صدقة.. دعاء .. أين الجهاد !!؟
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله إمام المجاهدين وقائد الغر الميامين:
ممّا يلاحظ على مدى عقود الذل الماضية أنّنا قعدنا واستسلمنا لإصدار البيانات والشجب والاستنكار في كل نازلة وكارثة تتلقاها الأمة من الصهاينة الملاعين هذا على المستوى الرسمي وغيره، وعلى مستوى شيوخنا حفظهم الله لا نكاد نسمع إلاّ من القليل منهم عن الجهاد وفضله ووجوبه واقتصر القول على "أصلحوا نفوسكم تبرعوا لهم ادعوا لهم" !!؟
فقط !! هكذا بكل بساطة !!؟
أطفالنا ييتمون ويقتلون، نساءنا يرملون ويقصفون وشيوخنا يضربون ونقتصر على قول "أرسلوا مساعدات وعليكم بالدعاء" !!
إلى متى تعطى الأمة وشبابها هذه المسكنات والمخدارت !!؟
متى يفقه شبابنا الجهاد إن لم توعوهم به !!؟
ليس إقلالا من فضائل الدعاء والصدقات، فالدعاء سهام الليل التي لا تخيب والصدقة لهم جهاد بالمال وفيهما ما لن يحصيه هذا المقال من فضائل واردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن أين الجهاد بالنفس أين الغدوة والروحة أين ما يُحيي المروءة ويرفع الكرامة وينفض عن الأمة ذلها؟؟ فهو أيضا جاء في فضله العديد من الآيات والأحاديث فأين نحن عنها ؟؟
أين ذروة سنام الإسلام!!؟
أين نحن من قول الله تعالى {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ}.
وقوله تعالى: {انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [التوبة:41].
وقوله تعالى: {وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [التوبة: من الآية 36].
وقول الله تعالى: {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتَّمُوهُمْ وَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا} [النساء: من الآية 89].
وقوله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ} [البقرة:193].
وأين نحن من هذا الحديث!!؟
عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لَغدوةٌ في سبيل الله أو رواحة خير من الدنيا وما فيها».
وفي رواية من حديث أبي هريرة: «خير ممَّا تطلع عليه الشمس وتغرب» [البخاري رقم 3792، فتح الباري (6/13)، ورقم 2793 أيضا، ومسلم (3/1499)].
ومن هذا روى ابن المبارك في كتاب الجهاد [الجهاد (1/34)] من مرسل الحسن، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا فيهم عبد الله بن رواحة فتأخَّر ليشهد الصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لو أنفقت ما في الأرض ما أدركت فضل غدوتهم».
عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«رباطُ يوم في سبيل الله خيرٌ من الدنيا وما عليها، وموضعُ سَوْط أحدكم من الجنة خيرٌ من الدنيا وما عليها، والرَّوْحة يروحها العبد في سبيل الله والغدوة خيرٌ من الدنيا وما عليها». [البخاري رقم 2892، فتح الباري (6/85)].
وعن سلمان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأُجري عليه رزقه، وأُمن الفتَّان». [مسلم (3/1520)].
قال النووي رحمه الله: "هذه فضيلة ظاهرة للمرابط، وجَرَيان عمله عليه بعد موته فضيلة مختصة به لا يشاركه فيه أحد"، وقد جاء صريحا في غير مسلم: «كل ميت يختم على عمله إلا المرابط فإنه ينمى له إلى يوم القيامة». [شرح النووي على مسلم (13/61)] وقوله صلى الله عليه وسلم: «وأجري عليه رزقه». موافق لقول الله تعالى في الشهداء: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}[آل عمران: 169].
أين نحن من ذاك كله أين المطالب الرسمية الموجهة من علماءنا لحكام الدول بإعداد العدة وفتح أبواب الجهاد والتعبئة الشعبية؟
منذ 1948 واحتلال الصهاينة أرض فلسطين إن كنا فهمنا الدرس وتعلمناه لما أصبح هذا حالنا.
لا نقول بالخروج على إخواننا وإحداث البلبلة وقتل المسلمين فدم المسلم أعظم عند الله من هدم الكعبة حجرا حجرا، ولكن ما نطالب به تربية جهادية ممنهجة للشباب.
