إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كُلّيّة الحسبة-عمدة الأحكام-الدرس العاشر (10)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كُلّيّة الحسبة-عمدة الأحكام-الدرس العاشر (10)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ,وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله -صلى الله عليه وسلم أما بعد:


    الحديث العاشر
    عَنْ نُعَيْمِ الْمُجْمِرِ عَنْ أبيِ هريرة رَضِيَ الله عَنْهُ عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَهُ قَالَ: "إنَّ أمتي يُدْعَون يومَ القيَامةِ غُرُّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثارِ الْوُضُوءِ، فَمن استطَاَعَ مِنْكُمْ أن يُطِيلَ غرَّتَهُ[1] فَلْيَفْعَلْ.

    وفي لفظ آخر: رَأيْتُ أبَا هُريرةَ يتوضأ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيهِ حَتى كَادَ يَبْلُغُ المَنْكِبَينِ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ حَتَى رَفَعَ إلَى السَّاقَيْن، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللّه صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إن أمتي يُدْعَوْنَ يَوْم القِيَامَةِ غرا مُحَجلِين من آثار الوُضُوءِ، فمَنِ اسْتَطَاَعَ مِنْكُمْ أنْ يُطِيل غرته وَتَحْجيلَهُ فَلْيَفْعَل ".

    وفي لفظ لمسلم: سَمِعْتُ خليلي صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " تبلغ الحِلْيَةُ من الْمُؤْمِنِ حَيْثُ يَبْلُغُ الْوُضُوءُ ".




    1- "يدعون" : مبنى للمجهول، ينادَوْن نداء تشريف وتكريم.


    2- "غرّاً" : بضم الغين وتشديد الراء، جمع " أغر " أصلها لمعة بيضاء في جبهة الفرس، فأطلقت على نور وجوههم.


    3- "محجلين " : من " التحجيل " وهو بياض يكون في قوائم الفرس، والمراد به هنا: النور الكائن في هذه الأعضاء يوم القيامة، تشبيها بتحجيل الفرس.



    4- "الوضوء" : بضم الواو هو الفعل .


    5- "من آثار الوضوء" : علهّ للغرة، والتحجيل.في هذا الحديث شرف لأمة محمد صلى الله عليه وسلم عن باقي الأمم ,حيث يدعون يوم القيامة تتلألأ وجوههم وأيديهم وأرجلهم نورا كريما. لعظم عبادة الوضوء التي قاموا بها ولفضلها .


    وذكر المصنف رحمه الله لنعيم لأنه انفرد بذكر الإدراج في الحديث ,حيث قال بعد روايته للحديث : لا أدرى قوله : " من استطاع أن يطيل غرته فليفعل " من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أو من قول أبي هريرة ؟. ثم إن نعيم المجمر يروي ما شاهده من أبي هريرة رضي الله عنه .فروى أن رآه يتوضأ ، وفي رواية أنه رآه توضأ على ظهر المسجد .


    الخلاف في إطالة الغرة:اختلف العلماء في مجاوزة حد الفرض للوجه واليدين والرجلين للوضوء , وذهبوا إلى عدة أقوال ,كما يلي:



    1- قال الجمهور باستحباب ذلك عملا بهذا الحديث. على اختلاف في قدر الحد المستحب.


    2- وذهب مالك ورواية عن أحمد، إلى عدم استحباب مجاوزة محل الفرض، واختاره شيخ الإسلام " ابن تيمية "، و" ابن القيم ", وعللوا قولهم بما يلي:


    1. أن مجاوزة حد الفرض عبادة تحتاج إلى دليل, والحديث لا يدل على ذلك, وعمل أبي هريرة رضي الله عنه ليس عليه دليل وإنما هو ما فهمه من الحديث .


    2. أن الراجح في قول : " فمن استطاع... الخ " بأنها مدرجة من كلام أبي هريرة رضي الله عنه.


    3. لو سلمنا بهذا لاقتضى أن نتجاوز الوجه إلى شعر الرأس، وهو لا يسمى غرة، فيكون متناقضاً. والحلية: هي الزينة التي يحلى بها أهل الجنة، فقد ذكر الله أنهم: يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ [فاطر:33]، فمعناه أن أهل الجنة يحلون -يلبسون- حلياً للزينة وللكرامة، وتلك الحلي تكون في اليد وفي العضد ونحو ذلك، فالحلية تكون إلى منتهى الوضوء، فاستحب بعض العلماء أنه إذا توضأ يغسل بعض العضد ويغسل بعض الساق حتى يكون البياض أكثر.


    4. لم ينقل عن أحد من الصحابة أنه فهم هذا الفهم وتجاوز بوضوئه محل الفرض، بل نقل عن أبي هريرة أنه كان يستتر خشية من استغراب الناس لفعله.


