بسم الله الرحمن الحيم
رسالة الى كل من يحمل هم الإسلام
الشيخ يوسف بن مروان
هذه رسالة الى اخواننا الذين يسمون بالمتدينين وحتى أكون أكثر دقة أخاطب:
• كل مجتهد في تقديم رضا الله على رضا المخلوقين.
• ليس بالضروري ان يكون لديه لحية او ثوب قصير.
• ليس بالضروري ان يكون قد صنف نفسه "ملتزم"
وانأ حينما أقدم هذه الرسالة لا اخاطب:
• المباحث الذين وضعوا اللحية لخداع الناس.
• ولا الذين يتعيشون بالدين من خلال وظائف ومناصب ويضعون اموالا في جيوبهم من خلال التمظهر بالدين.
• ولا الذين جعلوا الدين يدور على طاعة الحكام و الملوك
أخاطب من قدم رضاء الله على رضاء المخلوقين وأقول لهم:
• لايخفاكم ان هذا الدين قائم على الوحي وليس على اقوال البشر.
• لايخفاكم اننا نفهمه بمنهج الرسول(صلى الله عليه و سلم) وليس بمنهج الحكام و الملوك
• ان ديننا الاسلامي بمنهج السنة ليس فيه كهنوت ولافاتيكان ولا احتكار للفتوى.
• ان ديننا الاسلامي شامل في موضوعة من الطهارة الى شؤون الحكم وشامل لكل البشر في محتوى رسالته وعدله أي ان كل البشر معنيون بالرسالة وشامل في عدله بمعنى ان احكامه تسري على جميع من يدنون بهذا الدين.
• ان ديننا الاسلامي حق مطلق ونظام متسق متكامل البناء لابد من الايمان به كله والقبول به جملة فلا يؤخذ نص ويترك آخر.
نوجه هذه الاسئلة لكل من قدم رضا الله على رضا المخلوقين:
• هل يليق بديننا الاسلامي الذي العدل والكرامة من اعظم مقاصدة ان يقر فيه بالظلم والاستبداد ويمكن الحاكم فيه من ايذاء الناس؟
• هل يدعوك الاسلام للفكر والنظر في آيات كثيرة ثم يطالبك بتعطيل عقلك وإعارته لمن خان الرسالة وقدم قوله او قول الشيخ او العالم على قول الله ورسوله ؟
• هل يعقل ان يكون الدين عظيما وجميلا وتاما ومحكما ثم يكون نظامه السياسي مختزلا في كلمتين تدوران حول اسمع و أطيع و ان ضرب ظهرك و اخذ مالك؟
• هل يليق بهذا الدين ان يطالبك بان تعرف منهج الصحابة في الطهارة والصلاة ولاتستخدم نفس المنهج أي منهج الصحابة في السياسة و محاسبة الحكام؟
كيف بدء الإسلام دينا يدعو إلى تحرير الإنسان من العبودية والخضوع لغير الله عز وجل فتحول إلى دين يوجب على أتباعه الخضوع للرؤساء والعلماء مهما انحرفوا أو بدلوا؛ بدعوى طاعة ولي الأمر؟
لِمَ لَمْ يعد علماء الإسلام ودعاته اليوم يهتمون بحقوق الإنسان و حريته والعدالة الاجتماعية...الخ، وهي المبادئ التي طالما دعا إليها النبي ــ عليه الصلاة والسلام وهو في مكة،وأكدها في المدينة،وهي التي أدت إلى سرعة انتشار الإسلام في العالم كله إذ رأت الأمم انه دين العدل والمساواة والحرية والرحمة؛ كما قال تعالى(وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)
ـ كيف تم اختزال مفهوم الشريعة لتصبح السياسة الشرعية، وحقوق الإنسان، والحريات، والعدالة الاجتماعية والمساواة كل ذلك لا علاقة له بالشريعة التي يراد تطبيقها والدين الذي يدعى إليه الناس اليوم؟
