جيفارا ... والشباب الغافل
بعد أن فرغ رسولالله صلى الله عليه وسلم والمسلمين من غزوة ذات الرقاع نزلوا مكاناً يبيتون فيه،واختار الرسول للحراسة نفراً من الصحابة يتناوبونها وكان منهم عمار بن ياسر وعبادبن بشر في نوبة واحدة.
ورأى عباد صاحبه عمار مجهداً، فطلب منه أن ينام أول الليل على أن يقوم هوبالحراسة حتى يأخذ صاحبه من الراحة حظاً يمكنه من استئناف الحراسة بعد أن يصحو.
ورأى عباد أن المكان من حوله آمن، فلم لا يملأ وقته اذن بالصلاة ، فيذهببمثوبتها مع مثوبة الحراسة..؟!
وقام يصلي..
واذ هو قائم يقرأ بعد فاتحة الكتاب سور من القرآن، احترم عضده سهم فنزعه واستمرفي صلاته..!
ثم رماه المهاجم في ظلام الليل بسهم ثان نزعه وأنهى تلاوته..
ثم ركع، وسجد.. وكانت قواه قد بددها الاعياء والألم، فمدّ يمينه وهو ساجد إلىصاحبه النائم جواره، وظل يهزه حتى استيقظ..
ثم قام من سجوده وتلا التشهد.. وأتم صلاته.
وصحا عمار على كلماته المتهدجة المتعبة تقول له:
" قم للحراسة مكاني فقد أصبت".
ووثب عمار محدثاً ضجة وهرولة أخافت المتسللين، ففرّوا ثم التفت إلى عباد وقالله:
" سبحان الله..
هلا أيقظتني أوّل ما رميت"؟؟
فأجابه عباد:
" كنت أتلو في صلاتي آيات من القرآن ملأت نفسي روعة فلم أحب أن أقطعها.
ووالله، لولا أن أضيع ثغراً أمرني الرسول بحفظه، لآثرت الموت على أن أقطع تلكالآيات التي كنت أتلوها"..!!
انتهت القصة ولكن لم تنته الفائدة من ورائها على مر القرون .. وكلما تقرأهاتزداد فائدة ...
أقلها أن هناك أبطال من المسلمين لم تلد مثلهم الأرض وعقمت مثلهم النساء أحبواالله ورسوله ودينه واحبوا المؤمنين وكان هذا الولاء يستغرق حياتهم وحسهم كلها.
منذ أن سمع عباد .. النبي عليه الصلاة والسلام يقول مخاطبا الأنصار الذين هومنهم:
" يا معشر الأنصار..
أنتم الشعار، والناس الدثار..
فلا أوتيّن من قبلكم".
قال : لبيك .. بقلبه وعقله وجسده ودمه وماله ..
فما بال شبابنا وبناتنا متعلقين بجيفٍ خسروا الدنيا والآخرة جيف كافرة شيوعيةملحدة لاتعرف رباً ولا رسولاً ولا ديناً ولا شرعاً ولا أخلاقاً بل هي إلى الحيواناتأقرب ـ بل كرم الله الحيوان عنها ـ إن الأسوة الحسنة والقدوة الصالحة ، أمر مهم جدا، لصناعة الرجال ، فإن لم يقتد الشاب المسلم بسلفه ، فسوف يقتدي بالجيف ومن علىشاكلتهم
من هذه الجيف جيفة هالكة تسمى " جيفارا " هو أرنستو تشي جيفارا دي لا سيرنا (14مايو 1928 الى 9 أكتوبر 1967) المشهور بتشي جيفارا هو ثوري كوبي أرجينتيني المولد،كان رفيق فيديل كاسترو. يعتبر شخصية ثورية فذّة في نظر الكثيرين. وهو شخصية يساريةمحبوبة لدى كثير من الملحدين وبعض الجهلة من المسلمين
تعلقت به قلوب الفتيان والفتايات فهذا شاب مسلم محفور على يده وشم لصورة جيفارا !!!
وهذا شاب آخر يشتهر بهوسه بشخصية الثائر الأرجنتيني "أرنستو تشي جيفارا"، لدرجةالانبهار والتماهي !!!
وهنا ثمة شبان يرتدون قمصان جيفارا وقبعاته وشبان آخرون تسموا بإسمه فيالمنتديات والملتقيات العامة
ولا تقتصر صور جيفارا على الملصقات والقمصان، بل تحملها ساعات الشبان، وأقراطالفتيات أيضاً، علاوة على أسماء العديد من المواليد الذكور والفتيات في بعض الدولالعربية
فهذه إعلامية تحمل إسم جيفارا .. تتحدث عن علاقتها باسمها بشغف، فتقول: اسميساعدني وسبب لي المشاكل في الوقت ذاته .. علاقتي مع هذا الإسم المميز تختلف منمرحلة إلى أخرى، فعندما كنت طفلة كنت أكره اسمي كثيراً، لاسيما أن العديد كانوايقولون لي جيفارا أكبر شيوعي في العالم، وكوني كنت أعتقد أن الشيوعية شتيمة كنتأعتبر اسمي وصمة عار، لكن لم أسأل والدي يوماً عن سبب تسميته إياي بهذا الاسم كماأنه لم يحدثني بدوره عن ذلك، وكأنه أراد مني أن أعيش مع الاسم تجربتي الخاصة لاتجربته وطريقة تفكيره هو.. كنت وبحكم اسمي أحسب على التنظيمات اليسارية، رغم أننيكنت لا أزال صغيرة .. في ذلك الوقت لم أكن قد حسمت أموري من الناحية الفكرية، كنتفي تطور تكوين أفكاري ليس إلا.. اليوم، وبعد أن عرفت من هو جيفارا بات الإسم حملاًثقيلاً ..
