بســـــــــم الله الرحمن الرحيم
ان الابتلاء سنة من سنن الله عزوجل ، وان هذا الدين قائم على الابتلاء ، لا بد من التمحيص قبل التمكين
قال الله تعالى :
{أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ }
وقال سبحانه :
{وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ }
لقد عُذّب رَسولُ الله وهوَ سيّد الخلقِ واحبُّ الناسِ الى الله ، فلماذا عُذّبَ وابتُلي وهو قادر على ان يدعو الله عزوجل
فينتشر الاسلام في كل العلم من غير معارك وحروب وابتلاء ؟؟!!
لكي يكون قدوة لمن بعده ، وحتى يعلموا ان هذا الدين لم ينتشر الا بالتضحيات والدماء والابتلاءات
قال تعالى :
{الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ
لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً
وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ }
إن الفساد المترتب على المدافعة والضرر المتوقع من الجهاد ، لا شيء مقابل ما ينتج عن ترك الجهاد من فساد
ولذلك لم يذكر الله عزوجل ما يترتب على المدافعه والجهاد من مفاسد قد يضخمها كثير من السذج والسطحيين
وذلك لأنها لا تذكر بالمقارنة مع تلك المفاسد العظيمة المترتبة على ترك الجهاد ..
ولقد شاء الله وقدر أن تكون بؤرة الصراع وانطلاقة الخصام في الأرض التي بارك الله حولها وبارك فيها
لينعم أهلها بهذه النعمة العظيمة مع ما هم فيه من ضيق وبلاء وكرب وغلاء
فإذا بعبودية العبيد تدور ثم تحور بعدما ملأت الأفق باطلاً ودهاءاً ومكراً
فكلما انفتح سبيل للفساد أغلق وكلما فرج باب للشيطان أوصد، ذلك أن هذه البلاد تأبى أن تبقي الخبث على حاله
بل تنفيه كما ينفي الكير خبث الحديد والفضة، ولكن تالله ما عرف أهلها قدرها ولا ذاقوا طعمها...
وكما يقول السّيد قُطب رحمه الله :
" فالباطل متبجح لا يكف ولا يقف عن العدوان إلا أن يدفع بمثل القوة التي يصول بها ويجول ،
ولا يكفي الحق أنه الحق ليوقف عدوان الباطل عليه ؛ بل لا بد من قوة تحميه وتدفع عنه ؛
وهي قاعدة كلية لا تتبدل ما دام الإنسان هو الإنسان "
فالله ذو فضل على العالمين بما شرعه للمسلمين من فريضة جهاد الكفار ودفع فسادهم وإفسادهم وشركهم
وبما قدّره من علو توحيده وغلبة المؤمنين الذين تصلح بهم الأرض، ولو بعد حين
فنمتثل بما أمرنا الله في اعداد العده للجهاد في سبيله ولدفع فساد وشرك من أفسد في الأرض وأهلك الزرع والنسل
قال تعالى :
( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ )
وقال سبحانه:
( فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ)
وقال سبحانه:
( فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ )
ولكن يأتي في هذه الأيام بعض المتشرذمين الخارجين عن دينهم ، ممن ولّوا اليهود والنصارى أمورهم نراهم ونسمعهم
كلّ يوم يشجبون ويستنكرون الجهاد ويتبرؤون من المجاهدين لا بل ويسموهم بالمجرمين والإرهابيين
ويتطاولون بحديثهم على شاشات التلفزة وأمام الصحافة والإعلام ليقولوا :
"إذا كانت المقاومة ستجلب لنا الدمار فلا نريدها "
وان دلّ هذا الكلام على شيء ، فإنه يدلّ على جهل وسفاهة كثير من المنتسبين للإسلام وبعدهم عن حقيقة دين الله
أيّ دمار يا أعداء الله !!!!
دمار البيوت ؟!! دمار الممتلكات والأراضي؟؟!! قتل الأبرياء ؟؟!!
هل هذا دمار!! بل هو جهادٌ في سبيل الله
{انْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }
فقد قالها الحقّ في كتابه
{لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ }
هذا الأذى هو الوعيد بالخراب ، هوتدمير البيوت ،، هو قصف الأبرياء ،، هو تدمير الممتلكات العامة والخاصة
فذلك كله أذى ،،واعلموا ان الدماء الزكية التي سفكت على ارض غزة هي من الله بمكان عظيم
وان الضرر الحقيقي يقع في الدين وان وقع في الدين فتلك المصيبة الكبرى ، واسأل الله أن يعصمنا من ذلك
فبماذا تعدوننا ؟؟!! أتعدوننا بالحياة الهنيئة والسعيدة حين نبتعد عن دين الله ونترك الجهاد في سبيله !!
أيّ وعدٍ هذا !!
لا تسقني كأس الحياة بذلةٍ ... بل واسقني بالعزّ كأس الحنظلِ
قال الحقّ في كتابه :
{الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }
فإنّا نختار وعد الله على وعدكم ، وانّ تماديكم في تدمير بيوتنا وتعذيبنا وازهاق أرواحنا... نحتسبه عند الله
{فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَاباً شَدِيداً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ }
اللهم يا ذا الجلال والعزّة .... انصر أهلنا في غزّة
__________________
قالت لها الدنيا : هيتَ لكِ . قالت : معـــاذ الله ، إنه ربي أحسن مثواي
تعليق