[ بحسن الخلق ننتصر ] رسالة للمجاهدين :: ممنوع دخول المرجئة وناصبي الأوثان
تعريف حسن الخلق
حُسن : جاء في لسان العرب : الحُسن : ضد القبح ونقيضه .
وقال الأزهري : الحسن نعت لما أحسن
وقال الجوهري : الجمع محاسن . وحسنت الشيء تحسيناً : زينته ، وأحسنت إليه وبه .
وروى الأَزهري عن أَبي الهيثم أَنه قال في قوله تعالى في قصة يوسف -على نبينا وعليه الصلاة والسلام-: {وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ} [يوسف: 100]أي: قد أَحسن إلي.
وقوله تعالى: {وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى} [الليل: 6]
قيل: أَراد الجنّة
وكذلك قوله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26]
فالحُسْنى هي الجنّة، والزِّيادة النظر إلى وجه الله تعالى.
وقوله تعالى: {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ} [التوبة: 52]
الحُسْنَيان : الظفَر أَو الشهادة.وقال الأزهري : الحسن نعت لما أحسن
وقال الجوهري : الجمع محاسن . وحسنت الشيء تحسيناً : زينته ، وأحسنت إليه وبه .
وروى الأَزهري عن أَبي الهيثم أَنه قال في قوله تعالى في قصة يوسف -على نبينا وعليه الصلاة والسلام-: {وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ} [يوسف: 100]أي: قد أَحسن إلي.
وقوله تعالى: {وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى} [الليل: 6]
قيل: أَراد الجنّة
وكذلك قوله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26]
فالحُسْنى هي الجنّة، والزِّيادة النظر إلى وجه الله تعالى.
وقوله تعالى: {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ} [التوبة: 52]
تعريف الخلق : الخُلُق هو الدِّين والطبْع والسجية ، والخُلُق: المُرُوءة.
وأَنت خَليق بذلك أَي: جدير.وقال المفسرون في قوله تعالى: {مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ}[البقرة: 102]
الخلاق: النصيب من الخير.وأَنشد حسان بن ثابت رضي الله عنه :
فَمَنْ يَكُ منهم ذا خَلاق، فإنَّه *** سَيَمْنَعُه من ظُلْمِه ما تَوَكَّدا
والأخلاق اصطلاحاً : صفات سلوكية إرادية حسنة أو قبيحة .
حسن الخلاق اصطلاحاً : ـ
{الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ وَالإِثْمُ مَا حَاكَ فِى صَدْرِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ} رواه مسلم 6680
عبد الله المبارك وَصَفَ حُسْنَ الْخُلُقِ فَقَالَ: هُوَ بَسْطُ الْوَجْهِ وَبَذْلُ الْمَعْرُوفِ وَكَفُّ الأَذَى.
الشَّافِعِىَّ يَقُولُ : الْمُرُوءَةُ أَرْبَعَةُ أَرْكَانٍ : حُسْنُ الْخُلُقِ ، وَالسَّخَاءُ ، وَالتَّوَاضِعُ ، وَالنُّسُكُ.
وقوله تعالى: {وَيَدْرَؤونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ} [الرعد: 22] أي: يدفعون بالكلام الحَسَن ما وردَ عليهم من سَيِّءِ غيرهم.
وأوصى النبي صلى اللّه عليه وسلم أبا هريرة بوصية عظيمة فقال : {يا أبا هريرة! عليك بحسن الخلق }. قال أبوهريرة رضي اللّه عنه: وما حسن الخلق يا رسول اللّه؟ قال {تصل مَنْ قطعك، وتعفو عمن ظلمك، وتُعطي من حرمك. } رواه البيهقي
إذاً فحُسن الخُلق اصطلاحاً : طلاقة الوجه، وبذل المعروف، وكف الأذى عن الناس، هذا مع ما يلازمالمسلم من كلام حسن، ومدارة للغضب، واحتمال الأذى.
