السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد أرشد الله عز وجل في كتابه الكريم في أكثر من آية إلى نبذ الخلاف والتفرق فقال تعالى : ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) الآية .. وخصوصا إذا كان الخلاف والتفرق على الكتاب والسنة , ففي الوقت الذي تتعاضد فيه الشركات الكبرى وتتحد لتكون لنا قوة اقتصادية ضاربة ، وكذلك ما يحدث بين الدول من تحالفات ومعاهدات لتكوين درع صاروخي في هذا الوقت الذي باتت العولمة فيه على الأبواب لنصبح أمام مجموعة من التكتلات الاقتصادية والسياسية والعسكرية ..
في هذا الوقت يقف بعضا من الأخيار والصلحاء الذين كان يأمل فيهم أن يكونوا سببا لجمع الكلمة وتوحيد الصف والتلطف مع الخلق إذ بهم أكثر الناس ولعاً بالخلاف فيما بينهم وأكثر الناس تحاسداً وتغايراً وتعانداً واختلافا , فيبعد بعضهم بعضا , ويعارض بعضهم بعضا ..
سبحان الله ، ما أكثر الأحاديث التي فيها النهي عن الاختلاف والتفرق فهذا نبينا صلى الله عليه وسلم يقول : ( ذروني ما تركتكم فإنما هلك الذين من قبلكم بكثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم )الحديث . وهذا أبو داود يروي لنا حديث أبو ثعلبة الخشني رضي الله عنه فيقول : ( كان الناس إذا نزلوا منزلا تفرقوا في الشعاب والأودية فقال صلى الله عليه وسلم إنما ذلكم من الشيطان فكانوا بعدها لا ينزلون منزلا إلا انضم بعضهم إلى بعض حتى أنه لو رمي عليهم ثوب لعمهم ) الحديث .
وليس المقصود الخلاف العلمي فهذا قد يكون أمرا محمودا ، ولكن المقصود الخلاف الذي يجعلنا فرقا وأحزابا كما قال سبحانه وتعالى : ( كل حزب بما لديهم فرحون ) ..
أي ثمرة وأي قيمة لعلم لا يكون سببا في صفاء قلوبنا وسلامة صدورنا وعفاف ألسنتنا وحسن ظننا بالناس ومحبتنا لهم , لماذا لا نعود ألسنتنا الثناء على كل مسلم عنده همٌ لهذا الدين حتى لو وجدنا عنده ما يعيبه , وهل يا ترى سنجد إنسانا كاملا ؟
من ذا الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط
سامح أخاك إذا خلط منه الإصابة بالغـلط
وتجاف عن تعنيفه إن زاغ يوماً أو قسـط
وقس أخي على نفسك حين ينتقدك الناس ويعيبونك , فستجد أنك تتعذر لنفسك بمجموعة من المعاذير وتقول لماذا عابوني بهذا الخطأ وتجاهلوا الصواب الكثير الذي عندي ؟ فكذلك أنت عوِّد نفسك أن تثني على الناس بما فيهم من الخير والصلاح ولو لم يكن كاملا ..
فإذا رأيت من الهلال نموَّه أيقنت أن سيصير بدرا كاملا
وقم بإنصافهم بدلا من التحذير منهم ، فلا يعقل أن يعدموا خصلة حسنة وسيرة طيبة ، وتذكَّر أن خير الخلق صلى الله عليه وسلم قد أنصف شر أهل الأرض إبليس كما في الحديث : ( صدقك وهو كذوب ) ، فكيف بإخوة أخيار يشاركونك الهمّ ؟
بل اعتبر هذا الثناء محمده لك تتدرب عليها وتدرب عليها غيرك , ولو طرحت عليك سؤالا كم مرة تغسل قلبك في اليوم ؟ فلا أظن أنني سوف أجد إجابة , بينما لو طرحت السؤال بصيغة أخرى : كم مرة تغتسل في اليوم ؟
فسوف تجيبني بين الفينة والأخرى .. وأقصد من ذلك بيان كم نحن حريصون على نظافة أبداننا النظافة الحسية الظاهرة بينما لم نألف أن نعنى بنظافة وطهارة قلوبنا من أدرانها ..
أخي ، صدِّقني أن تلك الأضواء والأنوار التي نسلِّطها على إخواننا فتظهر لنا بعض عيوبهم ومثالبهم لو سلطناها على أنفسنا لاكتشفنا أن لدينا من الأخطاء والعيوب ما تنوء بحمله الجبال , وهذا فقهٌ في التربية عظيم يجب أن يفقهه المربون وأن تفقهه الأجيال القادمة ، وهو مراقبة الذات ومحاسبتها على الدوام قبل مراقبة الناس , وإصلاح تلك النفس قبل إصلاح الآخرين ..
وقد تسألني أخي أأنت كذلك ؟ فأقول : لا , ولكني أعدك بأني سأحاول , ومهما تكرر الفشل .. سأحاول والسلام ..
