الإعجاز في ترتيب سور القرآن الكريم
مدخل :
في حديثنا عن آية البسملة قلنا أن عدد حروف هذه الآية الأولى في السورة الأولى في ترتيب سور القرآن 19 حرفا . وقد جاء توزيع الحروف في الآية وفق العلاقة المجردة الموجودة في العدد 19 . فالعدد 19 يتألف من :
9 أكبر الأرقام . ويمثل العداد الفردية .
10 أصغر الأعداد . ويمثل الأعداد الزوجية .( العدد يتألف من الصفر وأحد الأرقام التسعة مهما كان )
الحروف في البسملة جاءت :
9 عدد الحروف المكررة .
10 عدد ما ورد في الآية من الحروف الهجائية .
وهذا يعني مراعاة العلاقة المجردة في العدد 19 في صياغة البسملة .
وبدا للبعض أن يشكك في هذه النتيجة بحجة أن عدد الحروف في آية البسملة هو 23 حرفا إذا اعتبرنا الأحرف غير المكتوبة ، وهناك من ذهب الى القول متهكما على الباحثين في إعجاز الرقم 19 قائلا : لم يكفهم الرقم 19 فقسموه إلى 9 و 10 .. ( ولعلني المقصود فأنا صاحب هذه الفكرة )
( أنا شخصيا أرثي لأصحاب هذا الكلام وأحزن من أجلهم ، ويؤلمني اكثر حينما يكون أحدهم من أهل القرآن وحماته والمتكلمين باسمه أو هكذا يقدم نفسه للناس) .
أليس واضحا أن العدد 19 يتألف من 9 و 10 ؟ أكبر رقم وأصغر عدد ، متى يدرك البعض أن هذه الميزة تجعل من العدد 19 عددا خاصا ؟ هل في هذا الكلام ما يمكن وصفه بالتكلف ؟ هل يمكن لأحد مهما كانت لغته وعقيدته أن ينكر هذه الحقيقة ؟ هل في مثل هذا الموقف من بعض أهل القرآن خدمة للقرآن ؟
(ولعل البعض قد يقول : ويتألف العدد 19 من 6و13 وكذلك من 2و17 .... أقول : لكل ذلك حديث ، الحديث هنا عن الظاهرة الأولى الواضحة 9و10 ) ..
ظاهرة الرقمين 9و10 ملاحظة في ترتيب سور القرآن أيضا ، وفي ذلك ما يدفع الشبهة عما سبق وقلناه في آية البسملة ..
مسألة حسابية بسيطة :
لندع القرآن الآن جانبا إلى مسألة حسابية بسيطة :
لنفترض أن لدينا مجموعتان من الأعداد كل منهما 57 عددا ، قمنا بتوزيع كل مجموعة إلى ثلاث مجموعات متساوية كل منها مؤلفة من 19 عددا على النحو التالي :
المجموعة الأولى : 9 أعداد فردية + 10 أعداد زوجية .
المجموعة الثانية : 9 أعداد فردية + 10 أعداد زوجية .
المجموعة الثالثة : 7 أعداد فردية + 12 عددا زوجيا .
المجموعة الرابعة : 7 أعداد فردية + 12 عددا زوجيا .
المجموعة الخامسة : 12 عددا فرديا + 7 أعداد زوجية .
المجموعة السادسة : ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
السؤال الآن : بعد أن تتأمل النظام المتبع في توزيع المجموعات ، هل يمكنك أن تحدد شكل المجموعة السادسة ؟
بقليل من التأمل والحس الرياضي يمكن ذلك بسهولة ..
سأنتظر أن يخمن أحد الأخوة في المنتدى شكل المجموعة السادسة .. ونكمل معا بقية المشاركة في مشاركة جديدة إن شاء الله .
99:9 99:9 99:9 99:9 99:9 99:9 99:9 99:9
تابع
روائع الإعجاز العددي في ترتيب القرآن الكريم
الكتاب السادس للباحث الأستاذ عبدالله جلغوم
يصدر قريبا عن دار المأمون للنشر والتوزيع
الأردن – عمان – العبدلي – عمارة جوهرة القدس
تلفاكس : 4645757 ص.ب : 927802
البريد الإلكتروني : daralmamoun@maktoob.com
مقدمة الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم
اللغة والترتيب وجهان لإعجاز القرآن الكريم لا ينفصل أحدهما عن الآخر , نال الأول منهما " اللغة " كل اهتمام وعناية على مر القرون في حين لم ينل الوجه الثاني " الترتيب " ما يستحق من الإهتمام .. وليس أدل على ذلك من أن أغلب المسلمين وبغض النظر عن ثقافتهم لا يعرفون شيئا عن ترتيب القرآن .
