إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ادعو إلى الله وإن كنت عاصي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ادعو إلى الله وإن كنت عاصي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    الدعوة إلي الله وانت عاصي ...
    كتبه الشيخ محمد بن عبد الرحمن العريفي

    إن من أعظم صفات أهل الجنة هي أن وظيفة أحدهم الأساسية في هذه الحياة هي عبادة الله .. والدعوة إليه .. والعمل لهذا الدين .. ونصح الناس .. والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..
    وبصراحة .. بعض الناس إذا سمع الحديث حول الدعوة إلي الله .. ظن أن الدعوة مقصورة على من أعفي لحيته و أقصر ثوبه ..
    ثم قال لك : أنا أحلق لحيتي .. و أسبل ثوبي .. وأدخن..
    وجعل هذه الأمور حائلاً بينه وبين الدعوة إلي الله تعالي ونصح المقصرين .. وهذا خطأ من وساوس الشياطين .
    نعم لا أنكر أن الأصل في الداعية أن يكون مستقيماً مطبقاً لما يدعو إليه .. ولكن لا يعني هذا أن يترك الرجل الطاعات بسبب وقوعه في بعض المعاصي .. ولعل تلك المعاصي أن تغوص في بحر الحسنات .
    بل قد يستطيع المقصر أن يصل إلي أشخاص لن يصلهم الداعية المستقيم ..
    فأنت وإن كنت مقصراً إلا أنك تستطيع أن تدعو تارك الصلاة إلي أن يصلي .. فترك الصلاة كفر ..
    أنت تستطيع أن تنصح من يقع في الفواحش أن يتوب منها ..
    تنصح من يتعرض لأعراض المسلمين بأن يكف عن ذلك .

    أما كيف تنصحهم وتدعوهم .. فهذا يكون بأساليب شتى .. كإهداء الأشرطة النافعة إليهم .. ودعوة بعض الدعاة إلى مجالسكم أحيانا ً.. والنصيحة الفردية لهم .. وغير ذلك ..

    ولا تقل أنا غير ملتزم فكيف أدعو وأنصح ؟! .. فإن وظيفة الدعوة إلى الله وظيفة ربانية واسعة .. كثيرة الأساليب لا تزال تحتاج إلى عاملين .. وكلنا ذوو خطأ .. وكل ابن آدم خطاء ..

    ولو لم يعظ في الناس من هو مذنب فمن يعظ العاصين بعد محمد - صلى الله عليه وسلم؟!

    وقال أحد الشيوخ :

    خرجت من المسجد يوماً فجاءني شاب عليه آثار المعصية .. وقد اسودت شفتاه من كثرة التدخين .. فعجبت لما رأيته .. ماذا يريد .. فلما سلم على قال : يا شيخ أنتم تجمعون أموالاً لبناء مسجد أليس كذلك ؟؟ فقلت : بلي .. فناولني ظرفاً مغلفاً وقال : هذا مال جمعته من أمي وأخواني وبعض المعارف .. ثم ذهب .. ففتحت الظرف فإذا فيه خمسة آلاف ريال .. وأنفق هذا المال في بناء المسجد .. واليوم لا يذكر الله في ذلك المسجد ذاكر .. ولا يتلو القرآن قارئ .. ولا يصلي مصل .. إلا وكان في ميزان ذاك الشاب مثل أجره .. فهنيئاً له ..
    ولو أن الشاب استسلم لتخذيل الشيطان وقال : أنا عاص .. فإذا تبت بدأت أخدم الدين وأبني المساجد .. لفاته أجر عظيم ..
    وقد قال صلي الله عليه وسلم : « من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً » رواه مسلم .

    وقال أحد الشيوخ :

    أعرف أثنين من الشباب المقصرين - يهديهم الله - هما منذ سنوات إذا أقبل شهر رمضان أو موسم الحج ركبا سيارة وأخذا معهما أدوات خاصة بإصلاح أعطال السباكة والكهرباء .. ثم توجها إلي مكة .. ومرا على جميع دورات المياه التي في طريق الحجاج والمعتمرين و أصلحا أعطالها .. خدمة لإخوانهم المسلمين .. ولا أحد يعرف ذلك عنهما ..

    وقال أحد الدعاة :

    طرق علي الباب في آخر الليل .. فخرجت فزعاً فإذا شابُ عليه آثار التقصير والمعصية .. فسألته ماذا تريد ؟! .. فقال : معي في السيارة إثنان من العمال الهنود أسلما على يدي وقد أحضرتهما إليك لتلقنهما الشهادة وتجيب عن أسئلتهما .. !! فقلت .. كيف دعوتهما ؟ .. فقال : لا زلت أتابعهما بالكتب و الأشرطة حتى أسلما ..

