المولد النبوي الشريف
قال الله تعالى ﴿وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين﴾ ,وقال صلى الله عليه وآله وسلم «إنما بعثت رحمة ولم أبعث لعانا» وقال أيضا : «إنما أنا رحمة مهداة», فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو الرحمة العظمى وقد أذن الله لنا بالفرح والسرور بمولد تلك الرحمة قال تعالى ﴿قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا﴾, فقد قال السيوطي في تفسير هذه الآية ناقلا عن ابن عباس رضي الله عنهما : «فضل الله العلم ورحمته محمد صلى الله عليه وآله وسلم ».
وقال تعالى أيضا : ﴿وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك﴾, يظهر من ذلك أن الحكمة في قصص أنباء الرسل عليهم السلام تثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا شك اننا اليوم نحتاج إلى تثبيت أفئدتنا بأنبائه وأخباره أشد من احتياجه هو صلى الله عليه وآله وسلم.
وإن المولد الشريف يحث على الصلاة والسلام المطلوبين بقوله تعالى : ﴿إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما﴾, وما كان يبعث على المطلوب شرعا فهو مطلوب شرعا.
وقال تعالى ﴿قال عيسى بن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا ولآخرنا وارزقنا وأنت خير الرازقين﴾, فنزول المائدة اعتبر عيدا لأهل الأرض للأولين والآخرين ليظهروا فرحهم فما أحرانا أن نفرح بمولده صلى الله عليه وآله وسلم وهو الرحمة العظمى للعالمين قال تعالى ﴿وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين﴾، إن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف تعبير عن الفرح والسرور بالمصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وقد انتفع به الكافر به صلى الله عليه وآله وسلم فقد جاء أنه يخفف عن ابي لهب كل يوم اثنين بسبب عتقه لثويبة جاريته لما بشرته بولادة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم, وقال إمام القراء الحافظ شمس الدين بن الجزري رحمه الله تعالى في كتابه (عرف التعريف بالمولد الشريف) : قد رؤي أبو لهب بعد موته في النوم فقيل له: ما حالك فقال: في النار إلا أنه يخفف عني كل ليلة اثنين بإعتاقي ثويبة عندما بشرتني بولادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبإرضاعها له فإذا كان أبو لهب الكافر الذي نزل القرآن بذمه يخفف عنه العذاب كل ليلة اثنين بسبب فرحه بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فما حال المسلم الموحد من أمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي سر بمولده ويبذل ما تصل اليه قدرته في محبته صلى الله عليه وآله وسلم إنه سيكون له أجر عظيم عند الله عز وجل ويقول في ذلك الحافظ شمس الدين محمد بن ناصر الدين الدمشقي :
بتبت يداه في الجحيم مخلداإذا **** كان هذا كافرا جاء ذمه
يخفف عنه للسرور بأحمدا **** أتى أنه في يوم الاثنين دائما
بأحمد مسرورا ومات موحدا **** فما الظن بالعبد الذي كان عمره
تعليق