اخواني واخواتي في الله
ورحمة الله تعالى وبركاته وغفرانه وعتقه من النيران ، اما بعد
فإن هذه الدنيا قصيرة وليس لها قدر عند الله تعالى فهي لا تساوي عنده جل في علاه جناح بعوضة ...
فهل تساوي ان نفني عمرنا في حطامها الزائل ؟؟
لا والله
بل علينا اخوتي في الله أن نملا قلوبنا رغبة في ألآخرة وفي لقاء من له الأولى والأخرة سبحانه جل جلاله .
قال نبينا الحبيب صلى الله عليه وسلم :
"من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه " .
سيقول الجميع كلنا نحب الله تعالى ولقاءه..
فقط للتذكرة اخي الكريم اعلم جيدا انك لا تحب لقاء الله ولا تشتاق للقائه الا اذا تزودت بالعمل الصالح الا اذا عملت وتزودت من العمل الصالح الذي يرضي الله تعالى . ولا يتحقق هذا اخي في الله الا بأغتنام كل لحظة من لحظات العمر في طاعة الله وبخاصة في مواسم الطاعة التي يضاعف الله فيها الاجر والحسنات ويعفوا فيها عن الذنوب والسيئات .
من أجل ذلك يا اخواني اخترت لكم موضوع اليوم لنتحدث فيه عن
شهر رمضان
فهو افضل الشهور على الاطلاق وهو أفضل موسم من مواسم الطاعة
فماذا علينا ان نفعل ؟؟
علينا ان نحسن استقباله
ونغتنم كل لحظة فيه لنفوز بالرحمة والمغفرة والعتق من النيران
ولنسعد في الجنة بالنعيم والرضوان
والنظر الى وجه الرحيم الرحمن جل وعلا
ايام قليلة اخواني تفصلنا عن شهر الخير
فأليك يا من لامس الايمان شغاف قلبه
اليك يا من تبحث عن السعادة في الدنيا والاخرة
اليك يا من تبحث عن العتق من النيران والفوز بأعالي الجنان
اقدم رسالتي هذه
كن مستعدا لتهنئة اخوانك المسلمين بشهر رمضان فهي سنه عن الحبيب المصطفى فقد كان عليه الصلاة والسلام يبشر أصحابه بقدوم رمضان،
عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشر اصحابه :
" قد جاءكم شهر رمضان شهر مبارك افترض الله عليكم صيامه يفتح فيه ابواب الجنة ويغلق فيه ابواب الجحيم وتغل فيه الشياطين فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم " .
رواه أحمد بإسناد صحيح
ياه اي بهجة لرمضان كانت على زمانك ايها الحبيب
فهذا هو رسول الله صلوات ربي عليه وسلامه يهنأ اصحابه وآل بيته وكل المسلمين بشهر الخير والفضل
فيبشر المؤمنين بفتح ابواب الجنة
ويبشر المذنبين بغلق ابواب النيران
من اين يشبه هذا الزمان زمان؟؟!!
كانوا رضوان الله عليهم يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ثم يدعونه ستة اشهر أن يتقبل منهم
هكذا كان دعاءهم
(( اللهم سلمنى الى رمضان وسلم لي رمضان وتسلمه منى متقبلاً ))
ما اجمله من دعاء
والله يا اخواني ان بلوغ شهر رمضان وصيامه نعمة عظيمة على من أقدره الله عليه
اللهم بلغنا شهر رمضان الكريم وقدرنا فيه على صيامه وقيامه
اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اذا لنستغل يا اخواني هذا الشهر الفضيل
ففيه غذاء القلوب
ونعيم الارواح
وقرة العين
وبهجة النفوس والروح والقلب بما هو اعظم غذاء وأجوده وأنفعه
فهيا بنا يا اخواني نقطف ثمرات الصيام
ففيه صحة البدن ، وسلامة الاذهان ، ونهضة القوة وتقليل النسيان ، خفة الحركة للطاعات
فيه خذلان اعوان الشيطان ونصر أجناد الرحمن
فيه رقة القلب وغزارة الدمع
فيه اجابة الدعاء واللطف والاعتناء
فرحة اللقاء بالله بالصوم وفرحة عند الافطار بسبب الاجر الذي اكتسبه بأتمام يوم صومه
فيه صيانة الجوارح عن استرسالها في المخالفات
ولا تنسى المباهاة بك يوم القيامة
ودخولك من باب الريانبخصوصية تامة
لأنه لا يدخل الجنة من هذا الباب الا الصائم
حتى لا اطيل عليكم سأكتفي الى هنا اليوم
وسنتابع بالايام المقبلة حديثنا عن هذا الشهر الفضيل
استغفر الله العلي العظيم لي ولكم واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له
وان محمد عبده ورسوله
صلى الله عليه وآله وصحبه اجمعين
تعليق