إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حمزة بن عبد المطلب أسد الله وسيد الشهداء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حمزة بن عبد المطلب أسد الله وسيد الشهداء


    [movet=down]حمزة بن عبد المطلب أسد الله وسيد الشهداء


    هو حمزة بن عبد المطلب ( أبو عمارة ) ، عم النبي صلى الله عليه وسلم وأخوه من الرضاعة .


    الرباط الوثيق


    كان حمزة رضي الله عنه يعرف عظمة ابن أخيه وكماله ، وكان

    على بينة من حقيقة أمره ، وجوهر خصاله.

    فهو لا يعرفه معرفة العم بابن أخيه فحسب ، بل معرفة الأخ بالأخ ،

    والصديق بالصديق و ذلك لأنهما من جيل واحد، وسن متقاربة.

    نشأ معا وتآخيا معا ، وسارا معا على الدرب من أوله خطوة خطوة.

    ولئن كان شباب كل منهما قد مضى في طريق ، فأخذ حمزة رضي

    الله عنه يزاحم أنداده في نيل طيبات الحياة ، وإفساح مكان لنفسه بين زعماء مكة وسادات قريش..

    في حين عكف محمد صلى الله عليه وسلم على إضواء روحه التي

    انطلقت تنير له الطريق إلى الله وعلى حديث قلبه الذي نأى به من

    ضوضاء الحياة إلى التأمل العميق ، والى التهيؤ لمصافحة الحق وتلقيه..

    فان حمزة رضي الله عنه لم تغب عن وعيه لحظة من نهار فضائل ابن

    أخيه التي كانت تحمل لصاحبها مكانا عليا في أفئدة الناس

    كافة ، وترسم صورة واضحة لمستقبله العظيم.


    إسلام حمزة


    خرج حمزة رضي الله عنه في صبيحة يوم وعند الكعبة فوجد نفرا

    من أشراف قريش وسادتها فجلس معهم ، يستمع لما يقولون ، وكانوا

    يتحدثون عن محمد صلى الله عليه وسلم ..

    ولأول مرة رآهم حمزة رضي الله عنه يستحوذ عليهم القلق من دعوة

    ابن أخيه ، وتظهر في أحاديثهم عنه نبرة الحقد ، والغيظ والمرارة.

    وضحك من أحاديثهم طويلا ، ورماهم بالمبالغة ، وسوء التقدير ..

    ومضت الأيام ، ينادي بعضها بعضا ومع كل يوم تزداد همهمة قريش

    حول دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم ..

    ثم تتحول همهمة قريش إلى تحرش ، وحمزة رضي الله عنه يرقب الموقف من بعيد....

    وهكذا طوى صدره الى حين على أمر سيتكشف في يوم قريب

    .. وجاء اليوم الموعود .. وخرج حمزة رضي الله عنه من داره ،

    متوشحا قوسه ، ميمما وجهه شطر الفلاة ليمارس هوايته المحببة ، ورياضته الأثيرة ، الصيد..

    وقضى هناك بعض يومه ، ولما عاد من قنصه ، ذهب كعادته إلى

    الكعبة ليطوف بها قبل أن يقفل راجعا إلى داره.

    وقريبا من الكعبة ، لقيته خادم لعبدالله بن جدعان ولم تكد تبصره حتى قالت له :

    يا أبا عمارة .. لو رأيت ما لقي ابن أخيك محمد آنفا ، من أبي الحكم

    بن هشام ، وجده جالسا هناك ، فآذاه وسبه وبلغ منه ما يكره.

    واستمع حمزة رضي الله عنه جيدا لقولها ، ثم أطرق لحظة ، ثم مد

    يمينه الى قوسه فثبتها فوق كتفه.. ثم انطلق في خطى سريعة حازمة

    صوب الكعبة راجيا أن يلتقي عندها بأبي جهل..

    فإن هو لم يجده هناك ، فسيتابع البحث عنه في كل مكان حتى يلاقيه

    ولكنه لا يكاد يبلغ الكعبة ، حتى يبصر أبا جهل في فنائها يتوسط نفرا من سادة قريش ..

    وفي هدوء رهيب ، تقدم حمزة رضي الله عنه من أبي جهل ، ثم استل

    قوسه وهوى به على رأس أبي جهل فشجه وأدماه ، وقبل أن يفيق

    الجالسون من الدهشة ، صاح حمزة رضي الله عنه في أبي جهل :

    ( أتشتم محمدا ، وأنا على دينه أقول ما يقول..؟ ألا فرد ذلك علي إن استطعت )

    فأسلم حمزة رضي الله عنه ، وأعلن على الملأ الأمر الذي كان يطوي

    عليه صدره ، وترك الجمع الذاهل يجتر خيبة أمله ، وأبا جهل يلعق

    دماءه النازفة من رأسه المشجوج ..