أين الدعوة وصحوتها من الشباب المجندين وأفراد القوات والجيش!؟
علينا الكثير من العمل حتى نرفع الرأس فكم بنا من ذل وخنوع أن نرى نساء وأطفال يقتلون على مرآى منّا ومن العالم الذي يقف بأسره مع اليهود المجرمين ولا تستغربوا فنحن في شريعة الغاب وهم يقفون مع القوي بنظرهم.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "من الكبائر ترك الجهاد عند تعينه بأن دخل الحربيون دار الإسلام أو أخذوا مسلمًا، وترك النّاس الجهاد من أصله، وترك أهل الإقليم تحصين ثغورهم بحيث يُخاف عليها من استيلاء الكفار بسبب ترك ذلك التحصين".
قال العلماء: "والتخلف عن الجهاد هو أن يتقاعس المسلم ويتأخر عن استفراغ وُسعه في مدافعة العدو من الكفار والمشركين، الأمر الذي يفضح الله به حقيقة صاحبه ويجمع به عليه عذاب الدنيا والآخرة".
عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذُلًا لاينزعه؛ حتى ترجعوا إلى دينكم» [رواه أبو داود، (3464)، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، (3462)].
وأخرج الطبراني بإسناد حسن عن أبي بكر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما ترك قوم الجهاد إلا ذلُّوا»..
ورد في بيان جبهة علماء الأزهر ـ حماها الله ـ الأخير ما يلي:
"إنّ استنهاض الهمم، واستجاشة العزائم للجهاد فريضة من الله تعالى على كل مسلم، لا يعذر فيها أحد، لأنّ كلفتها غير شاقة، ونتائجها إن شاء الله ليست بالضعيفة، فالمؤمنون به أكفاء لعدو الله وعدوهم، لأنّ أعداءهم قوم لا يفقهون {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ} [لأنفال: 65].
فالفئة المؤمنة هي التي تفقه، تفقه الحقائق، وتدرك معنى الإيمان، فتستعلي به، وتخِفَّ له، وتدعوا ولو بدمائها وأشلائها إليه، وتثق في موعود الله تعالى لها {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} [غافر:51].
ومن هذا الفقه يأتي رعاية حقِّ التحريض، والإعداد المناسب له، ومطاردة مفسداته من الركون إلى مواطن العبث، والإخلاد إلى أسباب الدعة، تلك المفسدات التي يزينها شياطين الساسة، ويروجها أبالسة المتفيهقين، فينتج عن ذلك أشرُّ أنواع العبوديات، عبودية القلب لمطالب الهوى وجنوده، فيضيع بذلك الرجاء في الله، لأن الذنوب والسيئات تضر الإنسان أعظم ممّا تضره السموم [مجموع الفتاوى 8/ 348].
إنّ الحرية هي حرية القلب من سلطان الأهواء، وغلبة الذنوب، وقهر المطامع الرخيصة، وذل المناصب والألقاب التي أتتهم بغير رصيد".
وقالوا: "إنّ هذه الأمة يغسل الله عارها اليوم بدماء شهدائها، فلا تلوثوا أنفسكم بانصرافكم عن متابعة أخباره وأخبار أهله إلى متابعة الرخيص من مناكر الأقوال والأفعال فتُحرَموا شرف التطهر به.
يقول الحق جل جلاله: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكِيلاً} [النساء: 84].
قاتل في سبيل الله إذا تعينت المقاتلة سبيلًا لأداء الحق، والدفاع عن الحرمات، قاتل ولو كنت وحدك، فليس عليك إلاّ نفسك، قاتل وحرِّض المؤمنين، والتحريض هو الحثُّ والإحماء، والتحريض فريضة كفريضة القتال سواء بسواء، لا يؤتي أُكَلَه إذا كان القلب بالفنون الهابطة وأمثالها من المحرمات فاسدًا.
وإذا كان لكل فريضة شروط لا تصح بدونها، وأركان لا تتحقق إلاّ باستيفائها، فإن من شروط سلامة سلاح التحريض ـ وهو ليس بالأمر الهيِّن إذا صدقت عنده وله العزائم، وهي كلها ممكنة لكل غيور ـ، مخاصمة معالم العبث، و اللهو، وأنديتها، وقنواتها، ومجالسها، وأصحابها.