ما حقيقة الدعوة النبوية و الدين الذي جاء به النبي ــ عليه الصلاة والسلام اذاً !! إذا لم يدع الناس إلى هذه المبادئ التي هي من معاني كلمة (لا اله إلا الله)، فلا اله يستحق الخضوع والطاعة والخوف والرهبة والرغبة سوى الله وما سواه فبشر كلهم إخوة من أم وأب، فلا طاعة الا بما امر الله ولا تعظيم و لا خوف من مخلوق مهما علا قدره وعظم شأنه إذ الجميع عبيد لله وأحرار مع من سواه؟
كيف تم تفريغ الإسلام من مضمونه فصار الدعاة إليه اليوم يدعون الناس إلى دين لا قيمة فيه للإنسان وحريته وكرامته وحقوقه، دين لا يدعو إلى العدالة الاجتماعية والمساواة والحرية بل يرفض تغيير الواقع ويدعو إلى ترسيخه بدعوى طاعة ولي الأمر؟
لا تقولوا عني من أنت؟
هل تعرف حديث أبي هريرة وإبليس في البخاري
قطعا أنا لست أسوأ من إبليس
أقر النبي صلى الله عليه وسلم ما قاله إبليس لأنه حق
الحكم إذاً يكون على كلامي وليس على شخصي
ثانيا لن يكون عالما من تكبّر ولم يسمع النصيحة
بناء على أنكم علماء أو طلاب علم أو حتى من عوام المسلمين
لا يخفاكم النصوص في فضل العلماء
ولا يخفاكم النصوص في مسؤولية العلماء
ولا يخفاكم النصوص في وصف المقصرين من العلماء
ولا يخفاكم النصوص في وصف الخائنين من العلماء
ولا يخفاكم خطورة دور العلماء في المجتمع والأمة
ولا يخفاكم تاريخ العلماء وماذا سجل لكل منهم من أداء
ولا يخفاكم أقوال العلماء في العلماء
كيف تقوّمون أنفسكم
بالأموال التي تغدق عليكم من الحاكم؟
أو التسهيلات التي توفر لكم من قبل الحاكم ؟
أو الجو العام الذي أصبح فيه الحاكم مثل الإله والرب ؟
أو الإرث والتزوير للدين الذي ورثتموه دون نظر وتحقيق؟وجعلتم الدعوة الوهابية أو السلفية هي الفرقة الناجية من النار وغيرها هم أصحاب الجحيم
أو التقدير المصطنع في المجتمع بسبب مواقعكم ؟
أو شعارات وأقوال زعمتم أنها السنة والسلفية؟
أو إسكات الحاكم للخصوم الذي تتعيّشون عليه؟
ماذا يقول فيكم الكتاب والسنة
هل يقول فيكم
فضل القمر على سائر الكواكب
استغفارلكم كل شيء حتى الحيتان في البحر
أو يقول
يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون
كمثل الحمار يحمل أسفارا
كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث
كيف تعلم من أي صنف أنت؟
العلم الصحيح نقلا من(الكتاب والسنة)
العمل به على المستوى الشخصي والمسؤولية العامة
تحمل المسؤولية في التحقق من تطبيق الأوامر الشرعية
السعي الحقيقي في رفع الظلم وإزالة الفساد المعلن
التعاون مع كل ساع لرفع الظلم وإزالة الفساد والدفاع عنه
البراءة من الظالم أو المجاهر بالفساد أوالمقترف للكفر
الصبر على ما يصيبك من أذى في سبيل ذلك
لنرى ما هو سجلكم
السكوت عن الظلم المتفشي والفساد المعلن الصريح الذي تتبناه الدولة وما تقترفه من الكفر البواح
تبرير هذه الأعمال والبحث عن معاذير بطريقة لم تخطر حتى في ذهن الحاكم ومستشاريه
تزكية الظالم الذي ينشر الفساد ويقترف الكفر البواح والمبالغة في الثناء عليه وتمجيده
منع الناس من السعي لرفع الظلم وإزالة الفساد والكفر وعدم التردد من تجريم من سعى لأجل ذلك
والله تكذبون إن زعمتم أنكم لا تعلمون
أن الحاكم يحكم بغير ما أنزل الله ويستخف بالشريعة
أن الحاكم يوالي الكفار ويظاهرهم على المسلمين
أن الحاكم يستحل الربا ويفرضه كأساس للاقتصاد
