[سلسلة ... وقفات مع كتاب ( التحذير من فتنة الكفر و التكفير ) للمدعو محمد زينو.
الوقفة الأولى
العنوان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , و الصلاة و السلام على سيد المرسلين ، سيدنا محمد وعلى آله و صحبه أجمعين ، و بعد :
ما تزال المرجئة تدندن حول شبهات ردها أشبال مدارس التوحيد من قرون ، و نحن أهل السنة و الجماعة لا نشك أن هؤلاء الخوالف المارقين يريدون بإثارة الشبه هذه زعزعتا لقلوب المؤمنين و ترقيعا لكفر ولاتهم الخارجين و كسباً لعيشهم من أموال الحكام و السلاطين ، ومع ذلك نعيد ونسطر ما كتبه سلفُ الأمة، إلقاما لهم و دفاعا عن بيضة الإسلام و صيانة لمنهج أهل السنة و الجماعة، فالله المستعان وعليه التكلان .
و ما تزال الكتابات التي تحمل شعار "يهدى و لا يباع" ! تُطبع من جديد و بنسخ مزخرفة ومحققة و منقحة ! , فإنك لا تكاد تدخل مسجداً أو بيتاً حتى ترى الكّم الهائل من زبالات مطبوعات آل سعود متناثرةٌ في كل مكان ! عجبا ألهذا الحد لا يباع ؟ حتى أستحق شعار يهدى و لا يباع ؟.
ومن بين ذالك الكمّ ، وجدت كتاباً يحمل عنواناً صريحاً بالوقاحة و الجرائة على مسألة أعدها شيخ الإسلام من مسائل الأسماء و الأحكام ... ، فقلت في نفسي إن كان الكتاب قد أُستفتح بغلط شنيع مثل هذا فما كمّ الأغلاط في محتواه !؟. وحقاً قد أصبت بذلك , فإنك ما تلبث أن تقرأ فيه حتى تستخرج منه ناقضا أو تلبيساً أو كذباً أو حتى أخطأً مطبعية ! بل تجد فيه هدماً لأصول الشريعة تصريحاً و تلميحاً ،فلا حول و لا قوة إلا بالله ، و إنه رغم نكارة الكتاب و الكاتب كان لابد لزاماً من تجيش الكتائب و غزوها للمعاقل الإرجائية بالكتاب و السنة المحمدية ، فلله الحمد ما يكاد يكتب حمارٌ من حُمر آل سعود أو غيرهم من الحمير إلا و يرى جملةً من الردود و الدفاعات تنهل عليه وعلى باطله فتُلقمه و تجعل كيده في نحره , من شباب التوحيد ، الذي أخذ العلم من المنبع الصافي ، ولم يجرد ساعده و أفاض حبر قلمه في سبيل الطاغوت أو في سبيل شهرة مؤقتة أو مال زائل ، بل تعلم العلم حتى يكون ناصراً لدينه منافحاً عن ملته ....
كتاب اليوم هو: ( التحذير من فتنة الكفر و التكفير ) للمرتزق السوري محمد جميل زينو ، فيه سنرى الأعاجيب و الأكاذيب ، وشبهٌ استدل بها أجداده من المرجئة و المبتدعة ، ونحن لها بالمرصاد بعون الله تعالى ، ونذّكر بفضل فعلنا هذا : أنه لما سُئل الإمام أحمد بن حنبل : الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحبُّ إليك ، أو يتكلم في أهل البدع؟
فقال: " إذا صام وصلى واعتكف فإنِّما هو لنفسه، وإذا تكلم في أهل البدع فإنِّما هو للمسلمين، هذا أفضل".
ونسأل الله تعالى أن يثبت أقلامنا و أقدامنا في الوقفات ، و أن يجعل وقفاتنا هذه خالصتاً لوجهه الكريم ، آمين .
يقول زينو : " التحذير من فتنة الكفر و التكفير " .
