بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنارَ الوجودَ بخير مولود .. والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ونور الله في أرضه وهدايته لخلقه اصطفاه ربه من البريّة ليكون مُنقذاً للبشرية أما بعد ...
ففي شهر ربيع الأول وُلد صلى الله عليه وسلم , وكان مولده حدثاً عظيماً فكثير من الناس يولدون لا يشعر بهم أحد , ويموتون لا يشعر بهم أحد , جاؤوا إلى الدنيا في صمت ورحلوا عنها في صمت , لكن مولده صلى الله عليه وسلم كان علامةً بارزةً في تاريخ الإنسانية , ونقطة تحول في حياة البشرية , وثورةً فجّرت ينابيع التاريخ وغيرت معالم الدنيا , ووضعت قدم الإنسانية على طريق الحق والخير , وأخذت بيده إلى سبيل الهدى والرشاد , لقد وُلد محمد صلى الله عليه وسلم في بيئة جاهلية يعبُد أهلها الأصنام , ويشربون الخمور ويئدون البنات , وتقوم بينهم الحروب لأتفه الأسباب , فتُزهَقُ أرواح , وتُرَمّلُ نساء , وييتم أطفال , وسط هذا الظلام الذي عم العالم كله وُلِدَ النور , ونشأ منذ صباه على الخُلق الفاضل , والفطرة السليمة المستقيمة , فلم يَسجُد لصنم . ولم يشرب الخمر , ولم يصدر عنه فحشٌ أو بذاءة , حتى لُقِّبَ بالصادق الأمين , لقد صنعه الله على عينه , وأعدّه الله لحمل هذه الرسالة , وصدق الله تعالى حيث يقول { اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ }الأنعام124 , فبذل النبي صلى الله عليه وسلم من نفسه ووقته في سبيل الدعوة ما يعجز عنه الأبطال , وصبر على أذى قومه , وجعل من العرب متعاونة متماسكة , بدّل وثنيتهم إيمانا , وجهلهم علما , وظلامهم نورا {لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ }آل عمران164 , فأصبحوا بنعمة الله إخوانا , وحملت هذه الأمة التي شرّفها الله بنبيها العربي رسالة الله إلى كل أركان الدنيا وبقاع العالم , وخرج من بلاد العرب جند الله ينشرون مباديء الإسلام ويُعلون راية الحق , ويرفعون شعار لا إله إلا الله محمد رسول الله , فهزموا الأكاسرة وقهروا القياصرة , ونَعِمَ العالم في ظل الإسلام بالأمن والعدل , وتمتع بالحرية والمساواة , كل هذا التغيير وذلك التحول بدأه فردٌ واحد هو محمد صلى الله عليه وسلم مكث ثلاثا وعشرين سنة منها ثلاث عشرة في مكة وعشر بالمدينة , بلّغَ فيها عن ربه , وترك أمته على المحجة البيضاء ولقي ربه بعد أن أكمل رسالته , ودخل الناس في دين الله أفواجا, قال الصحابة رضي الله عنهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا عن نفسك : قال : ( أنا دعوة ابراهيم وبشرى عيسى ورأت أمي حين حملت بي كأنه خرج منها نور أضاءت له قصور بصرى من أرض الشام ) , وقال أبو بكر للرسول صلى الله عليه وسلم : لقد طُفتُ العرب وسمعتُ فصحاءهم فما رأيتُ ولا سمعتُ مثلك أحدا ... فمن أدّبك ؟ قال الرسول صلى الله عليه وسلم أدّبني ربي فأحسن تأديبي ) . وفيه يقول حسان بن ثابت :
وأحسنُ منك لم ترَ قطُ عيني وأجمل منك لم تلد النساءُ
خُلقت مُبَـرّأٌ مـن كل عيبٍ كأنك قد خُلقت كمـا تشاءُ
ويكفي رسولنا شرفاً أنّ الله أقسم بحياته حيث قال عز وجل {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ }الحجر72 , وقال ابن عباس رضي الله عنه ما سمعتُ الله أقسم بحياة أحدٍ غيره , وقد صلى عليه ربه وملائكته وأمر المؤمنين بالصلاة عليه حيث قال الله عز وجل {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }الأحزاب56 , لقد رفع الله عز وجل ذكر نبيه محمد فلا يذكر اسم الله في الأذان أو التشهد إلا ويذكر اسم الرسول صلى الله عليه وسلم كما رفع ذكره في الأولين والآخرين حين أخذ الميثاق على جميع النبيين أن يؤمنوا بمحمد حيث قال تعالى {وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ }آل عمران81 , لقد جعل الله الشمس سراجاً تمد