أن الحاكم عطل الحد الأدنى من الجهاد وهو جهاد الدفع
أن الحاكم نشر الفساد الأخلاقي بسلطة الدولة وإعلامها
أن الحاكم سبب في تفشي الظلم وضياع الحقوق
أن الحاكم يحارب المصلحين ويدعم ويمكن المفسدين
وكذلك تكذبون إن زعمتم أنكم لا تعلمون
عما يحل بالبلد من الفقر والبطالة والجريمة
عن انتشار الفساد الأخلاقي والانهيار الاجتماعي
عن الحرب على المصلحين وتضييق على الدعاة الصادقين
عن فوضى القضاء وصعوبة التظلم واستعادة الحقوق
عن انتشار الرشوة والفساد المالي والإداري والمحسوبية
عن نهب المال العام و الخاص من قبل المتنفذين
عن استهتار الملوك و الحكام وبطرهم واستخفافهم بالناس
وتكذبون إن زعمتم أنكم سلفيون
السلفية بتعريفكم هي الالتزام بالنص من الكتاب والسنة بفهم الصحابة أما أنتم فقد:
سلكتم طريق الشيعة في وصف الحاكم بالعصمة
وطريق المعتزلة في تقديم المصلحة على النص الصريح
وطريق الخوارج في تفسيق وتبديع وتكفير مخالفي الحاكم
و طريق الباطنية في ادعاء أن الحاكم أعرف وأحكم في السياسة
وطريق المرجئة بتزكية الذي اقترف الكفر البواح
هل اكتشفتم
ان الدين عندكم يدور مع الحاكم أينما دار؟
أنكم تنتقون من النصوص ما يناسب الدوران مع الحاكم؟
أنكم تفسرون النصوص تفسيرا يناسب الحاكم؟
أنكم تصنفون الناس بحسب الحاكم وليس الشرع؟
أنكم شركاء للحاكم في الظلم والفساد بل وربما الكفر؟
أنكم أداة بيد الحاكم للدفاع عن ظلمه وفساده وكفره؟
أنكم أداة بيد الحاكم لقمع المصلحين والدعاة؟
هل تعلمون إذاً؟
أنكم تحاربون الإسلام باسم الإسلام والشرع؟
أنكم أصبحتم سببا لتشويه صورة العالِم في الإسلام؟
أنكم أصبحتم سببا لتشويه صورة الدين نفسه؟
انكم تجاوزتم الكتمان إلى التزوير والتحريف؟
أن مثلكم تنطبق عليه آية اللعن؟
أن مثلكم تنطبق عليه آية التشبيه بالحمير؟
أن مثلكم تنطبق عليه آية التشبيه بالكلاب؟
ماذا عليكم أن تفعلوا؟
تبرأوا من الظالم وتنكروا الفساد الذي تديره الدولة وتفضحوا الكفر البواح
أنكروا نهب المال العام وتبينوا سبب الفقر والبطالة والجريمة وقفوا في وجه استهتار الحكام و الملوك
تسعوا لإزالة الظلم وإصلاح القضاء وإزالة الفساد المالي والإداري والرشوة والمحسوبية
تدعموا المصلحين الذين تبين لكم أنهم مجتهدون في الإصلاح بكل ما أوتيتم من قوة ونفوذ
إن لم تقدروا على ذلك
على الأقل تنحو جانبا واعتزلوا
لا تزكوا الظالم
لا تبرروا جرائمه
لا تجرموا المصلحين المجتهدين
هل يعتبر كلامني هذا مفاجأة ؟
• هل تفاجأ اذا علمت ان ان السعي لازالة الظلم والاستبداد والفساد المعلن من اعظم الطاعات ؟
• هل تفاجأ اذا علمت ان السعي لذلك مقدم على السنن والمندوبات وان اجره اعظم من هذه السنن حتى لو كانت قيام الليل وحتى لو كانت اعظم اشكال الصدقة ؟
• هل تفاجأ اذا علمت ان عدم ازالة الظلم والفساد المعلن يؤدي الى عقاب رباني يصيب الامة التي حصل فيها هذا الظلم والفساد؟
• هل تفاجأ اذا علمت ان تبرير الظلم والفساد والدفاع عنه يعني عدم الانكار حتى في القلب مما يخرجك حتى من دائرة الايمان؟
• هل هذه الامور مفاجئة لك ؟؟ اذا كانت مفجئة لك فأنت في غفلة وزعمك الشرعي فيه نوع من التدليس على نفسك .