ولعل من أهم الأسباب التي أدت إلى هذا الموقف من ترتيب القرآن ما رافق المسائل المتعلقة به من تضارب الأقوال والآراء إلى حد التناقض , مما جعل التوفيق بينها أمرا غير ممكن , ومما أدى في النهاية – كحل لهذه المعضلة - إلى استبعاد الترتيب كوجه إعجازي من وجوه إعجاز القرآن واعتباره – لدى البعض - مسألة ثانوية .. وما زال هذا الموقف هو السائد حتى الآن .
السؤال الذي يطرح نفسه هنا : هل حقا أن ترتيب القرآن الكريم مسألة ثانوية ؟ أم أن هذا الترتيب يخفي حكمة وأسرارا ؟ ما السر أنه لم يرتب أولا بأول ؟
من المعلوم أن القرآن الكريم قد نزل مفرقا في 23 سنة , وأنه جمع في النهاية على نحو مختلف تماما عن ترتيب النزول .هذه الظاهرة أثارت عددا من التساؤلات ومنذ القديم, كان أولها التساؤل عن الحكمة من نزول القرآن مفرقا والذي أثاره المشركون بقصد التشكيك بالقرآن ..
فرد عليهم القرآن : في الآية 32 من سورة الفرقان وهي قوله تعالى :
" وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا "
فالحكمة من نزول القرآن مفرقا – كما تحدده الآية - هو التثبيت .
السؤال الثاني : ما الحكمة من ترتيب القرآن على غير ترتيب نزوله , لقد كان ممكنا أن ينزل القرآن مفرقا فيحقق التثبيت , وأن يرتب أولا بأول ؟
قلنا أن الآية 32 من سورة الفرقان قد حددت " التثبيت " هدفا من وراء نزول القرآن مفرقا , بعد ذلك تذكر الآية شيئا آخر هو الترتيل " ورتلناه ترتيلا " ..لنتدبر الآية جيدا : ( لنثبت به فؤادك + ورتلناه ترتيلا ) فبعد أن تذكر الآية التثبيت تضيف شيئا آخر هو الترتيل .. فما معنى الترتيل في هذه الآية ؟ معناه : الترتيب , وليس تجويد التلاوة وتحسينها حصرا كما هو في المفهوم السائد .. هذا الفهم لمعنى الترتيل يعني أن " التثبيت " هو أيضا علة ترتيب القرآن على غير ترتيب نزوله . ويشمل ذلك الحكمة من ترتيب هذه السورة هنا وتلك هناك , ومجيء هذه السورة من هذا العدد من الآيات وتلك من هذا العدد , وكون هذه السورة طويلة وتلك قصيرة , وتجميع السور القصيرة في نهاية المصحف والطويلة في أوله , إلى غير ذلك ...
وبما أن هذا الترتيب ( ترتيل الآيات وجمعها في تشكيلات محددة " سور " ) لن يظهر قبل اكتمال نزول القرآن وقد يتأخر الكشف عنه إلى زمن ما , فالتثبيت هنا هو تثبيت مستقبلي يعنى بالمستقبل والأجيال والمؤمنين في العصور القادمة , وأنه مرتبط بالكشف عن أسرار ترتيب القرآن , وفي حالة حدوث ذلك سيجد فيه المؤمنون تثبيتا جديدا لهم , كما وجد الرسول (ص) والمؤمنون في الزمن الماضي في نزول القرآن مفرقا ما يثبتهم .
وبالمنظور نفسه فإن الرد القرآني على الاعتراض على تنجيمه " نزوله مفرقا " يتسع هو الآخر متجاوزا زمن الاعتراض الأول ( زمن النزول ) إلى زمن الاعتراض التالي " المستقبلي " , حيث سيكون ترتيل القرآن " ترتيبه " هو الرد الذي يناسب هذه المرحلة ويتولى الرد على ما يجد من شبهات المشككين بالقرآن .
ومما يترتب على هذا الفهم : الجزم بأن ترتيب سور وآيات القرآن توقيفي وما كان إلا بالوحي وبأوامر إلهية , وهو رأي جماعة من القدماء :
( ... كان جبريل ينزل بالآيات على الرسول (ص) ويرشده إلى موضع كل آية من سورتها , ثم يقرؤها النبي على أصحابه ويأمر كتاب الوحي بكتابتها معينا لهم السورة التي تكون فيها الآية وموضع الآية من هذه السورة . وكان يعارض به جبريل كل عام مرة , وعارضه في العام الأخير مرتين .. ( الزرقاني : مناهل العرفان 1/364 )... وقال أبو بكر بن الأنبا ري : ... وكان جبريل يوقف النبي (ص) على موضع الآية والسورة فاتساق السور كاتساق الآيات والحروف, كله عن النبي (ص) فمن قدم سورة أو أخرها فقد أفسد نظم القرآن . الإتقان 1/136 )..
