتجاوز عنهم ، وقد
يعجل العقوبة لبعض منهم وقال تعالى ( ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا
ما ترك على ظهرها من دابة )
العظيم : العظيم لغويا بمعنى الضخامة والعز والمجد والكبرياء ، والله
العظيم أعظم من كل عظيم لأن العقول لا يصل الى كنة صمديته ، والأبصار
لا تحيط بسرادقات عزته ، وكل ما سوى الله فهو حقير بل كالعدم المحض
، وقال تعالى ( فسبح باسم ربك العظيم )
الغفور : الغفور من الغفر وهو الستر ، والله هو الغفور بغفر فضلا وإحسانا
منه ، هو الذى إن تكررت منك الإساءة وأقبلت عليه فهو غفارك وساترك
، لتطمئن قلوب العصاة ، وتسكن نفوس المجرمين ، ولا يقنط مجرم من روح
الله فهو غافر الذنب وقابل التوبة
الكبير : الكبير هو العظيم ، والله تعالى هو الكبير فى كل شىء على
الإطلاق وهوالذى مبر وعلا فى "ذاته" و "صفاته" و"افعاله" عن مشابهة
مخلوقاته ، وهو صاحب كمال الذات الذى يرجع الى شيئين الأول : دوامه
أزلا وأبدا ، والثانى :أن وجوده يصدر عنه وجود كل موجود
الحفيظ : الحفيظ فى اللغة هى صون الشىء من الزوال ، والله تعالى
حفيظ للأشياء بمعنى أولا :أنه يعلم جملها وتفصيلها علما لا يتبدل بالزوال
، وثانيا :هو حراسة ذات الشىء وجميع صفاته وكمالاته عن العدم
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا أويت الى فراشك فأقرأ
آية الكرسى ، لايزال عليك الله حارس ) ،
المقيت : القوت لغويا هو مايمسك الرمق من الرزق ، والله المقيت
بمعنى هو خالق الأقوات وموصلها للأبدان وهى:الأطعمة والى القلوب
وهى :المعرفة ، وبذلك يتطابق مع اسم الرزاق ويزيد عنه أن المقيت
بمعنى المسئول عن الشىء بالقدرة والعلم
الحسيب : الحسيب فى اللغة هو المكافىء .والاكتفاء .والمحاسب .
والشريف الذى له صفات الكمال ، والله الحسيب بمعنى الذى يحاسب
عباده على أعمالهم ، والذى منه كفاية العباده وعليه الاعتماد
الجليل : الجليل هو الله ، بمعنى الغنى والملك والتقدس والعلم والقدرة
والعزة والنزاهة ، إن صفات الحق أقسام صفات جلال : وهى العظمة
والعزة والكبرياء والتقديس وكلها ترجع الى الجليل ، وصفات جمال :
الكريم : الكريم فى اللغة هو الشىء الحسن النفيس ، وهو أيضا السخى
النفاح ، والفرق بين الكريم والسخى أن الكريم هو كثير الإحسان بدون طلب
، والسخى هو المعطى عند السؤال ، والله سمى الكريم وليس السخى
فهو الذى لا يحوجك الى سؤال ، ولا يبالى من أعطى
الرقيب : الرقيب فى اللغة هو المنتظر والراصد، والرقيب هو الله الحافظ
الذى لا يغيب عنه شىء ، ويقال للملك الذى يكتب أعمال العباد ( رقيب ) ،
وقال تعالى ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) ، الله الرقيب
الذى يرى أحوال العباد ويعلم أقوالهم ، ويحصى أعمالهم ، يحيط بمكنونات سرائرهم ،
المجيب : المجيب فى اللغة لها معنيان ، الأول الأجابة ، والثانى أعطاء
السائل مطلوبه ، وفى حق الله تعالى المجيب هو مقابلة دعاء الداعين
