السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وهل يصح ان يكون ثم علاقات قبل الزواج وعقد القران 00؟؟؟
في البداية اسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه ويرينا الباطل باطل ويرزقنا اجتنابه فكم من عارف بالحق محروم من العمل به وتطبيقه !!
لا شك أن الحب كلمة فضفاضة واسعة تستوعب جميع انواع التواصل في العلاقات الاجتماعية 00
بل وقد تتعدى ذلك إلى ما هوا اسما وأعلى انه حب الخالق سبحانه الذي هو قطب العبادة ومدارها الذي تدور عليه00
فالعبادة تقوم على كمال الذل والحب كما ذكر ذلك ابن القيم في نونيته وحكا ذلك أهل العقائد 00
وفي المتفق عليه من حديث انس رضي الله عنه (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما 00وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله 00 وان يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار ))
وكما أن الحب يستغرق جميع أنواع التواصل في العلاقات الاجتماعية فكذلك يشمل العلاقات السليمة والسوية وغيرها من العلاقات المشبوهة 00
ذلك ان دوافع الحب كثيرة وأسبابه لا تحصى ولا أدل على ذلك من قوله تعالى (( الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ))(67)
ولا شك أن من له أدنا دراية و بصيرة بالعربية يعرف أن الخلة هي أعلا درجات المحبة فهي من أسماء الحب
ومن درجاته ومراتبه كما ذكر ذلك ابن القيم رحمه الله في روضة المحبين 00
فقد قال : لما كان الفهم لهذا المسمى ((الحب )) أشد وهو بقلوبهم أعلق كانت أسمائه لديهم أكثر وهذه عاداتهم في كل ما اشتد الفهم له , أو كثر خطوره على قلوبهم , تعظيما له 00او اهتماما به ومحبة له فا الأول كالأسد والسيف والثاني كالداهية والثالث كالخمر 00 وقد اجتمعت هذه المعاني الثلاثه في الحب00
ثم ذكر أسماء المحبة ومنها العلاقة والصبابة والتتيم والتباريح والاكتئاب والأرق والوله والتعبد والتلديه 00
إلى آخره من الأسماء 00
وقد بلغ اسماها وأعلاها وهي الخلة من الأنبياء مع الله نبينا محمد وإبراهيم عليهما الصلاة والسلام 00
******
ومن هنا نعلم أن الله قد ميزنا عن غيرنا بالوسطية والاعتدال فهذه هي سمة أهل الإسلام وأهل ألسنه والجماعة 00
فلا نغلوا نغلو ولا نجفوا نجفوا بل نحن وسط في كل أمورنا 00
لان الدين قد هذب جميع الأخلاق والطباع البشرية وكملها ووجهها ألوجهه الصحيحة السليمة فقد حرم العلاقات المشبوهة ومنها الحب لغير الله 00
لأن المحبة أنواع , الحب الطبيعي الفطري البشري ومنه محبة الأم لولدها 00
وحب الميل الغريزي الفطري وهو حب الزوجين لبعضهما 00
إلا أن الحب الآخر وهو حب الرجل للأنثى والعكس لا ينكر احد وجوده أيا كان المحبوب وهذا الميل ولاشك من أصل خلقة النفس البشرية (( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (14)
وقد يكون على الرجل اشد فتكا وخطرا إذا اخذ منحا الفتنه فقد حذر المصطفى من الفتنه بالنساءعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء " .
رواه البخاري ( 4808 ) ومسلم ( 2740 )
))
وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الأخر "ما رأيت أذهب للُبِّ الرجل الحازم من إحداكن".
