بسم الله الرحمن الرحيم
اشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم
في 4//9/2001 انعقد مؤتمر للجنه العقيده والفلسفه بمجمع البحوث الاسلاميه بمبني مشيخه الازهر حيث قرر بعده عدم قتل المرتد وانما يستتاب ويترك امر استتابته وتحديد زمانها لولي الامر يقدرها بحسب ما يراه .........انتهي
يخطيء من يعتقد ان الاسلام دين قائم علي القتل والارهاب ومعالجه الامور بالعنف ولكنه دين يحترم العقل والقلب معا
واساس انتشاره هو الحوار والاقتناع بمحتواه
وهذه هي منهجيه الاسلام الحوار والجدال بالحسني مع الديانات السماويه السابقه والدعوه الي سبيل ربنا بالحكمه والموعظه الحسنه
والاسلام ليس دين يدعو الاخر تحت وطأ السيف ولكن في اطار الحوار والاقناع
ومن الخلافات الفقهيه التي كانت لها تأثير مباشر بالعنف والعنف المضاد في مجتمعنا المعاصر هو حكم المرتد عن دين الاسلام
وقد استنبط الفقهاء حكم المرتد من بعض الموروث الذي حث علي قتاله وهذا يتنافي مع ما تناولته الايات الكريمات في ذلك
وسنعرض في هذا البحث المتواضع الدليل علي مانقول
اولا
حكم المرتد من القرأن الكريم
يَسْأَلُونَكَ عَنْ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنْ الْقَتْلِ وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنْ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217)البقر
اي لا يزال المشركون والكفار يقاتلونكم من اجل ان يردوكم عن دينكم ان تمكنوا من ذلك ومن اطاعهم منكم وارتد عن دين الاسلام ومات وهو كافر بدين الاسلام فقد ذهب عمله في الدنيا والاخره وسيخلد في نار جهنم
وهنا لم نجد اي عقوبه للمرتد من قبل الحاكم ولكن عقوبته من عند الله وهو الخلود في نار جهنم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54)المائده
والعقاب الالهي هنا للمرتد هو ان الله سبحانه وتعالي سيستبدل هؤلاء المرتدين بقوم يحبهم ويحبونه
وايضا لا وجود للحاكم في هذا الحكم
كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86) أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (87) خَالِدِينَ فِيهَا لا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (88) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (89) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الضَّالُّونَ (90) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الأَرْضِ ذَهَباً وَلَوْ افْتَدَى بِهِ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (91)ال عمران
وهنا تتكلم الايات باستفاضه وتفصيل عن التعامل في قضيه المرتد
فنجد الحق تبارك وتعالي يعطينا صوره واضحه ان الله كيف يهدي قوما كفروا بعد ان امنوا وشهدوا ان محمد صلي الله عليه وسلم حق برسالته وتاكدوا من ذلك بالبينات ولان الله لا يهدي القوم الظالمين وهؤلاء الذين كفروا بعد ايمانهم سيكون جزاؤهم اللعنه من الله والملائكه والناس اجمعين وليس هذا فحسب ولكن خالدين في نار جهنم ولا يخفف عنهم العذاب وكذلك لن تقبل توبتهم عند الموت
والواضح من سياق الايات انه علي الرغم من ان المرتد يتوعده الله بنار جهنم وسوء العاقبه الا انه ضمنا شيء يحدث في كل زمان ومكان ويتضح ذلك من الايه الكريمه التاليه
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً لَمْ يَكُنْ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً (137)النساء
إن الذين دخلوا في الإيمان, ثم رجعوا عنه إلى الكفر, ثم عادوا إلى الإيمان, ثم رجعوا إلى الكفر مرة أخرى, ثم أصرُّوا على كفرهم واستمروا عليه, لم يكن الله ليغفر لهم, ولا ليدلهم على طريق من طرق الهداية, التي ينجون بها من سوء العاقبة
وهذا الامر يدخل في اطار الحريه التي منحها الله للانسان ولاتوجد شريعه تجيز قتله ولكن عقابه علي الله في الدنيا والاخره
ومن رحمه الله في الايه السابقه ان الانسان ترك ليؤمن ثم ترك ليكفر ثم ترك ليؤمن مره اخري ثم ترك ليكفر فلو كان وجب عليه القتل عند ارتداده لما ترك ليدخل ويخرج دون ان يتعرض للقتل في اي مرحله من مراحل الدخول والخروج