    ومد حمزة رضي الله عنه يمينه مرة أخرى إلى قوسه فثبتها فوق

    كتفه ، واستقبل الطريق إلى داره في خطواته الثابتة ، وبأسه الشديد.


    حمزة و الإسلام

    عجب حمزة رضي الله عنه كيف يتسنى لإنسان أن يغادر دين آبائه

    بهذه السهولة وهذه السرعة.. وندم على ما فعل .. ولكنه واصل رحلة

    العقل .. ولما رأى أن العقل وحده لا يكفي لجأ إلى الغيب بكل إخلاصه وصدقه..

    وعند الكعبة ، كان يستقبل السماء ضارعا ، مبتهلا، كي يهتدي إلى الحق

    وإلى الطريق المستقيم قال رضي الله عنه وهو يروي بقية النبأ :

    ( ثم أدركني الندم على فراق دين آبائي وقومي .. وبت من الشك في أمر

    عظيم .. لا أكتحل بنوم ثم أتيت الكعبة .. وتضرعت إلى الله أن يشرح

    صدري للحق .. ويذهب عني الريب .. فاستجاب الله لي وملأ قلبي يقينا

    وغدوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بما كان من أمري

    فدع الله أن يثبت قلبي على دينه )

    وهكذا أسلم حمزة رضي الله عنه إسلام اليقين ..

    وأعز الله الإسلام بحمزة رضي الله عنه فوقف شامخا قويا يذود عن

    رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعن المستضعفين من أصحابه..

    لقد نذر كل عافيته ، وبأسه ، وحياته لله ولدينه حتى خلع النبي صلى الله

    عليه وسلم عليه هذا اللقب العظيم : " أسد الله ، وأسد رسوله "

    جهاده

    أول سرية خرج فيها المسلمون للقاء عدو، كان أميرها حمزة رضي الله عنه..

    وأول راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحد من المسلمين

    كانت لحمزة رضي الله عنه ..

    ويوم التقى الجمعان في غزوة بدر ، كان أسد الله ورسوله رضي الله عنه هناك يصنع الأعاجيب..

    وعادت فلول قريش من بدر الى مكة تتعثر في هزيمتها وخيبتها

    ورجع أبو سفيان مخلوع القلب ، مطأطئ الرأس وعشرات مثلهم من رجال قريش وصناديدها.

    وما كانت قريش لتتجرع هذه الهزيمة المنكرة في سلام ، فراحت

    تعد عدتها وتحشد بأسها ، لتثأر لنفسها ولشرفها ولقتلاها ،

    وصممت قريش على الحرب ..


    المؤامرة

    جاءت غزوة أحد حيث خرجت قريش على بكرة أبيها ، ومعها حلفاؤها

    من قبائل العرب ، وبقيادة أبي سفيان مرة أخرى.وكان زعماء قريش

    يهدفون بمعركتهم الجديدة هذه إلى رجلين اثنين :

    الرسول صلى الله عليه وسلم ، وحمزة رضي الله عنه .

    ولقد اختاروا قبل الخروج ، الرجل الذي وكلوا إليه أمر حمزة رضي الله

    عنه ، وهو حبشي ، كان ذا مهارة خارقة في قذف الحربة ، جعلوا كل

    دوره في المعركة أن يتصيد حمزة رضي الله عنه ويصوب إليه ضربة قاتلة

    من رمحه ، وحذروه من أن ينشغل عن هذه الغاية بشيء آخر ، مهما يكن

    مصير المعركة واتجاه القتال.

    ووعدوه بثمن غال وعظيم هو حريته ، فقد كان الرجل واسمه وحشي

    عبدا لجبير بن مطعم ، وكان عم جبير قد لقي مصرعه يوم بدر فقال له جبير :

    اخرج مع الناس وان أنت قتلت حمزة فأنت عتيق .

    ثم أحالوه الى هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان لتزيده تحريضا ودفعا إلى الهدف الذي يريدون ..

    وكانت هند قد فقدت في معركة بدر أباها ، وعمها ، وأخاها ، وابنها

    وقيل لها أن حمزة رضي الله عنه هو الذي قتل بعض هؤلاء ، وأجهز على البعض الآخر..

    كانت المؤامرة و الحرب كلها تريد حمزة رضي الله عنه بشكل واضح وحاسم ..


    استشهاد أسد الله


    جاءت غزوة أحد ، والتقى الجيشان ، وتوسط حمزة رضي الله

    عنه أرض الموت والقتال ، مرتديا لباس الحرب ، وعلى صدره

    ريشة النعام التي تعود أن يزين بها صدره في القتال ..

    وراح يصول ويجول ، لا يريد رأسا إلا قطعه بسيفه ، ومضى يضرب

    في المشركين ، وكأن المنايا طوع أمره ، يقف بها من يشاء فتصيبه في صميمه.