رواه البخاري في المظالم (2468)، ومسلم في الطلاق (1479)، وأحمد في المسند (222
(( والأحاديث في هذا الباب كثيرة
ومن هنا حرم الله سبحانه الاختلاط بين الجنسين ولسماحة الوالد الشيخ عبدا لعزيز بن باز رحمه الله رسالة منتشرة في ذلك قد ذكر فيه أدلة تحريم الاختلاط 00
وقد ذكر الإمام ابن الجوزي رحمه الله تعالى في تلبيس إبليس قصة الراهب الذي استأمنه الإخوة الثلاثة على أختهم لثقتهم فيه لانقطاعه للعبادة ثم كيف أن الشيطان استدرجه حتى وقع بها وأنجبت منه ومن ثم قتلها وقتل ابنها خوف الفضيحة والعار في قصه طويلة حاصلها انه سجد لإبليس حتى ينجيه من سطوة إخوتها ومن ثم قتل ساجد لغير الله ولا حول ولا قوة إلا بالله نعوذ بالله من الخذلان 00
ولهذا الحذر الحذر إخوتي من إحسان الظن بالنفس فالشيطان له مداخل على بني ادم ولا شك ولعل منها
العلاقات العاطفية قبل الزواج (( عقد القران ))
وهوى في الحقيقه ما يسمى بالإنحراف العاطفي 00
فإنها احد مزالق الشيطان بل احد مداخل شياطين الإنس الذين يصطادون فتيات المسلمين في الماء العكر وبهذه الشبهة التي تنطلي سريعا على بعض فتيات المسلمين وخاصة مع ضغط الواقع المحيط وو غيرها 00
ولعلي اذكر بعض الكلام الجميل للشيخ على الطنطاوي عليه رحمة الله ولكن باختصار 00
في كتابه مع الناس 00
مناقشه عقليه لهذه الشبهة وهي دعوى تأسيس الزواج على الحب وقد كنت وعدت بالحديث عنها في استفتاء سابق لكن لم تسعفني همتي لرغبتي بالكتابة بشكل أفضل ولكن مالا يدرك كله لا يترك جله 00
يقول الشيخ 00 وقبل الجواب (( على سؤالنا الذي عنونا به الموضوع ))
أحب أن افهم ما هو هذا الحب الذي تسألون عنه ؟؟
إن الله خلق في الإنسان غريزتين ,, غريزة لبقاء ذاته ,, وغريزة لبقاء نوعه 00
فبالأولى يسوقه لذع الجوع إلى ابتغاء الطعام ليدفع بالشبع الموت عن نفسه ,,
وبالثانية يسوقه وقع الشهوة إلى الاقتراب من الأنثى ليمنع بالنسل الانقراض عن جنسه 00
وقد يكون الطعام بين يديك في المطعم وثمنه في جيبك تفكر فيه فتراه إمامك ,, ويكون الجنس الأخر في ملكك ويكون حلالا لك قيد طلبك ,, فلا تشغل بتصوره ذهنك ولا تكد بانتظاره أعصابك 00
وقد يكون الجوع موجودا والطعام مفقودا ,, فأنت كلما قاسيت مرارة الجوع ازدادت في تصورك حلاوة الطعام ,, فإذا طال الأمد صار لك ((كما يقول علماء النفس )) فكره ثابتة فأنت لا تفكر إلا فيه ولا تحن إلا إليه 00
وقد تكون الرغبة الجنسية موجودة والجنس الآخر مفقودا , فيكون عندك من التفكير فيه مثل تفكير الجائع في الطعام 00وهذا هو الذي نسمه الحب , وهو اشد وهو اشد من تفكير الجائع في الطعام 00لأنه( الجائع) حين يطلبه لا يفكر في لونه ولا في جنسه , والجائع الجنسي قد تستقر رغبته في امرأة بعينها تنحصر دنياه كلها فيها 00
انه يطلب أن ينظر إليها ويحدثها ,,
فهل ترونه يكتفي إن رآها بالنظر ؟
هل تظنون انه إن حدثها قنع بالحديث ؟
إنه كالجائع , فهل يكفي الجائع أن يرى الطعام ويشمه وينظر إليه وينظم في وصفه الأشعار ويصوغ القوافي ؟
لا يا أولادي , لا والله العظيم , انه لا يريد جمالها لعينه ولا حديثها لأذنه , ولكنه يريد قفله لمفتاحه (وانتم تفهمون ما هي الحكاية )إنها غريزة النوع لا يرويها إلا ما يتم به النسل 00
