إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رسالة الى الشبابرقم(2) حامل المسك ونافخ الكير

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رسالة الى الشبابرقم(2) حامل المسك ونافخ الكير

    بسم الله الرحمن الرحيم

    إليكم شباب الصحوة...

    (2) حامل المسك.، ونافخ الكير

    الإنسان اجتماعي بطبعه. فهو يُعامل أخاه لا لقضاء حوائجه المادية فحسب، بلْ ليجد فيها الأُنس، ويُفضي إليه بما في نفسه، ويُشاركه في الأفراح والأتراح.

    ثمّ إنّه يتأثّر بأصحابه، فإن كانوا من أصحاب الصفات الرديئة أوْشَكَ أن تنحدر أخلاقه حتى تصلَ إلى حضيضهم... وإن كانوا من أهل الإيمان والاستقامة اكتسب منهم السُّمُوّ والنّظافة، وتخلَّص من رعونات نفسه، ورديء أخلاقه... ولا غروّ بعد ذلك أن يُعرَف الرّجل بمعرفة أصحابه وأصدقائه. وهو المعنى الذي أشار إليه الشّاعر:

    إذا كنتَ في قومٍ فصاحب خـيارهـم ولا تصحـبِ الأردى فترْدى مع الرّدي
    عن المرء لا تسْأل وسَلْ عن قريـنه فكلّ قــريـنٍ بالـمقارن يـقتـدي

    وهذا المعنى قد استقرّ في نفوس النّاس، إذ لا يكاد النّاس يُصدّقون أن شاباً مستقيمٌ، وهو يصحب الأشرار الفاسدين.. إلاّ إذا كان يصحبهم ليرشدهم ويُنقذهم.. وعندئذٍ لابدّ أن تظهر أمارة، بل أمارات، تدلّ على أنّه لا يُصاحبهم إلاّ لذاك.

     الصّحبة رفعة وسعادة.. أو هوان وشقاوة
    فكم سعد أقوام بصحبة أهل الإيمان والتّقوى!. فهؤلاء الصحابة الكرام رضي الله عنهم قد بلغوا مرتبة لا تُدانيها مرتبة أحد من البشر بعد الأنبياء... وما ذلك إلاّ بصحبتهم للنبي. وكذلك نال التابعون شرفاً عظيماً باجتماعهم بأصحاب رسول الله e وأْخذِهم عنهم، وكم شقي أقوام بصحبة أهل الكفر والفساد!. وقد قصّ القرآن الكريم نماذج لهؤلاء. فمنهم مَن ذكره في سورة الفرقان (27-29): (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً. يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً. لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ للإِنْسَانِ خَذُولاً).

    ومنهم مَن ذكره في سورة الصافات (50-60) عن مؤمن من أهل الجنة يحمد الله تعالى أن أنقذه من إضلال صاحبٍ له كان يدعوه إلى الكفر (قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ. وَلَوْلا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ) يقول: (لقد كدْتَ تًهلكني وتوردني موارد الرّدى، ولولا فضل الله عليّ لكنتُ محضراً معك في العذاب).

    لذلك نقرأ في سنة النّبي: "الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يُخالل" رواه أبو داود والترمذي. ونفهم منه أن للتقارب الفكري والنفسي دوراً، وأيَّ دور، في اختيار الأصحاب والأصدقاء!





     علاقة تبادلية
    في كثير من الأحيان يتأثّر كل صاحب بصاحبه، ويُؤثّر فيه كذلك. ولذلك قيل: "الصّاحب ساحب"... فإذا كانا فاسدين انضمّ فساد كلّ منهما إلى فساد صاحبه فزاد فساداً، وإذا كانا صالحين نما صلاح كلّ منهما يما يكسبه من صاحبه.

    إلاّ أن التأثير يكون أحياناً من جهة واحدة، وتكون الجهة الأخرى ضعيفة التّأثير، فهي متأثّرة تابعة. وذلك حسب قوة شخصية كلّ من الصاحبين، وشدّة إيمانه بما هو عليه... وليس من خطر إذا كان صاحب الشخصية المؤثّرة صالحاً مستقيماً، إذ أنه سينقل صاحبه إلى الحقّ والخير.

    أما الخطر المحدق فحين يكون أقواهما تأثيراً هو الفاجر أو الفاسد أو المنحرف، ويكون الآخر منقاداً تابعاً، إمّا لضعف في شخصيته، أو خلل في ثقافته، ونقص في تربيته. ويا تعاسة من يُبتلى بمثل ذلك!.