بالاستجابة ، وضرورة المضطرين بالكفاية ، المنعم قبل النداء ،
الواسع : الواسع مشتق من السعة ، تضاف مرة الى العلم اذا اتسع
، وتضاف مرة أخرى الى الإحسان وبسط النعم ، الواسع المطلق هو
الله تبارك وتعالى اذا نظرنا الى علمه فلا ساحل لبحر معلوماته ، واذا
نظرنا الى إحسانه ونعمه فلا نهاية لمقدوراته ، وفى القرآن الكريم اقترن
اسم الواسع بصفة العليم ، ونعمة الله الوتسع نوعان : نعمة نفع وهى
التى نراها من نعمته علينا ، ونعمة دفع وهى ما دفعه الله عنا من انواع البلاء
الحكيم : الحكيم صيغة تعظيم لصاحب الحكمة ، والحكيم فى حق الله تعالى
بمعنى العليم بالأشياء وإيجادها على غاية الإحكام والأتقان والكمال الذى
يضع الأشياء فى مواضعها، ويعلم خواصها ومنافعها ، الخبير بحقائق الأمور
ومعرفة أفضل المعلومات بأفضل العلوم ، والحكمة فى حق العباد هى
الصواب فى القول والعمل بقدر طاقة البشر
الودود : الود .. والوداد بمعنى الحب والصداقة ، والله تعالى ودود..أى يحب
عباده ويحبونه ، والودود بثلاث معان الأول : أن الله مودود فى قلوب اوليائه
، الثانى : بمعنى الوادّ وبهذا يكون قريب من الرحمة ، والفرق بينهما أن
الرحمة تستدعى مرحوم محتاج ضعيف ، الثالث: أن يحب الله اوليائه ويرضى عنهم
المجيد : اللغة تقول أن المجد هو الشرف والمروءة والسخاء ، والله المجيد
يدل على كثرة إحسانه وأفضاله ، الشريف ذاته ، الجميل افعاله ، الجزيل
عطاؤه ، البالغ المنتهى فى الكرم ، وقال تعالى ( ق والقرآن المجيد ) أى
الشريف والمجيد لكثرة فوائده لكثرة ما تضمنه من العلوم والمكارم والمقاصد العليا
الباعث : الباعث فى اللغة هو أثارة أو أرسله أو الأنهاض ، والباعث فى
حق الله تعالى لها عدة معان الأول : أنه باعث الخلق يوم القيامة ، الثانى :
أنه باعث الرسل الى الخلق ، الثالث: أنه يبعث عباده على الفعال المخصوصة
بخلقه للأرادة والدواعى فى قلوبهم ، الرابع : أنه يبعث عباده عند العجز بالمعونة
الشهيد : شهد فى اللغة بمعنى حضر وعلم وأعلم ، و الشهيد اسم من
أسماء الله تعالى بمعنى الذى لا يغيب عنه شىء فى ملكه فى الأمور
الظاهرة المشاهدة ، إذا اعتبر العلم مطلقا فالله هو العليم ، وإذا أضيف الى
الأمور الباطنة فهو الخبير ، وإذا أضيف الى الأمور الظاهرة فهو الشهيد
الحـق : الحق هو الله ، هو الموجود حقيقة ، موجود على وجه لا يقبل
العدم ولا يتغير ، والكل منه واليه ، فالعبد إن كان موجودا فهو موجود بالله ،
لا بذات العبد ، فالعبد وإن كان حقا ليس بنفسه بل هو حق بالله ، وهو
بذاته باطل لولا إيجاد الله له ، ولا وجود للوجود إلا به ، وكل شىء هالك
إلا وجه الله الكريم ،
الوكيل : تقول اللغة أن الوكيل هو الموكول اليه أمور ومصالح غيره ،
الحق من أسماء الله تعالى تفيض بالأنوار ، فهو الكافى لكل من توكل عليه
، القائم بشئون عباده ، فمن توكل عليه تولاه وكفاه ، ومن استغنى به أغناه وأرضاه .