علاقة الأخلاق بالإيمان وسبب عدم تقيد المرجئة به :
روى أبو داود وأحمد عن أبي هريرة مرفوعاً: (أكمل المؤمنين أحسنهم خُلُقاً). وروى البخاري ومسلم عن ابن عمر مرفوعاً: (خياركم أحاسنكم أخلاقاً) وروى الحاكم عن ابن عمر مرفوعاً: (أفضل المؤمنين أحسنهم خُلُقاً)
الإيمان كما يُعرِّفه أهل السنة و الجماعة :
هو اعتقاد بالقلب ، و قول باللسان و عمل بالجوارح
والإسلام عقيدة ينبثق منها أعمال و أقوال و أخلاق ، وليست مجرد معرفات ذهنية ، و قواعد نظرية ، وإيمانيات قلبية ، ثم لا أثر لذلك كله على سلوك العبد ومواقفه و أخلاقه في كل جوانب الحياة {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } {الأنعام /162}
و الأخلاق هي لا شك من أعمال الجوارح ، كما أنها من أعمال القلوب ـ لا أدري إن كان المرجئة يفهمون ما نقول ـ قلنا بأن الأخلاق أعمال الجوارح و من هنا تبرز أهمية حسن الخلق. يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى : « التوحيد ألطف شيء وأنزهه و أنظفه و أصفاه ، فأي شيء يخدشه ويدنسه و يؤثر فيه ، فهو كأبيض ثوب يكون ، يؤثر فيه أدنى أثر، و كالمرآة الصافية جداً أدنى شيء يؤثر فيها ، ولهذا تشوشه اللحظة ، واللفظة ، والشهوة الخفية ، فإن بادر وقلع ذلك الأثر بضده ، و إلا استحكم ، وصار طبعاً يتعسر عليه قلعه» كتاب الفوائد
ويؤيد ذلك الحديث الذي رواه حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول {تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا فَأَىُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ وَأَىُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلاَ تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ وَالآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لاَ يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلاَ يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلاَّ مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ} رواه أحمد و هو في صحيح مسلم
فالأخلاق السيئة و الإصرار عليها ، و استمرائها ، قد يخدش في العقيدة نفسها فالتدرج بمتابعة المنكر حتى تستأنس القلوب به و من ثم الرضى به ثم إقراره يؤدي به إلى أن يصبح قلباً أسوداً مجخياً كما مر معنا في حديث حذيفة رضي الله عنه .
من مآثر السلف رحمهم الله في حسن الخلق
· يقول الإمام مالك رحمه الله " بلغني ان النصارى كانوا اذا رأوا الصحابة الذين فتحوا الشام قالوا : والله لهؤلاء خير من الحواريين فيما بلغنا "
· يقول لقمان الحكيم :" إن العالم يدعو الناس إلى علمه بالصمت والوقار"
· وقال الإمام الشافعي : " من وعظ أخاه بفعله كان هاديا "
· ابن وهب :" ما تعلمت من أدب مالك أفضل من علمه"
· قال يونس بن عبيد " كان الرجل إذا نظر إلى الحسن انتفع به وان لم ير علمه ولم يسمع كلامه"
· وجاء في مأثور الحكم :" جميل أن تذكر الله ولكن الأجمل أن تذكِّر الناس بالله "
· وقيل : " من لم تهذبك رؤيته ، فاعلم انه غير مهذب ، ومن لم ينعشك عبيره على بعد فاعلم انهلا طيب فيه ولا تتكلف لشمه"
· يقول مالك بن دينار :" ان العالم اذا لم يعمل بعلمه زلت موعظته عن القلوب كما يزل القطر عن الصفا "
· قال الفضيل بن عياض: لا تخالط سيئ الخلق فإنه لا يدعو إلا إلى شر.
وقال أيضًا: لأن يصحبني فاجر حسن الخلق أحب إلي من أن يصحبني عابدٌ سيئ الخلق.
· وقال الحسن: من ساء خلقه عذب نفسه.
· وقال يحيى بن معاذ: سوء الخلق سيئة لا تنفع معها كثرة الحسنات، وحسن الخلق حسنةٌ لا تضر معها كثرة السيئات.