وسؤالنا هنا : هل كانت تلك التوجيهات التي كان ينقلها جبريل عليه السلام إلى النبي (ص) دون هدف ؟ وإذا كانت كذلك فما ضرورتها إذن ؟ لقد كان الهدف منها الانتهاء بترتيب سور القرآن وآياته إلى الشكل الذي نراه عليه الآن ,وهو ترتيب إلهي قد حدد مسبقا , أما الحكمة من ذلك : ليكون معجزة القرآن في الزمن القادم , ودليلا ماديا على مصدر القرآن وعلى نبوة محمد خاتم الأنبياء والمرسلين ..وهذا يعني أن الأجيال القادمة هي المستهدفة بترتيب القرآن , أما الذين عاصروا نزوله فقد كان لهم في لغته وبيانه ما يدلهم على إعجازه ومصدره .
ولعل التساؤل الذي طرح في وقت متأخر عن جمع القرآن: هل تم ترتيب القرآن بالوحي أم باجتهاد من الصحابة ؟ قد أدى إلى استبعاد الترتيب كوجه من وجوه إعجاز القرآن وابتعاد عن البحث في الحكمة من ذلك الترتيب , ذلك أن قول البعض أن ترتيب سور القرآن أو بعضها اجتهادي : أي من عمل الصحابة مجردا من التوجيه الإلهي , قد أضفى عليه صفة بشرية وبالتالي نفى عنه صفة الإعجاز ..وحوله في نهاية المطاف إلى مسألة خلافية ( موضع اختلاف بين العلماء ) ..
ويمكننا أن ندرك عمق هذه المشكلة إذا نظرنا إلى اختلاف الأقوال في أعداد آيات أكثر سور القرآن حسب ما جاء في كتاب السيوطي الإتقان ( 1/147 ), فمع وجود هذا الكم من الأقوال في أعداد آيات سور القرآن فقد كان من المستحيل أن يتبين أحد حقيقة ترتيب القرآن أو الحكمة منه ..
وورث المتأخرون زمنا كل ما وصل إليه القدماء في هذه المسألة , وحفظوه وكرروه في كل كتبهم دون أن يحاولوا تجاوزه , لم يحاول أحد أن يدرس ترتيب القرآن من خلال القرآن نفسه بعيدا عن تضارب الأقوال والآراء .. بل لقد تحول هذا الموروث إلى شيء مقدس لا يجوز الخروج عليه , وما عدا ذلك فهو مما لم يعرفه السلف الصالح ..
وقد وجد أعداء القرآن في هذه المسائل " مواضع الإختلاف " منفذا للنيل من القرآن والطعن فيه وإثارة الشبهات حول جمعه وترتيبه وعدد سوره وآياته, مستشهدين بما هو موجود في كتبنا فعلا .. مما اضطر المدافعين عن القرآن في مواجهة حملات التشكيك والافتراءات إلى التضحية بترتيب القرآن الكريم واعتباره مسألة ثانوية , فالقرآن هو القرآن سواء أكان عدد آياته كذا أو كذا , وسواء أكان عدد آيات هذه السورة كذا أو كذا..وسواء أكان ترتيب القرآن توقيفي أم اجتهادي فإنه يجب احترامه .. مثل هذا الكلام قد يقنع صاحبه ولكن ليس بالضرورة أن يقنع الآخرين , هذا إن لم يكن سببا في زيادة الشبهات والثغرات ..
نفهم هنا أن المسافة بين العلماء والترتيب قد اتسعت مرة أخرى , وفي مواجهة ما يثار حول هذه المسألة , تسلح البعض بالقول أن القرآن كتاب هداية وإرشاد وليس كتابا في الرياضيات , وإن الإشتغال بهذه المسائل ابتعاد عن التدبر في مقاصد القرآن وأهدافه... إلى غير ذلك من التبريرات ..سببها هو الجهل بترتيب القرآن . ( من قال أن القرآن كتاب رياضيات أو كتاب علوم ؟ ما المانع أن يكون ترتيب القرآن رياضيا ؟ أيكون فوضويا إذن كما يزعم البعض ؟ هل يتعارض أن يكون ترتيب القرآن رياضيا و معجزا وان يكون كتاب هداية وإرشاد ؟ لماذا نقبل بوجود نظام رياضي في الكون ونتردد في قبوله في القرآن ؟ أليس خالق الكون هو منزل القرآن ؟ هل يرتب الله كل صغيرة وكبيره في هذا الكون ابتداء من الذرة وانتهاء بالمجرة ويستثني القرآن ؟! والأسئلة التي تملأ القلب حسرة كثيرة جدا ) .