فإنّ ذلك كله ممّا يتَوَسَّلُ به عدوُّنا للنفاذ به إلى قلوبنا، مع غيره من المعاصي والمخالفات من مثل تحليل الحرام، وتجريم أداء الواجبات، وتحريم الحلال، ومن ثم تصرف الهمم عن معالي الأمور بسفسافها وقبائحها،واستباحة المحرمات، فإنّ الرجاء في الله لا يستقيم مع المحادة له، والانصراف عنه، والانشغال بما يفسد القلوب ويسكر العقول، ويعطل المواهب، ويلغي معالم الشريعة الحقة، وبذلك تستحق الأمّة كلها ما لايليق إلاّ بعدوها من ضربها بالذل والهوان".
وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من لم يغزُ، أو يجهِّز غازيًا، أو يخلُف غازيا في أهله بخيرً أصابه الله بقارعة قبل يوم القيامة». [رواه أبو داود، (2505)، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، (1391)].
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من مات ولم يغز، ولم يُحدِّث به نفسه مات على شعبة من شعب النفاق». [رواه مسلم، (5040)].
فيا شيوخنا الأفاضل ويا علماءنا الأجلاء والله أنتم عز لهذه الأمة وأنتم دعاتها ومن بفضل الله يشرح صدر شبابها فأحيوا فينا حي على الجهاد كما أحييتم حي على الصلاة.
أحيوه الآن قبل أن يفوت الفوت ونعض أصابع الندم لما فات من الفوت، فليس من وقت أقوى وأحوج من هذا الوقت وغزة تنتهك وتحرق عن بكرة أبيها وسلبت من قبلها فلسطين بأكملها والعراق الأسير وأفغانستان تقصف والصومال تداعوا عليه، وتسليح للهندوس على حساب مسلمي كشمير وغير ذلك الكثير، فإن نجحنا مرة فسياهابوننا ويحسبون ألف حساب في مهاجمتنا في مرة قادمة، لكن مع هذا المستوى من الخضوع فلن تقوم لنا قائمة ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم.
أسأل الله سبحانه أن ينير بصائرنا ويقوينا على أعدائنا وأن يجعلنا هداة مهتدين على خطى إمام المجاهدين سائرين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله إمام المجاهدين وقائد الغر الميامين:
ممّا يلاحظ على مدى عقود الذل الماضية أنّنا قعدنا واستسلمنا لإصدار البيانات والشجب والاستنكار في كل نازلة وكارثة تتلقاها الأمة من الصهاينة الملاعين هذا على المستوى الرسمي وغيره، وعلى مستوى شيوخنا حفظهم الله لا نكاد نسمع إلاّ من القليل منهم عن الجهاد وفضله ووجوبه واقتصر القول على "أصلحوا نفوسكم تبرعوا لهم ادعوا لهم" !!؟
فقط !! هكذا بكل بساطة !!؟
أطفالنا ييتمون ويقتلون، نساءنا يرملون ويقصفون وشيوخنا يضربون ونقتصر على قول "أرسلوا مساعدات وعليكم بالدعاء" !!
إلى متى تعطى الأمة وشبابها هذه المسكنات والمخدارت !!؟
متى يفقه شبابنا الجهاد إن لم توعوهم به !!؟
ليس إقلالا من فضائل الدعاء والصدقات، فالدعاء سهام الليل التي لا تخيب والصدقة لهم جهاد بالمال وفيهما ما لن يحصيه هذا المقال من فضائل واردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن أين الجهاد بالنفس أين الغدوة والروحة أين ما يُحيي المروءة ويرفع الكرامة وينفض عن الأمة ذلها؟؟ فهو أيضا جاء في فضله العديد من الآيات والأحاديث فأين نحن عنها ؟؟
أين ذروة سنام الإسلام!!؟
أين نحن من قول الله تعالى {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ}.
وقوله تعالى: {انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [التوبة:41].
وقوله تعالى: {وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [التوبة: من الآية 36].
وقول الله تعالى: {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتَّمُوهُمْ وَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا} [النساء: من الآية 89].
وقوله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ} [البقرة:193].
وأين نحن من هذا الحديث!!؟
عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لَغدوةٌ في سبيل الله أو رواحة خير من الدنيا وما فيها».