ولا تكون التوبه بالقهر علي التوبه او بما يسمي الاستتابه
لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256)البقره
الايه هنا علي العموم وليس الخصوص بمعني انها تقول لنا انه لم يقم الدين علي الاكراه لا يوجد اكراه في الدين سواء امن او امن ثم ارتد ولم تكن الايه مشروطه بحاله معينه
وتوضح الايه التاليه ذلك المعني
وَقُلْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً (29)الكهف
وبالطبع لم تقل لنا الايه من شاء فليؤمن مره واحده واذا كفر بعد ذلك فجزاؤه القتل
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100)ال عمران
هنا يحذرنا الحق تبارك وتعالي من اطاعه فريقا من اهل الكتاب لان في طاعتهم الارتداد عن دين الله الحق
وايضا لا يوجد حد للمرتد في هذه الايه الكريمه
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (149)ال عمران
والنداء هنا للمؤمنين بتحذيرهم من اطاعه الذين كفروا لان طاعتهم تجعل المؤمنين يرتدوا عن دينهم وفي ذلك الخسران المبين
وهنا لا يوجد حد للمرتد ايضا
ثانيا
حكم المرتد من الروايات
الواقعه الاولي
ذكر احمد في مسنده الحديث رقم 1775
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ عَلِيًّا، حَرَّقَ نَاسًا ارْتَدُّوا عَنْ الْإِسْلَامِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ لَمْ أَكُنْ لِأُحَرِّقَهُمْ بِالنَّارِ وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تُعَذِّبُوا بِعَذَابِ اللَّهِ وَكُنْتُ قَاتِلَهُمْ لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيًّا كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ فَقَالَ وَيْحَ ابْنِ أُمِّ ابْنِ عَبَّاسٍ.
وبنفس المعني في سنن ابي داود حديث رقم 3787 وسنن الترمذي حديث رقم 1378 وصحيح البخاري حديث رقم 6411ومثله في صحيح مسلم
التعليق علي المتن
يتضح من سياق الروايه ان اعتراض ابن عباس ليس علي قتل المرتدين ولكن علي اسلوب القتل نفسه فهو قد انكر تصرف علي كرم الله وجهه من التعذيب بالنار لانه عذاب الله
ولكن العديد من الروايات لم تتعرض لملابسات الموضوع اي تم ذكر النتيجه التي وصل اليها علي رضي الله عنه واخذ حكم قتل المرتد نتيجه لاقدام علي رضي الله عنه بحرق هؤلاء الناس
ولكن من خلال المتابعه في كتب الروايات ذكر في كتاب تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي الاتي
(روى الطبراني في الأوسط من طريق سويد بن غفلة أن عليا بلغه أن قوما ارتدوا عن الإسلام فبعث إليهم فأطعمهم ثم دعاهم إلى الإسلام فأبوا فحفر حفيرة ثم أتى بهم فضرب أعناقهم ورماهم فيها ثم ألقى عليهم الحطب فأحرقهم ثم قال صدق الله ورسوله . وزعم أبو المظفر الإسفراييني في الملل والنحل : أن الذين أحرقهم علي طائفة من الروافض ادعوا فيه الإلهية وهم السبئية وكان كبيرهم عبد الله بن سبأ يهوديا ثم أظهر الإسلام وابتدع هذه المقالة كذا قال الحافظ في الفتح وذكر بإسناده رواية تؤيد ما زعمه الإسفراييني في الملل والنحل)
نخلص مما سبق الي الاتي
1- هؤلاء القوم قاموا بتأليه علي بن ابي طالب
2- احضرهم واطعمهم اي اقامو لديه
3- عندما سمع منهم انهم يقولون عنه انه الله استتابهم لانهم قامو بابتداع امر في غايه الخطوره وهو تأليه علي بن ابي طالب
4- لو تركهم علي بن ابي طالب وهم علي ما يعتقدون فستكون فتنه وفساد كبير
5- لذلك وجب عليهم حد الحرابه لانهم بما يعتقدون لو تركوا سيعيثون في الارض فسادا وهم بذلك يحاربون الله ورسوله بترويجهم ان عليا اله
إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنْ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33)المائده
6- ذكر في صحيح البخاري تلك الحادثه ولكن نص المتن يقول انهم زنادقه وليسوا مرتدين