    - وحدثني أحد العاملين فى مكتب للدعوة والإرشاد أن شابا ًمدخناً وعنده معاصٍ أخرى ، ومع ذلك فإن هذا الشاب إذا أقبل رمضان جمع تبرعات من التجار ثم اشترى الآف الأشرطة وحملها إلى مكاتب الدعوة لتوزيعها خلال نشاطاتهم في رمضان ، طالما اشتكي العاملون في مكاتب الدعوة والإرشاد من قلة المتعاونين معهم ، يقسم لي أحدهم : أن بعض العمال الكفار ليس بينه وبين الإسلام إلا أن يتفرغ له شخص أسبوعاً أو أسبوعين يأتي به إلي مكتب الدعوة لحضور المحاضرات ، ولا يجد المكتب متعاوناً يهتم بمثل هذا .

    بل كم من خادمة كافرة ما نشط أصحابها في دعوتها ولا أهدوا لها كتاباً ولا شريطاً عن الإسلام ، فبقيت على كفرها ، وكم من شاب فاجأه الموت وهو تارك للصلاة أو مقيم على كبيرة من الكبائر لأن الدعاة ما استطاعوا الوصول إليه ، وأصحابه ما نشطوا في نصيحته .

    وكم من فتاة ترى زميلاتها في المدرسة يتبادلن الصور والأشرطة المحرمة بل وأرقام الهواتف المشبوهة ومع ذلك إذا طالبناها بنصيحتهن قالت : أنا احتاج إلي من ينصحني أنا مقصرة ، إذا أصبحت ملتزمة نصحتهن .. عجباً .

    ما أسعد الشيطان بسماع هذه الكلمات ..

    كيف دخل الإسلام إلي أفريقيا والهند والصين !! حتى صار في الهند مائة مليون مسلم، وفي الصين قريباً من ذلك .. من دعا هؤلاء ؟؟

    إنهم أقوام من عامة الناس ليسوا طلبة علم ولا أئمة مساجد ولا تخرجوا من كليات شرعية أقوام ذهبوا للتجارة فدعوا الناس فأسلموا على أيديهم .. فخرج من هؤلاء المسلمين الهنود والصينيين والأفارقة علماء ودعاة .. وأجر هدايتهم لأولئك التجار .

    لقد سألت مراراً عدداً من العمال الكفار الذين في محطات البنزين أقول لأحدهم : منذ متى وأنت في هذه البلاد فيقول : منذ خمس سنوات وسبع سنوات .. فأقول : هل أعطاك أحد شريطاً أو كتاباً عن الإسلام منذ جئت إلى هنا ؟! فيعتصر قلبي بقوله : لا .. كل الناس يملئون سياراتهم بالوقود ويذهبون ..


    يا أخي قد تكون مقصراً .. بل قد تستمع إلى الأغاني وقد تدخن وقد تقع فى المعاصي ولكن أنت مسلم أولاً و أخيراً ...

    وقد قال لك النبي صلى الله عليه وسلم : « بلغوا عنى ولو آية ... »
    .. أفلا تحفظ آية فتبلغها .

    إن توزيع الأشرطة ونشر الكتب وتوزيع بطاقات الأذكار أمور لا تحتاج إلى علم .. من منا إذا سافر أخذ معه مجوعة من الأشرطة النافعة ثم إذا وقف في محطة وقود وضع في البقالة بعضها ، والبعض الآخر في مسجد المحطة أو وزعها على السيارات الواقفة .. الناس في الطريق لابد أن يستمعوا إلى أي شئ فكن معيناً لهم على سماع الذكر والخير ..

    من منا إذا رأى كتاباً نافعاً اشترى منه كمية ووزعها في مسجده أو أهداها لزملائه في العمل أو طلابه في المدرسة ..

    وأنا بكلامي هذا لا أسوغ الوقوع في المعاصي أو أجد العذر لأصحابها .... ولكن ذكرّ إن نفعت الذكري ولا ينبغي أن تحول المعصية بين صاحبها وبين خدمة هذا الدين ..

  • #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    قصة أبو محجن الثقفي
    أبو محجن الثقفي رضى الله عنه رجل من المسلمين كان قد ابتلى بشرب الخمر وطالما عوقب عليها ويعود ويعاقب ويعود .. بل كان من شدة تعلقه بالخمر يوصى ولده ويقول :

    إذا مت فادفني إلي جنب كرمة
    ترمي عظامي بعد موتي عروقها
    ولا تدفنني في الفلاة فإننــــــي
    أخاف إذا ما مت أن لا أذوقهــــــا

    فلما تداعى المسلمون للخروج لقتال الفرس في معركة القادسية خرج معهم أبو محجن الثقفي رضى الله عنه وحمل زاده ومتاعه ولم ينس أن يحمل خمراً دسها بين متاعه فلما وصلوا القادسية طلب رستم مقابلة سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه قائد المسلمين ، وبدأت المراسلات بين الجيشين ، عندها وسوس الشيطان لأبى محجن رضى الله عنه فاختبأ في مكان بعيد وشرب الخمر ، فلما علم به سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه غضب عليه وحرمه من دخول القتال ثم أمر به فقيد بالسلاسل وأغلق عليه في خيمة .
    فلما أبتدأ القتال وسمع أبي محجن صهيل الخيول وصيحات الأبطال لم يطق أن يصبر على القيد واشتاق إلي الشهادة بل اشتاق إلى خدمة هذا الدين وبذل روحه لله تعالي .. نعم .. وإن كان عاصياً .. وإن كان مدمن خمر .. إلا أنه مسلم يحب الله ورسوله فأخذ يتحسر على حاله ويترنم قائلاً :
    كفى حزناً أن تدحم الخيل بالقنى
    وأترك مشدوداً علـــــــي وثاقيــا
    إذا قمت عناني الحديد وغلقــت
    مصاريع من دوني تصم المناديا
    وقد كنت ذا مال كثيـــــر وأخوة
    وقد تركوني مفرداً لا أخا ليـــــــا
    فلله عهد لا أحيــــــف بعهــــده
    لإن فرجت ألا أزور الحوانيــــــا