    5. إن كل الواصفين لوضوء النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكروا إلا أنه يغسل الوجه واليدين إلى المرفقين، والرجلين إلى الكعبين، وما كان ليترك الفاضل في كل مرة من وضوئه. وقال في الفتح: لم أر هذه الجملة في رواية أحد ممن روي هذا الحديث من الصحابة وهم عشرة، ولا ممن رواه عن أبي هريرة غير رواية نعيم هذه.


    6. الآية الكريمة تحدد محل الفرض بالمرفقين والكعبين، وهى من أواخر القرآن نزولا وإليك نص كلام "ابن القيم" في كتابه حادي الأرواح، قال: "أخرجا في الصحيحين والسياق لـ "مسلم" عن أبي حازم قال: كنت خلف أبي هريرة وهو يتوضأ للصلاة، فكان يمد يده حتى يبلغ إبطه، فقلت: يا أبا هريرة ما هذا الوضوء؟ فقال يا بني فروخ [2] أنتم ههنا؟ لو علمت أنكم ههنا ما توضأت هذا الوضوء. سمعت خليلي صلى الله عليه وسلم يقول : "تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء".وقد احتج بهذا من يرى استحباب غسل العضـد وإطالته.


    وتطويل التحجيل، وممن استحبه بعض الحنفية والشافعية والحنابلة وقد اقتصر النبي صلى الله عليه وسلم على غسل الوجه والمرفقين والكعبين، ثم قال : " فمن زاد على هذا فقد أساء وظلم فهذا يرد قولهم ".


    ولذا فإن الصحيح أنه لا يستحب وهو قول أهل المدينة، وورد فيه عن أحمد روايتان.والحديث لا يدل على الإطالة، فإن الحلية إنما تكون زينة في الساعد والمعصم، لا في العضد والكتف.


    وأما قوله: " فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل " فهذه الزيادة مدرجة في الحديث من كلام أبي هريرة لا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم بَين ذلك غير واحد من الحفاظ.وفي مـسند الإمام أحمد في هذا الحديث، قال نعيم: فلا أدرى قوله : " من استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل " من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، أو شيء قاله أبو هريرة من عنده.


    ونقل الإمام النووي عن القاضى عياض أنه قال ك وإنما أراد أبو هريرة بكلامه هذا أنه لا ينبغي لمن يقتدي به إذا ترخص في أمر لضرورة أو تشدد فيه لوسوسة أو لاعتقاده في ذلك مذهبا شذّ به عن الناس أن يفعله بحضرة العامة الجهلة لئلا يترخصوا برخصته لغير ضرورة أو يعتقدوا أن ما تشدد فيه هو الفرض اللازم . هذا كلام القاضى ، والله أعلم .المراد "بأمتي":


    الأمة في العموم تنقسم إلى قسمين :



    1-أمة الإجابة: وهم من استجابوا الى الرسول صلى الله عليه وسلم.2- أمة دعوة : وهي كل ما عدا أمة الإجابة من مشركين ووثنين ويهود وحتى نصارى , كما في قوله صلى الله عليه وسلم : (والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار) رواه مسلم .والمقصود بـ " الأمة " في هذا الحديث هي أمة الإجابة .


    بدليل أنه صلى الله عليه وسلم أتى على أهل المقبرة فقال : (سلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون . ثم قال : وددت أنا قد رأينا إخواننا . فقالوا : يا رسول الله ألسنا بإخوانك ؟ قال : بل أنتم أصحابي وإخواني الذين لم يأتوا بعد ، وأنا فرطهم على الحوض . فقالوا : يا رسول الله ، كيف تعرف من لم يأتِ بعد من أمتك ؟ قال : أرأيت لو أن رجلا كان له خيل غر محجلة بين ظهراني خيل بهم دهم ، ألم يكن يعرفها ؟ قالوا : بلى . قال : فإنهم يأتون يوم القيامة غُـرّاً محجلين من الوضوء وأنا فرطهم على الحوض ) رواه مسلم .فضل الوضوء


    جاء في فضل الوضوء أحديث كثيرة نذكر منها:1-قال عليه الصلاة والسلام : (من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره) . رواه مسلم .


    2-وقال صلى الله عليه وسلم : (إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء أو مع آخر قطر الماء ، فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء ، فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطر الماء ، حتى يخرج نقيا من الذنوب) . رواه مسلم .


    وصح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : (ولا يُحافظ على الوضوء إلا مؤمن) . رواه أحمد وغيره .


    لا يترك الوضوء إلا من ترك الصلاة.