هذه المسألة شغلتني أكثر من خمسة عشر عاما , وقد لاحظت أن المكتبة الإسلامية رغم آلافها الكثيرة ليس فيها كتاب واحد يتحدث عن الحكمة من ترتيب القرآن على غير ترتيب نزوله وأسرار هذا الترتيب , فاندفعت في بحث هذه المسألة إيمانا أن إعجاز الترتيب المشاهد في الكون لا بد أن يكون نفسه الموجود في القرآن . أما السبيل الوحيد للكشف عن أسرار هذا الترتيب فلغة الأرقام , اللغة العالمية المشتركة بين الناس جميعا على اختلاف أجناسهم ومعتقداتهم , وقد اكتشفت من أسرار هذه المعجزة ما يكفي لإثبات ما ذهبت إليه.. لقد أصبح في وسعي أن أوضح بالأدلة الكافية ما السر في مجيء سورة البقرة مثلا من عدد محدد من الآيات ب 286 آية لا غير هذا العدد , ما السر في فصل سورة القلم وهي إحدى السور المفتتحة بالحروف عن أخواتها وترتيبها في النصف الثاني من القرآن ؟ ما السر مثلا في تجميع السور القصيرة في نهاية المصحف والطويلة في أوله ؟ ما السر أن يكون عدد آيات القرآن 6236 آية ... ما الحكمة من ترتيب القرآن على غير ترتيب نزوله , وغير ذلك الكثير .. ومع ذلك فالكثيرون مازالوا أسرى معتقداتهم السابقة غير قادرين على الخروج من الأروقة التي سجنوا أنفسهم فيها , رافضين لفكرة أن يكون ترتيب القرآن معجزا لا لسبب اللهم لأن القدماء لم يقولوا بذلك , ولعل السبب الأقوى أن هذه الاكتشافات جاءت عن غير طريقهم ... إن موقف الرفض هذا قد يكون مقبولا في حالة واحدة : إذا استطاع أحد أن يثبت وجود خطأ لدي , إن كل ما كشفت عنه موجود في القرآن ومن السهل التأكد من مدى صحته ودقته , فإن وجد كذلك , فما الحجة في رفضه إلا أن يكون عنادا واستكبارا ؟!
لقد وجد الذين عاصروا نزول القرآن مفرقا في نزوله ولغته ما يدلهم على مصدره , فآمنوا بالله وصدقوا رسوله .. وثبتوا على إيمانهم .. كذلك سيجد الناس في ترتيب القرآن اليوم ما يدلهم على إعجازه ومصدره , وأنه كتاب الله الكريم المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم .إن الوصول إلى هذه الحقيقة – الدليل والمعجزة - ضروري للإيمان بالرسالة لدى غير المؤمنين , وأما المؤمنون فيزيدهم هذا الوجه من إعجاز القرآن إيمانا وتثبيتا .. بعبارة أخرى : إذا كانت الفصاحة والبيان في القرآن – وجه الإعجاز الأول - كما يقول العلماء سببا في تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم , فترتيب القرآن سيؤدي مثل هذا الدور تماما .. إذا قدم إلى الآخرين بصورة صحيحة ..
ولما كانت لغة الترتيب هي لغة الرياضيات والأرقام , ومن الناس من يجد صعوبة في فهمها , أو يحتاج إلى بذل الجهد في محاولة تدبرها .. فقد ارتأيت أن أستخلص من كتبي حول هذا الموضوع , بعض الأسرار واللطائف في ترتيب سور القرآن وآياته وأجمعها في هذا الكتاب الصغير في حجمه والرخيص في ثمنه لتكون في متناول الجميع على اختلاف ثقافاتهم , مبتعدا بها عن التفاصيل التي قد يمل منها القارئ أو لا يجد متسعا لقراءتها , مكتفيا من المسألة بالإشارة الدالة والسريعة والسهلة , فإذا ما رغب القارئ بعد ذلك في مزيد من التفاصيل فعليه العودة إلى كتبي التي أشرت إليها .. (1)
أسأل الله سبحانه أن يكون هذا العمل علما نافعا يجد فيه المسلمون ما يزيدهم ايماناوتثبيتا وأن يجد فيه الباحثون عن الحقيقة ما يسعون إلى معرفته , وأستغفر الله العظيم من كل خطا , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..