المسؤولية تقع عليك اكثر من غيرك:
• لانك تريد رضا الله والله سبحانه لايرضيه تخلفك عن واجبك الشرعي في رفع الظلم والفساد.
• لانك جاد وواعي ومدرك ومتدين لم تصرعك الشهوات ولم تشغلك المطامع الدنيوية وبما انك جاد يجب ان تسعى لخدمة هذا الدين .
• لان مقياسك الشرعي يقول انه لابد من التعجيل بانقاذ البلد لأنك تشعر بالخطر الداهم من العقاب الرباني مما يعني انك لابد ان تتحرك تحركا سريعا للحماية البلد من هذا العقاب الرباني .
• لان همك هو هم الدين وطموحك هو كله في تمكين الدين فيكون شغلك الشاغل لذلك اصبحت المسؤولية عليك اكثر من غيرك .
ماهو المطلوب منك؟
• ان تتخلص من عقدة العلماء الخونة الذين اعطيتهم انت قدسية وهم خونة في الحقيقة.
• تدرك ان العلم الحقيقي ماجاء في الوحي
• تدرك ان الساعي لرفع الظلم حليفك حتى وان لم يظهر عليه التدين وليس"ملتزم "وأن الذين يدافعون عن الظلم فهؤلاء هم اعدائك وليس حلفائك" وخاصة ان كانت علامات التدين تظهروا عليهم أي أنهم من " الملتزمين "
• ان كنت تقيس الامور بمقياس الشرع تجعل هذه القضية اولى اولوياتك وتعطيها كل وقتك وجهدك .
• يجب ان تعيش المشروع في وجدانك وتصبح القضية همك الى ان يزول الظلم فلا تتحمس ليوم او يومين ثم تتركها بل تبقى تعيش هم هذه القضية الى ان يزول الظلم والفساد ويتمكن اهل الحق.
منقول:بتصرف
أخوكم: يوسف بن مروان
منتديات جزيرتنا الجديدة
رسالة الى كل من يحمل هم الإسلام
الشيخ يوسف بن مروان
هذه رسالة الى اخواننا الذين يسمون بالمتدينين وحتى أكون أكثر دقة أخاطب:
• كل مجتهد في تقديم رضا الله على رضا المخلوقين.
• ليس بالضروري ان يكون لديه لحية او ثوب قصير.
• ليس بالضروري ان يكون قد صنف نفسه "ملتزم"
وانأ حينما أقدم هذه الرسالة لا اخاطب:
• المباحث الذين وضعوا اللحية لخداع الناس.
• ولا الذين يتعيشون بالدين من خلال وظائف ومناصب ويضعون اموالا في جيوبهم من خلال التمظهر بالدين.
• ولا الذين جعلوا الدين يدور على طاعة الحكام و الملوك
أخاطب من قدم رضاء الله على رضاء المخلوقين وأقول لهم:
• لايخفاكم ان هذا الدين قائم على الوحي وليس على اقوال البشر.
• لايخفاكم اننا نفهمه بمنهج الرسول(صلى الله عليه و سلم) وليس بمنهج الحكام و الملوك
• ان ديننا الاسلامي بمنهج السنة ليس فيه كهنوت ولافاتيكان ولا احتكار للفتوى.
• ان ديننا الاسلامي شامل في موضوعة من الطهارة الى شؤون الحكم وشامل لكل البشر في محتوى رسالته وعدله أي ان كل البشر معنيون بالرسالة وشامل في عدله بمعنى ان احكامه تسري على جميع من يدنون بهذا الدين.
• ان ديننا الاسلامي حق مطلق ونظام متسق متكامل البناء لابد من الايمان به كله والقبول به جملة فلا يؤخذ نص ويترك آخر.