    إن من يترك الوضوء القادر عليه من المكلفين لا يكون من المصلين , لأن الصلاة لا تكون إلا بوضوء عدا أهل الأعذار .
    وقد سُئل شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – عن قول النبي صلى الله عليه وسلم : إنكم تأتون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء ، وهذه صفة المصلين . فَبِمَ يُعرف غيرهم من المكلفين التاركين والصبيان ؟فأجاب – رحمه الله – :



    الحمد لله رب العالمين هذا الحديث دليل على أنه إنما يعرف من كان أغرّ محجّـلا ، وهم الذين يتوضؤون للصلاة ، وأما الأطفال فهم تبع للرجال ، وأما من لم يتوضأ قط ، ولم يُصِلّ ، فإنه دليل على أنه لا يعرف يوم القيامة . انتهى .هذا وقد وصلنا إلى نهاية الباب بفضله تعالى ونعمته. والحمدلله.
    تنبيه:





    سيكون بعد أسبوعين بإذن الله من تاريخ اليوم أول اختبار نهائي للباب السابق .




    أسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.




    والله أعلم .


    وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


    --------------------------------------------------------------------------------------------
    [1] هذه رواية أحمد، وفى الصحيحين أيضاً وتحجيله.
    [2] قال الليث: بلغنا أن فروخ كان من ولد إبراهيم عليه السلام، بعد إسحاق و إسماعيل، فكثر نسله ونما عدده، فولد العجم الذين في وسط البلاد . هكذا حكاه الأزهري عنه .
    .


    لتحميل الدرس اتبع الروابط التالية

    صيغة Word


    http://www.sawtaljihad.org/omda/as-lesson10.doc



    صيغة Pdf


    http://www.sawtaljihad.org/omda/as-lesson10.pdf




  • #2
    وهذا تعليق هام لاحد الاخوة على الدرس

    اقتباس:
    أرسل أصلا بواسطة أبو أحمد السني

    سبحان الله ما زلت مشتتا والسؤال الذي يراودني هو لماذا نسبت هذه الجملة لأبي هريرة علما بأننا نستطيع أن ننسب جمل أخرى من أحاديث أخرى إلى الصحابة فلماذا نستثني هذه الجملة من هذا الحديث وهناك الكثير من الأحاديث المشابهة

    السلام عليكم:
    أخي الحبيب , نسب جملة من الحديث لراو معين يأتي تحت علم كبير يسمى بعلم الحديث . ويسمى نسب لفظ أو رواية من حديث لراو بالإدراج , ومعرفة الإدراج لا تأتي عن هوى بل هو علم كبير له طرقه لمعرفة ذلك , وقد ألف علماء الحديث كتبا في ذلك أفضلها وأحسنها كتاب الخطيب البغدادي "الفصل للوصل المدرج في النقل" , واسمح لي بشرح الإدراج وأنواعه وأسبابه وطرق معرفته ,عسى أن يزيل ما استشكل لديك.

    الإدراج في اللغة : من أدرج الشيء في الشيء، أي أدخله فيه وضمنه إياه, إذا أدرج الميت في كفنه أي إذا أدخل في كفنه.
    أما في مصطلح الحديث : فالحديث المدرج هو ما كان فيه زيادة ليست منه .

    دواعي الإدراج أو أسبابه :
    1- بيان حكم شرعي .
    2-ستنباط حكم شرعي.
    3-شرح لفظ غريب.

    أما أقسام الحديث المدرج ,فقد قال الناظم:

    فَإنْ يَكُنْ غيَّرَ فِي السِّياقِ فْمُدْرَجُ الإِسْنادِ باتِّفَاقِ
    أوْ أَدْمَجَ المَوْقوفَ بالمَرَفُوعِ فُمْدرجُ المتن لَدى الجَمِيعِ


    وقسم ابن حجر الحديث المدرج إلى قسمين :
    1- مدرج الإسناد : ويكون في الإسناد . وجاء في شرح النخبة لإبن حجر صوراً متعددة لمدرج الإسناد منها على سبيل المثال أن يروي جماعة الحديث بأسانيد مختلفة فيرويه عنهم راوٍ فيجمع الكل على إسناد واحد من تلك الأسانيد، ولا يبين أو يكون عند الراوي متنان مختلفان في إسنادين مختلفين فيرويهم عنه راوٍ آخر فيقتصر على أحد الإسنادين هذه من أمثلة مدرج الإسناد.
    ومثاله: حديث ثابت بن موسى الزاهد . وقصة هذا الحديث أن شريك بن عبدالله النخعي كان يملي حديثا على تلاميذه ,ويرويه عن الأعمش عن أبي سفيان عن طلحة عن جابر , وتوقف شريك هنا ليملي المستملي عى من بعده , وفي أثناء إملاء شريك الإسناد لتلاميذه دخل ثابت ابن موسى الزاهد المسجد . وعند توقف شريك التفت إلى ثابت فأخذ يداعبه وقال له شريك : " من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار" , فظن ثابت أن متن الحديث متعلق بهذا الإسناد فانصرف ,وصار يروي الحديث كالتالي : حدثنا شريك عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر بن عبد الله أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار".