55:5 55:5
منقول
لقد أرشد الله عز وجل في كتابه الكريم في أكثر من آية إلى نبذ الخلاف والتفرق فقال تعالى : ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) الآية .. وخصوصا إذا كان الخلاف والتفرق على الكتاب والسنة , ففي الوقت الذي تتعاضد فيه الشركات الكبرى وتتحد لتكون لنا قوة اقتصادية ضاربة ، وكذلك ما يحدث بين الدول من تحالفات ومعاهدات لتكوين درع صاروخي في هذا الوقت الذي باتت العولمة فيه على الأبواب لنصبح أمام مجموعة من التكتلات الاقتصادية والسياسية والعسكرية ..
في هذا الوقت يقف بعضا من الأخيار والصلحاء الذين كان يأمل فيهم أن يكونوا سببا لجمع الكلمة وتوحيد الصف والتلطف مع الخلق إذ بهم أكثر الناس ولعاً بالخلاف فيما بينهم وأكثر الناس تحاسداً وتغايراً وتعانداً واختلافا , فيبعد بعضهم بعضا , ويعارض بعضهم بعضا ..
سبحان الله ، ما أكثر الأحاديث التي فيها النهي عن الاختلاف والتفرق فهذا نبينا صلى الله عليه وسلم يقول : ( ذروني ما تركتكم فإنما هلك الذين من قبلكم بكثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم )الحديث . وهذا أبو داود يروي لنا حديث أبو ثعلبة الخشني رضي الله عنه فيقول : ( كان الناس إذا نزلوا منزلا تفرقوا في الشعاب والأودية فقال صلى الله عليه وسلم إنما ذلكم من الشيطان فكانوا بعدها لا ينزلون منزلا إلا انضم بعضهم إلى بعض حتى أنه لو رمي عليهم ثوب لعمهم ) الحديث .
وليس المقصود الخلاف العلمي فهذا قد يكون أمرا محمودا ، ولكن المقصود الخلاف الذي يجعلنا فرقا وأحزابا كما قال سبحانه وتعالى : ( كل حزب بما لديهم فرحون ) ..
أي ثمرة وأي قيمة لعلم لا يكون سببا في صفاء قلوبنا وسلامة صدورنا وعفاف ألسنتنا وحسن ظننا بالناس ومحبتنا لهم , لماذا لا نعود ألسنتنا الثناء على كل مسلم عنده همٌ لهذا الدين حتى لو وجدنا عنده ما يعيبه , وهل يا ترى سنجد إنسانا كاملا ؟
من ذا الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط
سامح أخاك إذا خلط منه الإصابة بالغـلط
وتجاف عن تعنيفه إن زاغ يوماً أو قسـط
وقس أخي على نفسك حين ينتقدك الناس ويعيبونك , فستجد أنك تتعذر لنفسك بمجموعة من المعاذير وتقول لماذا عابوني بهذا الخطأ وتجاهلوا الصواب الكثير الذي عندي ؟ فكذلك أنت عوِّد نفسك أن تثني على الناس بما فيهم من الخير والصلاح ولو لم يكن كاملا ..
فإذا رأيت من الهلال نموَّه أيقنت أن سيصير بدرا كاملا
وقم بإنصافهم بدلا من التحذير منهم ، فلا يعقل أن يعدموا خصلة حسنة وسيرة طيبة ، وتذكَّر أن خير الخلق صلى الله عليه وسلم قد أنصف شر أهل الأرض إبليس كما في الحديث : ( صدقك وهو كذوب ) ، فكيف بإخوة أخيار يشاركونك الهمّ ؟
بل اعتبر هذا الثناء محمده لك تتدرب عليها وتدرب عليها غيرك , ولو طرحت عليك سؤالا كم مرة تغسل قلبك في اليوم ؟ فلا أظن أنني سوف أجد إجابة , بينما لو طرحت السؤال بصيغة أخرى : كم مرة تغتسل في اليوم ؟
فسوف تجيبني بين الفينة والأخرى .. وأقصد من ذلك بيان كم نحن حريصون على نظافة أبداننا النظافة الحسية الظاهرة بينما لم نألف أن نعنى بنظافة وطهارة قلوبنا من أدرانها ..
أخي ، صدِّقني أن تلك الأضواء والأنوار التي نسلِّطها على إخواننا فتظهر لنا بعض عيوبهم ومثالبهم لو سلطناها على أنفسنا لاكتشفنا أن لدينا من الأخطاء والعيوب ما تنوء بحمله الجبال , وهذا فقهٌ في التربية عظيم يجب أن يفقهه المربون وأن تفقهه الأجيال القادمة ، وهو مراقبة الذات ومحاسبتها على الدوام قبل مراقبة الناس , وإصلاح تلك النفس قبل إصلاح الآخرين ..
وقد تسألني أخي أأنت كذلك ؟ فأقول : لا , ولكني أعدك بأني سأحاول , ومهما تكرر الفشل .. سأحاول والسلام ..
55:5 55:5
منقول
تعليق