نوجه هذه الاسئلة لكل من قدم رضا الله على رضا المخلوقين:
• هل يليق بديننا الاسلامي الذي العدل والكرامة من اعظم مقاصدة ان يقر فيه بالظلم والاستبداد ويمكن الحاكم فيه من ايذاء الناس؟
• هل يدعوك الاسلام للفكر والنظر في آيات كثيرة ثم يطالبك بتعطيل عقلك وإعارته لمن خان الرسالة وقدم قوله او قول الشيخ او العالم على قول الله ورسوله ؟
• هل يعقل ان يكون الدين عظيما وجميلا وتاما ومحكما ثم يكون نظامه السياسي مختزلا في كلمتين تدوران حول اسمع و أطيع و ان ضرب ظهرك و اخذ مالك؟
• هل يليق بهذا الدين ان يطالبك بان تعرف منهج الصحابة في الطهارة والصلاة ولاتستخدم نفس المنهج أي منهج الصحابة في السياسة و محاسبة الحكام؟
كيف بدء الإسلام دينا يدعو إلى تحرير الإنسان من العبودية والخضوع لغير الله عز وجل فتحول إلى دين يوجب على أتباعه الخضوع للرؤساء والعلماء مهما انحرفوا أو بدلوا؛ بدعوى طاعة ولي الأمر؟
لِمَ لَمْ يعد علماء الإسلام ودعاته اليوم يهتمون بحقوق الإنسان و حريته والعدالة الاجتماعية...الخ، وهي المبادئ التي طالما دعا إليها النبي ــ عليه الصلاة والسلام وهو في مكة،وأكدها في المدينة،وهي التي أدت إلى سرعة انتشار الإسلام في العالم كله إذ رأت الأمم انه دين العدل والمساواة والحرية والرحمة؛ كما قال تعالى(وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)
ـ كيف تم اختزال مفهوم الشريعة لتصبح السياسة الشرعية، وحقوق الإنسان، والحريات، والعدالة الاجتماعية والمساواة كل ذلك لا علاقة له بالشريعة التي يراد تطبيقها والدين الذي يدعى إليه الناس اليوم؟
ما حقيقة الدعوة النبوية و الدين الذي جاء به النبي ــ عليه الصلاة والسلام اذاً !! إذا لم يدع الناس إلى هذه المبادئ التي هي من معاني كلمة (لا اله إلا الله)، فلا اله يستحق الخضوع والطاعة والخوف والرهبة والرغبة سوى الله وما سواه فبشر كلهم إخوة من أم وأب، فلا طاعة الا بما امر الله ولا تعظيم و لا خوف من مخلوق مهما علا قدره وعظم شأنه إذ الجميع عبيد لله وأحرار مع من سواه؟
كيف تم تفريغ الإسلام من مضمونه فصار الدعاة إليه اليوم يدعون الناس إلى دين لا قيمة فيه للإنسان وحريته وكرامته وحقوقه، دين لا يدعو إلى العدالة الاجتماعية والمساواة والحرية بل يرفض تغيير الواقع ويدعو إلى ترسيخه بدعوى طاعة ولي الأمر؟
لا تقولوا عني من أنت؟
هل تعرف حديث أبي هريرة وإبليس في البخاري
قطعا أنا لست أسوأ من إبليس
أقر النبي صلى الله عليه وسلم ما قاله إبليس لأنه حق
الحكم إذاً يكون على كلامي وليس على شخصي
ثانيا لن يكون عالما من تكبّر ولم يسمع النصيحة
بناء على أنكم علماء أو طلاب علم أو حتى من عوام المسلمين
لا يخفاكم النصوص في فضل العلماء
ولا يخفاكم النصوص في مسؤولية العلماء
ولا يخفاكم النصوص في وصف المقصرين من العلماء
ولا يخفاكم النصوص في وصف الخائنين من العلماء
ولا يخفاكم خطورة دور العلماء في المجتمع والأمة
ولا يخفاكم تاريخ العلماء وماذا سجل لكل منهم من أداء
ولا يخفاكم أقوال العلماء في العلماء
كيف تقوّمون أنفسكم
بالأموال التي تغدق عليكم من الحاكم؟
أو التسهيلات التي توفر لكم من قبل الحاكم ؟