6411 ـ حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ، مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ أُتِيَ عَلِيٌّ ـ رضى الله عنه ـ بِزَنَادِقَةٍ فَأَحْرَقَهُمْ فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ لَوْ كُنْتُ أَنَا لَمْ أُحْرِقْهُمْ لِنَهْىِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَقَتَلْتُهُمْ لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ
الواقعه الثانيه
ذكر مسلم في صحيحه الحديث رقم 3162 وهذا نصه
(و حدثنا يحيى بن يحيى التميمي وأبو بكر بن أبي شيبة كلاهما عن هشيم واللفظ ليحيى قال أخبرنا هشيم عن عبد العزيز بن صهيب وحميد عن أنس بن مالك
أن ناسا من عرينة قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فاجتووها فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إن شئتم أن تخرجوا إلى إبل الصدقة فتشربوا من ألبانها وأبوالها ففعلوا فصحوا ثم مالوا على الرعاة فقتلوهم وارتدوا عن الإسلام وساقوا ذود رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فبعث في أثرهم فأتي بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم وتركهم في الحرة حتى ماتوا )
وحديث رقم 3164 وهو شارح للحديث السابق
(و حدثني الفضل بن سهل الأعرج حدثنا يحيى بن غيلان حدثنا يزيد بن زريع عن سليمان التيمي عن أنس قال
إنما سمل النبي صلى الله عليه وسلم أعين أولئك لأنهم سملوا أعين الرعاء )
يتضح من سياق الروايه ان رده فعل الرسول صلي الله عليه وسلم تجاه هؤلاء القوم طبيعيه لانهم قامو بقتل الرعاة وساقو ذود رسول الله فوجب عليهم القتل قصاصا وليس لانهم ارتدوا عن دين الله
كما ان تلك الروايه ليس بها حكم واضح وصريح بوجوب قتال المرتد
ودليل اخر واذا تبنينا وجه نظر الذين يطالبون باستتابه المرتد
يتضح من سياق الروايه ان الرسول الكريم لم يقم باستتابتهم ولكن اقتص منهم لانهم قتلوا الرعاء
والرسول الكريم صلي الله عيه وسلم لا يمكن له ان يشرع من تلقاء نفسه
وايضا الرسول متبع وليس مبتدع
والسنه هي التطبيق العملي لكتاب الله ومنكرها كمنكر للقرأن الكريم
والسنه هي شارحه لكتاب الله وليس مكمله له
واي حديث يخالف كتاب الله فهو افك وبهتان
اشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم
في 4//9/2001 انعقد مؤتمر للجنه العقيده والفلسفه بمجمع البحوث الاسلاميه بمبني مشيخه الازهر حيث قرر بعده عدم قتل المرتد وانما يستتاب ويترك امر استتابته وتحديد زمانها لولي الامر يقدرها بحسب ما يراه .........انتهي
يخطيء من يعتقد ان الاسلام دين قائم علي القتل والارهاب ومعالجه الامور بالعنف ولكنه دين يحترم العقل والقلب معا
واساس انتشاره هو الحوار والاقتناع بمحتواه
وهذه هي منهجيه الاسلام الحوار والجدال بالحسني مع الديانات السماويه السابقه والدعوه الي سبيل ربنا بالحكمه والموعظه الحسنه
والاسلام ليس دين يدعو الاخر تحت وطأ السيف ولكن في اطار الحوار والاقناع
ومن الخلافات الفقهيه التي كانت لها تأثير مباشر بالعنف والعنف المضاد في مجتمعنا المعاصر هو حكم المرتد عن دين الاسلام
وقد استنبط الفقهاء حكم المرتد من بعض الموروث الذي حث علي قتاله وهذا يتنافي مع ما تناولته الايات الكريمات في ذلك
وسنعرض في هذا البحث المتواضع الدليل علي مانقول
اولا
حكم المرتد من القرأن الكريم
يَسْأَلُونَكَ عَنْ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنْ الْقَتْلِ وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنْ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217)البقر
اي لا يزال المشركون والكفار يقاتلونكم من اجل ان يردوكم عن دينكم ان تمكنوا من ذلك ومن اطاعهم منكم وارتد عن دين الاسلام ومات وهو كافر بدين الاسلام فقد ذهب عمله في الدنيا والاخره وسيخلد في نار جهنم
وهنا لم نجد اي عقوبه للمرتد من قبل الحاكم ولكن عقوبته من عند الله وهو الخلود في نار جهنم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54)المائده