وفي رواية من حديث أبي هريرة: «خير ممَّا تطلع عليه الشمس وتغرب» [البخاري رقم 3792، فتح الباري (6/13)، ورقم 2793 أيضا، ومسلم (3/1499)].
ومن هذا روى ابن المبارك في كتاب الجهاد [الجهاد (1/34)] من مرسل الحسن، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا فيهم عبد الله بن رواحة فتأخَّر ليشهد الصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لو أنفقت ما في الأرض ما أدركت فضل غدوتهم».
عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«رباطُ يوم في سبيل الله خيرٌ من الدنيا وما عليها، وموضعُ سَوْط أحدكم من الجنة خيرٌ من الدنيا وما عليها، والرَّوْحة يروحها العبد في سبيل الله والغدوة خيرٌ من الدنيا وما عليها». [البخاري رقم 2892، فتح الباري (6/85)].
وعن سلمان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأُجري عليه رزقه، وأُمن الفتَّان». [مسلم (3/1520)].
قال النووي رحمه الله: "هذه فضيلة ظاهرة للمرابط، وجَرَيان عمله عليه بعد موته فضيلة مختصة به لا يشاركه فيه أحد"، وقد جاء صريحا في غير مسلم: «كل ميت يختم على عمله إلا المرابط فإنه ينمى له إلى يوم القيامة». [شرح النووي على مسلم (13/61)] وقوله صلى الله عليه وسلم: «وأجري عليه رزقه». موافق لقول الله تعالى في الشهداء: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}[آل عمران: 169].
أين نحن من ذاك كله أين المطالب الرسمية الموجهة من علماءنا لحكام الدول بإعداد العدة وفتح أبواب الجهاد والتعبئة الشعبية؟
منذ 1948 واحتلال الصهاينة أرض فلسطين إن كنا فهمنا الدرس وتعلمناه لما أصبح هذا حالنا.
لا نقول بالخروج على إخواننا وإحداث البلبلة وقتل المسلمين فدم المسلم أعظم عند الله من هدم الكعبة حجرا حجرا، ولكن ما نطالب به تربية جهادية ممنهجة للشباب.
أين الدعوة وصحوتها من الشباب المجندين وأفراد القوات والجيش!؟
علينا الكثير من العمل حتى نرفع الرأس فكم بنا من ذل وخنوع أن نرى نساء وأطفال يقتلون على مرآى منّا ومن العالم الذي يقف بأسره مع اليهود المجرمين ولا تستغربوا فنحن في شريعة الغاب وهم يقفون مع القوي بنظرهم.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "من الكبائر ترك الجهاد عند تعينه بأن دخل الحربيون دار الإسلام أو أخذوا مسلمًا، وترك النّاس الجهاد من أصله، وترك أهل الإقليم تحصين ثغورهم بحيث يُخاف عليها من استيلاء الكفار بسبب ترك ذلك التحصين".
قال العلماء: "والتخلف عن الجهاد هو أن يتقاعس المسلم ويتأخر عن استفراغ وُسعه في مدافعة العدو من الكفار والمشركين، الأمر الذي يفضح الله به حقيقة صاحبه ويجمع به عليه عذاب الدنيا والآخرة".
عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذُلًا لاينزعه؛ حتى ترجعوا إلى دينكم» [رواه أبو داود، (3464)، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، (3462)].
وأخرج الطبراني بإسناد حسن عن أبي بكر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما ترك قوم الجهاد إلا ذلُّوا»..
ورد في بيان جبهة علماء الأزهر ـ حماها الله ـ الأخير ما يلي:
"إنّ استنهاض الهمم، واستجاشة العزائم للجهاد فريضة من الله تعالى على كل مسلم، لا يعذر فيها أحد، لأنّ كلفتها غير شاقة، ونتائجها إن شاء الله ليست بالضعيفة، فالمؤمنون به أكفاء لعدو الله وعدوهم، لأنّ أعداءهم قوم لا يفقهون {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ} [لأنفال: 65].
فالفئة المؤمنة هي التي تفقه، تفقه الحقائق، وتدرك معنى الإيمان، فتستعلي به، وتخِفَّ له، وتدعوا ولو بدمائها وأشلائها إليه، وتثق في موعود الله تعالى لها {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} [غافر:51].
