إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشيح محمد بن صالح بن عثيمين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشيح محمد بن صالح بن عثيمين

    الشيح محمد بن صالح بن عثيمين
    للأستاذ الدكتور الامام / محمد بن عبدالله المسعري حفظه الله
    * الشيح محمد بن صالح بن عثيمين: الشيخ غني عن التعريف، نزيل عنيزة في منطقة القصيم وإمام مسجدها، وعضو هيئة التدريس في فرع القصيم لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حتى وفاته.
    بدأ نجم الشيخ في الصعود منذ أواخر القرن الهجري الفائت، وروى عنه الناس أوَّل الأمر قصصا تشبه الخيال في الورع والتقشف، ثم نصبه أدعياء السلفية إماماً للسلفية في العصر الحاضر، بعد عبد العزيز بن عبد الله بن باز ومحمد ناصر الدين الألباني، فسارع آل سعود إلى احتوائه فضموه إلى «هيئة كبار العلماء»، وجعلت له برامج دورية في المذياع والصحف، (ولكني لا أذكر له برنامجاً تلفازياً، فلعله لأن الشيخ يحرم التصوير الفوتوغرافي!)، وقصده الناس في الفتوى، وأصبح يشار له بالبنان.
    * أوعز نظام آل سعود إلي بعض أذنابه، ولعلهم من جلاوزة المباحث الذين بينا أعلاه كيفية استحواذهم على المشايخ، في جريدة «المسلمون» بتوجيه بعض الأسئلة الى الشيخ ابن عثيمين [حول طاعة ولي الأمر، والبيعة] فأجاب في العدد 602 بتاريخ 1417/4/2هـ إجابات خطيرة، قال الشيخ: [... وإذا فرضنا على التقدير البعيد أن ولي الأمر كافر، فهل يعني ذلك أن نوغر صدور الناس عليه حتى يحصل التمرد والفوضى والقتال، لاشك أنه من الخطأ. المصلحه التي تحصل غير مرجوة في هذا الطريق، المصلحة التي يريدها هذا لا يمكن أن تحصل بهذا الطريق. بل يحصل بذلك مفاسد عظيمة، لأنه مثلا إذا قام طائفة من الناس على ولي الأمر في البلاد وعند ولي الأمر من القوة والسلطة ما ليس عند أحد ما الذي يكون، هل تغلب هذه الفئة القليلة؟ لاتغلب، بل العكس، يحدث الشر والفوضى والفساد. ولا تستقيم الأمور، والإنسان يجب أن لا ينظر أيضا إلى الشرع بعين عوراء، ينظرالى النصوص من جهة دون الجهة الأخرى، بل يجب أن يجمع بين النصوص]، انتهى كلام الشيخ بحروفه .
    لقد أساء الشيخ في هذه الفتوى الى نفسه وإلى «ولي أمره» أبلغ الإساءة: فالحمدلله الذي أعمى بصائر أزلام النظام، وفقهاء السلطان، وأوقعهم في شراك أنفسهم.
    وليس هذا مجال التعليق على أسلوب الشيخ ومشابهته لـ «سواليف» و«دردشات» المجالس، وليس أسلوب صياغة الفتوى الشرعية، بل نركز على المحتوى فنتسائل:
    (1) هل فات الشيخ أن الكفر بالطاغوت ورفضه، ومعاداة الظلمة والامتناع عن نصرتهم، بل وعدم الركون إليهم، من أركان الإيمان يزول الإيمان بزوالها، وليس بعد إنكار المنكر بالقلب من الإيمان حبة خردل!
    (2) ثم من قال أن بغض الكفر والفسوق والعصيان، ومجانبة الظلم والطغيان، وتنفير الناس منها ومن أهلها، حكاما كانوا أو محكومين، يعني بالضرورة المقاتلة والفوضى وسفك الدماء؟ أليست فتواه بالإمتناع عن صحبة الكفار وعدم مجاملتهم بالتهنئة في أعيادهم تملأ الدنيا؟ هل قال أحد قط أنه دعى إلى ذبحهم أو مقاتلتهم، على ما في تلك الفتوى من «غلو» وخطأ، وخلط للقضايا المتباينة؟!
    (3) ثم ما المانع من إيغار القلوب على الحاكم الكافر أو الظالم أو الحاكم بغير ما أنزل الله، ودعوة الناس إلى عدم الركون إليه، وترك نصرته، واعتزاله، ثم مواجهته سلمياً بالإعتصامات والمظاهرات والإضرابات، ثم ألإضراب العام، من غير سل سيوف، ولا شهر سلاح، ولا تصب حروب. وهل يستطيع حاكم في الدنيا أن يبقى متربعاً على الكرسي بعد تلك المعاملة؟
    هل هذا هو رأي الشيخ؟ فلم لم يصدع به، ويؤصله، وينسبه إلى القائلين به من الجماعات والحركات الإسلاميه؟
    أليس هو الذي سمعناه في شريط يجيب فيه بعض الإخوة من الجزائر يؤكد فيها أن المظاهرات والإضرابات من وسائل الضغط الشديد، وكان تعليقه على نحو يشعر بعدم استنكاره لهذه الوسائل أصلاً؟ ام أن حكم الله في حكام الجزيرة «الأخيار» هو غيره عن حكمه في حكام الجزائر «الأشرار»؟ أم ماذا؟؟
    (4) ثم هل فات الشيخ أن الله أمر بقتال أئمة الكفر في آخر سور القرآن نزولا، وأذن على لسان نبيه بمنابذة من أظهر الكفر البواح؟ أليس هذا دليلا قاطعا على أن ظهور الكفر البواح أشد عند الله من القتل {والفتنة أشد من القتل}! أليست الفتنة المذكورة في هذه الآيه هي: «ظهور الكفر والشرك وإخراج الناس من دينهم الحق طوعا أو كرها»، بإجماع المفسرين، فمن أعلم بمصالح العباد: {أأنتم أعلم ام الله}؟!