القوي المتين: هذان الاسمان بينهما مشاركة فى أصل المعنى ، القوة
تدل على القدرة التامة ، والمتانة تدل على شدة القوة والله القوى صاحب
القدرة التامة البالغة الكمال ،والله المتين شديد القوة والقدرة والله
متم قدره وبالغ أمره واللائق بالأنسان أن لا يغتر بقوته ، بل هو مطالب
أن يظهر ضعفه أمام ربه ،
الولـي : الولي فى اللغة هو الحليف والقيم بالأمر ، والقريب و الناصر
والمحب ، والولى أولا : بمعنى المتولي للأمر كولي اليتيم ، وثانيا : بمعنى
الناصر ، والناصر للخلق فى الحقيقة هو الله تبارك وتعالى ، ثالثا : بمعنى
المحب وقال تعالى ( الله ولى الذين آمنوا ) أى يحبهم ، رابعا : بمعنى ا
لوالى أى المجالس ، وموالاة الله للعبد محبته له
الحميد : الحميد لغويا هو المستحق للحمد والثناء ، والله تعالى هو الحميد
،بحمده نفسه أزلا ، وبحمده عباده له أبدا ، الذى يوفقك بالخيرات ويحمدك
عليها ، ويمحو عنك السيئات
المحصي : المحصى لغويا بمعنى الإحاطة بحساب الأشياء وما شأنه
التعداد ، الله المحصى الذى يحصى الأعمال ويعدها يوم القيامة ، هو
العليم بدقائق الأمور ، واسرار المقدور ، هو بالمظاهر بصير ، وبالباطن
خبير ، هو المحصى للطاعات ، والمحيط لجميع الحالات
المبدئ : المبدىء لغويا بمعنى بدأ وابتدأ ،والآيات القرآنية التى فيها
ذكر لاسم المبدىء والمعيد قد جمعت بينهما ، والله المبدىء هو المظهر
الأكوان على غير مثال ، الخالق للعوالم على نسق الكمال
المعيد : المعيد لغويا هو الرجوع الى الشىء بعد الانصراف عنه ،
وفى سورة القصص ( ان الذى فرض عليك القرآن لرادك الى معاد )
، أى يردك الى وطنك وبلدك ، والميعاد هو الآخرة ، والله المعيد الذى
يعيد الخلق بعد الحياة الى الممات ، ثم يعيدهم بعد الموت الى الحياة
المميت: والله المميت والموت ضد الحياة، وهو خالق الموت وموجهه
على من يشاء من الأحياء متى شاء وكيف شاء ، ومميت القلب
بالغفلة ، والعقل بالشهوة
الحـي : الحياة فى اللغة هى نقيض الموت ، و ألحى فى صفة
الله تعالى هو الباقي حيا بذاته أزلا وأبدا ، والأزل هو دوام الوجود
فى الماضي ، والأبد هو دوام الوجود فى المستقبل
القيوم : اللغة تقول أن القيوم و السيد ، والله القيوم بمعنى القائم
بنفسه مطلقا لا بغيره ، ومع ذلك يقوم به كل موجود ، ولا وجود
أو دوام وجود لشىء إلا به ، المدبر المتولى لجميع الأمور التى
تجرى فى الكون ، هو القيوم لأنه قوامه بذاته وقوام كل شىء به
الواجد : الواجد فيه معنى الغنى والسعة ، والله الواحد
الذي لا يحتاج الى شىء وكل الكمالات موجودة له مفقودة لغيره ،
إلا إن أوجدها هو بفضله ، وهو وحده نافذ المراد ، وجميع أحكامه
لا نقض فيها ولا أبرام ، وكل ما سوى الله تعالى لا يسمى واجدا
، وإنما يسمى فاقدا
الواحد : الواحد فى اللغة بمعنى الفرد الذى لم يزل وحده ولم يكن
معه أحد ، والواحد بمعنى الأحد وليس للأحد جمع ، والله تعالى واحد
لم يرضى بالوحدانية لأحد غيره ، والتوحيد ثلاثة : توحيد الحق سبحانه
وتعالى لنفسه ، وتوحيد العبد للحق سبحانه ، وتوحيد الحق للعبد وهو
إعطاؤه التوحيد وتوفيقه له ، والله واحد فى ذاته لا يتجزأ ، واحد فى
صفاته لا يشبهه شىء ، وهو لا يشبه شىء ، وهو واحد فى
أفعاله لا شريك له
الصمد : الصمد فى اللغة بمعنى القصد وأيضا بمعنى الذى لا جوف له
، والصمد فى وصف الله تعالى هو الذى صمدت اليه الأمور ، فلم
يقض فيها غيره ، وهو صاحب الأغاثات عند الملمات ، وهو الذى
يصمد اليه الحوائج ( أى يقصد ) . ومن اختاره الله ليكون مقصد
عباده فى مهمات دينهم ودنياهم ، فقد أجرى على لسانه ويده