ومن هذا الفقه يأتي رعاية حقِّ التحريض، والإعداد المناسب له، ومطاردة مفسداته من الركون إلى مواطن العبث، والإخلاد إلى أسباب الدعة، تلك المفسدات التي يزينها شياطين الساسة، ويروجها أبالسة المتفيهقين، فينتج عن ذلك أشرُّ أنواع العبوديات، عبودية القلب لمطالب الهوى وجنوده، فيضيع بذلك الرجاء في الله، لأن الذنوب والسيئات تضر الإنسان أعظم ممّا تضره السموم [مجموع الفتاوى 8/ 348].
إنّ الحرية هي حرية القلب من سلطان الأهواء، وغلبة الذنوب، وقهر المطامع الرخيصة، وذل المناصب والألقاب التي أتتهم بغير رصيد".
وقالوا: "إنّ هذه الأمة يغسل الله عارها اليوم بدماء شهدائها، فلا تلوثوا أنفسكم بانصرافكم عن متابعة أخباره وأخبار أهله إلى متابعة الرخيص من مناكر الأقوال والأفعال فتُحرَموا شرف التطهر به.
يقول الحق جل جلاله: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكِيلاً} [النساء: 84].
قاتل في سبيل الله إذا تعينت المقاتلة سبيلًا لأداء الحق، والدفاع عن الحرمات، قاتل ولو كنت وحدك، فليس عليك إلاّ نفسك، قاتل وحرِّض المؤمنين، والتحريض هو الحثُّ والإحماء، والتحريض فريضة كفريضة القتال سواء بسواء، لا يؤتي أُكَلَه إذا كان القلب بالفنون الهابطة وأمثالها من المحرمات فاسدًا.
وإذا كان لكل فريضة شروط لا تصح بدونها، وأركان لا تتحقق إلاّ باستيفائها، فإن من شروط سلامة سلاح التحريض ـ وهو ليس بالأمر الهيِّن إذا صدقت عنده وله العزائم، وهي كلها ممكنة لكل غيور ـ، مخاصمة معالم العبث، و اللهو، وأنديتها، وقنواتها، ومجالسها، وأصحابها.
فإنّ ذلك كله ممّا يتَوَسَّلُ به عدوُّنا للنفاذ به إلى قلوبنا، مع غيره من المعاصي والمخالفات من مثل تحليل الحرام، وتجريم أداء الواجبات، وتحريم الحلال، ومن ثم تصرف الهمم عن معالي الأمور بسفسافها وقبائحها،واستباحة المحرمات، فإنّ الرجاء في الله لا يستقيم مع المحادة له، والانصراف عنه، والانشغال بما يفسد القلوب ويسكر العقول، ويعطل المواهب، ويلغي معالم الشريعة الحقة، وبذلك تستحق الأمّة كلها ما لايليق إلاّ بعدوها من ضربها بالذل والهوان".
وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من لم يغزُ، أو يجهِّز غازيًا، أو يخلُف غازيا في أهله بخيرً أصابه الله بقارعة قبل يوم القيامة». [رواه أبو داود، (2505)، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، (1391)].
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من مات ولم يغز، ولم يُحدِّث به نفسه مات على شعبة من شعب النفاق». [رواه مسلم، (5040)].
فيا شيوخنا الأفاضل ويا علماءنا الأجلاء والله أنتم عز لهذه الأمة وأنتم دعاتها ومن بفضل الله يشرح صدر شبابها فأحيوا فينا حي على الجهاد كما أحييتم حي على الصلاة.
أحيوه الآن قبل أن يفوت الفوت ونعض أصابع الندم لما فات من الفوت، فليس من وقت أقوى وأحوج من هذا الوقت وغزة تنتهك وتحرق عن بكرة أبيها وسلبت من قبلها فلسطين بأكملها والعراق الأسير وأفغانستان تقصف والصومال تداعوا عليه، وتسليح للهندوس على حساب مسلمي كشمير وغير ذلك الكثير، فإن نجحنا مرة فسياهابوننا ويحسبون ألف حساب في مهاجمتنا في مرة قادمة، لكن مع هذا المستوى من الخضوع فلن تقوم لنا قائمة ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم.
أسأل الله سبحانه أن ينير بصائرنا ويقوينا على أعدائنا وأن يجعلنا هداة مهتدين على خطى إمام المجاهدين سائرين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تعليق