مسلمون المتصهينون /بقلم: بروفيسور عبد الستار قاسم
--------------------------------------------------------------------------------
منقول من وكالة معا الأخبارية
http://www.maannews.net/ar/index.php...tails&ID=36088
حتى الآن، هناك ضجيج حول المسيحيين المتصهينين الذين ينتشرون بالأخص في الولايات المتحدة ، لكن لا يوجد حديث حول المسلمين المتصهينين. عدد كبير من كتابنا يركز على تحليل ظاهرة المسيحيين المتصهينين وخطرها على العرب والمسلمين، ويسهب في شرح الأسس التي ينطلقون منها والأهداف التي يسعون إلى تحقيقها، لكننا بحاجة الآن إلى أقلام كثيرة ومدرارة لشرح ظاهرة المسلمين المتصهينين المنتشرة في مختلف البلدان العربية والإسلامية، والتي لا يمكن فصلها عن الصراع الدائر في المنطقة.
تعريف:
يمكن الاختلاف حول تعريف دقيق للمسلمين المتصهينين، لكنني أجتهد بأنهم أولئك المسلمون الذين اختاروا القبول بوجود إسرائيل والاعتراف بها صراحة أو ضمنا، علانية أو سرا، وإقامة العلاقات معها علنا أو سرا في أي شأن كان، والتعاون مع من يتعاونون مع إسرائيل من أجل إسرائيل، ويعملون على تثبيت هذا الوجود من خلال إقناع جموع العرب والمسلمين بوسائل عدة مثل تزوير التعاليم الإسلامية وتطويع الدين الإسلامي لخدمة إسرائيل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة والتثبيط المعنوي والإضعاف المادي والتضليل وملاحقة جماعات المقاومة وتفكيك بؤرها ومحاصرة كل الجهات التي ترفض إسرائيل والمنظمات والجمعيات التي تردفها مثل الصهيونية والماسونية والروتاري (Rotary) والليونز (Lions) وتصر على استعادة الحقوق العربية والإسلامية في فلسطين.
منطلقات المسلمين المتصهينين لا توجد لدى المسلمين المتصهينين منطلقات عامة على الرغم من أنهم يحاولون تغليف أعمالهم وسياساتهم بأبعاد عامة وبشعارات إنسانية ووطنية يقولون عنها إنها تجنب العرب والمسلمين الويلات وتقودهم إلى التقدم والبناء. هم يتحدثون عن الروية والعقلانية والحكمة كصفات لهم تحكم مسالكهم، ويتحدثون عن إنجازات كثيرة حققوها للأمة تكذبها الإحصائيات المتوفرة لدينا والحقائق الصارخة والتي تتوجها الهزائم المتكررة التي لحقت بالأمة في المجالات العسكرية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية والغذائية والثقافية والفكرية.
المسلمون المتصهينون محكومون بمصالحهم الخاصة وليس بمصلحة الأمة. إنهم يرون أنهم لا يستطيعون المحافظة على مواقعهم ومناصبهم إلا إذا خضعوا للقوى المهيمنة في العالم والمنطقة، ويرى من يتطلع إلى مصلحة شخصية مالية أو منصبية أن المجال سيكون مفتوحا أمامه إذا خضع للقوى المهيمنة. الحاكم منهم لا يستطيع البقاء في الحكم إلا إذا نفذ أوامر القوى المتنفذة التي تستطيع تثبيته أو منحه إجازة أبدية، ورجل الدين الذي أصبح مفتيا لا يستطيع البقاء على رأس السلطة الدينية إلا إذا باركته هذه القوى، وكذلك مدير المؤسسة أو المركز أو المتطلع نحو فوائد شخصية.
بما أن إسرائيل هي الأقوى في المنطقة، وبما أنها مدعومة من القوة الأعظم في المنطقة فإن كل المسلمين الباحثين عن مصالح خاصة على مستوى عام لا يملكون إلا الخضوع للسياسة الإسرائيلية الأمريكية في المنطقة وتنفيذها تحت ستار ما يسمى بالمصالح الوطنية العليا. الخضوع للقوي يشكل طريقا سهلا نحو الحصول على أموال أو على جاه أو على متع وشهوات، وهذا هو الثمن الذي تقدمه إسرائيل وأمريكا ومختلف الجهات التي تقف معهما.