حوائج خلقه ، فقد أنعم عليه بحظ من وصف هذا الاسم ،
المقدم المؤخر : المقدم لغويا بمعنى الذى يقدم الأشياء ويضعها
فى موضعها ، والله تعالى هو المقدم الذى قدم الأحباء وعصمهم
من معصيته ، وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم بدءا وختما
، وقدم أنبياءه وأولياءه بتقريبهم وهدايتهم ، أما المؤخر فهو الذي
يؤخرا لأشياء فيضعها فى مواضعها ،
الأول الآخر : الأول لغويا بمعنى الذى يترتب عليه غيره ، والله
الأول بعنى الذي لم يسبقه فى الوجود شىء ، هو المستغنى بنفسه ،
وهذه الأولية ليست بالزمان ولا بالمكان ولا بأي شيء في حدود العقل
أو محاط العلم أبطن من كل باطن لأن عقلك وعلمك محدود بعقلك وعلمك
، فتكون الأولية خارجة عنه
الظاهر الباطن : الظاهر لغويا بمعنى ظهور الشيء الخفي وبمعنى الغالب
، والله الظاهر لكثرة البراهين الظاهرة والدلائل على وجود إلهيته وثبوت
ربوبيته وصحة وحدانيته ، والباطن سبحانه بمعنى المحتجب عن عيون خلقه
الوالـي : الله الوالي هو المالك للأشياء ، المستولى عليها ، فهو المتفرد
بتدبيرها أولا ، والمتكفل والمنفذ للتدبير ثانيا ، والقائم عليها بالإدانة والإبقاء
ثالثا ، هو المتولي أمور خلقه بالتدبير والقدرة والفعل
المتعالي : تقول اللغة يتعالى أى يترفع على ، الله المتعالي هو
المتناهي فى علو ذاته عن جميع مخلوقاته ، المستغنى بوجوده عن
جميع كائناته ، لم يخلق إلا بمحض الجود ، وتجلى أسمه الودود ،
هو الغنى عن عبادة العابدين ، الذى يوصل خيره لجميع العاملين ،
وقد ذكر اسم المتعالي فى القرآن مرة واحدة فى سورة الرعد :
( عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال )
البر : البر فى اللغة بفتح الباء هو فاعل الخير والمحسن ، وبكسر
الباء هو الإحسان والتقوى البر فى حقه تعالى هو فاعل البر والإحسان
، هو الذى يحسن على السائلين بحسن عطائه،ويتفضل على العابدين بجزيل جزائه ،
التواب : التوبة لغويا بمعنى الرجوع ، ويقال تاب وأناب وآب ، فمن تاب
لخوف العقوبة فهو صاحب توبة ، ومن تاب طمعا فى الثواب فهو صاحب
إنابة ، ومن تاب مراعاة للأمر لا خوفا ولا طمعا فهو صاحب أوبة والتواب
فى حق الله تعالى هو الذى يتوب على عبده ويوفقه اليها وييسرها له
، ومالم يتب الله على العبد لا يتوب العبد ، فابتداء التوبة من الله تعالى
بالحق ، وتمامها على العبد بالقبول
المنتقم : النقمة هى العقوبة ، والله المنتقم الذى يقسم ظهور الطغاة
ويشدد العقوبة على العصاة وذلك بعد الإنذار بعد التمكين والإمهال
، فإنه إذا عوجل بالعقوبة لم يمعن فى المعصية فلم يستوجب غاية
النكال فى العقوبة
والله يغضب فى حق خلقه بما لا يغضب فى حق نفسه ، فينتقم لعباده
بما لا ينتقم لنفسه فى خاص حقه
الرؤوف : الرؤوف فى اللغة هى الشديد الرحمة ، والرأفة هى هى نهاية
الرحمة ، و الروؤف فى أسماء الله تعالى هو المتعطف على المذنبين
بالتوبة ، وعلى أوليائه بالعصمة ، ومن رحمته بعباده أن يصونهم عن
موجبات عقوبته
مالك الملك : من أسماء الله تعالى الملك والمالك والمليك ، ومالك
الملك والملكوت ، مالك الملك هو المتصرف فى ملكه كيف يشاء ولا
راد لحكمه ، ولا معقب لأمره ، والوجو كله من جميع مراتبه مملكة واحدة
لمالك واحد هو الله تعالى ، هو الملك الحقيقى المتصرف بما شاء كيف شاء
ذو الجلال والإكرام : ذو الجلال والإكرام إسم من أسماء الله الحسنى،
هو الذى لا جلال ولا كمال إلا وهو له ، ولا كرامة ولا مكرومة إلا وهى
صادرة منه ، فالجلال له فى ذاته ةالكرامة فائضة منه على خلقه
الجامع : تقول اللغة إن الجمع هو ضم الشيء بتقريب بعضه من بعض