    ثم صال الشيخ في حديثه عن المصلحة والمفسدة وجال، فأي مصالح ومفاسد هو يعني؟ اهي شرعية فما دليله عليها؟ أم عقلية محضة في مواجهة النص؟! فما المانع من الترخيص لبيوت البغاء، وملاهى الليل، لمصلحة حفظ أموال البلد من الضياع في بانكوك؟! ولعل هذا هو قول «فضيلته» نظرا لسكوته على صروح الربا الشامخة، المحاربة لله ورسوله، في طول جزيرة العرب وعرضها!
    وهل نستشف من تقدير الشيخ ـ ولو كان بعيدا ـ لكفر «ولي الأمر» أنه بدأ جديا في تصنيف فهد بن عبدالعزيز وزبانيته التصنيف الصحيح اللائق بهم: أنهم كفار مرتدون؟! أم أن المقصود هم فقط حسني مبارك وبوتفليقة وعبد الله بن «القبيح» بن طلال، الذي يتكلم العربية بلكنة انجليزية، وعلي عبد الله صالح وأمثالهم من العملاء، أما فهد بن عبدالعزيز فقد سقط عنه التكليف وبلغ مرتبة الأغواث والأقطاب؟!!
    سبحان الله، هل أصبحت البديهيات من مثل: (جواز ايغار القلوب على الحاكم الكافر او الظالم او الحاكم بغير ماانزل الله، ودعوة الناس الى عدم الركون اليه، وترك نصرته، واعتزاله!!)، هل أصبحت هذه البديهيات محل نقاش ونظر؟!
    لقد كنا نحسب أن بغض الكفر والفسوق والعصيان والتنفير منها من المعلوم من الدين بالضرورة، حيث دل القرآن والسنة المتواترة على ذلك. أما القرآن ففي مثل قوله تعالى: {..وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان، وأولئك هم الراشدون} وقوله: {.. ولا تركنوا إلى الذين ظلموا، فتمسكم النار، ومالكم من دون الله من أولياء، ثم لا تنصرون}. وكذلك الآيات الكثيرة والأحاديث المتواترة الموجبة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. هذا في حق كل أحد فردا كان، أو جماعة، أو سلطة عامة. بل إن السلطة العامة، أي الحاكم، أولى بذلك، لأن انحرافه مؤذن بانحراف المجتمع، ففساده ثم دماره بكامله.
    ولعل هناك شبهة لدى البعض بسبب ورود الأحاديث المانعه من الخروج المسلح والمنابذة بالسيف الاّ في حالة «الكفر البواح الذي عندنا فيه من الله برهان» أو «ما اقاموا فيكم الصلاة»، أو «ما صلوا»، ونحوه، فظن بعض من ضعف عقله، وتسطَّح فكره ان الأمر إنما هو خروج مسلح ومنابذة بالسيف للحاكم، أو محبته ونصرته وثناء عليه باللسان ودعاء له على المنابر، لا ثالث لهما، ولا مرتبه، بل مراتب كثيرة بينها. وساعد فقهاء السلاطين، اخزاهم الله، على اشاعة هذه الشبهات الخبيثة فباعوا دينهم بدنياهم، بل بدنيا غيرهم، وسقطوا في هاوية الجريمة الكبرى: جريمة كتمان ماانزل الله من البينات والهدى، فاستحق اكثرهم بذلك لعنة الله والملائكة والناس اجمعين، بل ولعنة جميع اللاعنين!
    وهاك نصوص من السنة، خاصة بالحكام، والتي تدل بمجموعها على المعنى الذي ذكرناه دلالة قاطعة لا يجحدها إلا كافر أو جاهل:
    * عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطيع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان». حديث صحيح تلقته الأمة بالقبول، رواه مسلم، والترمذي، وابن ماجة، والنسائى، ولفظه أن رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، قال: «من رأى منكم منكراً فغيره بيده فقد برىء، ومن لم يستطع أن يغيره بيده، فغيره بلسانه فقد برىء، ومن لم يستطع أن يغيره بلسانه فغيره بقلبه فقد برىء، وذلك أضعف الإيمان». قلت: التغيير بالقلب هو «كراهية المنكر، وعدم قبوله أو الرضا به».
    * وعن ابن مسعود رضى الله عنه أن رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، قال: ما من نبى بعثه الله فى أمه قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته، ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل». حديث صحيح، رواه مسلم واللفظ له، وأحمد، وابن حبان. قلت: الجهاد بالقلب هو أيضاً: «كراهية المنكر، وعدم قبوله أو الرضا به».
    * عن أم سلمة ـــ رضى الله عنها ــ قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن كره فقد برىء، ومن أنكر فقد سلم، ولكن من رضي وتابع، قالوا يارسول الله: ألا نقاتلهم قال: لاما صلوا». حديث صحيح رواه الإمام مسلم في صحيحه، كما رواه بألفاظ أخرى مثل: «لا، ما أقاموا فيكم الصلاة»، «فمن أنكر فقد بريء، ومن كره فقد سلم، ولكن من رضي وتابع». كما رواه أبو داود عن ام سلمة رضي الله عنها بلفظ: «ستكون عليكم أئمة، تعرفون منهم وتنكرون، فمن أنكر بلسانه فقد بريء، ومن كره بقلبه فقد سلم، ولكن من رضي وتابع. فقيل: يارسول الله أفلا نقاتلهم؟ قال: لا ما صلوا»، ورواه كذلك الترمذي، وأبو عوانة، والبيهقي، وأحمد في المسند وزاد: «ما صلوا لكم الخمس»، وفي بعض الروايات: «ما صلوا وصاموا».
