إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الزهد وقصة سيدنا عيسى والأرغفة الثلاثة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الزهد وقصة سيدنا عيسى والأرغفة الثلاثة

    الزهد وقصة سيدنا عيسى والأرغفة الثلاثة

    إنّ الحمد لله نحمده ونستغفره ونستعينه ونستهديه ونشكره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا مثيل ولا ضد ولا ند له، وأشهد أنَّ سيّدنا وحبيبنا وعظيمنا وقرة أعيننا محمّدا عبده ورسوله وصفيّه وحبيبه صلى الله وسلّم عليه وعلى كل رسول أرسله.

    أما بعد فيا عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله العليّ العظيم القائل في محكم كتابه: ﴿قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مَنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَفَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ﴾ سورة يونس/31 .

    فاتقوا الله عباد الله ولا تعلقوا قلوبكم بهذه الدنيا الزائلة الفانية، فلقد سئل أبو بكر الوراق عن الزهد فقال: "الزهد ثلاثة أحرف، أما الزاي فترك الزينة، وأما الهاء فترك الهوى، وأما الدال فترك الدنيا".

    وسئل أبو عمر الدمشقي عن الزهد فقال: "أن يزهد فيما لَه مخافةَ أن يهوى ما ليس له".

    ولقد قال شيخنا الهرري رضي الله عنه وأرضاه: "من اتبع الهوى هوى".

    واسمعوا معي هذه القصة التي تبين أن من اتبع الهوى هوى. روي أن عيسى ابن مريم عليه السلام صحبه رجل وقال: يا نبي أكون معك فانطلقا فانتهيا إلى شط نهر فجلسا يتغديان ومعهما ثلاثة أرغفة فأكلا رغيفين وبقي رغيف فقام عيسى عليه السلام إلى النهر فشرب منه ثم رجع فلم يجد الرغيف فقال للرجل من أخذ الرغيف؟ قال: لا أدري، فانطلق الرجل فرأى ظبية (أي غزالة) ومعها ولدان لها فدعا واحدًا فأتاه فذبحه واشتوى منه فأكل هو وذلك الرجل ثم قال له بعدما ذبحه وأكلا منه خاطب عيسى عليه السلام الظبي بعد أن ذبحه وأكلا منه: قم بإذن الله عز وجل، فقام، فقال للرجل أسألك بالذي أراك هذه الآية من أخذ الرغيف؟ قال : لا أدري، فانطلقا حتى انتهيا إلى مفازة (أي فلاة) فجمع عيسى صلى الله عليه وسلم ترابًا وكثيبًا (أي رمل) ثم قال له: كن ذهبًا بإذن الله عز وجل، فصار ذهبًا، فقسّمه ثلاثة أقسام فقال ثلث لي وثلث لك وثلث للذي أخذ الرغيف، فقال أنا الذي أخذت الرغيف، فقال له سيدنا عيسى عليه السلام كله لك، وفارقه.

    فانتهى لهذا الرجل الذي أخذ الذهب رجلان أرادا ان يأخذا منه الذهب ويقتلاه فقال لهما هو بيننا أثلاثًا، فقبلا ذلك، فقال يذهب واحد إلى القرية حتى يشتري لنا طعاما وقال في نفسه: "لأي شىء أقاسمهما في هذا المال؟ أنا أجعل في هذا الطعام سُما فأقتلهما وءاخذ هذا المال جميعه، فجعل فيه سُما، وقالا هما فيما بينهما لأي شىء نجعل له الثلث إذا رجع إلينا قتلناه واقتسمنا المال نصفين، فلما رجع إليهما قتلاه ثم أكلا الطعام المسموم فماتا، فبقي المال، بقي الذهب في المفازة (الفلاة) وأولئك الثلاثة قتلى عنده. فمرّ عليهم عيسى عليه الصلاة والسلام وهم على تلك الحال، فقال لأصحابه: "هذه الدنيا فاحذروها".

    إخواني الكرام، الواحد منا مهما جمع من المال ولو وصل ماله إلى قمم الجبال لا بد أن يفارقه ويموت .

    باتوا على قلل الجبال يحرسهم *** غلب الرجال فلم تنفعهم القلل

    واستنْيلوا بعد عز عن معاقلهم *** وأسكنوا حفرًا يا بئسما نزلوا

    ناداهم صارخ من بعد ما دفنوا *** أين الأسرة والتيجان والحلل

    أين الوجوه التي كانت مفعمة ***من دونها تضرب الأستار والكلل

    فأصفح القر عنهم حين ساءلهم*** تلك الوجوه عليها الدود يقتتل

    قد طالما أكلوا دهرًا وما قد شربوا *** فأصبحوا بعد طول الأكل قد أكلوا

    هذا و أستغفر الله لي و لكم

  • #2
    بارك الله فيك اختي اميرة الاسري علي هذا الموضوع القيم وربنا يتقبل منك صالح الاعمال

    الزهد في الحياة الدنيا كان عند الصحابة رضي الله عنهم اجمعين وعند النبي صلي الله عليه وسلم لذلك عندما زهدوا فيما ايدي الناس الله اعطاهم كل شي واتتهم الدنيا راغمة وذليلة بين ايديهم ولم ينظروا اليها ولكن نظروا الي ما عند الله وهذا هو الصواب بحد عينه

    دمت بحفظ الرحمن
    إن لله عباداً فطنا .. طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
    نظروا فيها فلما علموا .. أنها ليست لحييٍ وطنا
    جعلوها لجةً واتخذوا .. صالح الأعمال فيها سفنا

    تعليق


    • #3
      بارك الله فيك أختي و جزاك الله خيرا

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيك اخي ابو انس واخي الجهادي على هذا الرد الطيب والمبارك وجزاكم الله كل خير وجعله الله في ميزان حسناتكم

        في حفظ الله ورعايته

        تعليق


        • #5
          جزاكم الله كل خير وجعل الله أعمالكم في ميزان حسناتكم
          القناعة كنز لا يفنى

          تعليق


          • #6
            بارك الله فيك اخي وجزاك الله عنا كل خير

            في حفظ اله ورعايته

            تعليق


            • #7
              موضوع جميل وقصة رائعة


              بوركتي اخيتي وجزاك الله كل خير

              وبارك الله فيك

              أبتاهُ فَقْدُكَ مُوْجِعٌ ، أعياني
              وأقضَّ جَفْني ، والأسَى يَغْشَاني
              واذاق قلبي من كؤوس مرارة
              في بحر حزن من بكاي رماني !

              تعليق


              • #8
                بارك الله فيكي اخيتي وجزاكي الله كل خير
                في حفظ الله ورعايته

                تعليق

                يعمل...
                X