    وصال المسلمون جميعا حتى قاربوا النصر الحاسم ، وحتى أخذت

    فلول قريش تنسحب مذعورة هاربة ، ولولا أن ترك الرماة مكانهم

    فوق الجبل ، ونزلوا إلى أرض المعركة ليجمعوا غنائم العدو المهزوم

    لولا تركهم مكانهم وفتحوا الثغرة الواسعة لفرسان قريش لكانت

    غزوة أحد مقبرة لقريش كلها ، رجالها ، ونسائها بل وخيلها وإبلها.

    لقد دهم فرسانها المسلمين من ورائهم على حين غفلة ، واعملوا فيهم

    سيوفهم الظامئة ، وراح المسلمون يجمعون أنفسهم من جديدو ويحملون

    سلاحهم الذي كان بعضهم قد وضعه ورأى حمزة رضي الله عنه ما حدث فضاعف قوته ونشاطه وبلاءه ..

    وأخذ يضرب عن يمينه وشماله ، وبين يديه ومن خلفه ، ووحشي هناك

    يراقبه ، ويتحين الفرصة الغادرة ليوجه نحوه ضربته .. ويصف وحشي المشهد بكلماته :

    ( كنت رجلا حبشيا ، أقذف بالحربة قذف الحبشة ، فقلما أخطئ بها

    شيئا .. فلما التقى الأنس خرجت أنظر حمزة وأتبصره حتى رأيته

    في عرض الناس مثل الجمل الأورق .. يهد الناس بسيفه هدا .. ما

    يقف امامه شيء .. فوالله اني لأتهيأ له أريده .. وأستتر منه بشجرة

    لأقتحمه أو ليدنو مني .. إذ تقدمني إليه سباع بن عبد العزى.

    عندئذ هززت حربتي حتى إذا رضيت منها دفعتها فوقعت في ثنته

    حتى خرجت من بين رجليه .. ونهض نحوي فغلب على أمره ثم

    مات .. وأتيته فأخذت حربتي .. ثم رجعت الى المعسكر فقعدت فيه

    إذ لم يكن لي فيه حاجة .. فقد قتلته لأعتق .. فان كنت قد قتلت بحربتي

    هذه خير الناس وهو حمزة .. فإني لأرجو أن يغفر الله لي إذ قتلت بها شر الناس مسيلمة )

    هكذا سقط أسد الله ورسوله شهيدا مجيدا.. وكما كانت حياته مدوية

    كانت موتته مدوية كذلك.. فلم يكتف أعداؤه بمقتله.. فقد أمرت هند بنت

    عتبة زوجة أبي سفيان .. أمرت وحشيا أن يأتيها بكبد حمزة .. وعندما

    عاد بها الى هند كان يناولها الكبد بيمناه .. ويتلقى منها قرطها وقلائدها

    بيسراه .. مكافأة له على انجاز مهمته.. ومضغت هند بنت عتبة كبد حمزة

    راجية أن تشفي تلك الحماقة حقدها وغلها.


    حزن النبي


    انتهت المعركة ، وامتطى المشركون ابلهم ، وساقوا خيلهم قافلين الى

    مكة ، ونزل الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه معه الى أرض المعركة لينظر شهداءها ..

    وهناك في بطن الوادي وهو يتفحص وجوه أصحابه الذين باعوا لله

    أنفسهم .. وقف فجأة .. ونظر فوجم .. وضغط على أسنانه.. وأسبل جفنيه..

    فما كان يتصور قط أن يهبط الخلق العربي على هذه الوحشية البشعة

    فيمثل بجثمان ميت على الصورة التي رأى فيها جثمان عمه الشهيد

    حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه أسد الله وسيد الشهداء..

    وفتح الرسول صلى الله عليه وسلم عينيه التي تألق بريقهما كومض

    القدر وقال وعيناه على جثمان عمه :

    " لن أصاب بمثلك أبدا .. وما وقفت موقفا قط أغيظ إلي من موقفي هذا "

    ثم التفت صلى الله عليه وسلم الى أصحابه وقال :

    " لولا أن تحزن صفية ويكون سنه من بعدي ، لتركته حتى يكون في

    بطون السباع وحواصل الطير ، ولئن أظهرني الله على قريش في موطن

    من المواطن ، لأمثلن بثلاثين رجلا منهم "

    فصاح أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم :

    ( والله لئن ظفرنا بهم يوما من الدهر، لنمثلن بهم ، مثلة لم يمثلها أحد من العرب )

    ولكن الله الذي أكرم حمزة بالشهادة ، يكرمه مرة أخرى بأن يجعل من

    مصرعه فرصة لدرس عظيم يحمي العدالة إلى الأبد ، ويجعل الرحمة حتى في العقوبة والقصاص واجبا وفرضا..