، ويوم الجمع هو يوم القيامة ، لأن الله يجمع فيه بين الأولين والأجرين
، من الأنس والجن ، وجميع أهل السماء والأرض ، وبين كل عبد وعمله
، وبين الظالم والمظلوم ، وبين كل نبى وأمته ، وبين ثواب أهل الطاعة
وعقاب أهل المعصية
الغني : تقول اللغة أن الغنى ضد الفقر ، والغنى عدم الحاجة وليس
ذلك إلا لله تعالى ، هو المستغنى عن كل ما سواه ، المفتقر اليه كل
ما عداه ، هو الغنى بذاته عن العالمين ، المتعالي عن جميع الخلائق
فى كل زمن وحين ، الغنى عن العباد ، والمتفضل على الكل بمحض
المغني : الله المغنى الذى يغنى من يشاء غناه عمن سواه ،
هو معطى الغنى لعباده ، ومغنى عباده بعضهم عن بعض ،
فالمخلوق لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا
المانع : تقول اللغة أن المنع ضد الإعطاء ، وهى أيضا بمعنى الحماية
، الله تعالى المانع الذى يمنع البلاء حفظا وعناية ، ويمنع العطاء عمن
يشاء أبتلاء أو حماية ، ويعطى الدنيا لمن يحب ومن لا يحب ، ولا يعطى
الآخرة إلا لمن يحب ، سبحانه يغن
ى ويفقر ، ويسعد ويشقى ، ويعطى ويحرم
الضار النافع : تقول اللغة أن الضر ضد النفع ، والله جل جلاله هو الضار ،
أى المقدر للضر لمن أراد كيف أراد ، هو وحده المسخر لأسباب الضر بلاء
لتكفير الذنوب أو ابتلاء لرفع الدرجات ، فإن قدر ضررا فهو المصلحة الكبرى .
الله سبحانه هو النافع الذى يصدر منه الخير والنفع فى الدنيا والدين ،
فهو وحده المانح الصحة والغنى
النور : تقول اللغة النور هو الضوء والسناء الذى يعين على الإبصار ،
وذلك نوعان دنيوى وأخروى ، والدنيوى نوعان : محسوس بعين البصيرة
كنور العقل ونور القرآن الكريم ، والأخر محسوس بعين البصر
الهادئ : تقول اللغة أن الهداية هى الإمالة ، ومنه سميت الهدية لأنها
تميل قلب المهدى اليه الهدية الى الذى أهداه الهدية ، والله الهادى
سبحانه الذى خص من أراد من عباده بمعرفته وأكرمه بنور توحيده
ويهديه الى محاسن الأخلاق والى طاعته
البديع : اتقول اللغة إن الإبداع إنشاء صنعة بلا احتذاء أو اقتداء ،
والإبداع فى حق الله تعالى هو إيجاد الشىء بغير ألة ولا مادة
ولا زمان ولا مكان ، وليس ذلك إلا لله تعالى ، والله البديع الذى لا
نظير له فى معنيان الأول : الذى لا نظير له فى ذاته ولا فى صفاته
ولا فى أفعاله ولا فى مصنوعاته فهو البديع المطلق
الوراث : الوارث سبحانه هو الباقى بعد فناء الخلق ، وقيل الوارث لجميع
الأشياء بعد فناء أهلها ،روى أنه ينادى يوم القيامة : لمن الملك اليوم ؟
فيقال : لله الواحد القهار. وهذا النداء عبارة عن حقيقة ما ينكشف للأكثرين
فى ذلك اليوم إذ يظنون لأنفسهم ملكا ، أما أرباب البصائر فإنهم أبدا
مشاهدون لمعنى هذا النداء ، يؤمنون بأن الملك لله الواحد القهار أزلا وابدا
الرشيد : الرشد هو الصلاح والأستقامة ،وهو خلاف الغى والضلالة
، والرشيد كما يذكر الرازى على وجهين أولهما أن الراشد الذى له
الرشد ويرجع حاصله الى أنه حكيم ليس فى أفعاله هبث ولا باطل ،
وثانيهما إرشاد الله يرجع الى هدايته ، والله سبحانه الرشيد المتصف
بكمال الكمال عظيم الحكمة بالغ الرشاد وهو الذى يرشد الخلق ويهديهم
الى ما فيه صلاحهم ورشادهم فى الدنيا وفى الآخرة
الصبور : تقول اللغة أن الصبر هو حبس النفس عن الجزع ، والصبر ضد الجزع
، ويسمى رمضان شهر الصبر أن فيه حبس النفس عن الشهوات ، والصبور
سبحانه هو الحليم الذى لا يعاجل العصاة بالنقمة بل يعفو أو يؤخر ،
الذى إذا قابلته بالجفاء قابلك بالعطاء والوفاء ، هو الذى يسقط العقوبة
بعد وجوبها ، هو ملهم الصبر لجميع خلقه
تعليق