· وقال شهر بن حوشب :" اذا حدثالرجل القوم فإن حديثه يقع من قلوبهم موقعه من قلبه
· وسئل الحسن البصري رحمهالله :" ما بالنا نعظ الناس فتبكيهم وانت تعظ الناس فتبكي ؟ فقال :" ليست النائحة كالثكلى"
قال أبو حازم سلمة بن دينار رحمه الله: "السيئُ الخلق أشقى الناس به نفسُهُ التي بين جنبيه، هي مِنه في بلاء، ثم زوجتُهُ، ثم ولدُهُ، حتى أنه ليدخل بيته، وإنهم لفي سرور، فيسمعون صوته، فينفرون منه فرَقًا منه، وحتى إن دابته تحيد مما يرميها بالحجارة، وإن كلبه ليراه فينزو على الجدار، حتى إن قِطَّهُ ليفر
·قال ابن القيم رحمه الله:
ومنشأ جميع الأخلاق السافلة وبناؤها على أربعة أركان : الجهل والظلم والشهوة والغضب. فالجهل يريه الحسن في صورة القبيح، والقبيح في صورة الحسن. والكمال نقصا والنقص كمالا. والظلم يحمله على وضع الشيء في غير موضعه فيغضب في موضع الرضى ، ويرضى في موضع الغضب ، ويجهل في موضع الأناة ، ويبخل في موضع البذل ويبذل في موضع البخل ، ويحجم في موضع الإقدام ويقدم في موضع الإحجام ، ويلين في موضع الشدة ويشتد في موضع اللين ، ويتواضع في موضع العزة ويتكبر في موضع التواضع.
والشهوة : تحمله على الحرص والشح والبخل وعدم العفة والنهمة والجشع والذل والدناءات كلها. والغضب يحمله على الكبر والحقد والحسد والعدوان والسفه. ويتركب من بين كل خلقين من هذه الأخلاق: أخلاق مذمومة. وملاك هذه الأربعة أصلان: إفراط النفس في الضعف وإفراطها في القوة.فيتولد من إفراطها في الضعف: المهانة والبخل والخسة واللؤم والذل والحرص والشح وسفساف الأمور والأخلاق. ويتولد من إفراطها في القوة: الظلم والغضب والحدة والفحش والطيش. ويتولد من تزوج أحد الخلقين بالآخر: أولاد غية كثيرون (أي أخلاق سيئة كثيرة). فإن النفس قد تجمع قوة وضعفا. فيكون صاحبها أجبر الناس إذا قدر، وأذلهم إذا قُهر، ظالم عنوف جبار، فإذا قهر صار أذل من امرأة. جبان عن القوي، جريء على الضعيف. فالأخلاق الذميمة يولد بعضها بعضا، كما أن الأخلاق الحميدة يولد بعضها بعضًا.
مواقف ذات خلق سيء حصلت للمجاهدين من المرجئة والطواغيت:ـ
الاستهزاء والسخرية : قال تعالى : " وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ " وقال تعالى على لسان فرعون : " أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكَادُ يُبِينُ "
وقد سخر كفار قريش بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم وأصحابة الكرام .
ومازال الطواغيت يواصلون نفس طريق أسلافهم بالسخرية والاستهزاء ، فتجد هذا وكأنه وقف على باب النار خازناً لها وأخذ يصنف أناس بأعيانهم بأنهم كلاب النار وهو ما درى المسكين فربما كانت تلك فتنته التي يكب بها على منخره ..
التكذيب : قال تعالى : " فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ " قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ : ( أي لا يوهنك تكذيب هؤلاء لك فلك أسوة بمن قبلك من الرسل الذين كذبوا مع ما جاءوا به من البينات وهي الحجج والبراهين القاطعة ) ، وقال تعالى : " فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ " فكان التكذيب للمجاهدين و التشكيك فيهم عادة وطبيعة يتوارثها عبيد الدنيا سابقا عن سابق !!!