    وهكذا لم يكد الرسول صلى الله عليه وسلم يفرغ من إلقاء وعيده السالف

    حتى جاءه الوحي وهو في مكانه لم يبرحه بهذه الآية الكريمة :

    (( وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين *

    واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم، ولا تك في ضيق مما يمكرون *

    إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ))

    وكان نزول هذه الآيات ، في هذا الموطن ، خير تكريم لحمزة رضي الله عنه الذي وقع أجره على الله ..

    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه أعظم الحب ، فهو لم يكن

    عمه الحبيب فحسب .. بل كان أخاه من الرضاعة.. وتَربه في الطفولة وصديق العمر كله..

    وفي لحظات الوداع هذه ، لم يجد الرسول صلى الله عليه وسلم تحية

    يودعه بها خيرا من أن يصلي عليه بعدد شهداء المعركة جميعا..

    وهكذا حمل جثمان حمزة رضي الله عنه إلى مكان الصلاة على أرض

    المعركة التي شهدت بلاءه ، واحتضنت دماءه ، فصلى عليه الرسول

    صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، ثم جيء بشهيد آخر ، فصلى عليه الرسول

    صلى الله عليه وسلم ثم رفع وترك حمزة رضي الله عنه مكانه ، وجيء

    بشهيد ثالث فوضع إلى جوار حمزة رضي الله عنه وصلى عليهما الرسول صلى الله عليه وسلم ..

    وهكذا جيء بالشهداء.. شهيد بعد شهيد .. والرسول صلى الله عليه وسلم

    يصلي على كل واحد منهم وعلى حمزة رضي الله عنه معه حتى صلى على عمه يومئذ سبعين صلاة ..


    البكاء على حمزة


    انصرف الرسول صلى الله عليه وسلم من المعركة إلى بيته ، فسمع

    في طريقه نساء بني عبد الأشهل يبكين شهداءهن ، فقال صلى الله عليه

    وسلم من فرط حنانه وحبه :

    " لكن حمزة لا بواكي له "

    ويسمعها سعد بن معاذ رضي الله عنه فيظن أن الرسول صلى الله عليه

    وسلم يطيب نفسا إذا بكت النساء عمه ، فيسرع الى نساء بني عبد الأشهل

    ويأمرهن أن يبكين حمزة رضي الله عنه فيفعلن…

    ولا يكاد الرسول صلى الله عليه وسلم يسمع بكاءهن حتى يخرج إليهن ، ويقول :

    " ما إلى هذا قصدت ، ارجعن يرحمكن الله ، فلا بكاء بعد اليوم "


    أجمل عزاء للنبي


    لقد كان مصاب النبي صلى الله عليه وسلم في عمه العظيم حمزة رضي

    الله عنه فادحا ، وكان العزاء فيه مهمة صعبة ، بيد أن الأقدر كانت تدخر

    لرسول الله صلى الله عليه وسلم أجمل عزاء.

    ففي طريقه من أحد الى داره مر صلى الله عليه وسلم بسيدة من بني دينار

    استشهد في المعركة أبوها وزوجها ، وأخوها..

    وحين أبصرت المسلمين عائدين من الغزو، سارعت نحوهم تسألهم عن

    أنباء المعركة.. فنعوا إليها الزوج .. والأب .. والأخ..

    وإذا بها تسألهم في لهفة : وماذا فعل رسول الله ؟؟

    قالوا : خيرا.. هو بحمد الله كما تحبين ..

    قالت : أرونيه ، حتى أنظر إليه ..

    ولبثوا بجوارها حتى اقترب الرسول صلى الله عليه وسلم ، فلما رأته

    أقبلت نحوه تقول :

    ( كل مصيبة بعدك ، أمرها يهون )

    لقد كان هذا أجمل عزاء ولعل الرسول صلى الله عليه وسلم قد ابتسم

    لهذا المشهد الفذ الفريد ، فليس في دنيا البذل ، والولاء ، والفداء لهذا نظير..

    لقد كان مشهد أجاد القدر رسمه وتوقيته ليجعل منه للرسول الكريم

    صلى الله عليه وسلم عزاء أي عزاء.. في أسد الله وسيد الشهداء
    [/movet]..
    إن كنتُ أرثيكَ الغداةَ تألماً فـ لكم رثى قلبِ الجريحُ لـِ حاليا
    فلكَ السلامُ مع الكواكبِ ما بدت أو طارَ طيرٌ أو ترنّمَ شاديا


  • #2
    حمزة بن عبد المطلب أسد الله وسيد الشهداء


    هو حمزة بن عبد المطلب ( أبو عمارة ) ، عم النبي صلى الله عليه وسلم وأخوه من الرضاعة .


    الرباط الوثيق


    كان حمزة رضي الله عنه يعرف عظمة ابن أخيه وكماله ، وكان

    على بينة من حقيقة أمره ، وجوهر خصاله.