من حيث أن التطلعات الشخصية الكبيرة (على المستوى العام) مجزية فإن المسلم المعني يعي تماما أن عليه أن يتنازل عن كثير من المواقف (إن توفرت لديه أصلا) والحقوق ذلك لأن الرضا الإسرائيلي الأمريكي لا يمكن أن يكون مجانيا.
إسرائيل ومن والاها من صهاينة وماسونيين، وأمريكا ومن والاها من حكومات تشترط التنازل إلى حد العري لكي تمنح الثقة. على المسلم أن يعترف بإسرائيل ويقدرها على أنها رائدة الديمقراطية والعلم والتقنية والتقدم، وأن يحول القضية الفلسطينية إلى مجرد قضية إنسانية تتعلق بأفراد وليس بشعب؛ وعليه أن يحول الإسلام إلى مجرد طقوس من صلوات وصيام واعتمار وإلى مجرد فقه في تربية اللحى وحيض النساء وأحكام الوضوء، ويطمس فيه كل الأبعاد العامة التي تقود الأمة إلى الوحدة والمنعة والتقدم والبناء مثل العمل الصالح والجهاد والانكباب على العلم والرقي الأخلاقي.
وبما أن هذا المتصهين لا يستطيع أن يواجه الناس مباشرة وصراحة بكل ما هو مطلوب منه فإنه يطور فلسفة انهزامية تبريرية لها بريق بياني لكنها خاوية لا تصمد أمام الجدل العقلاني والمنطقي.
فهو يسهب مثلا في شرح الاختلال الكبير في موازين القوى العالمي والإقليمي ويقول بأن العاقل هو لذي لا يضع يده في النار وإنما الذي يحاول التحايل على الوضع القائم علّ الأمور تتغير مستقبلا. وإن سألته عن الذي سيقوم بتغيير الأمور وكيف، فإنه يعطيك إجابة خارجة عن ذاته، وربما إجابة غيبية لا ترتكز على أي أساس علمي.
--------------------------------------------------------------------------------
منقول من وكالة معا الأخبارية
http://www.maannews.net/ar/index.php...tails&ID=36088
حتى الآن، هناك ضجيج حول المسيحيين المتصهينين الذين ينتشرون بالأخص في الولايات المتحدة ، لكن لا يوجد حديث حول المسلمين المتصهينين. عدد كبير من كتابنا يركز على تحليل ظاهرة المسيحيين المتصهينين وخطرها على العرب والمسلمين، ويسهب في شرح الأسس التي ينطلقون منها والأهداف التي يسعون إلى تحقيقها، لكننا بحاجة الآن إلى أقلام كثيرة ومدرارة لشرح ظاهرة المسلمين المتصهينين المنتشرة في مختلف البلدان العربية والإسلامية، والتي لا يمكن فصلها عن الصراع الدائر في المنطقة.
تعريف:
يمكن الاختلاف حول تعريف دقيق للمسلمين المتصهينين، لكنني أجتهد بأنهم أولئك المسلمون الذين اختاروا القبول بوجود إسرائيل والاعتراف بها صراحة أو ضمنا، علانية أو سرا، وإقامة العلاقات معها علنا أو سرا في أي شأن كان، والتعاون مع من يتعاونون مع إسرائيل من أجل إسرائيل، ويعملون على تثبيت هذا الوجود من خلال إقناع جموع العرب والمسلمين بوسائل عدة مثل تزوير التعاليم الإسلامية وتطويع الدين الإسلامي لخدمة إسرائيل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة والتثبيط المعنوي والإضعاف المادي والتضليل وملاحقة جماعات المقاومة وتفكيك بؤرها ومحاصرة كل الجهات التي ترفض إسرائيل والمنظمات والجمعيات التي تردفها مثل الصهيونية والماسونية والروتاري (Rotary) والليونز (Lions) وتصر على استعادة الحقوق العربية والإسلامية في فلسطين.