وما الحب مهما زخرفه الشعراء وزوقه الأدباء إلا رغبة في الاتصال الجنسي لم تجد طريقها 00 إن الحب العذري الشريف حديث خرافه لا تروج سوقه إلا على المجانين والشباب 00
إن الحب جوع نفسي فهل يستطيع الجوعان إن يحكم على جودة الطعام ؟
ألا يزين الجوع الطعام حتى وإن كان مجدرة أو غيرها ويجعلها كأنها كبشا محشيا فإذا ذهب الجوع عاد كل شي لحاله فلا كبش ولا محشي وإنما هي مجدره 00
كذلك المحب إنه يسبغ من حبه على محبوبة ثوبا براقا يراه به أجمل الناس 00
فإذا تزوجها لهذا الثوب الذي يغريه بها , ثم زال عنه لمّا زال الحب , لم يبق بينهما زواج 00لأنه ما تزوج بها ولكن تزوج الثوب الذي أسبغه خياله عليها 00وما دام الحب في الحقيقة اشتهاء اللقاء الجنسي ,, فلابد إن يزول إذا زالت هذه الشهوة 00ولا بد أن يعقل المجنون فتعود ليلى في نظره امرأة كسائر النساء فلا تبقى له فيها رغبة , كما تذهب رغبة الجائع في الطعام إذا ملأ معدته منه 00انه رباط مؤقت ينقطع من الملامسة الأولى ( وأنتم تفهمون ما معنا الملامسة !!)
وأنا من مدمني النظر في آداب الأمم كلها , ولا أحصي القصص التي قرأتها لكبار الأدباء في موضوع الزواج الذي يبنا على الحب ونهايتها كلها الشقاق والفراق ولا تغتروا بأمثال آلام فرتر ورفائيل وماجدولين وبول 000
فهذه كلها صور لمرحلة الرغبة التي تكلمت عنها ولو تزوج كل واحد بالتي يعشقها زواج حب فقط لكانت خاتمة القصة الطلاق 00
لا ,, لا يصح أن يبنى الزواج على الحب وحده إلا أن صح أن تبنى العمارة الضخمة على أساس من الملح في مجرى الماء !!
إنما يبنا الزواج على التوافق في التفكير والسلوك والوضع الاجتماعي والحالة المالية , وبعد هذا كله تأتي العاطفة ؟
فينظر إليها وتنظر إليه أي ينظر إلى وجهها وكفيها وبحضور وليها أو احد محارمها فإن القي الله في قلبيهما القبول لبعضهما والميل صار هذا الميل مع الزواج حبا هادئ مستمرا وإن احسّا نفره وعزوفا أغنى الله كلا من سعته 00 انتهى كلام الشيخ رحمه الله 00
(( ويجوز أن ينظر الخاطب إلى ما يظهر من المخطوبة غالبا لمحارمها وجهها وكفيها و شعرها ونحرها وقدميها ))
(( لا كما يطلبه البعض من الصور الفاضحة والعياذ بالله وهذا لا يمكن إلا من وراء الأسوار الخلفية من العلاقات المشبوهة فبل الزواج ))
**********
ثمت مسألة 00
لعل البعض قد سمع مثلا 00 تقوله العرب 00 إذا وطئ المحبوب فسد الحب
وقد أجاب ابن القيم رحمه الله بقوله 00 الجماع الحرام يفسد الحب ولا بد إن تنتهي المحبة بينهما إلى المعاداة والتباغض كما هو مشاهد بالعيان فكل محبة لغير الله آخرها قلى وبغض فكيف إذا قارنها ما هو من اكبر الكبائر
وهذه العداوة بين يدي العداوة الكبرى التي قال الله فيها 00 (( الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ (67)
وأما الجماع المباح فإنه يزيد الحب إذا صادف مراد المحب ,فإنه إذا ذاق لذته وطعمه اوجب له ذلك رغبة أخرى لم تكن حاصلة قبل الذوق 00ولهذا لا يكاد البكران يصبر احدهما عن الآخر هذا إذا لم يعرض للحب ما يفسده ويوجب نقله إلى غير المحبوب 00
[line][/line]
منقول عن لسان شيخ
وهل يصح ان يكون ثم علاقات قبل الزواج وعقد القران 00؟؟؟
في البداية اسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه ويرينا الباطل باطل ويرزقنا اجتنابه فكم من عارف بالحق محروم من العمل به وتطبيقه !!