    فهو لا يعرفه معرفة العم بابن أخيه فحسب ، بل معرفة الأخ بالأخ ،

    والصديق بالصديق و ذلك لأنهما من جيل واحد، وسن متقاربة.

    نشأ معا وتآخيا معا ، وسارا معا على الدرب من أوله خطوة خطوة.

    ولئن كان شباب كل منهما قد مضى في طريق ، فأخذ حمزة رضي

    الله عنه يزاحم أنداده في نيل طيبات الحياة ، وإفساح مكان لنفسه بين زعماء مكة وسادات قريش..

    في حين عكف محمد صلى الله عليه وسلم على إضواء روحه التي

    انطلقت تنير له الطريق إلى الله وعلى حديث قلبه الذي نأى به من

    ضوضاء الحياة إلى التأمل العميق ، والى التهيؤ لمصافحة الحق وتلقيه..

    فان حمزة رضي الله عنه لم تغب عن وعيه لحظة من نهار فضائل ابن

    أخيه التي كانت تحمل لصاحبها مكانا عليا في أفئدة الناس

    كافة ، وترسم صورة واضحة لمستقبله العظيم.


    إسلام حمزة


    خرج حمزة رضي الله عنه في صبيحة يوم وعند الكعبة فوجد نفرا

    من أشراف قريش وسادتها فجلس معهم ، يستمع لما يقولون ، وكانوا

    يتحدثون عن محمد صلى الله عليه وسلم ..

    ولأول مرة رآهم حمزة رضي الله عنه يستحوذ عليهم القلق من دعوة

    ابن أخيه ، وتظهر في أحاديثهم عنه نبرة الحقد ، والغيظ والمرارة.

    وضحك من أحاديثهم طويلا ، ورماهم بالمبالغة ، وسوء التقدير ..

    ومضت الأيام ، ينادي بعضها بعضا ومع كل يوم تزداد همهمة قريش

    حول دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم ..

    ثم تتحول همهمة قريش إلى تحرش ، وحمزة رضي الله عنه يرقب الموقف من بعيد....

    وهكذا طوى صدره الى حين على أمر سيتكشف في يوم قريب

    .. وجاء اليوم الموعود .. وخرج حمزة رضي الله عنه من داره ،

    متوشحا قوسه ، ميمما وجهه شطر الفلاة ليمارس هوايته المحببة ، ورياضته الأثيرة ، الصيد..

    وقضى هناك بعض يومه ، ولما عاد من قنصه ، ذهب كعادته إلى

    الكعبة ليطوف بها قبل أن يقفل راجعا إلى داره.

    وقريبا من الكعبة ، لقيته خادم لعبدالله بن جدعان ولم تكد تبصره حتى قالت له :

    يا أبا عمارة .. لو رأيت ما لقي ابن أخيك محمد آنفا ، من أبي الحكم

    بن هشام ، وجده جالسا هناك ، فآذاه وسبه وبلغ منه ما يكره.

    واستمع حمزة رضي الله عنه جيدا لقولها ، ثم أطرق لحظة ، ثم مد

    يمينه الى قوسه فثبتها فوق كتفه.. ثم انطلق في خطى سريعة حازمة

    صوب الكعبة راجيا أن يلتقي عندها بأبي جهل..

    فإن هو لم يجده هناك ، فسيتابع البحث عنه في كل مكان حتى يلاقيه

    ولكنه لا يكاد يبلغ الكعبة ، حتى يبصر أبا جهل في فنائها يتوسط نفرا من سادة قريش ..

    وفي هدوء رهيب ، تقدم حمزة رضي الله عنه من أبي جهل ، ثم استل

    قوسه وهوى به على رأس أبي جهل فشجه وأدماه ، وقبل أن يفيق

    الجالسون من الدهشة ، صاح حمزة رضي الله عنه في أبي جهل :

    ( أتشتم محمدا ، وأنا على دينه أقول ما يقول..؟ ألا فرد ذلك علي إن استطعت )

    فأسلم حمزة رضي الله عنه ، وأعلن على الملأ الأمر الذي كان يطوي

    عليه صدره ، وترك الجمع الذاهل يجتر خيبة أمله ، وأبا جهل يلعق

    دماءه النازفة من رأسه المشجوج ..

    ومد حمزة رضي الله عنه يمينه مرة أخرى إلى قوسه فثبتها فوق

    كتفه ، واستقبل الطريق إلى داره في خطواته الثابتة ، وبأسه الشديد.


    حمزة و الإسلام

    عجب حمزة رضي الله عنه كيف يتسنى لإنسان أن يغادر دين آبائه

    بهذه السهولة وهذه السرعة.. وندم على ما فعل .. ولكنه واصل رحلة

    العقل .. ولما رأى أن العقل وحده لا يكفي لجأ إلى الغيب بكل إخلاصه وصدقه..