     من فوائد الصحبة الصالحة
    1- الصّاحب الصالح سند وعونٌ لصاحبه في الأزمات، يكون معه على لأواء الحياة وشدّتها، فيشعر المرء، إذا كان له أصدقاء مخلصون، أنّه يأوي إلى ركن شديد. والصاحب الذي لا يعرف صاحبه إلاّ وقت الرّخاء لا نفع منه، ولا قيمة له. وصدق من قال:

    إنّ أخاك الحقّ من كان معـك
    ومـن يضرّ نفسـَه لينفعَـك
    ومن إذا ريْبُ الزّمان صَدَعَـك
    شـتّتَ فـيه شـملَه ليجمعـك

    2- والصاحب الصادق مرآة صافية يرى فيها صاحبه عيوبه. وهو ما بيَّنه الحديث النّبوي "المؤمن مرآة المؤمن" رواه أبو داود، والبخاري في الأدب المفرد.

    وتكون فائدة المرآة في ذروتها إذا اقترب الإنسان منها وكانت مستوية صافية، لا تقعُّر فيها ولا غبَش.. فإذا رأى الصّاحب عيوبه عمل على تصحيحها فكان هذا خيراً عظيماً له.

    3- والصّاحب العاقل يعينك برأيه، ويقدّم لك المشورة إذا اختلطت عليك الأمور، وما خاب مَن استخار، ولا نَدِم من استشار.

    4- والصاحب المؤمن التقي ينفعك في الآخرة فتبلغ، بسبب صحبتك له، ومحبتك إياه، درجات ما كنت تبلغها بعملك وحده.قال ابن كثير: ".. ثبت في الصحيح والمسانيد من طرق متواترة.. أن رسول الله e سُئل عن الرّجل يُحبّ القوم ولمَّا يلحق بهم! فقال" "المرء مع مَن أحب". قال أنس: فما فرح المسلمون بشيء فرحهم بهذا الحديث. وبمقابل ذلك يتخلّى أصدقاء السوء يوم القيامة عن بعضهم، ويتنكّر بعضهم لبعضهم، وتنقلب خُلَّتهم عداوة، كما قال تعالى: (الأَخِلاّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاّ الْمُتَّقِينَ) (الزخرف:67).

     نصوص في الصّحبة

    أولاً: من القرآن الكريم
    قال تعالى: } وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً { (الكهف:28). وقال سبحانه: } يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ { (التوبة:119).

    ثانياً: من السنّة النّبوية:
    روى البخارى ومسلم عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله e قال: "إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافح الكير. فحامل المسك إمّا أن يُحْذيكَ [يُعطيك ويطيّبك]، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة. ونافح الكير إما أن يُحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحاً منتنة".

    وزخرت كتب الأدب بخلاصات لتجارب النّاس في شأن الصحبة. من ذلك قول أحدهم:

    احذر عدوّك مرّةً واحذر صديقك ألف مرّةْ
    فلربما انقلب الصّديق فكان أعلم بالمضرّةْ

    وقول أبي تمّام:

    مـنْ لي بإنسان إذا أغـضـبتُهُ وجهلتُ كان الحِلْم ردَّ جـوابـهِ
    وإذا صَبَوْتُ إلى المدام شربتُ من أخلاقــه، وسكرتُ من آدابهِ
    وتراه يصغي للحديث بسمــعه وبطــرفه، ولعله أدرى بهِ

    فطوبى لمن وفّقه الله فأحسن اختيار أصحابه. ونعوذ بالله من أصدقاء السّوء.
    أنـــــــــــور الــــعـــــــــــطـــــــــــوي

  • #2
    بارك الله فيك اخي الكريم كلمات رائعه ومعبره
    جزيت خيرن على ما قدمت
    ننتضر المزيد والمفيد
    [glow1=FFFF00]
    [/glow1]

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      بارك الله فيك اخي انو العطوي وجزاك الله كل خير ودمت ذخرا للوطن واسعدك الله ونورك وطيبك وعطرك بنعيم الجنان واسال الله العلي العظيم رب العرش العظيم ان يجعله في ميزان صالح اعمالك وان يتقبل منك ما قدمت لنا وموضوعك جميل ومفيدوكلماته في غاية الروعة جزاك الله كل الاجر والثواب


      اللهم اجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون احسنه
      سبحان الله والحمدلله ولا الاه الا الله والله اكبر




      اختكم في الله :قساااااااااااااااااااااااامية

      تعليق


      • #4
        أخي اذهلتنا برسائلك
        نرجو المزيد منهااااااااا

        بارك الله فيك اخي
        ونسال الله أن تكون في ميزان حسناتك
        أيها العضو الصديق لا بأس أن تؤيد رأيك بالحجة و البرهان .....

        كما لا بأس أن تنقض أدلتي ، وتزييف مما تعتقد أنك مبطل له
        .....

        لكن هناك أمر لا أرضاه لك أبدا ما حييت ، ولا أعتقد أنه ينفعك
        ؟

        الشتم و السباب

        تعليق

        يعمل...
        X