    ثم أخذ ينادي بأعلى صوته ..
    فأجابته إمراة سعد : ماذا تريد ؟؟
    فقال : فكي القيد من رجلي وأعطني البلقاء فرس سعد فأقاتل فإن رزقني الله الشهادة فهو ما أريد وإن بقيت فلك عهد الله وميثاقه أن أرجع حتى تضعى القيد في قدمي .. وأخذ يرجوها ويناشدها حتى فكت قيده وأعطته البلقاء فلبس درعه وغطى وجهه بالمغفر ثم قفز كالأسد على ظهر الفرس وألقى نفسه بين الكفار يدافع عن هذا الدين ويحامي ..

    علق نفسه بالآخرة ولم يفلح إبليس في تثبيطه عن خدمة هذا الدين ... حمل على القوم يلعب برقابهم بين الصفين برمحه وسلاحه .. تعجب الناس منه وهم لا يعرفونه ولم يروه في النهار .. ومضى أبو محجن يقاتل ويبذل روحه رخيصة في ذات الله ... نعم مضى أبو محجن ..

    أما سعد بن أبي وقاص فقد كانت به قروح في فخذيه فلم ينزل ساحة القتال .. لكنه كان يراقب القتال من بعيد ، فلما رأى أبا محجن عجب من قوة قتاله .. وقال : الضرب ضرب أبي محجن والكركر البلقاء .. وأبو محجن في القيد والبلقاء في الحبس !! فلما انتهي القتال عاد أبو محجن إلى سجنه ووضع رجله في القيد ونزل سعد فوجد فرسه يعرق فقال : ما هذا ؟ فذكروا له قصة أبي محجن فرضى عنه وأطلقه وقال : والله لا جلدتك في الخمر أبداً . فقال أبو محجن : وأنا والله
    لا شربت الخمر أبداً ...
    رضى الله عنهم .....

    تعليق


    • #3
      سبحان الله

      مشكور اخي ابو فؤاد على نقلك المميز
      فعلا قصص فيها الكثير من المواعظ والعبر

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيك اخي
        (كم عشقت المشي تحت المطر......لكي لايعرف احد اني ابكي)اخوكم (توفيق) ابن مخيم الوسطى

        تعليق


        • #5
          يا أخي قد تكون مقصراً .. بل قد تستمع إلى الأغاني وقد تدخن وقد تقع فى المعاصي ولكن أنت مسلم أولاً و أخيراً ...
          نعم اخي لقد أحرقتنا الذنوب وآلمتنا المعاصي فهذه الخطايا ما سلمنا منها ولن نسلم لكن الخطر أن نسمح للشيطان أن يستثمر ذنوبنا ويرابي في خطيئاتنا....

          قال ابن مسعود رضي الله عنه لأصحابه " لو علمتم بذنوبي لرجمتموني بالحجارة"...

          وقال رسولنا الحبيب عليه الصلاة والسلام " لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم"..

          استغفر الله العظيم....

          بارك الله فيك أخي ((أبو فؤاد)) موضوعك قيم جدا.. جزاك الجنان..

          تعليق


          • #6
            بارك الله فيك أخي
            في ميزان حسناتك
            والى الامام ان شاء الله
            أيها العضو الصديق لا بأس أن تؤيد رأيك بالحجة و البرهان .....

            كما لا بأس أن تنقض أدلتي ، وتزييف مما تعتقد أنك مبطل له
            .....

            لكن هناك أمر لا أرضاه لك أبدا ما حييت ، ولا أعتقد أنه ينفعك
            ؟

            الشتم و السباب

            تعليق


            • #7
              جزاك الله خيرا على المعلومات

              تعليق


              • #8
                بارك الله فيك اخي (( أبو فؤاد ))
                وجعلنا الله واياكم ممن يستمعون القول ويتبعون احسنه

                في ميزان حسناتك إن شاء الله
                اشتاقت الأرض لضم الأجساد ، وزادت غربة المؤمنين في البلاد ، وظهر الفساد وكأن مسيلمة وعهد الردة قد عاد

                ولكن يبقى للحق صولة والباطل سيباد ، لا كما نريد ولكن كما الله عز وجل أراد.

                تعليق


                • #9
                  مشكور أخي على مجهودك الرائع وبارك الله فيك

                  تعليق

                  يعمل...
                  X