    وعند الكعبة ، كان يستقبل السماء ضارعا ، مبتهلا، كي يهتدي إلى الحق

    وإلى الطريق المستقيم قال رضي الله عنه وهو يروي بقية النبأ :

    ( ثم أدركني الندم على فراق دين آبائي وقومي .. وبت من الشك في أمر

    عظيم .. لا أكتحل بنوم ثم أتيت الكعبة .. وتضرعت إلى الله أن يشرح

    صدري للحق .. ويذهب عني الريب .. فاستجاب الله لي وملأ قلبي يقينا

    وغدوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بما كان من أمري

    فدع الله أن يثبت قلبي على دينه )

    وهكذا أسلم حمزة رضي الله عنه إسلام اليقين ..

    وأعز الله الإسلام بحمزة رضي الله عنه فوقف شامخا قويا يذود عن

    رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعن المستضعفين من أصحابه..

    لقد نذر كل عافيته ، وبأسه ، وحياته لله ولدينه حتى خلع النبي صلى الله

    عليه وسلم عليه هذا اللقب العظيم : " أسد الله ، وأسد رسوله "

    جهاده

    أول سرية خرج فيها المسلمون للقاء عدو، كان أميرها حمزة رضي الله عنه..

    وأول راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحد من المسلمين

    كانت لحمزة رضي الله عنه ..

    ويوم التقى الجمعان في غزوة بدر ، كان أسد الله ورسوله رضي الله عنه هناك يصنع الأعاجيب..

    وعادت فلول قريش من بدر الى مكة تتعثر في هزيمتها وخيبتها

    ورجع أبو سفيان مخلوع القلب ، مطأطئ الرأس وعشرات مثلهم من رجال قريش وصناديدها.

    وما كانت قريش لتتجرع هذه الهزيمة المنكرة في سلام ، فراحت

    تعد عدتها وتحشد بأسها ، لتثأر لنفسها ولشرفها ولقتلاها ،

    وصممت قريش على الحرب ..


    المؤامرة

    جاءت غزوة أحد حيث خرجت قريش على بكرة أبيها ، ومعها حلفاؤها

    من قبائل العرب ، وبقيادة أبي سفيان مرة أخرى.وكان زعماء قريش

    يهدفون بمعركتهم الجديدة هذه إلى رجلين اثنين :

    الرسول صلى الله عليه وسلم ، وحمزة رضي الله عنه .

    ولقد اختاروا قبل الخروج ، الرجل الذي وكلوا إليه أمر حمزة رضي الله

    عنه ، وهو حبشي ، كان ذا مهارة خارقة في قذف الحربة ، جعلوا كل

    دوره في المعركة أن يتصيد حمزة رضي الله عنه ويصوب إليه ضربة قاتلة

    من رمحه ، وحذروه من أن ينشغل عن هذه الغاية بشيء آخر ، مهما يكن

    مصير المعركة واتجاه القتال.

    ووعدوه بثمن غال وعظيم هو حريته ، فقد كان الرجل واسمه وحشي

    عبدا لجبير بن مطعم ، وكان عم جبير قد لقي مصرعه يوم بدر فقال له جبير :

    اخرج مع الناس وان أنت قتلت حمزة فأنت عتيق .

    ثم أحالوه الى هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان لتزيده تحريضا ودفعا إلى الهدف الذي يريدون ..

    وكانت هند قد فقدت في معركة بدر أباها ، وعمها ، وأخاها ، وابنها

    وقيل لها أن حمزة رضي الله عنه هو الذي قتل بعض هؤلاء ، وأجهز على البعض الآخر..

    كانت المؤامرة و الحرب كلها تريد حمزة رضي الله عنه بشكل واضح وحاسم ..


    استشهاد أسد الله


    جاءت غزوة أحد ، والتقى الجيشان ، وتوسط حمزة رضي الله

    عنه أرض الموت والقتال ، مرتديا لباس الحرب ، وعلى صدره

    ريشة النعام التي تعود أن يزين بها صدره في القتال ..

    وراح يصول ويجول ، لا يريد رأسا إلا قطعه بسيفه ، ومضى يضرب

    في المشركين ، وكأن المنايا طوع أمره ، يقف بها من يشاء فتصيبه في صميمه.

    وصال المسلمون جميعا حتى قاربوا النصر الحاسم ، وحتى أخذت

    فلول قريش تنسحب مذعورة هاربة ، ولولا أن ترك الرماة مكانهم

    فوق الجبل ، ونزلوا إلى أرض المعركة ليجمعوا غنائم العدو المهزوم

    لولا تركهم مكانهم وفتحوا الثغرة الواسعة لفرسان قريش لكانت

    غزوة أحد مقبرة لقريش كلها ، رجالها ، ونسائها بل وخيلها وإبلها.