أقول :
أولاً : جاء لفظ الفتنة في القرآن الكريم في عدة مواضع و كلها تأتي في سياقٍ واحد من المعاني ، قال الله تعالى : { وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ } البقرة191 / وقال { َيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ}آل عمران7/ وقال:{وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً}الأنفال25/ وقال :{وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ}الأنفال28/ وقال : {وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا}التوبة49/ وقال : {فَقَالُواْ عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }يونس85 / وقال : {وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَاناً كَبِيراً }الإسراء60 / وقال : {وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِم مِّنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيراً }الأحزاب14 / وقال : {إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ }الصافات63 ، و الآيات كثيرة في هذا الباب ، و المبتغى من ذلك كله ، أن الشروح و المعاني للفظ " فتنة " جاءت بعدة معاني ، فتارة بمعنى الشرك ، و تارة بمعنى الضلال ، ومرة بمعنى الفساد و السوء و الهلاك ... وغيره ، وكلها تحمل نفس السياق في المعنى ، فهو معنى من معاني السلبية ، و إنزال هذا اللفظ بأي معنى من معانيه على أمر مستحسن شرعاً وعقلا ً ، هو شذوذ و خطأ أكيد ، فإنزال لفظ الفتنة على مسألة من مسائل الأحكام و الأسماء ، هو جرم بحد ذاته بحق أصول الشريعة ، فإنه لما تعلم حقيقة التكفير ، وجوبه و فقهه و أحكامه ، تعرف حينها خطورة الوصف الذي و صفه هذا المتهور ، وجرأته على أحكام الله تعالى .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية عليه رحمة الله :
" اعلم أن مسائل التكفير و التفسيق هي من مسائل الأسماء و الأحكام التي يتعلق بها الوعد و الوعيد في الدار الآخرة ، وتتعلق بها الموالاة و المعاداة و القتل و العصمة ، وغير ذلك في الدار الدنيا ..." ( مجموعة الفتاوى 12/251).
نستنتج مما سبق ، أن مسائل التكفير و التفسيق و التبديع وغيرها من الألفاظ التي جاءت بالكتاب أو بصحيح السنة على نفس السياق المذكور ، هي من مسائل الأسماء و الأحكام التي ارتضاها الله تعالى لنفسه و لرسوله ولعامة المسلمين ، تارة بالتقيد , و تارة على الإطلاق . أيضاً ترتبط جملة من الأحكام ، مثل الوعد و الوعيد في الدار الآخرة ، و القتل و العصمة و مسألة الولاء و البراء و أحكام الزواج و الميراث ... وغيرها من الأحكام ارتباط كلي بمسألة التكفير ، فعلم بهذا إذا خطر وصف زينو لمسألة عظيمة و هي ( التكفير) بالفتنة ، بل وأن فعله هذا هو الفتنة النكراء ، فلله المستعان .
الخلاصة : انه لا يجوز تسمية مسألة من مسائل الأحكام الشرعية بأنها فتنة فإن هذا خطأ شنيع .
وصلى الله على محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم .
حــنــبــل ،[/align][/align]
الوقفة الأولى
العنوان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , و الصلاة و السلام على سيد المرسلين ، سيدنا محمد وعلى آله و صحبه أجمعين ، و بعد :
ما تزال المرجئة تدندن حول شبهات ردها أشبال مدارس التوحيد من قرون ، و نحن أهل السنة و الجماعة لا نشك أن هؤلاء الخوالف المارقين يريدون بإثارة الشبه هذه زعزعتا لقلوب المؤمنين و ترقيعا لكفر ولاتهم الخارجين و كسباً لعيشهم من أموال الحكام و السلاطين ، ومع ذلك نعيد ونسطر ما كتبه سلفُ الأمة، إلقاما لهم و دفاعا عن بيضة الإسلام و صيانة لمنهج أهل السنة و الجماعة، فالله المستعان وعليه التكلان .
و ما تزال الكتابات التي تحمل شعار "يهدى و لا يباع" ! تُطبع من جديد و بنسخ مزخرفة ومحققة و منقحة ! , فإنك لا تكاد تدخل مسجداً أو بيتاً حتى ترى الكّم الهائل من زبالات مطبوعات آل سعود متناثرةٌ في كل مكان ! عجبا ألهذا الحد لا يباع ؟ حتى أستحق شعار يهدى و لا يباع ؟.
ومن بين ذالك الكمّ ، وجدت كتاباً يحمل عنواناً صريحاً بالوقاحة و الجرائة على مسألة أعدها شيخ الإسلام من مسائل الأسماء و الأحكام ... ، فقلت في نفسي إن كان الكتاب قد أُستفتح بغلط شنيع مثل هذا فما كمّ الأغلاط في محتواه !؟. وحقاً قد أصبت بذلك , فإنك ما تلبث أن تقرأ فيه حتى تستخرج منه ناقضا أو تلبيساً أو كذباً أو حتى أخطأً مطبعية ! بل تجد فيه هدماً لأصول الشريعة تصريحاً و تلميحاً ،فلا حول و لا قوة إلا بالله ، و إنه رغم نكارة الكتاب و الكاتب كان لابد لزاماً من تجيش الكتائب و غزوها للمعاقل الإرجائية بالكتاب و السنة المحمدية ، فلله الحمد ما يكاد يكتب حمارٌ من حُمر آل سعود أو غيرهم من الحمير إلا و يرى جملةً من الردود و الدفاعات تنهل عليه وعلى باطله فتُلقمه و تجعل كيده في نحره , من شباب التوحيد ، الذي أخذ العلم من المنبع الصافي ، ولم يجرد ساعده و أفاض حبر قلمه في سبيل الطاغوت أو في سبيل شهرة مؤقتة أو مال زائل ، بل تعلم العلم حتى يكون ناصراً لدينه منافحاً عن ملته ....