(ملاحظة : للاستفسار عن أي مسألة يرجى المراسلة على البريد الإلكتروني
11:1 22:2 66:6 13:13
مدخل :
في حديثنا عن آية البسملة قلنا أن عدد حروف هذه الآية الأولى في السورة الأولى في ترتيب سور القرآن 19 حرفا . وقد جاء توزيع الحروف في الآية وفق العلاقة المجردة الموجودة في العدد 19 . فالعدد 19 يتألف من :
9 أكبر الأرقام . ويمثل العداد الفردية .
10 أصغر الأعداد . ويمثل الأعداد الزوجية .( العدد يتألف من الصفر وأحد الأرقام التسعة مهما كان )
الحروف في البسملة جاءت :
9 عدد الحروف المكررة .
10 عدد ما ورد في الآية من الحروف الهجائية .
وهذا يعني مراعاة العلاقة المجردة في العدد 19 في صياغة البسملة .
وبدا للبعض أن يشكك في هذه النتيجة بحجة أن عدد الحروف في آية البسملة هو 23 حرفا إذا اعتبرنا الأحرف غير المكتوبة ، وهناك من ذهب الى القول متهكما على الباحثين في إعجاز الرقم 19 قائلا : لم يكفهم الرقم 19 فقسموه إلى 9 و 10 .. ( ولعلني المقصود فأنا صاحب هذه الفكرة )
( أنا شخصيا أرثي لأصحاب هذا الكلام وأحزن من أجلهم ، ويؤلمني اكثر حينما يكون أحدهم من أهل القرآن وحماته والمتكلمين باسمه أو هكذا يقدم نفسه للناس) .
أليس واضحا أن العدد 19 يتألف من 9 و 10 ؟ أكبر رقم وأصغر عدد ، متى يدرك البعض أن هذه الميزة تجعل من العدد 19 عددا خاصا ؟ هل في هذا الكلام ما يمكن وصفه بالتكلف ؟ هل يمكن لأحد مهما كانت لغته وعقيدته أن ينكر هذه الحقيقة ؟ هل في مثل هذا الموقف من بعض أهل القرآن خدمة للقرآن ؟
(ولعل البعض قد يقول : ويتألف العدد 19 من 6و13 وكذلك من 2و17 .... أقول : لكل ذلك حديث ، الحديث هنا عن الظاهرة الأولى الواضحة 9و10 ) ..
ظاهرة الرقمين 9و10 ملاحظة في ترتيب سور القرآن أيضا ، وفي ذلك ما يدفع الشبهة عما سبق وقلناه في آية البسملة ..
مسألة حسابية بسيطة :
لندع القرآن الآن جانبا إلى مسألة حسابية بسيطة :
لنفترض أن لدينا مجموعتان من الأعداد كل منهما 57 عددا ، قمنا بتوزيع كل مجموعة إلى ثلاث مجموعات متساوية كل منها مؤلفة من 19 عددا على النحو التالي :
المجموعة الأولى : 9 أعداد فردية + 10 أعداد زوجية .
المجموعة الثانية : 9 أعداد فردية + 10 أعداد زوجية .
المجموعة الثالثة : 7 أعداد فردية + 12 عددا زوجيا .
المجموعة الرابعة : 7 أعداد فردية + 12 عددا زوجيا .
المجموعة الخامسة : 12 عددا فرديا + 7 أعداد زوجية .
المجموعة السادسة : ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
السؤال الآن : بعد أن تتأمل النظام المتبع في توزيع المجموعات ، هل يمكنك أن تحدد شكل المجموعة السادسة ؟
بقليل من التأمل والحس الرياضي يمكن ذلك بسهولة ..
سأنتظر أن يخمن أحد الأخوة في المنتدى شكل المجموعة السادسة .. ونكمل معا بقية المشاركة في مشاركة جديدة إن شاء الله .
99:9 99:9 99:9 99:9 99:9 99:9 99:9 99:9
تابع
روائع الإعجاز العددي في ترتيب القرآن الكريم
الكتاب السادس للباحث الأستاذ عبدالله جلغوم
يصدر قريبا عن دار المأمون للنشر والتوزيع
الأردن – عمان – العبدلي – عمارة جوهرة القدس
تلفاكس : 4645757 ص.ب : 927802
البريد الإلكتروني : daralmamoun@maktoob.com
مقدمة الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم
اللغة والترتيب وجهان لإعجاز القرآن الكريم لا ينفصل أحدهما عن الآخر , نال الأول منهما " اللغة " كل اهتمام وعناية على مر القرون في حين لم ينل الوجه الثاني " الترتيب " ما يستحق من الإهتمام .. وليس أدل على ذلك من أن أغلب المسلمين وبغض النظر عن ثقافتهم لا يعرفون شيئا عن ترتيب القرآن .