    وروى البيهقي في السنن الكبرى، وابن حبان في صحيحه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«سيكون بعدي خلفاء يعملون بما يعلمون، ويفعلون ما يؤمرون. وسيكون بعدهم خلفاء، يعملون بما لا يعلمون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن أنكر عليهم بريء، ومن أمسك سلم، ولكن من رضي وتابع».
    ولحديثي أم سلمة، وأبي هريرة شاهد من حديث خباب بن الأرت رضي الله عنه بنحوه. رواه أحمد، والطبراني في الكبيروقال الهيثمي: «..ورجاله رجال الصحيح، خلا عبدالله بن خباب بن الأرت، وهو ثقة»، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في مستدركه وقال: « هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه»، ووافقه الذهبي.
    وشاهد آخر من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، رواه ابن حبان في صحيحه.
    وشاهد آخر من حديث عبد الرحمن بن سمرة، رواه الحاكم في مستدركه وقال: « هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه» ووافقه الذهبي. فهذه اكثر من أربعة طرق حسان أو صحاح الى أربعة من الصحابة توجب بمجموعها القطع واليقين. قلت: وهذا كذلك قطعي الدلالة على وجوب: «كراهية المنكر، وعدم قبوله أو الرضا به».
    * وعن عوف بن مالك الأشجعي ــ رضي الله عنه ــ قال سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم يقول: «ألا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئاَ من معصية الله، فليكره ما يأتي من معصية، ولاينزعن يداً من طاعة». قلت: وهذا أمر صريح، وهو كذلك قطعي الدلالة على وجوب: «كراهية المنكر، وعدم قبوله أو الرضا به».
    * وعن أبى بكر رضى الله عنه قال: يا أيها الناس إنكم تقرؤن هذه الآية: {ياأيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم}، وإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: «إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده». رواه أحمد وأبوداود والترمذى، وقال:حديث حسن صحيح، وابن ماجه والنسائى وابن حبان فى صحيحه والعدنى والحميدى. ولفظ النسائى: إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: «إن القوم إذا رأوا المنكر فلم يغيروه عمهم الله بعقاب»، وفى رواية لأبى داود: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: «ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصى، ثم يقدرون على أن يغيروا، ثم لا يغيروا، إلا يوشك أن يعمهم الله منه بعقاب».
    ــ وقريب من هذا في المعنى ما جاء عن جرير بن عبد الله رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، يقول: «ما من رجل يكون فى قوم يعمل فيهم بالمعاصى، يقدرون على أن يغيروا عليه، ولا يغيرون، إلا أصابهم الله منه بعقاب قبل أن يموتوا». رواه أبو داود، ورواه ابن ماجة، وابن حبان فى صحيحه، والأصبهانى وغيرهم، وبلفظ قريب من هذا عند الطبرانى، وفى «حلية الأولياء»، وعند ابن النجار، وابن عساكر عن ابن مسعود رضى الله عنه.
    ــ وقريب من هذا في المعنى ما جاء عن عدى بن عدى الكندى قال حدثنا مولى لنا أنه سمع جِدّى يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: «إن الله تعالى لايعذب العامة بعمل حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكروه فلا ينكروا، فإذا فعلوا ذلك عذب الله العامة والخاصة». رواه فى شرح السنة وأخرجه أحمد والطبراني. قلت: من المحال أن يتحرك الناس بمجموعهم للأخذ على يد الظالم، والإفلات من العقوبة العامة المدمرة، إلا إذا أوغرت صدورهم، وشحذت عزائمهم.
    * وعن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكعب بن عجرة: أعاذك الله من إمارة السفهاء، قال: وما السفهاء؟ قال: «أمراء يكونون بعدي، لا يهتدون بهدي، ولا يستنون بسنتي، فمن صدقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم، فأولئك ليسوا مني ولست منهم، ولا يردون على حوضي، ومن لم يصدقهم بكذبهم، ولم يعنهم على ظلمهم، فأولئك مني، وأنا منهم وسيردون على حوضي! يا كعب بن عجرة: الصيام جنة، والصدقة تطفى الخطيئة، والصلاة قربان، «أوقال: برهان»، ياكعب بن عجرة: الناس غاديان، فمبتاع نفسه فمعتقها، وبائع نفسه فموبقها». رواه أحمد واللفظ، له والبزار، ورواتهما محتج بهم في الصحيح. ورواه ابن حيان في صحيحه إلا أنه قال: «ستكون أمراء من دخل عليهم فأعانهم على ظلمهم، وصدقهم بكذبهم، فليس مني، ولست منه، ولن يرد على الحوض، ومن لم يدخل عليهم، ولم يعنهم على ظلمهم، ولم يصدقهم بكذبهم، فهو مني وأنا منه، وسيرد على الحوض....» الحديث. ورواه الترمذي والنسائي من حديث كعب بن عجرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «أعيذك بالله يا كعب بن عجرة من أمراء يكونون من بعدي، فمن غشى أبوابهم، فصدقهم في كذبهم، وأعانهم على ظلمهم فليس مني، ولست منه، ولا يرد على الحوض، ومن لم يدخل عليهم، ولم يعنهم على ظلمهم، ولم يصدقهم بكذبهم، فهو منى وأنا منه، وسيرد على الحوض ...» الحديث . وفي رواية للترمذي أيضاً عن كعب بن عجرة قال: خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ونحن تسعة، خمسة وأربعة: أحد العددين من العرب والآخر من العجم، قال: «اسمعوا هل سمعتم؟ أنه سيكون بعدي امراء، فمن دخل عليهم فصدقهم بكبكذبهم، وأعانهم على ظلمهم، فليس منى، ولست منه، وليس بوارد على الحوض، ومن لم يدخل عليهم، ولم يعنهم على ظلمهم، ولم يصدقهم بكذبهم، فهو مني، أنا منه، وهو وارد على الحوض» قال الترمذي: حديث غريب صحيح.
    * وعن عبد الله بن خباب عن أبيه رضى الله عنهما قال : كنا قعوداً على باب النبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم فخرج علينا فقال: «اسمعوا، قلنا: قد سمعنا، قال: اسمعوا، قلنا:قد سمعنا، قال: إنه سيكون بعدى أمراء، فلا تصدقوهم بكذبهم، ولا تعينوهم على ظلمهم، فإن من صدقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم لم يرد على الحوض». رواه الطبرانى وابن حبان فى صحيحه واللفظ له، واسناد ابن حبان حسن صالح للإحتجاج إن شاء الله.
    * وعن النعمان بن بشير رضى الله عنهما قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ونحن فى المسجد بعد صلاة العشاء فرفع بصره إلى السماء، ثم خفض حتى ظننا أنه حدث فى السماء أمر، فقال: «ألا إنها ستكون بعدى أمراء يظلمون ويكذبون، فمن صدقهم بكذبهم، ومالئهم على ظلمهم، فليس منى، ولا أنا منه، ومن لم يصدقهم بكذبهم، ولم يمالئهم على ظلمهم، فهو منى، وأنا منه» رواه أحمد، وفى إسناده راو لم يسم، وبقيته ثقات محتج بهم فى الصحيح.
    * وعن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «يكون أمراء تغشاهم غواش (أوحواش) من الناس يكذبون ويظلمون، فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم، فليس منى، ولست منه، ومن لم يدخل عليهم، ولم يصدقهم بكذبهم، ولم يعنهم على ظلمهم، فهو منى وأنا منه». رواه أحمد، واللفظ له، وأبو يعلى، ومن طريق ابن حبان فى صحيحه، إلا أنهما قالا: «فمن صدقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم، فأنا منه برىء»، وهذا كذلك حسن صالح للاحتجاج.
    قلت: الأحاديث السابقة كلها هي في ما يظهر روايات متعددة من عدة شهود من الصحابة الكرام لكلام رسول الله، عليه وعلى آله صلوات وتسليمات وتبريكات من الله، لكعب بن عجرة، بعضهم يفصل، والآخر يجمل. وفيها كلها الوعيد الشديد لمن رضي بظلم الأمراء، أو صدقهم بكذبهم، أن صلة من فعل ذلك برسول الله منقطعة، ووروده على الحوض ممنوع.
    وقبل ذلك وأهم من ذلك، كيف العمل في قوله، تباركت أسماؤه، وتقدست صفاته: {.. ولا تركنوا إلى الذين ظلموا، فتمسكم النار، ومالكم من دون الله من أولياء، ثم لا تنصرون}. قال المفسرون، وعلماء اللغة: الركون هو أدنى الميل، أي أقل مراتب الميل. فإذا كان هذا الميل اليسير يؤدي إلى النار، والخذلان من الله، ومنع الولاية والنصرة من جنابه الكريم، فكيف الفرار؟!
    ومعلوم بضرورة الحس والعقل مدى صعوبة اتخاذ مثل هذه المواقف المتباعدة الحازمة من الأمراء المتغلبين، فالسلطان بيدهم، والمال بيدهم، وهم يجيدون «فن» قطع الأرزاق، وضرب الأعناق، ففتنتهم كبيره، وغوايتهم عظيمة. فإذا لم توغر الصدور على هؤلاء الظلمة أو الكفرة، فأنى يمكن اتخاذ تلك المواقف الصارمة، التي لا بد منها لإصلاح الدنيا، ثم الفوز بالنجاة في الدار الآخرة؟!
    بل إن سقطة بن عثيمين أفظع لأن الأحاديث السابقة هي في حق الأمراء الظلمة، حتى ولو لم يبلغوا درجة الكفر، وما جاء في حق الأمراء الكفرة أغلظ وأشد. وذلك لأن الحاكم الكافر لا يخلو من أحد حالتين:
    آلأولى: إن يكون مرضياً عنه من الجمهور لوجود نوع من العدل النسبي، وصيانة بعض الحقوق، والمشاركة الشعبية، كما هو الحال في بريطانيا وأمريكا وغيرها النظم الديموقراطية العريقة في الغرب. فحينئذ ينخدع الناس بالحال، ويظنون أنهم إنما خلقوا لرغد العيش في الدنيا، وأن «السماء» راضية عنهم، وأنهم «أبناء الله وأحباؤه»: كيف لا وهم ينعمون بكثير من الحرية وبعض العدل وضمانات الحقوق؟! وينسى الناس أو يتناسون أن الكفر هو أبشع أنواع الظلم والاعتداء على حق الله، وأنهم إنما خلقوا للعبودية، وأن حق الله أولى أن يقدم، وأن الآخرة هي دار القرار. يخدع الناس عن ذلك، فتضيع آخرتهم: هذا أعظم الخيانة من أولئك المفتين بالرضا بتلك الحال، وهو أعظم الخسران للجميع.