    لقد دهم فرسانها المسلمين من ورائهم على حين غفلة ، واعملوا فيهم

    سيوفهم الظامئة ، وراح المسلمون يجمعون أنفسهم من جديدو ويحملون

    سلاحهم الذي كان بعضهم قد وضعه ورأى حمزة رضي الله عنه ما حدث فضاعف قوته ونشاطه وبلاءه ..

    وأخذ يضرب عن يمينه وشماله ، وبين يديه ومن خلفه ، ووحشي هناك

    يراقبه ، ويتحين الفرصة الغادرة ليوجه نحوه ضربته .. ويصف وحشي المشهد بكلماته :

    ( كنت رجلا حبشيا ، أقذف بالحربة قذف الحبشة ، فقلما أخطئ بها

    شيئا .. فلما التقى الأنس خرجت أنظر حمزة وأتبصره حتى رأيته

    في عرض الناس مثل الجمل الأورق .. يهد الناس بسيفه هدا .. ما

    يقف امامه شيء .. فوالله اني لأتهيأ له أريده .. وأستتر منه بشجرة

    لأقتحمه أو ليدنو مني .. إذ تقدمني إليه سباع بن عبد العزى.

    عندئذ هززت حربتي حتى إذا رضيت منها دفعتها فوقعت في ثنته

    حتى خرجت من بين رجليه .. ونهض نحوي فغلب على أمره ثم

    مات .. وأتيته فأخذت حربتي .. ثم رجعت الى المعسكر فقعدت فيه

    إذ لم يكن لي فيه حاجة .. فقد قتلته لأعتق .. فان كنت قد قتلت بحربتي

    هذه خير الناس وهو حمزة .. فإني لأرجو أن يغفر الله لي إذ قتلت بها شر الناس مسيلمة )

    هكذا سقط أسد الله ورسوله شهيدا مجيدا.. وكما كانت حياته مدوية

    كانت موتته مدوية كذلك.. فلم يكتف أعداؤه بمقتله.. فقد أمرت هند بنت

    عتبة زوجة أبي سفيان .. أمرت وحشيا أن يأتيها بكبد حمزة .. وعندما

    عاد بها الى هند كان يناولها الكبد بيمناه .. ويتلقى منها قرطها وقلائدها

    بيسراه .. مكافأة له على انجاز مهمته.. ومضغت هند بنت عتبة كبد حمزة

    راجية أن تشفي تلك الحماقة حقدها وغلها.


    حزن النبي


    انتهت المعركة ، وامتطى المشركون ابلهم ، وساقوا خيلهم قافلين الى

    مكة ، ونزل الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه معه الى أرض المعركة لينظر شهداءها ..

    وهناك في بطن الوادي وهو يتفحص وجوه أصحابه الذين باعوا لله

    أنفسهم .. وقف فجأة .. ونظر فوجم .. وضغط على أسنانه.. وأسبل جفنيه..

    فما كان يتصور قط أن يهبط الخلق العربي على هذه الوحشية البشعة

    فيمثل بجثمان ميت على الصورة التي رأى فيها جثمان عمه الشهيد

    حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه أسد الله وسيد الشهداء..

    وفتح الرسول صلى الله عليه وسلم عينيه التي تألق بريقهما كومض

    القدر وقال وعيناه على جثمان عمه :

    " لن أصاب بمثلك أبدا .. وما وقفت موقفا قط أغيظ إلي من موقفي هذا "

    ثم التفت صلى الله عليه وسلم الى أصحابه وقال :

    " لولا أن تحزن صفية ويكون سنه من بعدي ، لتركته حتى يكون في

    بطون السباع وحواصل الطير ، ولئن أظهرني الله على قريش في موطن

    من المواطن ، لأمثلن بثلاثين رجلا منهم "

    فصاح أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم :

    ( والله لئن ظفرنا بهم يوما من الدهر، لنمثلن بهم ، مثلة لم يمثلها أحد من العرب )

    ولكن الله الذي أكرم حمزة بالشهادة ، يكرمه مرة أخرى بأن يجعل من

    مصرعه فرصة لدرس عظيم يحمي العدالة إلى الأبد ، ويجعل الرحمة حتى في العقوبة والقصاص واجبا وفرضا..

    وهكذا لم يكد الرسول صلى الله عليه وسلم يفرغ من إلقاء وعيده السالف

    حتى جاءه الوحي وهو في مكانه لم يبرحه بهذه الآية الكريمة :

    (( وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين *

    واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم، ولا تك في ضيق مما يمكرون *

    إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ))

    وكان نزول هذه الآيات ، في هذا الموطن ، خير تكريم لحمزة رضي الله عنه الذي وقع أجره على الله ..

    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه أعظم الحب ، فهو لم يكن

    عمه الحبيب فحسب .. بل كان أخاه من الرضاعة.. وتَربه في الطفولة وصديق العمر كله..