ولعل من أهم الأسباب التي أدت إلى هذا الموقف من ترتيب القرآن ما رافق المسائل المتعلقة به من تضارب الأقوال والآراء إلى حد التناقض , مما جعل التوفيق بينها أمرا غير ممكن , ومما أدى في النهاية – كحل لهذه المعضلة - إلى استبعاد الترتيب كوجه إعجازي من وجوه إعجاز القرآن واعتباره – لدى البعض - مسألة ثانوية .. وما زال هذا الموقف هو السائد حتى الآن .
السؤال الذي يطرح نفسه هنا : هل حقا أن ترتيب القرآن الكريم مسألة ثانوية ؟ أم أن هذا الترتيب يخفي حكمة وأسرارا ؟ ما السر أنه لم يرتب أولا بأول ؟
من المعلوم أن القرآن الكريم قد نزل مفرقا في 23 سنة , وأنه جمع في النهاية على نحو مختلف تماما عن ترتيب النزول .هذه الظاهرة أثارت عددا من التساؤلات ومنذ القديم, كان أولها التساؤل عن الحكمة من نزول القرآن مفرقا والذي أثاره المشركون بقصد التشكيك بالقرآن ..
فرد عليهم القرآن : في الآية 32 من سورة الفرقان وهي قوله تعالى :
" وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا "
فالحكمة من نزول القرآن مفرقا – كما تحدده الآية - هو التثبيت .
السؤال الثاني : ما الحكمة من ترتيب القرآن على غير ترتيب نزوله , لقد كان ممكنا أن ينزل القرآن مفرقا فيحقق التثبيت , وأن يرتب أولا بأول ؟
قلنا أن الآية 32 من سورة الفرقان قد حددت " التثبيت " هدفا من وراء نزول القرآن مفرقا , بعد ذلك تذكر الآية شيئا آخر هو الترتيل " ورتلناه ترتيلا " ..لنتدبر الآية جيدا : ( لنثبت به فؤادك + ورتلناه ترتيلا ) فبعد أن تذكر الآية التثبيت تضيف شيئا آخر هو الترتيل .. فما معنى الترتيل في هذه الآية ؟ معناه : الترتيب , وليس تجويد التلاوة وتحسينها حصرا كما هو في المفهوم السائد .. هذا الفهم لمعنى الترتيل يعني أن " التثبيت " هو أيضا علة ترتيب القرآن على غير ترتيب نزوله . ويشمل ذلك الحكمة من ترتيب هذه السورة هنا وتلك هناك , ومجيء هذه السورة من هذا العدد من الآيات وتلك من هذا العدد , وكون هذه السورة طويلة وتلك قصيرة , وتجميع السور القصيرة في نهاية المصحف والطويلة في أوله , إلى غير ذلك ...
وبما أن هذا الترتيب ( ترتيل الآيات وجمعها في تشكيلات محددة " سور " ) لن يظهر قبل اكتمال نزول القرآن وقد يتأخر الكشف عنه إلى زمن ما , فالتثبيت هنا هو تثبيت مستقبلي يعنى بالمستقبل والأجيال والمؤمنين في العصور القادمة , وأنه مرتبط بالكشف عن أسرار ترتيب القرآن , وفي حالة حدوث ذلك سيجد فيه المؤمنون تثبيتا جديدا لهم , كما وجد الرسول (ص) والمؤمنون في الزمن الماضي في نزول القرآن مفرقا ما يثبتهم .
وبالمنظور نفسه فإن الرد القرآني على الاعتراض على تنجيمه " نزوله مفرقا " يتسع هو الآخر متجاوزا زمن الاعتراض الأول ( زمن النزول ) إلى زمن الاعتراض التالي " المستقبلي " , حيث سيكون ترتيل القرآن " ترتيبه " هو الرد الذي يناسب هذه المرحلة ويتولى الرد على ما يجد من شبهات المشككين بالقرآن .
ومما يترتب على هذا الفهم : الجزم بأن ترتيب سور وآيات القرآن توقيفي وما كان إلا بالوحي وبأوامر إلهية , وهو رأي جماعة من القدماء :
( ... كان جبريل ينزل بالآيات على الرسول (ص) ويرشده إلى موضع كل آية من سورتها , ثم يقرؤها النبي على أصحابه ويأمر كتاب الوحي بكتابتها معينا لهم السورة التي تكون فيها الآية وموضع الآية من هذه السورة . وكان يعارض به جبريل كل عام مرة , وعارضه في العام الأخير مرتين .. ( الزرقاني : مناهل العرفان 1/364 )... وقال أبو بكر بن الأنبا ري : ... وكان جبريل يوقف النبي (ص) على موضع الآية والسورة فاتساق السور كاتساق الآيات والحروف, كله عن النبي (ص) فمن قدم سورة أو أخرها فقد أفسد نظم القرآن . الإتقان 1/136 )..