منطلقات المسلمين المتصهينين لا توجد لدى المسلمين المتصهينين منطلقات عامة على الرغم من أنهم يحاولون تغليف أعمالهم وسياساتهم بأبعاد عامة وبشعارات إنسانية ووطنية يقولون عنها إنها تجنب العرب والمسلمين الويلات وتقودهم إلى التقدم والبناء. هم يتحدثون عن الروية والعقلانية والحكمة كصفات لهم تحكم مسالكهم، ويتحدثون عن إنجازات كثيرة حققوها للأمة تكذبها الإحصائيات المتوفرة لدينا والحقائق الصارخة والتي تتوجها الهزائم المتكررة التي لحقت بالأمة في المجالات العسكرية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية والغذائية والثقافية والفكرية.
المسلمون المتصهينون محكومون بمصالحهم الخاصة وليس بمصلحة الأمة. إنهم يرون أنهم لا يستطيعون المحافظة على مواقعهم ومناصبهم إلا إذا خضعوا للقوى المهيمنة في العالم والمنطقة، ويرى من يتطلع إلى مصلحة شخصية مالية أو منصبية أن المجال سيكون مفتوحا أمامه إذا خضع للقوى المهيمنة. الحاكم منهم لا يستطيع البقاء في الحكم إلا إذا نفذ أوامر القوى المتنفذة التي تستطيع تثبيته أو منحه إجازة أبدية، ورجل الدين الذي أصبح مفتيا لا يستطيع البقاء على رأس السلطة الدينية إلا إذا باركته هذه القوى، وكذلك مدير المؤسسة أو المركز أو المتطلع نحو فوائد شخصية.
بما أن إسرائيل هي الأقوى في المنطقة، وبما أنها مدعومة من القوة الأعظم في المنطقة فإن كل المسلمين الباحثين عن مصالح خاصة على مستوى عام لا يملكون إلا الخضوع للسياسة الإسرائيلية الأمريكية في المنطقة وتنفيذها تحت ستار ما يسمى بالمصالح الوطنية العليا. الخضوع للقوي يشكل طريقا سهلا نحو الحصول على أموال أو على جاه أو على متع وشهوات، وهذا هو الثمن الذي تقدمه إسرائيل وأمريكا ومختلف الجهات التي تقف معهما.
من حيث أن التطلعات الشخصية الكبيرة (على المستوى العام) مجزية فإن المسلم المعني يعي تماما أن عليه أن يتنازل عن كثير من المواقف (إن توفرت لديه أصلا) والحقوق ذلك لأن الرضا الإسرائيلي الأمريكي لا يمكن أن يكون مجانيا.
إسرائيل ومن والاها من صهاينة وماسونيين، وأمريكا ومن والاها من حكومات تشترط التنازل إلى حد العري لكي تمنح الثقة. على المسلم أن يعترف بإسرائيل ويقدرها على أنها رائدة الديمقراطية والعلم والتقنية والتقدم، وأن يحول القضية الفلسطينية إلى مجرد قضية إنسانية تتعلق بأفراد وليس بشعب؛ وعليه أن يحول الإسلام إلى مجرد طقوس من صلوات وصيام واعتمار وإلى مجرد فقه في تربية اللحى وحيض النساء وأحكام الوضوء، ويطمس فيه كل الأبعاد العامة التي تقود الأمة إلى الوحدة والمنعة والتقدم والبناء مثل العمل الصالح والجهاد والانكباب على العلم والرقي الأخلاقي.
وبما أن هذا المتصهين لا يستطيع أن يواجه الناس مباشرة وصراحة بكل ما هو مطلوب منه فإنه يطور فلسفة انهزامية تبريرية لها بريق بياني لكنها خاوية لا تصمد أمام الجدل العقلاني والمنطقي.
فهو يسهب مثلا في شرح الاختلال الكبير في موازين القوى العالمي والإقليمي ويقول بأن العاقل هو لذي لا يضع يده في النار وإنما الذي يحاول التحايل على الوضع القائم علّ الأمور تتغير مستقبلا. وإن سألته عن الذي سيقوم بتغيير الأمور وكيف، فإنه يعطيك إجابة خارجة عن ذاته، وربما إجابة غيبية لا ترتكز على أي أساس علمي.
تعليق