والعقاب الالهي هنا للمرتد هو ان الله سبحانه وتعالي سيستبدل هؤلاء المرتدين بقوم يحبهم ويحبونه
وايضا لا وجود للحاكم في هذا الحكم
كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86) أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (87) خَالِدِينَ فِيهَا لا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (88) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (89) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الضَّالُّونَ (90) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الأَرْضِ ذَهَباً وَلَوْ افْتَدَى بِهِ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (91)ال عمران
وهنا تتكلم الايات باستفاضه وتفصيل عن التعامل في قضيه المرتد
فنجد الحق تبارك وتعالي يعطينا صوره واضحه ان الله كيف يهدي قوما كفروا بعد ان امنوا وشهدوا ان محمد صلي الله عليه وسلم حق برسالته وتاكدوا من ذلك بالبينات ولان الله لا يهدي القوم الظالمين وهؤلاء الذين كفروا بعد ايمانهم سيكون جزاؤهم اللعنه من الله والملائكه والناس اجمعين وليس هذا فحسب ولكن خالدين في نار جهنم ولا يخفف عنهم العذاب وكذلك لن تقبل توبتهم عند الموت
والواضح من سياق الايات انه علي الرغم من ان المرتد يتوعده الله بنار جهنم وسوء العاقبه الا انه ضمنا شيء يحدث في كل زمان ومكان ويتضح ذلك من الايه الكريمه التاليه
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً لَمْ يَكُنْ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً (137)النساء
إن الذين دخلوا في الإيمان, ثم رجعوا عنه إلى الكفر, ثم عادوا إلى الإيمان, ثم رجعوا إلى الكفر مرة أخرى, ثم أصرُّوا على كفرهم واستمروا عليه, لم يكن الله ليغفر لهم, ولا ليدلهم على طريق من طرق الهداية, التي ينجون بها من سوء العاقبة
وهذا الامر يدخل في اطار الحريه التي منحها الله للانسان ولاتوجد شريعه تجيز قتله ولكن عقابه علي الله في الدنيا والاخره
ومن رحمه الله في الايه السابقه ان الانسان ترك ليؤمن ثم ترك ليكفر ثم ترك ليؤمن مره اخري ثم ترك ليكفر فلو كان وجب عليه القتل عند ارتداده لما ترك ليدخل ويخرج دون ان يتعرض للقتل في اي مرحله من مراحل الدخول والخروج
ولا تكون التوبه بالقهر علي التوبه او بما يسمي الاستتابه
لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256)البقره
الايه هنا علي العموم وليس الخصوص بمعني انها تقول لنا انه لم يقم الدين علي الاكراه لا يوجد اكراه في الدين سواء امن او امن ثم ارتد ولم تكن الايه مشروطه بحاله معينه
وتوضح الايه التاليه ذلك المعني
وَقُلْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً (29)الكهف
وبالطبع لم تقل لنا الايه من شاء فليؤمن مره واحده واذا كفر بعد ذلك فجزاؤه القتل
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100)ال عمران
هنا يحذرنا الحق تبارك وتعالي من اطاعه فريقا من اهل الكتاب لان في طاعتهم الارتداد عن دين الله الحق
وايضا لا يوجد حد للمرتد في هذه الايه الكريمه
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (149)ال عمران
والنداء هنا للمؤمنين بتحذيرهم من اطاعه الذين كفروا لان طاعتهم تجعل المؤمنين يرتدوا عن دينهم وفي ذلك الخسران المبين
وهنا لا يوجد حد للمرتد ايضا
ثانيا
حكم المرتد من الروايات
الواقعه الاولي
ذكر احمد في مسنده الحديث رقم 1775
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ عَلِيًّا، حَرَّقَ نَاسًا ارْتَدُّوا عَنْ الْإِسْلَامِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ لَمْ أَكُنْ لِأُحَرِّقَهُمْ بِالنَّارِ وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تُعَذِّبُوا بِعَذَابِ اللَّهِ وَكُنْتُ قَاتِلَهُمْ لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيًّا كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ فَقَالَ وَيْحَ ابْنِ أُمِّ ابْنِ عَبَّاسٍ.