وسؤالنا هنا : هل كانت تلك التوجيهات التي كان ينقلها جبريل عليه السلام إلى النبي (ص) دون هدف ؟ وإذا كانت كذلك فما ضرورتها إذن ؟ لقد كان الهدف منها الانتهاء بترتيب سور القرآن وآياته إلى الشكل الذي نراه عليه الآن ,وهو ترتيب إلهي قد حدد مسبقا , أما الحكمة من ذلك : ليكون معجزة القرآن في الزمن القادم , ودليلا ماديا على مصدر القرآن وعلى نبوة محمد خاتم الأنبياء والمرسلين ..وهذا يعني أن الأجيال القادمة هي المستهدفة بترتيب القرآن , أما الذين عاصروا نزوله فقد كان لهم في لغته وبيانه ما يدلهم على إعجازه ومصدره .
ولعل التساؤل الذي طرح في وقت متأخر عن جمع القرآن: هل تم ترتيب القرآن بالوحي أم باجتهاد من الصحابة ؟ قد أدى إلى استبعاد الترتيب كوجه من وجوه إعجاز القرآن وابتعاد عن البحث في الحكمة من ذلك الترتيب , ذلك أن قول البعض أن ترتيب سور القرآن أو بعضها اجتهادي : أي من عمل الصحابة مجردا من التوجيه الإلهي , قد أضفى عليه صفة بشرية وبالتالي نفى عنه صفة الإعجاز ..وحوله في نهاية المطاف إلى مسألة خلافية ( موضع اختلاف بين العلماء ) ..
ويمكننا أن ندرك عمق هذه المشكلة إذا نظرنا إلى اختلاف الأقوال في أعداد آيات أكثر سور القرآن حسب ما جاء في كتاب السيوطي الإتقان ( 1/147 ), فمع وجود هذا الكم من الأقوال في أعداد آيات سور القرآن فقد كان من المستحيل أن يتبين أحد حقيقة ترتيب القرآن أو الحكمة منه ..
وورث المتأخرون زمنا كل ما وصل إليه القدماء في هذه المسألة , وحفظوه وكرروه في كل كتبهم دون أن يحاولوا تجاوزه , لم يحاول أحد أن يدرس ترتيب القرآن من خلال القرآن نفسه بعيدا عن تضارب الأقوال والآراء .. بل لقد تحول هذا الموروث إلى شيء مقدس لا يجوز الخروج عليه , وما عدا ذلك فهو مما لم يعرفه السلف الصالح ..
وقد وجد أعداء القرآن في هذه المسائل " مواضع الإختلاف " منفذا للنيل من القرآن والطعن فيه وإثارة الشبهات حول جمعه وترتيبه وعدد سوره وآياته, مستشهدين بما هو موجود في كتبنا فعلا .. مما اضطر المدافعين عن القرآن في مواجهة حملات التشكيك والافتراءات إلى التضحية بترتيب القرآن الكريم واعتباره مسألة ثانوية , فالقرآن هو القرآن سواء أكان عدد آياته كذا أو كذا , وسواء أكان عدد آيات هذه السورة كذا أو كذا..وسواء أكان ترتيب القرآن توقيفي أم اجتهادي فإنه يجب احترامه .. مثل هذا الكلام قد يقنع صاحبه ولكن ليس بالضرورة أن يقنع الآخرين , هذا إن لم يكن سببا في زيادة الشبهات والثغرات ..
نفهم هنا أن المسافة بين العلماء والترتيب قد اتسعت مرة أخرى , وفي مواجهة ما يثار حول هذه المسألة , تسلح البعض بالقول أن القرآن كتاب هداية وإرشاد وليس كتابا في الرياضيات , وإن الإشتغال بهذه المسائل ابتعاد عن التدبر في مقاصد القرآن وأهدافه... إلى غير ذلك من التبريرات ..سببها هو الجهل بترتيب القرآن . ( من قال أن القرآن كتاب رياضيات أو كتاب علوم ؟ ما المانع أن يكون ترتيب القرآن رياضيا ؟ أيكون فوضويا إذن كما يزعم البعض ؟ هل يتعارض أن يكون ترتيب القرآن رياضيا و معجزا وان يكون كتاب هداية وإرشاد ؟ لماذا نقبل بوجود نظام رياضي في الكون ونتردد في قبوله في القرآن ؟ أليس خالق الكون هو منزل القرآن ؟ هل يرتب الله كل صغيرة وكبيره في هذا الكون ابتداء من الذرة وانتهاء بالمجرة ويستثني القرآن ؟! والأسئلة التي تملأ القلب حسرة كثيرة جدا ) .