    الثانية: أن يكون الحاكم مسخوطاً عليه من الشعب لظلمه، وفساده، ونهبه للمال العام، وخيانته أو تقصيره في واجباته السلطانية، كما هو حال الأنظمة المتسلطة على رقاب المسلمين اليوم، فيجمع ظلماً وكفراً، ويكون ظلمه زيادة في الكفر، وكفره زيادة في الظلم، ويضيف إلى خسارة الدنيا خسارة الآخرة.
    فهل نتبع رسول الله، الناصح المشفق الأمين، المعصوم بعصمة الله، الرحمة المهداة، الذي يريد أن يمسك بحجزنا عن النار، دار البوار، أم نتنبع فتاوى بن عثيمين الساقطة، وتجاوزاته الشنيعة، ونصائحه المهلكة؟!
    * ما زلنا مع الشيخ محمد بن صالح العثيمين لمناقشة فتواه في مجلة «الدعوة» السعودية، العدد 1608، بتاريخ 1418/5/10هـ، الموافق 1997/9/11م، وإليكها:
    سؤال: [بعض الناس يقول أن الانضمام إلى الأمم المتحدة تحاكم أيضاً إلى غير الله سبحانه وتعالى، فهل هذا صحيح؟!]
    جواب: [هذا ليس بصحيح، فكل يحكم في بلده بما يقتضيه النظام عنده: فأهل الإسلام يحتكمون إلى الكتاب والسنة، وغيرهم إلى قوانينهم، ولا تجبر الأمم المتحدة أحداً أن يحكم بغير ما يحكم به في بلاده، وليس الانضمام إليها إلا من باب المعاهدات التي تقع بين المسلمين والكفار!]
    نقول: بخٍ، بخ: هكذا يكون الرد إلى الله ورسوله، وهكذا يكون الفقه العميق، والنظر السديد! الأمم المتحدة ذات الميثاق الطويل العريض، وبيان التأسيس الصريح، والعهدين العالميين لحقوق الإنسان، وغيرها من المواثيق، والمعاهدات، والبيانات، واللوائح الإدارية، البالغة مئات الصفحات، والطافحة بما يتناقض مع الإسلام كل المناقضة، على النحو الذي فصلناه في سلسلة: «اهدموا الأمم المتحدة» على طول ثمان حلقات، كان آخرها في العدد رقم 120 بتاريخ 1417/10/5 من نشرة «الحقوق»، وهي من إصدارات «لجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية»؛ وقبل ذلك في سلسلة: «آل سعود، والشرعية الدولية» من خمس حلقات كان آخرها في العدد رقم 112 بتاريخ 1417/5/27، وأشبعناه تفصيلاً في كتابنا: «الأدلة القطعية على عدم شرعية الدولة السعودية».
    ولا يمكن أن تصبح دولة ما، بما فيها دولة آل سعود «المباركة»، عضواً في منظمة الأمم المتحدة، الكافرة الظالمة المعتدية، إلا إذا أقرت بتلك المواثيق، والعهود، والبيانات، وأعلنت إيمانها بها، وعزمها على تطبيقها في الداخل والخارج، جهاراً على الملأ، أي: إذا أقرت بالكفر، وتلفظت به، من غير إكراه ملجيء.
    ومن المغلوب بالاضطرار، من آية الردة والإكراه على الكفر: {إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ..الآية}، أن التلفظ بالكفر من غير إكراه ملجيء ردة، لأنه شرح صدر بالكفر: إما بشك في شيء من الوحي، أو تكذيب له، أو بغض، أو إعراض ولا مبالاة به، أو احتقار واستخفاف، وذلك كله كفر وردة، وذلك كله بغض النظر عن التطبيق والعمل، كما يعلم ابن عثيمين جيداً.
    والفرق بين الدول الأعضاء الملتزمة في أنظمتها الداخلية بتلك العهود والمواثيق الكفرية التي تبنتها الأمم المتحدة، وتلك التي لم تلتزم كدولة آل سعود، أن الأولى دول «محترمة»، تفعل ما تقول، وتطبق ما أقرت به وأعلنت، أما آل سعود السفلة فهم دجاجلة منافقون، يقولون ما لا يفعلون: يقرون بمواثيق الأمم المتحدة، ويتلفظون به، ثم لا يطبقون إلا بعضها، تماماً كما أنهم يعلنون بالشهادتين، ويطبقون أنظمة الكفر المناقضة لهما في سلطانهم، كالترخيص للبنوك الربوية، وموالاة الكفار، ونحوه، فهم منافقون بالمعنى الاعتقادي، ومعلوم أن المنافق الاعتقادي في الشر كالكافر المجاهر، بل أكثر.
    هذا ليس هو بحثنا ها هنا، فتراجع السلاسل والكتب المذكورة أعلاه، ولكن السؤال هنا: هل اطلع ابن عثيمين على ميثاق الأمم المتحدة، وعهودها لحقوق الإنسان، وغيره المملوءة بالكفر والباطل؟!
    أليس هو من «هيئة كبار العلماء» الذين يفترض فيهم متابعة كافة العقائد والأفكار والتشريعات في العالم لفضح ما يناقض الإسلام منها، وتعرية شبهاتها؟!
    فلعله يجهل ذلك كله، وهي مصيبة، فكيف يسمح له «ورعه» المشهور بالتصدي للفتيا، وعضوية «هيئة كبار العلماء»، وهو على هذه الدرجة من الجهل؟! أليس هو يدعي «السلفية»، ويزعم الاطلاع على أقوال السلف الصالح وأفعالهم، فهل خفي عليه فرارهم من الفتيا، وتخوفهم منها؟! ألم يسمع ما روي من قول أبي القاسم، صلوات الله وسلامه وتبريكاته عليه وعلى آله: «من تقول علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار؛ ومن استشاره أخوه المسلم فأشار عليه بغير رشد فقد خانه؛ ومن أُفتِيَ بفتيا غير ثبت فإنما إثمه على من أفتاه»، أخرجه أحمد بتمامه، وأخرج ابن ماجه والدارمي آخر فقراته عن الفتيا.