لا شك أن الحب كلمة فضفاضة واسعة تستوعب جميع انواع التواصل في العلاقات الاجتماعية 00
بل وقد تتعدى ذلك إلى ما هوا اسما وأعلى انه حب الخالق سبحانه الذي هو قطب العبادة ومدارها الذي تدور عليه00
فالعبادة تقوم على كمال الذل والحب كما ذكر ذلك ابن القيم في نونيته وحكا ذلك أهل العقائد 00
وفي المتفق عليه من حديث انس رضي الله عنه (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما 00وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله 00 وان يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار ))
وكما أن الحب يستغرق جميع أنواع التواصل في العلاقات الاجتماعية فكذلك يشمل العلاقات السليمة والسوية وغيرها من العلاقات المشبوهة 00
ذلك ان دوافع الحب كثيرة وأسبابه لا تحصى ولا أدل على ذلك من قوله تعالى (( الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ))(67)
ولا شك أن من له أدنا دراية و بصيرة بالعربية يعرف أن الخلة هي أعلا درجات المحبة فهي من أسماء الحب
ومن درجاته ومراتبه كما ذكر ذلك ابن القيم رحمه الله في روضة المحبين 00
فقد قال : لما كان الفهم لهذا المسمى ((الحب )) أشد وهو بقلوبهم أعلق كانت أسمائه لديهم أكثر وهذه عاداتهم في كل ما اشتد الفهم له , أو كثر خطوره على قلوبهم , تعظيما له 00او اهتماما به ومحبة له فا الأول كالأسد والسيف والثاني كالداهية والثالث كالخمر 00 وقد اجتمعت هذه المعاني الثلاثه في الحب00
ثم ذكر أسماء المحبة ومنها العلاقة والصبابة والتتيم والتباريح والاكتئاب والأرق والوله والتعبد والتلديه 00
إلى آخره من الأسماء 00
وقد بلغ اسماها وأعلاها وهي الخلة من الأنبياء مع الله نبينا محمد وإبراهيم عليهما الصلاة والسلام 00
******
ومن هنا نعلم أن الله قد ميزنا عن غيرنا بالوسطية والاعتدال فهذه هي سمة أهل الإسلام وأهل ألسنه والجماعة 00
فلا نغلوا نغلو ولا نجفوا نجفوا بل نحن وسط في كل أمورنا 00
لان الدين قد هذب جميع الأخلاق والطباع البشرية وكملها ووجهها ألوجهه الصحيحة السليمة فقد حرم العلاقات المشبوهة ومنها الحب لغير الله 00
لأن المحبة أنواع , الحب الطبيعي الفطري البشري ومنه محبة الأم لولدها 00
وحب الميل الغريزي الفطري وهو حب الزوجين لبعضهما 00
إلا أن الحب الآخر وهو حب الرجل للأنثى والعكس لا ينكر احد وجوده أيا كان المحبوب وهذا الميل ولاشك من أصل خلقة النفس البشرية (( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (14)
وقد يكون على الرجل اشد فتكا وخطرا إذا اخذ منحا الفتنه فقد حذر المصطفى من الفتنه بالنساءعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء " .
رواه البخاري ( 4808 ) ومسلم ( 2740 )
))
وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الأخر "ما رأيت أذهب للُبِّ الرجل الحازم من إحداكن".