وقال أحدهم : حدثني بعض الأفاضل ، ممن عاش فترة الستينات من القرن الماضي ، حيثكان المد الشيوعي في أوجه ، كيف كانت الأضواء مسلطة ، على جيفارا ، وكيف كانتأخباره هي أحاديث مجالس الشباب ، حتى طبعت صوره على الملابس ، وأصبح حلم كل فتاة أنتتزوج من رجل كجيفارا ، ورثاه الشعراء المهزومون نفسيا ، بعد مقتله ،
بل ووصل الأمر إلى تشبيهه بالمسيح صلى الله عليه وسلم ، وأطلقوا عليه لقب "مسيحالعصر" ، وما ذلك إلا لغياب القدوة الصالحة ، إن أمة تملك سيراً موثقة لأكثر من نصفمليون علم من أعلامها ، لن تعدم قدوة صالحة منهم .
فما بال شبابنا وقد والوا اليهود والنصارى بل وصل الأمر إلى تولية الشيوعيينالملحدين ؟؟!!
حتى إن أحدهم كتب : " رحم الله الشهيد تشى جيفارا لم يطلق أبدا طوال حياته رصاصةعلى طفل أو امرأة او رضيع وكان خير من اهتدى بخلق الانسان ... !!! "
ألا يعلم هؤلاء الشباب إن الولاء والبراء ركن من أركان العقيدة ، وشرط من شروطالإيمان ، ومعنى الولاء : هو حُب الله ورسوله والصحابة والمؤمنين الموحدين ونصرتهم . والبراء : هو بُغض من خالف الله ورسوله والصحابة والمؤمنين الموحدين ، منالكافرين والمشركين والمنافقين والمبتدعين والفساق . فكل مؤمن موحد ملتزم للأوامروالنواهي الشرعية ، تجب محبته وموالاته ونصرته . وكل من كان خلاف ذلك وجب التقربإلى الله تعالى ببغضه ومعاداته وجهاده بالقلب واللسان بحسب القدرة والإمكان ، قالتعالى : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ) .
والولاء والبراء أوثق عرى الإيمان وهو من أعمال القلوب لكن تظهر مقتضياته علىاللسان والجوارح ، قال - عليه الصلاة والسلام - في الحديث الصحيح : ( من أحب للهوأبغض لله ، وأعطى لله ومنع لله ، فقد استكمل الإيمان ) [ أخرجه أبو داود ]
روى أحمد في مسنده عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله ) . يقولالشيخ سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب - رحمهم الله - : ( فهل يتم الدين أويُقام عَلَم الجهاد أو علم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا بالحب في اللهوالبغض في الله ، والمعاداة في الله ، والموالاة في الله ، ولو كان الناس متفقينعلى طريقة واحدة ، ومحبة من غير عداوة ولا بغضاء ، لم يكن فرقانًا بين الحق والباطل، ولا بين المؤمنين والكفار ، ولا بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ) .
يقول الشيخ حمد بن عتيق - رحمه الله - : ( فأما معاداة الكفار والمشركين فاعلمأن الله سبحانه وتعالى قد أوجب ذلك ، وأكد إيجابه ، وحرم موالاتهم وشدد فيها ، حتىأنه ليس في كتاب الله تعالى حكم فيه من الأدلة أكثر ولا أبين من هذا الحكم بعد وجوبالتوحيد وتحريم ضده ) . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( إن تحقيق شهادة أن لا إلهإلا الله يقتضي أن لا يحب إلا لله ، ولا يبغض إلا لله ، ولا يواد إلا لله ، ولايُعادي إلا لله ، وأن يحب ما أحبه الله ، ويبغض ما أبغضه الله ) .
على المسلم أن يحذر من أصحاب البدع والأهواء الذين امتلأت بهم الأرض ،ولْيتجنَّب الكفار وما يبثون من شبه وشهوات ، وليعتصم بحبل الله المتين وسنة نبيهالكريم .
وعلى المسلم أن يفطِن إلى الفرق بين حسن التعامل والإحسان إلى أهل الذمة وبينبُغضهم وعدم محبتهم .
ويتعيَّن علينا أن نبرهم بكل أمر لا يكون ظاهره يدل على مودات القلوب ، ولاتعظيم شعائر الكفر .
ومن برهم لتُقبل دعوتنا : الرفق بضعيفهم ، وإطعام جائعهم ، وكسوة عاريهم ، ولينالقول لهم على سبيل اللطف معهم والرحمة لا على سبيل الخوف والذلة ، والدعاء لهمبالهداية ، وينبغي أن نستحضر في قلوبنا ما جُبلوا عليه من بغضنا ، وتكذيب نبينامحمد - صلى الله عليه وسلم
هذا ما حضرني الآن والحمدلله رب العالمين ..
كتبه كرم صفر مبارك..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخواني نقلت لكم هذا الموضوع حرصا مني على كثير من أبنائنا واخواننا الذين خدعوا للأسف بأمثال هؤلاء
لا تنسوني من صالح الدعاء أخوكم
منقووووووووووول
تعليق