كتاب اليوم هو: ( التحذير من فتنة الكفر و التكفير ) للمرتزق السوري محمد جميل زينو ، فيه سنرى الأعاجيب و الأكاذيب ، وشبهٌ استدل بها أجداده من المرجئة و المبتدعة ، ونحن لها بالمرصاد بعون الله تعالى ، ونذّكر بفضل فعلنا هذا : أنه لما سُئل الإمام أحمد بن حنبل : الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحبُّ إليك ، أو يتكلم في أهل البدع؟
فقال: " إذا صام وصلى واعتكف فإنِّما هو لنفسه، وإذا تكلم في أهل البدع فإنِّما هو للمسلمين، هذا أفضل".
ونسأل الله تعالى أن يثبت أقلامنا و أقدامنا في الوقفات ، و أن يجعل وقفاتنا هذه خالصتاً لوجهه الكريم ، آمين .
يقول زينو : " التحذير من فتنة الكفر و التكفير " .
أقول :
أولاً : جاء لفظ الفتنة في القرآن الكريم في عدة مواضع و كلها تأتي في سياقٍ واحد من المعاني ، قال الله تعالى : { وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ } البقرة191 / وقال { َيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ}آل عمران7/ وقال:{وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً}الأنفال25/ وقال :{وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ}الأنفال28/ وقال : {وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا}التوبة49/ وقال : {فَقَالُواْ عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }يونس85 / وقال : {وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَاناً كَبِيراً }الإسراء60 / وقال : {وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِم مِّنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيراً }الأحزاب14 / وقال : {إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ }الصافات63 ، و الآيات كثيرة في هذا الباب ، و المبتغى من ذلك كله ، أن الشروح و المعاني للفظ " فتنة " جاءت بعدة معاني ، فتارة بمعنى الشرك ، و تارة بمعنى الضلال ، ومرة بمعنى الفساد و السوء و الهلاك ... وغيره ، وكلها تحمل نفس السياق في المعنى ، فهو معنى من معاني السلبية ، و إنزال هذا اللفظ بأي معنى من معانيه على أمر مستحسن شرعاً وعقلا ً ، هو شذوذ و خطأ أكيد ، فإنزال لفظ الفتنة على مسألة من مسائل الأحكام و الأسماء ، هو جرم بحد ذاته بحق أصول الشريعة ، فإنه لما تعلم حقيقة التكفير ، وجوبه و فقهه و أحكامه ، تعرف حينها خطورة الوصف الذي و صفه هذا المتهور ، وجرأته على أحكام الله تعالى .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية عليه رحمة الله :
" اعلم أن مسائل التكفير و التفسيق هي من مسائل الأسماء و الأحكام التي يتعلق بها الوعد و الوعيد في الدار الآخرة ، وتتعلق بها الموالاة و المعاداة و القتل و العصمة ، وغير ذلك في الدار الدنيا ..." ( مجموعة الفتاوى 12/251).
نستنتج مما سبق ، أن مسائل التكفير و التفسيق و التبديع وغيرها من الألفاظ التي جاءت بالكتاب أو بصحيح السنة على نفس السياق المذكور ، هي من مسائل الأسماء و الأحكام التي ارتضاها الله تعالى لنفسه و لرسوله ولعامة المسلمين ، تارة بالتقيد , و تارة على الإطلاق . أيضاً ترتبط جملة من الأحكام ، مثل الوعد و الوعيد في الدار الآخرة ، و القتل و العصمة و مسألة الولاء و البراء و أحكام الزواج و الميراث ... وغيرها من الأحكام ارتباط كلي بمسألة التكفير ، فعلم بهذا إذا خطر وصف زينو لمسألة عظيمة و هي ( التكفير) بالفتنة ، بل وأن فعله هذا هو الفتنة النكراء ، فلله المستعان .
الخلاصة : انه لا يجوز تسمية مسألة من مسائل الأحكام الشرعية بأنها فتنة فإن هذا خطأ شنيع .
وصلى الله على محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم .
حــنــبــل ،[/align][/align]
تعليق