أو الجو العام الذي أصبح فيه الحاكم مثل الإله والرب ؟
أو الإرث والتزوير للدين الذي ورثتموه دون نظر وتحقيق؟وجعلتم الدعوة الوهابية أو السلفية هي الفرقة الناجية من النار وغيرها هم أصحاب الجحيم
أو التقدير المصطنع في المجتمع بسبب مواقعكم ؟
أو شعارات وأقوال زعمتم أنها السنة والسلفية؟
أو إسكات الحاكم للخصوم الذي تتعيّشون عليه؟
ماذا يقول فيكم الكتاب والسنة
هل يقول فيكم
فضل القمر على سائر الكواكب
استغفارلكم كل شيء حتى الحيتان في البحر
أو يقول
يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون
كمثل الحمار يحمل أسفارا
كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث
كيف تعلم من أي صنف أنت؟
العلم الصحيح نقلا من(الكتاب والسنة)
العمل به على المستوى الشخصي والمسؤولية العامة
تحمل المسؤولية في التحقق من تطبيق الأوامر الشرعية
السعي الحقيقي في رفع الظلم وإزالة الفساد المعلن
التعاون مع كل ساع لرفع الظلم وإزالة الفساد والدفاع عنه
البراءة من الظالم أو المجاهر بالفساد أوالمقترف للكفر
الصبر على ما يصيبك من أذى في سبيل ذلك
لنرى ما هو سجلكم
السكوت عن الظلم المتفشي والفساد المعلن الصريح الذي تتبناه الدولة وما تقترفه من الكفر البواح
تبرير هذه الأعمال والبحث عن معاذير بطريقة لم تخطر حتى في ذهن الحاكم ومستشاريه
تزكية الظالم الذي ينشر الفساد ويقترف الكفر البواح والمبالغة في الثناء عليه وتمجيده
منع الناس من السعي لرفع الظلم وإزالة الفساد والكفر وعدم التردد من تجريم من سعى لأجل ذلك
والله تكذبون إن زعمتم أنكم لا تعلمون
أن الحاكم يحكم بغير ما أنزل الله ويستخف بالشريعة
أن الحاكم يوالي الكفار ويظاهرهم على المسلمين
أن الحاكم يستحل الربا ويفرضه كأساس للاقتصاد
أن الحاكم عطل الحد الأدنى من الجهاد وهو جهاد الدفع
أن الحاكم نشر الفساد الأخلاقي بسلطة الدولة وإعلامها
أن الحاكم سبب في تفشي الظلم وضياع الحقوق
أن الحاكم يحارب المصلحين ويدعم ويمكن المفسدين
وكذلك تكذبون إن زعمتم أنكم لا تعلمون
عما يحل بالبلد من الفقر والبطالة والجريمة
عن انتشار الفساد الأخلاقي والانهيار الاجتماعي
عن الحرب على المصلحين وتضييق على الدعاة الصادقين
عن فوضى القضاء وصعوبة التظلم واستعادة الحقوق
عن انتشار الرشوة والفساد المالي والإداري والمحسوبية
عن نهب المال العام و الخاص من قبل المتنفذين
عن استهتار الملوك و الحكام وبطرهم واستخفافهم بالناس
وتكذبون إن زعمتم أنكم سلفيون
السلفية بتعريفكم هي الالتزام بالنص من الكتاب والسنة بفهم الصحابة أما أنتم فقد:
سلكتم طريق الشيعة في وصف الحاكم بالعصمة
وطريق المعتزلة في تقديم المصلحة على النص الصريح
وطريق الخوارج في تفسيق وتبديع وتكفير مخالفي الحاكم
و طريق الباطنية في ادعاء أن الحاكم أعرف وأحكم في السياسة
وطريق المرجئة بتزكية الذي اقترف الكفر البواح
هل اكتشفتم
ان الدين عندكم يدور مع الحاكم أينما دار؟
أنكم تنتقون من النصوص ما يناسب الدوران مع الحاكم؟
أنكم تفسرون النصوص تفسيرا يناسب الحاكم؟
أنكم تصنفون الناس بحسب الحاكم وليس الشرع؟
أنكم شركاء للحاكم في الظلم والفساد بل وربما الكفر؟
أنكم أداة بيد الحاكم للدفاع عن ظلمه وفساده وكفره؟