    ولكن البعض قد يقول أنه إنما أجاب هكذا مختصراً مخلاً للهروب من الورطة، ولم يكن له بد من الإجابة لأن السؤال من فبركات «المباحث العامة» لمواجهة النقاش الجماهيري الواسع حول الأمم المتحدة، ومشروعية الانضمام إليها، ومشروعية تطبيق قراراتها الكافرة الفاسقة الظالمة: من اغتصاب فلسطين وتسليمها لأعداء الله اليهود الصهاينة القتلة المجرمين، إلي حرمان أهل البوسنة من السلاح وتمكين الصرب الكفرة السفلة المجرمين من قتل مئات الألوف من المسلمين، واغتصاب عشرات الألوف من المسلمات، إلى حصار ليبيا والسودان والعراق، لتجويع وإذلال، بل وإبادة أهلها من المسلمين، إلي ... إلخ؛ وإلا فهو يعلم يقيناً أن ذلك ليس بحق!
    نحن لا نقول حتى الآن بذلك، ولم تصل إلينا البينة القاطعة عليه: أنه يفتي بخلاف ما يعلم هو أنه الحق، تزلفاً إلى السلاطين أو جبناً عن المواجهة.
    نعم: نحن لا نقول بذلك بعد، لأنها التي يشيب منها الوليد، وترتعد منها الفرائص: ويكفيك من شر سماعه!
    * وما زلنا أيضاً مع الشيخ محمد بن صالح العثيمين حيث قال الشيخ في اللقاء رقم (150) من لقاء الباب المفتوح الأسبوعي، وهو مسجل على شريط كاسيت:
    إجابة على السؤال «الألمعي»: [ما تقول، عفا الله عنك، فيمن أضاف للتوحيد قسماً رابعاً سماه توحيد الحاكمية؟!]،
    فكان الجواب «العبقري»: [...، نقول أنه ضال، وهو جاهل! لأن توحيد الحاكمية هو توحيد الله عز وجل: فالحاكم هو الله عز وجل! فإذا قلت التوحيد ثلاثة أنواع، كما قاله العلماء، توحيد الربوبية فإن توحيد الحاكمية داخل في الربوبية، لأن توحيد الربوبية هو توحيد الحكم والخلق والتدبير لله عز وجل!
    وهذا قول محدث منكر! وكيف توحيد الحاكمية؟! ما يمكن أن توحد الحاكمية! هل معناه أن يكون حاكم الدنيا كلها واحداً، أم ماذا؟!
    فهذا قول محدث، مبتدع، منكر ينكر على صاحبه، ويقال له: إن أردت الحكم، فالحكم لله وحده، وهو داخل في توحيد الربوبية: لأن الرب هو الخالق، المالك، المدبر للأمور كلها! فهذه بدعة وضلالة]. إهـ.
    أرأيت هذا الهذر واللغو المضحك؟! نحن لا نتكلم عن ركاكة الأسلوب، وضعف اللغة، فهو متوقع في مثل هذا التسجيل الشفوي. وليس ابن عثيمين ممن لم يعرف بالدقة، وحسن التفريع، بل هو كذلك، يعرفه من قرأ دراسته وفتاواه في دقائق فقه «الحيض والنفاس»، و«الدماء الطبيعية للنساء». كلا، والله: إنها المجاملة والمداهنة للسلاطين الذين يحكمون بغير ما أنزل الله!
    ثم أليس الحكم الشرعي هو أن يكون المسلمون أمة واحدة، لها ذمة واحدة، حربها واحدة، وسلمها واحدة، وأمانها واحد، ودولتها واحدة، وإمامها: الإمام الأعظم أو الخليفة واحد؟! أليس كذلك؟! أليست الحالة المثالية المطلوبة شرعاً هي: حمل الإسلام إلى كافة بني آدم حتى يدخلوه، أو يخضعوا لنظامه، تحت سلطان واحد؟! فأي غرابة في توحد المسلمين في كيان واحد، تحت حاكم واحد، لا سيما أنه هو الواجب الشرعي؟! وما القبيح في توحيد الدنيا كلها، عند الاستطاعة، تحت سلطان الإسلام الكامل العادل، فيهنأ المؤمن، ويستريح الكافر؟! إن ابن عثيمين يعلم ذلك بيقين، ولا يمكن أن يكون عن ذلك غافلاً، فلم الاستهزاء والسخرية إذن؟! ألا يخشى ابن عثيمين أن توبخه الملائكة عند موته: {أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون * لا تعتذروا، قد كفرتم بعد إيمانكم}؟!
    * وما زلنا أيضاً مع الشيخ محمد بن صالح العثيمين لمناقشة فتواه في مجلة «الدعوة» السعودية، العدد 1608، بتاريخ 1418/5/10هـ، الموافق 1997/9/11م، تحت عنوان (حكم الإقامة في بلاد الكفر)، وإليكها:
    سؤال: [قليل من الناس يقيم في بلاد الكفار هرباً من الظلم؛ على أن احتمالات الفساد لهؤلاء أو كفر أولادهم كثيرة واردة، فماذا تقول؟!]
    جواب: [ينصح هؤلاء أن يبقوا في بلدهم، وأن يصبروا على ظلم الولاة، ونسأل الله تعالى أن يهدي ولاتهم. وأما الهجرة إلى بلاد الكفر، فكما تفضلت، فيخشى على الإنسان في عقيدته وفي أخلاقه، وكذلك على أهله وذريته. ولكن أنا أسمع أن بعض البلاد الإسلامية والعربية، أنها لا تمكن المسلمين من من إقامة شعائر دينهم، كصلاة الجماعة مثلاً، وأنها تضايقهم مضايقة تامة، وأنهم إذا ذهبوا إلى بلاد الكفر حصل لهم من إقامة الدين أكثر مما يحصل من إقامة دينهم في بلادهم، فهؤلاء يتوقف الإنسان في أمرهم، هل يذهبون إلى بلاد الكفر التي يجدون فيها الحرية الكاملة، أو يبقون في بلادهم، ويصبرون على الأذى؟! أنا متردد في ذلك!]