رواه البخاري في المظالم (2468)، ومسلم في الطلاق (1479)، وأحمد في المسند (222
(( والأحاديث في هذا الباب كثيرة
ومن هنا حرم الله سبحانه الاختلاط بين الجنسين ولسماحة الوالد الشيخ عبدا لعزيز بن باز رحمه الله رسالة منتشرة في ذلك قد ذكر فيه أدلة تحريم الاختلاط 00
وقد ذكر الإمام ابن الجوزي رحمه الله تعالى في تلبيس إبليس قصة الراهب الذي استأمنه الإخوة الثلاثة على أختهم لثقتهم فيه لانقطاعه للعبادة ثم كيف أن الشيطان استدرجه حتى وقع بها وأنجبت منه ومن ثم قتلها وقتل ابنها خوف الفضيحة والعار في قصه طويلة حاصلها انه سجد لإبليس حتى ينجيه من سطوة إخوتها ومن ثم قتل ساجد لغير الله ولا حول ولا قوة إلا بالله نعوذ بالله من الخذلان 00
ولهذا الحذر الحذر إخوتي من إحسان الظن بالنفس فالشيطان له مداخل على بني ادم ولا شك ولعل منها
العلاقات العاطفية قبل الزواج (( عقد القران ))
وهوى في الحقيقه ما يسمى بالإنحراف العاطفي 00
فإنها احد مزالق الشيطان بل احد مداخل شياطين الإنس الذين يصطادون فتيات المسلمين في الماء العكر وبهذه الشبهة التي تنطلي سريعا على بعض فتيات المسلمين وخاصة مع ضغط الواقع المحيط وو غيرها 00
ولعلي اذكر بعض الكلام الجميل للشيخ على الطنطاوي عليه رحمة الله ولكن باختصار 00
في كتابه مع الناس 00
مناقشه عقليه لهذه الشبهة وهي دعوى تأسيس الزواج على الحب وقد كنت وعدت بالحديث عنها في استفتاء سابق لكن لم تسعفني همتي لرغبتي بالكتابة بشكل أفضل ولكن مالا يدرك كله لا يترك جله 00
يقول الشيخ 00 وقبل الجواب (( على سؤالنا الذي عنونا به الموضوع ))
أحب أن افهم ما هو هذا الحب الذي تسألون عنه ؟؟
إن الله خلق في الإنسان غريزتين ,, غريزة لبقاء ذاته ,, وغريزة لبقاء نوعه 00
فبالأولى يسوقه لذع الجوع إلى ابتغاء الطعام ليدفع بالشبع الموت عن نفسه ,,
وبالثانية يسوقه وقع الشهوة إلى الاقتراب من الأنثى ليمنع بالنسل الانقراض عن جنسه 00
وقد يكون الطعام بين يديك في المطعم وثمنه في جيبك تفكر فيه فتراه إمامك ,, ويكون الجنس الأخر في ملكك ويكون حلالا لك قيد طلبك ,, فلا تشغل بتصوره ذهنك ولا تكد بانتظاره أعصابك 00
وقد يكون الجوع موجودا والطعام مفقودا ,, فأنت كلما قاسيت مرارة الجوع ازدادت في تصورك حلاوة الطعام ,, فإذا طال الأمد صار لك ((كما يقول علماء النفس )) فكره ثابتة فأنت لا تفكر إلا فيه ولا تحن إلا إليه 00
وقد تكون الرغبة الجنسية موجودة والجنس الآخر مفقودا , فيكون عندك من التفكير فيه مثل تفكير الجائع في الطعام 00وهذا هو الذي نسمه الحب , وهو اشد وهو اشد من تفكير الجائع في الطعام 00لأنه( الجائع) حين يطلبه لا يفكر في لونه ولا في جنسه , والجائع الجنسي قد تستقر رغبته في امرأة بعينها تنحصر دنياه كلها فيها 00
انه يطلب أن ينظر إليها ويحدثها ,,
فهل ترونه يكتفي إن رآها بالنظر ؟
هل تظنون انه إن حدثها قنع بالحديث ؟
إنه كالجائع , فهل يكفي الجائع أن يرى الطعام ويشمه وينظر إليه وينظم في وصفه الأشعار ويصوغ القوافي ؟
لا يا أولادي , لا والله العظيم , انه لا يريد جمالها لعينه ولا حديثها لأذنه , ولكنه يريد قفله لمفتاحه (وانتم تفهمون ما هي الحكاية )إنها غريزة النوع لا يرويها إلا ما يتم به النسل 00