    ولكن الإسناد لحديث آخر وهو "يعقد الشيطان على قافية أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد" , فخطأ أو توهم ثابت -رحمه الله- أدرج إسناد لحديث آخر , وهو ما يسمى مدرج الإسناد.

    2-مدرج المتن : وهو الغالب ,ويأتي على ثلاثة صور:
    1-أن يكون الإدارج في أوله : ويأتي بعد الأدراج في آخر الحديث كثرة , ومثاله حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( أسبغوا الوضوء ويل للأعقاب من النار ). فجملة "أسبغوا الوضوء" مدرج من كلام أبي هريرة رضي الله عنه .
    2-أن يكون في أثناءه أو وسطه. وهو أقل أنواع إدراج المتن ,ومثاله حديث الزهري الذي يرويه عن عروة عن عائشة - رضي الله تعالى عنها- والحديث مشهور في قصة بدء الوحي على النبي - صلى الله عليه وسلم -وأنه عليه السلام "كان يتعبد في حراء الليالي ذوات العدد" .
    ورواية الزهري جاءت اللفظة فيها هكذا " كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتحنث وهو التعبد الليالي ذوات العدد في غار حراء".
    3-أن يكون في آخره , وهو أكثر أنواع إدراج المتن, ومثاله حديثنا ,عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ,قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن أمتي يدعون يوم القيامة غراً محجلين من آثار الوضوء فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل ) قوله ( فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل ) من قول أبى هريرة.

    قال ابن القيم في نونيته :


    وأبو هريرة قال ذا من كيسه فغدا يميزه أولو العرفان


    وقال كذلك ابن القيم -رحمه الله -في حادي الأرواح ص 199(فهذه الزيادة مدرجة في الحديث من كلام أبي هريرة لا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم بين ذلك غير واحد من الحفاظ , وكان شيخنا -أي ابن تيمية- يقول هذه اللفظة لايمكن أن تكون من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الغرة لاتكون في اليد لاتكون الا في الوجه وإطالتها غير ممكنة إذ تدخل في الرأس فلا يسمى ذلك غرة ) انتهى.

    وما جاء في المسند (2/344) من رواية فليح بن سليمان عن نعيم وتردده في نسبة هذه اللفظة
    وكذلك أعلها المنذري في الترغيب وغيره

    السؤال : بما يعرف الإدراج ؟

    ندرك الإدراج بعدة طرق كالتالي:
    1- أن يرد الأدراج منفصلا في رواية أخرى ,كرواية أسبغوا الوضوء لأبي هريرة رضي الله عنه. فقد جائت روايات أخرى مفصولا , فعن أبي هريرة - رضي الله عنه – أنه قال: أسبغو الوضوء فإني سمعت أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم - يقول (ويل للأعقاب من النار) فأصبح قوله أسبغوا الوضوء من قول أبي هريرة وليس من قول النبي - صلى الله عليه وسلم -
    2-أن يبين أو يقول أئمة الحديث على أن اللفظة مدرجة. كحديث الزهري حيث انه هو وضح ذلك بقوله "التحنث هو التعبد".
    3- أن يتبين ذلك بالنص , فيظهر استحالة قول النبي صلى الله عليه وسلم ذلك اللفظ كما في حديث
    أبي هرير رضي الله عنه : (للعبد المملوك أجران والذي نفسي بيده لولا الجهاد في سبيل الله والحج وبر أمي لأحببت أن أموت وأنا عبد مملوك). فالحديث الصحيح هو قول الرسول صلى الله عليه وسلم (للعبد المملوك أجران). وعرفت الزيادة باستحالة قول الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكون عبدا وهذا يناقض أصول الرسالة كذلك قوله لولا... وبر أمي , فهذه الجملة مستحيلة لأن أم الرسول صلى الله عليه وسلم ماتت وهو صغير.




    أذا كان لديك أي إشكال أو استفسار فلا تتردد في طرحه.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
    وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه وسلم.
    والله اعلم.

    تعليق


    • #3
      جزيت خيرا أخي الكريم
      في ميزان حناتك
      والى الامام ان شاء الله
      أيها العضو الصديق لا بأس أن تؤيد رأيك بالحجة و البرهان .....

      كما لا بأس أن تنقض أدلتي ، وتزييف مما تعتقد أنك مبطل له
      .....

      لكن هناك أمر لا أرضاه لك أبدا ما حييت ، ولا أعتقد أنه ينفعك
      ؟

      الشتم و السباب

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيك اخي وجزاك كل خير

        تعليق


        • #5
          بـــــــــــــارك الله فيك اخى
          في ميزان حسناتك
          ان شــــــــاء الله

          تعليق

          يعمل...
          X