    واضح من صيغة السؤال محاولة تلقين الشيخ (الجواب المرغوب). السؤال على كل حال مما يتردد على ألسنة جماهير المسلمين، وبخاصة الحريصين من شباب الدعوة. والموضوع مهم خطير يؤرق مضاجع المؤمنين جميعاً، فلا يستغرب صدوره، وإن كنا نرجح أن هذا السؤال أيضا، كسابقه في النشرة السابقة، من فبركات أجهزة التجسس والنميمة والقمع (المباحث العامة) وأفراخها من سفلة الجاميين والمدخليين، قاتلهم الله وأبعدهم، وأخزاهم ولعنهم.
    ذلك لأن الأنظمة الكافرة الظالمة، الفاسقة المسلطة في بلاد المسلمين المضطهَدين المعذَّبين باتت على يقين من خطورة أولئك الذين فروا من قبضتها، إلى مأمن في بلاد الكفار، على تلك الأنظمة العفنة النجسة نفسها. لذلك تستميت تلك الأنظمة في تخويف أهل الورع والتقوى من طلب اللجوء السياسي، أي «الهجرة» إلى مأمن في بلاد الكفار، ورسم صورة مفزعة لمخاطر الكفر والفسق عليهم وعلى أولادهم! فيا لله ما أحرصهم على عقائد المسلمين وأخلاقهم؟!
    لاحظ أن السؤال يقول: (قليل من الناس)، وهو كقول الأول: {إن هؤلاء لشرذمة قليلون}، ويقول: (أن احتمالات الفساد لهؤلاء أو كفر أولادهم كثيرة واردة)، وقد يكون هذا حقاً، ولكن: هل الاحتمالات أقل من ذلك بكثير في بلاد المسلمين، خصوصا في ظل الحكم بالكفر، وتبديل الشرائع، وتولي الكفار من البعض، وحصار الآخرين إلى حد المجاعة، والبغاء المرخص في البحرين ولبنان، وشبه المرخص في مصر وسوريا، وتجارة آل سعود الضخمة في المخدرات، التي انتشرت في مدارس الأولاد والبنات على حد سواء؟! نحن نذكر فقط بأن أكثر الدعاة والناشطين الإسلاميين المعاصرين كانوا قد أقاموا في بلاد الكفار أزمنة طويلة، أو ما زالوا مقيمين، وما رأيناهم تضرروا هم، ولا أولادهم، أكثر من المقيمين في بلاد المسلمين، بل لعل الأمر بالعكس. وهاك نفر من الشابات المسلمات في فرنسا يرتدين الزي الشرعي، الخمار والجلباب، برغم كل المعوقات، حتى أمرهن «عدو الله ورسوله والمؤمنين» ملك المغرب اللوطي المأبون الخبيث بطرحه، ضارباً المثل بنفسه و«سيدات» أسرته «النبيلة» في عدم الالتزام بالزي الشرعي!
    أما بالنسبة لجواب الشيخ، فهو بحمد الله لم يصل درجة الطامة الكبرى التي وصلتها فتواه بخصوص «الأمم المتحدة»، كما بيناه في ما سبق، وفيه لمحة أو اثنتان مضيئة، ومع ذلك فهو لا يسمن ولا يغني من جوع. ويكفيك لاطراحه أنه بني على ظنون وخيال، لا على النصوص الشرعية من الوحيين، التي فيها فصل الخطاب، ورفع النزاع، لأنها يقينية معصومة، لا ظنية تحتمل الخطأ، وهي وحدها التي تضمن المصالح الشرعية، أي المحبوبة من ربنا تبارك وتعالى، لا غير. وأهم من ذلك كله أن الرجوع إليها، وتحكيمها هو عين الحكمة من الخلق: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}، والعبادة هي الطاعة بالرد إلى الله ورسوله. فليست العبادة هي الصلاة، والزكاة، والصيام، والإقامة في دار الإسلام، وبر الوالدين، وتحريم الربا، ليست هي عين ذلك، أو ذات ذلك، كلا، ولكنها: طاعة الأمر بذلك، فعندما امتثل إبراهيم، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لأمر ربه بذبح ابنه كان عابداً مسلماً، ولو امتنع لكان عاصياً مجرماً، فلما أمر بالتوقف امتثل فبقي عابداً مسلماً، ولو ذبح ابنه آنذاك لأصبح عاصياً مجرماً: فهل تخفى مثل هذه البديهيات على ابن عثيمين؟!
    من الملفت للنظر أن الشيخ اعترف بأن بعض المسلمين قد يستطيع إقامة دينه في بلاد الكفر أكثر مما يقيم في بلاد المسلمين (التي أبقاها مجملة، فلم يسمِّها طبعاً، حتى لا يحرج «سعوديته» الحبيبة). هذه نقلة كبرى، فهل لنا أن نأمل في خروج الشيخ من سباته العميق، وغفلته عما يدور في الدنيا حوله، إلى حالة من الوعي والنباهة؟! أو لعل الشيخ بدأ يتحسس طريقه إلى «الهمس» بكلمة حق، هنا وهناك، بدلاً من الاكتفاء بسؤال الله تعالى أن يهدي ولاتهم؟! عسى، ولعل، ولكنه ما زال، على حد قوله نفسه: (مترددا في ذلك).
    والجهل بأحكام الهجرة (أو تجاهلها) ليس قصراً على الشيخ ابن عثيمين، وما فتوى الألباني الشاذة المشهورة بخصوص الهجرة من فلسطين إلا نموذجاً لهذا القصور الشنيع، وللعجز عن جمع النصوص كلها في الباب وإجرائها علي عمومها، وإطلاقها، إلا ببرهان للتخصيص أو التقييد، والالتزام الصارم بوجوب الطاعة لها. لذلك رأينا أن من حق الأمة الاطلاع علي هذا المبحث بتفصيل، لعله يوفي القضية بعض حقها، ويحرك العلماء وطلبة العلم لمزيد بحث، وتحرير، وتفصيل لها، ويفضح جهل الألباني وابن عثيمين، وأمثالهما، والله المستعان.