    وفي لحظات الوداع هذه ، لم يجد الرسول صلى الله عليه وسلم تحية

    يودعه بها خيرا من أن يصلي عليه بعدد شهداء المعركة جميعا..

    وهكذا حمل جثمان حمزة رضي الله عنه إلى مكان الصلاة على أرض

    المعركة التي شهدت بلاءه ، واحتضنت دماءه ، فصلى عليه الرسول

    صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، ثم جيء بشهيد آخر ، فصلى عليه الرسول

    صلى الله عليه وسلم ثم رفع وترك حمزة رضي الله عنه مكانه ، وجيء

    بشهيد ثالث فوضع إلى جوار حمزة رضي الله عنه وصلى عليهما الرسول صلى الله عليه وسلم ..

    وهكذا جيء بالشهداء.. شهيد بعد شهيد .. والرسول صلى الله عليه وسلم

    يصلي على كل واحد منهم وعلى حمزة رضي الله عنه معه حتى صلى على عمه يومئذ سبعين صلاة ..


    البكاء على حمزة


    انصرف الرسول صلى الله عليه وسلم من المعركة إلى بيته ، فسمع

    في طريقه نساء بني عبد الأشهل يبكين شهداءهن ، فقال صلى الله عليه

    وسلم من فرط حنانه وحبه :

    " لكن حمزة لا بواكي له "

    ويسمعها سعد بن معاذ رضي الله عنه فيظن أن الرسول صلى الله عليه

    وسلم يطيب نفسا إذا بكت النساء عمه ، فيسرع الى نساء بني عبد الأشهل

    ويأمرهن أن يبكين حمزة رضي الله عنه فيفعلن…

    ولا يكاد الرسول صلى الله عليه وسلم يسمع بكاءهن حتى يخرج إليهن ، ويقول :

    " ما إلى هذا قصدت ، ارجعن يرحمكن الله ، فلا بكاء بعد اليوم "


    أجمل عزاء للنبي


    لقد كان مصاب النبي صلى الله عليه وسلم في عمه العظيم حمزة رضي

    الله عنه فادحا ، وكان العزاء فيه مهمة صعبة ، بيد أن الأقدر كانت تدخر

    لرسول الله صلى الله عليه وسلم أجمل عزاء.

    ففي طريقه من أحد الى داره مر صلى الله عليه وسلم بسيدة من بني دينار

    استشهد في المعركة أبوها وزوجها ، وأخوها..

    وحين أبصرت المسلمين عائدين من الغزو، سارعت نحوهم تسألهم عن

    أنباء المعركة.. فنعوا إليها الزوج .. والأب .. والأخ..

    وإذا بها تسألهم في لهفة : وماذا فعل رسول الله ؟؟

    قالوا : خيرا.. هو بحمد الله كما تحبين ..

    قالت : أرونيه ، حتى أنظر إليه ..

    ولبثوا بجوارها حتى اقترب الرسول صلى الله عليه وسلم ، فلما رأته

    أقبلت نحوه تقول :

    ( كل مصيبة بعدك ، أمرها يهون )

    لقد كان هذا أجمل عزاء ولعل الرسول صلى الله عليه وسلم قد ابتسم

    لهذا المشهد الفذ الفريد ، فليس في دنيا البذل ، والولاء ، والفداء لهذا نظير..

    لقد كان مشهد أجاد القدر رسمه وتوقيته ليجعل منه للرسول الكريم

    صلى الله عليه وسلم عزاء أي عزاء.. في أسد الله وسيد الشهداء

    تعليق


    • #3
      بارك الله فيك أخي ((شيخ السرايا)) جعلك الله من أهل الفردوس الأعلى دمت بحفظ المنان

      واعذرني لأني نسخت الموضوع مرة أخرى بسبب عدم وضوحه

      في أمان الله

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيك اخي



        اباطارق دمك الوصيه

        تعليق


        • #5
          جمعنا الله بأبي عمارة برفقة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم

          بارك الله في جهدك أختي

          تعليق


          • #6
            اللهم أجمعنا بقادتنا من السلف والصحب الكرام


            أموت فى النور ولا أعيش فى الظلام

            تعليق


            • #7
              مشكورة أختي
              أبو مالك

              تعليق


              • #8
                بارك الله فيك

                تعليق


                • #9
                  بارك الله فيك أخي الفاضل
                  تقبل الله منك هذا العمل
                  في ميزان حسناتك
                  (( رمضان مبارك ))
                  أيها العضو الصديق لا بأس أن تؤيد رأيك بالحجة و البرهان .....

                  كما لا بأس أن تنقض أدلتي ، وتزييف مما تعتقد أنك مبطل له
                  .....

                  لكن هناك أمر لا أرضاه لك أبدا ما حييت ، ولا أعتقد أنه ينفعك
                  ؟

                  الشتم و السباب

                  تعليق

                  يعمل...
                  X