وبنفس المعني في سنن ابي داود حديث رقم 3787 وسنن الترمذي حديث رقم 1378 وصحيح البخاري حديث رقم 6411ومثله في صحيح مسلم
التعليق علي المتن
يتضح من سياق الروايه ان اعتراض ابن عباس ليس علي قتل المرتدين ولكن علي اسلوب القتل نفسه فهو قد انكر تصرف علي كرم الله وجهه من التعذيب بالنار لانه عذاب الله
ولكن العديد من الروايات لم تتعرض لملابسات الموضوع اي تم ذكر النتيجه التي وصل اليها علي رضي الله عنه واخذ حكم قتل المرتد نتيجه لاقدام علي رضي الله عنه بحرق هؤلاء الناس
ولكن من خلال المتابعه في كتب الروايات ذكر في كتاب تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي الاتي
(روى الطبراني في الأوسط من طريق سويد بن غفلة أن عليا بلغه أن قوما ارتدوا عن الإسلام فبعث إليهم فأطعمهم ثم دعاهم إلى الإسلام فأبوا فحفر حفيرة ثم أتى بهم فضرب أعناقهم ورماهم فيها ثم ألقى عليهم الحطب فأحرقهم ثم قال صدق الله ورسوله . وزعم أبو المظفر الإسفراييني في الملل والنحل : أن الذين أحرقهم علي طائفة من الروافض ادعوا فيه الإلهية وهم السبئية وكان كبيرهم عبد الله بن سبأ يهوديا ثم أظهر الإسلام وابتدع هذه المقالة كذا قال الحافظ في الفتح وذكر بإسناده رواية تؤيد ما زعمه الإسفراييني في الملل والنحل)
نخلص مما سبق الي الاتي
1- هؤلاء القوم قاموا بتأليه علي بن ابي طالب
2- احضرهم واطعمهم اي اقامو لديه
3- عندما سمع منهم انهم يقولون عنه انه الله استتابهم لانهم قامو بابتداع امر في غايه الخطوره وهو تأليه علي بن ابي طالب
4- لو تركهم علي بن ابي طالب وهم علي ما يعتقدون فستكون فتنه وفساد كبير
5- لذلك وجب عليهم حد الحرابه لانهم بما يعتقدون لو تركوا سيعيثون في الارض فسادا وهم بذلك يحاربون الله ورسوله بترويجهم ان عليا اله
إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنْ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33)المائده
6- ذكر في صحيح البخاري تلك الحادثه ولكن نص المتن يقول انهم زنادقه وليسوا مرتدين
6411 ـ حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ، مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ أُتِيَ عَلِيٌّ ـ رضى الله عنه ـ بِزَنَادِقَةٍ فَأَحْرَقَهُمْ فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ لَوْ كُنْتُ أَنَا لَمْ أُحْرِقْهُمْ لِنَهْىِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَقَتَلْتُهُمْ لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ
الواقعه الثانيه
ذكر مسلم في صحيحه الحديث رقم 3162 وهذا نصه
(و حدثنا يحيى بن يحيى التميمي وأبو بكر بن أبي شيبة كلاهما عن هشيم واللفظ ليحيى قال أخبرنا هشيم عن عبد العزيز بن صهيب وحميد عن أنس بن مالك
أن ناسا من عرينة قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فاجتووها فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إن شئتم أن تخرجوا إلى إبل الصدقة فتشربوا من ألبانها وأبوالها ففعلوا فصحوا ثم مالوا على الرعاة فقتلوهم وارتدوا عن الإسلام وساقوا ذود رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فبعث في أثرهم فأتي بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم وتركهم في الحرة حتى ماتوا )
وحديث رقم 3164 وهو شارح للحديث السابق
(و حدثني الفضل بن سهل الأعرج حدثنا يحيى بن غيلان حدثنا يزيد بن زريع عن سليمان التيمي عن أنس قال
إنما سمل النبي صلى الله عليه وسلم أعين أولئك لأنهم سملوا أعين الرعاء )
يتضح من سياق الروايه ان رده فعل الرسول صلي الله عليه وسلم تجاه هؤلاء القوم طبيعيه لانهم قامو بقتل الرعاة وساقو ذود رسول الله فوجب عليهم القتل قصاصا وليس لانهم ارتدوا عن دين الله
كما ان تلك الروايه ليس بها حكم واضح وصريح بوجوب قتال المرتد
ودليل اخر واذا تبنينا وجه نظر الذين يطالبون باستتابه المرتد
يتضح من سياق الروايه ان الرسول الكريم لم يقم باستتابتهم ولكن اقتص منهم لانهم قتلوا الرعاء
والرسول الكريم صلي الله عيه وسلم لا يمكن له ان يشرع من تلقاء نفسه
وايضا الرسول متبع وليس مبتدع
والسنه هي التطبيق العملي لكتاب الله ومنكرها كمنكر للقرأن الكريم
والسنه هي شارحه لكتاب الله وليس مكمله له
واي حديث يخالف كتاب الله فهو افك وبهتان
تعليق