الكون بالحرارة والدفء وجعل الرسول سراجاً يمد الإنسانية بحرارة الإيمان ودفء اليقين حيث قال عز وجل {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُّنِيراً }الفرقان61 , ويقول عز وجل { قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ }المائدة15 , وقال أيضاً {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً }الأحزاب 45- 46 , فالنور هو صلى الله عليه وسلم ... ذلك هو رسولكم يا أمة الإسلام قد رفع الله من قدره وأعلى من شأنه فهل نُقصّر نحن في حقه صلى الله عليه وسلم , فأين نحن من هذا الرسول صلى الله عليه وسلم والأمة ابتعدت عن هديه وترى مسراه أسيراً ولا تحرك ساكناً وتسمع شُذاذ الآفاق وهم يتطاولون على رسولنا بالرسومات الكاريكاتورية ويصفونه بوصفات ما أنزل الله بها من سلطان وتخرج هذه الأمة لتُعبّر عن سخطها وغضبها بالهتافات والشعارات التي سرعان ما تهدأ وتعاد الكرّة من جديد فالأمر يا أمة الإسلام ليس كذلك , الأمر إذا كنا نريد أن نرد على هؤلاء الذين يتطاولن على رسولنا ويعتدون على مسراه يجب أن تقوم الأمة على طاعة الله وطاعة رسوله والإلتزام بهديه والاقتداء في أقواله وأفعاله قال صلى الله عليه وسلم ( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به ) رواه السيوطي وعزاه إلى الاصبهاني , ويقول عز وجل { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا }الحشر7 , {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }الأحزاب21 , فإذا طبقنا ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وأصبح واقعاً عملياً في حياتنا نكون قد أوفيناه حقه ونصرناه وهذا يُعجّلُ لنا بالنصر على أعدائنا ...
اللهم اهدنا إلى ما جاء به نبينا من عند ربه ورُدَّ المسلمين إلى دينهم رداً جميلا وانصرنا على أعدائنا اللهم آمين آمين آمين
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
الحمد لله الذي أنارَ الوجودَ بخير مولود .. والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ونور الله في أرضه وهدايته لخلقه اصطفاه ربه من البريّة ليكون مُنقذاً للبشرية أما بعد ...
ففي شهر ربيع الأول وُلد صلى الله عليه وسلم , وكان مولده حدثاً عظيماً فكثير من الناس يولدون لا يشعر بهم أحد , ويموتون لا يشعر بهم أحد , جاؤوا إلى الدنيا في صمت ورحلوا عنها في صمت , لكن مولده صلى الله عليه وسلم كان علامةً بارزةً في تاريخ الإنسانية , ونقطة تحول في حياة البشرية , وثورةً فجّرت ينابيع التاريخ وغيرت معالم الدنيا , ووضعت قدم الإنسانية على طريق الحق والخير , وأخذت بيده إلى سبيل الهدى والرشاد , لقد وُلد محمد صلى الله عليه وسلم في بيئة جاهلية يعبُد أهلها الأصنام , ويشربون الخمور ويئدون البنات , وتقوم بينهم الحروب لأتفه الأسباب , فتُزهَقُ أرواح , وتُرَمّلُ نساء , وييتم أطفال , وسط هذا الظلام الذي عم العالم كله وُلِدَ النور , ونشأ منذ صباه على الخُلق الفاضل , والفطرة السليمة المستقيمة , فلم يَسجُد لصنم . ولم يشرب الخمر , ولم يصدر عنه فحشٌ أو بذاءة , حتى لُقِّبَ بالصادق الأمين , لقد صنعه الله على عينه , وأعدّه الله لحمل هذه الرسالة , وصدق الله تعالى حيث يقول { اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ }الأنعام124 , فبذل النبي صلى الله عليه وسلم من نفسه ووقته في سبيل الدعوة ما يعجز عنه الأبطال , وصبر على أذى قومه , وجعل من العرب متعاونة متماسكة , بدّل وثنيتهم إيمانا , وجهلهم علما , وظلامهم نورا {لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ }آل عمران164 , فأصبحوا بنعمة الله إخوانا , وحملت هذه الأمة التي شرّفها الله بنبيها العربي رسالة الله إلى كل أركان الدنيا وبقاع العالم , وخرج من بلاد العرب جند الله ينشرون مباديء الإسلام