وما الحب مهما زخرفه الشعراء وزوقه الأدباء إلا رغبة في الاتصال الجنسي لم تجد طريقها 00 إن الحب العذري الشريف حديث خرافه لا تروج سوقه إلا على المجانين والشباب 00
إن الحب جوع نفسي فهل يستطيع الجوعان إن يحكم على جودة الطعام ؟
ألا يزين الجوع الطعام حتى وإن كان مجدرة أو غيرها ويجعلها كأنها كبشا محشيا فإذا ذهب الجوع عاد كل شي لحاله فلا كبش ولا محشي وإنما هي مجدره 00
كذلك المحب إنه يسبغ من حبه على محبوبة ثوبا براقا يراه به أجمل الناس 00
فإذا تزوجها لهذا الثوب الذي يغريه بها , ثم زال عنه لمّا زال الحب , لم يبق بينهما زواج 00لأنه ما تزوج بها ولكن تزوج الثوب الذي أسبغه خياله عليها 00وما دام الحب في الحقيقة اشتهاء اللقاء الجنسي ,, فلابد إن يزول إذا زالت هذه الشهوة 00ولا بد أن يعقل المجنون فتعود ليلى في نظره امرأة كسائر النساء فلا تبقى له فيها رغبة , كما تذهب رغبة الجائع في الطعام إذا ملأ معدته منه 00انه رباط مؤقت ينقطع من الملامسة الأولى ( وأنتم تفهمون ما معنا الملامسة !!)
وأنا من مدمني النظر في آداب الأمم كلها , ولا أحصي القصص التي قرأتها لكبار الأدباء في موضوع الزواج الذي يبنا على الحب ونهايتها كلها الشقاق والفراق ولا تغتروا بأمثال آلام فرتر ورفائيل وماجدولين وبول 000
فهذه كلها صور لمرحلة الرغبة التي تكلمت عنها ولو تزوج كل واحد بالتي يعشقها زواج حب فقط لكانت خاتمة القصة الطلاق 00
لا ,, لا يصح أن يبنى الزواج على الحب وحده إلا أن صح أن تبنى العمارة الضخمة على أساس من الملح في مجرى الماء !!
إنما يبنا الزواج على التوافق في التفكير والسلوك والوضع الاجتماعي والحالة المالية , وبعد هذا كله تأتي العاطفة ؟
فينظر إليها وتنظر إليه أي ينظر إلى وجهها وكفيها وبحضور وليها أو احد محارمها فإن القي الله في قلبيهما القبول لبعضهما والميل صار هذا الميل مع الزواج حبا هادئ مستمرا وإن احسّا نفره وعزوفا أغنى الله كلا من سعته 00 انتهى كلام الشيخ رحمه الله 00
(( ويجوز أن ينظر الخاطب إلى ما يظهر من المخطوبة غالبا لمحارمها وجهها وكفيها و شعرها ونحرها وقدميها ))
(( لا كما يطلبه البعض من الصور الفاضحة والعياذ بالله وهذا لا يمكن إلا من وراء الأسوار الخلفية من العلاقات المشبوهة فبل الزواج ))
**********
ثمت مسألة 00
لعل البعض قد سمع مثلا 00 تقوله العرب 00 إذا وطئ المحبوب فسد الحب
وقد أجاب ابن القيم رحمه الله بقوله 00 الجماع الحرام يفسد الحب ولا بد إن تنتهي المحبة بينهما إلى المعاداة والتباغض كما هو مشاهد بالعيان فكل محبة لغير الله آخرها قلى وبغض فكيف إذا قارنها ما هو من اكبر الكبائر
وهذه العداوة بين يدي العداوة الكبرى التي قال الله فيها 00 (( الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ (67)
وأما الجماع المباح فإنه يزيد الحب إذا صادف مراد المحب ,فإنه إذا ذاق لذته وطعمه اوجب له ذلك رغبة أخرى لم تكن حاصلة قبل الذوق 00ولهذا لا يكاد البكران يصبر احدهما عن الآخر هذا إذا لم يعرض للحب ما يفسده ويوجب نقله إلى غير المحبوب 00
[line][/line]
منقول عن لسان شيخ
تعليق