أنكم أداة بيد الحاكم لقمع المصلحين والدعاة؟
هل تعلمون إذاً؟
أنكم تحاربون الإسلام باسم الإسلام والشرع؟
أنكم أصبحتم سببا لتشويه صورة العالِم في الإسلام؟
أنكم أصبحتم سببا لتشويه صورة الدين نفسه؟
انكم تجاوزتم الكتمان إلى التزوير والتحريف؟
أن مثلكم تنطبق عليه آية اللعن؟
أن مثلكم تنطبق عليه آية التشبيه بالحمير؟
أن مثلكم تنطبق عليه آية التشبيه بالكلاب؟
ماذا عليكم أن تفعلوا؟
تبرأوا من الظالم وتنكروا الفساد الذي تديره الدولة وتفضحوا الكفر البواح
أنكروا نهب المال العام وتبينوا سبب الفقر والبطالة والجريمة وقفوا في وجه استهتار الحكام و الملوك
تسعوا لإزالة الظلم وإصلاح القضاء وإزالة الفساد المالي والإداري والرشوة والمحسوبية
تدعموا المصلحين الذين تبين لكم أنهم مجتهدون في الإصلاح بكل ما أوتيتم من قوة ونفوذ
إن لم تقدروا على ذلك
على الأقل تنحو جانبا واعتزلوا
لا تزكوا الظالم
لا تبرروا جرائمه
لا تجرموا المصلحين المجتهدين
هل يعتبر كلامني هذا مفاجأة ؟
• هل تفاجأ اذا علمت ان ان السعي لازالة الظلم والاستبداد والفساد المعلن من اعظم الطاعات ؟
• هل تفاجأ اذا علمت ان السعي لذلك مقدم على السنن والمندوبات وان اجره اعظم من هذه السنن حتى لو كانت قيام الليل وحتى لو كانت اعظم اشكال الصدقة ؟
• هل تفاجأ اذا علمت ان عدم ازالة الظلم والفساد المعلن يؤدي الى عقاب رباني يصيب الامة التي حصل فيها هذا الظلم والفساد؟
• هل تفاجأ اذا علمت ان تبرير الظلم والفساد والدفاع عنه يعني عدم الانكار حتى في القلب مما يخرجك حتى من دائرة الايمان؟
• هل هذه الامور مفاجئة لك ؟؟ اذا كانت مفجئة لك فأنت في غفلة وزعمك الشرعي فيه نوع من التدليس على نفسك .
المسؤولية تقع عليك اكثر من غيرك:
• لانك تريد رضا الله والله سبحانه لايرضيه تخلفك عن واجبك الشرعي في رفع الظلم والفساد.
• لانك جاد وواعي ومدرك ومتدين لم تصرعك الشهوات ولم تشغلك المطامع الدنيوية وبما انك جاد يجب ان تسعى لخدمة هذا الدين .
• لان مقياسك الشرعي يقول انه لابد من التعجيل بانقاذ البلد لأنك تشعر بالخطر الداهم من العقاب الرباني مما يعني انك لابد ان تتحرك تحركا سريعا للحماية البلد من هذا العقاب الرباني .
• لان همك هو هم الدين وطموحك هو كله في تمكين الدين فيكون شغلك الشاغل لذلك اصبحت المسؤولية عليك اكثر من غيرك .
ماهو المطلوب منك؟
• ان تتخلص من عقدة العلماء الخونة الذين اعطيتهم انت قدسية وهم خونة في الحقيقة.
• تدرك ان العلم الحقيقي ماجاء في الوحي
• تدرك ان الساعي لرفع الظلم حليفك حتى وان لم يظهر عليه التدين وليس"ملتزم "وأن الذين يدافعون عن الظلم فهؤلاء هم اعدائك وليس حلفائك" وخاصة ان كانت علامات التدين تظهروا عليهم أي أنهم من " الملتزمين "
• ان كنت تقيس الامور بمقياس الشرع تجعل هذه القضية اولى اولوياتك وتعطيها كل وقتك وجهدك .
• يجب ان تعيش المشروع في وجدانك وتصبح القضية همك الى ان يزول الظلم فلا تتحمس ليوم او يومين ثم تتركها بل تبقى تعيش هم هذه القضية الى ان يزول الظلم والفساد ويتمكن اهل الحق.
منقول:بتصرف
أخوكم: يوسف بن مروان
منتديات جزيرتنا الجديدة
تعليق