ويُعلون راية الحق , ويرفعون شعار لا إله إلا الله محمد رسول الله , فهزموا الأكاسرة وقهروا القياصرة , ونَعِمَ العالم في ظل الإسلام بالأمن والعدل , وتمتع بالحرية والمساواة , كل هذا التغيير وذلك التحول بدأه فردٌ واحد هو محمد صلى الله عليه وسلم مكث ثلاثا وعشرين سنة منها ثلاث عشرة في مكة وعشر بالمدينة , بلّغَ فيها عن ربه , وترك أمته على المحجة البيضاء ولقي ربه بعد أن أكمل رسالته , ودخل الناس في دين الله أفواجا, قال الصحابة رضي الله عنهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا عن نفسك : قال : ( أنا دعوة ابراهيم وبشرى عيسى ورأت أمي حين حملت بي كأنه خرج منها نور أضاءت له قصور بصرى من أرض الشام ) , وقال أبو بكر للرسول صلى الله عليه وسلم : لقد طُفتُ العرب وسمعتُ فصحاءهم فما رأيتُ ولا سمعتُ مثلك أحدا ... فمن أدّبك ؟ قال الرسول صلى الله عليه وسلم أدّبني ربي فأحسن تأديبي ) . وفيه يقول حسان بن ثابت :
وأحسنُ منك لم ترَ قطُ عيني وأجمل منك لم تلد النساءُ
خُلقت مُبَـرّأٌ مـن كل عيبٍ كأنك قد خُلقت كمـا تشاءُ
ويكفي رسولنا شرفاً أنّ الله أقسم بحياته حيث قال عز وجل {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ }الحجر72 , وقال ابن عباس رضي الله عنه ما سمعتُ الله أقسم بحياة أحدٍ غيره , وقد صلى عليه ربه وملائكته وأمر المؤمنين بالصلاة عليه حيث قال الله عز وجل {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }الأحزاب56 , لقد رفع الله عز وجل ذكر نبيه محمد فلا يذكر اسم الله في الأذان أو التشهد إلا ويذكر اسم الرسول صلى الله عليه وسلم كما رفع ذكره في الأولين والآخرين حين أخذ الميثاق على جميع النبيين أن يؤمنوا بمحمد حيث قال تعالى {وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ }آل عمران81 , لقد جعل الله الشمس سراجاً تمد الكون بالحرارة والدفء وجعل الرسول سراجاً يمد الإنسانية بحرارة الإيمان ودفء اليقين حيث قال عز وجل {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُّنِيراً }الفرقان61 , ويقول عز وجل { قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ }المائدة15 , وقال أيضاً {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً }الأحزاب 45- 46 , فالنور هو صلى الله عليه وسلم ... ذلك هو رسولكم يا أمة الإسلام قد رفع الله من قدره وأعلى من شأنه فهل نُقصّر نحن في حقه صلى الله عليه وسلم , فأين نحن من هذا الرسول صلى الله عليه وسلم والأمة ابتعدت عن هديه وترى مسراه أسيراً ولا تحرك ساكناً وتسمع شُذاذ الآفاق وهم يتطاولون على رسولنا بالرسومات الكاريكاتورية ويصفونه بوصفات ما أنزل الله بها من سلطان وتخرج هذه الأمة لتُعبّر عن سخطها وغضبها بالهتافات والشعارات التي سرعان ما تهدأ وتعاد الكرّة من جديد فالأمر يا أمة الإسلام ليس كذلك , الأمر إذا كنا نريد أن نرد على هؤلاء الذين يتطاولن على رسولنا ويعتدون على مسراه يجب أن تقوم الأمة على طاعة الله وطاعة رسوله والإلتزام بهديه والاقتداء في أقواله وأفعاله قال صلى الله عليه وسلم ( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به ) رواه السيوطي وعزاه إلى الاصبهاني , ويقول عز وجل { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا }الحشر7 , {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }الأحزاب21 , فإذا طبقنا ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وأصبح واقعاً عملياً في حياتنا نكون قد أوفيناه حقه ونصرناه وهذا يُعجّلُ لنا بالنصر على أعدائنا ...
اللهم اهدنا إلى ما جاء به نبينا من عند ربه ورُدَّ المسلمين إلى دينهم رداً جميلا وانصرنا على أعدائنا اللهم آمين آمين آمين
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
تعليق