  • #2
    أصول منهج الجامية - للشيخ يوسف بن مروان


    محاور المادة
    1- الجامبازية تدعي الإنتماء للسلف الصالح هدفها ترسيخ الحكام على رقاب المسلمين و هي بذره نشأت بالبيت الأبيض و غرست بالجزيرة العربية و سقيت بماء المدرسة النجدية
    2- أبرز سمات الجمبازية وجوب طاعة الحكام حتى لو حكم بالقوانين الكفرية فالحاكم عندهم يقوم مقام الرسول صلى الله عليه و سلم
    3- أصل الأصول عند الجمبازية إنزال الأدلة من الكتاب و السنة على غير وجهها و في غيري إطارها و الإستدلال في غير بابها
    4- الجمبازية يصفون الدعاة المنابذين لطواغيت الكفر بالخوارج و هم حرب على كل داعية أو مجاهد قام في وجه كفرة الحكام ولو باللسان
    5- نزكية أنفسهم (الجمبازية)بأنهم الفرقة الناجية و الطائفة المنصورة و وصف كل من خالفهم بأنه من اهل النار
    6- هل لفظ السلف و السلفية بدعة ؟ ثم ان السلف هم الصحابة و التابعون و تابعي التابعين رضوان الله عليهم أجمعين أي القرون الثلاثة
    7- من لا يزكي من قبل الجمبازية لا يعتبر عالم و الجمبازية و أعضاء الفتوى في السعودية يعينهم الملك فهد بن عبدالعزيز عميل أمريكا
    8- أعظم ذنب عند الجمبازية التكفير و ليس الكفر بالله . لا يريدوا أن تعلم الأمة أن التكفير حكم شرعي و عملوا على نسخه
    9- الشرك في تعريف الجمبازية لا يدخل فيه شرك الطاعة و لا شرك التشريع ! فالتشريع هو البدعة أما تشريع الربا و غيرها فلا.
    10- الإسلام عند الجمبازية يثبت بشهادة الميلاد و جغرافية البلاد و لا ينتقظ إلا بالإستحلال ما حرم الله !
    11- الطاعة العمياء المطلقة بدون قيد أو شرط لحكام العرب و طاعتهم واجبة حتى لو لم يبايعوا و لم حكموا شرع الله


    للتحميل من هنا

    الوجه الاول
    http://www.omsamer.com/images/rm.gif
    الوجه الثاني
    http://www.omsamer.com/images/rm.gif

    تعليق


    • #3
      بارك الله بك , شكراً أخي الكريم في ميزان حسننك
      #################
      اذا تكرر نفس التوقيع سيتم طردك من المنتدى المرة القادمة
      الادارة

      تعليق


      • #4
        الله يجزيك كل خير اخوي الكريم علي الجهد الطيب والمبارك وموضع بصراحة مميز جدا


        الله يتقبل منك ويجعل هذا العمل في ميزان حسناتك يوم القيامة


        دمت بحفظ الرحمن ورعايته
        إن لله عباداً فطنا .. طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
        نظروا فيها فلما علموا .. أنها ليست لحييٍ وطنا
        جعلوها لجةً واتخذوا .. صالح الأعمال فيها سفنا

        تعليق


        • #5
          بارك الله فيك أخي

          [fot1]
          سرايا القدس امتداد لسرايا الرسول صلى الله عليه وسلم[/fot1]

          تعليق


          • #6
            جزاك الله كل خير أخي
            أيها العضو الصديق لا بأس أن تؤيد رأيك بالحجة و البرهان .....

            كما لا بأس أن تنقض أدلتي ، وتزييف مما تعتقد أنك مبطل له
            .....

            لكن هناك أمر لا أرضاه لك أبدا ما حييت ، ولا أعتقد أنه ينفعك
            ؟

            الشتم و السباب

            تعليق

            يعمل...
            X