هذه المسألة شغلتني أكثر من خمسة عشر عاما , وقد لاحظت أن المكتبة الإسلامية رغم آلافها الكثيرة ليس فيها كتاب واحد يتحدث عن الحكمة من ترتيب القرآن على غير ترتيب نزوله وأسرار هذا الترتيب , فاندفعت في بحث هذه المسألة إيمانا أن إعجاز الترتيب المشاهد في الكون لا بد أن يكون نفسه الموجود في القرآن . أما السبيل الوحيد للكشف عن أسرار هذا الترتيب فلغة الأرقام , اللغة العالمية المشتركة بين الناس جميعا على اختلاف أجناسهم ومعتقداتهم , وقد اكتشفت من أسرار هذه المعجزة ما يكفي لإثبات ما ذهبت إليه.. لقد أصبح في وسعي أن أوضح بالأدلة الكافية ما السر في مجيء سورة البقرة مثلا من عدد محدد من الآيات ب 286 آية لا غير هذا العدد , ما السر في فصل سورة القلم وهي إحدى السور المفتتحة بالحروف عن أخواتها وترتيبها في النصف الثاني من القرآن ؟ ما السر مثلا في تجميع السور القصيرة في نهاية المصحف والطويلة في أوله ؟ ما السر أن يكون عدد آيات القرآن 6236 آية ... ما الحكمة من ترتيب القرآن على غير ترتيب نزوله , وغير ذلك الكثير .. ومع ذلك فالكثيرون مازالوا أسرى معتقداتهم السابقة غير قادرين على الخروج من الأروقة التي سجنوا أنفسهم فيها , رافضين لفكرة أن يكون ترتيب القرآن معجزا لا لسبب اللهم لأن القدماء لم يقولوا بذلك , ولعل السبب الأقوى أن هذه الاكتشافات جاءت عن غير طريقهم ... إن موقف الرفض هذا قد يكون مقبولا في حالة واحدة : إذا استطاع أحد أن يثبت وجود خطأ لدي , إن كل ما كشفت عنه موجود في القرآن ومن السهل التأكد من مدى صحته ودقته , فإن وجد كذلك , فما الحجة في رفضه إلا أن يكون عنادا واستكبارا ؟!
لقد وجد الذين عاصروا نزول القرآن مفرقا في نزوله ولغته ما يدلهم على مصدره , فآمنوا بالله وصدقوا رسوله .. وثبتوا على إيمانهم .. كذلك سيجد الناس في ترتيب القرآن اليوم ما يدلهم على إعجازه ومصدره , وأنه كتاب الله الكريم المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم .إن الوصول إلى هذه الحقيقة – الدليل والمعجزة - ضروري للإيمان بالرسالة لدى غير المؤمنين , وأما المؤمنون فيزيدهم هذا الوجه من إعجاز القرآن إيمانا وتثبيتا .. بعبارة أخرى : إذا كانت الفصاحة والبيان في القرآن – وجه الإعجاز الأول - كما يقول العلماء سببا في تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم , فترتيب القرآن سيؤدي مثل هذا الدور تماما .. إذا قدم إلى الآخرين بصورة صحيحة ..
ولما كانت لغة الترتيب هي لغة الرياضيات والأرقام , ومن الناس من يجد صعوبة في فهمها , أو يحتاج إلى بذل الجهد في محاولة تدبرها .. فقد ارتأيت أن أستخلص من كتبي حول هذا الموضوع , بعض الأسرار واللطائف في ترتيب سور القرآن وآياته وأجمعها في هذا الكتاب الصغير في حجمه والرخيص في ثمنه لتكون في متناول الجميع على اختلاف ثقافاتهم , مبتعدا بها عن التفاصيل التي قد يمل منها القارئ أو لا يجد متسعا لقراءتها , مكتفيا من المسألة بالإشارة الدالة والسريعة والسهلة , فإذا ما رغب القارئ بعد ذلك في مزيد من التفاصيل فعليه العودة إلى كتبي التي أشرت إليها .. (1)
أسأل الله سبحانه أن يكون هذا العمل علما نافعا يجد فيه المسلمون ما يزيدهم ايماناوتثبيتا وأن يجد فيه الباحثون عن الحقيقة ما يسعون إلى معرفته , وأستغفر الله العظيم من كل خطا , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..
(ملاحظة : للاستفسار عن أي مسألة يرجى المراسلة على البريد الإلكتروني
11:1 22:2 66:6 13:13
تعليق