الشتم والسباب : وما أكثر ما شُتم وسُبَّ المجاهدون فيوصفون بأبشع الصفات وأخسها قال تعالى : " كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ " فجعلوا النبي ساحراً بل وصفوه بالجنون ، فإن لم يكن ساحر أو مجنون فهو شاعر قد جنّ قال تعالى : " وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا ءالِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ " أو كاهن قد غلبه الجنون كذلك قال تعالى : " فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ "
ولا يكتفي الملأ بهذه الأوصاف بل يدعون أن المجاهدين هم المفسدون في الأرض ، يا سبحان الله ، قال تعالى : " وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ " قال سيد قطب ـ رحمه الله ـ : ( هل هناك أطرف من أن يقول الضال الوثني عن موسى ـ عليه الصلاة والسلام ـ " إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ " !؟! أليست هي بعينها كلمة كل طاغية مفسد عن كل داعية مصلح ؟ أليست هي بعينها كلمة الباطل الكالح في وجه الحق الجميل ؟ أليست هي بعينها كلمة الخداع الخبيث لإثارة الخواطر في وجه الإيمان الهادئ ؟ إنه منطق واحد يتكرر كلما التقى الحق والباطل ، والإيمان والكفر ، والصلاح والطغيان ، على توالى الزمان واختلاف المكان ، والقصة قديمة يعرضها الملأ بين الحين والحين " أهـ
السجن : فإذا لم ينفع كل ما سبق لم يبقَ سوى السجن والقهر قال تعالى على لسان فرعون :" قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ " وقال تعالى على لسان امرأة العزيز : " قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا ءَامُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ " ، قال سيد قطب ـ رحمه الله ، وهو ممن خبر السجن ـ : ( والسجن للبريء المظلوم أقسى ، وإن كان في طمأنينة القلب بالبراءة تعزية وسلوى ، هكذا جو الجاهلية دائما.. )
والسجن لم ينتهِ عند موسى ويوسف ـ عليهما السلام ـ بل مازال فقد سجن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه في شعب أبي طالب وسجن بعدهم من سجن من أعلام الأمة كأحمد وابن تيمية وتلميذه ابن القيم والعز بن عبد السلام رحمهم الله وغيرهم كثير في عصرنا...
توصيات :ـ
· تأمل لكمال الأدب والذوق في قول أنس رضي الله عنه " خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أف قط ، وما قال لشيء صنعته لم صنعته ؟ ولا لشيء تركته لم تركته ؟ وكان رسول الله صلى الله عليه من أحسن الناس خلقاً ، ولا مسست خزاً ولا حريراً ، ولا شيئاً كان ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا شممت مسكاً قط ، ولا عطراً كان أطيب من عرق النبي صلى الله عليه وسلم "
تأمل يا رعاك الله هذه المدة الطويلة- عشر سنين- استمر فيها النبي صلى الله عليه وسلم على ذات الخلق الرفيع ، رغم أنه لا يخشى من خادمه شيئا ، ولا يتوقع عتبه عليه، لكنها أخلاق النبوة ..
· أن الله سبحانه وتعالى وصفه بالرفق واللين أو بما يؤدي إلى ذلك قال تعالى {فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك } فوصفه باللين وقال تعالى : {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ماعنتم حريص عليكمبالمؤمنين رؤوف رحيم } ولا أدل على وصفه عليه الصلاة والسلام من وصف الله له فهوالعليم به سبحانه .
· ويصف لنا سبحانه علاقة المسلمين فيما بينهم بأنهم: {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}
تكثر بين أيدينا النصوص، لكن السؤال: كيف نفهمها؟ كيف نفسرها؟ كيف نطبقها؟ كيف ننزلها في واقعنا ؟
تأمل بارك الله فيك : قال صلى اللّه عليه وسلم: {أحب الناس إلى اللّه أنفعهم، وأحب الأعمال إلى اللّه عز وجل، سرور تدخله على مسلم، أوتكشف عنه كربة، أو تقضي ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولئن أمشي مع أخي المسلم في حاجةأحب إليَّ من أن أعتكف في المسجد شهراً}
تأمل بارك الله فيك : قال صلى اللّه عليه وسلم: {أحب الناس إلى اللّه أنفعهم، وأحب الأعمال إلى اللّه عز وجل، سرور تدخله على مسلم، أوتكشف عنه كربة، أو تقضي ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولئن أمشي مع أخي المسلم في حاجةأحب إليَّ من أن أعتكف في المسجد شهراً}
قال عليه الصلاة والسلام: "أن العبد ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم "
ثناؤه صلى الله عليه وسلم على الرفق، ومن ذلك في قوله:" ما كان الرفق في شيئ إلا زانه ولا نزع من شيئ إلا شانه" وقوله صلى الله عليه وسلم لعائشة: "إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله"
وفي حديث جرير -رضي الله عنه- "من يحرم الرفق يحرم الخير ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف "
وفي حديث جرير -رضي الله عنه- "من يحرم الرفق يحرم الخير ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف "
قال أبو تمام:
إذا جاريت في خلــــق دنيئ *** فأنت ومن تجــاريه ســــواء
وقال آخر :
لاترجعن إلى السفيه خطـــابه *** إلا جـــــواب تحـــية حياكها
فمتى تحركـــه تحرك جيـــفة *** تزداد نتناً إن أردت حراكـها
وقال آخر :
لاترجعن إلى السفيه خطـــابه *** إلا جـــــواب تحـــية حياكها
فمتى تحركـــه تحرك جيـــفة *** تزداد نتناً إن أردت حراكـها
ومن التوصيات الجميلة أيضاً ، الوسطية في الأخلاق : لو تأملنا مذهب أهل السنة و الجماعة لرأيناه وسط في أبواب الاعتقاد بين الغالين والجافين ، وفي أبواب العبادات بين المبتدعين الزائدين فيها ما لم يأذن به الله عز وجل وبين المفرطين المضيعين لها من أهل الفساد والفجور ، وكذلك في أبواب الأخلاق والسلوك فهم وسط في أخلاقهم بين الإفراط والتفريط إذ أن كل خلق محمود فهو مكتنف بخلقين ذميمين أحدهما غلو وإفراط والآخر تقصير وتفريط ، وهذا ما يوضحه الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى بقوله :" وكل خلق محمود مكتَنفٌ بخلقين ذميمين . وهو وسط بينهما . وطرفاه خلقان ذميمان ، كالجود : الذي يكتنفه خلقا البخل و التبذير . والتواضع : الذي يكتنفه خلقا الذل و المهانة . والكبر و العلو.
فإن النفس متى انحرفت عن ( التوسط ) انحرفت إلى أحد الخلقين الذميمين ولا بد ، فإذا انحرفت عن خلق " التواضع " انحرفت إما إلى كبر وعلو ، وإما إلى ذل ومهانة و حقارة .
وإذا انحرفت عن خلق " الحياء " انحرفت : إما إلى قِحَة وجرأة وإما إلى عجز وخوار ومهانة ... وإذا انحرفت عن خلق الحلم انحرفت إما على الطيش و الترف والحدة والخفة ، وإما إلى الذل والمهانة و الحقارة ... وإذا انحرفت عن خلق الأناة والرفق انحرفت إما إلى عجلة وطيش وعنف ، و إما إلى تفريط و إضاعة ، والرفق و الأناة بينهما ...
وصاحب الخلق الوسط مهيب محبوب عزيز جانبه ، حبيب لقاؤه . وفي صفة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم : " من رآه بديهة هابه ، ومن خالطه عشرة أحبه " أهـ بتصرف من " منارات في الطريق " للشيخ عبد العزيز الجليل
اللهم إنا نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة، اللهم حسِّن أخلاقنا وجَمِّل أفعالنا، اللهم كما حسَّنت خلقنا فحسن بمنِّك أخلاقنا، ربنا اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، اللهم انصر عبادك الموحدين، و أنجز وعدك لجندك المجاهدين بالنصر المبين ، واشف اللهم صدور قوم مؤمنين ، وصلى اللّه على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
_________
جمعها الفقير لعفو ربه : فليت بن قنه 26/4/1428 هـ
http://www.ekhlaas.org/forum/showthread.php?t=58987
__________________
تعليق